مرحبًا أيها الفرح !! / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    مرحبًا أيها الفرح !! / ربيع عقب الباب

    " و في مغيب آخر أيام عمري .. سوف أراك و أرى أصدقائي ،


    و لن أحمل معي تحت الثري غير حسرة الأغنية .. التي لم تتم .. !"


    " ناظم حكمت "


    مرحبا أيها الفرح !!


    حطت أخيرا كيمامة برية فى سماء القاهرة ،
    جنحت بين أحيائها ، و مصرها القديمة .
    هاهي عائدة إليك ، يحوطها الفرسان ،
    حملة المشاعل ، الحواة ، الراقصون و الراقصات
    تهيأ إذًا
    كن لائقا بها ،
    بعد طول انتظارك .
    ما هى غير سويعات قليلة ، و تكون بين ضلوعك ، يديك ، أنفاسك ، وتكون بين نديها طفلا ، و بين ضلوعها فارسا ، و على شفتيها رحيقا وندى !
    كم من العمر أهلك ، و الانتظار سيدك ،
    أعددتها منذ نيف وعشرين لهذا العرس ، فتأبت عليك ، ضاعت بين ركام السنين ،
    و ركام من الأباطيل و الأحلام ، ووجوه لامعة ، أكثرها كان زائفا و كريها .. كم صرخت ، ناديتها ، فما أجابتك ، و لا أعطتك انتباها لائقا، ظلت فى إبحارها فى الصمت و التمنع !
    ناديت إبراهيم ، صقرا و حمامة ، وكم تتخلى الصقور عن مخالبها للحمام ، حين تحط بصدورها ، تنسى كل تواريخها ، عدا النسل ، و اجترار الرحيق ، وحرية قتل بحثا عنها ، و حين لقيها فى أحضان سعدية ، تلك الغجرية المهلكة ، ضاعت من قبضته كوهم. تركته غير آسفة ، غير مبالية إلا من جرح ، وبطن تحمل أملا قادما ، يالها سعدية و يالخبرتها الفسيحة فساحة جرحك ، و تخبطك ليل نهار ، ما بين غيط و مصنع ، بين فقر أبيد ، عشق و صبابة ..لا تتحول .. و أنت بالفكرة تؤمن ، عاشق لها أنت ، بالزعيم المكبل هناك ، فى قصر العروبة ، أو قصر عابدين ، ينتهك ثورانه خيانة الصديق ، و رفاق ظنهم بعضه ، فدسوا فى بدنه ما استعصي على دول حد الهزيمة .. تصرعك نهاية صاحبك المرة ، اشتعاله مع مصنعك ، و هلاك بيادر حنطتك و قوتك ؛
    لتكون سعدية بين ضلوعك ، نهدا يغمرك جنونا و طفولة ، و جسدا يصليك لذة و إشراقا ، ومغامرة لن تخذلك قواك معها ، حلما لا تدركه ، و ربما لا تراه ، فكرة لم تؤسس عليها كثيرا ، لكنك كنت تحوم حولها ، فى صبر أيوب ، صبر عاشق ، رغم تجليات عبد الواحد أبيك ، لفض اشتباكك و الرحيل فيها !
    أنا و أنت خاسران يا رجل المهام العصية ، رمضان يابسطة الغيث و لجة الرحمة ، كم سحقتك القبيلة ، و أنت طائر بأحلامك المجنحة ، ترتكب غواية الطريق ، فى قراها الظالمة ، التى اغتالت أحلامك ، طمرتها أسرارا فى قواديس السواقي ، وترع الموت ، وعيون الشجر كم شهدت لك بالنبل . تصدح بأناشيد الجلالة ، و السمو ؛ فتقتل الماشين على وجه الغيم ، و حر البيوت الظامئة ، لنفثة هواء ، لرفة طائر ، فى سماء قتلوها رجما و خيلا و إيادة !
    نيفا و عشرين يا رمضان على أسنة الريح ، و عذابات القلق اليومى ، و أنت سجين أوراقى
    تحن كما أحن للمسة ، أو نظرة ، أو محض بصقة فى وجه من وضع بذرتك هنا ، كوجه آخر لمعادلة غير ذكية ، لا يشفع له إلا كونها بعض طريق ، بعض مشاعر خالطته ، ونامت بين دمعاته و حلم .. سيان ..كأننى بلعنتى و أنت بلعنتى ، نغربل الوهم بحثا عن ما تصورناه ، عن الحب و العشق ، الموت و الميلاد ، الحرية و الوهج ، الفقر الذى حط على تلك البيوت ، نال منها حد النزف ، حد الجريمة ، و الخيانات !

