لم أضعها إلا انتظارا لنقدكم البناء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة سعاد ميلي مشاهدة المشاركة
    رأيي الحر


    ..كي أكون أمينة معكم إخوتي المبدعين سوف أبين سبب موافقتي المبدئية فيما ما طرحه الزميل محمد ثلجي مع توضيح مكمن الصواب ومكمن الخلل في رده الواعي رغم ما طاله من قسوة مبررة عموما حسب رأيي... لأنه في الحقيقة الخلل هنا جزء من الكل/الصواب..
    و أخونا القدير أ محمد الصاوي كان غضبه حد ترك القسم لمجرد خلافه مع زميله محمد ثلجي غير مبرر تماما، إذ أتفق معه أن يختلف مع رأي أ محمد ثلجي ولا أتفق نهائيا في تركه للقسم لمجرد هذا الاختلاف.. !
    و كان من الأفضل أن يدلي بدلوه في نقد ما تفضل و نشره صاحب النص الكريم..
    لا ان يركز فقط في نقد رد أ محمد ثلجي وهنا كان كذلك قاسيا أكثر من الأستاذ محمد ثلجي كونه هدد بترك القسم ؟.. و عليه أقول لك أخي المبدع الرقيق أ محمد الصاوي كما وصفك أخونا القدير مختار عوض... عفوا منك زميلي العزيز لقد تسرعت.. نحن لا نريدك أن تتركنا لأن ردودك نقدرها كذلك...
    وأنت كذلك أخونا أ محمد ثلجي .. انسقت في تيار الانسحاب عبر تقديمك طلب الاستقالة وللأسف نحن الخاسر الأكبر.. حيث سنخسر صديقين مبدعين رائعين لمجرد الاختلاف.. هيا أرجوكما تصافحا فليس من مصلحة قسم النقد ان ينقسم على نفسه أبدا لأنه سوف يشتت ذهن القارئ وهذا ليس في مصلحة أي طرف كان
    ................................
    طيب.. لنرى معا رد أستاذ محمد ثلجي ورأيي الحر من خلاله:

    أستاذي الغالي محمد الخروصي
    تحية وبعد:


    وصف الأستاذ محمد ثلجي صاحب النص بالأستاذ الغالي .. إنما هو علامة ذكية من الناقد القدير محمد ثلجي بأن لا فرق بين التلميذ والأستاذ وهنا الكل يتعلم.. ولكن الأهم أن ندرك كيفية عدم إخفاء الشمس بأعين الغربال... وهو هنا أي الزميل محمد ثلجي.. هيئ لصاحب النص الجو الناضج لتحمل الرأي الصريح بثبات.. ترافقه المودة بداية... عبر وصفه بالأستاذ الغالي... و هذا تقدير واضح لشخص صاحب النص إذن ما تلاه لم يقصد الشخص نفسه ولكن النص كمادة قابلة للتحليل و النقد، وطرق هذا الأخير مختلفة.

    هذا نص لا يرتقي للشعر بمفهومه الحديث .. لكنه يندرج تحت مسمى شعر لظروف أحاطت به لحظة الكتابه من محسنات ألقيت رغم أنف النص /

    هنا أتفق مع الزميل محمد ثلجي فيما أشار إليه . ولكن طبعا لكل منا طريقته في التعبير...

    على جسد لا روح فيه.

    هنا لا أتفق مع زميلي محمد ثلجي في طريقة صياغته لهذه العبارة، ولو كنت مكانه اكتبها على الشكل التالي: النص له روح ولكنها روح تائهة في بحر الجسد/النص.. .....أتمنى لك يا صاحب النص إبصار الطريق إلى ذاتك من ذاتك نفسها.

    ثمة إصرار غريب على استعمال حروف العطف لربط أجزائه بيد أن ذلك لم يجدي نفعاً، نظراً لخشونة الأفكار واختلال بناها وانحسار معناها في مضيق الانفعال والتكلف.

