خواطر نثرية في ليالي محرقة وزلزال غـــــــزة ... وحكايات من قلب الصمود ... سوف انثرها تباعا ان شاء الله .....
دعواتكم لنا هناكــــ .. في ارض الزود عن امة عربية صامتة .... ؟؟!!
ويبقى السؤال ....
الى متى...؟!
دعواتكم لنا هناكــــ .. في ارض الزود عن امة عربية صامتة .... ؟؟!!
ويبقى السؤال ....
الى متى...؟!
- 1 -
لمـ يكن ذاك المساء يحمل عبق السكون الذي اعتدنا عليه .. كان كل شيء ينبيءُ بغيوم محملة بالاسوأ ... فهي تحتضن طائرات بانواع مختلفة .. سرعان ما تخرج من بين الغيوم لتمارس هوايتها اليومية في اصطياد ما تشاء ...
كان هناكـ حديث يشبه " الوشوشه " ... وكــأن العدو خلف الجدران او قريب من الانفاس ... انعكاس لحالة تشبه الخوف او الرعب او التهويل احيانا .. وكعادتي لم التفت الى المذياع .. فلست من هواة الاستماع الى مرارة الحروف او الاخبار العاجلة ... فانا على يقين ان صوت الشارع هو المذياع الحقيقي ....
لكنه السكون بدا يخيّم على الاجواء والارجاء وحتى الانفاس سكتت ... نذير شؤوم كانت الغربان هي العنوان .. السنونو هاجر وكذلك النوارس لم تعد هناك ....
الشاطيء الجميل خلا من المصطافين .. وحتى الاشبال والزهرات لم يعد لهم هناكـ وجــود .. حالة اقرب الى الرثاء ... استعداد لقادم مخيف ...
وفجأة ... اعلنت الغيوم ان شيطان خرج من بينها ... ليمارس الجنون اليومي ... ثلاثة صواريخ سقطت دفعة واحدة .... ومنطقة كاملة اعلن فيها حدوث زلزال مدمر مخيف مرعب ...
ساعة مرت والدموع تنهمرو الصرخات والانين .. اصبح الصوت خافتا اكثر ... لم يعد هناك من بعد الصراخ اي امكانية للحديث ..بُحَّ الصوت .. والحناجر سكن فيها الصراخ ...
عشرون شهيدا ثلهم من الاطفال والنساء والشيوخ وبعض المقاومين ... رائحة احتراق اللحم .. والدم .... وامتزاج الاجساد المتفحمة ....
صوت واحد كان عاليا .. انه صوت الموت .... في الوقت الذي صمتت فيه خزيا وعارا اصوات العرب ... كانوا حياديين في نقل الخبر ... وها يعني انهم موافقين بشكل او بآخر على استمرار المجزرة ...
صاروخ رابع سقط وسط جموع المنقذين من المدنيين ... وارتفع العدد الى ثلاثون او يزيد .. لا احد يعلمــ ...
غــــزة تحترق ...
[align=left]
بقلمـ: د. مازن ابويزن
17-3-2008[/align]
تعليق