    الآن .. ألفني بأرق الثياب ، أغلى الثياب ، أرفع على رأسي قبعة ، سرعان ما ألقى بها ، أتمايل أمام المرآة المشروخة طويلا ، أكلمني ، و ظل بسمة يرف ، سرعان ما ينطفيء ، و لمرة أخيرة ، أو ربما قبل الأخيرة ، أحادثها لم غاضبتها ، و لم كنت دائما بعيدا عن ملامحي ، يبدو تفهمت الأمر ، تهللها أمامي أكد لى ذلك ، و لأكون مقبولا إلى حد ما ، أكسر من حدة هذا الأنف ، أطلقت شعري الملبد ، لا تهم التجاعيد فى رقعته و امتداده .. لا تهم .. فهى رزينة وعاقلة ، لن تعير هذه المسائل أهمية ، و على وهج انصهارنا أنسى كل شقاوتي . ظلت أعشقها نيفا و عشرين ، لا بد أنها أيضا تعانى من تجاعيد ، آثار السنين ، تباريحها ، ما بين حر و برد ، رعد وقصف ، إهمال و بعث .. لكنها لن تنسي أبدا ، أنها أنزفتني . من فجر نهر نزفى ، أرشد دمى إلى ثقوب الهروب ، و مغاضبتي و التمرد على .. لن تنسي بلا شك ، أنها تحمل كل حبي وجنوني بموطني ، بهنا ، بالمحلة الكبري ، تل الواقعة ، أو سوق اللبن ، كيف تنسي إذًا خلوتنا معا ، و صراخ تلك المرأة على كتاكيتها ، وعجن أجسادهم الغضة مرة بالعض ، أخرى بالمكنسة أو حذائها المهتريء ، و صوتها يدوى كفضيحة كانت نائمة ، و أنا وأنت نختبيء ، نتوارى ، و نحن نستشعر أن تلك الهجمات ، و ذاك الصراخ ما كان موجها إلا لنا .. أنا و أنتِ . نولى هربا ضاحكين ، و الملح يتقاطر من عيني ، فتحملينى فى حنان صدرك الناهد ، ترشفين ألمى ، ثم تضحكين فأضحك سخرية بنفسي ، و حياة ما أردتها ، وما كانت حلمي .
    نلف الشوارع راقصين ، أحياء المدينة المترفة ، وعشش الصفيح التى لا تنام ، إلا عارية الصدر ، تمضغ الأفيون ، الحشيش ، الأحلام ، ممددة فى مواجهة غبار السماء الذى أطلقته زفرات الكبار هناك ، فى الأحياء الراقية ، و لطمات الرجال و ركلاتهم ، و الزوجات الغافيات على قدور الماء ، أمام الكانون ، أو البوتاجاز القادم من مزيلة عبر الحدود
    كنت و أنتِ نبحث عن إبراهيم ، و ما فعل الإضراب فى مواجهة السلطة و إدارة مؤسسة طلعت حرب . هناك كانوا ، خلف القضبان ، ينامون وقوفا ، و يضحكون من تلاعب إحدى العاهرات بضابط الليل ، و كيف استبدلت معه الثياب ، و الحنجرة !!
    الوقت يمر بطيئا .. بطيئا
    و القلق حد مدية .. أحسست بثقل يدى ، أغادر مكمني .. إلى أين .. ؟ إنها قادمة .. عليك ببعض الصبر ، تآكل بعضه ، هاهى الدماء تنزف من صدرك و كتفيك ، ألا تر أظافرك تخضبت بك .. عليك ببعض الصبر أو الموت في صمت.
    إنها قادمة لا محالة ، ألم يخبروك حين خرج الموكب .. مرت ساعات و ساعات .. لم يأت أحد ، لم أسمع شيئا حتى الآن ، حتى الهاتف صمت كقطعة حجر أصم ، لا يحس و لا يشعر . هانت على كل حال .. انتظر ليوم آخر ، ربما شاغبت الطرق موكبك الآتي ، تنتظر من نيف وعشرين عاما ، و الآن ضعيف حد التهتك على احتمال ساعات ، ليست بالجبال على كل حال .. اهدأ سيدي .
    أستشعر ثقلا ، دبدبات و اضطرابات فى معدتى ، أهرع صوب الحمام ، يتمزق الموت على حد الوجع ، أسيل .. أسيل ، أتهادي كذرات بخار مطاردة . أتابع تهيئة نفسي ، ألتف حول صدري .. ما شكلها الآن ، ملامحها ، بريق عينيها و اتساعهما ، غمازتيها ، لون عينيها ، أمازال هو هو ، ياربي .. كم أحبك .. وكم أخشى من هذا اللقاء الأسطورى ،
    كيف استعصت علي ، فشلت فى الارتباط بها ، حتى أمام محامي بورقة عرفية .. كانت غالية و فادحة . خفت وخافت الجور على الكتاكيت ، و أمهم ، وهاهم غدوا فراخا و صقورا ، غير مبالين بي و ما أحب ، ربما من شرفة ذر الرماد ، كانوا يعرضون عليك الأمر ، و هم يدركون أنك ما عدت تملك إلا هم ، كل مالك و عتادك .
    نعم كان لا بد من رضى أهلها ، كما رضاى تماما ، و إلا سقط كل شيء ، و حيل بيني و بينها بموج كالجبال أو أشد قسوة ، و مت عشقا و جنونا !!
    لم يعد فى القوس منزع ، تكسرت أوتار انتظاري تماما ، و الريح تأخذ شكلا معاندا ، فأبرح وقتي إلى وقت زائغ ، هناك .. أرى العشش هى هى ، و الرجال مايزالون يمضغون الأفيون و الحشيش و البانجو ، و النساء لم تعد غافيات ، بل يمتد أمامهن طوابير المدمنين من نساء ورجال و شبان بوجوه نهشتها ثعالب الموت الماكرة بكل الألوان ، كل يحمل بطاقة ، يهلل للسكينة القادمة ، العودة المنتظرة للتحليق مع الأقمار و النجوم ، بينما من كانوا على موقد الماء يحلمون بكسرة و شربة ماء ، يباشرون نقل و تخزين وفض مشاوير الزبائن المرموقين .. و هناك فى العنابر ، بين دويها القاسي ، وصخبها الرهيب كنت أبحث عن ملامح ما ، عن ضحكة ما ، عن تلك الطيبة المشعة .. عن إبراهيم أبحث ، ولما يئست من رؤيته ، نخر ت شغفى إليه بعض همهمات : إبراهيم .. يااااه .. هضمته معدة المدينة فى أبريل قبل الماضي حين فخخ نفسه بحافلة شرطة !
    ركضت فى حوارى وشوارع شتى ، و على هدب طفل كنت هناك ، أفترش التراب و الأسفلت ، أتحين موكبها ، بتلقائية أمسد لحيتي ، أمشط شعرى الطائر المهمل ، هاهى مقبلة ، ياربي ، أسمع الآن رنين الأجراس ، تلاطم السيوف ، صهيل الفرسان ..
    مالى أرتجف ، أغدو فى خفة فراشة ، أتهالك .. أن لى بقوة عشرين عاما ، لأكون قويا بما يكفي ، قادرا على إسالة وهن السنين ، إذابة الجليد المتراكم ، تجلية البريق ليعود بعد انطفاء.
    أخترق الحشد ، أرفرف نحوها طائرا . الصخب يغتال رأسي ، و هى ملء جنوني . أخيرا كانت على قيد خطوة ، وكنت بين حد الموت و الجنون ، حين اكتشفت أني انتظرت مومياء أخرجوها ، من تابوت طمرته الرمال آلاف السنين !!

