مرحبًا أيها الفرح !! / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
    لحظة.....
    وليدة غيمة عابرة
    أو طوفان كاسح

    إيقاع ظمأ....
    ارتواء تلهف
    من اغتال ظفائر سعدية
    في لحظة غياب؟
    من رسم التجاعيد
    قبل الفجر ؟

    التشقق جرح في أعماق الأرض
    يشعر بتفلحات الجسد
    بجفاف النبع
    قبل الارتواء

    من ينازل الشوق عند الغسق ؟
    من يفجر نبع سعدية
    حتى الغرق ؟
    طائر حب من دفء قلب
    ظل يرتسم في كل آن
    على عروسة العيدان
    على تلابيب الفستان الأبيض
    الذي لم يحضر العرس

    سعدية ....بهجة راكدة...
    خذ من عبير الود
    اقطف من ضياء القمر
    امزج بوله الحب
    دفئها ببرد الموج
    بخرها وانثرها بنفسجة
    تطرد الوحشة والعزلة
    قبل تراتيل الرحيل
    نعم .. هى كل هذا سيدتي مالكة
    كانت البداية فى فتح البئر
    و اكتمال الوعى .. و كنت و بيدى جبرييال ماركيز و لوركا
    على نفس الطريق نحاول
    أنا بأدواتى المتواضعة ، و هما بكامل بهائهما و روعتهما
    فى عالم يموج بالحركة و لا يتوقف
    نحاول أن نصيغ حبنا له .. انتماءنا .. شقاءنا به ومنه
    و كيف ولد فينا حميميتنا للاشياء ، مهما كانت !!

    شكرا كثيرا أستاذة راقني ما كتبت

    تقديري و احترامي
    sigpic

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
      كم راق لي العنوان..!
      الفرح معدٍ أستاذ ربيع أكثر مما هو الحزن ..ربما..
      لأول وهلة اعتقدت أنها المرأة..ثم انتبهت للتاريخ 25 ماي..
      عرفت أنها هي المقصودة..الرواية..
      الحبيبة المشتهاة..الأمل المنتظر و الفرحة الموعودة و الواعدة..
      لم أجد في وصفها بالمومياء أية نقيصة..بالعكس..هي مومياء حية..أبدية الوجود..
      لن تموت ..لن تفنى..بل سوف تنجب أخرى ..و أخرى..
      هذا نص مضغوط على رأي الأخ عبد المنعم محمود..فيه من كل شيء..من الحب و الأمل و النزف و الألم..
      أعجبتني اللغة..جدا..كنت مختلفا هنا ..
      الجمل القصيرة تشد بقوّة و لا تترك القارئ يلتقط أنفاسه ..
      لم أفهم فقط لم جاء الترقيم بهذا الشكل ..و كل تلك الفواصل..
      و لم أفهم لم نبرة الحزن تلك في ذيل القصة مع أن البداية تشي بكواكب من الفرحة..
      حين يتحقق الحلم و يلتحم بالحقيقة لا تهم المسافة و لا الزمن الذي استغرقه الإلتحام و اللقاء..
      تذوب كل الأحزان و الآلام..و لا نحس سوى بأنفاس الحبيب تنعش الروح .
      تحيّتي لك و لإبداعك ..و شوقي كبير لقراءة سوق اللبن .
      تقديري و احترامي.
      كأنك تكتبين عملا جديدا ، نفس الروح ، ونفس القوة فى الأداء
      و الحميمية فى اللغة التى التصقت بك تماما للحد الذى بت أقول ولو لم أجد اسمك عليها
      هذه آسيا بلا ريب !
      جميل أن تعلق أقول الزملاء برؤوسنا ، وهذا دليل على استمتعنا بحديثهم ، و قوة حجتهم
      و إبداعهم !

      نأتي للأسئلة
      بالنسبة للفواصل أظنها كانت هنا تؤدى دورها اللغوى كما وضعوها أهل اللغة وواضعوا أسسها
      الفاصلة و النقطة و النقطتان ، و الفاصلة المنقوطة ، و النقطتان الرأسيتان و القوسين ، و علامتا التنصيص !
      كل هذه أدوات أو علامات الترقيم
      خفت أن تأخذنى النقاط ، فأتعرض للسخرية ، إذ لا يجوز اليوم بعد حل جهاز أمن الدولة ، فلن يمحو من كلامى نقطة أردتها !
      لم أفهم فقط لم جاء الترقيم بهذا الشكل ..و كل تلك الفواصل ( لزوم ما يلزم على ما أعتقد )
      أما السؤال الآخر
      فهل ابتعد عنا أبدا .. إذ هو موجود فى تركيبتنا النفسية و العصبية
      و أغلب ظنى أنه سوف يكون من شفعائي يوم الدين ( هههه )

      أسعدنى كل الحديث بلا تنقية
      لأنه كان مدهشا و رائعا

      محبتي و تقديري
      sigpic

      تعليق

      • وسام دبليز
        همس الياسمين
        • 03-07-2010
        • 687

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        " و في مغيب آخر أيام عمري .. سوف أراك و أرى أصدقائي ،



        و لن أحمل معي تحت الثري غير حسرة الأغنية .. التي لم تتم .. !"


        " ناظم حكمت "


        مرحبا أيها الفرح !!


