سهرة صيد الخاطر (1)

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    #16
    طقوس ارتواء

    مكسورة أنا كبلورة

    على درب التعب

    ترشقني الهمهمات

    أتشظى ....

    أصلك منهكة

    دمي مشتعل نارا


    ضمني اليك

    انهمر مطرا

    يغسل رعشتي

    المتوغلة في ليل الجسد

    أفرغني من جمل الخوف

    من عبارات التردد

    أعد تشكيلي

    بحروف شرسة

    تأبى الانكسار


    أيها الراكض في شرايين دمي

    علمني....

    كيف أرشف الحب

    من فوهة النار

    كيف أصلي

    في محراب الغياب

    أقرأ طقوس الارتواء

    في بيداء الظمأ

    علمني ....

    كيف الاحق ظلي

    حين يفر اليك

    كيف استل الصمت

    من غمد ضلعي

    ليصرخ السكوت =

    أحبك ....

    أيها المقيم المتربع على عرش أفكاري

    رويدك ....

    أنا الفرس الجموح

    أمنحك العنان

    فك قيد الانوثة

    فقد نهض الشوق قياما

    خفق الوجد شراعا

    تجلى برعما

    ملأ الربى ألقا

    افتح باب الروح قليلا

    لترى ...........؟

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #17
      قالت لي الكلمات ......


      منجية بن صالح

      أهيم فوق بحرك أبحث عنك
      أتصفح السماء و أقلب ثنايا الموج
      أين كنت؟ و أنا العطشى لرفيف روحك؟
      قلت
      إحتضنت حزني و أفترشت ألمي
      شوق و فقدان إمتلكاني
      حيرة غربة و عصف هوى
      ريح صحراء و سراب
      كنت فيهم أسيرة
      كان
      لقلبي الصغير دمع من غير بكاء
      قالت
      كنتِ على الشاطيء تتأملين السكون
      تنعمين بصمت الكلمات
      ترسمين الذكريات بأحلى الألوان
      تناجين القلب و تحتضنين الأحلام
      قلت
      هي أحلام يقظة و مشاعر
      طارت على أجنحة المنام
      لم يبقى إلا عطرها و لحظة من الزمان
      ترافق حزن دمعة
      مع بسمة رسمت نفسها على الشاطيء
      لأ تذكر في يوم من الأيام
      أني كنت هنا... أبحث عن السلام
      قالت
      الحب فيك موج و بحر صمت
      جمال آسر و تحليق يمام
      تبحثين عنه وهو في وجودك
      يحتضن القلب و يغفو دون منام
      لك فيه نور و إشراقة تضيء الكلمات
      تكون نجوما بين يديك تكتبك صفحات
      عشق يترنح بين جفونك الناعسة
      يتهادى على ثغرك كبسمة فجر
      كحلم وردي كأمنيات
      قلت
      أنا العاشقة للبحر للكلمة والمفردات
      تشرق شمسها على وجودي
      لأكون بحر يمام و لغة تعشقها الكلمات

      تعليق

      • توفيق بن حنيش
        أديب وكاتب
        • 14-06-2011
        • 490

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
        http://www.youtube.com/watch?v=YknqyPrkjtk



        أشتاقك ابي

        كل

        منيرة الفهري


        أشتاقك أبي

        أشتاق الزمن الجميل

        وصلاة الفجر

        تجمعنا وراءك

        و ترتل بصوتك الجهوري


        أشتاق لكنتك الفرنسية الغريبة

        و انت تختبر ذاكرتي


        في التصريف

        و املاء الكلمات


        أشتاق صوتك يناديني


        "منيغة"

        و ضحك أمي على نطقك الغربي


        أشتاق ديك الصباح يصيح

        يلملمنا في الفراش

        ينتزعنا قسرا من دفء الشتاء


        أشتاق نباح كلب شريد

        مواء قط في المساء

        أشتاق خبز الفرن الترابي

        و شكشوكة البصل اللذيذة


        أحتاج ورد الحديقة


        و الندى

        أحتاج حقل التين

        و ظل شجرة في الصيف


        احتاج صهوة الحصان أركبها

        و أشد اللجام ارتعش


        أشتاق بائع المدينة المتجول

        و تهافت نساء الحارة

        على كؤوسه البلورية

        العجيبة


        أشتاق لعب الأطفال


        أمام المنازل تحت المطر

        يبتهجون بقوس قزح


        يأتيهم من بعيد

        من بلاد الساحرات


        أشتاق ترابك يا بلدي

        أشتمه ...ألثمه

        و أستعيد براءتي المكلومة


        أشتاقني طفلة في البراري

        تستلم الصبح براحتيها

        و تغني للمساء

        أشتاقني أنا

        أشتاقني فيك ..

        في الأساطير الجميلة

        أشتاق شعاع شمس من سماء

        يهديني للأمل..

        لبراءة العمر الجميل


        أشتاقك أبي

        أشتاق يدك تطرق بابي

        و تعطيني حلوة الشام الطرية

        أشتاقك فيّ

        أحتاج دعاءك


        ينتشلني من قاع العتمة

        و الضياع

        يهدهدني..يلملمني

        يسكن جراحي الدامية

        أشتاقك...

