قلم ومشاعر / مباركة بشير/..!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #16
    مسكين هو الآدمي ...منصبَ على الدوام تفكيره على أرضية الأحلام ،وما الواقع إلا وثبات يحقق فيها بعضا منها ثم لايلبث أن ترتشفه من جديد .
    وهوطفل يحلم باللحظة التي فيها تحتضن جسمه ونفسه سمات الرجولة وتوقع على سجلات الشباب اسمه. ولكن سرعان ما تتناسل أحلامه في مخيلته ،ولاتجده إلا متأففا من حاضره ،متشوقا لرؤية المستقبل ولو من ثقوب ضيقة ...يتمنى أن يتزوج بمن يحب ويرزق بأبناء ،يمتلك سكنا وسيارة ،ويحج إلى بيت الله الحرام ....وما إن تتحقق أحلامه أمام ناظريه ،حتى تجده متجهما غير راض عن حاضره ....وخزات على الدوام تثير كآبته وتذكره بأيام الشباب ،وهويتفحص وجهه وشعره ...فيقرر أن يعود إلى شبابه بما يحمل من أثقال ومسؤوليات جسيمة على ظهره ....يقرر أن يتزوج بامرأة تصغره بعشرين او ثلاثين سنة ....لايهتم لغضب أبنائه وتذمر زوجته وانكسار الأطباق على رأسه ....المهم هو الرجوع إلى سن الشباب .رغم كل شيئ ...يتزوج صاحبنا من فتاة أحلامه .يصبغ شعره بالأسود ،ينتف شاربه ويغيير من هيئته ...تمضي الشهور بما فيها شهر العسل ،ثم لايلبث أن يتعارك مع سيدة الحسن والجمال ،لأنها لاتعيره اهتماما ، وتخضع بالقول في الهاتف ،وتشاهد برامج شبابية في التلفزة والإنترنت ...بل يشك بأنها تخونه مع فلان وعلان ،...أنت طالق ..هذا هو الدواء الشافي لكل هواجسه وظنونه .تراوده أنثى الأحلام من جديد ،للرجوع إلى زوجته وشريكة حياته الأولى ،وأبنائه ،فيستقبلونه بفرح وقدعقدوا العزم على نسيان الماضي .يشعر بالهناء والسعادة بينهم ..لكن
    ولكن ولكن .....إلى أن يعلن خبر وفاته بين أهل المدينة أو في الجرائد .
    لقد مات فلان ابن فلان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

    تعليق

    • مباركة بشير أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 17-03-2011
      • 2034

      #17
      زمان المودة كيف استتر
      وغاضت خصاله بين البشر
      فلاحت أماني الفؤاد كأن جفن الوداد بها ماسكر
      هزيلة حجم ومانابها
      من الدهر غير القذى والوبر
      أضلَت طريقا إليَ ظباء صفو وسارت إلى المنحدر
      أم أن الأمان بأرض الورى
      توالت عليه الرؤى فانكسر
      فهيا احضنيني كما طفلة
      لها الشوق في جانبيك استعر
      أيا أم واصغي إلى مهجتي
      فما عاد فيها لحلم أثر
      فأين ابتسامات ثغري وقد
      سقاها الزمان رحيق الزهر
      وصاغ لها من جناح الوجود ،لونا شفيفا كضوء القمر
      أحقا سأغفو ولايصطلي
      بلمع السراب ،رداء السحر
      ويرسو بشط الهنا خاطري
      ويطرب دوني الثرى والشجر
      وأشعر أني كطيرالهزار ،أعلو ...وأعلو لمد البصر ؟؟
      التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 07-06-2012, 07:52.