    أتفق مع زميلي محمد ثلجي إلا في كلمة خشونة.. اذ أرى انه كان من المستحسن إدراج كلمة ..حماسة الأفكار.. بدلا من خشونة الأفكار... لان الحماسة تجعل صاحبها أكثر انفعالا وهذا ما جاء في قول صاحب النص نفسه. // هذه أبيات أوجهها لأغلى المعلمين في قلبي بعد أن عجزت عن مدحه.../

    أنتظر منك نصاً آخر وعليه سأخبرك حتماً بما يستوجب عليك فعله أخي الغالي.
    تحية واحترام


    انتظار أ محمد ثلجي لنص آخر هو يدل على استعداده لنصح صاحب النص أكثر حسب ما يجيء في رد صاحب النص عليه.. وهذا شيء جميل.. يعني أن للأستاذ محمد ثلجي رأي نقدي مطول.. ولكنه عبر عن رأيه بداية بإيجاز حتى لا يقسوا أكثر على صاحب النص ..

    اذن هذا هو سبب موافقتي على رد أ محمد ثلجي..


    و لك التحية أخي القدير أ محمد ثلجي و أخي القدير أ محمد الصاوي .. و للجميع هنا باقة من الوجدان الخالص..
    واتمنى في النهاية أن يكون هذا الاختلاف في طرح الآراء استفادة مهمة للكل ..
    كما أتمنى العدول على فكرة التخلي لكلا المبدعين .. وشكرا..

    تلميذتكم سعاد ميلي
    أشكرك أستاذة لقد أنرت لى كثيرا ما كنت أجهله و لم ألتفت إليه ويكفى تحليلك النقدى الجميل للنقد الذى قام به الناقد القدير الأستاذ محمد ثلجى ما شاء الله عليك

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #17
      شكرا لكم اساتذتي النقاد على ارائكم الجميلة
      والاختلاف فيه العافية, والحلم سيد الموقف.
      تحياااتي.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • محمد الصاوى السيد حسين
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2803

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
        الأستاذ القدير/ محمد ثلجي
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        الحمد لله نحن نحترم الجميع ونحبهم ونقدرهم .. ولكننا لانخضع إلا لله .. لكن هذا القسم كان بالفعل مستقلا وتابعا لمجلس النقد الأدبي الذي كنا نامل معه أن يكون مجلسا مستقلا على مستوى الشابكة وكنا على وشك اصدار مجلة نقدية متخصصة ، كل ذلك بهدف استقطاب النقاد من خارج الملتقى وبهدف تعدد منابر النقد في الملتقى .. ولما تعثر المجلس بسبب كثرة التظيرات والمواعظ النقدية .. قمنا بضمه لملتقى النقد .. لكنني أقترح على حضرتك أن تنشىء قسما مشابها مادامت المدارس النقدية تتعدد .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
        أتمنى ألا نكون كمن يحرث في البحر كلما أنجزنا خطوة إلى الأمام عدنا عشر خطوات للخلف .. وأرجو ألا تشغلنا الشكليات عن المضمون .. اقترح حضرتك ماتشاء من اقسام جديدة تحقق الهدف من خلال منهجك النقدي .. ولاشك أن تعدد المدارس النقدية فيه خير وارف .

        والأمر كذلك بالنسبة للقسم المستحدث اعرض نصك للتصحيح اللغوي والإملائي ..
        تحياتي لك
        تحياتى البيضاء

        أستاذى محمد شعبان الموجى

        تعرف أستاذى أنى لا أطمح لشىء ، وليس لى رغبة فى منصب ولا غيره ، ويشهد الله أنى ما رددت على الأستاذ محمد ثلجى غم مكانته وصدقاتنا التى أعتز بها إلا لأنى أرى فى ضميرى وعبر خبرتى السابقة أن هذا الأسلوب الذى يتبناه فى الرد يهدم ولا يبنى ويفرق ولا يجمع ، ثم إنه رد لا يقوم على نظرية نقدية لها أدواتها ومنهجها ، وهذا ما لا أحبه لا للأستاذ محمد ثلجى ولا للزملاء الذين تفاعلوا مع القسم لذا أثمن خطوة فصل ملتقى " اعرض نصك للنقد " وأرتضى هذا الحل، ومن جهتى أعتبر الخلاف منتهيا وبإذن الله يتحقق لنا جميعا ما نصبو إليه من رفعة للثقافة العربية والمثقف العربى