        أشتــــــــــــــــــــــــــــــــــــاقك

        و كفى



        منيرة الفهري

        [BIMG]http://swaidaplus.com/up//uploads/images/swaidaplus-85187912f3.jpg[/BIMG]


        منجية بن صالح


        :


        الغالية منيرة


        من إلهام كلماتك الرائعة و ذكريات إنتقشت في الذاكرة

        لا تأفل إشراقاتها وجدتني أكتب هذه الكلمات




        أشتاقك أبي........




        إلى أبي حبيبي أكتب شوقي إليك كلمات


        ألملمني في الحلم لأكون بين يديك

        يحتويني إشتياقي وتبعدني المسافات

        عالمي منك أرنو إليه ليشقيني الحنين

        أشتاقك أبي

        أشتاق قبلة خدك يوم العيد

        دفء يديك و نظرتك وهي تسبر أغوار نفسي

        تتطلع إلى ما في قلبي الصغير

        أشتاق كلماتك العارفة بوجعي

        تضمد جرحي النازف مني حبا في زمن الجفاء

        تلملم شتاتي و تضعني على الطريق

        أشتاق بسمة شفتيك وهي تخاطبني

        تنصحني توبخني تعاتبني تواسيني

        توقظ في الحلم و الأمل وحركة الحياة

        أشتاق نظرة منك

        تحي مواتي تخرجني من تيهي

        تروي عطشي لحب هو بحر فيك

        أشتاق صمتك عندما يكلمني

        لغة حسك و أبجدية مفرداتك

        دفء محياك حين يحتويني

        لمسة كفك حين يعطيني

        جمال روحك حين تأخذني على جناحها

        تطربني تسعدني تناجيني

        أشتاق لون عينيك

        أغوص في بحر زرقتهما يهدهدني الموج

        يأخذني إلى أعماق تسعدني و لا تشقيني

        أشاهدني فيك در حياة و إشراقة جمال

        أشتاق أعماق بحرك حين أتفيأ ظلال جفونك

        يأخذني التيار في ثناياه لتشرق شمسك على روحي

        من قال أن أعماق البحر مظلمة ؟

        في بحر عينيك نور لن أنساه......


        المبدعة :منيرة
        أكرمتنا بفاكهة المساء ...أحسني حرفا زئبقيا مائعا متمرّدا يتسلّق
        الكلم ويسرقه ...إنّه يدّعيه وينزل منازل الذّكرى تخونه الذّاكرة فلا يجد من سبيل إلاّ توسل حرفك
        دمت لنا مبدعة

        تعليق

        • توفيق بن حنيش
          أديب وكاتب
          • 14-06-2011
          • 490

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
          قالت لي الكلمات ......


          منجية بن صالح

          أهيم فوق بحرك أبحث عنك
          أتصفح السماء و أقلب ثنايا الموج
          أين كنت؟ و أنا العطشى لرفيف روحك؟
          قلت
          إحتضنت حزني و أفترشت ألمي
          شوق و فقدان إمتلكاني
          حيرة غربة و عصف هوى
          ريح صحراء و سراب
          كنت فيهم أسيرة
          كان
          لقلبي الصغير دمع من غير بكاء
          قالت
          كنتِ على الشاطيء تتأملين السكون
          تنعمين بصمت الكلمات
          ترسمين الذكريات بأحلى الألوان
          تناجين القلب و تحتضنين الأحلام
          قلت
          هي أحلام يقظة و مشاعر
          طارت على أجنحة المنام
          لم يبقى إلا عطرها و لحظة من الزمان
          ترافق حزن دمعة
          مع بسمة رسمت نفسها على الشاطيء
          لأ تذكر في يوم من الأيام
          أني كنت هنا... أبحث عن السلام
          قالت
          الحب فيك موج و بحر صمت
          جمال آسر و تحليق يمام
          تبحثين عنه وهو في وجودك
          يحتضن القلب و يغفو دون منام
          لك فيه نور و إشراقة تضيء الكلمات
          تكون نجوما بين يديك تكتبك صفحات
          عشق يترنح بين جفونك الناعسة
          يتهادى على ثغرك كبسمة فجر
          كحلم وردي كأمنيات
          قلت
          أنا العاشقة للبحر للكلمة والمفردات
          تشرق شمسها على وجودي
          لأكون بحر يمام و لغة تعشقها الكلمات
          طاب يومك منجية ...لقد طاب مسائي بعبق كلماتك ,,,دمت مشرقة

          تعليق

          • منجية بن صالح
            عضو الملتقى
            • 03-11-2009
            • 2119

