من أجلك يا أبي / إيمان الدّرع /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
    ايمان الغالية بريشة قلمك رسمت لوحة متحركة لهذه الفتاة التي تعاني
    رغم فقد والدها أثر عشقه للكأس غاليتي
    وكم نت أسر بأكملها ضاعت وطويت في سجل ذكريات الحياة
    سعدت بمروري على رياض حرفك الراقي
    سلم اليراع غاليتي

    مودتي
    غاليتي نجلاء :
    أيتها الأستاذة التي أحترمها
    بعدد الحروف التي تنثرها بنشاطٍ ومودّةٍ
    هنا ...وهناك ..
    أريد أن أعبّر لك عن امتناني اللا متناهي لحضورك المبهج على متصفّحي المتواضع
    الغنيّ بحضورك ...
    شكراً على تعليقك الجميل الناضج ..
    شكراً لعينيك الرّائعتين على هذه القراءة الجميلة ..
    ودمتِ لأختك التي أسعدتها زيارتك ..
    لا حُرمتك نجلاء
    ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
      أستاذتي الجليلة ..
      علمنا الزمن أن القلب الأبيض وتجاوز أخطاء الآخرين .. قد أصبح لعنة بحق ذواتنا المنهكة .. سئمنا دور الضحية و آن لنا أن نكون الجلاد .. لتهدأ الروح النازفة من طعن بعض الأيادي العابثة بمشاعرنا الطاهرة النقية ..
      حبيبتي أنا لا و لن أجعل الأنظمة شماعة لذوات بعضنا النزاعة للشر و الغدر و لأقرب الناس أحيانا .. فلنمسح الصدأ و نطهر الروح الآثمة بقتل بعضنا البعض ونحن أحياء .. قتل الفطرة الطيبة بالآخر جريمة .. وقتل الأبتسامة على ثغور البعض جريمة .. ما أروع الإنتقام ممن قتلونا وما زلنا نتنفس .. فقط لترتوي نفوسهم المشوهة .. الحاقدة !
      أستاذتي أعذري لغتي البسيطة تلك .. فلست من أجاري عملاقة مثلك ..
      إني أرى الروعة و الإبداع تتعاظم أكثر و أكثر في كل عمل جديد لك .. سلم قلمك الذي في تحد مستمر ليبلغ النجوم .. لا حرمتك حبيبتي
      ما أسعدني بك حبيبتي بيان ...!!!
      باعدت بيننا المسافات ..
      ولكنّ للقائنا هنا على هذه الصّفحات التي تحمل بصماتنا ، شجوننا ، رؤانا
      قيمة كبيرة، تنبثق عن مخاطبة الفكر، والوجدان، والمشاعر مجتمعة ..
      لن أستغرب منك بيان هذا المعدن الذهبيّ النادر الذي تنادين به
      فمذ كنت طفلة تميّزت بهذا النضج ، والعقلانيّة ...
      والأهمّ من ذلك ، هذا المبدأ الذي لا يتغيّر عندك بتغيّر الظّروف والأزمان ..
      من وقتٍ قريب قلتها لك ..
      أنت الحقيقة الوحيدة، التي لم تغيّرها السنون ، ولم تبدّلها المواقف وتقلّباتها
      من يعرف طفولة بيان ، يدرك أنها ذاتها ، تلك الطفلة التي تنبذ الازدواجيّة في المواقف
      تكره استغلال المشاعر الرّاقية ، واستباحة القلب النظيف ، لا لشيء فقط طمعاً في طيبته
      وعندها ...الويل لمن يتعدّى هذا الحاجز ، ويقفز فوقه ..ههههههه
      كم أحبّ هذا القلب الياسميني غاليتي ..؟؟لأنّه في كلّ الأحوال ، لن ينضح إلاّ عطره الفوّاح
      حتى في قمّة ثورته ..
      تسلميلي بيان ...على رأيك المشجّع
      ولا عجب فأنت قارئتي الأولى ..منذ طفولتنا ..
      أهديك بعدد نجوم سماء دبيّ الصّافية ...كل محبّتي ، وامتناني ..
      أراك بخير حبيبتي ..

