السهرة الأولي لفنون النثر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    السهرة الأولي لفنون النثر

    سهرة فنون النثر الأولى

    أعضاء و زوار ملتقى الأدباء و المبدعين العرب

    رواد هذا القسم الجميل

    الليلة ستكون لنا سهرة مع ابداعات قسم فنون النثر

    على الساعة 11 بتوقيت القاهرة

    بالغرفة الصوتية

    كونوا في الموعد

    وجودكم يسعدنا جدا


    في هذا المتصفح سننشر الرسائل الأدبية..الرسائل القصيرة..المقامة

    و النصوص الفلسفية التي ستلقى بإذن الله و عونه في الغرفة الصوتية

    تتخللها فواصل موسيقية من اختيار معدي السهرة


    ندعو مشرفي هذا القسم الجميل أن يختاروا المواضيع و ينشروها

    و بإمكان رواد القسم أيضا أن ينشروا هنا مواضيعهم


    أهلا و سهلا بالجميع

    ننتظر تفاعلكم إخوتي


    مع تحيات منيرة الفهري..منجية بن صالح و أحمد أبو زيد

    [BIMG]http://b.imdoc.fr/1/divers/fleurs-images-description/photo/2614406261/760714249/fleurs-images-description-bouquet-violet-img.gif[/BIMG]

  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    #2

    رسائل وطــــــــــــــــــــن


    الرسالة بعنوان: رسالة إلى أم الشهيد في كل مكان

    بقلم الأديبة التونسية نادية البريني


    [BIMG]http://idata.over-blog.com/1/18/15/06/11_x-copie-1.jpg[/BIMG]


    حملته تسعا في أحشائك.همست له في صمت وداعبته في سكينة.
    رسمت حلما جميلا لمستقبله وهو ما يزال جنينا داخل رحمك.
    تخيّرت له من الأسماء ما يطابق إحساسك بروعته.
    انتظرت بفارغ الصّبر احتضانه بين ذراعيك وإلقامه ثديك.
    كنت تحذرين المرض خوفا عليه.وتتوقّين من كلّ حدث عارض حتّى لا يتأذّى.
    ثمّ كان المخاض.رعشة موت رافقتها ولادة وفرحة انتصار بعد طول انتظار.
    أصبح بين أحضانك ينعم بدفئك ويستمرئ طعم حليبك.
    رأيتِه يكبر ويكبر معه الحلم الذي شكّله خيالك.صورة لمستقبل مشرق يحمل معه الجمال.
    اعتبرتِه الدّيمة التي ستمطر يوما الخير فتخصب شيخوختك وتخفض لك جناح الذّل من الرّحمة.
    غذّيتِ روحه مثلما غذّيت جسده فامتلأت نفسه بالحياة حتّى اختطفته يد المنيّة على حين غرّة.
    ابنك الذي ثار على الظّلم وثأر للكرامة المهدورة كان شهيد الحريّة.
    عظيمة أنت أيّتها الأمّ.شريفة رسالتك في الحياة.سقيت بذرة نبتت في أحشائك فارتوت وكبرت لتكون صوت الحقّ.
    عندما بلغك خبر نعيه صرخت.صرخت بشدّة في وجه الظّلم.تأوّهت لكنّك تماسكت.
    كنت قويّة رغم الجرح البليغ الذي أصابك روحك.رفعت صوتك عاليا

    "لن تغيب شمس الحريّة عن سمائنا مادامت دماؤنا فدى لأوطاننا"
    أكرم بك من أمّ
    أكرم بك من أمّ




    تعليق

    • د.نجلاء نصير
      رئيس تحرير صحيفة مواجهات
      • 16-07-2010
      • 4931

      #3
      ستكون سهرة رائقة إن شاءالله أختي منيرة
      تحياتي
      sigpic

      تعليق

      • منيره الفهري
        مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
        • 21-12-2010
        • 9870

        #4
        شكرا أختي نجلاء الراقية


        ننتظر تفاعل مشرفي القسم و رواده



        تعليق

        • منيره الفهري
          مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
          • 21-12-2010
          • 9870

