سبحانك الحي أبدًا ( إلي رؤساء و ملوك الزمن القبيح )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    سبحانك الحي أبدًا ( إلي رؤساء و ملوك الزمن القبيح )

    سبحانك الحي أبدا


    ( إلي رؤساء و ملوك الزمن القبيح )


    تحقق حلمُه بزيارة معجزة المدائن في عصره ، في يوم كلّلته السماءُ بغيمةٍ حزينة ، ألقتْ بظلالها على الناس ، و البيوت ، و الشجر ، و الطير في الفضاء .
    في أكبر ميادينها كانت جنازةٌ ضخمة ، تتحركُ على بساطٍ من الذهب و الفضة ، الدروع ، النياشين ، و الأحجار الكريمة ، يمتد من قصرِ عظيمها حتى مقابرِ المدينة .
    يحمل نعشَ ميتها أطباءٌ .. فقط أطباءٌ بزيّهم المميز ، و على الجانبين شعبٌ غفيرٌ يئنُّ على دقات الرحيل الموجع ، بينما ذراعا صاحبها يطلان عاريين ، يترنحان في استرخاء و سلام .
    غريبا تائها يتحرك ، مخطوف الوجه و اللون . حجم الجنازة يفشي عظمة صاحبها ، وشك يرهص المخيلة ، فهذه عاصمة الدنيا ، شرقها و غربها ، فكيف على رقاب رجال ، في بلد الفرسان ، و الخيول الطائرة ، و الجند المسومة ، يرحل العظماء ؟
    ألح على عين باكية ، ريه بملح معرفتها ، لغرابة ما يرى .
    وحين انقشع الضباب عن رأسه و عينيه :" هذا الاسكندر الأكبر ، وهذه وصيته لرحيله " ، لم يتمالك دهشة و عجبا ، بل خر ساجدا صارخا :" سبحانك الحي أبدا ".
    ظل ملقىً فى بلد الحزن ، حتى تخطفته الطير ، وكفنته !
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 17-08-2011, 17:43.
    sigpic
  • سائد ريان
    رئيس ملتقى فرعي
    • 01-09-2010
    • 1883

    #2

    --------------------------------------
    من بعد إذنكم يا أستاذ ربيع
    أشطب هذا الرد وأكتفي بمروري الثاني
    --------------------------------------------------------

    التعديل الأخير تم بواسطة سائد ريان; الساعة 17-08-2011, 08:26.

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      أخي سائد
      رمضان كريم
      هذه جنازة الإسكندر الأكبر !!


      اخر لحظات الملك الحكيم (الاسكندر)

      وغالباً ما يستشهدالزاهدون بالدنيا بوصية الإسكندر المقدوني، ففي أثناء عودته من إحدى المعارك التي حقق فيها انتصاراً كبيراً، وحين وصوله إلى مملكته، اعتلت صحة الإسكندر، ولزم الفراش شهوراً عديدة، وحين حضرت المنية الملك الذي ملك مشارق الأرض ومغاربها وأنشبت أظفارها، أدرك حينها الإسكندر أن انتصاراته وجيشه الجرار وسيفه البتار وجميع ما ملك سوف تذهب أدراج الرياح، ولن تبقى معه أكثر مما بقت، حينها جمع حاشيته وأقرب المقربين إليه، ودعا قائد جيشه المحبب إلى قلبه،
      وقال له: إني سوف أغادر هذه الدنيا قريباً، ولي ثلاث أمنيات. أرجوك أن تحققها لي من دون أي تقصير.
      فاقترب منه القائد وعيناه مغرورقتان بالدموع، وانحنى ليسمع وصية سيده الأخيرة.
      قال الملك:
      وصيتي الأولى: أن لايحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي، ولا أحد غير أطبائي.
      والوصية الثانية: أن يـُنثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلةحياتي
      . والوصية الاخيره-حين ترفعوني على النعش أخرجوا يدي من الكفن، وأبقوهما معلقتين للخارج وهمامفتوحتان.

      حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه، وضمهما إلى صدره،

      ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ، وبدون أي إخلال، إنما هلا أخبرني سيديفي المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث؟

      أخذالملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلاالآن.
      أما بخصوص الوصية الأولى،فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباءالذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه، وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر.
      وأما الوصية الثانية،حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً،وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب.
      وأما الوصيةالثالثة،ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك.

      وكان من آخركلمات الملك قبل موته: أمر بأن لا يـُبنى أي نصب تذكاريعلى قبره، بل طلب أن يكون قبره عادياً، فقط أن تظهر يداه للخارج حتى إذا مر بقبره أحد يرى كيف أن الذي ملك المشرق والمغرب، خرج من الدنيا خالي اليدين
      ..................................
      التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 17-08-2011, 07:00.
      sigpic

      تعليق

      • سائد ريان
        رئيس ملتقى فرعي
        • 01-09-2010
        • 1883

        #4
        أستاذي الفاضل
        الأديب ربيع

        والله وتالله وبالله إنه لدرس فيه عبرة بالغة
        ليس للحكام والملوك فحسب بل لكل حريص عابد للدنيا

        عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

        ----------------------------------------------------------------------------------------------------
        تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة،
        إن أعطي رضي، وإن لم يعطَ سخط،
        تعس وانتكس،
        وإذا شيك فلا انتقش،
        طوبى لعبدٍ آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله
        أشعث رأسه مغبرة قدماه
        إن كان في الحراسة كان في الحراسة،
        وإن كان في الساقة كان في الساقة،
        إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع


        ---------------------------------------------------------------------------
        رواه البخاري

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          وهذا اثبات استاذي ان القائد العظيم
          يبقى كبيرا في حياته وعند مماته,,
          يسلموا على القصة والتفسير الرائع,
          مودتي وتقديري, تحياتي.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • ربان حكيم آل دهمش
            أديب وكاتب
            • 05-12-2009
            • 1024

            #6
            أستاذى الأديب الأريب
            ربيع عقب الباب
            كنت كعادتك الحميدة ألقيت الضوء على بؤرة الحدث
            الجلل وهى مهمتك النبيلة المشهودة لثاقب فكرك الإبداعى ..
            فاتنة وشديدة الأهمية تدعو إلى التفكير والتأمل والعظة
            فى هذه الفترة العصيبة التى تكسرت فيها النصال على النصال
            والله من وراء القصد .
            و ( سبحانك الحى أبدا ً " إلى رؤساء وملوك الزمن القبيح " )
            ولكننا قوم لا يقرأ وربما لا يعى ما يقرأ ,وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ
            بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ...
            فخورا بك سيدى دوما بين الأدباء العرب ..
            حفظك الله .. ورمضان كريم

            مودتى واحترامى

            حكيم آل دهمش .

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سائد ريان مشاهدة المشاركة
              أستاذي الفاضل

              الأديب ربيع

              والله وتالله وبالله إنه لدرس فيه عبرة بالغة
              ليس للحكام والملوك فحسب بل لكل حريص عابد للدنيا

              عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
              قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

              ----------------------------------------------------------------------------------------------------
              تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة،
              إن أعطي رضي، وإن لم يعطَ سخط،
              تعس وانتكس،
              وإذا شيك فلا انتقش،
              طوبى لعبدٍ آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله
              أشعث رأسه مغبرة قدماه
              إن كان في الحراسة كان في الحراسة،
              وإن كان في الساقة كان في الساقة،
              إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع


              ---------------------------------------------------------------------------
              رواه البخاري
              شكرا لمرورك مجددا سيدي
              لولا أنك جنحت بعيدا ما كان هذا الشرح السابق
              و لكن ربما دلني حديثك إلى الغائب هنا
              خالص احترامي و تقديري
              sigpic

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                موعظة من ذهب و عبرة لمن يعتبر..
                زادها جمالا أسلوبك المتفرّد في القص ..و لغتك ..
                أعجبني وصفك لهذا الزمن و لو أن كل القبح في البشر ..
                تحيّتي و تقديري أستاذ ربيع.
                التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 17-08-2011, 16:09.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                  وهذا اثبات استاذي ان القائد العظيم
                  يبقى كبيرا في حياته وعند مماته,,
                  يسلموا على القصة والتفسير الرائع,
                  مودتي وتقديري, تحياتي.
                  جئناها بيد بيضاء فارغة
                  و سنخرج منها بنفس اليد
                  بيضاء لا شية فيها .. ربما لا يبقى من حياة عشناها ، وتكبدنا مشاقها إلا ما تركنا من أعمال طيبة
                  و قيم خالدة ، و سيرة عطرة .. أو العكس !
                  هذا عظيم يوصي بما كان لثبت أمر الله ، و ليقل لكل من يأتي بعده .. و ماذا بعد ؟!
                  آه لو أنهم يفهمون .. آه لو أنهم يعون .. لوفروا على شعوبهم الكثير الكثير من الدماء و الأرزاق
                  و السعادات !

                  شكرا لك أستاذة ريما زيارتك الطيبة

                  تقبلي خالص احترامي و تقديري
                  sigpic

                  تعليق

                  • مالكة حبرشيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 28-03-2011
                    • 4544

                    #10
                    من كان صلبا في عقيدته
                    عزيزا في ايمانه
                    متساميا في احاسيسه
                    فياضا بالهدى
                    فانه يجوب الارض باقدام ثابثة
                    لكنها لاتنس الله ابدا
                    ارجو ان تكون قصة الملك عبرة
                    لمن عاش حياته لا يهتم ولا يعتبر
                    ويدرك ان العبودية الحقة لفاطر السماوات والارضين
                    وكل ما سواه هباء

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ربان حكيم آل دهمش مشاهدة المشاركة
                      أستاذى الأديب الأريب
                      ربيع عقب الباب
                      كنت كعادتك الحميدة ألقيت الضوء على بؤرة الحدث
                      الجلل وهى مهمتك النبيلة المشهودة لثاقب فكرك الإبداعى ..
                      فاتنة وشديدة الأهمية تدعو إلى التفكير والتأمل والعظة
                      فى هذه الفترة العصيبة التى تكسرت فيها النصال على النصال
                      والله من وراء القصد .
                      و ( سبحانك الحى أبدا ً " إلى رؤساء وملوك الزمن القبيح " )
                      ولكننا قوم لا يقرأ وربما لا يعى ما يقرأ ,وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ
                      بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ...
                      فخورا بك سيدى دوما بين الأدباء العرب ..
                      حفظك الله .. ورمضان كريم

                      مودتى واحترامى

                      حكيم آل دهمش .
                      حكيم الجميل
                      لزيارتك دوما طابع مميز
                      و بهاء خاص
                      و بهجة تملأ النفس حبا فى حرفك الأنيق
                      و نفسك الكريمة !
                      شكرا لك كثيرا على المرور و الكتابة
                      لا حرمت منك أخي الجميل

                      تقديري و احترامي
                      و كل عام و أنت بكل الخير و السعادة
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                        موعظة من ذهب و عبرة لمن يعتبر..
                        زادها جمالا أسلوبك المتفرّد في القص ..و لغتك ..
                        أعجبني وصفك لهذا الزمن و لو أن كل القبح في البشر ..
                        تحيّتي و تقديري أستاذ ربيع.
                        شكرا لمرورك الكريم أستاذة ( آسيا )
                        بالتأكيد القبح فى البشر ، و لكن طغيانه لا يكون إلا حيث يكون الطغاة و القتلة و السراق !
                        كانت لقطة شدتني بقوة أنها كانت للاسكندر الأكبر الذي قيل أنه ( ذو القرنين ) الذى جاء ذكره فى القرآن الكريم !

                        تقديري و احترامي
                        sigpic

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
                          من كان صلبا في عقيدته
                          عزيزا في ايمانه
                          متساميا في احاسيسه
                          فياضا بالهدى
                          فانه يجوب الارض باقدام ثابثة
                          لكنها لاتنس الله ابدا
                          ارجو ان تكون قصة الملك عبرة
                          لمن عاش حياته لا يهتم ولا يعتبر
                          ويدرك ان العبودية الحقة لفاطر السماوات والارضين
                          وكل ما سواه هباء
                          كلهم يدرك هذا
                          كلهم يعي أمر النهاية و ما تعني
                          و لكن الدنيا تستهوي حتى الرؤساء و الملوك
                          كلهم يطمع فى الزيادة
                          فى الأبدية
                          وكأن الدنيا دانت لهم ، يعون و لا ينكرون ... و لكن !!

                          شكرا لمرورك و حديثك أستاذة ( مالكة )

                          تقديري و احترامي
                          sigpic

                          تعليق

                          • بسمة الصيادي
                            مشرفة ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3185

                            #14
                            لم أكن على علم بوصايا الإسكندر الأكبر
                            وها أنا أغترف الحكمة من وعاء ذهبي
                            جميلة الأسلوب عظيمة العبر
                            شكرا لك سيدي
                            تحياتي
                            في انتظار ..هدية من السماء!!

                            تعليق

                            يعمل...
                            X