طلّي بالأبيض / إيمان الدّرع /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #16
    طلّي بالأبيض طلّي ، يا زهرة نيسان
    طلّي يا حلوة وهلّي بها الوجه الريّان

    وأميرك ماسك ايديك، وقلوب الكلّ حواليك
    والحبّ يشتّي عليك ورد وبيلسان


    صلة ما تربط بين الأعمال الأخيرة لك سيدتي ، صلة لم تكن اللغة ، التى عهدناك تمتلكينها ، و لا الجرأة التى تمتطين مهرها جامحا منذ أول الأعمال التى وضعت هنا ، و إلى آخر ما كان ، و لا كانت تلك الفورة التى تنتابك حين تخوضين فى عمل من الأعمال .. إنها صلة من نوع فريد ، ربما لمستها فى قصتك الرائعة ( أسمر يا إسمراني ) و أيضا ( يا ثوبها ) التى فجرت فيها ، و من خلالها الكثير و الكثير من الحميمية ، التى يمر عليها الكثير من الكتاب مرور العابر ، اللهم إن كان واثقا من حديثه ، متلفلفا به حد التمازج .. فما تكون تلك التى أنبتت حقول السحر بين نبضات لغتك الآسرة ، فى تلك المقطوعة ، التى تشبه موشحا أندليسيا موقعا ، نسمعه و نحن نردده ، ونتمايل على لزمته ، و حناجر همسنا تردد : الله
    إنها تلك اللمسة السحرية ، فى موقفية الكاتب ، و التى ساقته منذ أول نقطة على سطر العمل ، إلى آخر نقطة ترقيم أغلقته .. لننظر معك سيدتي إلى ختام اللحن ، فى الأعمال الثلاث التى ذكرت ، سنلمس شكلا من أشكال النزيف ، و الألم ، الذى لم يخرج بمعزل عن المتن أو عن الكاتبة ، و كأنها تفجر كل طاقاتها اللحنية ، و اللغوية ، و الإنسانية ، و المعرفية ، في تلك الخواتم .. نهاية البائعة - تلك المجنون التى تأكل المدينة من عمل وكد يدها ، حين تلفظ أنفاسها ، و نرى بسمتها تغيب ، وهى تردد لحنها الخاص ، الذى كان عنوانا لحياتها كما كان عنوانا لقصتها ( أسمر يا إسمراني ...... )
    و فى قصتك الثانية كانت نهاية تلك التى خانت ، بين يدي رجلها ، تؤدي رقصة الموت ، و آخر نبضات كائن بشري ، لتشهده على جملة الختام فى مأساتها ، دون أن تبرر ، أو تبذل محاولة أخيرة لانقاذ سمعتها المفتضة ( ياثوبها ) و هنا .. فى ثالثة الروائع أشهد معكم تلك الخاتمة ، التى لم تأتي عفوا ، و لا قسرا ، بل جاءت بميزان حساس ، قادر على شحن اللحظة بكميات من الحنين ، و القسوة معا ، و من خلال لحن شجي واحد :"مرّ أسبوعٌ على وجودي في بيت رجلٍ كنت أكرهه ..
    وعندما هممْتُ بمغادرة المكان ، وقد تماثلتْ حبيبتي للشفاء ، استحلفتني عيناها أن يحدث شيء يزيل تراكم الغبار عن صفحات العمر ، طمأنتها بأنّ كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام .
    ولمّا عانقتني قرب الباب ..عرفتُ متأخّرةً ..بأنّنا نحن من نقتل أحلامنا ، وأمانينا ، وربّما عن غير قصدٍ ...أنا من خنقت حروف أغنية زفاف ابنتي .. أنا من أوقفتُ موكب عرسها ، ومزّقتُ ثوبها الأبيض الملكيّ ..من قبل أن ترتديه ... أنا ...لا هي .
    تسقط كل المزاعم ، و الزائف الذى حال بينهم و بين تلك الآبقة المحبة فى مشهد أسري ، لا تقدمه إلا أم ، عاشت ، تلك اللحظات ، و إن اختلف الموقف و شكل المحنة ، لكن المشهد لم يختلف ، فى تبنيه الصدق ، و الحرص عليه ، حتى النهاية !
    لتنقلب الكراهية سيلا من أشواق و حنين ، و خوف .. أقول لك و لهم سيدتي : أن الدمعة تفجرت هنا سيلا ، بقدر ما أعطيت هذا اللقاء من روحك السامية ، فكانت شاهدا و مشهودا ، ورؤية من أنصع ما يمكن أن أراه بعين الحقيقة !
    أدري أنك تخوضين فى الواقعية حد الاغراق ، و لا تحيدين عنها ، تعطينها ، فتعطيك ، و تحاولينها كل مرة ، بشكل و مذاق مختلف .. و أغلب ظني أنك سوف تأتين بها المرة القادمة بثوب جديد إطلاقا .. فقد رأيت ملامح القادم من أعمالك !
    هنيئا لنا بك كاتبة رائعة مدهشة ، و إنسانة راقية لأبلغ حدود الرقي !
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 22-07-2011, 03:42.
    sigpic

