الفصل الأول، المبحث الخامس (تابع).
[align=justify]5ـ مبحث اللغة العربية و لهجاتها:
1ًـ اللغة: اللغة "فُعْلة" بضم الفاء، أصلها "لغي" أو "لغو"، و الهاء عوض عن حذف حرف العلة، ومصدرها "اللّغو"، بتضعيف اللام، و هو الطّرح، فالكلام لكثرة الحاجة إليه يُرمَى به و حذفت الواو تخفيفا، جمعها "لغات" و "لغون"و "لغي"، و الفعل لغا يلغو لغوا إذا تكلم و لذا نقول في النسبة إليها "لغوي"، أو هي من لغِيَ بالكلام لغا كرضي رضا إذا لهج به (1)، و هي الكلام المصطلح عليه بين كل قوم(2).
و قال الراغب الأصفهاني:"لغى بكذا إذا لهج به، و لهج العصفور بلغاه، أي بصوته، و منه قيل للكلام الذي يلهج به فرقةً فرقةً: لغة (3أ)، و في المصباح: لغِي بالأمر يلغى، من باب تعب: لهج به، و يقال اشتقاق اللغة من ذلك و حذفت اللام و عوض عنها الهاء و أصلها "لُغْوَة" مثال غرفة و سمعت لغاتهم أي اختلاف كلامهم (3ب) ؛ و في الأساس للزمخشري :لغوت بكذا لفظت به و تكلمت، إذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم و استنطقهم، و منه اللغة"، و جاء في اللسان، لسان العرب لابن منظور(ت711هـ)، "اللغة اللِّسن، و حدها أنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم (4)، و هي فُعلة من لغوت أي تكلمت (5) ؛ و بهذا التعريف لابن منظور المقتبس من الخصائص لابن جني نلج إلى التعريف الاصطلاحي للغة و في "المزهر" للسيوطي تفصيل و شرح (6).
إن التعريف الذي أورده ابن منظور ، صاحب "اللسان"، هو التعريف المتداول بين الناس و قد وضعه أبو عثمان بن جني (ت392 هـ) إذ قال:"حد اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"(7أ)، و هذا التعريف قد صار من الشهرة بحيث رضيه العلماء و اصطلحوا على قبوله و استعماله في تعريفاتهم للغة، و قال ابن الحاجب (ت646هـ): "حد اللغة كل لفظ وضع لمعنى" (7ب)، و جاء في "الكليات" لأبي البقاء الكفوي (ت1094هـ)، مادة "اللغة":"هي أصوات بها يعبر كل قوم عن أغراضهم، أصلها "لُغَيٌّ" أو "لُغَو"، و الهاء عوض، و جمعها "لُغى"، مثل بُرَة و بُرًى و "لغات" أيضا، التتمة من "معجم الصحاح" للجوهري(7ج)، و قيل ما جرى على لسان كل قوم، و قيل:"الكلام المصطلح عليه بين كل قبيلة"، و قيل:"معرفة أفراد الكلمة و أوضاعها"(8).
فاللغة إذن هي وسيلة الاتصال بين البشر في شكل أصوات منظمة و هي السمة الفريدة التي يتميز بها الجنس البشري(9). و يقول نعيم تشومسكي في كتابه "البنى التركيبية"(1957): "من الآن فصاعدا نعتبر أن اللغة كناية عن مجموعة، متناهية أو غير متناهية، من الجُمل، كل جملة منها طولها غير محدود، و مكونة من مجموعة متناهية من العناصر، و كل اللغات الطبيعية في شكلها المكتوب و المحكي تتوافق مع هذا التعريف، و ذلك لأن كل لغة طبيعية تحتوي على عدد متناهٍ من الفونيمات (الحروف الأبجدية) و كل جملة بالإمكان تصورها كتتابع فونيمات، علما بأن عدد الجمل غير متناهٍ"اهـ(10).
و اللغة في معناها العام، هي القدرة الخاصة لدى النوع البشري على التواصل بواسطة نظام علامات صوتية تدخل فيها عمليات بدنية و تفترض وجود وظيفة رمزية و مراكز عصبية متخصصة يجبل عليها الإنسان(11)؛ و قد توسع في استعمال لفظ "لغة" حتى أدخل فيه معان شتى و مفاهيم أخرى عديدة حتى قيل "لغة الأرقام" و "لغة الإشارة" و "لغة الحركة"، في المسرح، و "لغة الرسم" و "لغة الألوان" و "لغة الجسد" و حتى "لغة العيون" ! و هذه المعاني و إن لم تكن ضمن المعنى الأصلي للكلمة لأنها خالية من الأصوات المعبرة عن الأغراض و لأنها ليست لغات طبيعية بالمفهوم التشومسكي للغة إلا أنها تبقى وسائل تعبير ثانوية تبليغية و توصيلية فعّالة!
و في معنى "لغة العيون" نورد أبيات سعد بن محمد بن الصيفي التميمي المعروف بحيص بيص، عندما وصف العين بالنطق فقال:
"العين تبدي الذي في قلب صاحبها = من الشناءة أو حب إذا كــانا
إن البغيض له عين تكــــشَّفه = لا تستطيع لمـا في القلب كتمانا
فالعين تنطق و الأفواهُ صــامتة = حتى ترى من ضمير القلب تبيانا" (12)
و في "شرح شذور الذهب" لابن هشام، هذان البيتان:
"أشارت بطرف العين خيفة أهلـها = إشارةَ محزون و لم تتكــلم،
فأيقنت أن الطرف قد قال: "مرحبا = و أهلا و سهلا بالحبيب المتيم " (13).