            #20


            نزف فوق ورقتي

            صابرين الصباغ



            تركني أقتات موائد حزني، أرتشف كؤوس وجعي.
            وسط مدى أبكم وصمت يلف العمر كاد أن يفتك بلحظاتي. مسلوبة مشاعري ومصلوبة هناك على صليب غدره، أبكي من أخمص روحي إلى رأس وجداني، تتلعثم بحيرات وجعي؛ فلا تستطيع الصراخ.
            مذبوحة أنا بنصل رحيله، بكت خفقاتي اللهثى في أثر قلبه، نعم نحر كل أشيائي فلم يبق لي منها سوى أجسام مسجاة بين يدي، أحار: أين أواريها فامتلأ قبر ذكرياتي بها.
            سرق أوراق وجودي؛ فصرت أعاني وجع لا هوية مشاعري! بممحاة هجره محا ملامح وجهي فصرت أشبههن: كلنا ثكالى فلا أرى فرقاً بيننا، صهرني معهن لأخرج دخانا أعرج لا يفقه لغة الطيران.
            لطمات قوية متتالية تحترق فوق وجنة حياتي فرت من قبضة حنيني إليه، تمزقت كل خرائط أمني بين يد القلق المفزع، أضلع عشقي العارية ونتوءات الريح الضارية تضرب كل سواحلها، كفن واهن لعشق مريض أثقل كاهلي حمله . تأتي أنت تحمله عني وتلقيه من نافذة زماني وتخفي قبره حتى لا أفكر في زيارته! أتيت كلحظة مخاض هامس نشب فجأة في رحم الصمت المستوطن عمري.
            لا أدري من أين أتيت بمفاتيح قفص وجعي لتطلق عصافير حزني وتقف على مقربة من قمة حلمي تتصيدها لم تخطئها؛ فيقتلني صراخ احتضارها.
            بين بين أجدني، أترنح بين سطوري تقتاتني حروفي؛ أكتب -بنزف بقاياأيامًا- لازالت تحيا بكأس العمر، أفقد سيطرتي على جرحي فيشرئب من جلد روحي؛ لتراه وتقتلع بيديك خنجرًا سكن الأنحاء: خنجر نما بطعم دمائي رأيتك تخلعه وهو يقاوم؛ فقد أدمن التهامي ..
            فتحت أمامك دفتر عشقي وجدته ملطخًا بموت قديم سكن كل سطوره، عانيت! وأنت تعيد صياغته برقة وجودك .
            في كل لحظة أنتظر رفع رايات استسلامك ورحيلك المباغت لتلتهب تلك الجمرات التي تتوارى تحت ركام مزروع في خصر سنيني.
            لكنك جاهدت واجتهدت وصبرت وصابرت ..
            لأعود إليك دون نزف بعدما محوت من فوق سطوري معاني الحتف، تجمع كل أشيائي المحطمة الباكية تلصقها بصمغ عشقك وتجمع أوراق مشاعري لتكتب فيها حلمًا جديدًا يحمل عطرك، تحمل من فوق صدر قلبي أثقال الحزن ليتنفس عشقا جديدًا
            فمرحى لعمر ولد بين يديك تهدهده و تهمس في أذنيه بشهادة حب ...
            همسة لك ...
            لو كنت أعرف أنك ستأتي بعد موت عشقي القديم لاغتلته بيدي ...

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #21
              ما شاء ألله . الخواطر الليلة كثيرة
              والأسماء كبيرة .
              إذا سمح الوقت ، سأقدم خاطرتي :