    25 / 5 / 2011
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 24-05-2011, 23:51.
    sigpic
  • بيان محمد خير الدرع
    أديب وكاتب
    • 01-03-2010
    • 851

    #2
    أستاذنا الكبير .. يا صباح الإبداع و الورد ..
    يا لروعة ما قرأت هنا .. حلم السنين الذي لم يبرح الروح والقلب و الوجدان .. و أمل اللقاء الذي أتخذ الشريان مسرى له على مدى كل تلك السنين ..
    ولكن يبادرني سؤال هنا ؟
    عند لحظة اللقاء .. هل رأيتها بعينيك .. أم بروحك ؟! حتما ستختلف الرؤية .. ألست معي أستاذي ؟
    دمت بخير محبتي وإحترامي ..

    تعليق

    • سها أحمد
      عضو الملتقى
      • 14-01-2011
      • 313

      #3
      ربيع

      سمفونية تعزف بعزف منفرد

      بكلمات عذبه على أوتار القلوب

      سلسه كلماتك لها عمق بين السطور
      [SIZE=6][COLOR=black]اذآ ضآق الزمآن وشآنت ظروفك ترآنى مثل طيآت الذهب[/COLOR][/SIZE]
      [SIZE=6][/SIZE]
      [SIZE=6]مايختلف لونى[/SIZE]
      [SIZE=6][COLOR=red][/COLOR][/SIZE]
      [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
      [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
      [COLOR=#bfbfbf][/COLOR]