        تعليق

        • سعاد ميلي
          أديبة وشاعرة
          • 20-11-2008
          • 1391

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
          أشكرك أستاذة لقد أنرت لى كثيرا ما كنت أجهله و لم ألتفت إليه ويكفى تحليلك النقدى الجميل للنقد الذى قام به الناقد القدير الأستاذ محمد ثلجى ما شاء الله عليك
          أخي القدير و العزيز أ محمد الصاوي الآن أتبت لي أن قلبك طيب والدليل هو ردك هذا رغم أنني أحس ان مازال في ثناياه بعض من الغضب ^_^ وأدري انه غضب سوف يتلاشى أكيد لما أعرفه عنك من الطيبة ولكنني دهشت لحجم غضبك أعلاه ^_^ .. وبالنسبة لردي انه يا اخي العزيز مجرد رأي حر وقد أشرت الى هذا بداية.. وبما أنك وصفته كما جاء في قولك الكريم.. فأنت لك الحرية أن تصنفه في أي خانة تحبها طبعا .. لأنك حر كذلك.. وهذا هو الجميل أن نختلف ولكن أن نحب بعضنا البعض إنسانيا... وأتمنى صادقة أن تتراجع عن قرارك بالتخلي عنا لأننا لا نستطيع أن نشتغل في جو ودي ومرتاح وأحد أصدقاءنا غاضب من صديق له والله أنت والأستاذ محمد ثلجي عزيزان علي.. ولا أحب ان تتخاصما هكذا.. و اتمنى ان تتصافحا .. واكيد الأستاذ محمد ثلجي لا يبتغي سوى النصيحة لصاحب النص.. جميل القلب فعلا... والدليل هو تحيته للجميع دون ان يدخل في النقاش بل وقف يقرا في هدوء و وجه لنا التحية و بدوري أوجه التحية له اخونا الطيب محمد الخروصي.. واكيد سوف يصل الى المستوى الأفضل بعد هذا الموضوع ان شاء الله

          تحيتي الوجدانية لك أ محمد وللجميع هنا
          التعديل الأخير تم بواسطة سعاد ميلي; الساعة 06-10-2011, 13:22.
          مدونة الريح ..
          أوكساليديا

          تعليق

          • سعيد محمد الخروصي
            أديب وكاتب
            • 08-12-2010
            • 97

            #20
            الحمد لله رب العالمين... الآن حان دوري للكلام، يا سادة الشعر لست بحامل ذرة غضب على أحد منكم، بالعكس فأنا فخور بكم و الله، و كذلك متعجب فبمجرد "محاولة شعرية" دار بينكم أساتذتي كل هذا الحوار، اليوم فقط أدركت أني في المكان المناسب، فهنيئا لي و لكم على هذا الملتقى الرائع.

            تعليق

            • سعاد ميلي
              أديبة وشاعرة
              • 20-11-2008
              • 1391

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة سعيد محمد الخروصي مشاهدة المشاركة
              الحمد لله رب العالمين... الآن حان دوري للكلام، يا سادة الشعر لست بحامل ذرة غضب على أحد منكم، بالعكس فأنا فخور بكم و الله، و كذلك متعجب فبمجرد "محاولة شعرية" دار بينكم أساتذتي كل هذا الحوار، اليوم فقط أدركت أني في المكان المناسب، فهنيئا لي و لكم على هذا الملتقى الرائع.
              عندما روحي تفك رموز البياض .. أثوب الى قصيدتي.. وأزرع أحرفا من نور في جزيرة العتمة.. و عندها فقط يبقى الممتنع وحده في ساحة العناد.. لك كل الرقي.. ردي يحتفي بقلبك الطيب وإدراكك الناضج لأهمية النقد حد ما بعد المدى..
              لك التحية والتقدير أخي النبيل ^_^

