كبد .. ! / ربيع عبد الرحمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    كبد .. ! / ربيع عبد الرحمن

    كان يتأبط ذراع سيدة ، حين استوقفها ، وهى تستعد لتعبر بوابة المبني ، بعد انتهاء عملها المسائي ، ابتسمت ، و رحبت به : أمي أستاذة نجاة .

    على ملامحه قلق ، حيرة ، و بعض حزن :" أتيت بها إلى هنا لترى أستاذ بدران جيدا ، حتى إذا قضى على ، ثأرت لي ! ".
    كان من شباب المدينة ، الذين دأبوا بعد الثورة ، على ملاحقة الفساد ، فى مؤسسة شبابية ، حرموا طويلا ، من ارتيادها ، و تسجيل عضوية بها ، كما هو الشأن الذى اتبعه الأستاذ بدران ، منعا لتسرب الملحدين و المخربين - على حد زعمه - بل أمر مرؤوسيه بضرورة الالتزام الحرفى بتعليماته ، طيلة عشرين عاما أو أكثر ، هى مدة رئاسته لهذا المركز : " بانت كرامات الأستاذ بدران .. استأجر مجموعة من البلطجية لقتلى أنا و من معى ".
    تهالكت من الصدمة ، حطت أرضا ، بمساعدته ، فلم تتصور أن يتطور ألأمر بينهم ، حد القتل أو حتى الخدش ، و اقتنعت أن الأمور سوى تعالج ، فور رحيل بدران ، فقد نال أكثر مما تمنى ، و عاش إمبراطورا ، هو الموظف المحال على المعاش منذ عشر سنوات :" حرض الموظفات الجدد على تقديم بلاغات ضدنا بالتحرش ، و قلنا لا يهم ، سوف ندافع عن أنفسنا بما تعرفينه عنا ".
    لم تفق من خطورة ، ما دفع به إليها ، وهالها سعار الرجل ، وتعامله بهذه الوضاعة مع شباب ، فى أعمار أبنائه أو أصغر :" متأكد أنت ممن نقل إليك هذا ؟! ".
    طأطأ رأسه حزينا ، بينما الأم تفقد قدرتها على الصمت و التماسك :" و الله أكل كبده .. أكله أكل ".
    بلعت ريقها ، وهى تهم واقفة : " ألست مؤمنا بضرورة ما تفعل ؟".
    بإصرار هز رأسه ، و بضحكة مغتصبة ، وعين زائغة :" لن نتوقف .. هناك مخالفات مذهلة ، و طالما هو مصر فلا سبيل أمامنا إلا بفضحه ".
    ضغطت على ساعده :" و نحن معكم .. تأكد من ذلك ".
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 02-07-2011, 03:16.
    sigpic
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    أستاذي ربيع :
    عند اختيار أي صاحب مؤسّسة ...
    شبابيّة كانت.. أو تحت أيّ مسمّى
    يجب أن نحسن الاختيار ..
    وأن يحمل المدير مواصفات ملموسة
    تؤهّله للمسير بنجاح نحو ضفّة الأمان ، والنّجاة ، وتحقيق كلّ الآمال المتعلّقة به ..