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
        ما شاء الله عليك أختي, فأنت بلا شك تتملكين القصة القصيرة باحترافية عالية,
        وبنفس الوقت المغزى والهدف في هذه القصة كان واضحا.
        ولكن أنا ما زلت من المؤمنين بالقلب الأبيض,
        وبطلتنا هنا ثأرت لنفسها وليس من أجل أبيها,
        لأن رجلا في مثل طيبة قلبه وحنانه لن يرضيه,
        أن تبيع ابنته مثلها وقيمها وجسدها إلى هذا الرجل العجوز الثري,
        فقط من أجل الإنتقام من ابنته, وما عملته فيه عندما اتهمته بالسرقة.
        وفتاة تربت على أيدي مثل هؤلاء الناس الطيبين لن يريحها أبدا مثل هذا الإنتقام.
        هذا رأيي الشخصي وسأموت وأنا أدافع عن الأخلاق والمثل لأنها هي الخلاص والإرتياح
        وليس بالثأر والإنتقام, وخسارة على هذا الزمن الذي صار من يدافع فيه عن المثاليات هو
        المكروه الذي يهاجم, مع الأسف الشديد.
        شكرا لك أختي, أنا أعرف أن هذه مجرد قصة من الخيال, لا تمثل رأيك الشخصي,
        ولا أسلوب تفكيرك ولا حياتك, وأنا هنا مجرد خالفت بطلة قصتك الرأي
        لأنني متأكدة أنها هي نفسها لن ترتاح أبدا من مثل هكذا انتقام.
        أختي الحبيبة ريما :
        ما أجمل تعليقك الرائع الذي عكس كلّ المبادئ الجميلة ،التي تحملينها
        والتي دافعتِ عنها بشكلٍ قويّ يدلّ على أصالتك ، وفطرتك السليمة ..
        أنا متّفقة معك تماماً غاليتي في كلّ ما قلته ..
        لأنّي مرّبية ، خرّجتُ أجيالاً من روحي ، أعطيتها من نبضي ..
        وسقيتها بمحبّة أروع القيم النبيلة التي تحميهم ، وتمنع عنهم السّقوط ، والانحدار ..
        ولكن يا ريما حبيبتي ...
        هذا لا يمنع بأن تقدّمي على سطح المرآة ، كلّ شرائح المجتمع ..
        علينا الاعتراف بوجود أكماتٍ وراء الأبواب ، تجاهلها سوف يزيد الأمر سوءاً ..
        نحن لا نعيش في مجتمعٍ معقّمٍ ، مفلترٍ..
        بل بصورٍ صادمةٍ ، لو تحاشينا الدخول في تفاصيلها ، وتشريحها
        لتشخيص الدّاء ، فمن غيرنا سيفعل ؟
        لن نكتفي بأن نشمخ بأنوفنا عن أيّ عيّنةٍ ضلّتْ الطريق ..
        بل علينا أن نبحث عن الأسباب
        نضع يدنا على الجرح
        لم يولد أحد من بطن أمّه ضالّاً ، أو مجرماً حتى ..
        وإذا ماقدّمت اللّون القاتم للمجتمع ..من زاويةٍ أخرى
        سيتضّح أكثر اللّون النقيّ ، الوضّاء ..
        لأننا في النهاية نعيش ضمن نسيج هذا المجتمع الذي يحيط بنا كظلّنا ...لا مهرب ..
        أحيّيك ريما على روعة هذا القلب الذهبيّ الذي تحملين ..
        وشكراً على رأيك الجميل بالنصّ
        ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة يوسف عبد الرحيم مشاهدة المشاركة
          العزيزة إيمان
          تحية حب وتقدير
          رائع ما قرأته أو ما شاهدته لأن كلماتك الفنية المؤثرة وأسلوبك المتداخل بحبكة متينة جعلني أشاهد مشهد مسرحي متقن الأداء ، تميز في الطرح جعلك تتناغمين مع حركة الشخوص لتتوالد الأحداث في سرد مفعم بالتشويق والجذب مع بيان القيم الخلقية سواء كانت إيجابية أو سلبية
          تعودنا منك الإبداع لك كل تقدير
          فاطمة
          فاطمة الحبيبة :
          دائماً أقف بتمعّنٍ شديدٍ
          لكلّ ما تكتبين ، تداخلين ..
          لأنك على درايةٍ بكلّ حرفٍ تنثرينه على السطور ..
          فلديك فنّ القراءة العميقة ، فنّ الإنصات لما وراء الكلمات ..
          والموهبة الكبيرة لقلمٍ يشقّ الطريق بثقةٍ ، دونما استعجال ..
          من أجل هذا فاطمة :
          ستعرفين ..كم أنا بغاية السعادة الآن !!!!
          عندما نال نصّي منك هذا الاهتمام ، والرّعاية ..والتّشجيع ...
          يلزمني الكثير من الورود التي تليق بحضورك الرائع بكلّ دهشته ..
          أشكرك غاليتي ..
          ومع أطيب أمنياتي ...إليك تحيّاتي ..