              مدونة الريح ..
              أوكساليديا

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة سعاد ميلي مشاهدة المشاركة
                عندما روحي تفك رموز البياض .. أثوب الى قصيدتي.. وأزرع أحرفا من نور في جزيرة العتمة.. و عندها فقط يبقى الممتنع وحده في ساحة العناد.. لك كل الرقي.. ردي يحتفي بقلبك الطيب وإدراكك الناضج لأهمية النقد حد ما بعد المدى..
                لك التحية والتقدير أخي النبيل ^_^

                [align=justify]الأستاذة سعاد الميلي؛

                ترتمي أقلام، لتسلق سلم " الكتابة الذاتية " في جهد بالغ لمطاولة الجهابذة، والأمر محمود ومدفوع ببالغ الشكر لو وفقط لو أتت الأبواب من بابها لتتسلق سلم ضوابطها.

                فما الكتابة الذاتية إلا فن وسيل من بحور الشعرية، نعتها القرطاجني ب "الأقاويل الشعرية"، ورماها الصوفية ب"الإشراقات " الأدبية، وما هي إلا كتابات الطبع والتطبع من غير كثافة تفقد الخيط الرفيع الرابط للمعنى، وتصوير فني رائق للمبنى، في بعد بعيد عن رسوم البيان وتموجات فنون المحسنات البديعية.

                فهل لاح نجم السماء ليضيء طريق الثريا؟ [/align]
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 10-10-2011, 08:59.
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • محمد الصاوى السيد حسين
                  أديب وكاتب
                  • 25-09-2008
                  • 2803

                  #23
                  تحياتى البيضاء

                  الفكرة الشعرية التى قامت عليها التجربة

                  نحن أمام فكرة شعرية تدور بتفاصيلها فى فلك الخبرة العامة للتجربة الشعرية العربية للمديح ، وذلك من جهة الغرض الفنى ، وكذلك عبر تفاصيل الغرض الفنى أى فكرة الاعتذار بعجز الكلمات والتعبير عن مقدار الممدوح ومبلغ تقديره فى النفس ، فكرة العجز عن الوصول إلى لغة تبوح وتعبر عن شعور الشاعر هى فكرة شعرية قديمة ولها جذرها الفنى الضارب فى التجربة الشعرية ، لذا عندما يستدعيها النص فهو من حيث الفكرة يخسر ويربح فى ذات الوقت ، بمعنى أنه يربح استدعاء ذات الفكرة العامة لدى المتلقى أى أنه الفكرة تخاطب ما يعرفه المتلقى وما لديه تجاهه خبرات دلالية سابقة تلقاها فى ذات الغرض ، لكنها أيضا ومن جهة أخرى تخسر لإنها تظل فى فلك خبرة المدح السابقة وداخل تفاصيلها الفنية التى تتجلى فى فكرة الاعتذار بعجز الكلام عن الوصف ربما لما يجيش به الوجدان من فيوض حال البوح ، مما يذكرنا بالشاعر الذى قال يوما واصفا حيرته إمام إجهاشه بالمديح فيقول

                  مــن أينَ أبدأ ُوالحديثُ غــرامُ ؟- فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
                  مــن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمــدٍ ؟- لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ

                  أو كما يقول الشاعر فى موقف المدح فى حضرة الخليفة مفتخرا بقدرته على أن يغلب وطأة المشهد ويتجاوز اضطراب عاطفته تجاه حضرة الممدوح فيقول

                  لا تجسر الفصحاء تنشد ها هنا – بيتا ولكنى الهزبر الباسل

                  أو كما يقول الشاعر معتذرا بالكلية عن المدح

                  فعذرا لا أطيق اليوم مدحا
                  فيعجز فيك مدحى أن يبينا


                  لذا يبدو لنا جليا من هذى الامثلة الشعرية أن فكرة إظهارالعجز عن البوح هى فكرة شعرية قديمة ربح النص وخسر حين وظفها كما سبق أن أشرنا ، بينما كان من الممكن لمعالجة النص لفكرته كان من الممكن لها أن تضرب بجذرها فى فكرة المدح ثم تستفيد فنيا حين توغل الفكرة فى محاولة اكتشاف زوايا جديدة وثنايا أخرى تضيف إلى الفكرة العامة وخبراتها السابقة

