جامع الزيتونة المعمور..
منارة للعلم والمعرفة على مر العصور
منارة للعلم والمعرفة على مر العصور


تنار المساجد ويؤمها الصغار والكبار للصلاة وحلقات الذكر.
شهر رمضان الكريم له مكانة متميزة في تونس، فالشعب التونسي من أكثر الشعوب الإسلامية احتفاء بهذا الشهر المعظم. وهو من الأشهر التي تحسب في الاعتبار الشعبي من المواسم المقدّسة، لا بالمعنى التقليدي لكلمة موسم، لكن بالمعنى العميق الذي يعني الاحتفال به، والاحتفاء بشعائره، والاستعداد المبكر لذلك.
"عقبة ابن نافع" بالقيروان
لهذا ترى العائلات التونسية تستعد لشهر رمضان منذ فترة طويلة قبل حلوله، من الناحيتين الدينية والمادية، فالأب يبدأ في تدبر أمر الميزانية مسبقا، لأن رمضان بالنسبة إليه هو شهر عظيم يقتضي منه الانقطاع للصلاة والعبادة أكثر من أشهر الأخرى، ولا بد لذلك أن يكون هذا التفرّغ غير مشوب بالضغوط المادية، فلا شيء خلال شهر الصيام يحول دون زيادة تعميق المسلم التونسي لإيمانه وممارسة شعائر القربى من الله عز وجل.
"الرياض" بحي النصر
لهذا فإن المساجد التي ازداد انتشارها خلال السنوات القليلة الماضية، في كل المدن والقرى والأرياف تعرف كل يوم وكل ليلة حركية غير عادية خلال رمضان. عند انتهاء الدوام الرسمي للعمل الإداري اليومي يحث مئات الآلاف من المواطنين الخطى إلى المساجد والجوامع لا فقط لأداء صلوات العصر، بل كذلك للمشاركة في حلقات الذكر والدروس الدينية التي تتواصل يوميا في كل بيوت الله قبل وبعد صلاة العصر وصلاة المغرب. وهي حلقات لا يشارك فيها الرجال فقط بل كذلك الأطفال والشبان حول أيمة ورجال دين، يقدمون دروسا حول مواضيع دينية وحياتية شرعية شتى، تجري حوارات في صيغ تساؤلات وإجابات شرعية وفقهية حول مسائل دينية تتصل بحياة المسلم وممارسة دينه الحنيف وعلاقته بخالقه، ما يزيد من تعميق القيم والمبادئ الدينية في عقله وروحه ويثبت الإيمان بالله وبرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم.
جامع القيروان
على أن هذه الحلقات والدروس عادة ما تتواصل حتى صلاة المغرب التي تقترن ببروز ظاهرة المد التضامني بين الناس في تونس، ذلك أن رواد حلقات الذكر والدروس يواصلون البقاء في المساجد للذكر والتعبد وتلاوة القرآن حتى أداء المغرب، فلا يعودون إلى منازلهم إلا بعد الصلاة. لهذا ترى الكثيرين ممن يسكنون في محيط الجوامع والمساجد، وحتى الأباعد منهم، يقبلون على بيوت الله قبيل الصلاة، ليقدموا للمصلين ما تيسر من الطعام للإفطار به قبيل الصلاة وبعدها مباشرة.
سوسة
وعادة ما يوفرون لهم الحليب والتمر، على أن التعبّد يتواصل ايضا بعد صلاة العشاء لمباشرة صلاة التراويح التي تشهد إقبالا كبيرا جدا طوال شهر الصيام إذ تمتلئ المساجد بالمصلين كل ليلة، لأن هذه الصلاة أصبحت من العلامات المميزة لشهر رمضان في تونس. فرغم أنها نافلة من النوافل وسنة إلا أن ما تجده من الإقبال والحرص عليها يكاد يجعلها تبلغ درجة الصلوات المفروضة… حتى أن الأطفال ورغم ظروف الدراسة وفترات الامتحانات فتراهم شديدو الحرص على الصلوات في رمضان، وعلى صلاة التراويح.
هادا جامع في سيدي بو سعيد
كل عام و أنتم بخير
~~ سليمى ~~
تعليق