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة نبيه أبو غانم مشاهدة المشاركة
            بين زهرة سرى سم الانتقام في نسغها فأيبس برعمها حتى أحاله شوكة وماجن عابث
            لم يعر شيب رأسه مقاماً فخسف قدر نفسه ومن حولهُ حتى أمسى كرة خيوط تتقاذفها
            هرة ذات اليمين والشمال.. نسجت خيوط قصتك أيتها القاصة البارعة لتخرج لنا حلةً
            تامة ماتعة، بأرقى أسلوب أدبي وفكري.
            الأديبة إيمان الدرع: دمتِ ودام بوحك سلسبيلاً رقراقاً
            ليس بمستغربٍ عنك أيها الأديب الرّاقي نبيه ..
            أن تختزل المعاني التي قصدتها
            في إيجازٍ
            يبرهن على التقاطاتك الرائعة لمحاور النصّ التي أردتُ العمل عليها ..
            نعم دمّرها هذا الانتقام ..
            كما شوّه حياتها قبلاً
            وهي تسعى إليه، لحرائق في صدرها
            كم تبرهن كلّ يومٍ أديبنا المبدع على هذه الملكة النقديّة المميّزة ..!!!
            فرحتي بحضورك ...كفرحتي لمّا أقرأ أي نصّ أدبيّ رائعٍ لك ..كما هي عادتك
            أشكرك بعمق الحروف ، وألوانها ..
            ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ...أخي ، وزميلي الغالي ..

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
              وتصرخين ... وتصرخين
              صرختك تدوي في كل الأرجاء كصرخة الوليد
              كأستشعار عن بعد ربما قبل الولوج في رحلة العذاب
              ثم ندخل الحياة في حلقات لا نمل فيها الألم والأمل
              اللوحات كثيرة وقدرنا أن نتفاعل فيها ونرسم طقوساً تلائمنا
              وفي هذه اللوحة الرائعة ( التراجيدية ) شارفنا على البكاء
              ليس حزناً بل عنفواناً وكبرياء، من أجلك يا أبي ......
              أختي الغالية إيمان
              شخوصك تلح أن تعيد ماتهدم ( وكأنك تصرين على البناء )
              ندوب الحياة لا تنتهي ولكن جرعة حنان وإيثار ترمم المشهد والمكنون
              وهذا ما أستشعره في كل ما تكتبين
              لك مني كل الود والامتنان
              أخي الغالي فايز :
              يا ابن أمّي ..
              أيها الطيّب النبيل :
              هاقد وصلتْ إليك صرخاتي ..
              فتلقّفتها بعمق بصيرتك ...
              وكان ردّك بلسماً لكثيرٍ من الندوب التي علقتْ بهذا القلب المتعب ...
              كثيرة هي الاستباحات التي خلّفتها قلوب عجزت عن العطاء الإنسانيٍ
              وقايضتْ الطيبة ، بوحشيّة الاستغلال ، والغطرسة ..
              دون أن يضع الظّالم في الحسبان ...
              أنّ ثورة القلوب البيضاء ، هي الأقوى ، والأشدّ أثراً ، وعمقاً ، وإصراراً
              لأنها لا تتأتّى إلا بعد صبرٍ طويلٍ ،و احتمال، ونزفٍ مزمنٍ ...
              وكما قلت هذه القلوب لا تحتاج إلاّ من يصدقها في الاحتضان والرعاية ، كي يندمل جرحها ..ويتعافى
              لك من الشكر الشيء الكثير فايز ...
              سلم لي على أهلي هناك
              حيث الشاطئ الذهبيّ يشرق في حنايا الوطن العزيز
              ومع أطيب أمنياتي...إليك تحيّاتي

