حدوتة أمي المصراوية
محمد سليم :
كل يوم.. كل يوم..في ذات الساعة العاشرة مساءٍ..
أدخل في سريري ..تخطفني أمي في حضنها وتهمس في أذني: في سالف العصر والأوان..كان في..هنـــاك .. سيدة صُغننة ..تسكن حجرة صُغننه ..وكل حاجتها صُغننه..وتظل أمي تُعدد وتُكرر كلمة صُغننه ولا مليون مرة.. معلقة صُغننه ،كوباية صغننة ،سرير صغنن ،حذاء صغنن.. صُغنن صُغنن..ومع كل كلمة " صُغنن أو صُغننه " أبكى وأتلوى من كثرة الضحك والقهقهات ..ثم أذهب الى النوم راكبا فرسه خيالي ...........
مرت الأيام ..ودارت.الأيام.
وصرت " شحط يرمح في الشوارع والساحات " طول بعرض باسم الله مشاء الله..ولا أشاوس" صحوات" العراق ..ولكم أن تتخيلوا " هِلفا طويلا " يذهب يوميا ليشترى " ربطات الخبز " ومن حيث لا يدرى ولا يفهم ..عدد الأرغفة " تنقص " رغيفا ، والوزن "يخف "جرامات، والحجم " يقل" سنتيمترات ..والسعر يصعد إلى سابع سماء ..و يذهب إلى بيته راضيا مرضيا ليلتهم يوميا ربطة خبز عن آخرها بمفرده ولا يشبع البتة !.......
ويوم بعد يوم..
يفتك الجوع بجسده النحيل أكثر وأكثر ..وتتلوى أمعاءه من شدة الجوع .. يرتاب في نفسه وتظهر على محياه علامات الحيرة والشك.. يأخذ حاله ويذهب إلى أقرب " صيدلية "بسحنته الصفراء ليشكو كثرة الأكل بلا هوادة.. فينصحه الصيدلي بضرورة شراء "علبة " مستوردة من دواء " سد الحنك والنفس"..!..
تمر الأيام .... و
يرى أن " شريط الدواء " يصعد فى السعر حبة بحبة وتقل عدد حباته أيضا "حبة" تلو حبة ...فيقبّل يديه ويقول في نفسه المرْضيّة : مستورة ولله الحمد من قبل ومن بعد نعمة و اللهم أحفظها من الزوال ..ويتحسس بخفية وخيفة نقوده "مصرياته " ويخرج منها جنيها ورقيا ويرفعه بالسماء أمام عينيه ثم يرتدى "عوينات القراءة " باحثا عنه ؛ فيرى.. وكأنه لم ير هذا المحترم من قبل ؛الجنية الورقي "مصاب أيضا بفقر الدم " صار أصغر حجما عما كان وأقل ليونة وتصلبا ..فيحاول الاطمئنان على صحة الفكه " الفراطة " فيراها أضحت من الألمونيوم المائع..فيحاول تقبيلها بفمه ليعيدها كما كانت..فيصعق صعقا حينما يرى آثار أسنانه واضحة على محياها .. فيعجب أشد العجب من قوة أسنانه " الشمشونية " فيذهب إلى الطبيب خائفا مرعوبا ؛ ينصح الطبيب بضرورة التحليل الفوري ؛ وتظهر نتائج التحاليل الطبية ؛ فقر دم وهزال عام وجفاف في السحنة .. ويأمره بضرورة" تناول "عدة زجاجات من "محاليل الصوديوم والجلوكوز " ..ويمكث بالمشفى عدة أيام ..
يعود إلى بيته ؛.. ينكرونه.. فــ يقسم لهم بأغلظ الإيمان ويعطيهم أمارات أنه هو هو بعينه وشحمه ..
ويجلس بينهم ويحدق في أرجاء المكان ......
فيرى سيدة صُغننة وكوباية صُغننة وسرير صُغنن ...ووو......
وتلفاز صغنن بداخله ( مسئول حكومي ضخم ) يقول كلام ( صُغنن ) ؛.. ويدّعى أن الدولار الأمريكي أنخفض واليورو الأوربي أرتفع .. والطحين( شحط ) والبترول( بح ) .. والمواطن ( سعره ) انكمش والوطن فقد( سيادته ) والأمن في يد( أمينة )..والعيش عند الست( عيشة الدلالة ) ....و....و..وأصبح رغيف الخبز ( قُرصة ) صُغننة وخُطة التنمية ما زالت (جارية) ..
...فيبكي ويهرول إلى حضن أمه ويهمس :
أمي..أمي
أحكي لي حدوتة الست الصُغننه في البلد الصُغننه ...........