                  - أى أن الفكرة الشعرية يجب أن تكون خلقا جديدا وليس دورانا فى فلك الخبرة السابقة حتى تتمكن من أن تبدع أفقها الجمالى والدلالى بحرية وتفرد

                  البنية الموسيقية :

                  فى أغلب النص نحن أمام موسيقى المتدارك وهى موسيقى تتناغم بإيقاعها القلق الحاد ، مع النبض المتسارع للوجدان الذى تجيش عاطفته ، فى لحظة عجزه عن البوح وعجز الكلمات عن أن تعبر بالكلام ، والحقيقة أن بنية المتدارك تحتاج مراجعة ، ونظرة أخرى لضبط بنية الوزن الشعرى ، ولكن لابد أن نشير إلى وجود أبيات جاءت سليمة الوزن من حيث موسيقى المتدارك كهذا البيت :
                  هي حقا معجزة كبرى
                  أن أعجز عن وصفك دهري

                  وكذلك هذا البيت :
                  ووصفتك نهرا بل بحرا
                  فغرقت بحبك في البحر

                  ثم هذا البيت الأخير :
                  بلقاك ازددت أنا فخرا
                  هل فخرا أعظم من فخري

                  لكن تظل هناك بالطبع أبيات أخرى بحاجة إلى نظرة فنية لمعالجة وضبط البنية الموسيقية
                  2- يمكن القول أن إيقاع الروى يتناغم أيضا مع الجو النفسى للأبيات حيث نتلقى صوت الياء بما له من رهافة وعذوبة وجرس رقيق حيث حرف الياء لين لا يفخم على الإطلاق ، بما يناسب مشهد وقفة المادح ورقة اللحظة وعذوبتها


                  التخييل

                  يمكن القول أننا أمام سمتين رئيستين امتاز بهما التخييل
                  أولهما الاعتماد على الاستعارة التصريحية حيث نتلقى سياق

                  _ إن قلت سناءً أو بدرا
                  -غبت " نها الشهر "
                  - ووصفتك نهرا بل بحرا

                  فكافة هذى الجمل هى جمل تخييل تقوم على الاستعارة التصريحية وهى من من حيث فنية الكتابة جمل دالة على تخييل وتوظيف لطاقة الاستعارة ، لكنها من حيث الجو النفسى كانت تحتاج أن تعبر بلغتها التى تتجلى فيها أوصافها الخاصة وعبر لوحة تخييلها التى ترى فيها هيئة الممدوح بعيونها هى وبصيرتها هى

                  - الملاحظة الثانية فيما يخص التخييل هى أن الفكرة استدعت تخييلها ، فدوران الفكرة الشعرية فى فلك الفكرة العامة وتفاصيلها استدعى تخييلا يدور أيضا فى السياق العام لوصف الممدود فى الخبرة الشعرية العربية ، فنجد فى النص وصف الممدوح بالنهر والبحر ، والسناء والبدر ، كما نجد الشاعر العربى القديم يصف ممدوحه فيقول :

                  كالبحر أروى بنى الدنيا وأغرقهم – فهم رواء وغرقى فى سواحله
                  أو كما تقول الشاعرة :
                  أغر أبلج تأتم الهداة به – كأنه علم فى رأسه نار
                  أو كما يقول الشاعر :
                  كأنه الشمس في البرج المنيفِ به - على البريةِ لا نار على علمِ

                  أو كما قال الشاعر :
                  إذا عبس الزمان فمِل إليهِ – تجده البشر فى وجه الزمان

                  وسنلاحظ في الأمثلة الشعرية إذا ما قارنها بالنص أنها تصف الممدوح أيضا بالقمر والبدر والعلم والبشر والسخاء ،وهى ذات الوصوف التى استعارها النص لممدوحه ، لذا كان على معالجة التخييل أن تتجاوز لوحة التخييل الشعرية السابقة عليه وتبدع وصوفها ولوحتها ، والحقيقة أن استخدام النص للوحة تخييل قديمة يدل على احتفاء ووعى بها ، وهذا عندى مما يبشر أن الشاعر قارىء جيد للخبرة السابقة بتفاصيلها وعلائقها ، وهو عندما يعى أكثر هذى النقطة يكون له أن يتجه للاشتغال أكثر على معالجة لوحة التخييل عبر استيعاب خبرة التخييل السابقة والنهل منها ثم يكون الإبداع والجمال