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • وسام دبليز
                همس الياسمين
                • 03-07-2010
                • 687

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                من أجلك يا أبي ...
                حدّثتْ نفسها :
                لمن هذا الوجه ؟ ليس لي أنا ، لم أكن يوماً بهذه البشاعة ، أيّ مسخٍ صرته ؟ وتلك الألوان المرسومة كمهرّج السيرك على وجهي ، تسخر مني ، تضحك بهيسيتريا ، تعلو ، تهبط حتى صارتْ كالبكاء .
                لمن هذه الملامح ؟ لا أنتمي إليها ، إنّها لامرأةٍ شيطانيّة العبث ، يلفّها ليلٌ كعهر المجون .
                ثمّ ساءلتْ العيون التي ترنو إليها باستغرابٍ :
                أين جدائلي ؟ لم أكن أجيد غير ربط شرائطها الملوّنة ، وهي تتدلّى على صدري ببراءة ، كيف صارتْ كشظايا رأس أوديسّا ؟
                كيف صارتْ عيوني بهذه القسوة ؟ تحجّرتْ كجلمودٍ لا يهتزّ!!!!
                وكيف تحوّل أحمر الشّفاه على شفتي إلى لون سابغٍ ، يتعطّش للدّماء، ولا يرتوي ؟؟
                ثمّ ركضتْ بين الموائد ، تقذف الأرض بالأطباق على الطريقة اليونانيّة حين يشتدّ هدير الرّقص .
                الموسيقا الصّاخبة تتخافتْ رويداً ، رويداً ، والذّهول يعلو الوجوه .
                لم يعد في المكان إلاّ صوتها ، يصرخ من بئر السّنين ، يحمل صدى الأيّام ، أنينها ، أوجاعها ، وهي تحجب وجهها بكفّيها صرختْ بها :
                ـ الآن خذيه ، لم يعد يلزمني ..
                ركضتْ إليه ، تفكّ عنه الشّال الذي حزم وسطه ، تنادي :
                ـ كفى ...كفى ..ماذا فعلتم بأبي ؟؟؟
                أخذته كالطفل بين أحضانها ، كان يترنّح ، يحزق ، يلهث ،مازال يردّد وحده الأغنية التي شرع يرقص على أصدائها،
                ورائحة الخمر أسكرتْ الجدران حوله ، فلم يستبن أنّه صار أضحوكةً ، بين حشدٍ، جمع فيه كلّ الأطياف التي يعرفها أو التي لا يعرفها.وهو الذي كان اسمه كالنسر في فضاء العمر
                ثمّ دفعتها عنه بأطراف أصابعها :
                أراك الآن تنهارين ، تبتلعين الغصّة ذاتها التي سكنتْ حنجرتي ، منذ عقدٍ ونيّفٍ من السنين ، أتذكرين ..؟؟
                يوم بكى أبي ، وهو يدفع عنه تهمة سرقة عقدك الماسيّ الثمين ، بعد أن أتمّ طلاء منزلكم الفاره ..؟؟؟
                أتذكرين ؟؟؟كيف أذلّيتِ شيبته ،بكلّ أفانين الضّغط ، تحيط بك هالة الجبروت ، تتبخترين بها استعلاء ؟؟ والكلّ يتهافتُ على استرضائك .
                أبي الشّريف ، رقيق الجسد ، نظيف اللّقمة ،لم تحلْ هشاشة عظامه ، بينه وبين الجدران التي حفظتْ طقطقة أنينه ، وهو يصعد السّلم درجةً ، درجةً، يمسك جردله ، وفرشاته ..
                ـ هل أنت ابنة الحاج عبد اللّطيف ؟؟؟أجيبي ..
                ـ نعم ..أنا هي ..تلك الطفلة التي شهدت اغتيال قلبه ، أترين دموع أبيك الآن ..؟؟ هي ذاتها لون دموع أبي ، حين أكبّها على يديك ، يطلب الرّحمة ، وأنت تصدّين ، وتستعلين ، وتسخرين ، وتركلين .
                ثمّ التفتت إليهم تدور بينهم بلا سيطرة على أوصالها المرتجفة:
                ـ أنتم أيّها السّادة ..يا من تحيطون المكان بكلّ ألوانكم ، وروائحكم ، انظروا إلى الباشا العظيم وابنته ، إنّها لوحة مسليّة أليس كذلك ؟؟
                وجذبته من كمّه وهو يتأرجح كريشةٍ خفيفةٍ بلهاءَ :
                ـ انظروا مليّاً للمليونير ، صاحب المزارع ، والأطيان ، والأسواق التجاريّة .
                ارقص ..ارقص لا تتوقّف ، هيّا در كالقرد بين الضيوف ، روّح عنهم ، أضحكهم ، أزل عنهم بعض الرتابة والملل .
                ركضتْ إليه من جديدٍ :
                ـ لا ..لا تفعل ذلك يا أبي أرجوك أبي ...أفق ..أفق ..
