قراءة جديدة "فى الشعر الجاهلى "للدكتور طه حسين .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #46
    [align=justify] إن الأستاذ المؤلف أخطأ فيما كتب وأخطأ أيضا فى تفسير ماكتب وهو فى هذه النقطة قد تعرض بغير شك لنصوص القرآن وليس فى وسعه الهرب من إدعائه البحث العلمى منفصلا عن الدين ، فليفسر إذن لنا قوله تعالى فى سورة النساء :"إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان " "وقوله فى سورة مريم :"واذكر فى الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا "واذكر فى الكتاب إسماعيل إ نه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا "
    وفى سورة آل عمران:"قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون "

    وغير ذلك من الآيات القرآنية الكثيرة التى ورد فيها ذكر إبراهيم وإسماعيل ،لا على سبيل المثال كما يدعى حضرته ،وهل عقل الأستاذ سليم بأن الله سبحانه وتعالى يذكر فى كتابه أن إبراهيم نبى وأن إسماعيل رسول نبى مع أن القصة ملفقة ، وماذا يقول حضرته فى موسى وعيسى وقد ذكرهما الله سبحانه وتعالى فى الآية الأخيرة مع إبراهيم وإسماعيل وقال فى حقهم جميعا لانفرق بين أحد منهم ،وهل يرى حضرته أن قصة موسى وعيسى من الأساطير أيضا قد ذكرها الله وسيلة للاحتجاج أو للهداية كما فعل فى قصة إبراهيم وإسماعيل مادامت الآية تقضى بألا نفرق بين أحد منهم 0
    الحق ان المؤلف فى هذه المسئلة يتخبط تخبط الطائش ويكاد يعترف بخطئه لأن جوابه يشعر بهذا عندما سألناه فى التحقيق عن السبب الذى دعاه أخيرا لأن يقرر بطريقة تفيد الجزم بأن القصة حديثة العهد ظهرت قبل الإسلام فقال فى ص27 من محضر التحقيق :هذه العبارة إذا كانت تفيد الجزم فهى إنما تفيده إن صح الفرض الذى قامت عليه وربما كان فيها شىء من الغلو ولكنى أعتقد أن العلماء جميعا عندما يفترضون فروضا علمية يبيحون لأنفسهم مثل هذا النحو من التعبير فالواقع أنهم مقتنعون فيما بينهم وبين أنفسهم بأن فروضهم راجحة "
    [/align]
    0

    تعليق

    • عبدالرؤوف النويهى
      أديب وكاتب
      • 12-10-2007
      • 2218

      #47
      [align=justify] والذى نراه أن موقف الأستاذ المؤلف هنا لايختلف عن موقف الأستاذ (هوار) حين ينكلم عن شعر أمية بن أبى الصلت وقد وصف المؤلف نفسه هذا الموقف فى ص82،83من كتابه بقوله :
      مع أني من أشد الناس إعجابا بالأستاذ (هوار) وبطائفة من أصحابه المستشرقين وبما ينتهون إليه في كثير من الأحيان من النتائج العلمية القيمة في تاريخ الأدب العربي وبالمناهج التي يتخذونها للبحث ، فإني لا أستطيع أن أقرأ مثل هذا الفصل الذي أشرت إليه آنفا دون أن أعجب كيف يتورط العلماء أحيانا في مواقف لا صلة بينها وبين العلم .

      حقا إن الأستاذ المؤلف قد تورط فى هذا الموقف الذى لاصلة بينه وبين العلم بغير ضرورة يقتضيها بحثه ولافائدة يرجوها لأن النتيجة التى وصل إليها من بحثه وهى قوله (إن الصلة بين اللغة العدنانية وبين اللغة القحطانية كالصلة بين اللغة العربية وأى لغة أخرى من اللغات السامية المعروفة وأن قصة العاربة والمستعربة وتعلم إسماعيل العربية من جرهم كل ذلك حديث أساطيرلاخطر له ولاغناء فيه )
      ماكانت تستدعى التشكك فى صحة إخبار القرآن عن إبراهيم وإسماعيل وبنائهما الكعبة ثم الحكم بعدم صحة القصة وباستغلال الإسلام لها لسبب دينى 0

