أصدقائي رواد منتدى الرواية
يسعدني أن أقدم لكم روايتي هذه وكلي أمل أن تولوها بعض عنايتكم
أتمنى لكم قراءة ممتعة
1.
القصر الرئاسي ..صبيحة الجمعة,الشمس ترسل وهجها اللافح وكأن النهار قد انتصف أو كاد.مِؤكدة أن شهر أبريل هو شهر الالتباس المناخي باستحقاق ربيع نضر تارة صيف قائض فجأة فزخات مطرية خفيفة على غير موعد أو ايدان..ومع دلك فقد كانت أهواء الطقس المتقلبة ومزاجه الغامض آخر ما قد يهتم له ساكني و مرتادي القصر في هده الصبيحة..كانت سحنات الجميع واجمة و أجفانهم منتفخة وخدودهم وأدقانهم وخطتها شعيرات تتنطع برِؤِوسها الصغيرة المدببة غير مصدقة أنها ستنعم بيوم عطلة بعيدا عن موس الحلاقة وأنواع الرغوة والمراهم و العطورالقبلية و البعدية..كانت الوجوه أشبه بأجمات أدغال خضراء عطنة و قصيرة بشكل منفر..أما القسمات فكانت بورتريها حيا لمعاني الأجهاد و التعب والتوجس..كانت باختصار ملامح أشخاص على شفا جرف انهيارات عصبية حادة,,وحدهم المسؤولون العسكريون كانت تبدو عليهم بعض الثقة..بخطواتهم العسكرية التي تردد جنبات البهو صداها المنتظم و ابتساماتهم المتهدلة الى جانب كانوا أقرب مايكونوا الى الشامتين وهم يطالعون منظر المسؤولين الاخرين يجدون الخطو نحو قاعة المجلس الحكومي وكأنهم قطيع جردان مستنفرة.,.الصخب المعتاد الدي يلي دخولهم الى القاعة عوضه صمت مهيب وعجلة في أخد الأماكن فوق المقاعد الجلدية الوثيرة و الانتظام حول المائدة المستديرة فيما استدارت الرؤوس جميعها مركزة نظرات مترقبة صوب الباب الجانبي المخصص لدخول معاليه.وطبعا ليس شوقا اليه ولا حنينا الى سنا محياه فهم لم يبكروا هدا الصباح للتبرك بتقبيل يدي صاحب الفخامة..لقد ولت تلكم الأيام الهنية الى غير ما رجعة..أيام وشهور وسنين طالت و استطالت حتى خيل اليهم لفرط انتشائهم بالسلطة أنهم ظفروا من الشعب بأمان مدى الدهر..و أنه وحده النصل الميتافيزيقي للموت البيولوجي قادر على زحزحتهم عن كراسيهم ومناصبهم و قصورهم وضيعاتهم و صدور حريمهم..حتى الموت لم يكن يجد سبيله اليهم الا لماما وهو ما كان يزكي أوهام الخلود في دخيلاتهم ..كان التاريخ بحرا و ضيعا تكسرت أمواجه- دات انقلاب عسكري –عند أقدامهم ثم انحسر عنهم في مد دام عقودا بل أحقابا جيولوجية ..ترى هل كانوا خالدين حقا؟
كانت الحياة بين جنبات القصر أغنية طويلة بهيجة..وأخوف ما يخافونه كيدهم لبعضهم..بل حتى هده المكائد كانت تدفع الملل عنهم ومن يتأدون سرعان ما يجدون وسيلة لرد الصاع صاعين و لاستعادة الحظوة لدى ولي نعمتهم. كانت أشبه بدست شطرنج..المنهزم يهريق ماء وجهه ولكنه لا يخسر حياته..الخاسر كان ينزوي الى الظل ليلعق جراحه منتظرا خروج الطالع من مدارات النحس معللا نفسه بأنه قدخسر معركة ولم يخسر حربا.
دلف الحاجب الى القاعة بقلنسوته الحمراء وجلبابه الناصع البياض مئتزرا حزاما دهبي اللون متأبطا كتابا أخضروحاملا بيمناه عصا عاجية معقوفة الجوانب.انتحى جانبا وصاح بصوت جهوري..