              شمس فلسطين3
              رملتي
              هي أمي
              أختي وأخي
              خالي وعمي
              هي حفيدي قُرَّةُ العين
              رملتي
              قطعةُ أرض
              عشقٌ وهيام
              وِسادةٌ
              أسندُ عليها رأسي ... أبللُها بدموعي
              آه يا وجعي
              بُعْدي عنكِ .... موتٌ
              أتظنونني في الشتات
              أحيا كباقي الخلق
              أضحك على نفسي
              أقول
              أنا في وطن ثانٍ
              أتنقل من بلدٍ إلى بلد
              من وطن ثانٍ
              إلى وطنٍ آخر ثانِ
              أنا مواطنٌ بدونِ هوية ....
              بلا إسم
              بدون متاع
              هي - البقجةُ - يا إخوتي
              رفيقتي في السراء
              والسراء
              ومفتاح بيتي
              أخفيته خِلسةً
              عن عيون الأصدقاء
              لا تتعجبوا
              بات أعدائي هم من يلبسون القناعَ
              هل أخدع نفسي
              أخدع جيراني
              رفيقةَ دربي
              التي لم تنعم ليلة بحميمية اللقاء
              منذ أن بتروا أطرافي ... في صبرا وشاتيلا
              ودفنوها في قبيةََ ودير ياسين
              كم مرةً على المرءِ أن يُذبَحَ
              بعد الذبح الأول الكبير
              خارج رملتي
              كل يوم أُصْلَب
              وهل يَضُرُّ السلخّ بحَمَلٍ
              قد ذُبِحَ من الوريد للوريد ؟
              زارني في صومعتي
              المعتكفُ فيها منذ دهور
              ملاك
              لا ليس ملاكا
              فالملائكة تأتيك بالبشارة
              أو
              الخبر اليقين
              يا رابعة المدن المستحدثة في الإسلام
              أنشأكِ ابن عبد الملكِ سُلَيْمان
              أأفرح أنك غَدوتِ شمس فلسطين
              وبيتُ المقدس ونابلسُ وغزةُ والخليلُ
              نجومٌ حولك تحوم ؟
              أم أفرح ببركة الخيزران
              بالجامع الأبيض ... بالحارات بالسَكَنات
              بالمواسم
              وسوق الأربعاء
              متى تعودين يا حطين
              احتلوكِ الفِرنجة
              فما نام صلاحُ الدين
              سليمٌ الملقبُ بالأول
              سباكِ
              رماكِ بالمنجنيق
              لم تغيبي عن عين بونابرت
              احتمى فيكِ
              وجعل من جامعك الأبيض
              عينا
              ترقب نساءك متى يلدن وماذا ...
              وسوس هاتفٌ في أذني
              هذه أرض الميعاد
              لأبناء يعقوب
              إن لم تصدقْني
              اسألْ بلفور .... وسيشهدُ بالزور
              الملائكة تأتينا بالبشارة
              أنت لست ملاكا
              أنت شيطانٌ رجيمٌ
              جلس المندوب السامي
              يعالجُ العَدسَ
              هذه حبةٌ مكتنزةٌ
              وتلك - زوانٌ -
              أضربنا عن العمل
              عن الطعام
              ضاعت الرملةُ ضاعت يافا وحيفا
              ضاعت فلسطين
              ستون عاما ... ونيّف
              وأبناءُ إسرائيل
              في كل يوم يقضمون من تراب رملتي
              رملة ....
              وأبناءُ جلدتي
              لا ألومهم ...
              يقبضون بأسنانهم على التاج والكرسي
              والأمارة
              احرقوني حين أموتُ
              فلن تجدوا ترابا يغطيني
              ولا خشبا تصنعون منه التابوتَ
              لا تلفوني بالعلم
              خيطوا منه ثوبا لحفيدي
              الذي ما انفك يداعبني :
              جدي .....
              حين أُسأل من أين أنا
              أأقول :
              انني رمليٌ
              لي بيت وبيارة
              ولي صيف هناك
              وشتاء وخريف وربيع
              وأصمُّ أذني
              عن كل ما قيل بحقك في بيوت الحقارة
              حل حقا ستقبل يا جدي بالتعويض
              وتدفنُ - كوشانََ - بيتِك
              في طحينِ الوكالة
              قوالبِ جُبنها وعلبِ السردين ؟
              هل ستقبل بوطنٍ ... دميةٍ
              مقطعِِ الأوصالِ بلا حدودٍ
              بلا سماء
              عصافيرَ وفراشاتٍ
              جدي ..... جدي
              ليس ما يزعجني غيرَ المخيم
              كلمةُ لاجئ
              بِعْ - كرتَ المؤن -
              اشترِ قطعة أرضٍ في عبدون
              ابنِ قصرا
              وانسَ أنك هُجِّرْتَ من رملتك قسراً
              أعدك أننا لن نحتفلَ بعد اليوم
              بمواسمِ الأنبياء
              روبين .... النبي صالح
              موسى ... الخضر
              والسيدة العذراء
              تلك رملتي يكتشفها الآن أبناؤها
              وأنا قادمٌ من حنيني
              من عشقي
              يا زمن العودة
              ها قد جاءَ وقتُك

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #22
                قلبُ طيرْ


                نجية يوسف


                عندما يَتدلَّى الليل فوق خيمةِ انتظاري ، أُلَمْلِمُ أشيائي الصغيرةَ في ذاكرتي ، أُهندِمها وأُلبِسُها ثوبَ بنفسجٍ من خجلٍ ، أعلِّمها الهدوءَ وأطلبُ منها السُّكون ، وأُعِدُّ فنجانا من قهوة الشوقِ وأَجلِسُ حاملة ًبيدي زهرةَ ياسمينٍ ببياضِ قلبِك الجميلِ تتوسَّطها صُفْرة ٌصغيرة ٌ أَرهقَها هَمُّ الذبول ، فعمرُ الياسمين ِيا رفيقَ الليل قصير ......


                أَجْلسُ إلى شُباك اِعْتدتُّ الجلوس إليه أرقبُ الغيابَ كيف يَرحلُ بين أقدام ِالغائبين ، يجرُّون خَلفَهُم أكياسَ هُمومٍ ، وأيديَهم أتعبَها ثِقلُ المحمولِ وعُيونُهم حائرةٌ ما بين غدٍ مأمولٍ وماضٍ أرهَقهُم منه ما يجُرُّون .


                أمُدُّ يدِي إلى ساعِدك الذي يقبضُ بكفِّهِ على أصابِع شوقي ويتسلَّق شُباكي ، لنفترشَ معاً بساط حِكاياتِنا الصغيرة َ ، ونكهةُ قهوةِ شوقِنا تجمعنا لنَتَذَوَّقَ معا رشْفةَ اللقاء .

