ثورة الحالمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هائل الصرمي
    أديب وكاتب
    • 31-05-2011
    • 857

    ثورة الحالمة

    حبيبنا الاستاذ الصاوي نأمل اطلاعكم على القصيدة الجديدة ونقدها فقد اشتقنا إلى حروفكم وتقويمكم بارك الله فيكم

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ثورة الحالمة


    على وطني ألف معضلة وكفاه مثخنة بالجراح.


    وشعبٌ أبيٌ تجرع مُرَّ الأسى من نظام يعش على عنفوان الرصاص وحد الرماح


    أباح الرذيلة والفسقَ هذا النظام اللعين وكم قد أباح


    .ولم يرعوي عن دماء النساء الثكالا وقتل الصبايا الملاح


    وهاهو في كل رابية يرتدي جبة الموت يذبح شعباً كذبح النعاج


    فماذا جنى من يناضل سلما ولم يَتشحْ بالسلاح


    وماذا جنى من تسيل الدماء على صدره وروضات آماله تستباح


    فمن سيبدد تلك المأسي ويرتق كل الجراح


    سوى ثورة الشعب , ياثورة تحمل الأمنيات وترنو لنيل الفلاح



    فأزلام صالحَ تذبح جيبلا يناضل كي يسترد من الليل وجه الصباح


    وما زال خطو الضياء هنا تحت ليل الظلام يروم النجاح ..


    ..تلك أمنية من ربا ثورة نثرت في فؤادي الأقاح..


    وفيها مفاتيح وجه الحياة السعيدة تَفْتحُ كل القلوب


    تحرر ها من مغاليق سجنٍ بغيض وتطلقها في الرياح


    ومازال شعبي فتيا هماما يؤمل أن يقطف المجد سلما وإن طال هذا الكفاح


    حالما يشتهي من فؤاد الصبابة عيناً تلاحظ زهو خطاه وأنفاس ثورته الحالمة


    يرى حلمه ومضةً يختفي كاختفاء الأصيل إذا أقبل الليل... كالباديات إذا دُوهمت بالحضر..


    فما سر هذا الهتاف الجميل من الشعب (ارحل )


    خصوصا إذا رام ذاك البهاء الزهي المدثر بالعافيه


    قادما من بعيد غدا


    على شرفة الثورة السامية


    كإسفارة الفجر يبدو ضحوكاً على وجنة الرابية


    وترمقه أعيني السالية


    . . وأغنية النصر تتلى على مرفئ الساقية


    ويرتد مثل الصدى ممسكا بالورود وإشراق أيامه التالية..


    وقد جف نبع الفساد الكبير الذي قصَّ أذرعه السادلة


    فتىً بين أضلعه ثورة فاضلة


    بوجه جميل وخد أسيل على وجنة الساحة الخالية...


    فيا ريح دهر النضال الجميل الملفَّع بالثورة الباسلة


    أقلنا إلى مرفئ العز والمجد والهمة العالية


    ويا ثورة الشعب هيابنا أعيدي لنا الأمة الباذلة


    لنقطف أزهار فصل الربيع وننموا على أرضنا السابلة


    نعرِّشُ في روضة الأنس كالزيزفون وكالنخل في الشط و البادية


    فكيف لأعين أرواحنا ..بأن لا ترى دولة من رخام


    على متنها الحب يورق والعدل والحريات وتنتعش القيم الذابلة


    فماعاد في موطني كسرة من عذاب ولا طمرة بالية


    وماعاد في موطني موطن للجراح ولا ظلمة ثانية


    هائل سعيد الصرمي


    علما أنها طازجة وقد تجدون كثيرا من الأخطاء لو استطعتم الوقوف عندها حتى نستدركها نكون شاكرين لكم جزي الشكر طبتم ودمتم

    ولكم أطب المنى
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    وأهلا بأخى الشاعر الحماسى الجميل الأستاذ هائل الذى أحبه فى الله كحبى لليمن الحبيبة التى عاشرت أهلها فى الخليج فكانوا جميعا قصيدة ود وبساطة وتواضع ونبل، وأهلا ومرحبا بهذا النص الثورى الذى يفوح بشذا الصدق والعنفوان النبيل ، ربما ستكون وقفتى مع النص من حيث البنية اللغوية ثم بإذن الله مع ذرى التخييل عبر العلاقة النحوية ولنبدأ من حيث البنية اللغوية


    - على وطني ألف معضلة وكفاه مثخنة بالجراح ) أرى أن ينفصل السياق إلى سطرين فيبدأ سياق جديد ب ( وكفاه ... ) لضبط موسيقى المتقارب