          #5
          رسائل قصيرة جدا


          ما لم أقله في غيابك

          للأديب الكبير ثائر الحيالي

          سأهرب مني .. إليك ِ..
          أنا الرجل الصاخب بالوجع ..حد الثمالة ..
          وأنت الصافية ..كسطح بحيرة زرقاء ..
          ربما ..سيستلزم الأمر زمنا ً ..
          لأعتاد ..عليك ِ ..
          أنا الشريد ُ .. فهلا كنت ِ لي وطنا ً..
          آوي اليه ِ ..في ليلة ظلماء ..
          كنت ُ من قبل ..أعانق الخيال ..
          فدعيني ..أخطُ على أرض الواقع ..
          أين هي .. الشمس ..؟
          مللت الريح ..وجلجلة الزوابع ..
          أيكفيني للوصول ..ما يستشعر الحدس ..؟
          مااستطعت ُ سوى ..إطلاق السؤال ..
          وما انتظرت ُ ..فحوى الإجابة ..!
          أحسب ُ الآن .. أنك ِ ..
          على دراية ٍ ..بما يعتريني..
          أتعبني ..الشك ُ ..
          فمتى تكوني أنت ِ لي .. عمق اليقين ِ ..


          تعليق

          • عمرالبوزيدي
            أديب و شاعر
            • 24-07-2010
            • 70

            #6
            أحبك نبعا من الأحلام لا ينضب


            أحبك دهرا من الأزمان لا يهرب


            أحبك نبضا لشرياني بل أقرب


            أصون هواك غاليتي وهذي جراحي لك مصعد


            يهون الكون يا عمري فداء سحرك الأوحد


            جعلت فداك الآن مولاتي فمدّي يداك حتّى أستشهد


            ما طعم شهد إحساسي لولا حبك المسهد


            ما لون أشعاري وقافيتي لولا همسك المفرد


            ما جدوى شتاء أحلامي لو لم يكن مرعد


            فداه النحو والصرف وصيغ الجمع والمفرد


            فداه الجبر والكسر والأقمار و المرصد


            أبيع جميع دفاتري والتاريخ فليشهد


            أبيع قرطاسي و ذاكرتي فداء همسة تسعد

            وأبيت الليل منتظرا أنات بوح عصيّة المولد

            تعليق

            • عمرالبوزيدي
              أديب و شاعر
              • 24-07-2010
              • 70

              #7
              ذاك الحمل الوديع كبر يا أبي
              ذاك الصولجان ضاع يا أبي
              ذات أنين الناي يأكل من دفاتر الذكريات يا أبي
              هذا الرأس اخضوضر بعد اشتعاله شيبا...
              حين داسته أقدام وأقزام وأقلام...
              كل العيون لبّت نداء الحب الخالد...
              بعد أن أينعت وأنبتت أفنان...
              عاج الشقي...عاج الغبي...فلا رسم يسائله...
              عاش الصراخ...عاش النواح... فلا إثم يكبّله...
              ارسم على جبيننا قهرا
              اكتب على آذاننا وقرا
              اركب على بعض آمالنا دهرا
              فإنّا راحلون وتاركون البرّ والبحر قفرا.

              تعليق

              • عمرالبوزيدي
                أديب و شاعر
                • 24-07-2010
                • 70

                #8
                كم كنت أرقبك تقلب أعماق أفكاري


                كم كنت أعشقك تبعثر بقايا مشاعري


                كم كنت أحلم بالحب مرصودا بين دفاتري


                متى ستعرف أني فداء دمعة أنت ساقيها


                متى ستعلم أني دون هواك مراكب أضاعت مراسيها


                متى ستفهم أن هواك أدمي العاشقين صبابة


                وبذات الحب والآهات كان يرديها فيحييها


                أشتاق مداد دمع من الأحزان أنت تكتبها


                أشتاق عناق رسم من الأوهام أنت مبدعها


                أشتاقك الآن دهرا وأهراما من الأوهام أنت بانيها


                أرهقتني ثنايا من الإلهام كنت صاحبها


                وأتعبتني دروب من الأحلام كنت أمشيها

                تعليق

                • منجية بن صالح
                  عضو الملتقى
                  • 03-11-2009
                  • 2119

                  #9

                  رحاب فارس بريك

                  تقول

                  تستشهد أيامنا تذهب بلا رجعه

                  تنظر إلينا من خلال عيون دامعه
                  تعاتبنا !!! تسألنا؟؟؟؟؟؟؟؟
                  لماذا لم تستقبلوني عند شروق شمسي؟
                  ولماذا ما حظيت بحضوركم عند غروبي
                  ها أنا كما جئت ذهبت
                  وداعا....................