    تعليق

    • سحر الخطيب
      أديب وكاتب
      • 09-03-2010
      • 3645

      #17
      ايمان ياصاحبة القلم الندي
      آثرت شجوني نعم الام ترتدية قبل إبنتها
      فأنا الام وهي القادمة من وجع الام
      فستان ابيض بيدها اميرها تحتض قلب أمُ
      قصتك فجرت وجعا لإسقط في شجون اللحظة
      هل تُكتب الدمعة هنا .. لا
      سأغني فقط
      طلّي بالأبيض طلّي ، يا زهرة نيسان
      طلّي يا حلوة وهلّي بها الوجه الريّان
      وأميرك ماسك ايديك، وقلوب الكلّ حواليك
      والحبّ يشتّي عليك ورد وبيلسان
      اتوقف هنا فكل حروفك جمال
      كنت بحرفك اسكب الوجع
      كل المحبة لك

      الجرح عميق لا يستكين
      والماضى شرود لا يعود
      والعمر يسرى للثرى والقبور

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
        جميلة القصة إيمان ..جدا..
        أهنّئك على روعة الأسلوب و اللغة .
        محبّتي عزيزتي. .
        محبّتي الدائمة لك عزيزتي آسية ..
        يرافقها احترام كبيرٌ لقلمك الجميل ، وفكرك الوقّاد ..
        سلمتِ لي آسية ..
        من دواعي فخري أن تأتي تلك الشّهادة منك حبيبتي ..
        لا حُرمتك ..
        أهديك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة سائد ريان مشاهدة المشاركة
          مرّ أسبوعٌ على وجودي في بيت رجلٍ كنت أكرهه ، وبرهنتْ لي الأيّام كم يحبّ ابنتي ، ويكرمها ، ويكدح من أجل بناء بيته الصغير .. !!!!

          وعندما هممْتُ بمغادرة المكان ، وقد تماثلتْ حبيبتي للشفاء ، استحلفتني عيناها أن يحدث شيء يزيل تراكم الغبار عن صفحات العمر ، طمأنتها بأنّ كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام .
          ولمّا عانقتني قرب الباب ..عرفتُ متأخّرةً ..بأنّنا نحن من نقتل أحلامنا ، وأمانينا ، وربّما عن غير قصدٍ ...أنا من خنقت حروف أغنية زفاف ابنتي ..ومزّقتُ ثوبها العرائسيّ الأبيض الملكيّ ..من قبل أن ترتديه ...لا هي ..
          -------------------------------------------------

          هذا الاعتراف .. فضيلة كبرى ..

          ...

          الاستاذة إيمان الدرع

          قصة رائعة
          محبوكة بشكل بديع
          قراءتها تستدعي صوراً ذهنية واضحة متتابعة بتسلسل محكم،
          كأنها عمل متلفز ..

          أهنئكِ عليها

          تحياتي

          الأديب القدير : سائد الريّان ..
          زيارتك لمتصفّحي المتواضع ، غمرني بالسعادة ..
          أشكرك زميلي ...
          وأشكر كلّ نسمة تهبّ من فلسطين الحبيبة ..
          لقد جعلتني أحبّ النصّ أكثر ..
          إن كنت تراه على هذا التقييم الذي أطمح إليه ، وأرجو أن أصل ..
          فعلاً أنا دائماً ، وعن غير تخطيطٍ مسبقٍ ، تراني أميل في كتاباتي لتصوير الموقف الشموليّ للحدث ، حتى الدقيق منه ..لإغناء المشهد..
          أهديك أطيب الأمنيات ...والتحيّات أخي سائد ..