                ـ ولكنّي أحبّها ، أعبدها ، سأفعل ما تأمرني به ، هي لي ، لي وحدي ، لا تصدّقي ما تقوله ، إنّها تمزح ، هي كلّ حياتي ، تحبّني ، قولي لهم يا أميرتي كم سهرنا معاً حتى الصّباح ، نتبادل كأس الهوى ، والعشق ، والغرام !!!كم عتّقنا الأيّام بجنون حبّ لا يهدأ، إلاّ ليعود ، قولي لهم كيف فضّلتني على جميع الرّجال !!!
                ثمّ ترنّح بينهم يجذب أطراف أكمامهم :
                ـ انظروا كم أنا وسيم ..؟؟!! هكذا كانتْ تراني ، شابّاً ذا شخصيّةٍ آسرةٍ ، حدّثيهم، كيف وعدتني بأن نقتسم ما بقي من العمر معاً ، وكيف قدّمتُ لك هذا القصر مهراً مقدّماً باسمك
                ـ ماذا ..ماذا يا عجوز الحطب هل جننتَ ؟؟أتزوّجك أنت ؟
                اصحَ من ثمالتك ، وانظر إلى قفّة عظمك يا جدّي .
                ثمّ قهقهتْ وكالشيطان تضرب كفّاً بكفٍّ : يا لك من خرفٍ
                تهاوى قرب طاولة الطعام ، يفكّ عن رقبته ربطة عنقه ، فتح أزرار قميصه يدعك صدره الواهن ، وبأنامله الضعيفة راح يرفع عن جبينه خصلات شعره البيضاء ، المتبلّلة بالعرق
                ـ إذن من أنت أيتها الإبليسة ..؟؟وكيف بغفلةٍ مني صرتِ كلّ حياتي ؟ كيف استطعتِ ذلك ؟ أيّ سحرٍ سفليّ يركبك ؟؟
                ـ اسأل ابنتك ، عندها الإجابة .
                ـ ولمَ فعلتِ ؟؟
                ـ دموع أبي ..من أجلها رسمتُ أيّام حياتي ،وأعوامها ، من أجل جروحه التي رحتُ أمسح نزفها ، من أجل صرخة ظلمٍ أطلقها ،وهو يردّد حتى في نومه : بريء ،والله العظيم بريء
                ابنتك المتزوّجة برجل أعمالٍ يفوقك ثراءً ، حطّمتني ، وقتلتْ أبي ، لم يعش بعد هذه الحادثة طويلاً ، مات قهراً ، بعد أن دفن ما بقي له من كبرياءٍ على أعتابكم .
                ثمّ أمسكتْ به من جديدٍ تسحبه عن الكرسيّ ، تؤرجحه :
                ـ وأنت أيضاً يجب أن تموت قهراً ..متْ ..متْ ..
                وحالتْ الابنة بينهما :
                ـ اتركيه ..هيّا يا أبي ..هيّا ..لنرحل من هنا ، أرجوك حاول النهوض والثّبات ساعدني
                ـ لا ..دعيه ، لم يشفَ غليلي بعد ، خلّي عظامه تنزف أكثر ، ترتعد استغاثةً ، خلّني أرى المزيد من دموعه ..
                ثمّ التفتتْ إلى الحضور ، المتسمّرين بذهولٍ ، تعلوهم الحيرة،
                يتساءلون عن أحجيّة يلزمهم تفسيرها قائلة وهي تعربد بينهم كمجنونة :
                ـ لماذا سكتّم ؟؟ صفّقوا له ، صفّقوا!!أرأيتم كم هو جميل عرض مسرح اليوم ؟؟إنّه حقيقيّ مباشرُ ، بلا خشبةٍ ، شخوصه بينكم .
                ثمّ راحتْ تستحثّهم من جديدٍ :هيا صفّقوا ، وحيّوا الأبطال
                واستجابوا لها أوّل الأمر على استحياءٍ ، ثمّ تعالتْ الهمهمات ثمّ الضحكات ..وصدحت الموسيقا الصّاخبة من جديدٍ ..
                ورمقتهما بطرف عينها ، حين كانت الابنة تنسلّ بانكسارٍ إلى الخارج ، تشدّ هيكلاً يموت ارتجافاً ، تطوي به الرّيح ،
                وعندما ابتعد طيفهما ، أصابتها ارتعاشة كالحمّى ،اختلاج موجعٌ ، كمسٍّ يخرج من جسدها المثقل بسياط السنين ،
                اعتذرتْ لضيوفها ، انسحبوا تباعاً ، خلا المكان ، أطفأتْ الأنوار ، أشعلتْ شمعةً واحدةً ، تأمّلتها ، تحرّكتْ الستارة
                رأت روحه تطوف حولها .
                خرجتْ عنها طفلة صغيرة ذات جدائل ، مربوطة بأشرطةٍ ملوّنة ، منفوشة الثّوب ، قصيرة الأكمام ، في يدها قطعة قطنٍ تمسح جراح أبيها ..تضع رأسه في حضنها الصّغير المضطرب ، فتسمع طقطقة عظامه ..
                أذّن الفجر ، وبعيونٍ لا ترفّ ناجته :
                ـ امسح رأسي المتعب يا أبي ، يا موكب الطّهر ،ارْقِني ، واغفر لي ، قم وتوضّأ ، واهنأ في رقدتك بسلامٍ ...
                أرأيت كم هي دموعك غالية ...يا أبي ..؟؟؟!!!!
                ويبقى للحرف معك رونق من السحر والإبداع
                استمتع بكل ما تخطه يدك استاذة إيمان

