المشاركة الأصلية بواسطة حنين حمودة
مشاهدة المشاركة
من سيرة الجلاد
تقليص
X
-
-
-
ِ [/size][/font][/b]
أَسْمَعُ هَمَسَاتِ البَصَّاصِين َ..
وَكَلَامَ العُبَّادِ الغَادِينَ إَلى الفَجْر ..
أَحْيَاناً أَجْلِسُ فَى المَقْهَى مَثْلَ النَّاسِ جَميعَاً
يَرْكَبُنِى الصَّمْتُ ، َيَشُدُّ لجِامِى إلَّا
مِنْ هِزَّةَ رَّأس ِلَوْ ضَحِكَ الأَصْحَابُ
عَلَى نُكَتِ الأَيَّامِ المُرَّة ..
أَحْيَانَاً تَضْبِطُنِى الأَعْيُنُ أَتَفَرَّسُ
فِى الأَيْدِى الطَّيَّبةِ المعْرُوقَةِ للأَصْحَابِ
وقدْ شَقَّقَهَا الْكَدُّ ونحْتُ الصَّخْرِ
فَيَبْتَسِمُون لَنَظْرةِ عَيْنى المَكْسُورَة ِ
فَأَدُسُّ يَدَيَّي سُرَاعَاً فِى جَيْبِى
وَكَأنَّ يَدَيىَّ سَتنْفَطِرانِ شِفَاهاً وَلِسَانا ً
وَتَقُولَانِ كَلَاماً ، لِلأصْحَابِ وللجِيْرَان ..
أَحْيَانَاً كُنْتُ أَرَى امرأة ثكلى
تَتَهادَى كالدَّمْعَةِ تَنْظُرُ فِى النَّاسِ
وَلا تُغْمِدُ عَيْنَيْهَا ، حَيْنَ نُطَأْطِىءَ أَعْيُنَنَا لِلأرِضْ
وَأَرَى أَوْلَاداً أَيْتَاماً لَعِبُوا الكُرَةَ أَمَامِى
طُوْلَ اليَومِ فَمَا مَلُّوا
تُشْبِهُ مَاذَا هَذِى الكُرَةُ
إَذَا تَدَّحْرَجُ ..
بَيْنَ الأَرْجل [/quote]
أستاذنا الفاضل محمد الصاوي
لست بارع فقط في سبر اغوار النصوص وقراءة مكنون النفوس، بل إنك بارع في جرِّ من يقرأ لك لغور هذه عماق وسبر مكنونها،
هذا النص البازخ الذي يعكس بعدين رائعين، تتجلى فيهما صورة هذا القاتل الذي يتحاشاه الناس ويتعاملون معه باشمئزاز وحذر، بين النفور منه وخشية الوقوع بين يديه.
والصورة الأخرى هي هذه النفس البشرية التي تختلج في نفس حتى الجلاد الذي يحس بانه شرير، وليس ذلك ما ينبغي أن يكون عليه، وليست هذه الفطرة السليمة، والتي ينبغي أن يكون عليها الإنسان، فهو كما قيل ( يكاد المريب يقول خذوني)
الواقع أن هذه القصيدة الرائعة طارت بي إلى صورتين من واقع أمثال هذا من جانب، وإلى تباين شديد بين مسرور وهؤلاء المجرمين- ولا يجوز أن نقول عتهم زبانية، فإن أولئك ملائكة مأمورون، وآمرهم العدل الحكم جل جلاله، فلا مجال للمقارنة بينهم - والذين يعيثون بأروح الشرفاء والأخيار، وأما ذاك فلعله لم يكن يقطع إلا مجرما أو مستحقا للقتل، ومع ذلك فهو يجد في ذلك مايشينه. هذا الجانب الآخر.
وأما الصور التي جلبها النص، فواحدة على لسان الشهيد هاشم الرفاعي رحمه الله تعالى ، وهو يصف هذا السجان الذي هو موكل بحراسته في ليلة التنفيذ، ووصف ما يمور في داخله من واجبه ومسؤولياته، فهذه مهمته، وهو سيحاسب إن قصر فيها، وكيف كان ينظر لفريسته، ومع هذا يعود لينظر له بروح المؤمن المتسامح العفوّ، حتى يحاول أن يلتمس له عذرا حتى في قتله:
فلعله وهو المروع سحنة
لو كان مثلي شاعرا لرثاني
والصورة الأخرى للحجاج الذي عاش بعد قتلع سعيد بن جبير أيام قليلة في كابوس يداهمة في صحوه ومنامه، وكان روح سعيد مازالت تلاحقة حتى مات وهو يهذي.
وهنا تتداعى صورة الرأس في ذهنه مع تدحرج الكرة بين قدمي الأطفال
ولعل الفعل المضارع هنا في ( أسمع ) يعطي هذا البعد من الاستمرار والديمومة
رائع في شعرك كما أنك رائع في نقدك وتحليلك
تقبل مني خالص المودة واعطر تحية
أبو همام
أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْأنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْأنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِمن عَبيرِ الزَّيزفونأنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد نادر فرج مشاهدة المشاركةِ [/size][/font][/b]
أَسْمَعُ هَمَسَاتِ البَصَّاصِين َ..