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        يا سيّد الكلمات :
        لو تدري ما فعل هذا النصّ بتداعيات الرّوح عند الصباح ..
        كانت كلماتك ..أوّل شيء صافحته عيناي ..وانا أقلّب الصفحات ..
        ويا لحسن طالعي !!!
        كم جميل أن تجلس في رحاب الإبداع ..!!تصغي لهسيس الأجنحة، لمّا تأخذك من عالمٍ تعيشه، صار افتراضيّاً ..
        وترتحل بفكرك إلى فضاءٍ ، صار واقعاً ملموساً ، يفرض عليك تجلّياته وألوانه ، كعالمٍ سحريّ له سطوته ..
        هكذا حال نصّك القويّ يا هبة النيل ..
        إنّي أحاول الآن أن أحيط ببعض إشعاعاته ، مقدمة خطوة ، محجمة خطوات خشية التقصير ، أو عدم الإحاطة ..
        كنت يا ربيعنا هنا
        تصف حال إنسان يقف متأمّلاً لعمره الذي مضى ،
        عند محطّةٍ أخيرة ..بين الوجود يقيناً، أو اللاّ وجود.
        يرمي عن كاهله، كلّ أحمال السنين ..
        استعرض فيها كلّ ما ناوش قلبه الرّقيق ، الصادق من حبّ رائع ..
        في صورٍ متعدّدة عبر كلّ المراحل
        لعشقٍ تجذّر في صدره بمساحة ألف عامٍ
        ليصير بعمق وطن ..بكلّ تباريحه
        وعند التأمّل يغوص المرء بأبسط الأشياء ، بتفاصيلها ..
        هنا يتذكر ضحكاته المختلسة مع محبوبته ،
        والغضب الموارب للمرأة ،حين سرّبته غيظاً على أولادها
        يتذكّر معالم مدينته ، وبيوتها البسيطة ، وأحلامها المتواضعة ..
        ويجسّد حتى رائحة الهواء الذي يتنفّسه الفقير، من مخلّفات الغنيّ الصلف
        يتذكّر الآهات الحبيسة وراء قضبان السجون ..
        وأبطال بلاده ، الثائر منهم ، والبطل الذي فجّر نفسه ..
        حتى وصل إلى المشهد الأخير الصاعق الذي يرفع الستار عن وجه المومياء ..
        ليؤكّد أن الرحلة كانت في الرّوح ..
        كانت هائمة بلا حدود صفيقة تصدمها ...
        حيث تتوحّد المسافات وذرّات الكون ..لتصير لوحة سيرياليّة بلا إطارٍ يحجمها ..
        وأظنّه لو سأل المومياء ،لباحتْ وأفصحتْ :
        كم عانتْ ..وعانت حتى وصلتْ إليه ..!!؟؟
        كم طوتْ من أحلامٍ في طريقها إليه..
        ولو قرأ مفردات عينيها الناظرة إلى البعيد ..البعيد ..
        لرأى أنها تودعهما الكثير من الأسرار التي تشبّثتْ بها قبل الرحيل..
        فأجمل ما نستبقيه ..من صورٍ..هو أحلاها على الإطلاق ، ساعة المغيب ..
        أنحني لقلمٍ ، انتزع من عيني ، وفكري ، وروحي كلّ دهشةٍ ..
        أصفّق لك طويلاً ...
        وحقّ للمحلّة أنت تفخر ...فأنت الربيع ..
        تقبّل أمنياتي ..وتحيّاتي ..
        واعذر ارتجال كلماتي ..
        ولكني هكذا أردتها عفويّة، حال انتهيت من قراءة ما أبدعتَه ألقاً ..

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • بسمة الصيادي
          مشرفة ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3185

          #5
          لم أقرأ قصة بل قرأت بحرا
          تكتنز أعماقه آلاف الأسرار والكنوز
          قصة لها على جدران المعاني ألف لوحة
          بينما تترك الآلاف من الريشات الأخرى عاجزة عن الرسم !

          الوطن ..الحب .. الحياة ..الموت ..الأمل ..الوهم ..
          الحلم ..اليقظة .. الإنتظار ..والمومياء ..!
          البحر لم يكتف بلونه الأزرق، بل تلون بعدة الألوان جديدة
          لم نرها قبلا .. لذلك لا تطلب مني أن أشرح شيئا، أو أن أغوص أكثر
          في هذه السطور .. فقد غرقت ..وانتهى الأمر .. !

          بإمكاني أن أقول أنها قصة اختلفت عن كل سابقاتها
          بل تميزت .. كيف؟ لا تسألني لأنني أيضا لا أعرف ..
          وأعجز عن رسم ملامح شعور انتابني هنا ..!

          الأستاذ القدير ربيع
          لك صمتي ينحني لك إجلالا
          تقبل خطواتي العرجاء التي أخذت تلتف حول بعضها
          عاجزة عن السير ...وعاجزة عن التوقف ..!
          ولا تستغرب من هذيان أطلق خيوله مروري
          فقد كنت هنا أمام فنجان قهوة بيضاء مختلف ..

          لك أطيب تحية سيدي
          في انتظار ..هدية من السماء!!

