المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل
مشاهدة المشاركة
[align=justify]
استطيع قطع السطور في هذا النص مهما كانت طويلة,كما لو أن طريقاً ممتعة للناظرين,أقطعها وأنا مرتاح لما تراه عيني أو يشعر به فؤادي بين محطة وأخرى,هذا ما يميز نصوص القصة عادة,ما يجعل القارئ يعبر عن إعجابه بها مسبقاً وقبل اي التفاتة لما تتضمنه تلك النصوص,من بنية أدبية أو مضمون فكري يهدف إلى ناحية اجتماعية ما,أو سياسية ما,أو أنه قد يصلل به الأمر إلى أن يهدف إلى اللاشيء سوى متعة تثير حفيظة القارئ ليغضب أحياناً أو لتترقرق مشاعره أحياناً أخرى,او أنه قد تسع صدره لكليهما معاً فيبكي تارة,ويبتسم تارة أخرى.
كل ذلك بيد الكاتب وقدرة القارئ على استقطاب ما يمكن استقطابه من ذوادخل تلك النصوص أو كتابها لا فرق فالأمر سيان وخصوصاً حين يتعلق الأمر بنصوص القصة.
هذا ليس مديحا للنص أو لكاتبه بالمعنى المطلق كما يمكن ان يبدو لقارئه أول مرة,إنه إشارة لما في هذا النص من سلاسة في السرد يحدث التشويق للسطر القادم والجملة القادمة أو ربما للحدث القادم,يحسب للكاتب ويشير إلى قدرته على التناغم مع مشاعره وتمكنه من الكتابة بطريقة تشرحها بشكل جيد,وممتع بحيث لا يفوته"الكاتب" تنهيدة ولا أنفاس متقطعة ولا تفوته قبض اصابع الكاتب إى بعضها انتظارا لنهاية قد تبدو حتمية في رأيه :بحسب مطلع النص"فيفاجئه الكاتب بنهاية لم يكن يتوقعها على الإطلاق ,وفي هذا ما يمكن أن نقول انه إبداع بلا شك.
وقد أحسنت الكاتبة دينا نبيل في هذا الخصوص.
ابتدأت بمطلع يعكس صورة زاوية ما من من زوايا مجتمع مصري شعبي ,وبكل تفاصيله التي قد تبدو مرهقة للوهلة الأولى وعصية على الفهم,غير أن التفاصيل الدقيقة,التي لم تغض النظر عن إحداها,كحركة اليد على القبعة وتثبيتها بطريقة أو بأخرى,وحركة دخان الشيشة بحسب وصفها"الأفعوانية" وبعض الضحكات ,والمصطلحات المكتوبة باللهجة العامية المصرية ا,استطاعت رسم صورة تلك الزاوية بكل جدارة ,وهذا يحسب للكاتبة دينا نبيل ويدل على براعتها وقدرتها على التصوير والتعبير بشكل لافت ومميز.
وعلى الرغم من دقة التصوير وبلاغة أكثر التعابير في هذا النص,إلا أن الكاتبة قد أخفقت في بعضها,حيث قالت:
" بيت لا يفرق بين فئران الليل وفئران البشر! .."
لا أعتقد أن تعبير فئران الليل يناهض أو يعاكس تعبير فئران البشر,ربما كان على الكاتبة أن تبحث عن تعبير اّخر,يكون منسجما مع ما ترمي إليه هذه العبارة,يعبر عن الفئران الحقيقية لمقارنتها بفئران البشر.
وقد لفتني قول الكاتبة
--"(إنت ثورجي ؟!!)" ... بلكنة إنجليزية باردة متقطعة
--"(لا لا .. إحنا مش معاهم! )"
--"( إنتو جايين من هناك ... هناك فيه ثورجية ... يبقى إنتوكمان ثورجية!! ... يلا..يلا !)
اللكنة هنا وبحسب تعبير الكاتبة دينا نبيل,انجليزية متقطعة,لكن ما جاء فيما بين الاقواس كان باللهجة المصرية ,ولا يستطيع القارئ من خلالها أن يفهم بأن اللكنة انجليزية أو متقطعة,ربما كان من الصعب توضيح ذلك من خلال الكتابة,لكن هذا لا يبرر الإشارة إلى ما لا يمكن التعبير عنه.
بعض الحكام العرب الذين تعرضوا لثورة شعوبهم عليهم,اتهموا الشعوب بالتفاهة والخدر العقلي ,وبعض الجنون والأهداف الغير وطنية.
استطاعت الكاتبة أن تسليط الضوء على هذه الناحية مما يجري في ميادين البلدان العربية وخاصة مصر,بشكل جميل ومميز,يبدو ان الرسالة قد وصلت وهذا أكثر ما يرمي إليه كتاب النصوص الأدبية في معظم الأحوال.[/align]
تعليق