قصة قصيرة/وفاء حد الموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالنعيم بغيبغ
    عضو الملتقى
    • 09-06-2011
    • 16

    قصة قصيرة/وفاء حد الموت

    القصة القصيرة/ وفاء حد الموت

    لم يكن يعي أي شيء، وهو يرتشف فنجان قهوته، راح بنهم يلتهم سيجارته وينفث دخانها بقلق واضح، بينما تراءت له جموع الناس مجرد بيادق في رقعة شطرنج كبيرة، لم يكن يسمع للضجيج العارم الذي يشهده هذاالشارع المزدحم من المدينة ولا يكترث لمنبهات السيارات المزعجة.إنه يعيش منفصلا عن العالم، بعيدا عن طقوس الحياة، لم يسمع حتى صوته المنبعث لا شعوريا وهو ينادى النادل لإحضار الفنجان الرابع، أصخى بسمعه فإذا بصوت داخلي أحمد قم لا تيأس ما زلت شابا يافعا أين إصرارك القديم شجاعتك وسامتك نشاطك المعتاد ولياليك الجميلة، إنها ليس المرأةالوحيدة في هذا العالم هناك جميلات كثيرات يردن القرب منك، شق طريقك
    كما عهدتك ادفن الماضي في حقائب النسيان وواصل حياتك توجس خيفةمن أن صوته الداخلي سمع، أدار برأسه يمنة ويسرة ثم صوب نظراته اتجاه بعضهن وهن يتغنجن فى زيهن المغرى، لم يستطع الإستمرارانحدرت دمعة......ثم استسلم واستلقى لسم الذكريات المؤلمة مسح عينيه من قذى الكوابيس المفجعةبعد أن وجد أن كل شيء انتهى والظلام يلف كل المساحات، رجع إلى بيته خائر القوى
    ولج غرفته الصغيرة، فتح درج دفاتره أخذ يتأمل في صورة زوجته حبيبته بكل مفردات الشوق، ويتلمس قسماتها البهية وبسمتها العذبة وشعرهاالليلكى المسافر في فيافي الخيال،لقد أخذها لكل أطباء الدنيا ليكلل حبهما بطفل كل شيء بقضاء الله قال له آخر طبيب
    لم يسمع لاقتراحاتها بتربية طفل أراده من صلبه، اقترحت عليه الزواج فرفض أيضا ثم أخذته رحلة الذكريات إلى المحطة الأخيرة وتفاصيل الواجعة الأليمة، رجوعه من العمل والجموع الغفيرة المنكبة حول داره سقوطها كان رهيبا قال الطبيب، وفشلت كل تدخلات الطب وانهار أحمد واصل الطبيب قلبها مازال حيا لكنها ميتة حية فلننتظر قدرها، وهاهو العام الثاني ولا شيء جديد لم يستيقظ من هول الذكريات المفجعة إلا على صوت رنين الهاتف
    ألو السيد أحمد
    نعم
    زوجتك تطلبك
    تمت بغيبغ عبد النعيم
  • عبدالمنعم حسن محمود
    أديب وكاتب
    • 30-06-2010
    • 299

    #2
    ظلمت أخي عبدالنعيم
    هذا السرد الجميل
    ومجمل التشويق الكامن
    في ثنايا النص
    بعدم اهتمامك بالفواصل
    وكل أدوات الترقيم
    شكرا سيدي لهذا الإبداع.
    تحياتي.
    التواصل الإنساني
    جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


    تعليق

    • عبدالنعيم بغيبغ
      عضو الملتقى
      • 09-06-2011
      • 16

      #3
      شكرا على كلماتك الطيبة وحروفك الأنيقة مرورك عبد المنعم زادني فرحا سأرتب
      أوراقي كما أشرت نلتقي على المودة تحياتى إليك

      تعليق

      • حسام حبش
        أديب وكاتب
        • 25-12-2008
        • 48

        #4
        قصة جميلة أخي عبد النعيم أنتهت قبل أن أنتهي بكثير،
        أسلوبك جميل ويثير التشويق ويترك النهاية مفتوحة.

        وبرأيي لو كان هذا السطر "إنها ليس المرأة الوحيدة في هذا العالم هناك جميلات كثيرات يردن القرب منك"، غير ذلك لكان ذو وقع أجمل، لأن هذا الخطاب ليس مناسباً جداً لزوجة كان وما زال يحبها، أنه بالتأكيد لا يحبها لجمالها فقط، وهو بقوله هذا بدا لو أنه قد بدأ بنسيانها أو تناسيها، وفي آخر سطرين يتبين له أنها على قيد الحياة، أعتقد أنها عادت متأخرة قليلاً. ما رأيك؟

        دمت بود
        التعديل الأخير تم بواسطة حسام حبش; الساعة 07-07-2011, 03:57.
        لا تسقني ماء الحياة بذلة...
        بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

        تعليق

        • عبدالنعيم بغيبغ
          عضو الملتقى
          • 09-06-2011
          • 16

          #5
          أشكر مرورك حسام وأثني على عباراتك القوية وفعلا فتدخلك كان حاسما
          وملاحظاتك تعتبر إضافة للنص فقط أنا لا أقصد الجمال الشكلي فقط
          كما أن وسوسة الشيطان قد تحدث رجة في كيان الإنسان ولكن أحمد
          تفطن لهذا مودتي وتقديري لك تحياتي القلبية

          تعليق

          • عبدالنعيم بغيبغ
            عضو الملتقى
            • 09-06-2011
            • 16

            #6
            أوضح أخي حسام فكرة أخرى وهي أن أن أحمد يعرف ان زوجته على قيد
            الحياة منذ البداية لكن وضعها الصحي أنها في غيبوبة مستمرة وشكرا
            وعلى المودة نلتقي

            تعليق

            • حسام حبش
              أديب وكاتب
              • 25-12-2008
              • 48

              #7
              ملاحظاتك جميلة، وشكراً لرحابة صدرك بدون الكلمة المعتادة في كل مكان "ولكن".

              بانتظار أعمالك المميزة أخي عبد النعيم.
              لا تسقني ماء الحياة بذلة...
              بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                الحمد لله أن زالت الغمّة ..
                وعوّض الله صبره بالفرج ..
                ليس أجمل من الحبّ المزدان بالإخلاص بين الزوجين ..
                فبذلك سيصمد في وجه العواصف ، مهما اشتدّتْ ...
                سلمتْ يداك أخي عبد النعيم ..على هذا النصّ الجميل ..
                ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ..

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • عبدالنعيم بغيبغ
                  عضو الملتقى
                  • 09-06-2011
                  • 16

                  #9
                  شكرا إيمان على كلماتك اللطيفة وروحك الذواقة لكل ما هو جميل ومبدع
                  لك أجمل الأمنيات
                  وعلى المودة نلتقى

                  تعليق

                  يعمل...
                  X