جوابُ أبي الأمير لأبي دُوهان الذُّهليّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. وسام البكري
    أديب وكاتب
    • 21-03-2008
    • 2866

    جوابُ أبي الأمير لأبي دُوهان الذُّهليّ

    [align=center]جوابُ أبي الأمير لأبي دُوهان الذُّهليّ[/align]
    [align=right]وبعدُ . . .[/align]
    فالحمدُ لله الذي جَعلَني أباً للأمير بـ (لا جبرَ ولا تفويض)، وأَوكَلَ إليَّ حياتي؛ فما أذنبتُه فَعَلَيَّ، وما أذنبَهُ الآخرون فَعَليهم؛ ولكنْ ما عهدُك بِمَنْ غرِقَ في المعاصي ولم يَؤُبْ عن غيِّه، ولم يَعُد إلى رُشدِه بشهادة الخلّص من إخوانِه!! وثقاته!!؟.
    ليس من شأني أنْ أُعرِّفَ الآخرين بذنوبهم، ولا بما لم يكفرْهُ الكافرونَ من قبلُ؛ فإنّ لي نصيباً منها، ولكنّي لا أرضى أن يُصبح من حولي في ليلة وضحاها من الأنبياء والأوصياء، وأُصبحَ أنا من الذين حَقَّتْ عليهم كلمة العذاب الأليم.
    ما كان ضرّك لو أَّنَّك ابتدأتَ كتابَك بلا هَمزٍ ولا نَبْزٍ؟!، فَلَم تَحْمِد الله، ولم تكن صالحاً شأنَك؛ فلا الأحوال ولا الصّفات، قد شابَهَتِ الأسماءَ والكنى!!.
    [align=center]ما هكذا تُورَدُ يا سعدُ الإبل!![/align]
    إنَّ الحقَّ لَيجرفَ الباطلَ بِسَيْلِهِ، ولا يَفتكُ صاحبَه بسَيفِه؛ فإذا ما عدَدتَني مُعتدياً ظُلماً وجَوراً، من دون عُذر ولا ذَنْب، فتَذَكَّرْ ـ ولا أَزيدُكَ عِلمَاً ـ كم أوجَعَتْني الضَّرباتُ منه ومن غيره؛ ولكنَّني كنتُ اُردّد دائماً:
    [align=center]إنَّ الإناءَ ينضحُ بما فيه[/align]
    ثم أصبحتُ أُشفقُ على غيري (من نفسه ومن غيره)، وصرتُ أُشفِقُ على مَن يُسْرَحُ به، وعلى مَن يُرَدَّدُ فيه قول الشاعر:

    [poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    قد قيلَ ما قيلَ إنْ صِدقاً وإنْ كذِبا = فما اعتذارُكَ من قولٍ إذا قيلا[/poem]

    وأمّا ما وَرَدَ في كتابِكَ من التّحذير والتّذكير، والتّرهيب والتّرغيب، فجوابه: أنّي سئمتُ ممّن يؤلّف السيناريوهات والأفلام لأتْفَهِ الأسباب، حتى لو أدّى كشفُها إلى الوقوع في المحذور من العواقب، وسئمتُ ممّن أضاعنا في دوّامة هذا وذاك من الوعود التي لا يعقلُها إلا مَن هو مجنونٌ مَأفون، فكلّما تَراءَت لنا أنواراً في لُجّتنا، قال: فُزتُم وربّ الكعبة، فأنتم نِعْمَ النّخبة، ونِعْمَ العَدَد والعُدّة، فكُلوا واشرَبوا ـ هنيئاً مَريئاً.
    تبَّاً له ولأعوانه، أَهيَ اللُّقَيّماتُ التي يقتاتُ عليها المُتطفّلون؟!!!. فتبّاً للجاهل الذي اتّخَذَنا غَرَضَاً يغترضُ به لنفسه، فإذا ما تَسلّطَ وتَسَلْطَنَ أدارَ ظهرَ المِجَنّ لغيرِه، وأوقعَ الضحيّةَ في ما أغراها، وأجهزَ بأبواقه عليها، فلا تقومُ لها قائمة، والعياذُ باللهِ من الشّيطانِ الرجيم.
    وسئمتُ .... وسئمتُ .... وسئمتُ .... إنّ الحديث لَيَطول ويَطول، وهو ذو شجون. أَعانكَ اللهُ (أقولُها مُتحفّظاً؛ لأنَّنا جميعاً شُركاءُ في ما قُلناهُ ونِلناه، وفي ما صنعناهُ وتَبِعناه) فافهمْ ذلك وتَثَبَّتْ.
    عُذراً؛ أنا مُنسَحِبٌ من كلّ شيء، وأُبعِدُ نفسي عنكم، وأُبعِدُكم عني؛ فعسى يكون يوماً نجدُ فيه النفوسَ قد صَفَتْ، والنّيّات فيه قد صَدَقَتْ، والمصالح المشتركة قد التَقَتْ.
    [align=center]والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/align]