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
            أستاذنا الكبير .. يا صباح الإبداع و الورد ..
            يا لروعة ما قرأت هنا .. حلم السنين الذي لم يبرح الروح والقلب و الوجدان .. و أمل اللقاء الذي أتخذ الشريان مسرى له على مدى كل تلك السنين ..
            ولكن يبادرني سؤال هنا ؟
            عند لحظة اللقاء .. هل رأيتها بعينيك .. أم بروحك ؟! حتما ستختلف الرؤية .. ألست معي أستاذي ؟
            دمت بخير محبتي وإحترامي ..
            نعم أنا معك .. كانت الروح لحظة اللقاء تنتظر .. بشغف تنتظر
            و حين كانت حقيقة .. ما وجدت ما رنوت إليه
            لا أدري .. ربما الأيام اعتصرت فرحتى .. قتلتها قبل مجيئها .. ربما

            أشكرك بيان على جميل ما كتبت
            و على السؤال المهم جدا !

            محبتي
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سها أحمد مشاهدة المشاركة
              ربيع

              سمفونية تعزف بعزف منفرد

              بكلمات عذبه على أوتار القلوب

              سلسه كلماتك لها عمق بين السطور
              سلمت أستاذة سها
              شرفني حضورك و المرور بين الكلمات
              وقراءة هذا العمل اللئيم

              أشكرك على ذائقتك و ذوقك الرفيع

              تقديري و احترامي
              sigpic

              تعليق

              • مالكة حبرشيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 28-03-2011
                • 4544

                #8
                لحظة.....
                وليدة غيمة عابرة
                أو طوفان كاسح

                إيقاع ظمأ....
                ارتواء تلهف
                من اغتال ضفائر سعدية
                في لحظة غياب؟
                من رسم التجاعيد
                قبل الفجر ؟

                التشقق جرح في أعماق الأرض
                يشعر بتفلحات الجسد
                بجفاف النبع
                قبل الارتواء

                من ينازل الشوق عند الغسق ؟
                من يفجر نبع سعدية
                حتى الغرق ؟
                طائر حب من دفء قلب
                ظل يرتسم في كل آن
                على عروسة العيدان
                على تلابيب الفستان الأبيض
                الذي لم يحضر العرس

                سعدية ....بهجة راكدة...
                خذ من عبير الود
                اقطف من ضياء القمر
                امزج بوله الحب
                دفئها ببرد الموج
                بخرها وانثرها بنفسجة
                تطرد الوحشة والعزلة
                قبل تراتيل الرحيل

                التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 04-06-2011, 18:29.

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                  يا سيّد الكلمات :
                  لو تدري ما فعل هذا النصّ بتداعيات الرّوح عند الصباح ..
                  كانت كلماتك ..أوّل شيء صافحته عيناي ..وانا أقلّب الصفحات ..
                  ويا لحسن طالعي !!!
                  كم جميل أن تجلس في رحاب الإبداع ..!!تصغي لهسيس الأجنحة، لمّا تأخذك من عالمٍ تعيشه، صار افتراضيّاً ..
                  وترتحل بفكرك إلى فضاءٍ ، صار واقعاً ملموساً ، يفرض عليك تجلّياته وألوانه ، كعالمٍ سحريّ له سطوته ..
                  هكذا حال نصّك القويّ يا هبة النيل ..
                  إنّي أحاول الآن أن أحيط ببعض إشعاعاته ، مقدمة خطوة ، محجمة خطوات خشية التقصير ، أو عدم الإحاطة ..
                  كنت يا ربيعنا هنا
                  تصف حال إنسان يقف متأمّلاً لعمره الذي مضى ،
                  عند محطّةٍ أخيرة ..بين الوجود يقيناً، أو اللاّ وجود.
                  يرمي عن كاهله، كلّ أحمال السنين ..
                  استعرض فيها كلّ ما ناوش قلبه الرّقيق ، الصادق من حبّ رائع ..
                  في صورٍ متعدّدة عبر كلّ المراحل
                  لعشقٍ تجذّر في صدره بمساحة ألف عامٍ
                  ليصير بعمق وطن ..بكلّ تباريحه
                  وعند التأمّل يغوص المرء بأبسط الأشياء ، بتفاصيلها ..
                  هنا يتذكر ضحكاته المختلسة مع محبوبته ،
                  والغضب الموارب للمرأة ،حين سرّبته غيظاً على أولادها
                  يتذكّر معالم مدينته ، وبيوتها البسيطة ، وأحلامها المتواضعة ..
                  ويجسّد حتى رائحة الهواء الذي يتنفّسه الفقير، من مخلّفات الغنيّ الصلف
                  يتذكّر الآهات الحبيسة وراء قضبان السجون ..
                  وأبطال بلاده ، الثائر منهم ، والبطل الذي فجّر نفسه ..
                  حتى وصل إلى المشهد الأخير الصاعق الذي يرفع الستار عن وجه المومياء ..
                  ليؤكّد أن الرحلة كانت في الرّوح ..
                  كانت هائمة بلا حدود صفيقة تصدمها ...
                  حيث تتوحّد المسافات وذرّات الكون ..لتصير لوحة سيرياليّة بلا إطارٍ يحجمها ..
                  وأظنّه لو سأل المومياء ،لباحتْ وأفصحتْ :
                  كم عانتْ ..وعانت حتى وصلتْ إليه ..!!؟؟
                  كم طوتْ من أحلامٍ في طريقها إليه..
                  ولو قرأ مفردات عينيها الناظرة إلى البعيد ..البعيد ..
                  لرأى أنها تودعهما الكثير من الأسرار التي تشبّثتْ بها قبل الرحيل..
                  فأجمل ما نستبقيه ..من صورٍ..هو أحلاها على الإطلاق ، ساعة المغيب ..
                  أنحني لقلمٍ ، انتزع من عيني ، وفكري ، وروحي كلّ دهشةٍ ..
                  أصفّق لك طويلاً ...
                  وحقّ للمحلّة أنت تفخر ...فأنت الربيع ..
                  تقبّل أمنياتي ..وتحيّاتي ..
                  واعذر ارتجال كلماتي ..
                  ولكني هكذا أردتها عفويّة، حال انتهيت من قراءة ما أبدعتَه ألقاً ..
                  كان الفرح الذى انتظرته عبر السنين
                  من مطبعة إلى أخرى
                  من وعد إلى وعد إلى وعد
                  من أوامر بالنشر إلى صك نباهة
                  حتى و هى تأتي بجائزة لئيمة لا تعنى شيئا
                  ظلت حبيسة القسمة و النصيب
                  يالها عروسي
                  كم أغلقت أمامي الأبواب
                  و استحوذت على أجمل و أروع سني العمر
                  أستعطفها هى .. لا أحد آخر
                  أحلم بها هى بين أناملي
                  لتنجب أخرى و أخرى .. و ربما لا
                  ربما كانت عاقرا لن تمنحنى الولد و لا البنت التى تحمل اسمي