                تعليق

                • عبدالمنعم حسن محمود
                  أديب وكاتب
                  • 30-06-2010
                  • 299

                  #23
                  منك النشيد
                  مبدعتنا الفاضلة إيمان الدرع
                  ومنك المعاني
                  ومني عشرات الانحناءات إعجابا
                  بهذا النص البديع.
                  احترامي وسلامي.
                  التواصل الإنساني
                  جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                  تعليق

                  • إيمان الدرع
                    نائب ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3576

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
                    ويبقى للحرف معك رونق من السحر والإبداع
                    استمتع بكل ما تخطه يدك استاذة إيمان
                    ولا يكتمل بهاء أيّ نصّ لي وسام ..
                    إلاّ بحضورك الجميل ..
                    دائماً تمنحين لي هذه الطّاقة الإيجابيّة
                    فيسكنني التفاؤل ، والفرح ..
                    أشكرك غاليتي ..
                    ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي

                    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                    تعليق

                    • إيمان الدرع
                      نائب ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3576

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالمنعم حسن محمود مشاهدة المشاركة
                      منك النشيد
                      مبدعتنا الفاضلة إيمان الدرع
                      ومنك المعاني
                      ومني عشرات الانحناءات إعجابا
                      بهذا النص البديع.
                      احترامي وسلامي.
                      زميلي القدير : عبد المنعم حسن محمود ..
                      لكلماتك أريجٌ يفوح، فينثر عطره فوق السّطور..
                      رأيك ..يعني لي الكثير ..
                      شكراً لطيب مداخلتك الغنيّة بألقٍ أنتظره
                      ليكتمل ما أرجوه في أيّ نصّ لي ..
                      ممتنّة لك ...
                      ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ..