    - الثكالا كتابيا الثكالى بالألف اللينة


    - ماذا جنى ) تحتاج من حيث الترقيم إلى علامة استفهام فى نهاية السياق ، كذلك سياق ( فمن سيبدد )

    - ( من نظام يعش ) لا تبدو لى جلية علة جزم الفعل " يعش " والتأويل فى رأيى سيربك المتلقى لذا أرى أن تكون هناك نظرة أخرى فى السياق

    - ( ولم يرعوى ) هنا وجب جزم الفعل بحذف حرف العلة لسبقه بأداة جزم

    - المأسى هنا كتابيا تكون هكذا المآسى لأنها بالهمزة كلمة أخرى غير المرادة فى الدلالة

    - ( أقلنا إلى مرفىء ) أقلنا أى أعذرنا ولعل المراد انقلنا ، كما أن مرفىء كتابيا أرى أن تكون مرفأ ولذا أرى أن تكون هناك نظرة أخرى فى سياق الفعل

    - ( وننموا ) هنا كتابيا تكون هكذا ننمو بلا ألف الجماعة

    هذى هى ملاحظاتى من حيث البنية اللغوية وبإذن الله تكون الوقفة التالية حول ذرى التخييل والعلاقة النحوية
    يتبع ,,,,,,,

    تعليق

    • هائل الصرمي
      أديب وكاتب
      • 31-05-2011
      • 857

      #3
      بورك فيك وأحسن الله إليك كان النص طازجا أرسلته إليك ولم أراجعه ولم أحبره والأن سأعود إليه بشغف وأصلح ما أمرتني به شاكرا لك كل جميل بكل حرف دمت بخير

      تعليق

      • محمد الصاوى السيد حسين
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2803

        #4

        - يمكن القول أن عنوان النص يحمل إيحاء جليا يتناغم مع رسالة الثورة التى يعبر عنها النص وهى السلمية ، فالبلاد الحالمة لابد وأن تكون ثورتها سلمية وإلا ما كان الحلم حلما ، ولعل العلاقة النحوية التى تقوم على اسم الفاعل تجذر بسلاسة طبيعة الحلم وتجعلها صفتة فاعلة فى مسيرتها وتكوينها التاريخى


        -( وهاهو في كل رابية يرتدي جبة الموت يذبح شعباً كذبح النعاج
        فماذا جنى من يناضل سلما ولم يَتشحْ بالسلاح
        وماذا جنى من تسيل الدماء على صدره وروضات آماله تستباح)

        تعد هذى اللوحة من أجمل لوحات النص الحماسى الثائر بحيث يمكن اعتبارها إحدى ذرى التخييل الرئيسة

        - حيث نتلقى سياق الإشارة ( ها هو ) وهو السياق الذى يمهد لدفقة التخييل التى تجسد لنا الحاكم الطاغية فى هيئة منتزعة من رؤى أسطورية عبر لذلك الموت الذى يلبس جبته المخيفة ويشهر منجله حاصدا الأرواح حين يستحيل الشعب أيضا عبر الاستعارة المكنية فريسة ترتضى الذبح

        - وسنتلقى لفظة شعبا على التنكير فليس كل الشعب هكذا بل هو شعب رضى بهذى النهاية فى خضم الشعب الذى يأبى ويرفض


        - لكن السياق رغم كونه صادما جالدا للذات إلا أنه يكنز التحفيز والغضب الشريف الذى يحفز المتلقى ويستثيره تجاه المقاومة والرفض لهذا المصير الأليم

        - هنا نتلقى سياق الاستفهام (فماذا جنى من يناضل سلما ولم يَتشحْ بالسلاح ) ولنتأمل فى السياق الفعل المنفى يتشح الذى يحيل السلاح إلى حالة أخرى فهو يستحيل زينة يتبختر بها الأحرار وليس مجرد قطعة حديد للقتل ، إن السلاح يستحيل مفتاحا للأمل يتشرف حامله بها ، لذا نتلقى سياق يتشح بمشاعر مختلفة عن مجرد دلالة حمل السلاح

        - كما لابد وأن نتمعن فى سياق ( وروضات آماله تستباح ) وهى الاستعارة التصريحية التى تكنزها علاقة المبتدأ ( روضات ) والتى يمكن تؤويلها بدلالة الصدور النازفة والتى كانت هى موطن هذى الأحلام قبل أن يباغتها الرصاص

        - ثم ولنتأمل هذى اللوحة

        (تلك أمنية من ربا ثورة نثرت في فؤادي الأقاح..
        وفيها مفاتيح وجه الحياة السعيدة تَفْتحُ كل القلوب
        تحرر ها من مغاليق سجنٍ بغيض وتطلقها في الرياح