                  و حين أتت كانت زهوة العمر قد بال عليها الزمن
                  و أحنى جبين فرحتها
                  لا شىء رأيت .. و لا شىء أمسكت
                  الحياة هى هى .. و المصير واحد .ز و الله واحد أحد
                  يعطى من يشاء بغير حساب ، و لو كان العطاء حديثا و كلاما بلا معنى !!

                  كان إبراهبم و رمضان و سعدية و تلك الحمامة و عبد الواحد بعض أبطال روايتى

                  ما كنت لأقترف أمرا إلا و قد فضحتني أوراقي و كلماتي
                  مثل طفل يعجز عن كتمان فرحته بعيد ولو كان نهايته !!
                  sigpic

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    كم راق لي العنوان..!
                    الفرح معدٍ أستاذ ربيع أكثر مما هو الحزن ..ربما..
                    لأول وهلة اعتقدت أنها المرأة..ثم انتبهت للتاريخ 25 ماي..
                    عرفت أنها هي المقصودة..الرواية..
                    الحبيبة المشتهاة..الأمل المنتظر و الفرحة الموعودة و الواعدة..
                    لم أجد في وصفها بالمومياء أية نقيصة..بالعكس..هي مومياء حية..أبدية الوجود..
                    لن تموت ..لن تفنى..بل سوف تنجب أخرى ..و أخرى..
                    هذا نص مضغوط على رأي الأخ عبد المنعم محمود..فيه من كل شيء..من الحب و الأمل و النزف و الألم..
                    أعجبتني اللغة..جدا..كنت مختلفا هنا ..
                    الجمل القصيرة تشد بقوّة و لا تترك القارئ يلتقط أنفاسه ..
                    لم أفهم فقط لم جاء الترقيم بهذا الشكل ..و كل تلك الفواصل..
                    و لم أفهم لم نبرة الحزن تلك في ذيل القصة مع أن البداية تشي بكواكب من الفرحة..
                    حين يتحقق الحلم و يلتحم بالحقيقة لا تهم المسافة و لا الزمن الذي استغرقه الإلتحام و اللقاء..
                    تذوب كل الأحزان و الآلام..و لا نحس سوى بأنفاس الحبيب تنعش الروح .
                    تحيّتي لك و لإبداعك ..و شوقي كبير لقراءة سوق اللبن .
                    تقديري و احترامي.
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • عبدالمنعم حسن محمود
                      أديب وكاتب
                      • 30-06-2010
                      • 299