                وتجيءُ إليّ َتحمِلُ صُرتَّك على ظَهرك والتي مَلأْتَ مِنْ قِصصِ الغيابِ والضَّنى ، تَنثرُها على استحياءٍ فألتقطُ ما فيها على شَوقٍ ، وأنفُضُ ما عَلاها من هَمْهماتِ السنين ، أسترِقُ السمعَ لما امْتَلأَتْ به جيوبُها من خَشْخَشاتِ الوجعِ .
                وتحبو اللهفة بين يديك وعيناي معلقتان بصُرَّتك المملوءةِ بحباتِ زيتونٍ جفاها المطرُ وعانَقَها على عَجلٍ قطافٌ ، وشيءٌ من زعْترِ الأرض الثكلى التي تُقبِّل أقدامَ العابرين قبلَ النزوحِ وترثي أجسادَهم قبل أن تُزْرَعَ في القبور......

                آتي إليك نُغَمّسُ على بِساطِ الليلِ زيتَ الوجع ِونلْضُم حبَّاتِ الزيتونِ في جوفِ الليلِ زادا للمَعَاد ،

                نمشِّط معاً على ضَوءِ قنديلِ الأملِ جَدائلَ الليالي عَلّها تتزينُ ذاتَ فرحٍ ليوم ِزفافٍ في عرسِ عودةْ .

                تُوَشْوشُني أحلامُك الخَجلى وضحكة ٌجذْلى تُسابِق ضوءَ القمر تَرتَسِم على شَفتيك المكتنزتين بالحكاياتِ المرَّة .

                يا رفيقَ السمر ،

                تجوبُ حكاياتُك المُرةُّ مدائن أوردتي ، وتجعلُني ناطورا يُمسِك بابَ الشوقِ يُشرِعُه لك عند المجيء ويُقفلُه في وجْهِ أولئك سارقي السُّكونِ من عُيونِ حكاياتِنا البريئة ، ينثرُون الملحَ في عُيونِنا ويقصِدون عن عمد سَمْلَ البصيرةِ وكَتْمَ الأنفاسِ في الصُّدورْ.

                يا رَفيق السَّمر ، يا أنا على قارعةِ الانتظارِ في زمَنِ القهْر ِ، خُذْني وعَبِّئني في صُرَّتك حكايةَ أنثى علقَّوها ثوْباً على وتَدِ خِرْبةٍ قديمةٍ تَلُوح ُمع الريحِ ، سَرقوها من سَريرِ الطفولة وجَرُّوها بعودِ مِحراثٍ قديم ٍ، وامتدت أمامَها بيادِرُهم ، وثوبُ أنوثتها معلقٌ هناااااك يَصْفُر مع الريِّح .

                يا رفيقَ السمرِ ، يا أنا ، حنانيك إنْ أَذْهلَتْك قدماي المشقَّقةُ ، وسِحنَتي السوداءُ ، وكفَّانِ من خَشَبٍ ، حنانيك يا أنا إن هالَك علَى بدنِي ثَوبي المرقَّعُ ببقاياهم وشَعري المنفوشُ على رأسِ طفلةٍ قديمةٍ يعلُو جسدَ امرأةٍ لفظتها عُيونُهم وبصَقتْها بين يديكَ مزاريبُ الألم .

                يا رفيق السمر يااااااااا أنا ، دعْني أُناديك ، دَعْني أمُدُّ الصوتَ أناجي أنا ، فقد حان المغيبُ ودنا لمحراثي السكون ، لعلي أَسمَعُني في عَينيْكَ وأراني لوْ مرةً في سَمعِك أغنيةَ نايٍ يناجي الخُلود .

                يا رفيقي ، عندما يأتي الصَّباحُ وتُلملِم صُرَّتَك وقد آذنك عني الرَّحيل ، فقالوا عني ما قالوا ، وتركوا جُثتي للطَّير ، فبِحقِّ ما جمعتْنا من ليالي السَّمر ، قف يوما على شُبَّاكي بعد أن يَسْمُلَ الغيابُ من عيْنيهِ خُضرته ويأكلَهُ السواد ُ، وقل :

                هُنا كان يجثو ذاتَ حِكايةٍ قلبُ طيرْ .

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #23
                  أستاذة منجية .. بعد تقديم وافر التحية و الاحترام

                  أشكرك كثيرا علي ثقتك بي ، و إصرارك علي مشاركتي هذا المهرجان .
                  و لكن
                  أتتني رسالتك بمنحي أحقية اختيار ما أود قوله
                  و المشاركة به فى تلك الحفل
                  و لم أتقدم إليكم باى كلمات
                  سوى الرجاء من الله أن يوفقني بالمشاركة
                  الآن فوجئت بطرح نص لي فى هذا المتصفح
                  فأرجو أن تحذفيه أو تعلني به
                  أنه لم يكن بموافقة صاحبه !!