فخامة الرئيس وصل
قام الجميع من على كراسيهم فيما دخل الرئيس يليه كاتبه الخاص و كاتم سره وثلاثة من أبناء عمومته..كان متعبا ولم يجد حرجا في التثاؤب حتى قبل أن يستوي فوق كرسيه الرئاسي..الهالات السوداء تحت أجفانه و شعره المنفوش و ربطة عنقه المرتخية تقول بلا مزيد بيان أنه هو الآخر قضى ليلة بيضاء في ليلاء.
استريحوا أيها السادة-قالها فيما راحت أصابع يمناه تنقران على الطاولة ..ديدنه كلما كانت أعصابه خائرة منهارة.
-أيها السادة, الأمر جلل والخطب عظيم ..و الأزمات الكبرى هي التي تجلو معادن الرجال..ولا وقت للأستعارات و لا للمجازات ولا لزخرف القول..فاصدقوني القول و النصيحة فقد أكون غافلا ولكنني قطعا لست مغفلا..
الاعلام الغربي يصورني كربان سفينة تغرق وهدا التصوير على صدقيته ليس دقيقا كفاية..فانا أقود يخثا وليس سفينة ..وهدا اليخث الفاخر أنتم وحدكم ركابه..أما الشعب فأنتم أدرى بأننانمخره ورائنا مند عقود فوق قارب مطاطي ..والحال أن الشعب ضاق درعا بمركبه الوضيع ويريد أن يعتلي يخثنا المريح و انتم أعلم بأنه لن يتسع لكلينا..وأنه ان سقطت من عليائه الى لج الغضب الشعبي العارم فتسقطون معي ..فلست وحدي من يضع يده في الخبيصة ولست وحدي الدي يملك الحسابات اياها في الجنات الضريبية اياها..
ندت عنه التفاتة الى جهة الضباط و استطرد قائلا..واعلموا أن اللعب على الحبلين
لم يعد يجدي دي الوجهين .. فقد جد الجد..فانظروا ما أنتم صانعون؟
فغرت أفواه الحاضرين عند سماع هده الكلمات..صحيح أنهم كانوا يتوقعون اجتماعا عاصفا ..ولكن صراحة الرئيس أدهلتهم..لم يحدث يوما أن اجترح مثل هده الأقوال..كان دوما يعطيهم الانطباع بأنه غر يصدق أشعار المدح وسمفونيات التطبيل وطقوس التقبيل..ياه شهرواحد من الثورة كان كافيا للتعجيل بنضجه السياسي أكثر مما فعلت سنوات دراسة العلوم السياسية في جامعة أكسفورد ..السنوات الجامعية التي أبلاها في كرع زجاجات الشمبانيا الفاخرة في كل مراقص أوربا المصنفةوكازينوهات فيغاس التي تقع من نفسه موضع النياط في قلب الموله.فلم يغادر شقراء الا حرثها ولا صهباء الاواقعها ولولا أن المنية عالجت أباه –الزعيم الملهم قائد ثورة التصحيح ضد التصحيح-لكان قضى عمره يغترف العلوم السياسية من منهل ثغر الحسناوات الأوربيات و نهود نجمات الموضة الساطعات.
ولكن توقف قلب الزعيم الأب عن النشاط عجل بتوقيف نشاط الابن التحصيلي فعاد على وجه السرعة في طائرته الخاصة الى الوطن ..لضمان انتقال سلس و ديمقراطي للسلطة..هكدا أصبح ابن الرئيس رئيسا.في الجمهورية العربية الديمقراطية ال..
ساد صمت رهيب في القاعة ..صمت لم يكن يخرقه الامايصل من صدى هتافات الجماهيرالغاضبة و المعتصمة في ميدان الكرامة.. على بعد الشقة بين الميدان وقصر الرئاسة..وبدت عيون الحاضرين زائغة وهم ينظرون الى بعضهم البعض..وحده رئيس الأركان وهو رجل مديد القامة قد خط الشيب فوديه وغارت عيناه في محجريهما كان يركز نظراته على الرئيس ..كانت نظرات قاسية بله دموية.