    عزيزي المشرف على قسم الرسالة الأدبية
    تحية طيبة
    أسمح لكم بنقل رسالتي هذه إلى موضع آخر أو حذفها في حالة إخلالها بالشروط، لأني أجد أن العملية الإبداعية في النص المقدّم ما زالت بعيدة، ولقد أغمضتُ دلالاتها وظروفها عن المتلقي لأنها ذات أحداث حقيقية، وأنتَ أعرَف مني بهذا النوع من الرسائل الذي له صلة جزئية بفن (المقامة) لو أُضيفت إليه شخوص وأحداث، أو يُطوَّر المقطع الخاص بالتطفّل على الموائد لأفراد يعتاشون على موائد السياسيين. أما لماذا نشرتها ؟ نشرتها لأتعرّف على عيوب أسلوبها، فأستفيد من كل قارئ، وآسف جداً أنها خالية من العواطف فالأمر برمّته ـ كما يقولون ـ تحت التنمية والتطوير !!!.
    ولك مني كل الود والاحترام
    د. وسام البكري
  • عبدالله حسين كراز
    أديب وكاتب
    • 24-05-2007
    • 584

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
    [align=center]جوابُ أبي الأمير لأبي دُوهان الذُّهليّ[/align]
    [align=right]وبعدُ . . .[/align]
    فالحمدُ لله الذي جَعلَني أباً للأمير بـ (لا جبرَ ولا تفويض)، وأَوكَلَ إليَّ حياتي؛ فما أذنبتُه فَعَلَيَّ، وما أذنبَهُ الآخرون فَعَليهم؛ ولكنْ ما عهدُك بِمَنْ غرِقَ في المعاصي ولم يَؤُبْ عن غيِّه، ولم يَعُد إلى رُشدِه بشهادة الخلّص من إخوانِه!! وثقاته!!؟.
    ليس من شأني أنْ أُعرِّفَ الآخرين بذنوبهم، ولا بما لم يكفرْهُ الكافرونَ من قبلُ؛ فإنّ لي نصيباً منها، ولكنّي لا أرضى أن يُصبح من حولي في ليلة وضحاها من الأنبياء والأوصياء، وأُصبحَ أنا من الذين حَقَّتْ عليهم كلمة العذاب الأليم.
    ما كان ضرّك لو أَّنَّك ابتدأتَ كتابَك بلا هَمزٍ ولا نَبْزٍ؟!، فَلَم تَحْمِد الله، ولم تكن صالحاً شأنَك؛ فلا الأحوال ولا الصّفات، قد شابَهَتِ الأسماءَ والكنى!!.
    [align=center]ما هكذا تُورَدُ يا سعدُ الإبل!![/align]
    إنَّ الحقَّ لَيجرفَ الباطلَ بِسَيْلِهِ، ولا يَفتكُ صاحبَه بسَيفِه؛ فإذا ما عدَدتَني مُعتدياً ظُلماً وجَوراً، من دون عُذر ولا ذَنْب، فتَذَكَّرْ ـ ولا أَزيدُكَ عِلمَاً ـ كم أوجَعَتْني الضَّرباتُ منه ومن غيره؛ ولكنَّني كنتُ اُردّد دائماً:
    [align=center]إنَّ الإناءَ ينضحُ بما فيه[/align]
    ثم أصبحتُ أُشفقُ على غيري (من نفسه ومن غيره)، وصرتُ أُشفِقُ على مَن يُسْرَحُ به، وعلى مَن يُرَدَّدُ فيه قول الشاعر:

    [poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    قد قيلَ ما قيلَ إنْ صِدقاً وإنْ كذِبا = فما اعتذارُكَ من قولٍ إذا قيلا[/poem]