2ًـ اللسان: و من تعريف اللغة ننتقل إلى تعريف "اللسان" لما بين هذين اللفظين من اتصال و معان مشتركة ؛ فإذا أُطلقت كلمة "لسان" فيقصد بها المِقْوَلُ أو تلك الجارحة في فم الإنسان، و هي عنده أداة الذوق و النطق و التكلم، و بها يعبر عن مكنونات نفسه فيفهم عنه الآخرون مقاصده ﴿و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي﴾، طه/الآية27 ؛ و أما في اللغة فيقصد به "اللغة" ذاتها، فيقال لكل قوم لسان، و لِسْن و لِسِن، بكسر اللام فيهما كما عند ابن فارس في مقاييس اللغة (14) كقوله تعالى ﴿فإنما يسرناه بلسانك﴾، مريم/97 و الدخان/58، و قوله ﴿بلسان عربي مبين﴾، الشعراء/195، و﴿اختلاف ألسنتكم و ألوانكم﴾، الروم/22،و كما قال تعالى ﴿وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ إبراهيم4، فاختلاف الألسنة إشارة إلى اختلاف اللغات و إلى اختلاف النغمات الصوتية، فإن لكل إنسان نغمةً مخصوصةً يميزها السمع كما له صورة مادية يميزها البصر(15). و من كلمة اللسان اشتقت تسمية العلوم اللسانية أو الألسنية الحديثة و بها عنون ابن منظور معجمه المشهور "لسان العرب" أي لغة العرب، و يمكن تعريف اللسان بأنه وسيلة اتصال و نظام خاص للرموز الصوتية خاصة بأعضاء جماعة معينة(16).
3ًـ الكلام: و هو القول المفيد في اللغة و هو بهذا المعنى أخص من القول، لأن القول يدل على الكلام المفيد و غيره، أما الكلام فلا يكون إلا مفيدا، و هو الجملة التامة التي يحسن السكوت عندها، فبين القول و الكلام عموم و خصوص، فكل كلام قول و ليس كل قول كلاما، أو هو مجموع الكلمات التي ينطق بها الإنسان أو هو العملية التي تتم بواسطتها تبادل الأفكار بين شخص و آخر، وهو بهذا التعريف يشمل جميع الوسائل التي يستطيع الإنسان بها اكتساب خبرة ومعرفة معاصريه أو أسلافه، قال الفراء (ت207 هـ):"العرب تسمي ما يوصل إلى الإنسان كلاما بأي طريق وصل، و لكن لا تحققه بالمصدر، فإذا حققته بالمصدر لم يكن إلا حقيقة الكلام" اهـ(17)، و قال السيوطي: "الكلام يطلق لغة على الخط، و الإشارة، و ما يفهم من حال الشيء" اهـ(18)، و من معاني الكلام كما يقول الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد : "ما تحصُل به الفائدة سواء كان لفظا أو خطا أو إشارة، أو ما نطق به لسان الحال، و الدليل على ذلك في الخط قول العرب: "القلم أحد اللسانين" اهـ(19). فالكلام هو أداة تطوُّر العقل البشري الذي يميز الإنسان عن غيره من الحيوان و نُمُوِّه(20)؛ و هو في اللغة كذلك اسم جنس يقع على القليل و الكثير(21)، و بصفة عامة فالكلام يتداخل مع اللغة و هو عند أصحاب نظرية الفطرة "القدرة الفطرية كالقدرة على المشي أو الأكل"، أما عند السلوكيين فهو "قدرة غير فطرية بل هو مكتسب و هو عامل ثقافي، فإذا ما ولد شخص في جماعة فهو يكتسب كل القدرات الخاصة بتلك الجماعة: التجارب، الأفكار، المشاعر، أما إذا فصلناه عن المجتمع فإن الإنسان يستطيع تعلم المشي و لكنه لن يتعلم كيف يتكلم"(22).
و في اللسانيات الحديثة فإن فرديناند دي سوسير قد فرق بين الكلام و اللغة و خالفه علماء آخرون كتشومسكي في هذا المذهب في تفاصيل متشعبة تخرج عن مجال هذا البحث.
4ًـ اللهجة: من حيث اللغة فإن مادتها المكونة من اللام و الهاء و الجيم أصل صحيح يدل على المثابرة على الشيء و ملازمته، أصل آخر يدل على اختلاط في الأمر، يقال:"لهج بالشيء" أي أُغْرِيَّ به و ثابر عليه فهو لَهِجٌ، و قولهم:"هو فصيح اللهجة" و اللهجة اللسان بما ينطق به من كلام، و سُمِّيَتْ لهجةً لأن كلا يلهج بلغته و كلامه(23)، و اللهْجة و يُحرَّك، أي بفتح الهاء، اللسان(24) و هي اللغة التي نشأ عليها الرجل و اعتادها، و منه قول ابن عون(25)، عبد الله بن عون بن أرطبان، أحد رواة الحسن البصري:"ما شبهت لهجة الحسن البصري إلا بلهجة رؤبة"، يقصد رؤبة بن العجاج الراجز(26)؛ و اللهجة كذلك جَرْسُ الكلام(27) و يرجع إلى تعريف اللغة السابق حيث ورد"لغى بكذا إذا لهج به" فاللهجة إذن هي اللغة بهذا المعنى.