      ونحن لانفهم كيف أباح المؤلف لنفسه أن يخلط بين الدين والعلم وهو القائل بأن الدين يجب أن يكون بمعزل عن هذا النوع من البحث الذى هوبطبيعته قابل للتغيير والنقض والشك والإنكار "ص22من محضر التحقيق "وإننا حين نفصل بين العلم والدين نضع الكتب السماوية موضع التقديس ونعصمها من إنكار المنكرين وطعن الطاعنين ص24من محضر التحقيق "

      ولاندرى لم يفعل غير مايقول فى هذا الموضوع 0لقد سئل فى التحقيق عن هذا فقال:
      إن الداعى أنى أناقش طائفة من العلماء والآباء والقدماء والمحدثين وكلهم يقرون أن العرب المستعربة قد أخذوا لغتهم عن العرب العاربة بواسطة أبيهم إسماعيل بعد أن هاجر ،وهم جميعا يستدلون على آرائهم بنصوص من القرآن ومن الحديث فليس لى بد من أن أقول لهم إن هذه النصوص لا تلزمنى من الوجهة العلمية ،أما الثابت من نصوص القرآن فقصة الهجرة وقصة بناء الكعبة وليس بها يستدل على تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة ،على أن إسماعيل أبو العرب العدنانيين ،ولا على تعلم إسماعيل العربية من جرهم ،ونص الآية التى أثبتت الهجرة (ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) لايفيد غير إسكان ذرية إبراهيم فى وادى مكة أى أن إسماعيل هو جرهم صغيرا( كنص لحديث)إلى هذا الوادى فنشأ فيه بين أهله وهم من العرب وتعلم هو وابناؤه لغة من نشأوا بينهم وهى العربية لأن اللغة لاتولد مع الإنسان وإنما تكتسب اكتسابا وقداندمجوا فى العرب فصاروا منهم وهذا الاندماج لايترتب عليه أن يكون لجميع العرب العدنانيين من ذريته إذ الحكم يقتضى أن لايكون مع إسماعيل أحد منهم حتى لايوجد غير ذريته وهو ما لم يقل به أحد-
      وياليت الأستاذ المؤلف حذا حذو ذلك المبشر هاشم العربى فى هذه المسألة حيث قال (ولا إسماعيل نفسه بأب للعرب المستعربة ولاتملك أحد من بنيه على أمة من الأمم وإنما قصارى أمرهم أنهم دخلوا وهم عدد قليل فى قبائل العرب العديدة المجاورة لمنازلهم فاختلطوا بها وما كانوا منها إلا كحصاة فى فلاه )
      تراجع ص356من كتاب مقالة فى الإسلام – ولو أن المؤلف فعل هذا لنجا من التورط فى هذا الموضوع أما مسألة بناء الكعبة فلم يفهم الحكمة من نفيها واعتباره اسطورة من الأساطير اللهم إلا إذا كان مراده إزالة كل أثر لإبراهيم وإسماعيل ولكن ما مصلحة المؤلف فى هذا ?
      اللهأعلم بمراده0
      [/align]

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #48
        [align=justify] عن الأمر الثانى