-اسمح لي أيها الرئيس ..ألا أوافقك الرأي هده المرة..الجيش وقياداته ليست هي ما يطالب الشعب برأسه ..ونحن لن نتدخل بالعنف ضد أحد .. عليكم ايجاد حلول أخرى فحمام دم آخر سيفاقم الوضع أكثر ..
لوح الرئيس بيديه مهتاجا – الحياد ليس موقفا..وقيادات الجيش ليست بتلك الطهرانية التي تدعيها ..أرجوك ياعزيزي دعنا لاننشر غسيلنا المنتن معا..لا تجعل طموحك الدفين و أحقادك الماضية تشوش على قدرتك على الحكم الصائب..
نظر رئيس الأركان الى عيني الرئيس بثبات و قال –من الواضح أنكم أنتم معاليكم من فقد القدرة على الحكم السليم..لن يتورط الجيش في هدا الأمر..
هدا ما انتهى اليه اجتماع قيادات الأركان.
هز باقي الضباط رؤوسهم علامة الموافقة.فهوى الرئيس بقبضته على صفحة المائدة بقوة ارتجت لها جنباتها وتساقطت لها بعض قنينات المياه المعدنية الموضوعة على الطاولة مثلما اهتزت أجهزة الحاسوب المحمول ..ثم صاح ملوحا بسبابته في اتجاه رئيس الأركان
-هده خيانة ستدفع ثمنها غاليا.
قام الأخير عن مقعده فدلى دلوه باقي الضباط ..فرد طوله وكأنه يستعد لأداء التحية العسكرية ثم قال و قد ارتسمت ابتسامة هزؤ على شفتيه..
-من الجلي أن معاليكم لستم في أنسب مزاج..سأضرب صفحا عن هدا التهديد
الأجوف تفهما مني للظرف العصيب التي تجتازونه..
أدى تحية مقتضبة ثم دار على عقبيه وغادر مقر الاجتماع مرفوقا بالضباط الآخرين تشيعهم نظرات الرئيس المغتاظة ونظرات بقية الحضور المتصنعة للدهشة فيما ندت عن البعض على استحياء تعليقات مستنكرة و غاضبة.
فقط حين انتهى الى مسامعهم هدير محركات السيارات وهي تبتعد عن
ساحة القصر..فكت عقد ألسنتهم وراح الكل يشجب و يستنكر و يندد ويلعن العسكر و أبنائهم وخالاتهم و عماتهم..صخب عكاظي أوقفه الرئيس باشارة من يديه قائلا
-أيها السادة دعونا لا نضيع الوقت في التعليق على موقف جبان كهدا ..ومهما يكن من أمر فقد كنت أتوقعه تماما..فقيادات الجيش لن ترفس النعمة الأمريكية المتمثلة في ملايير الدولارات سنويا -مقابل الخدمة اياها - اكراما لخاطرنا ..علينا تدبر الأمر بطريقة أخرى..ثم لا تنسوا أن ورقتنا الأقوى هي جهاز الأمن..وحسنا فعل والدي –رحمه الله-حين جعله أولى أولوياته..مع جهاز قوي كهدا لاأبالي ان تنكر لي حتى الشيطان..
ثم أضاف متوجها بلهجة الآمر الواثق الى مدير الأمن..-اسحقوا صراصير ميدان الكرامة..اريد أن أسمع فرقعة السياط على ظهور العلوج من على شرفة القصر..يريدون الديمقراطية أعطوهم جرعة زائدة ومميتة..ولا تراعوا الا و لادمة في أبناء الزواني..نظفوا الساحة من المقملين ولتكن أيديكم ثقيلة على قفا الفايسبوكيين الزنادقة.
حاربوهم زنكة زنكة.