أما من حيث الاصطلاح، فهي فرع من فروع لغة واحدة لها مميزات خاصة واضحة كل الوضوح أو خفية متباعدة أو متقاربة لكن هذه اللهجات تبقى لها صلة وثيقة باللغة التي تجمعها، فعلاقة اللهجة باللغة علاقة الفرع بالأصل و الجز بالكل، لذلك نتحدث في اللغة العربية عن لهجة الحجاز أو لهجة تميم أو قيس أو طيء أو هذيل أو غيرها(28)، أو هي "مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة"(29)؛ و قد ميز الأستاذ أنطوان ماييه في بحثه عن علم اللسان بين اللغة المحلية و اللهجة و اللغة العامة(30)، فاللغة المحلية هي اللغة التي تستعملها جماعة ما مهما كانت تلك الجماعة عرقية أو مهنية أو عصابية، و أما اللهجة فهي لغة إقليم، و أما اللغة العامة فهي اللغة التي تشمل جميع الأشخاص المنتمين إلى بلد ما و لو كانوا يتكلمون لهجات إقليمية أو لغات محلية.
فاللهجة إذن شكل من أشكال اللغة لها نظامها المعجمي و التركيبي و الصوتي الخاص و تستعمل في محيط أضيق من محيط اللغة ذاتها(31) و قد تشمل اللهجة طريقة أداء الإنسان لكلامه فيقال هو:"شديد اللهجة" و يقال: "ما هذه اللهجة ؟".
5ًـ اللحن: إضافة إلى المصطلحات التي عرضتها أعلاه و هي: اللغة، اللسان، الكلام، اللهجة، يوجد مصطلح خامس كثيرا ما يغفل عنه الدارسون مع وثاقة صلته بالأربعة السابقة و هو مصطلح "اللَّحْن" أو "اللَّحَن" بإسكان الحاء و فتحها، و هو "l’idiome" أو "le parler" في اللغة الفرنسية؛ و قد ألف الناس استعمال كلمة "لحن" للدلالة على الخطأ في الكلام بصرفه عن الصواب أو في تلحين الأغاني والتطريب فيها فحسب، بينما يعني فيما يعني "اللغة" أو "اللهجة" و هذا ما سنبينه فيما يلي من البحث.
ذكر ابن منظور في "لسان العرب" لكلمة "لحن" عن ابن بري و غيره ستة معان هي : الخطأ في الإعراب، اللغة، الغناء، الفطنة، التعريض [بالكلام] و المعنى(32)، و الذي يهمنا من هذه المعاني الستة معنى اللغة و هذا ما أشارت إليه معظم المصادر اللغوية التي رجعت إليها.
فأما "القاموس المحيط" للفيروزبادي فيذكر من معانيه: "اللغة" إضافة إلى المعنيين المشهورين: "الخطأ في القراءة" و "التطريب في الغناء"(33)؛ و أما "أساس البلاغة" للزمخشري فيذكر "اللحن" بمعنى "اللغة" أو "اللهجة" في قول ابن مهدي:"ليس هذا من لحني و لا من لحن قومي"(34) الآتي بيانه أدناه بعد سطور، كما يورد بيت ذي الرمة: "و في لحنه من لغات العرب تعجيم" أي في نطقه نغمة من أنغام العجم و ليس فيه تعريب أي صفاء، و يورد كذلك قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "تعلموا الفرائض و السُّنَّة و اللحن كما تتعلمون القرآن !"(34)؛ و أما "معجم مقاييس اللغة" لأحمد بن فارس ففيه "لحن: اللام و الحاء و النون له بناءان يدل أحدهما على إمالة شيء من جهته و يدل الآخر على الفطنة و الذكاء(35) و قال ابن الأعرابي:"اللحَن أيضا بالتحريك : اللغة"(36)؛ و أما "متن اللغة" للشيخ أحمد رضا فيورد:" لحن الرجل: تكلم بلغته"(37)، و في كتب اللغة تفاصيل كثيرة تخرج عن إطار هذا البحث.
فمن هذه التعريفات يتبين لنا أن "اللحن" مرادف للهجة تماما و لاسيما فيما يروونه عن ابن مهدي في القصة التي يرويها أبو علي القالي في "ذيل الأمالي و النوادر"(38) و يذكرها كذلك جلال الدين السيوطي في "المزهر"(39) عند ذكر قصة عيس بن عمر الثقفي مع أبي عمرو بن العلاء في إعراب:"ليس الطيب إلا المسكَ" فلم يستطع ابن مهدي رفع كلمة "المسك" لأنه ينطقها حسب لغته أو لهجته أو لحنه على حد تعبيره منصوبة أبداً فقال قولته المشهورة و المكررة في كتب اللغة:"ليس من لحني و لا من لحن قومي !".