        من حيث إن المبلغين ينسبون إلى المؤلف أنه يزعم "عدم إنزال القراءات السبع المجمع عليها والثابتة لدى المسلمين جميعا " ويقول إن هذه القراءات"إنما قرأتها العرب حسب ما استطاعت لا كما أوصى الله بها نبيه "مع أن معاشر المسلمين يعتقدون أن كل هذه القراءات مروية عن الله تعالى على لسان النبى صلى الله عليه وسلم وأن تجده فيها من إمالة وفتح وإدغام وفك ونقل كله منزل من عندالله تعالى استدلوا على هذا بحديث النبى صلى الله عليه وسلم "أقرأنى جبريل على حرف فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف"وعلى قوله صلى الله عليه ةسلم لما تحاكم إليه سيدنا عمربن الخطاب وهشام بن حكيم بسبب ما ظهر من الاختلاف بين قراءة كل منهما :هكذا أنزلت ،إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فا قرءواما تيسر منه " وقالوا إن الحديث وإن كان غير متواتر من حيث السند إلا أنه متواتر من حيث المعنى 0
        وحيث إنه يجب أن يلاحظ قبل الكلام على عبارة المؤلف أن حديث:أنزل القرآن على سبعة أحرف "قد ورد من رواية عشرين من الصحابة لابنصه ولكن بمعناه 0وقد حصل اختلاف كثير فى المراد بالأحرف السبعة فقال بعضهم إن المراد بلأحرف السبعة الأوجه التى يقع بها الإختلاف فى القراءة "راجع كتاب البيان لطاهر بن صالح الجزائرى –طبع المنار –ص38،37
        وقال بعضهم إنها أوجه من المعانى المتفقة بالألفاظ المختلفة نحو:أقبل وهلم تعالوعجل وأسرع وانظروأخر وأمهل ونحوه"ص39وما بعدها من الكتاب المذكور "
        وقال بعضهم إنها أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل "ص47"
        وقال بعضهم إنها سبع لغات متفرقة فى القرآن لسبعة أحياء من قبائل العرب مختلفة الألسن "ص49"
        وقال بعضهم إن المراد بالسبعة الأحرف سبعة أوجه فى التلاوة وكيفية النطق بالكلمات التى فيها من إدغام وإظهار وترقيق ومالة وإشباع ومد وقصر وتشديد وتخفيف وتليين "لأن العرب كانت مختلفة اللغات فى هذه الوجوه فيسر الله عليهم ليقرأ كل نسان بما يوافق لغته ويسهل على لسانه "ص59"وقال غيرهم غير ذلك 0
        وقد قال الحافظ أبو حاتم ابن حيان البستى " اختلف أهل العلم فى معنىالأحرف السبعة فى خمس وثلاثين قولا "ص60،59"0
        وقال الشرف المرسى:"الوجوه أكثرها متداخلة ولا أدرى مستندها ولاعمن نقلت " إلى أن قال "وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبع وهو جهل قبيح"ص16،وقال بعضهم هذا الحديث من المشكل الذى لايدرى معناه وقال آخر والمختار عندى أنه من المتشابه الذى لايدرى تأويله 0
        ورأى "أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى " صاحب التفسير الشهير فى معنى الحديث أنه أنزل بسبع لغات وينفى أن يكون المراد بالحديث القراءات لأنه قال فأما ما كان من اختلاف القراءة فى رفع حرف وجره ونصبه وتسكين حرف وتحريكه ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم :أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف " بمعزل لأنه معلوم أنه لا حرف من حروف القرآن مما اختلفت القراءة فى قراءته بهذا المعنى يوجب المراء به كفر الممارى به فى قول أحد من علماء الأمة 000"راجع الجزء الأول من تفسير القرآن للطبرى ص13 طبع المطبعة الأميرية
        [/align]
        0
        ر

        تعليق

        • عبدالرؤوف النويهى
          أديب وكاتب
          • 12-10-2007
          • 2218

          #49
          [align=justify] والمؤلف قد تعرض لهذه المسألة فى الفصل الخامس الذى عنوانه "الشعر الجاهلى واللهجات " حيث تكلم عن عدم ظهور اختلاف فى اللهجة "يريد باللهجة هذا الاختلافات المحلية فى اللغة الواحدة أو مايسميه الفرنسيون dialcte أو تباعد فى اللغة أو تباين فى مذهب الكلام مع أن لكل قبيلة لغتها ومذهبها فى الكلام وهو يريد بذلك أن يدلل على أن الشعر الذى لم يظهر فيه أثرا لهذه الاختلافات لم يصدر عن هذه النقطة ،قال إن القرآن الذى تلى بلهجة واحدة هى لغة قريش ولهجتها لم يكد يتناوله القراء من القبائل المختلفة حتى كثرت قراءاته وتعددت اللهجات فيه وتباينت تباينا كثيرا، جد القراء والعلماء المتأخرون فى ضبطه وتحقيقه وأقاموا له علوما خاصة وقد أشار بإيضاح إلى مايريده من الاختلاف فى القراءات0 فقال إنما يشيرإلى اختلاف آخر يقبله العقل ويسيغه النقل وتقتضيه ضرورة اختلاف اللهجات بين قبائل العرب التى لم تستطع أن تغير حناجرها وشفاهها وألسنتها لتقرأ القرآن كما كان يتلوه النبى وعشيرته من قريش فقرأته كما كانت تتكلم فأمالت حيث لم تكن تميل، ومدت حيث لم تكن تمد ،وقصرت حيت لم تكن تقصر، وسكنت حيث لم تكن تسكن وأدغمت أو أخفت أو نقلت حيث لم يكن تدغم ولاتخفى ولاتنتقل.