تململ مدير الأمن في جلسته و انبسطت أساريره ولمعت عيناه ببريق دموي مخيف وقال بنبرة طغت عليها الحماسة ..علم و سينفد
يسعدني أن أقدم لكم روايتي هذه وكلي أمل أن تولوها بعض عنايتكم
أتمنى لكم قراءة ممتعة
1.
القصر الرئاسي ..صبيحة الجمعة,الشمس ترسل وهجها اللافح وكأن النهار قد انتصف أو كاد.مِؤكدة أن شهر أبريل هو شهر الالتباس المناخي باستحقاق ربيع نضر تارة صيف قائض فجأة فزخات مطرية خفيفة على غير موعد أو ايدان..ومع دلك فقد كانت أهواء الطقس المتقلبة ومزاجه الغامض آخر ما قد يهتم له ساكني و مرتادي القصر في هده الصبيحة..كانت سحنات الجميع واجمة و أجفانهم منتفخة وخدودهم وأدقانهم وخطتها شعيرات تتنطع برِؤِوسها الصغيرة المدببة غير مصدقة أنها ستنعم بيوم عطلة بعيدا عن موس الحلاقة وأنواع الرغوة والمراهم و العطورالقبلية و البعدية..كانت الوجوه أشبه بأجمات أدغال خضراء عطنة و قصيرة بشكل منفر..أما القسمات فكانت بورتريها حيا لمعاني الأجهاد و التعب والتوجس..كانت باختصار ملامح أشخاص على شفا جرف انهيارات عصبية حادة,,وحدهم المسؤولون العسكريون كانت تبدو عليهم بعض الثقة..بخطواتهم العسكرية التي تردد جنبات البهو صداها المنتظم و ابتساماتهم المتهدلة الى جانب كانوا أقرب مايكونوا الى الشامتين وهم يطالعون منظر المسؤولين الاخرين يجدون الخطو نحو قاعة المجلس الحكومي وكأنهم قطيع جردان مستنفرة.,.الصخب المعتاد الدي يلي دخولهم الى القاعة عوضه صمت مهيب وعجلة في أخد الأماكن فوق المقاعد الجلدية الوثيرة و الانتظام حول المائدة المستديرة فيما استدارت الرؤوس جميعها مركزة نظرات مترقبة صوب الباب الجانبي المخصص لدخول معاليه.وطبعا ليس شوقا اليه ولا حنينا الى سنا محياه فهم لم يبكروا هدا الصباح للتبرك بتقبيل يدي صاحب الفخامة..لقد ولت تلكم الأيام الهنية الى غير ما رجعة..أيام وشهور وسنين طالت و استطالت حتى خيل اليهم لفرط انتشائهم بالسلطة أنهم ظفروا من الشعب بأمان مدى الدهر..و أنه وحده النصل الميتافيزيقي للموت البيولوجي قادر على زحزحتهم عن كراسيهم ومناصبهم و قصورهم وضيعاتهم و صدور حريمهم..حتى الموت لم يكن يجد سبيله اليهم الا لماما وهو ما كان يزكي أوهام الخلود في دخيلاتهم ..كان التاريخ بحرا و ضيعا تكسرت أمواجه- دات انقلاب عسكري –عند أقدامهم ثم انحسر عنهم في مد دام عقودا بل أحقابا جيولوجية ..ترى هل كانوا خالدين حقا؟
كانت الحياة بين جنبات القصر أغنية طويلة بهيجة..وأخوف ما يخافونه كيدهم لبعضهم..بل حتى هده المكائد كانت تدفع الملل عنهم ومن يتأدون سرعان ما يجدون وسيلة لرد الصاع صاعين و لاستعادة الحظوة لدى ولي نعمتهم. كانت أشبه بدست شطرنج..المنهزم يهريق ماء وجهه ولكنه لا يخسر حياته..الخاسر كان ينزوي الى الظل ليلعق جراحه منتظرا خروج الطالع من مدارات النحس معللا نفسه بأنه قدخسر معركة ولم يخسر حربا.
دلف الحاجب الى القاعة بقلنسوته الحمراء وجلبابه الناصع البياض مئتزرا حزاما دهبي اللون متأبطا كتابا أخضروحاملا بيمناه عصا عاجية معقوفة الجوانب.انتحى جانبا وصاح بصوت جهوري..