                  البنية اللغوية

                  فيما يخص البنية اللغوية ، ربما هناك بضعة مواضع تحتاج مراجعة لسياقها الدلالى كهذا السياق

                  - فى الشعر أكان أو النثر

                  حيث إن ترتيب السياق كالتالى ( أكان فى الشعر أو النثر ) لذا يجىء تقديم علاقة شبه الجملة مربكا تلقى حيث إن تقدين علاقة الهمزة مع الفعل الناسخ يجعلنا أمام جرس ثقيل للهمزة كان من السهل تلقيه مع كونها فى اول الشطرة ، ثم تفعيل دلالة الاستفهام عبر الهمزة وهى علاقة ليست مرادة فى السياق ، وحقيقة يمكن معالجة البيت بسلاسة فيكون مثلا
                  ( لا ينطق شعرى أو نثرى )

                  -( إن قلت سناء او بدرا ) حينما نتلقى علاقة ما بعد مقول القول منصوبة فنحن أمام علاقة مفعول به مقول بينما حينما نتلقاها مرفوعة فنحن أمام سياق دلالته قلت هو سناء ) وهو فى رأيى الأنسب لما للجملة الاسمية من رسوخ ويقين وما توحى به من تحقق للدلالة فى بصيرة القائل ثم دلالة حذف المبتدأ بما يكثف من حضور الخبر ( سناء ) وبالتالى المعطوف عليه ( بدر )


                  - ( هل فخرا أعظم من فخرى ) ربما تبدو لى علاقة النصب للفظة ( فخرا ) مربكة قليلا للمتلقى حيث ليس من السهل على كافة المتلقين انتاج علاقة تأويل للمنصوب ، وخاصة مع المتلقى العام للنص الذى هو مقصد الشعر ومبتغاه ، لذا أرى أن تكون علاقة فخرا بالرفع

                  وختاما يدل النص على موهبة شعرية ، وهى موهبة تعى ما سبقها ووتفاعل معه رغبة فى التعبير عن ذاتها ، لكن هذى الرغبة تحتاج للوعى بأهمية تجاوز الخبرة السابقة بعد استيعابها ليكون لنا جمالنا وإبداعنا الذى عليه بصمة الروح

                  تعليق

                  • سعيد محمد الخروصي
                    أديب وكاتب
                    • 08-12-2010
                    • 97

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
                    تحياتى البيضاء

                    الفكرة الشعرية التى قامت عليها التجربة

                    نحن أمام فكرة شعرية تدور بتفاصيلها فى فلك الخبرة العامة للتجربة الشعرية العربية للمديح ، وذلك من جهة الغرض الفنى ، وكذلك عبر تفاصيل الغرض الفنى أى فكرة الاعتذار بعجز الكلمات والتعبير عن مقدار الممدوح ومبلغ تقديره فى النفس ، فكرة العجز عن الوصول إلى لغة تبوح وتعبر عن شعور الشاعر هى فكرة شعرية قديمة ولها جذرها الفنى الضارب فى التجربة الشعرية ، لذا عندما يستدعيها النص فهو من حيث الفكرة يخسر ويربح فى ذات الوقت ، بمعنى أنه يربح استدعاء ذات الفكرة العامة لدى المتلقى أى أنه الفكرة تخاطب ما يعرفه المتلقى وما لديه تجاهه خبرات دلالية سابقة تلقاها فى ذات الغرض ، لكنها أيضا ومن جهة أخرى تخسر لإنها تظل فى فلك خبرة المدح السابقة وداخل تفاصيلها الفنية التى تتجلى فى فكرة الاعتذار بعجز الكلام عن الوصف ربما لما يجيش به الوجدان من فيوض حال البوح ، مما يذكرنا بالشاعر الذى قال يوما واصفا حيرته إمام إجهاشه بالمديح فيقول