                      #11
                      سأتوكل على الله
                      وأقول كلمتي حول هذا النص الشائك ..
                      وعلى أستاذنا الكبير الرأفة .. فلديّ طفل يجب أن يتعلم ..!
                      .....................
                      المسافة بين تحسر (ناظم) وتكهنات فرح (ربيع) الآتي، مسافة توتر تخبيء في باطنها بوادر الصدمة .. صدمة القارئ .. وكسر أفق الانتظار لديه، فلا يعرف ما هو مقبل عليه ..!
                      .......................
                      ربيع لا يريد أن يضع نقطة وقف لهذا الغبن المخفي، لا بداية ولا نهاية في نصه، أو كلاهما يتنزهان في ثوب واحد، أحدهما على الشاطيء والآخر يتهيأ لدخول الغابة ورفع السلاح.
                      .......................
                      حصار ..!
                      حشرجات مأزومة
                      أزمة أبطال ..
                      ....................
                      وكما قال نيتشه :
                      "الكاتب الجيد لا يملك فكره فقط، بل فكر أصدقائه كذلك"
                      لن يتركك إبراهيم كصديق في حالك .. ويجب أن تعرف ذلك.
                      سيلاحقك رمضان، ولن تكف حساسيتك المغايرة التي لا تقوم على المتعارف عليه من المحكيات من نسج المحكيات ..
                      ستظل ساردا متوترا، قلقا، يعري الفوضى بالفوضى، ببناءالقاس يدمر تقليدية الحكاية، وبرأس خيط رفيع يصل بين انهيار الواقع بانهيار ما هو متخيل ..
                      ...................
                      يحتشد النص بالكثير المبهر في تجليات السرد المختلف لدى أستاذنا ك :
                      - الذات في هذا القص هي مكمن الفضح والتشويه أيضا ..(مالى أرتجف ، أغدو فى خفة فراشة ، أتهالك .. أن لى بقوة عشرين عاما ، لأكون قويا بما يكفي)
                      - التهكمي ييعثر ما هو رصين وجاد ..(أكسر من حدة هذا الأنف، أطلقت شعري الملبد، لا تهم التجاعيد فى رقعته و امتداده .. لا تهم .. فهى رزينة وعاقلة، لن تعير هذه المسائل أهمية)
                      - استيهام الذاكرة أم مسآلة الذات ..(لا بد أنها أيضا تعانى من تجاعيد ، آثار السنين ، تباريحها ، ما بين حر و برد ، رعد وقصف ، إهمال و بعث .. لكنها لن تنسي أبدا)
                      - تكسير أحادية الصوت التي تكسر بدورها أحادية الخطاب لينتج حوارا يشع ترابطه عبر تفككه ..(أنا و أنت خاسران يا رجل المهام العصية، رمضان يابسطة الغيث و لجة الرحمة، كم سحقتك القبيلة، و أنت طائر بأحلامك المجنحة)

                      لا شك أن الكلام كثير حول هذا النص المثير.
                      تقبل احترامي
                      وإعجابي الأكيد.

                      التواصل الإنساني
                      جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                      تعليق

                      • محمد فطومي
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 05-06-2010
                        • 2433

                        #12
                        خلتني أمام نصّ أطالعه و أسافر في معانيه ما أقنعني.
                        دخلت و طبعت،لكنّي اكتشفت فيما بعد أنّي بحاجة لأسكن فيه بعض الوقت،فأقمت فيه نصف يوم.
                        كيف أقرأ نصّا انسانيّا بهذا الشّكل و الحجم؟قراءة لغويّة؟
                        أعتقد أنّه بحاجة إلى قراءة انسانيّة أيضا.
                        بالتّالي لا أجد ما أقول سوى أنّ العمل جبّار إلى درجة أنّه يهدم صاحبه كلّيّا،دون أن نتحدّث عن وقعه على من يتلقّاه غير حذر من دفقه المهول.
                        ألست محقّا أستاذي ربيع في كونه هادم؟
                        و أوقّع تحت مداخلة الأستاذة إيمان و اللأستاذ عبد المنعم بكلّ إعجاب.
                        و لي عودة إن شاء الله.
                        مدوّنة

                        فلكُ القصّة القصيرة

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                          لم أقرأ قصة بل قرأت بحرا
                          تكتنز أعماقه آلاف الأسرار والكنوز
                          قصة لها على جدران المعاني ألف لوحة
                          بينما تترك الآلاف من الريشات الأخرى عاجزة عن الرسم !

                          الوطن ..الحب .. الحياة ..الموت ..الأمل ..الوهم ..
                          الحلم ..اليقظة .. الإنتظار ..والمومياء ..!
                          البحر لم يكتف بلونه الأزرق، بل تلون بعدة الألوان جديدة
                          لم نرها قبلا .. لذلك لا تطلب مني أن أشرح شيئا، أو أن أغوص أكثر
                          في هذه السطور .. فقد غرقت ..وانتهى الأمر .. !