        حطت أخيرا كيمامة برية فى سماء القاهرة ،
        جنحت بين أحيائها ، و مصرها القديمة .
        هاهي عائدة إليك ، يحوطها الفرسان ،
        حملة المشاعل ، الحواة ، الراقصون و الراقصات
        تهيأ إذًا
        كن لائقا بها ،
        بعد طول انتظارك .
        ما هى غير سويعات قليلة ، و تكون بين ضلوعك ، يديك ، أنفاسك ، وتكون بين نديها طفلا ، و بين ضلوعها فارسا ، و على شفتيها رحيقا وندى !
        كم من العمر أهلك ، و الانتظار سيدك ،
        أعددتها منذ نيف وعشرين لهذا العرس ، فتأبت عليك ، ضاعت بين ركام السنين ،
        و ركام من الأباطيل و الأحلام ، ووجوه لامعة ، أكثرها كان زائفا و كريها .. كم صرخت ، ناديتها ، فما أجابتك ، و لا أعطتك انتباها لائقا، ظلت فى إبحارها فى الصمت و التمنع !
        ناديت إبراهيم ، صقرا و حمامة ، وكم تتخلى الصقور عن مخالبها للحمام ، حين تحط بصدورها ، تنسى كل تواريخها ، عدا النسل ، و اجترار الرحيق ، وحرية قتل بحثا عنها ، و حين لقيها فى أحضان سعدية ، تلك الغجرية المهلكة ، ضاعت من قبضته كوهم. تركته غير آسفة ، غير مبالية إلا من جرح ، وبطن تحمل أملا قادما ، يالها سعدية و يالخبرتها الفسيحة فساحة جرحك ، و تخبطك ليل نهار ، ما بين غيط و مصنع ، بين فقر أبيد ، عشق و صبابة ..لا تتحول .. و أنت بالفكرة تؤمن ، عاشق لها أنت ، بالزعيم المكبل هناك ، فى قصر العروبة ، أو قصر عابدين ، ينتهك ثورانه خيانة الصديق ، و رفاق ظنهم بعضه ، فدسوا فى بدنه ما استعصي على دول حد الهزيمة .. تصرعك نهاية صاحبك المرة ، اشتعاله مع مصنعك ، و هلاك بيادر حنطتك و قوتك ؛
        لتكون سعدية بين ضلوعك ، نهدا يغمرك جنونا و طفولة ، و جسدا يصليك لذة و إشراقا ، ومغامرة لن تخذلك قواك معها ، حلما لا تدركه ، و ربما لا تراه ، فكرة لم تؤسس عليها كثيرا ، لكنك كنت تحوم حولها ، فى صبر أيوب ، صبر عاشق ، رغم تجليات عبد الواحد أبيك ، لفض اشتباكك و الرحيل فيها !
        أنا و أنت خاسران يا رجل المهام العصية ، رمضان يابسطة الغيث و لجة الرحمة ، كم سحقتك القبيلة ، و أنت طائر بأحلامك المجنحة ، ترتكب غواية الطريق ، فى قراها الظالمة ، التى اغتالت أحلامك ، طمرتها أسرارا فى قواديس السواقي ، وترع الموت ، وعيون الشجر كم شهدت لك بالنبل . تصدح بأناشيد الجلالة ، و السمو ؛ فتقتل الماشين على وجه الغيم ، و حر البيوت الظامئة ، لنفثة هواء ، لرفة طائر ، فى سماء قتلوها رجما و خيلا و إيادة !
        نيفا و عشرين يا رمضان على أسنة الريح ، و عذابات القلق اليومى ، و أنت سجين أوراقى
        تحن كما أحن للمسة ، أو نظرة ، أو محض بصقة فى وجه من وضع بذرتك هنا ، كوجه آخر لمعادلة غير ذكية ، لا يشفع له إلا كونها بعض طريق ، بعض مشاعر خالطته ، ونامت بين دمعاته و حلم .. سيان ..كأننى بلعنتى و أنت بلعنتى ، نغربل الوهم بحثا عن ما تصورناه ، عن الحب و العشق ، الموت و الميلاد ، الحرية و الوهج ، الفقر الذى حط على تلك البيوت ، نال منها حد النزف ، حد الجريمة ، و الخيانات !