                    مــن أينَ أبدأ ُوالحديثُ غــرامُ ؟- فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
                    مــن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمــدٍ ؟- لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ

                    أو كما يقول الشاعر فى موقف المدح فى حضرة الخليفة مفتخرا بقدرته على أن يغلب وطأة المشهد ويتجاوز اضطراب عاطفته تجاه حضرة الممدوح فيقول

                    لا تجسر الفصحاء تنشد ها هنا – بيتا ولكنى الهزبر الباسل

                    أو كما يقول الشاعر معتذرا بالكلية عن المدح

                    فعذرا لا أطيق اليوم مدحا
                    فيعجز فيك مدحى أن يبينا


                    لذا يبدو لنا جليا من هذى الامثلة الشعرية أن فكرة إظهارالعجز عن البوح هى فكرة شعرية قديمة ربح النص وخسر حين وظفها كما سبق أن أشرنا ، بينما كان من الممكن لمعالجة النص لفكرته كان من الممكن لها أن تضرب بجذرها فى فكرة المدح ثم تستفيد فنيا حين توغل الفكرة فى محاولة اكتشاف زوايا جديدة وثنايا أخرى تضيف إلى الفكرة العامة وخبراتها السابقة

                    - أى أن الفكرة الشعرية يجب أن تكون خلقا جديدا وليس دورانا فى فلك الخبرة السابقة حتى تتمكن من أن تبدع أفقها الجمالى والدلالى بحرية وتفرد

                    البنية الموسيقية :

                    فى أغلب النص نحن أمام موسيقى المتدارك وهى موسيقى تتناغم بإيقاعها القلق الحاد ، مع النبض المتسارع للوجدان الذى تجيش عاطفته ، فى لحظة عجزه عن البوح وعجز الكلمات عن أن تعبر بالكلام ، والحقيقة أن بنية المتدارك تحتاج مراجعة ، ونظرة أخرى لضبط بنية الوزن الشعرى ، ولكن لابد أن نشير إلى وجود أبيات جاءت سليمة الوزن من حيث موسيقى المتدارك كهذا البيت :
                    هي حقا معجزة كبرى
                    أن أعجز عن وصفك دهري

                    وكذلك هذا البيت :
                    ووصفتك نهرا بل بحرا
                    فغرقت بحبك في البحر

                    ثم هذا البيت الأخير :
                    بلقاك ازددت أنا فخرا
                    هل فخرا أعظم من فخري

                    لكن تظل هناك بالطبع أبيات أخرى بحاجة إلى نظرة فنية لمعالجة وضبط البنية الموسيقية
                    2- يمكن القول أن إيقاع الروى يتناغم أيضا مع الجو النفسى للأبيات حيث نتلقى صوت الياء بما له من رهافة وعذوبة وجرس رقيق حيث حرف الياء لين لا يفخم على الإطلاق ، بما يناسب مشهد وقفة المادح ورقة اللحظة وعذوبتها


                    التخييل

                    يمكن القول أننا أمام سمتين رئيستين امتاز بهما التخييل
                    أولهما الاعتماد على الاستعارة التصريحية حيث نتلقى سياق

                    _ إن قلت سناءً أو بدرا
                    -غبت " نها الشهر "
                    - ووصفتك نهرا بل بحرا

                    فكافة هذى الجمل هى جمل تخييل تقوم على الاستعارة التصريحية وهى من من حيث فنية الكتابة جمل دالة على تخييل وتوظيف لطاقة الاستعارة ، لكنها من حيث الجو النفسى كانت تحتاج أن تعبر بلغتها التى تتجلى فيها أوصافها الخاصة وعبر لوحة تخييلها التى ترى فيها هيئة الممدوح بعيونها هى وبصيرتها هى

                    - الملاحظة الثانية فيما يخص التخييل هى أن الفكرة استدعت تخييلها ، فدوران الفكرة الشعرية فى فلك الفكرة العامة وتفاصيلها استدعى تخييلا يدور أيضا فى السياق العام لوصف الممدود فى الخبرة الشعرية العربية ، فنجد فى النص وصف الممدوح بالنهر والبحر ، والسناء والبدر ، كما نجد الشاعر العربى القديم يصف ممدوحه فيقول :