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • فاطمة يوسف عبد الرحيم
            أديب وكاتب
            • 03-02-2011
            • 413

            #20
            ..بأنّنا نحن من نقتل أحلامنا ، وأمانينا ، وربّما عن غير قصدٍ ...أنا من خنقت حروف أغنية زفاف ابنتي .. أنا من أوقفتُ موكب عرسها ، ومزّقتُ ثوبها الأبيض الملكيّ ..من قبل أن ترتديه ... أنا ...لا هي ..

            قصة متميزة بمزيج من المشاعر الصادقة وقصة حب حقيقية انتصرت على رغبات الآخرين وقناعاتهم ، ليتنا نفهم أولادنا ونتنازل عن عنادنا ونتقبل رغباتهم ونحاكيهم بلغة زمانهم .. أسلوب رقيق يستنطق مشاعر رهيفة رائعة يا أيمان


            </i>

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
              الأم كانت تحلم بثوب الزفاف الأبيض .. حق شرعي لأي أم .. و الأبنة كانت تحلم بعيني حبيبها الذي صار أبو إبنها فيما بعد .. مفارقة جميلة تكشف أننا بأفكارنا نعيش بعوالم مختلفة فيما بيننا .. و إنما يعود ويجمعنا الحنين .. و خصوصا السر الإلهي الموجود بين الأم وأبناؤها و بناتها ..
              كم من زفاف أسطوري حضرناه فيه بزخ وترف و مطرب خمس نجوم .. و بعد أقل من سنة صدمنا بنبأ الطلاق و لأسباب تافهة ! و كم من فتاة غادرت منزل والدها بالثوب الأبيض وردة و زنبقة تسحر العيون ! و ذبلت رويدا رويدا عند الزوج المرغوب من الأهل ..
              ما عادت مظاهر الفرح ولا الثوب الأبيض هي المعيار ..
              و أعود لهذه الرائعة التي أتحفتنا بها اليوم .. مهما وصفتها لا أفيها حقها .. الدقة في رسم الخلجات و المشاعر .. لقد جعلت للكلمات نبض و صار شخوص قصتك هاهنا بيننا
              حبيبتي و أستاذتي .. فخورة أنا بك .. فخور والدنا رحمه الله بإبنته المحببة إلى قلبه و التي نالت من الرضا ما يكفيها لتكون معززة محفوظة برعاية الله لكل عمرها المديد إنشاء الله .. تقديري .. محبتي .. وقبلة لجبينك المشرق ..
              صدقتِ حبيبتي بيان ..
              لم يكن المظهر الصّاخب المبهرج يوماً ، انعكاساً لحقيقة الذات ..، أو مقياساً للسعادة ...
              عندما يأتي ذلك التوصيف من إنسانةٍ رائعةٍ مثلك تؤمن بما تقول ...أعرف مقدار صدقها ، وتقنعني على الفور بأنّ ما تقوله عين الصّواب ..
              فأنت يا قرّة عيني ، قدّر الله لك ، وبحمده ، أن تجولي معظم بلدان العالم الهند / فرنسا / انكلترا / إيطاليا / ..و..و ..إضافة لدول كثيرة عربيّة ..
              ومنحك ممّا تستحقّينه الشيء الكثير ،ألف شكرٍ له ..
              ولكنك لم تبتعدي يوماً عن جذورك ، عن أهلك ، عن تراب أرضك ..
              أذكر يوماً ونحن نجلس على ضفّة بردى ..على كراس ٍخشبيّةٍ عتيقةٍ تحت شادرٍ ، في عين الفيجة ..:
              قلتِ لي : إيمان ..لو درت الدنيا كلّها ، لن أجد أحلى من هذا المكان ، ولن أستبدله بقصور الكون ..
              وتصل إليّ عند اتصالك، لهفتك إلى حارات الشّام العتيقة ، وأسواقها ، ورائحة البهارات في البزوريّة ، ومقامات الأولياء ، والجامع الأمويّ ، ومطعم النارنجة
              الذي تتعانق أمامه المئذنة ، وجرس الكنيسة ، وبيت جبري ، وبيت ستّي ..والأزقّة الضيّقة التي تفوح منها عطر الدمشقيّين وياسمينهم..
              وكم طلبتِ مني ياروح أختكِ، لما كنت أحتفي بقدومكِ وزوجكِ من دبي ، أن أتخفّف من تعداد الأصناف ، لتضعي شيئاً من مؤونة البيت من زيتون ، وجبنٍ ، ومكدوس
              معربة عن متعتك بهذا المذاق البيتيّ الذي لا يضاهيه طعم آخر ..
              من أجل هذا غاليتي أوقن بنقاء روحك لأنها ذهبيّة التكوين ، لم تلوّثها دماء الحضارة الزّائفة ، وبقيت على الأصالة التي زرعها بنا الوالد رحمه الله .
              فخورة بك أنا بيان ...وسعيدة بأنّ ثمّة أشياء في الحياة تستحقّ أن أعيش من أجلها ...أوّلها وجودك قربي بهذه القوّة الرّوحيّة ..أختي وابنتي ..
              أشكر الله يا قارئتي الأولى أني ما زلت أقدّم لك من النصوص ما يستدعي دهشتك التي أحبها ، في التماع عينيك الذكيّتين ..
              إليك أهدي أطيب الأماني ...والقبلات لوجنتيك ...تسلمي لي بياااااااان.