        الآن .. ألفني بأرق الثياب ، أغلى الثياب ، أرفع على رأسي قبعة ، سرعان ما ألقى بها ، أتمايل أمام المرآة المشروخة طويلا ، أكلمني ، و ظل بسمة يرف ، سرعان ما ينطفيء ، و لمرة أخيرة ، أو ربما قبل الأخيرة ، أحادثها لم غاضبتها ، و لم كنت دائما بعيدا عن ملامحي ، يبدو تفهمت الأمر ، تهللها أمامي أكد لى ذلك ، و لأكون مقبولا إلى حد ما ، أكسر من حدة هذا الأنف ، أطلقت شعري الملبد ، لا تهم التجاعيد فى رقعته و امتداده .. لا تهم .. فهى رزينة وعاقلة ، لن تعير هذه المسائل أهمية ، و على وهج انصهارنا أنسى كل شقاوتي . ظلت أعشقها نيفا و عشرين ، لا بد أنها أيضا تعانى من تجاعيد ، آثار السنين ، تباريحها ، ما بين حر و برد ، رعد وقصف ، إهمال و بعث .. لكنها لن تنسي أبدا ، أنها أنزفتني . من فجر نهر نزفى ، أرشد دمى إلى ثقوب الهروب ، و مغاضبتي و التمرد على .. لن تنسي بلا شك ، أنها تحمل كل حبي وجنوني بموطني ، بهنا ، بالمحلة الكبري ، تل الواقعة ، أو سوق اللبن ، كيف تنسي إذًا خلوتنا معا ، و صراخ تلك المرأة على كتاكيتها ، وعجن أجسادهم الغضة مرة بالعض ، أخرى بالمكنسة أو حذائها المهتريء ، و صوتها يدوى كفضيحة كانت نائمة ، و أنا وأنت نختبيء ، نتوارى ، و نحن نستشعر أن تلك الهجمات ، و ذاك الصراخ ما كان موجها إلا لنا .. أنا و أنتِ . نولى هربا ضاحكين ، و الملح يتقاطر من عيني ، فتحملينى فى حنان صدرك الناهد ، ترشفين ألمى ، ثم تضحكين فأضحك سخرية بنفسي ، و حياة ما أردتها ، وما كانت حلمي .
        نلف الشوارع راقصين ، أحياء المدينة المترفة ، وعشش الصفيح التى لا تنام ، إلا عارية الصدر ، تمضغ الأفيون ، الحشيش ، الأحلام ، ممددة فى مواجهة غبار السماء الذى أطلقته زفرات الكبار هناك ، فى الأحياء الراقية ، و لطمات الرجال و ركلاتهم ، و الزوجات الغافيات على قدور الماء ، أمام الكانون ، أو البوتاجاز القادم من مزيلة عبر الحدود
        كنت و أنتِ نبحث عن إبراهيم ، و ما فعل الإضراب فى مواجهة السلطة و إدارة مؤسسة طلعت حرب . هناك كانوا ، خلف القضبان ، ينامون وقوفا ، و يضحكون من تلاعب إحدى العاهرات بضابط الليل ، و كيف استبدلت معه الثياب ، و الحنجرة !!
        الوقت يمر بطيئا .. بطيئا
        و القلق حد مدية .. أحسست بثقل يدى ، أغادر مكمني .. إلى أين .. ؟ إنها قادمة .. عليك ببعض الصبر ، تآكل بعضه ، هاهى الدماء تنزف من صدرك و كتفيك ، ألا تر أظافرك تخضبت بك .. عليك ببعض الصبر أو الموت في صمت.
        إنها قادمة لا محالة ، ألم يخبروك حين خرج الموكب .. مرت ساعات و ساعات .. لم يأت أحد ، لم أسمع شيئا حتى الآن ، حتى الهاتف صمت كقطعة حجر أصم ، لا يحس و لا يشعر . هانت على كل حال .. انتظر ليوم آخر ، ربما شاغبت الطرق موكبك الآتي ، تنتظر من نيف وعشرين عاما ، و الآن ضعيف حد التهتك على احتمال ساعات ، ليست بالجبال على كل حال .. اهدأ سيدي .
        أستشعر ثقلا ، دبدبات و اضطرابات فى معدتى ، أهرع صوب الحمام ، يتمزق الموت على حد الوجع ، أسيل .. أسيل ، أتهادي كذرات بخار مطاردة . أتابع تهيئة نفسي ، ألتف حول صدري .. ما شكلها الآن ، ملامحها ، بريق عينيها و اتساعهما ، غمازتيها ، لون عينيها ، أمازال هو هو ، ياربي .. كم أحبك .. وكم أخشى من هذا اللقاء الأسطورى ،
        كيف استعصت علي ، فشلت فى الارتباط بها ، حتى أمام محامي بورقة عرفية .. كانت غالية و فادحة . خفت وخافت الجور على الكتاكيت ، و أمهم ، وهاهم غدوا فراخا و صقورا ، غير مبالين بي و ما أحب ، ربما من شرفة ذر الرماد ، كانوا يعرضون عليك الأمر ، و هم يدركون أنك ما عدت تملك إلا هم ، كل مالك و عتادك .
        نعم كان لا بد من رضى أهلها ، كما رضاى تماما ، و إلا سقط كل شيء ، و حيل بيني و بينها بموج كالجبال أو أشد قسوة ، و مت عشقا و جنونا !!
        لم يعد فى القوس منزع ، تكسرت أوتار انتظاري تماما ، و الريح تأخذ شكلا معاندا ، فأبرح وقتي إلى وقت زائغ ، هناك .. أرى العشش هى هى ، و الرجال مايزالون يمضغون الأفيون و الحشيش و البانجو ، و النساء لم تعد غافيات ، بل يمتد أمامهن طوابير المدمنين من نساء ورجال و شبان بوجوه نهشتها ثعالب الموت الماكرة بكل الألوان ، كل يحمل بطاقة ، يهلل للسكينة القادمة ، العودة المنتظرة للتحليق مع الأقمار و النجوم ، بينما من كانوا على موقد الماء يحلمون بكسرة و شربة ماء ، يباشرون نقل و تخزين وفض مشاوير الزبائن المرموقين .. و هناك فى العنابر ، بين دويها القاسي ، وصخبها الرهيب كنت أبحث عن ملامح ما ، عن ضحكة ما ، عن تلك الطيبة المشعة .. عن إبراهيم أبحث ، ولما يئست من رؤيته ، نخر ت شغفى إليه بعض همهمات : إبراهيم .. يااااه .. هضمته معدة المدينة فى أبريل قبل الماضي حين فخخ نفسه بحافلة شرطة !
        ركضت فى حوارى وشوارع شتى ، و على هدب طفل كنت هناك ، أفترش التراب و الأسفلت ، أتحين موكبها ، بتلقائية أمسد لحيتي ، أمشط شعرى الطائر المهمل ، هاهى مقبلة ، ياربي ، أسمع الآن رنين الأجراس ، تلاطم السيوف ، صهيل الفرسان ..
        مالى أرتجف ، أغدو فى خفة فراشة ، أتهالك .. أن لى بقوة عشرين عاما ، لأكون قويا بما يكفي ، قادرا على إسالة وهن السنين ، إذابة الجليد المتراكم ، تجلية البريق ليعود بعد انطفاء.
        أخترق الحشد ، أرفرف نحوها طائرا . الصخب يغتال رأسي ، و هى ملء جنوني . أخيرا كانت على قيد خطوة ، وكنت بين حد الموت و الجنون ، حين اكتشفت أني انتظرت مومياء أخرجوها ، من تابوت طمرته الرمال آلاف السنين !!