    من أجل ذلك :
    يجب أن يكون أميناً ، يشعر بمسؤوليّته عند اتخاذ القرار ، عادلاً ، منصفاً ..
    في نصّك القيّم هذا ...وأظنّه من صميم واقعة حدثتْ فعلاً بعد نجاح ثورتكم الرائعة
    رأيت أنّ صاحب العمل هنا ..قميء الرّوح ، مشوّه البصيرة ، يستعمل أساليب ملتويّة
    لم تعد تصلح في هذا الزمن المستنير بضوء الشّمس ..كأسلوب للوصول ..
    فنحن نرى هنا ما يفضح تلك النماذج المسيئة للوطن ، وللأمّة ، والتي تعيق تقدّم البلد
    شابّ في مقتبل العمر ، مقهور الرّوح ، مستبعَد عن مكانٍ هو له، بأساليب قذرة
    مقتول الأمل ...على يد مدير لمؤسّسة شابيّة، تمثّله ورفاقه
    كان الأجدر به أن يأخذ بأيديهم ، يذلّل عقباتهم ، يحثّهم نحو غدٍ أفضل ..
    يرسم معهم معالم وطنّ قويّ ، مليء بالإنجازات وتحقيق كلّ المشاريع التي تنهض بهم نحو القمّة ،
    لتعزيز ثقافتهم ، وهوّيتهم ، وكرامتهم بين الأمم ، خاصّة ونحن نواجه عدوّاً شرساً خارجيّاً ، يتربّص بنا
    والمفرح هذا الوعي الذي لمسته في بطل قصّتك ، ورفاقه ..ذاك الإصرار على محاربة الفساد
    وفضح النوايا الخبيثة ، والتصرّفات المشينة ، بإصرارٍ ، ودرايةٍ ، دليل تعاونه مع المحامية أصولاً لتكون العين الراصدة لما يجري ، بشكلٍ موثّقٍ ، غير غوغائيّ ، ليعلن في نهاية المطاف ، أنّ لا ظلم يدوم ، ولا بلطجة
    يمكن أن تسكت الحقّ ، مهما استشرست .
    ولن ينفع إلاّ اتّباع الأسلوب القويم في المعالجة ، واحتواء أبناء تلك المؤسّسة ، بيدٍ نظيفةٍ ، منصفة ،
    بعيداً عن تلك الأساليب البشعة التي لم تعد تقنع أحداً ، ولا تزيد النار إلاّ اضطراماً ، وعبثيّة ..
    وأعتقد أنّ مفهوم المواطنة اليوم باتتْ واضحة المعالم ، مالها ، وماعليها ..
    فالمكاشفة ، والحوار البنّاء ، وتعزيز الوطن الحرّ القويّ ، أمور صار يلتقي عليها كلّ محبّ ، وفيّ ،
    تهمّه رفعة بلده ، وتحقيق انتصاراته ..ولن يتأتّى ذلك إلا من النواة الأساسيّة لهذه المؤسّاسات مجتمعة
    فمنها ينبثق البناء الصحيح المعافى ، ويتكامل ..
    أعجبني موقف الأمّ ، وقلبها الذي جمع الرّحمة والقوّة ، ولا عجب، إنها أمّ عظيمة، أنجبت ابناً رائعاً
    أشكر قلمك المبدع ربيعنا الغالي ...
    ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ..