فخامة الرئيس وصل
قام الجميع من على كراسيهم فيما دخل الرئيس يليه كاتبه الخاص و كاتم سره وثلاثة من أبناء عمومته..كان متعبا ولم يجد حرجا في التثاؤب حتى قبل أن يستوي فوق كرسيه الرئاسي..الهالات السوداء تحت أجفانه و شعره المنفوش و ربطة عنقه المرتخية تقول بلا مزيد بيان أنه هو الآخر قضى ليلة بيضاء في ليلاء.
استريحوا أيها السادة-قالها فيما راحت أصابع يمناه تنقران على الطاولة ..ديدنه كلما كانت أعصابه خائرة منهارة.
-أيها السادة, الأمر جلل والخطب عظيم ..و الأزمات الكبرى هي التي تجلو معادن الرجال..ولا وقت للأستعارات و لا للمجازات ولا لزخرف القول..فاصدقوني القول و النصيحة فقد أكون غافلا ولكنني قطعا لست مغفلا..
الاعلام الغربي يصورني كربان سفينة تغرق وهدا التصوير على صدقيته ليس دقيقا كفاية..فانا أقود يخثا وليس سفينة ..وهدا اليخث الفاخر أنتم وحدكم ركابه..أما الشعب فأنتم أدرى بأننانمخره ورائنا مند عقود فوق قارب مطاطي ..والحال أن الشعب ضاق درعا بمركبه الوضيع ويريد أن يعتلي يخثنا المريح و انتم أعلم بأنه لن يتسع لكلينا..وأنه ان سقطت من عليائه الى لج الغضب الشعبي العارم فتسقطون معي ..فلست وحدي من يضع يده في الخبيصة ولست وحدي الدي يملك الحسابات اياها في الجنات الضريبية اياها..
ندت عنه التفاتة الى جهة الضباط و استطرد قائلا..واعلموا أن اللعب على الحبلين
لم يعد يجدي دي الوجهين .. فقد جد الجد..فانظروا ما أنتم صانعون؟
فغرت أفواه الحاضرين عند سماع هده الكلمات..صحيح أنهم كانوا يتوقعون اجتماعا عاصفا ..ولكن صراحة الرئيس أدهلتهم..لم يحدث يوما أن اجترح مثل هده الأقوال..كان دوما يعطيهم الانطباع بأنه غر يصدق أشعار المدح وسمفونيات التطبيل وطقوس التقبيل..ياه شهرواحد من الثورة كان كافيا للتعجيل بنضجه السياسي أكثر مما فعلت سنوات دراسة العلوم السياسية في جامعة أكسفورد ..السنوات الجامعية التي أبلاها في كرع زجاجات الشمبانيا الفاخرة في كل مراقص أوربا المصنفةوكازينوهات فيغاس التي تقع من نفسه موضع النياط في قلب الموله.فلم يغادر شقراء الا حرثها ولا صهباء الاواقعها ولولا أن المنية عالجت أباه –الزعيم الملهم قائد ثورة التصحيح ضد التصحيح-لكان قضى عمره يغترف العلوم السياسية من منهل ثغر الحسناوات الأوربيات و نهود نجمات الموضة الساطعات.
ولكن توقف قلب الزعيم الأب عن النشاط عجل بتوقيف نشاط الابن التحصيلي فعاد على وجه السرعة في طائرته الخاصة الى الوطن ..لضمان انتقال سلس و ديمقراطي للسلطة..هكدا أصبح ابن الرئيس رئيسا.في الجمهورية العربية الديمقراطية ال..
ساد صمت رهيب في القاعة ..صمت لم يكن يخرقه الامايصل من صدى هتافات الجماهيرالغاضبة و المعتصمة في ميدان الكرامة.. على بعد الشقة بين الميدان وقصر الرئاسة..وبدت عيون الحاضرين زائغة وهم ينظرون الى بعضهم البعض..وحده رئيس الأركان وهو رجل مديد القامة قد خط الشيب فوديه وغارت عيناه في محجريهما كان يركز نظراته على الرئيس ..كانت نظرات قاسية بله دموية.