                    كالبحر أروى بنى الدنيا وأغرقهم – فهم رواء وغرقى فى سواحله
                    أو كما تقول الشاعرة :
                    أغر أبلج تأتم الهداة به – كأنه علم فى رأسه نار
                    أو كما يقول الشاعر :
                    كأنه الشمس في البرج المنيفِ به - على البريةِ لا نار على علمِ

                    أو كما قال الشاعر :
                    إذا عبس الزمان فمِل إليهِ – تجده البشر فى وجه الزمان

                    وسنلاحظ في الأمثلة الشعرية إذا ما قارنها بالنص أنها تصف الممدوح أيضا بالقمر والبدر والعلم والبشر والسخاء ،وهى ذات الوصوف التى استعارها النص لممدوحه ، لذا كان على معالجة التخييل أن تتجاوز لوحة التخييل الشعرية السابقة عليه وتبدع وصوفها ولوحتها ، والحقيقة أن استخدام النص للوحة تخييل قديمة يدل على احتفاء ووعى بها ، وهذا عندى مما يبشر أن الشاعر قارىء جيد للخبرة السابقة بتفاصيلها وعلائقها ، وهو عندما يعى أكثر هذى النقطة يكون له أن يتجه للاشتغال أكثر على معالجة لوحة التخييل عبر استيعاب خبرة التخييل السابقة والنهل منها ثم يكون الإبداع والجمال

                    البنية اللغوية

                    فيما يخص البنية اللغوية ، ربما هناك بضعة مواضع تحتاج مراجعة لسياقها الدلالى كهذا السياق

                    - فى الشعر أكان أو النثر

                    حيث إن ترتيب السياق كالتالى ( أكان فى الشعر أو النثر ) لذا يجىء تقديم علاقة شبه الجملة مربكا تلقى حيث إن تقدين علاقة الهمزة مع الفعل الناسخ يجعلنا أمام جرس ثقيل للهمزة كان من السهل تلقيه مع كونها فى اول الشطرة ، ثم تفعيل دلالة الاستفهام عبر الهمزة وهى علاقة ليست مرادة فى السياق ، وحقيقة يمكن معالجة البيت بسلاسة فيكون مثلا
                    ( لا ينطق شعرى أو نثرى )

                    -( إن قلت سناء او بدرا ) حينما نتلقى علاقة ما بعد مقول القول منصوبة فنحن أمام علاقة مفعول به مقول بينما حينما نتلقاها مرفوعة فنحن أمام سياق دلالته قلت هو سناء ) وهو فى رأيى الأنسب لما للجملة الاسمية من رسوخ ويقين وما توحى به من تحقق للدلالة فى بصيرة القائل ثم دلالة حذف المبتدأ بما يكثف من حضور الخبر ( سناء ) وبالتالى المعطوف عليه ( بدر )


                    - ( هل فخرا أعظم من فخرى ) ربما تبدو لى علاقة النصب للفظة ( فخرا ) مربكة قليلا للمتلقى حيث ليس من السهل على كافة المتلقين انتاج علاقة تأويل للمنصوب ، وخاصة مع المتلقى العام للنص الذى هو مقصد الشعر ومبتغاه ، لذا أرى أن تكون علاقة فخرا بالرفع

                    وختاما يدل النص على موهبة شعرية ، وهى موهبة تعى ما سبقها ووتفاعل معه رغبة فى التعبير عن ذاتها ، لكن هذى الرغبة تحتاج للوعى بأهمية تجاوز الخبرة السابقة بعد استيعابها ليكون لنا جمالنا وإبداعنا الذى عليه بصمة الروح
                    أستاذي..لقد استفدت منك الكثير فماذا أقول غير "شكرا"؟ لا تأخذها من لساني فتكون رخيصة بل خذها من قلبي تجدها أحلى و أغلى!

                    تعليق

                    يعمل...
                    X