                  دمت بكل الخير و السعادة
                  مع أجل أمنياتي بأمسية مدهشة للجميع


                  تقديري و احترامي


                  أستاذي القدير ربيع

                  آسفة لأني نشرت نصا من إختياري..... لك أستاذي ما تريد و سأحذف النص
                  المهم بالنسبة لنا هو رضاء رواد القسم
                  كل التحية و التقدير


                  التعديل الأخير تم بواسطة منجية بن صالح; الساعة 19-09-2011, 16:23.
                  sigpic

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #24



                    حين لا أنتهي منك إلا إليك

                    شام الكردي


                    الحنون ، الهادئ ، السخي ، الرقيق كـالندى ، الكثير كـسنبلة ، الثائر كـرصاصة ، المناضل كـزيتونة ،

                    الشفاف كالقمر ، البلوري كحلم ،الساطع كنجمة تغازل العتمة ،


                    الجميل كطفل يتوسد ذراعي ، المشاغب كـمراهق يطوي رسائل شغفه في جيب الليل ، الكبير كـرجل يشتاق التسكع بي !
                    السحري كـطيف يولد من قبة الساحر ، الأخضر كعشب مبلول ، المتوهج كـصيف أشجار الليمون ، السابح كـخريف أصابع السنديان فوق نافذتي المسكونة بالسهر ورائحتك ، الأبيض كـثلج الشام والملائكة التي لا تتلون ، الفصل الخامس في عمري و فاتحة الضوء المنساب كــأغنية تندس برئتي و ترتب النبض ، الرومانسي كـظل حبيب يرقص على سلالم فيروز ، العتيق كــأنشودة ترفرف فوق قبعات الحصادين و كروم البيادر!
                    الوطن الوارف كشجرة سيسبان ، الـعاصمة العائمة على ضفاف صدري كـالبندقية !
                    المدن كل المدن في أطلس الحب وممرات الأماني البيضاء كـجبين السماء الرطب !
                    الأسرار ، الصور ، الرسائل الغافية بقلبي ، تفاصيل اللقاء على مدرج طائرة ، عصافير الشرفة القرمزية ،
                    الوردة بلون التوت .. التوت برائحة الوردة ،
                    المناديل المطرزة بحروف اسمك ، القبلة على فستاني الفضي ، الياسمينة في شعري ، الياسمينة في كفي !
                    الـنزاري في وطن الحب ، الــدرويشي في حب الوطن ..!
                    كل الأشياء .. أنت ، أنت وحدك سماء ثامنة ..
                    سمـــاء لا تتسع إلا لي !

                    تعليق

                    • شيماءعبدالله
                      أديب وكاتب
                      • 06-08-2010
                      • 7583

                      #25
                      الفراشـــات لا تغضب / سليمى السرايري



                      الفراشات لا تغضب


                      تجوب في غربةٍ تفاصيل القصيدة،النقاط في مكانها...الفواصلُ كعادتها تجعل لها متنفّسا بين الكلمات..
                      أرهقها قليلا احتباس الأمنيات، فتسرّب لها البردُ من مكمن في حديقة اعتبترها الجنّة الصغيرة .

                      الليلة أُعْلِنَ على الشريط الملوّن، أعراس اللغة.

                      شعرتْ بأنّها تريد الغناء.... عفوا، عزف صوتها.
                      أعدّتْ شهوتها، وأحصت بصمت مريحٍ عدد الدمعات التي بلّلت غيوم غرفتها وهي تجهّزُ الفلك لتبحر في حفنة ماء بين يديه.

                      الليلُ هنا بلون النبيذ...والانتظار مرهق، يحفرُ ثورته في الغبطة المُرّة.
                      ظلّت تتشمّس في نفسها، فراشة ضاحكة تعرك حيرتها من صلصال القصيدة ثم تعجنها بالندى والمطر والعسل ، فتصعد منها بين الفينة والأخرى تنهيدة مليئة بالحمام وهي تصبّ صوتها على سلّم الموسيقى.

                      هل تسمعها الحديقة يا ترى؟؟

                      تسال نفسها فجاة ثم تطرق لتداعب أجنحتها الملوّنة.
                      تقف عند شرفة الانتظار غير عابئة بالبرد المتسرّب إليها من بين شقوق أرض ، تريد أن ترى السماء.

                      واصلت الفراشة عشقها بصمت، بعدما اكتشفت أن الحديقة باردة جدّا جدّا وقد تهاطل الغيم وتصاعد صرير الرماد.

                      داهمتها ريح عارية وطيور عجاف، فأصبح المدى جثثا بيضاء طافت بذات القصيدة.

                      لمحت في البعد لذّة الموت عشقا تطير على جناح اللحظة الهاربة.
                      نادت صوتها الهارب منها أيضا خلف القصيدة، فضاع في الريح وازداد الغبار اتّساعا....

                      هناك في الطرف الآخر من مكان الاحتفال،
                      الحديقة تصعد منها قسوة غريبة مبطّنة بطبقات سميكة من اللاّمبالاة والفراشة تفكّ ضفائرها بالزغاريد لأجراس الغيوم.

                      ما أروع الريح تدخل مناطق الهدوء في ذاتها..
                      قد تهتدي كلّ القصائد إلى صوتها،
                      قد يتلعثم الشاعر حين يكبر في السّفر عبر صوتها....
                      هي الفراشة إذن، تهوي على كفّ الحرف لولا عصفور اكتمل في المشهد الأخير لعرس الكلمات.
                      استدلّ بقلبه إليها ، كان هناك يعزف لحنه الفضيّ.....
                      هناك على خزائن الجمان.