      تعليق

      • مباركة بشير أحمد
        أديبة وكاتبة
        • 17-03-2011
        • 2034

        #18
        لماذا تختلف الأفكار ؟
        هذا مرجعه إلى البيئة والظروف الإجتماعية التي ينمو فيها الإنسان أين يرتكز تفكيره على عدة قيم مكتسبة من خلالها تتكون وجهات نظره صوب أفعال الآخرين وتحركاتهم العقلية والنفسية في دائرة تواجده المصممة بناءاتها وفقا لمخطط ضيق خاص، أو على العكس تماما .فالإنسان الذي تواجد في بيئة صحراوية جافة واصطدمت ناصيته بصور لوالدته وهي تقذف بحجر المهانة من طرف والده وتحاول التملص منها حبالا شائكة فلا يرحم ضعفها أمام جبروته المقيت ،فكيف له إذن أن يحترم المرأة ويعتبرها كائنا بشريا له كل الحق في التقدير ،حتى ولو تتلمذ في أفخم المدارس وظهر على رصيف الأناقة بمظهره اللامع ،فبالتأكيد هو بلاريب بحاجة إلى جلسات متتالية مع طبيب نفس يتتبع آثارا لمرضه ويسعى جاهدا للكشف عن الأسباب ....وعليه ،فلا يتوجب علينا أن نصدم ونتعجب من بعض تصرفات لأشخاص يبادلون حسن تعامل المرأة معهم، بالنكران والجحود ،ويعتقدون أنهم على صواب ..تالله إن تصرفهم هذا لمدعاة للشفقة والتأسف...
        إذا رد على موضوعه رجلا ،يتقبله برحابة صدر ونفس ،أما المرأة فيتحاشى الحديث معها ...هههه وكأني بها بتشجيعها الأخوي لقلمه ،تسعى لعض أنامله بأنيابها المضطربة ،القاطعة ....واااعجبي.

        تعليق

        • مباركة بشير أحمد
          أديبة وكاتبة
          • 17-03-2011
          • 2034

          #19

          كم هي اللحظات التي يجتاحنا فيها الحنين إلى الطفولة فيندثر فجأة أمامنا الحاضر والمستقبل أيضا ولا تلوى اتجاهاتنا إلا صوب تلك الصور الجميلة التي تنضح صورها بالبراءة .لكن من المسؤول عن غربلة الأحداث والإكتفاء بالجميل منها والمعطر بماء المطر فحسب ؟؟ أو ليس يقابل ابتسامتنا دمعة تذمر حارقة على إثر سخرية أو لطمة موجعة من الوالد أو المعلم ..أو لم يكن الواحد منا وهو صغير ،يقضي الساعات الطوال في محطة الإنتظار ،عسى أن يلتهمه باص الأحلام ويلقي به في عالم الكبار ؟؟ لماذا إذن بعدما تحققت الأماني واتسعت رقعة الأفكار ،وازداد حجم الخلايا ،فكبرت أجسادنا ، تلسع تفكيرنا شوكة الحسرة على الزمن الفائت ؟؟ هو القلب إذن ... متقلبة أحاسيسه مابين واقع وأحلام ...ووحده له صلاحيات الغوص في بحار المشاعر وغربلتها من الشوائب .وإذا ما سطت على ساحاته جيوش المآسي وأعلنت الجوارح هزيمتها ،وانتكست في سجن الحاضر ،فتح دونها أبواب الماضي الموصدة وقد زخرف أطرها بألوان زاهية ،مثيرة ....ما أروعك أيها القلب .لكن ماذا عن أحلام اليقظة ؟ أي التوغل في أزمنة المستقبل دون التفات إلى الماضي ؟؟ لماذا هذا الإختلاف بين الرجوع إلى الماضي ،والتفكير في المستقبل مع نكران الحاضر ؟؟ وهل من البشر من يواكب خطوات الواقع ويستسلم لما يمليه عليه من حالات ؟؟

          تعليق

          • مباركة بشير أحمد
            أديبة وكاتبة
            • 17-03-2011
            • 2034