                      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                      تعليق

                      • رشا السيد احمد
                        فنانة تشكيلية
                        مشرف
                        • 28-09-2010
                        • 3917

                        #26


                        أستاذة إيمان
                        شاهدت لوحة رسمتها روحك بقوة و بكل جملة فيها قرأت
                        جمالا ً أدبيا آخاذا ً رغم الوجع الماكث في الروح جليا ً
                        إلا إنها أمتعنتنا بجمال الإسلوب ورقي القص فيها
                        تراجيديا رائعة سكبتها بقوة
                        شكرا لجمال نثرته وجعا ً أسرنا
                        سامقة قصصية منك أمتعتنا بكل ما فيها
                        مودتي وتقديري .
                        التعديل الأخير تم بواسطة رشا السيد احمد; الساعة 02-07-2011, 01:15.
                        https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                        للوطن
                        لقنديل الروح ...
                        ستظلُ صوفية فرشاتي
                        ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                        بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                        تعليق

                        • رزان محمد
                          أديب وكاتب
                          • 30-01-2008
                          • 1278

                          #27
                          استمتعت بالقراءة لقصتك الرائعة معنى ومبنى.
                          تقديري ومودتي لك أستاذة إيمان الفاضلة ودمت مبدعة.
                          التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 03-07-2011, 07:25.
                          أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
                          للأزمان تختصرُ
                          وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
                          وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
                          سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
                          بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
                          للمظلوم، والمضنى
                          فيشرق في الدجى سَحَرُ
                          -رزان-

                          تعليق

                          • ميساء عباس
                            رئيس ملتقى القصة
                            • 21-09-2009
                            • 4186

                            #28
                            كيف صارتْ عيوني بهذه القسوة ؟ تحجّرتْ كجلمودٍ لا يهتزّ!!!!وكيف تحوّل أحمر الشّفاه على شفتي إلى لون سابغٍ ، يتعطّش للدّماء، ولا يرتوي ؟؟ثمّ ركضتْ بين الموائد ، تقذف الأرض بالأطباق على الطريقة اليونانيّة حين يشتدّ هدير الرّقص .الموسيقا الصّاخبة تتخافتْ رويداً ، رويداً ، والذّهول يعلو الوجوه .


                            إيمااااااان

                            اشتقتك قبل حرفك
                            وهاأنت تمرين بشغب كبير وتعبرين مسرح قلبي
                            لأقول لك
                            جميلة
                            جميلة أنت وروحك وحرفك
                            كم أحتاجه
                            قصة ممشوقة السماء
                            يارائعة محبتي

                            ميســــــــــــاء
                            التعديل الأخير تم بواسطة ميساء عباس; الساعة 03-07-2011, 14:41.
                            مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                            https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                            تعليق

                            • جمال عمران
                              رئيس ملتقى العامي
                              • 30-06-2010
                              • 5363

                              #29
                              الاستاذة ايمان
                              أرجوحة طوحت بى بين الحروف ، والكلمات ، والجمل ، والمعانى ، والمفردات ، والصور..وما كادت تتوقف أو تهدأ ..إلا وأخذتنى من جديد بين الأحداث والأوصاف..فأجدنى فى عالم بللورى شفاف ..مأخوذاً بروعة المشهد ، وفائق التجليات فى نصك ....ذاك ..السهل الممتنع ..والمتراكم المعقد فى آن..
                              لقد قرأتها مراراً..تقترب من ( ملحمة ) عن ذات البطلة ..
                              شكرا لك بقدر ما أجهدنى تتبع ( فك خيوط ) قصتك..
                              *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                              تعليق

                              • إيمان الدرع
                                نائب ملتقى القصة
                                • 09-02-2010
                                • 3576

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة رشا السيد احمد مشاهدة المشاركة

                                أستاذة إيمان
                                شاهدت لوحة رسمتها روحك بقوة و بكل جملة فيها قرأت
                                جمالا ً أدبيا آخاذا ً رغم الوجع الماكث في الروح جليا ً
                                إلا إنها أمتعنتنا بجمال الإسلوب ورقي القص فيها
                                تراجيديا رائعة سكبتها بقوة
                                شكرا لجمال نثرته وجعا ً أسرنا
                                سامقة قصصية منك أمتعتنا بكل ما فيها
                                مودتي وتقديري .
                                رشا الغالية :
                                كلماتك لها رنين خاص
                                جلب السعادة والسرور إلى نفسي
                                فبدّد عنها بعض السّحب التي تعتليها ...
                                أشكرك يا نقيّة القلب ، والرّوح ...
                                يا شجيّة القلم ...وراقية الكلمة
                                ممتنّة لك ..على امتداد مساحة الدروب ..
                                ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي

                                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                                تعليق

                                يعمل...
                                X