                      طارت إليه فالتقيا عند نقطة القصيدة.
                      مدّ لها منديله فثقبته دموعها وجسدها الرقيق حاضن حفل الطعنات.

                      ضمّ أجنحتها برفق وجلس يسامرها، ثم همس لها :

                      الفراشات لا تغضب.

                      ~~~~~

                      سليمى السرايري

                      تعليق

                      • منجية بن صالح
                        عضو الملتقى
                        • 03-11-2009
                        • 2119

                        #26


                        هيا نتوحد للعمل

                        محمد فهمي يوسف


                        أينَ الجَمَاعَةُ في زَمَنِ التَّشَرْزُمِ والتَّفَرُّقِ وَالجَدَلْ؟!
                        ضَاعَتْ بِأَشْهُرِنَا دُهُورٌ قَدْ عَهِدْنَاهَا تُلَوِّحُ بِالأَمَلْ
                        وَمَضَى الجَمِيعُ إلَى مَصَالِحِهِ وَدَعَ الأمَانِي لِلْكَسَلْ
                        وَاليَوْمَ أَمْضِي كَبَقِيةِ العَطْشَى إلَى حَقْلِ العَمَلْ

                        تعليق

                        • حسين يعقوب الحمداني
                          أديب وكاتب
                          • 06-07-2010
                          • 1884

                          #27

                          الأسطر العائمه, حسين يعقوب الحداني


                          عندما يحاكي الشاعر نفسه

                          يعبد طريقه بالسطور


                          يجرب العوم ,

                          الأسطر العائمة في قصائده

                          تغادر زوارق ورقية

                          رغم أنها تحمل الشموع

                          تحمل الأضواء

                          تحمل ظلال أشرعتها المؤقته

                          في مسيرة نهر متعرج

                          فهي تزول ولا تزول

                          تزول بزوال أصحاب الذكريات

                          تزول , عندما تنساها الريح

                          خلف غصن .,

                          تعثرت أمامه أبيات القصيدة

                          تزول بعدما أحس الزورق الورقي

                          ثقل أسطره

                          التي ماكادت تستطيع العوم

                          يتكسر الزورق الورقي

                          فتنزل رقراقة

                          أحلام النفوس

                          تحملق في السماء ,, , , ,

                          وحدها

                          من تحفظ أسطر الغارقين

                          وتذكر بعيون الموتى. . . ,



                          أن المرآة مفتوحة ...

                          لاتطفيء النظر

                          الا بأصابع المودعين


                          هناك اختفى الزورق

                          وهناك سكن القاع




                          تعليق

                          • رضا الزواوي
                            نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                            • 25-10-2009
                            • 575

                            #28
                            حينما تكون الذائقة قاصرة، وموجهة؛ فإنها لن ترى إلا نفسها، وظلّها، وما يدور في فلكها، و"فاقد الشيء لا يعطيه"، ولا أقول أكثر!
                            التعديل الأخير تم بواسطة رضا الزواوي; الساعة 19-09-2011, 19:04.
                            [frame="15 98"]
                            لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                            وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                            [/frame]

                            تعليق

                            • علي المجادي
                              عضو الملتقى
                              • 07-07-2011
                              • 172

                              #29
                              سأكتب على عجل ....
                              لان حروف السّماء ستمطر
                              على شفتيك ..
                              ستمطر.
                              فأغرق عند النقاط وبين
                              الفواصل ...
                              وحين أُبَاشِرك بالكلام
                              أغازل ْ..
                              لماذا تُراني أغازلْ؟
                              كلّما تقرعين المساء
                              تشتت بعضي ..
                              فجئتك حلما جميلا
                              وطيفا يعانق ...
                              كلّ الحروف
                              وكلّ النقاط
                              وكلّ الفواصل
                              تفاصيلك يا فتاتي
                              الجميلة
                              ترهقني....تتعبني...
                              تجعلني أتساءل

                              ترني.... ا
                              أغازل ؟
                              لماذا أغازل ؟

                              تعليق

                              • منيره الفهري
                                مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                                • 21-12-2010
                                • 9870

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                                ما شاء ألله . الخواطر الليلة كثيرة
                                والأسماء كبيرة .
                                إذا سمح الوقت ، سأقدم خاطرتي :

