شط الأمومة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #16
    والله يا أستاذ هائل أنا فعلا مقصر مع هذا النص ، لكن يشهد الله أنى أعتبره فاكهتى الجميلة التى ادخر لها وقتا للتذوق الذى يظهر روعتها وما تكنزه من ثراء ، وبإذن الله ستكون لى مداخلة للنص خلال هذا الأسبوع فإلى لقاء قريب

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #17
      وأراك والأبناء في قيلولة كَالظِّلِّ حِينَ يَقِيلُ في الودْيَانِ
      فَيُرَفْرِفُونَ بِِشَدْوهمْ ونشيدهم كالطَّير حِينَ يَرِفُّ في الأغْصَانِ

      فى هذى اللوحة السابقة نحن أمام علاقة التشبيه الذى ينداح تفاصيلَ وتخييلا مع خطى البيت فى تناغم ملفت يدل بحق على شاعرية وإبداع ، حيث نتلقى عبر المعالجة الفنية علاقة المضارعة ( وأراك ... ) التى تحيلنا إلى مشهدية دائبة وتمهد لتلقى هذى المشهدية عبر تكرارها وثباتها

      - ربما يجترح قليلا من عذوبة هذى اللوحة علاقة المعطوف " وأراك والابناء " وهنا نتلقى لفظة " الابناء " المعرفة بال بما يجعل الرؤية خارجية وليس بطل النص داخل مشهدية اللوحة فهو يرى مشهدا للأم والابناء بما يجعله ليس واحدا من هؤلاء الابناء أى ليس فاعلا فى المشهد وهو معنى ليس مرادا فى ظنى

      - ثم ولنتأمل جمالية حرف الجر فى الذى يوحى بالاحتواء والاحتضان فى سياق ( فى قيلولة كالظل )

      -ثم ولنتأمل جمالية علاقة الظرف الذى يخصص حالة معينة من هذا الظل وهو الظل الذى يقيل فى الوجدان بما يجعلنا أمام الاستعارة المكنية التى تؤنسن أمام بصائرنا الظل وتجعله انعكاسا للحالة الإنسانية التى تفيض حنوا وحنانا فتستجيب لها الحياة فيكون الظل كيانا حيا نابضا بالحس يقيل كما يقيل البشر
      - ثم ولنتأمل حالة الدهشة التى تكنزها لنا المعالجة الفنية للوحة الشعرية حين تستدرجنا بذكاء فنى ليس لحالة الهجوع التى يستدعيها سياق القيلولة بل إلى نشوة صاخبة بالبهجة والفرح حين نتلقى سياق ( فيرفرون بشدوهم ...... والشدو هنا يستحيل استعارة تصريحية حيث تأويل السياق " فيرفرفون بجناحهم الذى هو كالشدو رفيفه " وهذا السياق العذب هو الذى يحيلنا إلى المحسن البديعى الذكى الذى اختارته المعالجة الفنية ويتمثل فى المقابلة بين القيلولة والبهجة التى تستدعيها تلك القيلولة

      - والحقيقة نحن مع فنية المقابلة هنا أمام انعكاس عذب للجو النفسى الذى يوحى بهذى الحالة من الحب الذى لا يهجع ولا يستكين بين الأم وابنائها حتى فى التعب ولحظات القيلولة يكون الاجتماع بالأم مشعلا من مشاعل البهجة التى تتقد فى وجدان الابناء نارا من السعادة والحياة البهيجة التى هى كحياة الطير على غصنه




      لكــن أمي قِبلةٌ لثمتْ هنا سجـــداتها بيتي بكل مكان
      كانتْ إذا مَرَّ الضُّحى بجِوَارِهَا صَلَّتْ فَصَلَّى مِثَلهَا ودعاني


      يمكن القول أن هذى اللوحة الشعرية تمتاز بتخييل ثرى يتجلى فيه الجو النفسى وبراعة المعالجة حيث نتلقى علاقة التشبيه البليغ " أمى قبلة " دون أداة التشبيه بما يجعلنا أمام ذوبان المشبه فى المشبه به

      - ثم ينداح التشبيه لنتلقى الاستعارة المكنية التى تجسد لنا القبلة وقد صارت سجداتها التى احتضتنا شفاه ملائكية تلثم المكان وجدا وحنينا ولوعة لغيبة الأم فكأنها بهذى اللثمات تتجسد امامنا ثكلى تبكى رفيقتها الغائبة والمشهدية هنا تجعلنا أمام الجو النفسى الذى يعلى من قيمة الأم ويراها كيانا نورانيا بهيا تحيا بطهره الأشياء وتنبت لها أرواح من محبة وحنين

      -ثم ينداح التخييل لنتلقى الضحى عبر الاستعارة المكنية وقد صار كيانا حيا يأتم بالأم فيصلى خلفها ، ونحن هنا أمام الاستعارة المكنية التى تستحيل تعبيرا كنائيا عن هذى الهالة البهية التى يرسمها الوجدان على رأس الأم فى لوحة النص ، وهذا التعبير الكنائى يتكرر فى عدة لوحات تالية فى النص حيث نتلقى سياق
      تَتَفَتَّقُ الرَّحَمَاتُ بينَ ضُلوعِهَا كَتَفَتُّقِ الأزْهَارِ في البُسْتَانِ
      وتُسَايرُ الأقْدَارَ إنْ هي أظْلَمتْ ودُعَاؤها جِسرٌ إلى المنَّانِ







      أماه قلبي مطمئن إنما بترتْ من الفجر الجميل يـــــدان


      يمكن القول أن هذى اللوحة من أروع اللوحات التى كنزها لنا هذا النص الجميل ، والذى يقوم على معالجة فنية تمزج الفكرة بالوجدان فى سبيكة فنية باهرة ، حيث نتلقى التعبير الكنائى " وإنما بترت من الفجر الجميل يدان " وهو الذى يقوم على علاقة القصر عبر الأداة " إنما " وهو القصر الذى يفاجئنا بهذى الصورة الصادمة الذكية التخييل ، وهى الصورة التى تقوم على الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الأم بكيانها النورانى البهى وقد توحدت فى الفجر فصارا كيانا واحدا هى يداه وهو روحها ووجدانها ، وهو تمازج جميل باهر التخييل

      تعليق

      • هائل الصرمي
        أديب وكاتب
        • 31-05-2011
        • 857

        #18
        لا فض فوك وبارك الله فيك جعلت للعيد طعما بكلماتك

        تعليق

        يعمل...
        X