                  لن تعرفوا قيمة نور صباحي
                  ولن تقدروا عظمة ظلمة ليلي
                  إلا حين تتخطون ربيعكم وشروقكم
                  وتجلسون متباكين على عمر مضى
                  يلفه ظلام حزين !!

                  آسفة يا أيام عمري
                  كوني لم أقدر حضورك وكلي ندم
                  وآسفة أكثر كوني أمضيت أكثر أيامي
                  أصنع من الا شي عدم...

                  رحاب بريك

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #10
                    رسالتي إلى ملاك عاشق.....

                    منجية بن صالح


                    أيها الملاك العاشق..... لروحك طلل يورق حبا في الحدائق و على ضفاف الوطن
                    هو حنين الوطن لآخر و روح لأخرى حبك الكبير يحتويني و لا أستطيع إحتوائه لأني بحر يغرقني في أعماقه....
                    أقرأ رسائلك و كلمات تترقرق كدمع فرح من بين جفون المفردات, فللحرف جمال آسر يمنحني القدرة على العطاء, و يوقد جذوة عشقي لكلمة مني مأتاها ....فكيف لها أن تحب و هي حب مطلق؟
                    لا أخاف من القبح لأنه ظلمة و للحب نور آخر ......

                    هي الحيرة تحيط بي في محاولة منها لمراودتي و سحبي إلى عالمها المتقلب المتسارع الخواطر.... لها وهم يأخذك إلى التيه , لأتوقف عند حدوده حتى لا تأسرني رماله المتحركة...
                    وقفات ضرورية أتعلم منها كيف أسير في دنيا مخادعة.....

                    رسائلي إليك تحتويني مع ماض و حاضر أعيشه بتفاصيله المشرقة و الأخرى
                    فلا تظن أنك السبب في ما يعتريني من تقلبات .اقبلني كما أنا.....

                    حاضر يعانق الحرف و يعيش جماله, حزنه, فرحه ,و خياله
                    زمن اللحظة و الذكريات .....



                    اعرف أنك ستقول : انك مجنونة لأقول إنه أحلى جنون أهديه
                    لأجمل مجنون يحتضنه الوطن.....
                    كلماتك آسرة فكيف أكون أسيرة مرتين ؟

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #11
                      رسالة "همسات" للشاعر محمد الخضور





                      همسات


                      تجيئينَ قبلَ الانتهاءِ
                      كأنك المطرُ
                      الذي يُباغتُ شتلةً
                      ظامئةْ
                      كانت تهمّ بالانكسارِ
                      أو بالرحيلْ
                      سأذهبُ
                      حين تجفّ قطراتُكِ
                      التي تبللُ عنقي الآن
                      لا تبكي كثيرا
                      لو أمطرتِ يومًا
                      على أرضٍ بلا روحْ
                      من يدري . . .
                      ماذا يخفي الترابْ ؟
                      لم أتذوقْ بعدُ
                      طعمَ النهاياتْ
                      لم تأخذني الريحُ
                      إلى تفاصيلِ الأرضِ
                      ولا ، ، ،
                      إلى آخر الأحلامْ
                      ما زلتُ أجهلُ
                      كُنهَ الغروبِ
                      لا أفهمُ الشمسَ أحيانًا
                      حين تذهبُ
                      قبل أن تعودَ المراكبُ
                      وقبل أن أتوقفَ
                      عن تأمل النهايةِ
                      نهايةِ النهارْ
                      لا أعرفُ
                      ماذا تريدُ الذكرياتُ مني
                      حين تمنعني
                      من النومِ
                      ماذا يريدُ الموتُ
                      الذي يكبرُ كل يومِ
                      ولا يجيءْ ؟
                      لا زلتُ طفلًا
                      أحبّ علبةَ الألوانِ
                      ولا أفهمُ كل ما يقولُ الناسُ
                      عني حينَ أضحكْ
                      أريدُ أن أبكي
                      حينَ يطلعُ الفجرُ
                      كي أغسلَ عينيّ
                      مما علقَ بهما من دمارٍ
                      طوالَ الليلْ
                      لا أعرفُ ماذا سأفعلُ
                      حين تجيئينْ
                      فأنا ، ، ،
                      لا أذكرُ كيفَ تكونُ
                      نكهةُ البدايات

                      تعليق

                      • منجية بن صالح
                        عضو الملتقى
                        • 03-11-2009
                        • 2119

                        #12
                        التعديل الأخير تم بواسطة منجية بن صالح; الساعة 10-10-2011, 16:22.