                                شمس فلسطين3
                                رملتي
                                هي أمي
                                أختي وأخي
                                خالي وعمي
                                هي حفيدي قُرَّةُ العين
                                رملتي
                                قطعةُ أرض
                                عشقٌ وهيام
                                وِسادةٌ
                                أسندُ عليها رأسي ... أبللُها بدموعي
                                آه يا وجعي
                                بُعْدي عنكِ .... موتٌ
                                أتظنونني في الشتات
                                أحيا كباقي الخلق
                                أضحك على نفسي
                                أقول
                                أنا في وطن ثانٍ
                                أتنقل من بلدٍ إلى بلد
                                من وطن ثانٍ
                                إلى وطنٍ آخر ثانِ
                                أنا مواطنٌ بدونِ هوية ....
                                بلا إسم
                                بدون متاع
                                هي - البقجةُ - يا إخوتي
                                رفيقتي في السراء
                                والسراء
                                ومفتاح بيتي
                                أخفيته خِلسةً
                                عن عيون الأصدقاء
                                لا تتعجبوا
                                بات أعدائي هم من يلبسون القناعَ
                                هل أخدع نفسي
                                أخدع جيراني
                                رفيقةَ دربي
                                التي لم تنعم ليلة بحميمية اللقاء
                                منذ أن بتروا أطرافي ... في صبرا وشاتيلا
                                ودفنوها في قبيةََ ودير ياسين
                                كم مرةً على المرءِ أن يُذبَحَ
                                بعد الذبح الأول الكبير
                                خارج رملتي
                                كل يوم أُصْلَب
                                وهل يَضُرُّ السلخّ بحَمَلٍ
                                قد ذُبِحَ من الوريد للوريد ؟
                                زارني في صومعتي
                                المعتكفُ فيها منذ دهور
                                ملاك
                                لا ليس ملاكا
                                فالملائكة تأتيك بالبشارة
                                أو
                                الخبر اليقين
                                يا رابعة المدن المستحدثة في الإسلام
                                أنشأكِ ابن عبد الملكِ سُلَيْمان
                                أأفرح أنك غَدوتِ شمس فلسطين
                                وبيتُ المقدس ونابلسُ وغزةُ والخليلُ
                                نجومٌ حولك تحوم ؟
                                أم أفرح ببركة الخيزران
                                بالجامع الأبيض ... بالحارات بالسَكَنات
                                بالمواسم
                                وسوق الأربعاء
                                متى تعودين يا حطين
                                احتلوكِ الفِرنجة
                                فما نام صلاحُ الدين
                                سليمٌ الملقبُ بالأول
                                سباكِ
                                رماكِ بالمنجنيق
                                لم تغيبي عن عين بونابرت
                                احتمى فيكِ
                                وجعل من جامعك الأبيض
                                عينا
                                ترقب نساءك متى يلدن وماذا ...
                                وسوس هاتفٌ في أذني
                                هذه أرض الميعاد
                                لأبناء يعقوب
                                إن لم تصدقْني
                                اسألْ بلفور .... وسيشهدُ بالزور
                                الملائكة تأتينا بالبشارة
                                أنت لست ملاكا
                                أنت شيطانٌ رجيمٌ
                                جلس المندوب السامي
                                يعالجُ العَدسَ
                                هذه حبةٌ مكتنزةٌ
                                وتلك - زوانٌ -
                                أضربنا عن العمل
                                عن الطعام
                                ضاعت الرملةُ ضاعت يافا وحيفا
                                ضاعت فلسطين
                                ستون عاما ... ونيّف
                                وأبناءُ إسرائيل
                                في كل يوم يقضمون من تراب رملتي
                                رملة ....
                                وأبناءُ جلدتي
                                لا ألومهم ...
                                يقبضون بأسنانهم على التاج والكرسي
                                والأمارة
                                احرقوني حين أموتُ
                                فلن تجدوا ترابا يغطيني
                                ولا خشبا تصنعون منه التابوتَ
                                لا تلفوني بالعلم
                                خيطوا منه ثوبا لحفيدي
                                الذي ما انفك يداعبني :
                                جدي .....
                                حين أُسأل من أين أنا
                                أأقول :
                                انني رمليٌ
                                لي بيت وبيارة
                                ولي صيف هناك
                                وشتاء وخريف وربيع
                                وأصمُّ أذني
                                عن كل ما قيل بحقك في بيوت الحقارة
                                حل حقا ستقبل يا جدي بالتعويض
                                وتدفنُ - كوشانََ - بيتِك
                                في طحينِ الوكالة
                                قوالبِ جُبنها وعلبِ السردين ؟
                                هل ستقبل بوطنٍ ... دميةٍ
                                مقطعِِ الأوصالِ بلا حدودٍ
                                بلا سماء
                                عصافيرَ وفراشاتٍ
                                جدي ..... جدي
                                ليس ما يزعجني غيرَ المخيم
                                كلمةُ لاجئ
                                بِعْ - كرتَ المؤن -
                                اشترِ قطعة أرضٍ في عبدون
                                ابنِ قصرا
                                وانسَ أنك هُجِّرْتَ من رملتك قسراً
                                أعدك أننا لن نحتفلَ بعد اليوم
                                بمواسمِ الأنبياء
                                روبين .... النبي صالح
                                موسى ... الخضر
                                والسيدة العذراء
                                تلك رملتي يكتشفها الآن أبناؤها
                                وأنا قادمٌ من حنيني
                                من عشقي
                                يا زمن العودة
                                ها قد جاءَ وقتُك
                                كم كنت رائعا دكتورنا الغالي فوزي بيترو في قراءتك المميزة البارحة

                                في سهرة صيد الخاطر...

                                كنت رااااائعا حد البكاء...

                                تأكد يا سيدي أن فلسطين لن تضيع و أن الفجر قادم لا محالة..يا رب

                                شكرا على هذا القلم النازف ابداعا دكتورنا

                                و حفظك الله و نصر فلسطين الأبية

                                تعليق

                                يعمل...
                                X