        25 / 5 / 2011
        أقرا وانتهي
        ثم أعود من جديد لألتهم تفاصيل الكلمات في إبداعها
        استاذي الكريم كلماتي تصغر أمام حروفك
        تقبل مروري

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالمنعم حسن محمود مشاهدة المشاركة
          سأتوكل على الله
          وأقول كلمتي حول هذا النص الشائك ..
          وعلى أستاذنا الكبير الرأفة .. فلديّ طفل يجب أن يتعلم ..!
          .....................
          المسافة بين تحسر (ناظم) وتكهنات فرح (ربيع) الآتي، مسافة توتر تخبيء في باطنها بوادر الصدمة .. صدمة القارئ .. وكسر أفق الانتظار لديه، فلا يعرف ما هو مقبل عليه ..!
          .......................
          ربيع لا يريد أن يضع نقطة وقف لهذا الغبن المخفي، لا بداية ولا نهاية في نصه، أو كلاهما يتنزهان في ثوب واحد، أحدهما على الشاطيء والآخر يتهيأ لدخول الغابة ورفع السلاح.
          .......................
          حصار ..!
          حشرجات مأزومة
          أزمة أبطال ..
          ....................
          وكما قال نيتشه :
          "الكاتب الجيد لا يملك فكره فقط، بل فكر أصدقائه كذلك"
          لن يتركك إبراهيم كصديق في حالك .. ويجب أن تعرف ذلك.
          سيلاحقك رمضان، ولن تكف حساسيتك المغايرة التي لا تقوم على المتعارف عليه من المحكيات من نسج المحكيات ..
          ستظل ساردا متوترا، قلقا، يعري الفوضى بالفوضى، ببناءالقاس يدمر تقليدية الحكاية، وبرأس خيط رفيع يصل بين انهيار الواقع بانهيار ما هو متخيل ..
          ...................
          يحتشد النص بالكثير المبهر في تجليات السرد المختلف لدى أستاذنا ك :
          - الذات في هذا القص هي مكمن الفضح والتشويه أيضا ..(مالى أرتجف ، أغدو فى خفة فراشة ، أتهالك .. أن لى بقوة عشرين عاما ، لأكون قويا بما يكفي)
          - التهكمي ييعثر ما هو رصين وجاد ..(أكسر من حدة هذا الأنف، أطلقت شعري الملبد، لا تهم التجاعيد فى رقعته و امتداده .. لا تهم .. فهى رزينة وعاقلة، لن تعير هذه المسائل أهمية)
          - استيهام الذاكرة أم مسآلة الذات ..(لا بد أنها أيضا تعانى من تجاعيد ، آثار السنين ، تباريحها ، ما بين حر و برد ، رعد وقصف ، إهمال و بعث .. لكنها لن تنسي أبدا)
          - تكسير أحادية الصوت التي تكسر بدورها أحادية الخطاب لينتج حوارا يشع ترابطه عبر تفككه ..(أنا و أنت خاسران يا رجل المهام العصية، رمضان يابسطة الغيث و لجة الرحمة، كم سحقتك القبيلة، و أنت طائر بأحلامك المجنحة)

          لا شك أن الكلام كثير حول هذا النص المثير.
          تقبل احترامي
          وإعجابي الأكيد.
          جعلتنى منعم أحب النص كثيرا ؛ رغم ما يحمل من وجع و ألم طال به العهد !!
          و لا تعليق يليق بك هنا
          إلا أن أقول
          من الكبار نتعلم كيف نكون كبارا
          فدعنى أمامك صامتا و بعين تطرف !!