    وأمّا ما وَرَدَ في كتابِكَ من التّحذير والتّذكير، والتّرهيب والتّرغيب، فجوابه: أنّي سئمتُ ممّن يؤلّف السيناريوهات والأفلام لأتْفَهِ الأسباب، حتى لو أدّى كشفُها إلى الوقوع في المحذور من العواقب، وسئمتُ ممّن أضاعنا في دوّامة هذا وذاك من الوعود التي لا يعقلُها إلا مَن هو مجنونٌ مَأفون، فكلّما تَراءَت لنا أنواراً في لُجّتنا، قال: فُزتُم وربّ الكعبة، فأنتم نِعْمَ النّخبة، ونِعْمَ العَدَد والعُدّة، فكُلوا واشرَبوا ـ هنيئاً مَريئاً.
    تبَّاً له ولأعوانه، أَهيَ اللُّقَيّماتُ التي يقتاتُ عليها المُتطفّلون؟!!!. فتبّاً للجاهل الذي اتّخَذَنا غَرَضَاً يغترضُ به لنفسه، فإذا ما تَسلّطَ وتَسَلْطَنَ أدارَ ظهرَ المِجَنّ لغيرِه، وأوقعَ الضحيّةَ في ما أغراها، وأجهزَ بأبواقه عليها، فلا تقومُ لها قائمة، والعياذُ باللهِ من الشّيطانِ الرجيم.
    وسئمتُ .... وسئمتُ .... وسئمتُ .... إنّ الحديث لَيَطول ويَطول، وهو ذو شجون. أَعانكَ اللهُ (أقولُها مُتحفّظاً؛ لأنَّنا جميعاً شُركاءُ في ما قُلناهُ ونِلناه، وفي ما صنعناهُ وتَبِعناه) فافهمْ ذلك وتَثَبَّتْ.
    عُذراً؛ أنا مُنسَحِبٌ من كلّ شيء، وأُبعِدُ نفسي عنكم، وأُبعِدُكم عني؛ فعسى يكون يوماً نجدُ فيه النفوسَ قد صَفَتْ، والنّيّات فيه قد صَدَقَتْ، والمصالح المشتركة قد التَقَتْ.
    [align=center]والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/align]


    عزيزي المشرف على قسم الرسالة الأدبية
    تحية طيبة
    أسمح لكم بنقل رسالتي هذه إلى موضع آخر أو حذفها في حالة إخلالها بالشروط، لأني أجد أن العملية الإبداعية في النص المقدّم ما زالت بعيدة، ولقد أغمضتُ دلالاتها وظروفها عن المتلقي لأنها ذات أحداث حقيقية، وأنتَ أعرَف مني بهذا النوع من الرسائل الذي له صلة جزئية بفن (المقامة) لو أُضيفت إليه شخوص وأحداث، أو يُطوَّر المقطع الخاص بالتطفّل على الموائد لأفراد يعتاشون على موائد السياسيين. أما لماذا نشرتها ؟ نشرتها لأتعرّف على عيوب أسلوبها، فأستفيد من كل قارئ، وآسف جداً أنها خالية من العواطف فالأمر برمّته ـ كما يقولون ـ تحت التنمية والتطوير !!!.
    ولك مني كل الود والاحترام
    الأخ الكاتب الأروع/ د. وسام البكري

    طابت كل أوقاتك، وتعطرت حدائق فكرك وحرفك يراعاً ولقاحات نخيل لا تنحني لأحد إلا لله عز وجل.... النص مفعم باجتراراته الرمزية والرؤيوية، وإن أخذ طابع فن المقالة العارضة لفكرة ملحة وثائرة... الاسماء تحمل نتاج معرفة معمقة وواعية وواقعية، رغم محطات بعض الغموض الذي يمكن أن يعجز القارئ عن فهم النص بكل تفاصيله وتلافيفه ومراميه...

    أنت أبدعت في المقالة المرموقة والتي تأبطت واقعيتها مما نرى ونسمع وتقرأ ونحلم به.... حتي في لاوعينا...

    كن بخير وألق

    د. عبدالله حسين كراز
    دكتور عبدالله حسين كراز

    تعليق

    • د. وسام البكري
      أديب وكاتب
      • 21-03-2008
      • 2866

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله حسين كراز مشاهدة المشاركة
      الأخ الكاتب الأروع/ د. وسام البكري

      طابت كل أوقاتك، وتعطرت حدائق فكرك وحرفك يراعاً ولقاحات نخيل لا تنحني لأحد إلا لله عز وجل.... النص مفعم باجتراراته الرمزية والرؤيوية، وإن أخذ طابع فن المقالة العارضة لفكرة ملحة وثائرة... الاسماء تحمل نتاج معرفة معمقة وواعية وواقعية، رغم محطات بعض الغموض الذي يمكن أن يعجز القارئ عن فهم النص بكل تفاصيله وتلافيفه ومراميه...