وَكَلَامَ العُبَّادِ الغَادِينَ إَلى الفَجْر ..
أَحْيَاناً أَجْلِسُ فَى المَقْهَى مَثْلَ النَّاسِ جَميعَاً
يَرْكَبُنِى الصَّمْتُ ، َيَشُدُّ لجِامِى إلَّا
مِنْ هِزَّةَ رَّأس ِلَوْ ضَحِكَ الأَصْحَابُ
عَلَى نُكَتِ الأَيَّامِ المُرَّة ..
أَحْيَانَاً تَضْبِطُنِى الأَعْيُنُ أَتَفَرَّسُ
فِى الأَيْدِى الطَّيَّبةِ المعْرُوقَةِ للأَصْحَابِ
وقدْ شَقَّقَهَا الْكَدُّ ونحْتُ الصَّخْرِ
فَيَبْتَسِمُون لَنَظْرةِ عَيْنى المَكْسُورَة ِ
فَأَدُسُّ يَدَيَّي سُرَاعَاً فِى جَيْبِى
وَكَأنَّ يَدَيىَّ سَتنْفَطِرانِ شِفَاهاً وَلِسَانا ً
وَتَقُولَانِ كَلَاماً ، لِلأصْحَابِ وللجِيْرَان ..
أَحْيَانَاً كُنْتُ أَرَى امرأة ثكلى
تَتَهادَى كالدَّمْعَةِ تَنْظُرُ فِى النَّاسِ
وَلا تُغْمِدُ عَيْنَيْهَا ، حَيْنَ نُطَأْطِىءَ أَعْيُنَنَا لِلأرِضْ
وَأَرَى أَوْلَاداً أَيْتَاماً لَعِبُوا الكُرَةَ أَمَامِى
طُوْلَ اليَومِ فَمَا مَلُّوا
تُشْبِهُ مَاذَا هَذِى الكُرَةُ
إَذَا تَدَّحْرَجُ ..
بَيْنَ الأَرْجل
أستاذنا الفاضل محمد الصاوي
لست بارع فقط في سبر اغوار النصوص وقراءة مكنون النفوس، بل إنك بارع في جرِّ من يقرأ لك لغور هذه عماق وسبر مكنونها،
هذا النص البازخ الذي يعكس بعدين رائعين، تتجلى فيهما صورة هذا القاتل الذي يتحاشاه الناس ويتعاملون معه باشمئزاز وحذر، بين النفور منه وخشية الوقوع بين يديه.
والصورة الأخرى هي هذه النفس البشرية التي تختلج في نفس حتى الجلاد الذي يحس بانه شرير، وليس ذلك ما ينبغي أن يكون عليه، وليست هذه الفطرة السليمة، والتي ينبغي أن يكون عليها الإنسان، فهو كما قيل ( يكاد المريب يقول خذوني)
الواقع أن هذه القصيدة الرائعة طارت بي إلى صورتين من واقع أمثال هذا من جانب، وإلى تباين شديد بين مسرور وهؤلاء المجرمين- ولا يجوز أن نقول عتهم زبانية، فإن أولئك ملائكة مأمورون، وآمرهم العدل الحكم جل جلاله، فلا مجال للمقارنة بينهم - والذين يعيثون بأروح الشرفاء والأخيار، وأما ذاك فلعله لم يكن يقطع إلا مجرما أو مستحقا للقتل، ومع ذلك فهو يجد في ذلك مايشينه. هذا الجانب الآخر.
وأما الصور التي جلبها النص، فواحدة على لسان الشهيد هاشم الرفاعي رحمه الله تعالى ، وهو يصف هذا السجان الذي هو موكل بحراسته في ليلة التنفيذ، ووصف ما يمور في داخله من واجبه ومسؤولياته، فهذه مهمته، وهو سيحاسب إن قصر فيها، وكيف كان ينظر لفريسته، ومع هذا يعود لينظر له بروح المؤمن المتسامح العفوّ، حتى يحاول أن يلتمس له عذرا حتى في قتله:
فلعله وهو المروع سحنة
لو كان مثلي شاعرا لرثاني
والصورة الأخرى للحجاج الذي عاش بعد قتلع سعيد بن جبير أيام قليلة في كابوس يداهمة في صحوه ومنامه، وكان روح سعيد مازالت تلاحقة حتى مات وهو يهذي.
وهنا تتداعى صورة الرأس في ذهنه مع تدحرج الكرة بين قدمي الأطفال
ولعل الفعل المضارع هنا في ( أسمع ) يعطي هذا البعد من الاستمرار والديمومة
رائع في شعرك كما أنك رائع في نقدك وتحليلك
تقبل مني خالص المودة واعطر تحية
أبو همام
[/quote]
أخى العزيز الشاعر والناقد المبدع أبو همام ، حقيقة ويعلم الله أجد مثل هذا التعليق أجمل من النص ، تعليق لا يصوغه إلا شاعر شاعر فشكرا لك أستاذى على ما أهديتنى من ورد الكلام شكرا جزيلا جزيلا
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 66852. الأعضاء 5 والزوار 66847.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق