شُكرٌ وعرفان .. وخاطرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    شُكرٌ وعرفان .. وخاطرة

    شكر وعرفان .. وخاطرة

    أراني عاجزاً عن شُكر كل من واساني بهذا المُصاب بالعزاء أو الدعاء ، فأسأل الله العليّ القدير لكم جميعاً أن يشكر سعيَكم ، ويجزيكم الخير ، ولا يحزنكم على عزيز ، آمين . أمّا أختي في الله الغالية جداً الأديبة الداعية بدور مصطفى التي بادرتْ إلى نشر الخبر مُعزّيةً داعيةً فأرجو الله أن يكونَ لها من كل دعاء نصيب ثقيل في ميزان حسناتها يوم الدين .

    ========

    أرجو أن تسمحوا لي بنشر هذه الخاطرة هنا ، وقد كتبتُها يومَ المُصاب ، وهي على كلّ حال لا تخلو من قصّة قصيرة .

    رحلتِ يا أمّاه ..

    [align=justify]
    رحلتِ أمسِ إلى بارئكِ يا أمّاهُ دونَ أنْ أراكِ ... ومنذُ عام ..
    رحلتِ وقدْ أخبرتِني بصوتِكِ المُتعبِ الحنون قبلَ يومٍ من رحيلك أنك تشعرين بأنّكِ لنْ تريني مرة أخرى .. وبكيتِ .. وأبكيتِني ..كانتْ مُعايدتنا الأخيرة بُكاءً يُشبه الوداعَ الأخير !
    اتصالٌ سريعٌ بكلمتين من أخي الملتاع " أمّك ماتَتْ " أغلقَ عليّ نافذةَ النور، وأسدلَ الستور !
    آخر كلماتك في أذني أسمعها الآن ، وستبقى إلى يوم الدين مرافقتي ..كلماتُكِ التي طالما أعانتني وأراحتني من شقاء الأيّام ، وسكبتْ عليّ من ربّي الرضا والتوفيق :
    ( الله يرضى عليك يا مصطفى قد ما تعبت عليك )
    ( الله يصبّ عليك الرضا صبّ )
    ( الله يبعت لك أحنّ منّي عليك ، ويبعد عنّك أولاد الحرام )
    أمّاهُ مَنْ سيدعو لي بعدكِ بهذا القلب ؟! أمّاهُ مَنْ سيدعو لي بهذا اللسان ؟!
    أمّاهُ بعدَكِ منْ سيسكبُ على نفسي الحنان في غربتي اللهيبة ؟! ومَنْ سيبلل ريقي بالأمان ؟!
    أمّاهُ بَعدكِ من سيعدّ لي الأيام الباقية لعودتي كل عام ؟ ومن ذا الذي سأعود إليه ؟ !
    وممن سأستمدّ الدعاءَ والرضا لأبقى مُوفّقاً مَحميّاً من الله في أتون هذه الحياة ؟!
    لطالما شعرتُ يا أمّاهُ – ومنذ سنوات ، وقدْ هدّكِ جهادُ الأيام عبرَ السنين – بأنّكِ ضيفٌ يتهيّأ للرحيل ، وكنتُ كلّما ضممتِني يومَ العودةِ من إجازتي إلى هذه الصحراء أحسستُ بأنّها الضمّةُ الأخيرة ، وأنّها النظرةُ الأخيرة ، وأنّها القُبلةُ الأخيرة على تلك اليد التي هدهدتني وأطعمتني وسقتني ، وخاطت لي ثيابي والتي– على ضعفها – كانت تُعدّ لي (المونة ) في غيابي لأعودَ بها آخر الصيف إلى البلد البعيد ..
    وحين كنتُ أنظرُ في عينيكِ الدامعتين أقرأ ألفَ وداع ، وأطعمُ أمرّ فراق ، وأغوص في بحر من الحنان .... آهٍ لو أنني كنتُ غرقتُ فيه ومتّ غرقاً !!
    عيناكِ !!
    عيناكِ اللتانِ انسلّ منهما النظرُ إلاّ قليلاً عبرَ سنواتِ السهر وراء ماكينة الخياطة لتُعيلي سبعة أيتام .. عيناكِ اللتانِ خجلتا أن تنظرا إلى الرجال بعدَ رحيل زوجٍ في الأربعين .. عيناكِ اللتان لم تعرفا التوسّلَ إلاّ إلى الله ، ولا الرجاء إلا منه ..
    أمّاهُ رحلتِ ولم أقبّلْ خدّيكِ ولا جبينكِ بعدَ غسلك ! ولم أقرأ لكِ سورة يس ! ولم أحققْ لكِ دعاءك ورجاءك : ( تقبرني بإيديك ) !!
    أمّاه أكره أنا الآن يديّ هاتين الجاحدتين لأنّهما لم تتشرّفا بحمل جسدكِ الطاهر البارد الضئيل وأكرههما لأنهما لم تنزلاك إلى مثواكِ الأخير ..!!
    أكرهُ عينيّ لأنهما لم تجودا فوقَ قبرك الحبيب .. وأكره لساني ..لأنه لم يبتهل بالدعاء لكِ عندَه .. على حين كان الناس يدعون !
    آه يا أماه ..هل أعود ؟
    هل أعود لأحضن قبركِ وأشمّ تُربته ؟!!
    من يدري كيف وأين ومتى يموتُ الغريب !!
    أرجو يا أمّاه رب العالمين أن يكون لقاؤنا قريباً ..هناك في جنة النعيم
    آمين .. آمين .. آمين
    [/align]
  • بلقاسم علواش
    العـلم بالأخـلاق
    • 09-08-2010
    • 865

    #2
    ( الله يرضى عليك يا مصطفى قد ما تعبت عليك )
    ( الله يصبّ عليك الرضا صبّ )
    ( الله يبعت لك أحنّ منّي عليك ، ويبعد عنّك أولاد الحرام )

    اللهم اسمع منها يامجيب الدعوات
    واستجب لأمتك التي ارتحلت إلى جوارك
    اللهم إنها دعوة والدة لولد بار إلى الكريم الذي يكرم الوافدين على بابه
    وأنت من وصى بهذا ياكريم
    فلتجب الدعاء وتلهم الإبن البار جميل الصبر والسلوان
    وليكفك من ذكراها هذا الدعاء أخي مصطفى
    فهو نعم الدعاء
    رحمها الله ورزقك أجر المصاب
    ولا تنساها من دعواتك كما لم تنساك في حياتها فهي الصدقة الجارية الموصولة
    ولا أراك الله مكروها في عزيز
    وتحياتي

    لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
    ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

    {صفي الدين الحلّي}

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #3
      أدمعت عينيّ أخي مصطفى ..
      رحم الله الوالدة الكريمة و أمدّك بالصبر الجميل .
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • جمال عمران
        رئيس ملتقى العامي
        • 30-06-2010
        • 5363

        #4
        الاستاذ مصطفى
        أشاركك الأحزان ..كما أشاركك المشاعر المتدفقة بين سطور هذه الخاطرة القصية..
        شكرا لك..
        التعديل الأخير تم بواسطة جمال عمران; الساعة 04-09-2011, 10:06.
        *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

        تعليق

        • مصطفى حمزة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2010
          • 1218

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بلقاسم علواش مشاهدة المشاركة

          اللهم اسمع منها يامجيب الدعوات
          واستجب لأمتك التي ارتحلت إلى جوارك
          اللهم إنها دعوة والدة لولد بار إلى الكريم الذي يكرم الوافدين على بابه
          وأنت من وصى بهذا ياكريم
          فلتجب الدعاء وتلهم الإبن البار جميل الصبر والسلوان
          وليكفك من ذكراها هذا الدعاء أخي مصطفى
          فهو نعم الدعاء
          رحمها الله ورزقك أجر المصاب
          ولا تنساها من دعواتك كما لم تنساك في حياتها فهي الصدقة الجارية الموصولة
          ولا أراك الله مكروها في عزيز
          وتحياتي

          -------------
          أخي الأكرم الأستاذ بلقاسم
          حياك الله
          أشكرك من القلب على الدعاء العَطِر والتذكير الصادق
          حفظك الله وأحبابك ، ومتعكَ بمرآهم والأنس بهم
          دمتَ بألف خير