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • فايزشناني
      عضو الملتقى
      • 29-09-2010
      • 4795

      #3
      أخي ربيع
      لا بد للنوايا الحسنة أن تبادر
      لا ينفع الزهد الآن أو المراوحة بالمكان
      فالمثل يقول : أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام
      الظلام يخيم على حياتنا ونحتاج إلى إزاحته بكل السبل
      الوقاية والتحصين أمران مهمان بعد عملية التطهير المطلوبة
      حتى لا تقع الفاس بالراس مرة أخرى لا بد أن نظهر مناعتنا الداخلية
      فلا يقدر كائن من كان أن يأكل أكبادنا
      محبتي لك صديقي
      هيهات منا الهزيمة
      قررنا ألا نخاف
      تعيش وتسلم يا وطني​

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
        أستاذي ربيع :
        عند اختيار أي صاحب مؤسّسة ...
        شبابيّة كانت.. أو تحت أيّ مسمّى
        يجب أن نحسن الاختيار ..
        وأن يحمل المدير مواصفات ملموسة
        تؤهّله للمسير بنجاح نحو ضفّة الأمان ، والنّجاة ، وتحقيق كلّ الآمال المتعلّقة به ..
        من أجل ذلك :
        يجب أن يكون أميناً ، يشعر بمسؤوليّته عند اتخاذ القرار ، عادلاً ، منصفاً ..
        في نصّك القيّم هذا ...وأظنّه من صميم واقعة حدثتْ فعلاً بعد نجاح ثورتكم الرائعة
        رأيت أنّ صاحب العمل هنا ..قميء الرّوح ، مشوّه البصيرة ، يستعمل أساليب ملتويّة
        لم تعد تصلح في هذا الزمن المستنير بضوء الشّمس ..كأسلوب للوصول ..
        فنحن نرى هنا ما يفضح تلك النماذج المسيئة للوطن ، وللأمّة ، والتي تعيق تقدّم البلد
        شابّ في مقتبل العمر ، مقهور الرّوح ، مستبعَد عن مكانٍ هو له، بأساليب قذرة
        مقتول الأمل ...على يد مدير لمؤسّسة شابيّة، تمثّله ورفاقه
        كان الأجدر به أن يأخذ بأيديهم ، يذلّل عقباتهم ، يحثّهم نحو غدٍ أفضل ..
        يرسم معهم معالم وطنّ قويّ ، مليء بالإنجازات وتحقيق كلّ المشاريع التي تنهض بهم نحو القمّة ،
        لتعزيز ثقافتهم ، وهوّيتهم ، وكرامتهم بين الأمم ، خاصّة ونحن نواجه عدوّاً شرساً خارجيّاً ، يتربّص بنا
        والمفرح هذا الوعي الذي لمسته في بطل قصّتك ، ورفاقه ..ذاك الإصرار على محاربة الفساد
        وفضح النوايا الخبيثة ، والتصرّفات المشينة ، بإصرارٍ ، ودرايةٍ ، دليل تعاونه مع المحامية أصولاً لتكون العين الراصدة لما يجري ، بشكلٍ موثّقٍ ، غير غوغائيّ ، ليعلن في نهاية المطاف ، أنّ لا ظلم يدوم ، ولا بلطجة
        يمكن أن تسكت الحقّ ، مهما استشرست .
        ولن ينفع إلاّ اتّباع الأسلوب القويم في المعالجة ، واحتواء أبناء تلك المؤسّسة ، بيدٍ نظيفةٍ ، منصفة ،
        بعيداً عن تلك الأساليب البشعة التي لم تعد تقنع أحداً ، ولا تزيد النار إلاّ اضطراماً ، وعبثيّة ..
        وأعتقد أنّ مفهوم المواطنة اليوم باتتْ واضحة المعالم ، مالها ، وماعليها ..
        فالمكاشفة ، والحوار البنّاء ، وتعزيز الوطن الحرّ القويّ ، أمور صار يلتقي عليها كلّ محبّ ، وفيّ ،
        تهمّه رفعة بلده ، وتحقيق انتصاراته ..ولن يتأتّى ذلك إلا من النواة الأساسيّة لهذه المؤسّاسات مجتمعة
        فمنها ينبثق البناء الصحيح المعافى ، ويتكامل ..
        أعجبني موقف الأمّ ، وقلبها الذي جمع الرّحمة والقوّة ، ولا عجب، إنها أمّ عظيمة، أنجبت ابناً رائعاً
        أشكر قلمك المبدع ربيعنا الغالي ...
        ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ..
        هى قطة صغيرة ، أو لنقل قنفذ ، يكسوه الشوك
        و لكن ربما كان له رأى آخر
        فقد يشفى عاقرا ، أو ينبت شعر فى ارض جرداء عزوف
        و البعض يفضلونه سادة بلا سكر !
        أو يكون دواء من لوعة ما !
        إيمان الدرع الكاتبة القوية المخلصة .. كنت أكثر رحابة ، و بأسا
        أحببت قلمك و روحك دائما ، و سأظل أنتظر منك ماهو بلا سقف
        و بلا حدود ، لأنى أؤمن بموهبتك و قدرتك العملاقة على الإبداع
        و التطوير !!

        شكرا لك

        تقديري و احترامي
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
          أخي ربيع
          لا بد للنوايا الحسنة أن تبادر
          لا ينفع الزهد الآن أو المراوحة بالمكان
          فالمثل يقول : أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام
          الظلام يخيم على حياتنا ونحتاج إلى إزاحته بكل السبل
          الوقاية والتحصين أمران مهمان بعد عملية التطهير المطلوبة
          حتى لا تقع الفاس بالراس مرة أخرى لا بد أن نظهر مناعتنا الداخلية
          فلا يقدر كائن من كان أن يأكل أكبادنا
          محبتي لك صديقي
          هناك الكثير من الأمور لا بد من تطهيرها جيدا
          حتى لا نعود لنفس الدورة اللئيمة ، و نقع مرة ثانية فى يد الغشم
          وكأنك يا بو زيد ما غزيت و لا اتنيليت بنيلة !

          شكرا على المرور الجميل أخي الغالي فايز

          محبتي
          حفظ الله سوريا و مصر ( جمهورية عربية متحدة )
          sigpic

          تعليق

          • المختار محمد الدرعي
            مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
            • 15-04-2011
            • 4257

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            كان يتأبط ذراع سيدة ، حين استوقفها ، وهى تستعد لتعبر بوابة المبني ، بعد انتهاء عملها المسائي ، ابتسمت ، و رحبت به : أمي أستاذة نجاة .

            على ملامحه قلق ، حيرة ، و بعض حزن :" أتيت بها إلى هنا لترى أستاذ بدران جيدا ، حتى إذا قضى على ، ثأرت لي ! ".
            كان من شباب المدينة ، الذين دأبوا بعد الثورة ، على ملاحقة الفساد ، فى مؤسسة شبابية ، حرموا طويلا ، من ارتيادها ، و تسجيل عضوية بها ، كما هو الشأن الذى اتبعه الأستاذ بدران ، منعا لتسرب الملحدين و المخربين - على حد زعمه - بل أمر مرؤوسيه بضرورة الالتزام الحرفى بتعليماته ، طيلة عشرين عاما أو أكثر ، هى مدة رئاسته لهذا المركز : " بانت كرامات الأستاذ بدران .. استأجر مجموعة من البلطجية لقتلى أنا و من معى ".
            تهالكت من الصدمة ، حطت أرضا ، بمساعدته ، فلم تتصور أن يتطور ألأمر بينهم ، حد القتل أو حتى الخدش ، و اقتنعت أن الأمور سوى تعالج ، فور رحيل بدران ، فقد نال أكثر مما تمنى ، و عاش إمبراطورا ، هو الموظف المحال على المعاش منذ عشر سنوات :" حرض الموظفات الجدد على تقديم بلاغات ضدنا بالتحرش ، و قلنا لا يهم ، سوف ندافع عن أنفسنا بما تعرفينه عنا ".
            لم تفق من خطورة ، ما دفع به إليها ، وهالها سعار الرجل ، وتعامله بهذه الوضاعة مع شباب ، فى أعمار أبنائه أو أصغر :" متأكد أنت ممن نقل إليك هذا ؟! ".
            طأطأ رأسه حزينا ، بينما الأم تفقد قدرتها على الصمت و التماسك :" و الله أكل كبده .. أكله أكل ".
            بلعت ريقها ، وهى تهم واقفة : " ألست مؤمنا بضرورة ما تفعل ؟".
            بإصرار هز رأسه ، و بضحكة مغتصبة ، وعين زائغة :" لن نتوقف .. هناك مخالفات مذهلة ، و طالما هو مصر فلا سبيل أمامنا إلا بفضحه ".
            ضغطت على ساعده :" و نحن معكم .. تأكد من ذلك ".


            إنها من الواقع أستاذي ربيع فالمسمى بدران مازال يعيش بيننا و يمارس نفس الممارسات
            التي كان يمارسها قبل الثورة و هنا يأتي دور الشباب صانع الثورة لإزالة هذه الرواسب
            العالقة بالمؤسسات ..الشباب ينتظرهم العمل الكبير و النضال المستمر حتى يضعوا
            دواليب الأمور على سكة المسار الصحيح
            نشكر لك هذا المجهود ...و نقول إنه من وحي اللحظة و هذا هو المطلوب
            أن نتناول في أدبنا القضايا الحاضرة بالطرح ثم الدراسة... و لما لا اقتراح الحلول ؟
            محبتي و تقديري
            [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
            الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



            تعليق

            • مالكة حبرشيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 28-03-2011
              • 4544

              #7
              لابد للنوايا الحسنة ان تبادر
              كما قال الاخ شناني
              لكن المبادرة تحتاج استئصال الفاسد فينا
              وذلك ولا شك يحتاج وقتا كي نقوم الاعوجاج
              الذي لطول معاشرتنا له وتعايشنا معه صار استقامة
              لا شك ان للماضي رواسب تجذرت
              وصار لها اغصان فارعة وجذور ضاربة
              لا يكفي تجميل الواجهات لان ذلك لا يعد
              انجازا ولا اصلاحا ولا حتى تصحيحا
              خصوصا ونحن في حاجة الى اعادة بناء

              اتمنى الا اكون قد شطحت بعيدا عن النص
              فازعج استاذي الكبير ربيع

              مودتي وكل التقدير

              تعليق

              يعمل...
              X