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                ولمّا عانقتني قرب الباب ..عرفتُ متأخّرةً ..بأنّنا نحن من نقتل أحلامنا ، وأمانينا ، وربّما عن غير قصدٍ ...أنا من خنقت حروف أغنية زفاف ابنتي .. أنا من أوقفتُ موكب عرسها ، ومزّقتُ ثوبها الأبيض الملكيّ ..من قبل أن ترتديه ... أنا ...لا هي

                الله عليك يا إيمان
                انتابني مزيج من الألم والفرح وأنا أقرأ هذه السطور وما بينها
                في مجتمعنا الشرقي نخضع لعواطفنا تقودنا لممارسة القسوة حتى على فلذات أكبادنا
                ورغم قسوته إلا أنني مازلت أؤمن به وبحميميته نابذاً كل المعتقدات التي تدعو للإنكماش والتقوقع
                ليس من أحد منا لم يمارس عليه بعض مفاهيم ومعتقدات موروثة في مجتمعاتنا الشرقية
                وربما تعرضنا لإنكسارات عديدة كفقدنا لزهرة غالية من حديقتنا بذات الطريقة
                لكن الحياة لا بد أن تستمر ونتقبل بعض الخسائر طالما الأمر لم يتعد الخطوط الحمراء
                القسوة تنفع أحياناً لكن التشدد كثيراً وعدم مراعاة تطلعات ورغبات الآخرين وخاصة من نحبهم هو جريمة
                قصة من الواقع اقتربت منا جميعاً
                ألف شكر وتحية لك أختي العزيزة إيمان
                يعجبني في مداخلاتك أخي فايز واقعيّتها
                ومكاشفتها لأسقام الحياة التي نعيشها
                نعم كلّنا عانينا بمقدارٍ متفاوتٍ هذه المفاهيم المتعلّقة بالعادات ، والتقاليد .
                ولكن أصعب تلك الممارسات على الإطلاق
                التدّخل في الأمور المصيريّة التي تتعلّق بالزواج
                أو تحديد الرغبة في الدراسة بشكلٍ مغايرٍ
                طمعاً في التفاخر بين الأقارب .. بالشهادات العليا
                وغيرها الكثير
                وكأنّ الأولاد واجهة اجتماعيّة ، تكمل إطار المنزل كما يراه الآباء.
                أشكرك فايز على رأيك الذي أنتظره باستمرار ..لأتابع كما ينبغي ..
                ولكن ...أخبرني !!!أما زلتَ تقترب من البحر ، تنتظر ما يلفظ من هدايا ..وخاصّة قارورة ما ...؟؟؟؟ه
                أهديك أحلى أمنياتي ....وتحيّاتي ..

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • إيمان الدرع
                  نائب ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3576

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                  طلّي بالأبيض طلّي ، يا زهرة نيسان

                  طلّي يا حلوة وهلّي بها الوجه الريّان

                  وأميرك ماسك ايديك، وقلوب الكلّ حواليك
                  والحبّ يشتّي عليك ورد وبيلسان


                  صلة ما تربط بين الأعمال الأخيرة لك سيدتي ، صلة لم تكن اللغة ، التى عهدناك تمتلكينها ، و لا الجرأة التى تمتطين مهرها جامحا منذ أول الأعمال التى وضعت هنا ، و إلى آخر ما كان ، و لا كانت تلك الفورة التى تنتابك حين تخوضين فى عمل من الأعمال .. إنها صلة من نوع فريد ، ربما لمستها فى قصتك الرائعة ( أسمر يا إسمراني ) و أيضا ( يا ثوبها ) التى فجرت فيها ، و من خلالها الكثير و الكثير من الحميمية ، التى يمر عليها الكثير من الكتاب مرور العابر ، اللهم إن كان واثقا من حديثه ، متلفلفا به حد التمازج .. فما تكون تلك التى أنبتت حقول السحر بين نبضات لغتك الآسرة ، فى تلك المقطوعة ، التى تشبه موشحا أندليسيا موقعا ، نسمعه و نحن نردده ، ونتمايل على لزمته ، و حناجر همسنا تردد : الله
                  إنها تلك اللمسة السحرية ، فى موقفية الكاتب ، و التى ساقته منذ أول نقطة على سطر العمل ، إلى آخر نقطة ترقيم أغلقته .. لننظر معك سيدتي إلى ختام اللحن ، فى الأعمال الثلاث التى ذكرت ، سنلمس شكلا من أشكال النزيف ، و الألم ، الذى لم يخرج بمعزل عن المتن أو عن الكاتبة ، و كأنها تفجر كل طاقاتها اللحنية ، و اللغوية ، و الإنسانية ، و المعرفية ، في تلك الخواتم .. نهاية البائعة - تلك المجنون التى تأكل المدينة من عمل وكد يدها ، حين تلفظ أنفاسها ، و نرى بسمتها تغيب ، وهى تردد لحنها الخاص ، الذى كان عنوانا لحياتها كما كان عنوانا لقصتها ( أسمر يا إسمراني ...... )
                  و فى قصتك الثانية كانت نهاية تلك التى خانت ، بين يدي رجلها ، تؤدي رقصة الموت ، و آخر نبضات كائن بشري ، لتشهده على جملة الختام فى مأساتها ، دون أن تبرر ، أو تبذل محاولة أخيرة لانقاذ سمعتها المفتضة ( ياثوبها ) و هنا .. فى ثالثة الروائع أشهد معكم تلك الخاتمة ، التى لم تأتي عفوا ، و لا قسرا ، بل جاءت بميزان حساس ، قادر على شحن اللحظة بكميات من الحنين ، و القسوة معا ، و من خلال لحن شجي واحد :"مرّ أسبوعٌ على وجودي في بيت رجلٍ كنت أكرهه ..
                  وعندما هممْتُ بمغادرة المكان ، وقد تماثلتْ حبيبتي للشفاء ، استحلفتني عيناها أن يحدث شيء يزيل تراكم الغبار عن صفحات العمر ، طمأنتها بأنّ كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام .
                  ولمّا عانقتني قرب الباب ..عرفتُ متأخّرةً ..بأنّنا نحن من نقتل أحلامنا ، وأمانينا ، وربّما عن غير قصدٍ ...أنا من خنقت حروف أغنية زفاف ابنتي .. أنا من أوقفتُ موكب عرسها ، ومزّقتُ ثوبها الأبيض الملكيّ ..من قبل أن ترتديه ... أنا ...لا هي .
                  تسقط كل المزاعم ، و الزائف الذى حال بينهم و بين تلك الآبقة المحبة فى مشهد أسري ، لا تقدمه إلا أم ، عاشت ، تلك اللحظات ، و إن اختلف الموقف و شكل المحنة ، لكن المشهد لم يختلف ، فى تبنيه الصدق ، و الحرص عليه ، حتى النهاية !
                  لتنقلب الكراهية سيلا من أشواق و حنين ، و خوف .. أقول لك و لهم سيدتي : أن الدمعة تفجرت هنا سيلا ، بقدر ما أعطيت هذا اللقاء من روحك السامية ، فكانت شاهدا و مشهودا ، ورؤية من أنصع ما يمكن أن أراه بعين الحقيقة !
                  أدري أنك تخوضين فى الواقعية حد الاغراق ، و لا تحيدين عنها ، تعطينها ، فتعطيك ، و تحاولينها كل مرة ، بشكل و مذاق مختلف .. و أغلب ظني أنك سوف تأتين بها المرة القادمة بثوب جديد إطلاقا .. فقد رأيت ملامح القادم من أعمالك !
                  هنيئا لنا بك كاتبة رائعة مدهشة ، و إنسانة راقية لأبلغ حدود الرقي !
                  أستاذي ربيع :
                  سطورك الرائعة ، كتبت بماء الينابيع ، بحفيف الشجر ..بزرقة لون البحر ..
                  ولولا ذلك ...لما أحسستُ الآن بهذه السّعادة ..
                  بعد أن قرأت مداخلتك مرّات عديدة ..
                  أشحن روحي التي أذبلتها الظروف الخانقة ، وما أبقتْ ..
                  بأفقٍ جديدٍ ...أفتح وريقاتي البيضاء ...أملأ مساحاتها ، أرسم عليها وجوهاً لأبطال قصصي القادمة ..
                  وعيني تنظر إلى السّماء ...
                  أشكرك ربيع منبرنا ..
                  أثمّن ما صغته هنا ...وهناك ...وفي كلّ ركنٍ لامس حروفك البهيّة ..
                  لاحُرمتك ، أهديك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..