          تعليق

          • مصطفى حمزة
            أديب وكاتب
            • 17-06-2010
            • 1218

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
            أدمعت عينيّ أخي مصطفى ..
            رحم الله الوالدة الكريمة و أمدّك بالصبر الجميل .
            ----
            لادمعتْ عيناك إلاّ في فرح أختي الطيّبة المبدعة آسيا
            إنّي آسف ، ولكنّها الأمّ !!
            دمتِ بخير

            تعليق

            • مصطفى حمزة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2010
              • 1218

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
              الاستاذ مصطفى
              أشاركك الأحزان ..كما أشاركك المشاعر المتدفقة بين سطور هذه الخاطرة القصية..
              شكرا لك..
              ------------
              أسعد الله أوقاتك أخي الحبيب الأستاذ جمال
              إن شاء الله لا نُشاركك إلاّ في الأفراح ، والإبداع المتألق دائماً
              حياك الله

              تعليق

              • ريما ريماوي
                عضو الملتقى
                • 07-05-2011
                • 8501

                #8
                أبكيتني وكأنك كتبت بلساني رثاء أمي أنا,
                الله يرحم والدتك ويسكنها الجنة,
                ويرحم والدينا أجمعين,
                المشكلة اننا لا نعرف قيمتهم
                الحقيقية إلا بعد أن نفقدهم.
                عظم الله أجركم استاذ مصطفى.
                تحياااتي.


                أنين ناي
                يبث الحنين لأصله
                غصن مورّق صغير.

                تعليق

                • مصطفى حمزة
                  أديب وكاتب
                  • 17-06-2010
                  • 1218

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                  أبكيتني وكأنك كتبت بلساني رثاء أمي أنا,
                  الله يرحم والدتك ويسكنها الجنة,
                  ويرحم والدينا أجمعين,
                  المشكلة اننا لا نعرف قيمتهم
                  الحقيقية إلا بعد أن نفقدهم.
                  عظم الله أجركم استاذ مصطفى.
                  تحياااتي.
                  -----
                  شكر الله سعيك أختي الكريمة ريما
                  لابكيتِ إلا في فرح ..ولا فُجعتِ بعزيز
                  في الشرع لايُعتبر البالغُ يتيماً .. هكذا..لا أدري ربما لأسباب واعتبارات تشريعيّة معيّنة
                  أمّا في الحياة ، أما في عالم الوجدان ، أمّا في خضمّ المجتمع ..فربما يشعر الكبير مهما غزا الشيبُ مفرقه بمرارة اليُتم أكثر من الطفل الذي غالباً ما يجد من يحضنه عندما يُصيبه اليُتم !
                  فراغ أليم ، لايعرفه إلا من يُكابده !
                  رحم الله والدتك ، وأموات المسلمين أجمعين
                  دمتِ بخير

                  تعليق

                  • mmogy
                    كاتب
                    • 16-05-2007
                    • 11282

                    #10
                    الأستاذ الأديب الرائع / مصطفى حمزة
                    السلام عليكم ورحمة الله
                    نكأت جراحات أصابت كل من فقد أمه أو أباه .. فجراحات الأم والأب لاتندمل أبدا .. بل نستديعهما ونحتضن روحهما في كل محنة تمر بنــا حيث لاراحم بعد الله إلا هما ..
                    وأعذرت كل من ينعم بوجود أم أو أب في حياته أن يتقي الله فيهما وأن يحسن إليهما قبل فوات الأوان .. فرغم أنف من أدرك والديه ولم يدخل الجنة .. رحم الله أمهاتنا وآبائنا وأسكنهم فسيح جنتاته ، ورحم الله تلك الأم التي أنجبت لنــا صاحب هذه المشاعر الإنسانية التي أبكتنا بالفعل
                    .
                    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                    تعليق

                    • سلاف شبانه
                      أديب وكاتب
                      • 11-12-2010
                      • 210

                      #11
                      جلال ما قرأت ، ودموع غامت بها العين ، تدعو بما دعت به الأم ، ونؤمن ونقول :

                      اللهم آمين ، آمين .