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
            خلتني أمام نصّ أطالعه و أسافر في معانيه ما أقنعني.
            دخلت و طبعت،لكنّي اكتشفت فيما بعد أنّي بحاجة لأسكن فيه بعض الوقت،فأقمت فيه نصف يوم.
            كيف أقرأ نصّا انسانيّا بهذا الشّكل و الحجم؟قراءة لغويّة؟
            أعتقد أنّه بحاجة إلى قراءة انسانيّة أيضا.
            بالتّالي لا أجد ما أقول سوى أنّ العمل جبّار إلى درجة أنّه يهدم صاحبه كلّيّا،دون أن نتحدّث عن وقعه على من يتلقّاه غير حذر من دفقه المهول.
            ألست محقّا أستاذي ربيع في كونه هادم؟
            و أوقّع تحت مداخلة الأستاذة إيمان و اللأستاذ عبد المنعم بكلّ إعجاب.
            و لي عودة إن شاء الله.
            محمد القاص الرائع الذى اكتشفته هنا
            و غذى ذائقتى و معرفتي بالكثير من الأعمال الرصينة و القوية
            التى أعادتنى إلى صدق القص و جماله و إدهاشه
            النص يحاول أن يضع يده على الأسباب
            فى ضياع 22 سنة من عمر أديب
            بحثا عن دار نشر تتولى طبعه و توصيله للناس
            أى جريمة
            و أى وطن
            و أى أدباء
            بينما كل شىء مفتوح
            و المطابع تعمل ليل ونهار بلا توقف
            النص يحاول أن يدين .. و لكن هل أفلح فى تحديد المدانيين ؟!

            أشكرك محمد فطومى على ما كتبت هنا .. ليتك تفعل صديقي

            محبتي
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
              قديما قالوا: العدالة المتأخرة ظلم


              ورد بعضهم المتفائل: أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا

              أواسيك بالقولين

              كنت أعلم أنني سأواجه بمفردي هذا النص الكاسر، لذلك أجلت اقتراف المغامرة لحين اكتمال عدتي من النباهة والوقت الهادر

              جلست مطولا أتمعن في ذلك الخيط الذي يلمع ويشف ثم يثخن ويرفع، وتدور حول كرتي المعاني والألفاظ والتعابير العميقة.. تارة بفلسفة الحسرة.. وتارات بغموض يمتطي صهوة فرح خفي

              حتى وجدت نفسي في مثلث برمودا عندما مثلت النهاية الصادمة أمام عربتي المهلهلة فكدت أسقط..

              أعود وأقول

              الإبحار في نص كهذا لا يتحقق دائما وليس بمقدور كل من فك الحرف

              بحاجة إلى مهارات مختلفة

              مما يدل

              على أنه نزف روح

              وعصارة فكر

              ربما وقعت بعض سهوات رجائي أن تجبر كسرها

              وتكون بين نديها طفلا



              ألا تر أظافرك تخضبت بك


              أن لى بقوة عشرين عاما

              وربما أعود مرة أخرى

              محبتي
              ألم تر كيف أن الوقت فعل أفاعيله ؟
              و تشهد بأم عينيك قوة و إرادة عشرين عاما انقضت ربما هياء و كان من الممكن أن تترع
              أن تعطى أكثر و أجمل
              وتكون بين نهديها طفلا ، قابلا لأن تكون اسما لها ، ورقما عنيدا بين كتاب الرواية فى العالم المحدود ربما !

              أعجبني كل ماجاء هنا بداية بالدخول و مرورا بذلك الحديث الذى جاء منفعلا بالحبيبة التى طال فراقها طويلا
              فجمعت بين الاثنتين ، و عالم طويل و عريض وشاسع شساعة البركان !
              نعم مصطفى .. خير من أن لا تأتي أبدا
              فالبديل صعب ، و قد عرض على فرفضته ، فكيف لعمل كهذا أن يطبع طبعة محدودة و إن كانت أيضا محدودة هنا أيضا !

              تقبل خالص تحياتي
              بخصوص الجبر و الكسر و حساب المثلثات سوف نرى معا ما شانها !
              تكفى قراءتك و مرورك من هنا !!

              محبتي
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
                أقرا وانتهي
                ثم أعود من جديد لألتهم تفاصيل الكلمات في إبداعها
                استاذي الكريم كلماتي تصغر أمام حروفك
                تقبل مروري
                يكفى مرورك أستاذة لـتأخذ قصتي بعض لون ليست تحمله
                أشكرك كثيرا
                و مرحبا بك مجددا

                تقديري
                sigpic

                تعليق

                • نادية البريني
                  أديب وكاتب
                  • 20-09-2009
                  • 2644

                  #23
                  مرحبا أيّها الفرح
                  وجاء الفرح أخيرا مصحوبا بتحقق الحلم
                  مررت بعد غياب مقدّر
                  ولي عودة بإذن ربّ العالمين حتّى أقرأ النّص على مهل
                  أرجو أن تكون بخير
                  تصبح على خير

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #24
                    صباح الفرح...كم اشتقت لفرحك...لعلك بخير وسلام .

                    قال= اشتقت إلى ضحكتك.
                    قلت = وأنا اشتقت إلى ....ضحكتى
                    .

                    تعليق

                    • حسن الحسين
                      عضو الملتقى
                      • 20-10-2010
                      • 299

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                      " و في مغيب آخر أيام عمري .. سوف أراك و أرى أصدقائي ،



                      و لن أحمل معي تحت الثري غير حسرة الأغنية .. التي لم تتم .. !"


                      " ناظم حكمت "


                      مرحبا أيها الفرح !!