و من هذه الجولة السريعة حول المصطلحات الخمسة التي اخترناها: اللغة، اللسان، الكلام، اللهجة، اللحن، تتبين العلاقات الوثيقة التي تشد الواحد منها بالآخرين فتتداخل المعاني لكن التدقيق يبين الفروق المعنوية، أو الدلالية، و لذا سنتخذها وسيلة لمواصلة الحديث عن اللغة العربية و لهجاتها و علاقاتها جميعا بالقرآن الكريم عموما و بالقراءات القرآنية المختلفة خصوصا، و أحب أن أشير هنا إلى استنتاج توصلت إليه بعد طول تأمل و إنعام نظر في المصطلحات الخمسة التي تناولتها بالبحث، فقد تبين لي أن بينها عموم و خصوص، أو أن دائرة الواحد منها أوسع من دائرة غيره أو أضيق و ذلك حسب اتجاه النظر نزولا أو صعودا، فـ"الكلام" و هو الأعم، هو مجموع الأفكار و الخواطر و الأحاسيس و المشاعر و المفاهيم و التصورات و الهواجس التي يمكن للإنسان أن يعبر عنها بلغته أو بأية وسيلة تبليغ مُعبِّرة تواصلية، ثم تأتي "اللغة" أو "اللسان" المعبَّر به عن تلك الأفكار و غيرها مما ذكرته، و هي أضيق دائرة من دائرة الكلام، ثم تأتي "اللهجة" المستعملة في لغة ما بصفتها فرع منها، و هي أضيق دائرة من دائرة اللغة بطبيعة الحال، ثم يأتي "اللحن" و هو كيفية أداء تلك اللهجة بالذات بنغمة أو جرْس ما خاص بالناطق أو المتكلم يميزه عن غيره من الناطقين بتلك اللهجة، وهكذا نتدرج نزولا من الأعم و هو الكلام إلى العام و هو اللغة إلى الخاص و هو اللهجة إلى الأخص و هو اللحن المميز لشخص عن شخص، و هو، أي اللحن،أضيق دائرة من دائرة اللهجة لأنه يمثل صفة أدائها، و هذا ما يبينه الرسم التالي من اقتراحي:[/align]
[align=justify]هذا و قبل الحديث عن اللغة العربية نرى لزاما علينا إتماما للفائدة التعرض، و لو بإيجاز، لأصل هذه اللغة من حيث صلاتها أولا باللغات الأخرى، و التي تسمى عادة "اللغات السامية"، و من حيث تفرعها ثانيا إلى لهجات كثيرة متباينة تشكل في مجموعها اللسان العربي!
[align=justify]5ـ مبحث اللغة العربية و لهجاتها:
أ ـ مفاهيم اصطلاحية أساسية: مبحث تمهيدي في بعض الألفاظ المتصلة بالمبحث الأساس.
لقد دأب الباحثون في المواضيع المماثلة على التمهيد لبحوثهم بمقدمات يبينون فيها حدود المصطلحات التي يدرسونها و كذلك نحن لا نخالف هذه السنة و ننهج نهجهم و نسير على سننهم و ننسج على منوالهم فنشرع في تعريف كل من: اللغة، اللسان، الكلام، اللهجة، اللحن، ين يدي هذا المبحث الشيق غير أننا لا نَدْرَج فيه على نمطٍ واحد بل نحاول تنويع أساليب التعريف تخفيفا من ثقل التعريف. 1ًـ اللغة: اللغة "فُعْلة" بضم الفاء، أصلها "لغي" أو "لغو"، و الهاء عوض عن حذف حرف العلة، ومصدرها "اللّغو"، بتضعيف اللام، و هو الطّرح، فالكلام لكثرة الحاجة إليه يُرمَى به و حذفت الواو تخفيفا، جمعها "لغات" و "لغون"و "لغي"، و الفعل لغا يلغو لغوا إذا تكلم و لذا نقول في النسبة إليها "لغوي"، أو هي من لغِيَ بالكلام لغا كرضي رضا إذا لهج به (1)، و هي الكلام المصطلح عليه بين كل قوم(2).
و قال الراغب الأصفهاني:"لغى بكذا إذا لهج به، و لهج العصفور بلغاه، أي بصوته، و منه قيل للكلام الذي يلهج به فرقةً فرقةً: لغة (3أ)، و في المصباح: لغِي بالأمر يلغى، من باب تعب: لهج به، و يقال اشتقاق اللغة من ذلك و حذفت اللام و عوض عنها الهاء و أصلها "لُغْوَة" مثال غرفة و سمعت لغاتهم أي اختلاف كلامهم (3ب) ؛ و في الأساس للزمخشري :لغوت بكذا لفظت به و تكلمت، إذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم و استنطقهم، و منه اللغة"، و جاء في اللسان، لسان العرب لابن منظور(ت711هـ)، "اللغة اللِّسن، و حدها أنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم (4)، و هي فُعلة من لغوت أي تكلمت (5) ؛ و بهذا التعريف لابن منظور المقتبس من الخصائص لابن جني نلج إلى التعريف الاصطلاحي للغة و في "المزهر" للسيوطي تفصيل و شرح (6).