حكايا ســــــــــــــــــاخرة
04/05/2008
محمد سليم :
كل يوم.. كل يوم..في ذات الساعة العاشرة مساءٍ..
أدخل في سريري ..تخطفني أمي في حضنها وتهمس في أذني: في سالف العصر والأوان..كان في..هنـــاك .. سيدة صُغننة ..تسكن حجرة صُغننه ..وكل حاجتها صُغننه..وتظل أمي تُعدد وتُكرر كلمة صُغننه ولا مليون مرة.. معلقة صُغننه ،كوباية صغننة ،سرير صغنن ،حذاء صغنن.. صُغنن صُغنن..ومع كل كلمة " صُغنن أو صُغننه " أبكى وأتلوى من كثرة الضحك والقهقهات ..ثم أذهب الى النوم راكبا فرسه خيالي ...........
مرت الأيام ..ودارت.الأيام.
وصرت " شحط يرمح في الشوارع والساحات " طول بعرض باسم الله مشاء الله..ولا أشاوس" صحوات" العراق ..ولكم أن تتخيلوا " هِلفا طويلا " يذهب يوميا ليشترى " ربطات الخبز " ومن حيث لا يدرى ولا يفهم ..عدد الأرغفة " تنقص " رغيفا ، والوزن "يخف "جرامات، والحجم " يقل" سنتيمترات ..والسعر يصعد إلى سابع سماء ..و يذهب إلى بيته راضيا مرضيا ليلتهم يوميا ربطة خبز عن آخرها بمفرده ولا يشبع البتة !.......
ويوم بعد يوم..
يفتك الجوع بجسده النحيل أكثر وأكثر ..وتتلوى أمعاءه من شدة الجوع .. يرتاب في نفسه وتظهر على محياه علامات الحيرة والشك.. يأخذ حاله ويذهب إلى أقرب " صيدلية "بسحنته الصفراء ليشكو كثرة الأكل بلا هوادة.. فينصحه الصيدلي بضرورة شراء "علبة " مستوردة من دواء " سد الحنك والنفس"..!..
تمر الأيام .... و
يرى أن " شريط الدواء " يصعد فى السعر حبة بحبة وتقل عدد حباته أيضا "حبة" تلو حبة ...فيقبّل يديه ويقول في نفسه المرْضيّة : مستورة ولله الحمد من قبل ومن بعد نعمة و اللهم أحفظها من الزوال ..ويتحسس بخفية وخيفة نقوده "مصرياته " ويخرج منها جنيها ورقيا ويرفعه بالسماء أمام عينيه ثم يرتدى "عوينات القراءة " باحثا عنه ؛ فيرى.. وكأنه لم ير هذا المحترم من قبل ؛الجنية الورقي "مصاب أيضا بفقر الدم " صار أصغر حجما عما كان وأقل ليونة وتصلبا ..فيحاول الاطمئنان على صحة الفكه " الفراطة " فيراها أضحت من الألمونيوم المائع..فيحاول تقبيلها بفمه ليعيدها كما كانت..فيصعق صعقا حينما يرى آثار أسنانه واضحة على محياها .. فيعجب أشد العجب من قوة أسنانه " الشمشونية " فيذهب إلى الطبيب خائفا مرعوبا ؛ ينصح الطبيب بضرورة التحليل الفوري ؛ وتظهر نتائج التحاليل الطبية ؛ فقر دم وهزال عام وجفاف في السحنة .. ويأمره بضرورة" تناول "عدة زجاجات من "محاليل الصوديوم والجلوكوز " ..ويمكث بالمشفى عدة أيام ..
يعود إلى بيته ؛.. ينكرونه.. فــ يقسم لهم بأغلظ الإيمان ويعطيهم أمارات أنه هو هو بعينه وشحمه ..
ويجلس بينهم ويحدق في أرجاء المكان ......
فيرى سيدة صُغننة وكوباية صُغننة وسرير صُغنن ...ووو......
وتلفاز صغنن بداخله ( مسئول حكومي ضخم ) يقول كلام ( صُغنن ) ؛.. ويدّعى أن الدولار الأمريكي أنخفض واليورو الأوربي أرتفع .. والطحين( شحط ) والبترول( بح ) .. والمواطن ( سعره ) انكمش والوطن فقد( سيادته ) والأمن في يد( أمينة )..والعيش عند الست( عيشة الدلالة ) ....و....و..وأصبح رغيف الخبز ( قُرصة ) صُغننة وخُطة التنمية ما زالت (جارية) ..
...فيبكي ويهرول إلى حضن أمه ويهمس :
أمي..أمي
أحكي لي حدوتة الست الصُغننه في البلد الصُغننه ...........
حكايا ســــــــــــــــــاخرة
04/05/2008
تعليق