                      حطت أخيرا كيمامة برية فى سماء القاهرة ،
                      جنحت بين أحيائها ، و مصرها القديمة .
                      هاهي عائدة إليك ، يحوطها الفرسان ،
                      حملة المشاعل ، الحواة ، الراقصون و الراقصات
                      تهيأ إذًا
                      كن لائقا بها ،
                      بعد طول انتظارك .
                      ما هى غير سويعات قليلة ، و تكون بين ضلوعك ، يديك ، أنفاسك ، وتكون بين نديها طفلا ، و بين ضلوعها فارسا ، و على شفتيها رحيقا وندى !
                      كم من العمر أهلك ، و الانتظار سيدك ،
                      أعددتها منذ نيف وعشرين لهذا العرس ، فتأبت عليك ، ضاعت بين ركام السنين ،
                      و ركام من الأباطيل و الأحلام ، ووجوه لامعة ، أكثرها كان زائفا و كريها .. كم صرخت ، ناديتها ، فما أجابتك ، و لا أعطتك انتباها لائقا، ظلت فى إبحارها فى الصمت و التمنع !
                      ناديت إبراهيم ، صقرا و حمامة ، وكم تتخلى الصقور عن مخالبها للحمام ، حين تحط بصدورها ، تنسى كل تواريخها ، عدا النسل ، و اجترار الرحيق ، وحرية قتل بحثا عنها ، و حين لقيها فى أحضان سعدية ، تلك الغجرية المهلكة ، ضاعت من قبضته كوهم. تركته غير آسفة ، غير مبالية إلا من جرح ، وبطن تحمل أملا قادما ، يالها سعدية و يالخبرتها الفسيحة فساحة جرحك ، و تخبطك ليل نهار ، ما بين غيط و مصنع ، بين فقر أبيد ، عشق و صبابة ..لا تتحول .. و أنت بالفكرة تؤمن ، عاشق لها أنت ، بالزعيم المكبل هناك ، فى قصر العروبة ، أو قصر عابدين ، ينتهك ثورانه خيانة الصديق ، و رفاق ظنهم بعضه ، فدسوا فى بدنه ما استعصي على دول حد الهزيمة .. تصرعك نهاية صاحبك المرة ، اشتعاله مع مصنعك ، و هلاك بيادر حنطتك و قوتك ؛
                      لتكون سعدية بين ضلوعك ، نهدا يغمرك جنونا و طفولة ، و جسدا يصليك لذة و إشراقا ، ومغامرة لن تخذلك قواك معها ، حلما لا تدركه ، و ربما لا تراه ، فكرة لم تؤسس عليها كثيرا ، لكنك كنت تحوم حولها ، فى صبر أيوب ، صبر عاشق ، رغم تجليات عبد الواحد أبيك ، لفض اشتباكك و الرحيل فيها !
                      أنا و أنت خاسران يا رجل المهام العصية ، رمضان يابسطة الغيث و لجة الرحمة ، كم سحقتك القبيلة ، و أنت طائر بأحلامك المجنحة ، ترتكب غواية الطريق ، فى قراها الظالمة ، التى اغتالت أحلامك ، طمرتها أسرارا فى قواديس السواقي ، وترع الموت ، وعيون الشجر كم شهدت لك بالنبل . تصدح بأناشيد الجلالة ، و السمو ؛ فتقتل الماشين على وجه الغيم ، و حر البيوت الظامئة ، لنفثة هواء ، لرفة طائر ، فى سماء قتلوها رجما و خيلا و إيادة !
                      نيفا و عشرين يا رمضان على أسنة الريح ، و عذابات القلق اليومى ، و أنت سجين أوراقى
                      تحن كما أحن للمسة ، أو نظرة ، أو محض بصقة فى وجه من وضع بذرتك هنا ، كوجه آخر لمعادلة غير ذكية ، لا يشفع له إلا كونها بعض طريق ، بعض مشاعر خالطته ، ونامت بين دمعاته و حلم .. سيان ..كأننى بلعنتى و أنت بلعنتى ، نغربل الوهم بحثا عن ما تصورناه ، عن الحب و العشق ، الموت و الميلاد ، الحرية و الوهج ، الفقر الذى حط على تلك البيوت ، نال منها حد النزف ، حد الجريمة ، و الخيانات !