إن التعريف الذي أورده ابن منظور ، صاحب "اللسان"، هو التعريف المتداول بين الناس و قد وضعه أبو عثمان بن جني (ت392 هـ) إذ قال:"حد اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"(7أ)، و هذا التعريف قد صار من الشهرة بحيث رضيه العلماء و اصطلحوا على قبوله و استعماله في تعريفاتهم للغة، و قال ابن الحاجب (ت646هـ): "حد اللغة كل لفظ وضع لمعنى" (7ب)، و جاء في "الكليات" لأبي البقاء الكفوي (ت1094هـ)، مادة "اللغة":"هي أصوات بها يعبر كل قوم عن أغراضهم، أصلها "لُغَيٌّ" أو "لُغَو"، و الهاء عوض، و جمعها "لُغى"، مثل بُرَة و بُرًى و "لغات" أيضا، التتمة من "معجم الصحاح" للجوهري(7ج)، و قيل ما جرى على لسان كل قوم، و قيل:"الكلام المصطلح عليه بين كل قبيلة"، و قيل:"معرفة أفراد الكلمة و أوضاعها"(8).
فاللغة إذن هي وسيلة الاتصال بين البشر في شكل أصوات منظمة و هي السمة الفريدة التي يتميز بها الجنس البشري(9). و يقول نعيم تشومسكي في كتابه "البنى التركيبية"(1957): "من الآن فصاعدا نعتبر أن اللغة كناية عن مجموعة، متناهية أو غير متناهية، من الجُمل، كل جملة منها طولها غير محدود، و مكونة من مجموعة متناهية من العناصر، و كل اللغات الطبيعية في شكلها المكتوب و المحكي تتوافق مع هذا التعريف، و ذلك لأن كل لغة طبيعية تحتوي على عدد متناهٍ من الفونيمات (الحروف الأبجدية) و كل جملة بالإمكان تصورها كتتابع فونيمات، علما بأن عدد الجمل غير متناهٍ"اهـ(10).
و اللغة في معناها العام، هي القدرة الخاصة لدى النوع البشري على التواصل بواسطة نظام علامات صوتية تدخل فيها عمليات بدنية و تفترض وجود وظيفة رمزية و مراكز عصبية متخصصة يجبل عليها الإنسان(11)؛ و قد توسع في استعمال لفظ "لغة" حتى أدخل فيه معان شتى و مفاهيم أخرى عديدة حتى قيل "لغة الأرقام" و "لغة الإشارة" و "لغة الحركة"، في المسرح، و "لغة الرسم" و "لغة الألوان" و "لغة الجسد" و حتى "لغة العيون" ! و هذه المعاني و إن لم تكن ضمن المعنى الأصلي للكلمة لأنها خالية من الأصوات المعبرة عن الأغراض و لأنها ليست لغات طبيعية بالمفهوم التشومسكي للغة إلا أنها تبقى وسائل تعبير ثانوية تبليغية و توصيلية فعّالة!
و في معنى "لغة العيون" نورد أبيات سعد بن محمد بن الصيفي التميمي المعروف بحيص بيص، عندما وصف العين بالنطق فقال:
"العين تبدي الذي في قلب صاحبها = من الشناءة أو حب إذا كــانا
إن البغيض له عين تكــــشَّفه = لا تستطيع لمـا في القلب كتمانا
فالعين تنطق و الأفواهُ صــامتة = حتى ترى من ضمير القلب تبيانا" (12)
و في "شرح شذور الذهب" لابن هشام، هذان البيتان:
"أشارت بطرف العين خيفة أهلـها = إشارةَ محزون و لم تتكــلم،
فأيقنت أن الطرف قد قال: "مرحبا = و أهلا و سهلا بالحبيب المتيم " (13).
2ًـ اللسان: و من تعريف اللغة ننتقل إلى تعريف "اللسان" لما بين هذين اللفظين من اتصال و معان مشتركة ؛ فإذا أُطلقت كلمة "لسان" فيقصد بها المِقْوَلُ أو تلك الجارحة في فم الإنسان، و هي عنده أداة الذوق و النطق و التكلم، و بها يعبر عن مكنونات نفسه فيفهم عنه الآخرون مقاصده ﴿و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي﴾، طه/الآية27 ؛ و أما في اللغة فيقصد به "اللغة" ذاتها، فيقال لكل قوم لسان، و لِسْن و لِسِن، بكسر اللام فيهما كما عند ابن فارس في مقاييس اللغة (14) كقوله تعالى ﴿فإنما يسرناه بلسانك﴾، مريم/97 و الدخان/58، و قوله ﴿بلسان عربي مبين﴾، الشعراء/195، و﴿اختلاف ألسنتكم و ألوانكم﴾، الروم/22،و كما قال تعالى ﴿وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ إبراهيم4، فاختلاف الألسنة إشارة إلى اختلاف اللغات و إلى اختلاف النغمات الصوتية، فإن لكل إنسان نغمةً مخصوصةً يميزها السمع كما له صورة مادية يميزها البصر(15). و من كلمة اللسان اشتقت تسمية العلوم اللسانية أو الألسنية الحديثة و بها عنون ابن منظور معجمه المشهور "لسان العرب" أي لغة العرب، و يمكن تعريف اللسان بأنه وسيلة اتصال و نظام خاص للرموز الصوتية خاصة بأعضاء جماعة معينة(16).