                        تعليق

                        • منجية بن صالح
                          عضو الملتقى
                          • 03-11-2009
                          • 2119

                          #13
                          إليك يا سطري أشــــدو .........؟


                          محمد عبد الله محمد


                          رغم كل ما أشعر به من ........ ؟ لا أدري كيف أعبر لك أو أقول لكن تلك هي كلماتي إليك لا تزرف الدمع على أنينها ولا تحزن لبكائها وإنما حكم عقلك في ندائها .

                          أيها السطر الذي أغواني بالسير فوق بساطه يا مأوى أفكاري العابثة وملجأ أنفاسي الثائرة أتذكر .. يوم أن أصابتك سهام عيني فرأيتك كالصحراء القاحلة لا ماء فيها ولا حياة ولا حتى أنيس يكسر جدار وحدتك أتذكر ؟ وقتها أشفقت عليك وحزنت من أجلك فقررت الذهاب إليك نثرت عليك حروفي حرثتك بأفكاري جعلت عاليك أسفلك رويتك من ماء خواطري حتى أصبحت روض للكلمات عبثت بأوراق أشجارها أنامل الجمال فتراقصت أغصانها وبلغت من قلبي كما بلغ الهوى من قلوب العاشقين .

                          رغم هذا جارت عليّ سيولك وأطاحت بأقداح خمري وها هو إعصارك العاصف أودي بزهري !! فماذا تريد بعد ؟! ماذا تريد من عقل ذبلت أزهار فكره وغاض سروره ومات فيه الرجاء ؟

                          يا سطر ... العلاقة بيني وبينك يربطها حبل الفكر وها نحن قد تجاذبنا أطراف هذا الحبل بقوة دون رحمة أو شفقة حتى تقطعت أوصاله فانفصلنا ومضى كل منا إلى طريقه حاملاً جواز سفر مختوم بتأشيرة الفراق والآن سأسجن اشتياقي لك في صدري وعليك أن تفعل كما أفعل , الآن دعني القي عليك تحية الوداع لا لنجعلها تحية للسلام ربما بعدها يأتي اللقاء أو ربما يُبعث فجرك في آفاقي من جديد مكحلاً بأنوار البيان ... ربما .

                          تعليق

                          • عمرالبوزيدي
                            أديب و شاعر
                            • 24-07-2010
                            • 70

                            #14
                            ضاع الفؤاد على حين غفلة


                            أفلت زمامه مني


                            ما استطاع المقاومة ففتح ذراعيه لحب ظالم النفحات ..


                            كنت أحاول يائسا المقاومة والممانعة


                            وكان كل نبض في كياني يرتل ألحان الخلود


                            عبر آلاف الأوتار والنغمات الساحرة...


                            كان الفؤاد يحترف التسليم


                            لنبرات وشهقات شراييني العطشى


                            انتهت سنوات الجدب


                            وآن لهذا الفارس أن يترجّل تسبيحا وتلميحا وتصريحا


                            مؤذنا بحلول مدارات الخصب


                            تسللت بعض نسائم مغرية لذات القلب المهترئ


                            محاولة لملمة ما بقي بجنباته من خلايا وعي وقدرة


                            على تحمل أمواج متمرّدة من الهيام اللذيذ


                            أفلت أحزاني وحان كسوف أحزاني


                            وترقبي لنجم نصّبته ملكا على كل الحواس والقوافي


                            ما تاه الفؤاد وما ملّ تألق دورانه


                            حول حبيب ارتد وكفر بالنواميس الفلكية


                            هو ذا نجمي هو ذا حلمي هو ذا آيات رسم


                            هو خارطة من الأسرار والألحان


                            هو النور والنار وآيات الحسن أجمعها


                            هو درب من الأحلام لا ينضب


                            هو نهر من الأكوان والمواويل والآهات


                            و أنغام من سحر...