                      الآن .. ألفني بأرق الثياب ، أغلى الثياب ، أرفع على رأسي قبعة ، سرعان ما ألقى بها ، أتمايل أمام المرآة المشروخة طويلا ، أكلمني ، و ظل بسمة يرف ، سرعان ما ينطفيء ، و لمرة أخيرة ، أو ربما قبل الأخيرة ، أحادثها لم غاضبتها ، و لم كنت دائما بعيدا عن ملامحي ، يبدو تفهمت الأمر ، تهللها أمامي أكد لى ذلك ، و لأكون مقبولا إلى حد ما ، أكسر من حدة هذا الأنف ، أطلقت شعري الملبد ، لا تهم التجاعيد فى رقعته و امتداده .. لا تهم .. فهى رزينة وعاقلة ، لن تعير هذه المسائل أهمية ، و على وهج انصهارنا أنسى كل شقاوتي . ظلت أعشقها نيفا و عشرين ، لا بد أنها أيضا تعانى من تجاعيد ، آثار السنين ، تباريحها ، ما بين حر و برد ، رعد وقصف ، إهمال و بعث .. لكنها لن تنسي أبدا ، أنها أنزفتني . من فجر نهر نزفى ، أرشد دمى إلى ثقوب الهروب ، و مغاضبتي و التمرد على .. لن تنسي بلا شك ، أنها تحمل كل حبي وجنوني بموطني ، بهنا ، بالمحلة الكبري ، تل الواقعة ، أو سوق اللبن ، كيف تنسي إذًا خلوتنا معا ، و صراخ تلك المرأة على كتاكيتها ، وعجن أجسادهم الغضة مرة بالعض ، أخرى بالمكنسة أو حذائها المهتريء ، و صوتها يدوى كفضيحة كانت نائمة ، و أنا وأنت نختبيء ، نتوارى ، و نحن نستشعر أن تلك الهجمات ، و ذاك الصراخ ما كان موجها إلا لنا .. أنا و أنتِ . نولى هربا ضاحكين ، و الملح يتقاطر من عيني ، فتحملينى فى حنان صدرك الناهد ، ترشفين ألمى ، ثم تضحكين فأضحك سخرية بنفسي ، و حياة ما أردتها ، وما كانت حلمي .
                      نلف الشوارع راقصين ، أحياء المدينة المترفة ، وعشش الصفيح التى لا تنام ، إلا عارية الصدر ، تمضغ الأفيون ، الحشيش ، الأحلام ، ممددة فى مواجهة غبار السماء الذى أطلقته زفرات الكبار هناك ، فى الأحياء الراقية ، و لطمات الرجال و ركلاتهم ، و الزوجات الغافيات على قدور الماء ، أمام الكانون ، أو البوتاجاز القادم من مزيلة عبر الحدود
                      كنت و أنتِ نبحث عن إبراهيم ، و ما فعل الإضراب فى مواجهة السلطة و إدارة مؤسسة طلعت حرب . هناك كانوا ، خلف القضبان ، ينامون وقوفا ، و يضحكون من تلاعب إحدى العاهرات بضابط الليل ، و كيف استبدلت معه الثياب ، و الحنجرة !!
                      الوقت يمر بطيئا .. بطيئا
                      و القلق حد مدية .. أحسست بثقل يدى ، أغادر مكمني .. إلى أين .. ؟ إنها قادمة .. عليك ببعض الصبر ، تآكل بعضه ، هاهى الدماء تنزف من صدرك و كتفيك ، ألا تر أظافرك تخضبت بك .. عليك ببعض الصبر أو الموت في صمت.
                      إنها قادمة لا محالة ، ألم يخبروك حين خرج الموكب .. مرت ساعات و ساعات .. لم يأت أحد ، لم أسمع شيئا حتى الآن ، حتى الهاتف صمت كقطعة حجر أصم ، لا يحس و لا يشعر . هانت على كل حال .. انتظر ليوم آخر ، ربما شاغبت الطرق موكبك الآتي ، تنتظر من نيف وعشرين عاما ، و الآن ضعيف حد التهتك على احتمال ساعات ، ليست بالجبال على كل حال .. اهدأ سيدي .
                      أستشعر ثقلا ، دبدبات و اضطرابات فى معدتى ، أهرع صوب الحمام ، يتمزق الموت على حد الوجع ، أسيل .. أسيل ، أتهادي كذرات بخار مطاردة . أتابع تهيئة نفسي ، ألتف حول صدري .. ما شكلها الآن ، ملامحها ، بريق عينيها و اتساعهما ، غمازتيها ، لون عينيها ، أمازال هو هو ، ياربي .. كم أحبك .. وكم أخشى من هذا اللقاء الأسطورى ،
                      كيف استعصت علي ، فشلت فى الارتباط بها ، حتى أمام محامي بورقة عرفية .. كانت غالية و فادحة . خفت وخافت الجور على الكتاكيت ، و أمهم ، وهاهم غدوا فراخا و صقورا ، غير مبالين بي و ما أحب ، ربما من شرفة ذر الرماد ، كانوا يعرضون عليك الأمر ، و هم يدركون أنك ما عدت تملك إلا هم ، كل مالك و عتادك .
                      نعم كان لا بد من رضى أهلها ، كما رضاى تماما ، و إلا سقط كل شيء ، و حيل بيني و بينها بموج كالجبال أو أشد قسوة ، و مت عشقا و جنونا !!
                      لم يعد فى القوس منزع ، تكسرت أوتار انتظاري تماما ، و الريح تأخذ شكلا معاندا ، فأبرح وقتي إلى وقت زائغ ، هناك .. أرى العشش هى هى ، و الرجال مايزالون يمضغون الأفيون و الحشيش و البانجو ، و النساء لم تعد غافيات ، بل يمتد أمامهن طوابير المدمنين من نساء ورجال و شبان بوجوه نهشتها ثعالب الموت الماكرة بكل الألوان ، كل يحمل بطاقة ، يهلل للسكينة القادمة ، العودة المنتظرة للتحليق مع الأقمار و النجوم ، بينما من كانوا على موقد الماء يحلمون بكسرة و شربة ماء ، يباشرون نقل و تخزين وفض مشاوير الزبائن المرموقين .. و هناك فى العنابر ، بين دويها القاسي ، وصخبها الرهيب كنت أبحث عن ملامح ما ، عن ضحكة ما ، عن تلك الطيبة المشعة .. عن إبراهيم أبحث ، ولما يئست من رؤيته ، نخر ت شغفى إليه بعض همهمات : إبراهيم .. يااااه .. هضمته معدة المدينة فى أبريل قبل الماضي حين فخخ نفسه بحافلة شرطة !
                      ركضت فى حوارى وشوارع شتى ، و على هدب طفل كنت هناك ، أفترش التراب و الأسفلت ، أتحين موكبها ، بتلقائية أمسد لحيتي ، أمشط شعرى الطائر المهمل ، هاهى مقبلة ، ياربي ، أسمع الآن رنين الأجراس ، تلاطم السيوف ، صهيل الفرسان ..
                      مالى أرتجف ، أغدو فى خفة فراشة ، أتهالك .. أن لى بقوة عشرين عاما ، لأكون قويا بما يكفي ، قادرا على إسالة وهن السنين ، إذابة الجليد المتراكم ، تجلية البريق ليعود بعد انطفاء.
                      أخترق الحشد ، أرفرف نحوها طائرا . الصخب يغتال رأسي ، و هى ملء جنوني . أخيرا كانت على قيد خطوة ، وكنت بين حد الموت و الجنون ، حين اكتشفت أني انتظرت مومياء أخرجوها ، من تابوت طمرته الرمال آلاف السنين !!