3ًـ الكلام: و هو القول المفيد في اللغة و هو بهذا المعنى أخص من القول، لأن القول يدل على الكلام المفيد و غيره، أما الكلام فلا يكون إلا مفيدا، و هو الجملة التامة التي يحسن السكوت عندها، فبين القول و الكلام عموم و خصوص، فكل كلام قول و ليس كل قول كلاما، أو هو مجموع الكلمات التي ينطق بها الإنسان أو هو العملية التي تتم بواسطتها تبادل الأفكار بين شخص و آخر، وهو بهذا التعريف يشمل جميع الوسائل التي يستطيع الإنسان بها اكتساب خبرة ومعرفة معاصريه أو أسلافه، قال الفراء (ت207 هـ):"العرب تسمي ما يوصل إلى الإنسان كلاما بأي طريق وصل، و لكن لا تحققه بالمصدر، فإذا حققته بالمصدر لم يكن إلا حقيقة الكلام" اهـ(17)، و قال السيوطي: "الكلام يطلق لغة على الخط، و الإشارة، و ما يفهم من حال الشيء" اهـ(18)، و من معاني الكلام كما يقول الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد : "ما تحصُل به الفائدة سواء كان لفظا أو خطا أو إشارة، أو ما نطق به لسان الحال، و الدليل على ذلك في الخط قول العرب: "القلم أحد اللسانين" اهـ(19). فالكلام هو أداة تطوُّر العقل البشري الذي يميز الإنسان عن غيره من الحيوان و نُمُوِّه(20)؛ و هو في اللغة كذلك اسم جنس يقع على القليل و الكثير(21)، و بصفة عامة فالكلام يتداخل مع اللغة و هو عند أصحاب نظرية الفطرة "القدرة الفطرية كالقدرة على المشي أو الأكل"، أما عند السلوكيين فهو "قدرة غير فطرية بل هو مكتسب و هو عامل ثقافي، فإذا ما ولد شخص في جماعة فهو يكتسب كل القدرات الخاصة بتلك الجماعة: التجارب، الأفكار، المشاعر، أما إذا فصلناه عن المجتمع فإن الإنسان يستطيع تعلم المشي و لكنه لن يتعلم كيف يتكلم"(22).
و في اللسانيات الحديثة فإن فرديناند دي سوسير قد فرق بين الكلام و اللغة و خالفه علماء آخرون كتشومسكي في هذا المذهب في تفاصيل متشعبة تخرج عن مجال هذا البحث.
4ًـ اللهجة: من حيث اللغة فإن مادتها المكونة من اللام و الهاء و الجيم أصل صحيح يدل على المثابرة على الشيء و ملازمته، أصل آخر يدل على اختلاط في الأمر، يقال:"لهج بالشيء" أي أُغْرِيَّ به و ثابر عليه فهو لَهِجٌ، و قولهم:"هو فصيح اللهجة" و اللهجة اللسان بما ينطق به من كلام، و سُمِّيَتْ لهجةً لأن كلا يلهج بلغته و كلامه(23)، و اللهْجة و يُحرَّك، أي بفتح الهاء، اللسان(24) و هي اللغة التي نشأ عليها الرجل و اعتادها، و منه قول ابن عون(25)، عبد الله بن عون بن أرطبان، أحد رواة الحسن البصري:"ما شبهت لهجة الحسن البصري إلا بلهجة رؤبة"، يقصد رؤبة بن العجاج الراجز(26)؛ و اللهجة كذلك جَرْسُ الكلام(27) و يرجع إلى تعريف اللغة السابق حيث ورد"لغى بكذا إذا لهج به" فاللهجة إذن هي اللغة بهذا المعنى.
أما من حيث الاصطلاح، فهي فرع من فروع لغة واحدة لها مميزات خاصة واضحة كل الوضوح أو خفية متباعدة أو متقاربة لكن هذه اللهجات تبقى لها صلة وثيقة باللغة التي تجمعها، فعلاقة اللهجة باللغة علاقة الفرع بالأصل و الجز بالكل، لذلك نتحدث في اللغة العربية عن لهجة الحجاز أو لهجة تميم أو قيس أو طيء أو هذيل أو غيرها(28)، أو هي "مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة"(29)؛ و قد ميز الأستاذ أنطوان ماييه في بحثه عن علم اللسان بين اللغة المحلية و اللهجة و اللغة العامة(30)، فاللغة المحلية هي اللغة التي تستعملها جماعة ما مهما كانت تلك الجماعة عرقية أو مهنية أو عصابية، و أما اللهجة فهي لغة إقليم، و أما اللغة العامة فهي اللغة التي تشمل جميع الأشخاص المنتمين إلى بلد ما و لو كانوا يتكلمون لهجات إقليمية أو لغات محلية.
فاللهجة إذن شكل من أشكال اللغة لها نظامها المعجمي و التركيبي و الصوتي الخاص و تستعمل في محيط أضيق من محيط اللغة ذاتها(31) و قد تشمل اللهجة طريقة أداء الإنسان لكلامه فيقال هو:"شديد اللهجة" و يقال: "ما هذه اللهجة ؟".