                  تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                  تعليق

                  • إيمان الدرع
                    نائب ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3576

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
                    ايمان ياصاحبة القلم الندي
                    آثرت شجوني نعم الام ترتدية قبل إبنتها
                    فأنا الام وهي القادمة من وجع الام
                    فستان ابيض بيدها اميرها تحتض قلب أمُ
                    قصتك فجرت وجعا لإسقط في شجون اللحظة
                    هل تُكتب الدمعة هنا .. لا
                    سأغني فقط
                    طلّي بالأبيض طلّي ، يا زهرة نيسان
                    طلّي يا حلوة وهلّي بها الوجه الريّان
                    وأميرك ماسك ايديك، وقلوب الكلّ حواليك
                    والحبّ يشتّي عليك ورد وبيلسان
                    اتوقف هنا فكل حروفك جمال
                    كنت بحرفك اسكب الوجع
                    كل المحبة لك
                    سحر الحبيبة :
                    يامن تحمل في جنباتها ، أجمل روح
                    وأعذب ضحكة ..
                    سلامة قلبك الشفّاف من الشّجن ...
                    أريد منك أن تغنّي فقط ..وتبتهجي ..وتُبقي على حسّك الفكاهي الرائع ..
                    وزغردي ...فاليوم عرس ابنك / جعله الله يوم السعد والبركة / ألف مبروك ..تحيّاتي

                    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                    تعليق

                    • إيمان الدرع
                      نائب ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3576

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة يوسف عبد الرحيم مشاهدة المشاركة
                      ..بأنّنا نحن من نقتل أحلامنا ، وأمانينا ، وربّما عن غير قصدٍ ...أنا من خنقت حروف أغنية زفاف ابنتي .. أنا من أوقفتُ موكب عرسها ، ومزّقتُ ثوبها الأبيض الملكيّ ..من قبل أن ترتديه ... أنا ...لا هي ..

                      قصة متميزة بمزيج من المشاعر الصادقة وقصة حب حقيقية انتصرت على رغبات الآخرين وقناعاتهم ، ليتنا نفهم أولادنا ونتنازل عن عنادنا ونتقبل رغباتهم ونحاكيهم بلغة زمانهم .. أسلوب رقيق يستنطق مشاعر رهيفة رائعة يا أيمان


                      </i>
                      بل أنت الرائعة غاليتي فاطمة :
                      كلّ ما كتبته ينبي عن سعة أفقك ، ومنطقّية تفكيرك ..
                      نعم أختي العزيزة
                      أولادنا أمانة في أعناقنا ..
                      فلنحسن صونها ... ورعايتها
                      إلى أن نصل بهم إلى برّ الأمان ..
                      أشكر حضورك ، أيتها المربيّة الراقية ..
                      لقد أشعرني بقيمة ما أكتب ..
                      أهديك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..