                          بإمكاني أن أقول أنها قصة اختلفت عن كل سابقاتها
                          بل تميزت .. كيف؟ لا تسألني لأنني أيضا لا أعرف ..
                          وأعجز عن رسم ملامح شعور انتابني هنا ..!

                          الأستاذ القدير ربيع
                          لك صمتي ينحني لك إجلالا
                          تقبل خطواتي العرجاء التي أخذت تلتف حول بعضها
                          عاجزة عن السير ...وعاجزة عن التوقف ..!
                          ولا تستغرب من هذيان أطلق خيوله مروري
                          فقد كنت هنا أمام فنجان قهوة بيضاء مختلف ..

                          لك أطيب تحية سيدي
                          sigpic

                          تعليق

                          • مصطفى الصالح
                            لمسة شفق
                            • 08-12-2009
                            • 6443

                            #14
                            قديما قالوا: العدالة المتأخرة ظلم

                            ورد بعضهم المتفائل: أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا

                            أواسيك بالقولين

                            كنت أعلم أنني سأواجه بمفردي هذا النص الكاسر، لذلك أجلت اقتراف المغامرة لحين اكتمال عدتي من النباهة والوقت الهادر

                            جلست مطولا أتمعن في ذلك الخيط الذي يلمع ويشف ثم يثخن ويرفع، وتدور حول كرتي المعاني والألفاظ والتعابير العميقة.. تارة بفلسفة الحسرة.. وتارات بغموض يمتطي صهوة فرح خفي

                            حتى وجدت نفسي في مثلث برمودا عندما مثلت النهاية الصادمة أمام عربتي المهلهلة فكدت أسقط..

                            أعود وأقول

                            الإبحار في نص كهذا لا يتحقق دائما وليس بمقدور كل من فك الحرف

                            بحاجة إلى مهارات مختلفة

                            مما يدل

                            على أنه نزف روح

                            وعصارة فكر

                            ربما وقعت بعض سهوات رجائي أن تجبر كسرها
                            وتكون بين نديها طفلا
                            ألا تر أظافرك تخضبت بك
                            أن لى بقوة عشرين عاما

                            وربما أعود مرة أخرى

                            محبتي
                            [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                            ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                            لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                            رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                            حديث الشمس
                            مصطفى الصالح[/align]

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                              لم أقرأ قصة بل قرأت بحرا
                              تكتنز أعماقه آلاف الأسرار والكنوز
                              قصة لها على جدران المعاني ألف لوحة
                              بينما تترك الآلاف من الريشات الأخرى عاجزة عن الرسم !

                              الوطن ..الحب .. الحياة ..الموت ..الأمل ..الوهم ..
                              الحلم ..اليقظة .. الإنتظار ..والمومياء ..!
                              البحر لم يكتف بلونه الأزرق، بل تلون بعدة الألوان جديدة
                              لم نرها قبلا .. لذلك لا تطلب مني أن أشرح شيئا، أو أن أغوص أكثر
                              في هذه السطور .. فقد غرقت ..وانتهى الأمر .. !

                              بإمكاني أن أقول أنها قصة اختلفت عن كل سابقاتها
                              بل تميزت .. كيف؟ لا تسألني لأنني أيضا لا أعرف ..
                              وأعجز عن رسم ملامح شعور انتابني هنا ..!

                              الأستاذ القدير ربيع
                              لك صمتي ينحني لك إجلالا
                              تقبل خطواتي العرجاء التي أخذت تلتف حول بعضها
                              عاجزة عن السير ...وعاجزة عن التوقف ..!
                              ولا تستغرب من هذيان أطلق خيوله مروري
                              فقد كنت هنا أمام فنجان قهوة بيضاء مختلف ..

                              لك أطيب تحية سيدي
                              كان الحزن هنا يبحث عن اثنتين و عشرين سنة قضتيها أنتظر معجزة .. لم تكن بمعجزة
                              و إنما خطوة تبيست وسط الطريق ، و انتظرت أن تقتلعني من تبيسى ، لأستمر ، و أكتب
                              بكل من أحببت وطنا و أهلا ، و حبيبة .. لكن ماذا وجدت ؟!

                              حديث طويل و مجاهل عشتها أبحث عن طريق
                              مغاضبا نفسي و بإرادة الحياة التى تأبى الموت
                              رحلت إلى الأطفال و عالمهم
                              و إلى المسرح و بكامل ملابسي الرسمية
                              غير أنهم ولاة الأمر لم يعطونى صك المرور إلا مرغمين و بطابع بريد لا أكثر !!

                              فيض كثير قرأت فى حديثك
                              أحتفظ به أمام عيني .. لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى !!

                              شكرا بلا حدود
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X