المرحومة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن الحسين
    عضو الملتقى
    • 20-10-2010
    • 299

    المرحومة

    المرحومة

    كتبت وصيتها..منذ أيام
    تمكنت من توديع أولادها وأحفادها وذوي القربى..
    ابتاعت تذكرة للعالم الآخر..وكي لاتزعج من في البيت لملمت ماخف حمله وبئس ذكره..وقبل طلوع الفجر والكل يغط في سابع نومة.. فتحت باب الدنيا بلطف واستقلت عربة الموت وابحرت إلى عالم البرزخ باتجاه واحد دون بطاقة عودة من الدرجة الثالثة..
    صحا الجميع على صمتها..
    تحاورت نظراتهم تستفسر: " هل قضي الأمر"؟
    تسونامي التماسيح غمر الأحداق..ونشيد الموتى بنواح النفاق طغى على حركة التعزية بينما الجثمان يركن وحيدا يماهي برودة الجدران في الغرفة المجاورة..
    حشر كل الورثة آذانهم في حضرة سماعة الهاتف:
    - ألو السيد المحامي.. توفيت الحاجة هذا الصباح.. نعم الله يرحمها..نحن بانتظارك.
    صوبت العيون فوهاتها نحو دريئة المحامي وهو يفتح الوصية وينثر محتواها على السامعين:
    - أنا الحاجة أمينة بنت اسماعيل الحفار أوصي وأنا بكامل قواي العقلية بكل الأراضي والعقارات والبساتين وكل ماأملك من الأمور النقدية والعينية إلى أول من يفقد أباه أو أمه من أحفادي.
    تساءل الجميع عن معنى تلك الوصية الغامضة.. فقال المحامي:
    - لايوجد أي غموض في الوصية..فأول من يلحق بالمرحومة من أولادها تكون هذه الممتلكات من نصيب أولاده.. والسلام..
    جحظت عيون الورثة.. ودب الهلع في عيون الأهل..وأمطرتهم وساوس مخيفة.. فالميراث "يستاهل" والنفس أمارة بالسوء..
    تحاشى كل منهم النظر الى أولاده..بينما كان الخطط المستقبلية ومشاريع الثراء السهل تتجول في شرايين أحفاد المرحومة.
    سأل المحامي:
    - متى سيتم الدفن ؟
    - دفن من ؟
    - المرحومة..
    أفاق الجميع من ذهولهم وتذكروا أن هناك جثمان امرأة خلف الجدران ينتظر التشييع والدفن..
    فقالوا ببلادة:
    - آآه.. المرحومة.. الللللله يرحمها.
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #2
    ويالها من مرحومة ذكية ،عرفت كيف تنتقم لنفسها من أبنائها الماكرين!!
    فليشربوا من نفس الكأس المرة إذن،وليواجهوا نظرات أبنائهم وهم يترقبون لحظة وداعهم للحياة ،بفارغ صبر..!فالثروة مغرية والنفس أمارة بالسوء..!!
    بوركت أيها الكاتب القدير،وقلمك البارع.
    دمت ودامت لك براعة القص.
    تحياتي.

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      ميزة نصوصك أستاذ حسن ..
      أنها لا تبتعد عن الواقع ...
      بل تحاكيه بحلوه ومرّه ..
      ولكنّ بعض مرّه مذاقٌ بطعم العلقم ..
      حين يكاشف المخبوء فيما وراء حجب الإنسان ، وعوالمه ..
      سلمتْ يداك أخي حسن ..
      ومع أطيب أمنياتي ..تحيّاتي ..

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        نعم اذاقتهم من نفس الكأس الذي أذاقوها اياها
        وهم يترقبون موتها, ويبدو لي أنها
        كانت خائفة منهم أيضا!.
        فليخافوا هم أيضا من فلذات أكبادهم.
        الله يرحمها كانت ذكية.
        شكرا اخي على القصة المدهشة,
        تحياتي.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • شيماءعبدالله
          أديب وكاتب
          • 06-08-2010
          • 7583

          #5
          كما يقال الفلوس تعمي النفوس
          أذاقتهم بأسهم وكشفت نواياهم
          قص جميل ومميز
          قصة أتت أكلها محفوفة بلغة مميزة بارعة
          دام الألق
          احترامي وتقديري

          تعليق

          يعمل...
          X