                            مرساها شراييني
                            التعديل الأخير تم بواسطة عمرالبوزيدي; الساعة 10-10-2011, 15:07.

                            تعليق

                            • منجية بن صالح
                              عضو الملتقى
                              • 03-11-2009
                              • 2119

                              #15
                              المقامة الدستورية

                              عبد الرحيم صادقي


                              حدَّثنا دَسْتَرَوَيْه قال: سمعتُ عن استفتاء بأرض الأولياء، فأعددتُ العُدَّة، لطولِ المدة، وجمعتُ النَّفقَة، لبُعدِ الشُّقَّة. ثم حثثتُ السيرَ، وقلتُ لا ضيْر، مَن توكل على الله كفاه، كلأه من قُدَّامِه وقَفاه. قال: ولما بلغتُ المغربَ الأقصى، ألفيتُ مَن عدَّ الأنفاسَ وأحصى. قال: ما المرام؟ قلتُ: عليكَ السلام. قال: نَفِد الحِلْم. قلت: طالبُ عِلم. أهمَّتني السياسة، لستُ أبغي الرياسة. فدُلَّني على الطريق، إني غريق! فأشار إلى فلاةٍ تَيْهاء، لا نبت فيها ولا ماء. فأدركتُ أني سأمضي حُقُبا، وأني لا جرمَ هالكٌ نَصَبا. فشمرتُ عن ساعدِ الجِد، وبحثتُ عن أريبٍ نِد، فامتدَّ بي السَّير، أنشدُ الخير، ولقد أدلجتُ وما عرَّست، ودلَفتُ وما تفرَّسْت، حتى أدركتُ بُغيَتي، ونِلتُ مُنْيَتي، شيخٌ جليلٌ مُعمَّم، مبجَّلٌ في قومه مُعظم، تحلَّقَ الناس حوله، قد أدْلى كلٌّ دَلْوَه، يسألونه ويجيب، في وقارٍ مَهيب.
                              فابتدرتُه سائلا: فما تقول في الدستور؟ قال: حالُه مَستور. ماله قِبْلةٌ ولا دِبْرَةٌ، أوَّله نُوكٌ وآخِرُه إبرَة. جمَعَ من كل فنٍّ طرَبا، ما ألفيْتُ فيه سَرَبا. عربي بربري، حسَّاني أندلسي، ونظام ملكي، برلماني اجتماعي! فلَعَمري إنه أمرٌ مَريج، ما يَعدِله خليطٌ أو مزيج. قلت: أُصْدُقني وَسْمَ قِدْحِك، ودَعْني من ذمِّك ومَدحِك! قال: دَعُوها فإنها نَتِنَة، ريحُها كريحِ العَطِنَة. إنما العدلُ المُنى، الآن وهُنا، بُغيَةُ الناسُ حُقوق، عزَّتْ كالأبلَق العَقوق، ليس اللسانُ والنَّسَب، ولا عنوانٌ أو خُطَب.
                              قال دسترويه قلتُ: أليس دستورُكم، زاد الله فضلَكم، فاق ما عند الأمم، لا تُجاريه هِمَم؟ قال الشيخ: قد قاله "مخزني" ووزير، ومَن هو أكذبُ أحدوثةً من الأسير. قلتُ: فما الرأي فيه؟ قال الشيخ: إن الأميرَ فيه يُقدَّس، وشعبُه همَلٌ مُدنَّس. بيده السُّلَط، شيئا بشيءٍ خلَط. وللشعبِ ما سقط، متى جاوز شَطَط. قلتُ: وما ترى يَصِحُّ؟ قال: هذه سياسَة، ليس فيها قدَاسة. مَن حَكَم يُحاسَب، ومَن نأى لا يُعاتَب.
                              قلتُ: لكم حكومةٌ وبرلمان، قضاءٌ وأمان، لديكُم إعلامٌ و"وسيط"، بكلِّ شيءٍ مُحيط. فما تستزيدون؟ قال الشيخ: لله در القائل:
                              أما الخيامُ فإنها كخيامِهم ؞؞؞ لكن نساءَ الحيِّ غيرُ نسائها