                      25 / 5 / 2011
                      الاستاذ القدير ربيع..
                      السمة الشاعرية أغرقت الأسطر بفيضان الصور الجميلة..ولعله ألق الفرح الذي مزج القصة بالشعر فغدا النص كإحدى المعلقات العصرية..
                      شكرا لفيض المتعة الذي وهبتنا اياه
                      ودمت معلما لنا

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
                        مرحبا أيّها الفرح
                        وجاء الفرح أخيرا مصحوبا بتحقق الحلم
                        مررت بعد غياب مقدّر
                        ولي عودة بإذن ربّ العالمين حتّى أقرأ النّص على مهل
                        أرجو أن تكون بخير
                        تصبح على خير
                        أهلا بك أديبتنا الرائعة نادية
                        طالت غيبتك هذه المرة ؛ لعل المانع خير
                        و لعلك بخير و هناءة كما نحب أن نراك و نسمع عنك

                        سرني حضورك كثيرا كثيرا
                        و ربما تركته هنا انتظارا لحضورك ، فقد ساءنى غيابك
                        و أفزع روحى !!

                        خالص احترامي و تقديري
                        التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 08-06-2011, 22:18.
                        sigpic

                        تعليق

                        • م. زياد صيدم
                          كاتب وقاص
                          • 16-05-2007
                          • 3505

                          #27
                          ** الاديب الراقى المتميز ربيع المنبر.....

                          هى الاصالة..هى الحضارة... وان غمرت ببض سنين الا انها لا شىء فى عمر الشعوب.. ستعود الفرحة والبسمة على الشفاة لشعب ارض النيل الخالد..

                          تحايا عبقة بالزعتر........
                          أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                          http://zsaidam.maktoobblog.com

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                            صباح الفرح...كم اشتقت لفرحك...لعلك بخير وسلام .

                            قال= اشتقت إلى ضحكتك.
                            قلت = وأنا اشتقت إلى ....ضحكتى.
                            أكيد هاجى لك
                            نسختك لا بد أن تصلك
                            و أنا أعرف و متأكد أنك سوف تقرأ و تكتب
                            لأنها ستكون على مزاجك .. أنا متأكد من هذا
                            وسوف أحضر معى تلك الطفلة صاحبة القبلة لتحط بها على وجنتك

                            محبتي رؤوف الجميل
                            sigpic

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة حسن الحسين مشاهدة المشاركة
                              الاستاذ القدير ربيع..
                              السمة الشاعرية أغرقت الأسطر بفيضان الصور الجميلة..ولعله ألق الفرح الذي مزج القصة بالشعر فغدا النص كإحدى المعلقات العصرية..
                              شكرا لفيض المتعة الذي وهبتنا اياه
                              ودمت معلما لنا
                              حسن الجميل
                              صاحب الرؤية العميقة و الشاسعة
                              أسعدنى مرورك الذى أنتظره دائما فى كل ما أطرح فى الملتقى
                              لأننى أعرف أى كاتب أنت !!

                              أنت تغالي صديقي كثيرا
                              أنا أتعلم منكم
                              أرجو أن أكون تلميذا طيبا يحاول أن يقترب من قامات فى حجمكم و رحابة صدوركم !!

                              محبتي
                              sigpic

                              تعليق

                              • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                                أديب وكاتب
                                • 03-02-2011
                                • 413

                                #30
                                الأستاذ الأكثر روعة
                                ما هذا التجلي في سماء الكلمة المبدعة والعبارة الجذلة وهذه الرحلة المحلقة في عالم الفرح ، وهذا اللقاء المنتظر من سنين!! لكنه أتى حاملا مشاعل حب وأمجاد ، شعرت بهذا الفرح حين أصدرت أول مجموعة قصصية لي ، ألف مبروك صدور روايتك ، رائع بكل معنى الكلمة
                                فاطمة

                                تعليق

                                يعمل...
                                X