            #20

            أيتها الجرأة التي أعرفها ولاتعرفني
            أنا من كفيك لعقت مواسمي و حلمت باخضرار الأمكنة
            وإن تشردت المعاني في بيداء الفراغ
            فليس لي إلا عكاز الصبر أهش به على اعتقاداتي
            فسافري بجناح طائر ،وابعثي لي ألف سلام
            فمابين صرحك ودقات قلبي ،تنتعش الأزمنة
            ..............
            قاسية هي دروب الأمل لما تحاكيها مشاعري
            و عميقة متاهاتها عندما يغشاها ظلام اليأس
            فالزمي الصمت أيتها الأيام الساخرة
            فماعاد للبكاء ولا للفرح موعد
            يعرض فيه ملح الدموع ،أوتنشر على بساطه القهقهات
            .......

            تعليق

            • مباركة بشير أحمد
              أديبة وكاتبة
              • 17-03-2011
              • 2034

              #21
              فإلى متى يا فجر سوف تنادي
              وتدق طبل الأمنيات أيادي

              والمسلمون ورغم كثرتهم طغت
              جرثومة الخذلان بالأكباد

              كل المواويل التي قد رددوا
              وكذا الوعود تعفرت برماد

              صوت لديهم بات يقذف هامسا
              أتراه يخشى لطمة الأسياد

              فليقطفوا من قبر "خالد" زهرة
              فعسى تعطر دربهم بعناد

              تبا لها تلك الرجولة ليتها
              مثل الأهلَة في دجى الأعياد

              لكنها بالكاد تكشف نابها
              فيصكها الإحجام خلف كساد

              إيه أيا قدس الحبيبة من ترى
              يوما يسمضغ حفنة الأوغاد

              هل من صلاح يستفيق به الثرى
              إذ ماتجمع كفه بزناد

              إن الأمال على الرصيف تشردت
              والشوق أسعف بعضها بفؤادي

              تعليق

              • مباركة بشير أحمد
                أديبة وكاتبة
                • 17-03-2011
                • 2034

                #22
                بالطبع فالذي ينام على سرير من أشواك ، لابد وأن تتلبس به الكوابيس ،فيقضي ليلته وهم تحت رحمة المواجع وعندما يدغدغ شعاع الشمس جمجمته ،يتسرب من باطنه اكتآب ، ويستقبل يومه الجديد وهو يحمل بين جنبيه دلاءا من التذمر،يرمي بها على كل من تصطدم به ناصيته من إنس أو حيوان ...أو جماد.
                ...............
                من هو الإنسان المثالي ؟ سؤال لطالما راود تفكيري وهويقبع في تجاويف المخيَلة كعصفور برَي ،ولم أستطع إلقاء سنابل الرضى في حنجرته المفرغة ...لربما هو الإنسان الذي يتوافق سلوكه مع مايضمر من أحاسيس وأفكار ...لربما هو الذي يظل متمسكا باعتقاداته رغم هجمات الوقائع والظروف ...لربما هو الذي يداوم ثغره ارتداء ثوب الإبتسامة رغم الآلام .استعصى الجواب و تاهت آثاره في بيداء الغموض ،وقد أعثرعليه يوما
                قلبي يحدثني بذلك .
                ..............
                لماذا الحسد ؟؟ لايتميز بها صفة دنيئة إلا الإنسان الضعيف الذي شل دماغه وعجز عن إنجاب مفاهيم أو أفعال مابين ناصعة البياض ووردية جالبة للإنتباه ...والسبب يكمن في تشكيلته الفكرية أو النفسية بل واستلقائه على سرير التواكل ...ولما تصكه الحياة في الهامش ، يصوب نظره إلى الناجحين ..فيغتاظ لقفزاتهم وحركاتهم وحتى السعال إذا ألقت به صدورهم .
                مسكين أيها الحسود ....بدل أن تقضي الأيام وأنت على هاتيك الحالة المزرية ،حاول أن تستجمع طاقاتك وقدراتك لما هو أجدى وأنفع لك ولغيرك .


                التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 23-06-2012, 07:32.

                تعليق

                يعمل...
                X