5ًـ اللحن: إضافة إلى المصطلحات التي عرضتها أعلاه و هي: اللغة، اللسان، الكلام، اللهجة، يوجد مصطلح خامس كثيرا ما يغفل عنه الدارسون مع وثاقة صلته بالأربعة السابقة و هو مصطلح "اللَّحْن" أو "اللَّحَن" بإسكان الحاء و فتحها، و هو "l’idiome" أو "le parler" في اللغة الفرنسية؛ و قد ألف الناس استعمال كلمة "لحن" للدلالة على الخطأ في الكلام بصرفه عن الصواب أو في تلحين الأغاني والتطريب فيها فحسب، بينما يعني فيما يعني "اللغة" أو "اللهجة" و هذا ما سنبينه فيما يلي من البحث.
ذكر ابن منظور في "لسان العرب" لكلمة "لحن" عن ابن بري و غيره ستة معان هي : الخطأ في الإعراب، اللغة، الغناء، الفطنة، التعريض [بالكلام] و المعنى(32)، و الذي يهمنا من هذه المعاني الستة معنى اللغة و هذا ما أشارت إليه معظم المصادر اللغوية التي رجعت إليها.
فأما "القاموس المحيط" للفيروزبادي فيذكر من معانيه: "اللغة" إضافة إلى المعنيين المشهورين: "الخطأ في القراءة" و "التطريب في الغناء"(33)؛ و أما "أساس البلاغة" للزمخشري فيذكر "اللحن" بمعنى "اللغة" أو "اللهجة" في قول ابن مهدي:"ليس هذا من لحني و لا من لحن قومي"(34) الآتي بيانه أدناه بعد سطور، كما يورد بيت ذي الرمة: "و في لحنه من لغات العرب تعجيم" أي في نطقه نغمة من أنغام العجم و ليس فيه تعريب أي صفاء، و يورد كذلك قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "تعلموا الفرائض و السُّنَّة و اللحن كما تتعلمون القرآن !"(34)؛ و أما "معجم مقاييس اللغة" لأحمد بن فارس ففيه "لحن: اللام و الحاء و النون له بناءان يدل أحدهما على إمالة شيء من جهته و يدل الآخر على الفطنة و الذكاء(35) و قال ابن الأعرابي:"اللحَن أيضا بالتحريك : اللغة"(36)؛ و أما "متن اللغة" للشيخ أحمد رضا فيورد:" لحن الرجل: تكلم بلغته"(37)، و في كتب اللغة تفاصيل كثيرة تخرج عن إطار هذا البحث.
فمن هذه التعريفات يتبين لنا أن "اللحن" مرادف للهجة تماما و لاسيما فيما يروونه عن ابن مهدي في القصة التي يرويها أبو علي القالي في "ذيل الأمالي و النوادر"(38) و يذكرها كذلك جلال الدين السيوطي في "المزهر"(39) عند ذكر قصة عيس بن عمر الثقفي مع أبي عمرو بن العلاء في إعراب:"ليس الطيب إلا المسكَ" فلم يستطع ابن مهدي رفع كلمة "المسك" لأنه ينطقها حسب لغته أو لهجته أو لحنه على حد تعبيره منصوبة أبداً فقال قولته المشهورة و المكررة في كتب اللغة:"ليس من لحني و لا من لحن قومي !".
و من هذه الجولة السريعة حول المصطلحات الخمسة التي اخترناها: اللغة، اللسان، الكلام، اللهجة، اللحن، تتبين العلاقات الوثيقة التي تشد الواحد منها بالآخرين فتتداخل المعاني لكن التدقيق يبين الفروق المعنوية، أو الدلالية، و لذا سنتخذها وسيلة لمواصلة الحديث عن اللغة العربية و لهجاتها و علاقاتها جميعا بالقرآن الكريم عموما و بالقراءات القرآنية المختلفة خصوصا، و أحب أن أشير هنا إلى استنتاج توصلت إليه بعد طول تأمل و إنعام نظر في المصطلحات الخمسة التي تناولتها بالبحث، فقد تبين لي أن بينها عموم و خصوص، أو أن دائرة الواحد منها أوسع من دائرة غيره أو أضيق و ذلك حسب اتجاه النظر نزولا أو صعودا، فـ"الكلام" و هو الأعم، هو مجموع الأفكار و الخواطر و الأحاسيس و المشاعر و المفاهيم و التصورات و الهواجس التي يمكن للإنسان أن يعبر عنها بلغته أو بأية وسيلة تبليغ مُعبِّرة تواصلية، ثم تأتي "اللغة" أو "اللسان" المعبَّر به عن تلك الأفكار و غيرها مما ذكرته، و هي أضيق دائرة من دائرة الكلام، ثم تأتي "اللهجة" المستعملة في لغة ما بصفتها فرع منها، و هي أضيق دائرة من دائرة اللغة بطبيعة الحال، ثم يأتي "اللحن" و هو كيفية أداء تلك اللهجة بالذات بنغمة أو جرْس ما خاص بالناطق أو المتكلم يميزه عن غيره من الناطقين بتلك اللهجة، وهكذا نتدرج نزولا من الأعم و هو الكلام إلى العام و هو اللغة إلى الخاص و هو اللهجة إلى الأخص و هو اللحن المميز لشخص عن شخص، و هو، أي اللحن،أضيق دائرة من دائرة اللهجة لأنه يمثل صفة أدائها، و هذا ما يبينه الرسم التالي من اقتراحي:[/align]

[align=justify]هذا و قبل الحديث عن اللغة العربية نرى لزاما علينا إتماما للفائدة التعرض، و لو بإيجاز، لأصل هذه اللغة من حيث صلاتها أولا باللغات الأخرى، و التي تسمى عادة "اللغات السامية"، و من حيث تفرعها ثانيا إلى لهجات كثيرة متباينة تشكل في مجموعها اللسان العربي!