                      رحمها الله رحمة واسعة ، ورحم والدينا ووالد والدينا وتقبلهم جميعا في جنات النعيم .
                      [marq]


                      لأجلك أحيا ، فهل سيطول الانتظار ؟؟؟


                      سلاف
                      [/marq]

                      تعليق

                      • مصطفى حمزة
                        أديب وكاتب
                        • 17-06-2010
                        • 1218

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ الأديب الرائع / مصطفى حمزة

                        السلام عليكم ورحمة الله
                        نكأت جراحات أصابت كل من فقد أمه أو أباه .. فجراحات الأم والأب لاتندمل أبدا .. بل نستديعهما ونحتضن روحهما في كل محنة تمر بنــا حيث لاراحم بعد الله إلا هما ..

                        وأعذرت كل من ينعم بوجود أم أو أب في حياته أن يتقي الله فيهما وأن يحسن إليهما قبل فوات الأوان .. فرغم أنف من أدرك والديه ولم يدخل الجنة .. رحم الله أمهاتنا وآبائنا وأسكنهم فسيح جنتاته ، ورحم الله تلك الأم التي أنجبت لنــا صاحب هذه المشاعر الإنسانية التي أبكتنا بالفعل
                        .
                        ----
                        الأكرم الطيّب ، صاحب القلب الأطيب ، الأستاذ محمد شعبان الموجي
                        أسعد الله أوقاتك بكل ما يحب لك ويرضى . صدقتَ وأصبتَ بكل ما قلتَ عن آبائنا وأمهاتنا ، وهم كذلك وأكثر ، وهم فُرصة مُتاحة لنا من رب العالمين لدخول الجنان .. والغبيّ الخاسر مَنْ يقل لهما أفٍّ !!
                        ورحم الله والديك وأسكنهما فسيح الجِنان
                        تحياتي وتقديري
                        بحفظ الله

                        تعليق

                        • مصطفى حمزة
                          أديب وكاتب
                          • 17-06-2010
                          • 1218

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سلاف شبانه مشاهدة المشاركة
                          جلال ما قرأت ، ودموع غامت بها العين ، تدعو بما دعت به الأم ، ونؤمن ونقول :

                          اللهم آمين ، آمين .

                          رحمها الله رحمة واسعة ، ورحم والدينا ووالد والدينا وتقبلهم جميعا في جنات النعيم .
                          ---
                          الأخت الفاضلة سُلاف
                          حياك الله
                          وحفظ والديك ، ورحمهما أحياء وأمواتاً . ولا فُجعتِ بعزيز
                          وهنا قرأتُ توقيعكِ فلفتني وأعجبني : ( لأجلكَ أحيا ، فهل سيطولُ الانتظار؟! )خمس كلمات فتحت باباً عريضاً على فضاءات واسعة ! وتساؤلات كثيرة منوّعة .. هي عبارة على فم زاهد متصوّف ، وعلى فم عاشق مُتيّم ، في آنٍ معاً !!
                          تحياتي وتقديري
                          التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى حمزة; الساعة 06-09-2011, 04:22.

                          تعليق

                          • شيماءعبدالله
                            أديب وكاتب
                            • 06-08-2010
                            • 7583

                            #14
                            جزاك الله خيرا وبارك بك على هذه المشاعر البارة
                            ولا شيء يوازي فقد الأم من ألم ؛ هي الأمان الحنان وأعانكم الله وصبركم على ماابتلاكم.......
                            سلمك الله على هذه الخاطرة
                            ولرواد ملتقى الخاطرة أيضا نصيب من الدعاء للوالدة رحمها الله فلا تحرمنا !
                            للاقتداء والتجمل بهذه الكلمات المنسابة برقي وصدق ...
                            أدام الله يراعك للخير وجمعك بالوالدة في جنانه آمين
                            تحيتي وتقديري

                            تعليق

                            • د.نجلاء نصير
                              رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                              • 16-07-2010
                              • 4931

                              #15
                              الأستاذ الراقي /مصطفى حمزة
                              إذا كانت والدتك الكريمة رحمة الله عليها فارقت حياتنا الدنيا فهي في قلبك تحيا بمحبتها لك ومحبتك لها
                              تحية لهذا الوفاء
                              تغمد رب العالمين الوالدة برحمته وأثلج صدرك بماء الصبر
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X