      أنت أبدعت في المقالة المرموقة والتي تأبطت واقعيتها مما نرى ونسمع وتقرأ ونحلم به.... حتي في لاوعينا...

      كن بخير وألق

      د. عبدالله حسين كراز
      الأستاذ الفاضل د. عبد الله حسين كراز
      تحية ود واعتزاز
      إنه لَيُسعدني أن ألقى هذا التشجيع من أكاديمي ناقد، بارع، يغوص في أسرار النص، فلَعمري أنَّ النص أخذ ((طابع فن المقالة العارضة لفكرة مُلِحَّة وثائرة))، وهذا ما أُؤمن به فعلاً، إذ ليست الانفعالات دائماً تؤدي إلى تحقيق الهدف الأدبي المنشود.
      أسجّل إعجابي بك لتشجيعك لي، مع الإشارة النقدية البارعة، فسأستفيد منها إن شاء الله.
      ودمتَ ناقداً بارعاً
      ولك مني ودادي
      د. وسام البكري
      د. وسام البكري

      تعليق

      • أبو صالح
        أديب وكاتب
        • 22-02-2008
        • 3090

        #4
        ما هذا يا د.وسام لم يخطر في بالي إنك أصحاب سوابق في الموضوع

        تعليق

        • بنت الشهباء
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 6341

          #5
          يسعدنا ويشرفنا أن تكون معنا أستاذنا اللغوي البارع
          الدكتور وسام بكري
          بهذا الجمال والسمو والأدب الذي ينم عن خلق رفيع ومهذّب لطالما أننا بحاجة إليه لننهل منه الكثير من المواعظ والدرر والحكم ..
          وأنت اليوم أتيت لنا بقطوف دانية , ونأمل أن لا تحرمنا من هذه المعاني السامية التي نأمل أن نستمع لها , ونعمل بها قولا وسلوكا وعملا

          أمينة أحمد خشفة

          تعليق

          • د. وسام البكري
            أديب وكاتب
            • 21-03-2008
            • 2866

            #6
            ود واعتزاز

            المشاركة الأصلية بواسطة أبو صالح مشاهدة المشاركة
            ما هذا يا د.وسام لم يخطر في بالي إنك أصحاب سوابق في الموضوع
            [align=justify]أخي العزيز أبا صالح
            كل الود والاعتزاز
            أشكرك على مرورك الجميل، وعلى آيقوناتك الجميلة ذات اللغة الرمزية المعبّرة، كيف لا، وأنت راعيها ؟!، وعلى ملحوظتك الرائعة بمعانيها[/align]
            د. وسام البكري

            تعليق

            • د. وسام البكري
              أديب وكاتب
              • 21-03-2008
              • 2866

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
              يسعدنا ويشرفنا أن تكون معنا أستاذنا اللغوي البارع
              الدكتور وسام بكري
              بهذا الجمال والسمو والأدب الذي ينم عن خلق رفيع ومهذّب لطالما أننا بحاجة إليه لننهل منه الكثير من المواعظ والدرر والحكم ..
              وأنت اليوم أتيت لنا بقطوف دانية , ونأمل أن لا تحرمنا من هذه المعاني السامية التي نأمل أن نستمع لها , ونعمل بها قولا وسلوكا وعملا
              [align=justify]عزيزتي بنت الشهباء
              تحيات رائقات
              أُحيّي فيك جمال روحك وتشجيعك، فقد أخجلتيني بتواضعك.
              ولك مني جزيل شكري وتقديري على كلماتك الرائعات.[/align]
              د. وسام البكري

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                الدكتور الفاضل وسام بكري

                عُذراً؛ أنا مُنسَحِبٌ من كلّ شيء، وأُبعِدُ نفسي عنكم، وأُبعِدُكم عني؛ فعسى يكون يوماً نجدُ فيه النفوسَ قد صَفَتْ، والنّيّات فيه قد صَدَقَتْ، والمصالح المشتركة قد التَقَتْ.

                إن الدر يعكر مزاجه تلوث النفس و غبائها فيخبو بريقها و لا يبقى من إسمها إلا الحجارة و الكريمة تفقد الكرامة
                مقالة راقية المبني ثرية المعني مرحبا بك دكتور فلنا كل الشرف بوجودك الكريم
                لك مني كل الورد و الود

                تعليق

                يعمل...
                X