ـــــــــــــ
1. أحمد رضا، الشيخ، "متن اللغة"، ج1، ص13، نقلا عن الجوهري صاحب "الصحاح" و أبي البقاء، لعله العكبري و ليس الكفوي لأنني لم أجد هذا القول عنده في "الكليات" فالشيخ أحمد، رحمه الله تعالى، لم يحدد من أبو البقاء هذا !
2. "المنجد في اللغة و الأدب و الأعلام"، و "مختار الصحاح"، مادة «لغة"؛
3. (أ) الأصفهاني، "معجم مفردات ألفاظ القرآن"، مادة «لغا"؛ (3ب): الفيومي، "المصباح المنير"، مادة "لغا".
4. كأن ابن منظور يقتبس كلام ابن جني في تعريف اللغة في خصائصه !
5. أساس البلاغة، مادة "لغو" و اللسان مادة "لغا"؛
6. المزهر في علوم اللغة و أنواعها، ج1، صص 7/8، نقلا عن الخصائص لابن جني و التعريفات للشريف الجرجاني، و فيه ص 135 مادة "اللغة".
7. (أ) و (ب) و (ج) ابن جني، "الخصائص" ج1، ص87، و السيوطي، "المزهر"، ج 1، صص7/8، و الجوهري، "معجم الصحاح"، مادة "لغا"
8. أبو البقاء الكفوي، "الكليات"، ص 796.
9. الموسوعة العربية الميسرة، مادة "لغة".
10. منقول من محاضرة الدكتور عمار ساسي، أستاذ اللسانيات (1995/96) ، نقلا عن كتاب "مباحث في النظرية الألسنية و تعليم اللغة" لميشال زكريا، ص 103.
11. "قاموس اللسانيات"، لاروس بالفرنسية، مادة "le langage" من ترجمتي.
12. ياقوت الحموي، "معجم الأدباء"، ج3، ص 373، و تنسب الأبيات إلى ابن الأعرابي، محمد بن زياد، و جاءت الأبيات في "لغة العيون" د.محمد كشاش، ص 19، و فيه "الأفواه ساكنة".
13. "شرح شذور الذهب" لابن هشام الأنصاري، بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، ص55.
14. أبن فارس، "مقاييس اللغة" ؛ و ابن سيدة، "المخصص" ؛ و الرازي، "مختار الصحاح" ؛ و الزمخشري، "أساس البلاغة".
15. الأصفهاني، مصدر سابق، مادة "لسن".
16. قاموس اللسانيات لاروس، بالفرنسية، مادة "la langue" من ترجمتي.
17. ينظر "مدارج السالكين" لابن قيم الجوزية، ج1، ص53، و كذلك "تفسير القاسمي" ج5، ص1733.
18. السيوطي، "همع الهوامع في شرح جمع الجوامع" بتحقيق أحمد شمس الدين، ج1، ص42،
19. "شرح شذور الذهب لابن هشام"، ص 54.
20. "الموسوعة العربية الميسرة"، مادة "كلام".
21. "مختار الصحاح" للرازي.
22. "قاموس اللسانيات" لاروس، مادة "parole" من ترجمتي.
23. "مقاييس اللغة" مادة "لهج".
24. مختار القاموس، و هو كتاب اختصر من "القاموس المحيط" للفيروزبادي.
25. هو عبد الله بن عون بن أرطبان، أحد رواة الحسن البصري، كما في خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي، ج1، ص103.26. كان رؤبة و أبوه شاعرين مجيدين.
27. "متن اللغة" للشيخ أحمد رضا، مادة "اللهجة".
28. زينب شاوي، "بحث في فقه اللغة العربية"، رسالة ماجستير، جامعة عنابة، الجزائر.
29. إبراهيم أنيس، "في اللهجات العربية"، ص 16.
30. أنطوان ماييه، "علم اللسان" ترجمة محمد مندور، ص122 و ما بعدها.
31. قاموس اللسانيات، لاروس، مادة "le dialecte" من ترجمتي.
32. ابن منظور، "اللسان"، مادة "لحن".
33. الفيروزبادي، "القاموس المحيط"، مادة "لحن".
34. الزمخشري، "أساس البلاغة"، مادة "لحن".
35. ابن فارس، "معجم مقاييس اللغة"، مادة "لحن".
36. ابن منظور، "اللسان"، مادة "لحن".
37. الشيخ أحمد رضا، "متن اللغة"، مادة "لحن"، باختصار.
38. أبو علي القالي، "ذيل النوادر و الأمالي"، ص 39.
39. السيوطي، "المزهر"، ج2، ص 277، و صبحي الصالح، "فقه اللغة"، صص 75/76.
[/align]
تعليق