        - وهى اللوحة التى تبدأ بالاستعارة المكنية والتى تخيل لنا الثورة فى هيئة أخرى غير ما ندرى ، الثورة ليست دماء وقتلى بل هى ثورة نثرت الأقاحى فى الفؤاد ، هنا تتراءى لنا الثورة أمام بصائرنا كيانا رهيفا عذريا نقيا حنونا بريئا مما قد يلصق به من فظاعات أو دماء ، إنه أمام بصائرنا نثر الأقاحى فى فؤاد أحبته ومريديه

        - ثم أن اللوحة ترسم لنا للحياة السعيدة التى كانت حبيسة ترسم لها هيئة أخرى فنرى الحياة ذاتها تستحيل طيرا قادرا على أن يواجه الدنيا ويرفرف فى الرياح لكن حين يكون حرا

        - لابد وأن نتمعن من جرس ودلالة ( مغاليق ) التى جاءت جمعا لتكثيف دلالة الحصر والحبس ثم جرس القاف الذى يوحى بقسوة الإغلاق وتجبره

        - ثم إنه وجه واحد لحياة واحدة بعينها وليست وجوها عدة لحيوات مختلفة متغايرة ، بما يجعل السياق تعبيرا كنائيا عن اتحاد الرؤى وانصهارها فى هوى واحد هو هوى الثورة ووجها الراسخ النبيل

        - ثم ولنتأمل هذى اللوحة وذلك التشبيه الفريد

        (يرى حلمه ومضةً يختفي كاختفاء الأصيل إذا أقبل الليل... كالباديات إذا دُوهمت بالحضر..)

        -تحتوى اللوحة على تشبيهين مختلفين فى الوظيفة والتأثير التشبيه الأول هو التشبيه المتحول من علاقة الفعل المضارع ( يرى حلمه ومضة ) فتشبيه الحلم بومضة ثم تكثيف هذا التشبيه بتشبيه متعلق ( يختفى كاختفاء الأصيل ) يمنح لوحة ( ومضة ) ظلا من القدرة على المناورة والتأقلم والتصبر والثبات فهو ليس اختفاء نهائيا إذا حدث فالأصيل زمن لا يختفى وإنما يرتحل إذا ران الليل ليرجع من جديد أصيلا يومض نابضا بالحياة

        - ثم نتلقى التشبيه الفريد الذى يسيج اللوحة ( كالباديات إذا دوهمت بالحضر ) فالباديات لا تختفى ولا يطويها الحضر إذا داهموها قيما وأفكارا وتجبرا بل هى تظل كأصيل الشمس تخفى لتعود فهى راسخة قوية حية حاضرة حتى فى غيابها


        - ثم ولنتأمل هذى اللوحة (ويرتد مثل الصدى ممسكا بالورود وإشراق أيامه التالية..
        وقد جف نبع الفساد الكبير الذي قصَّ أذرعه السادلة
        فتىً بين أضلعه ثورة فاضلة )
        - يمكن القول أن تأخير علاقة الفاعل ( فتى ) حتى نهاية اللوحة هو ذروة هذى اللوحة التى تحفز على التلقى وتكنز الفاعل فى نهاية السياق حتى نتشبع بالمشهدية إلى آخر آفاقها النيرة فى السياق ، حتى تفاجئنا علاقة الفاعل ، ويكفى لنعرف أثر التأخير هنا أن نضع علاقة الفاعل بعد فعله ( يرتد ) لنبصر كيف تذبل علاقة الحال ( ممسكا ) ويتجلى لنا كيف أن تأخير علاقة الفاعل أثر جماليا ودلاليا تأثيره الفنى الذى يمنح اللوحة عمقها وذكاء التخييل

        - كما أن علاقة التأخير تطال المبتدأ ( فتى بين أضلعه ثورة فاضلة ) فنحن نتلقى علاقة شبه الجملة ( بين أضلعه ) كتمهيد فنى لدهشة الاستعارة المكنية التى يكنزها المبتدأ المؤخر والتى تخيل لنا الثورة قلبا نابضا يحيا به الفتى الذى يرمز للغد الذى لابد وأن يجىء مهما تأخر مادامت البلاد حالمة به لا يفتر حلمها ولا يستكين




        تعليق

        • هائل الصرمي
          أديب وكاتب
          • 31-05-2011
          • 857

          #5
          ماذا أقول وقلبي ينتشي طربا
          من عذب قولك إن القول أسَّرُ
          أيا محمد شكرا لا انقطاع له
          عبر الزمان وحرف النقد أمَّارُ
          لا حرمنا الله منك وجزاك الله خير

          تعليق

          يعمل...
          X