                              ثم أردف قائلا: الحكوماتُ غنائِم، والبرلمانُ تمائِم، تَقي من العِقاب، وتعفي مِن الحِساب. فللنُّوابِ حَصَانة، هي لهم ضَمَانة، كأن بهم زَمَانة، والبرلمان حَضَانة! وفوقَهُم "إمارة"، و"المؤمنون" سِتارَة. تجُبُّ ما سواها، عَزَّت في عُلاها.
                              قلت: لكن القومَ رفعوا الأُجرة، درءَ الفتنةِ والعُسرة. قال: كَالممهُورَةِ مِنْ مَالِ أبِيهَا، أعلَمُ بها مَن غصَّ بها. قال أحمد السبَّاك: الأَخذُ سُرَّيْطٌ، والقضاءُ ضُرَّيْطٌ. هي كالنَّفأ في العامِ الأرمَل، ولقد ذهبوا بالجَمَل وما حمَل. قال حذيفة الصبَّاغ: شادُوا القُصور، ولنا القُشور، كثَوْلٍ على عسَل، وخُذْ ولا تَسَل! قال طارق النادل: لقد شهِدتُ أمواتا صوَّتوا، وأموالاً تجيء وتروح، مَن عفَّ يبوح، ومَن قبَض ينوح. قال سليم الرَّقاش: لقد حضرتُ الجمعة، فقام إمَّعَة، خطبَ فقال قولوا نَعَم، قَولٌ ونِعْم! مَن قالها غَنِم، رَشَد ونَعِم. فعقَّب الشيخ: قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا. إنَّ الفسادَ يا دسترويه عَمَّ، والجوْر طَمَّ. قلتُ: أصلحَ اللهُ الشيخ، أراكُم أضيعَ من سراج في شمس، وإنكم و"المخزن" كذُبْيان وعَبْس. قال الشيخ: حسبُنا الله، حامِي البلد، منه المدَد. وفينا شبابٌ قائمون، يلومُهُم اللائمون، أحزابٌ بالية، بما لديهم فرِحون، ونقابات خاسِرة، كالحةٌ باسِرة، و"عَيَّاشٌ" مُيَاوِم، دستورُه دَراهِم. لكنْ ما عَسَى أَنْ يَبلُغَ عَضُّ النَّمْلِ؟
                              قال دسترويه قلتُ: قد أقرَّ الناسُ الدستور، فلِمَ الحَيْص والبَيْص؟ قال الشيخ: أكثرُ الناسِ مَا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَمْ يُذيِبُ، ولا ما فيه مِن حَسَن وما يَعيب. قلتُ: مِن الناس مَن قال "نعم"، ومنهم مَن قال "لا"، ومنكم من قاطَع، والحقُّ أبلجُ ساطِع. قال الشيخ: وكان ما دُبِّرَ بلَيْل، والليلُ أخْفَى للوَيل. لو أرادوا الإصلاحَ لأعدُّوا له عُدَّة. قال الرقاش ساخرا: إنهم يريدونه لكنَّ الطبعَ أمْلَك، وكمْ أفسدَ الحرصُ وأهلَك. قال الشيخ للرقاش: وما فعلتَ أنت يارقاش؟ قال: ما وجدتُ غيرَ "نعم" و"لا"، ولقد أخْفَوا "لن" و"كلا"، فرجعتُ أدراجي ولم أُصَوِّت. قال الشيخ: إنما تكفي الأُولَيَان. قال الرقاش: خبَرْناهُما سنينَ عَددا، فكان أمرُنا فَنَدا.
                              قال دَسْتَرَوَيْه: فجعل الشيخ يقول:
                              دستورُنا ما أروعَهْ! ؞؞؞ فيه القَضَا ما أعدلَهْ!
                              فيه الحقوقُ الكاملَهْ ؞؞؞ فيهِ الهَنا ما أكملَهْ!
                              قد أحْكَموا فَصْلَ السُّلَطْ ؞؞؞ فاق الرَّجا ما أحفلَهْ!
                              مَنْ يشتكي ما أظلمَهْ! ؞؞؞ فاق العُلا ما أشملَهْ!
                              فيه الرِّضا فيه السَّنا ؞؞؞ رَدِّدْ مَعي ما أجملَهْ!
                              صَوِّتْ على دستورِنا ؞؞؞ دستورُنا ما أجملَهْ!


                              تعليق

                              يعمل...
                              X