-اسمح لي أيها الرئيس ..ألا أوافقك الرأي هده المرة..الجيش وقياداته ليست هي ما يطالب الشعب برأسه ..ونحن لن نتدخل بالعنف ضد أحد .. عليكم ايجاد حلول أخرى فحمام دم آخر سيفاقم الوضع أكثر ..
لوح الرئيس بيديه مهتاجا – الحياد ليس موقفا..وقيادات الجيش ليست بتلك الطهرانية التي تدعيها ..أرجوك ياعزيزي دعنا لاننشر غسيلنا المنتن معا..لا تجعل طموحك الدفين و أحقادك الماضية تشوش على قدرتك على الحكم الصائب..
نظر رئيس الأركان الى عيني الرئيس بثبات و قال –من الواضح أنكم أنتم معاليكم من فقد القدرة على الحكم السليم..لن يتورط الجيش في هدا الأمر..
هدا ما انتهى اليه اجتماع قيادات الأركان.
هز باقي الضباط رؤوسهم علامة الموافقة.فهوى الرئيس بقبضته على صفحة المائدة بقوة ارتجت لها جنباتها وتساقطت لها بعض قنينات المياه المعدنية الموضوعة على الطاولة مثلما اهتزت أجهزة الحاسوب المحمول ..ثم صاح ملوحا بسبابته في اتجاه رئيس الأركان
-هده خيانة ستدفع ثمنها غاليا.
قام الأخير عن مقعده فدلى دلوه باقي الضباط ..فرد طوله وكأنه يستعد لأداء التحية العسكرية ثم قال و قد ارتسمت ابتسامة هزؤ على شفتيه..
-من الجلي أن معاليكم لستم في أنسب مزاج..سأضرب صفحا عن هدا التهديد
الأجوف تفهما مني للظرف العصيب التي تجتازونه..
أدى تحية مقتضبة ثم دار على عقبيه وغادر مقر الاجتماع مرفوقا بالضباط الآخرين تشيعهم نظرات الرئيس المغتاظة ونظرات بقية الحضور المتصنعة للدهشة فيما ندت عن البعض على استحياء تعليقات مستنكرة و غاضبة.
فقط حين انتهى الى مسامعهم هدير محركات السيارات وهي تبتعد عن
ساحة القصر..فكت عقد ألسنتهم وراح الكل يشجب و يستنكر و يندد ويلعن العسكر و أبنائهم وخالاتهم و عماتهم..صخب عكاظي أوقفه الرئيس باشارة من يديه قائلا
-أيها السادة دعونا لا نضيع الوقت في التعليق على موقف جبان كهدا ..ومهما يكن من أمر فقد كنت أتوقعه تماما..فقيادات الجيش لن ترفس النعمة الأمريكية المتمثلة في ملايير الدولارات سنويا -مقابل الخدمة اياها - اكراما لخاطرنا ..علينا تدبر الأمر بطريقة أخرى..ثم لا تنسوا أن ورقتنا الأقوى هي جهاز الأمن..وحسنا فعل والدي –رحمه الله-حين جعله أولى أولوياته..مع جهاز قوي كهدا لاأبالي ان تنكر لي حتى الشيطان..
ثم أضاف متوجها بلهجة الآمر الواثق الى مدير الأمن..-اسحقوا صراصير ميدان الكرامة..اريد أن أسمع فرقعة السياط على ظهور العلوج من على شرفة القصر..يريدون الديمقراطية أعطوهم جرعة زائدة ومميتة..ولا تراعوا الا و لادمة في أبناء الزواني..نظفوا الساحة من المقملين ولتكن أيديكم ثقيلة على قفا الفايسبوكيين الزنادقة.
حاربوهم زنكة زنكة.
تململ مدير الأمن في جلسته و انبسطت أساريره ولمعت عيناه ببريق دموي مخيف وقال بنبرة طغت عليها الحماسة ..علم و سينفد
تعليق