          فالمؤلف لم يتعرض لمسألة القراءات من حيث أنها منزلة أو غير منزلة وإنما قال كثرت القراءات وتعددت اللهجات وقال إن الخلاف الذى وقع فى القراءات تقتضيه ضرورة اختلاف اللهجات بين قبائل العرب التى لمتستطع أن تغير حناجرها وألسنتها وشفاهها فهو بهذا يصف الواقع وإن صح رأى من قال إن المقصود بالأحرف السبعة هو القراءات السبع فإن هذه الاختلافات الذى كانت واقعة فعلا كانت طبعا هى السبب الذى دعا إلى الترخيص للنبى صلى الله عليه وسلم بأن يقرأ كل قوم بلغتهم حيث قال صلى الله عليه وسلم أنه قد وسع لى أن أقرىء كل قوم بلغتهم قال ايضا أتانى جبريل فقال إقرأ القرآن على حرف واحد فقلت إن أمتى لا تستطيع ذلك حتى قال سبع مرات فقال لى إقرأ على سبعة أحرف إلخ0

          وإن لم يصح هذا الرأى فإن نوع القراءات الذى عناه المؤلف إنما هو من نوع ماأشار إليه الطبرى بقوله أنه بمعزل عن قول النبى صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف ،لأنه معلوم أنه لاحرف من حروف القرآن مما اختلفت القراءة فى قراءته بهذا المعنى يوجب المراء به كفر الممارى به فى قول أحد من علماء الأمة.

          ونحن نرى أن ما ذكره المؤلف فى هذه المسألة هو بحث علمى لاتعارض بينة وبين الدين ولا اعتراض لنا عليه0
          [/align]

          تعليق

          • عبدالرؤوف النويهى
            أديب وكاتب
            • 12-10-2007
            • 2218

            #50
            [align=justify]
            عن الأمر الثالث

            من حيث أن حضرات المبلغين ينسبون للأستاذالمؤلف أنه طعن فى كتابه النبى صلى الله عليه وسلم طعنا فاحشا من حيث أبه قال فى ص72من كتابه "ونوع آخر من تأثير الدين في انتحال الشعر وإضافته إلى الجاهليين ، وهو ما يتصل بتعظيم شأن النبي من ناحية أسرته ونسبه في قريش . فلأمرٍ ما اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون صفوة بني هاشم ، وأن يكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف ، وأن يكون بنو عبد مناف صفوة بني قصي ، وأن يكون قصي صفوة قريش ، وقريش صفوة مضر ، ومضر صفوة عدنان ، وعدنان صفوة العرب ، والعرب صفوة الإنسانية كلها"

            وقالوا إن تعدى المؤلف بالتعريض بنسب النبى صلى الله عليه وسلم والتحقير من قدره تعد على الدين وجرم عظيم يسىء إلى المسلمين والإسلام فهو إجترأ على أمر إذ لم يسبقه إليه كافر ولامشرك0

            المؤلف أورد هذه العبارة فى كلامه عن الدين وانتحال الشعر والأسباب التى يعتقد أنها دعت المسلمين إلى انتحال الشعر وأنه كان يقصد الانتحال فى بعض الأطوار إلى إثبات صحة النبوة وصدق النبى وكان هذا النوع موجها إلى عامة الناس وقال بعد ذلك؛والغرض من هذا الانتحال على مايرجح"إنما هو إرضاء حاجات العامة الذين يريدون المعجزة فى كل شىء ولايكرهون أن يقال لهم ن من دلائل صدق النبى فى رسالته أنه كان منتظرا قبل أن يجىء بدهر طويل ثم وصل إلى مايتعلق بتعظيم شأن النبى من ناحية أسرته ونسبه فى قريش0

            ونحن لا نرى اعتراضا على بحثه على هذا النحو من حيث هو وإنما كل ما نلاحظه عليه أنه تكلم فيما يختص بأسرة النبى صلى الله عليه وسلم ونسبه فى قريش بعبارة خالية من كل احترام بل وبشكل تهكمى غير لائق ولايوجد فى بحثه ما يدعوه لإيراد العبارة على هذا النحو0
            [/align]

            تعليق

            يعمل...
            X