                      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                      تعليق

                      • ريم سلطان
                        عضو الملتقى
                        • 23-03-2011
                        • 18

                        #26
                        حبك رائع سلم خيالك يا ايمان

                        رائعة حروفك


                        ريم

                        تعليق

                        • نبيه أبو غانم
                          أديب وكاتب
                          • 26-05-2010
                          • 94

                          #27
                          تفطّر قلبي ألماً ، وكدتُ أرتمي فوقها ، لأحيلها جنيناً من جديدٍ ،يعشّش بين أوردتي
                          هذه الكلمات اختزلت كل معاني الحب والحنان على مر العصور، فهمشتها وقزمتها أمام عملقة التعبير هنا.
                          قصة واقعية تحدث يومياً في مجتمع ذلَ أمام جبروت المال والجاه.
                          قرأتها مرات، وفي كل مرة كنت أجد متعة مختلفة عن سابقتها، فتوصيف الأحداث رائع وسرد متقن، لا يتفنن به إلا كل أديب أريب.
                          أختي إيمان شكراً لكِ على كل ما تقدميه وستقدميه بوركتِ.
                          دمتِ بخير ولك أزكى تحية.

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة ريم سلطان مشاهدة المشاركة
                            حبك رائع سلم خيالك يا ايمان

                            رائعة حروفك


                            ريم
                            غاليتي ريم :
                            أترى هل أستطيع أن أعبّر لك عن فرحتي بمرورك النديّ
                            على سطوري التي أورقت بك ..؟؟
                            حضورك مدهش
                            كما روحك الحلوة أختي ريم ..
                            أشكرك على امتداد سعادتي بك ..
                            أهديك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • إيمان الدرع
                              نائب ملتقى القصة
                              • 09-02-2010
                              • 3576

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة نبيه أبو غانم مشاهدة المشاركة
                              تفطّر قلبي ألماً ، وكدتُ أرتمي فوقها ، لأحيلها جنيناً من جديدٍ ،يعشّش بين أوردتي
                              هذه الكلمات اختزلت كل معاني الحب والحنان على مر العصور، فهمشتها وقزمتها أمام عملقة التعبير هنا.
                              قصة واقعية تحدث يومياً في مجتمع ذلَ أمام جبروت المال والجاه.
                              قرأتها مرات، وفي كل مرة كنت أجد متعة مختلفة عن سابقتها، فتوصيف الأحداث رائع وسرد متقن، لا يتفنن به إلا كل أديب أريب.
                              أختي إيمان شكراً لكِ على كل ما تقدميه وستقدميه بوركتِ.
                              دمتِ بخير ولك أزكى تحية.
                              ما ذكرته بعض ما عندك أخي نبيه ..
                              كيف أشكرك زميلي الغالي ..؟؟
                              فرحتي بحضورك
                              من الصّعب أن تحاط بسطورٍ تقيّدها ..
                              أحمد الله كثيراً أن وجدت النصّ على هذا النحو الذي رأيته ..
                              فأنت تعلم رأيك الهام عندي ...ما يعني لي ..
                              إليكم يامنبت الرجولة ، والعروبة ...يا أهل الشهامة والتاريخ العريق
                              يا من تسكنون سفح جبل الريّان ...
                              أهديكم أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..
                              بلّغهم أخي نبيه عني هذا السلام الكبير ..أمانة ..

                              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                              تعليق

                              • نبيه أبو غانم
                                أديب وكاتب
                                • 26-05-2010
                                • 94

                                #30
                                إليكم يامنبت الرجولة ، والعروبة ...يا أهل الشهامة والتاريخ العريق
                                يا من تسكنون سفح جبل الريّان ...
                                أهديكم أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..
                                بلّغهم أخي نبيه عني هذا السلام الكبير ..أمانة ..


                                لساني يعجز عن الكلام بعد هذا القول.
                                شكراً لكِ من القلب
                                ويالتأكيد سيصل سلامك
                                أختي إيمان أرجو منك تفقد بريد الياهو.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X