أَميرَةٌ أُسطورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منتظر السوادي
    تلميذ
    • 23-12-2010
    • 732

    أَميرَةٌ أُسطورية

    أَميرةٌ أُسطورية

    مَائِسةٌ تُرَاقِصُ حَبَّاتِ الهَواءِ
    بِخصلاتِ شَعْرِهَا تُطرزُه
    تَنسِجُ الغمامَ بعينيها
    حكايةً أُسطورية لِأقاصي التاريخِ
    مِنْ عَرائشَ بَابِلَ تنفثُ النَّدَى
    قُلُوبَاً فِي نَسَائمَ وردية
    البّدرُ تغشاه أنوارٌ
    تُدَاعِبُ الزَّمنَ .. ترسله غَمَائِمَ سِحرٍ
    أَنى شَاءَ الهوى
    يُسَامرُهَا سَاحِرٌ نمروديٌّ
    لَاهيةٌ جَذلَى وأنهارُ العشاق تسري
    ....
    العاشقُ المُبعد تَقوسَ حلمُه
    في أطراف روما يدبُّ
    يَتكئُ عَلَى صَوْتٍ عتيق
    يتعثرُ بأمانٍ ثَكلَى
    تُطفأُ بسمةَ فؤادِه دَمعَةٌ
    أَيْتَمَهَا - كعشقه - الدَّهرُ
    تنتظرُه على أعتاب سورٍ قديمٍ
    تُدندنُ أتُعيد فُؤادِي يا يوسف !!
    يُرددُ عبير الزهرُ صداها
    ... رُبَّما
    منتظر السوادي
    9/10/11
    الدمع أصدق أنباء من الضحك
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول أننا فى هذا النص النثرى الجميل أمام ثلاثة أزمنة ، أو بالأحرى أمام ثلاث لوحات تحتل فيهما الأميرة لوحتين هما لوحة المفتتح حيث نتلقى مشهدية الأميرة فيما يشبه الحلم أو مشهدية الفردوس وحوره العين وأسطورية تلك الأنثى حين نتلقى هذا السياق

    مَائِسةٌ تُرَاقِصُ حَبَّاتِ الهَواءِ
    بِخصلاتِ شَعْرِهَا تُطرزُه
    تَنسِجُ الغمامَ بعينيها

    - ثم تنداح اللوحة لتكثف لنا أسطورية هذى الأنثى التى تليق بالإمارة فهى حكاية أسطورية من أقاصى التاريخ ، وهى القادمة من بساتين بابل وهى التى تنفث الندى قلوبا ، بل هى التى تداعب الزمن فتحيله كيف تشاء غمائم سحر

    - لذا يمكن القول أن الزمن الذى يدور فى إطاره مشهد المفتتح هو زمن له وجهان وجه فردوسى ينداح نهرا عذبا لا أول ولا آخر له ، زمن يهطل فى براحه النعيم والمتعة والفرح فى دائرة من السعادة والألق والنشوة

    - ثم الوجه الثانى الذى نتلقاه متوازيا مع مشهدية ابتلاء العاشق ومرارة ما يكابده حيث يتقوس الحلم ويدب متكئا على الأسى والحسرة حيث نتلقى سياق
    العاشقُ المُبعد تَقوسَ حلمُه
    في أطراف روما يدبُّ
    يَتكئُ عَلَى صَوْتٍ عتيق
    يتعثرُ بأمانٍ ثَكلَى

    - ولنتأمل اللوحة حيث نتلقى هذا السياق عبر الأسلوب الخبرى الذى يقرر أمام بصائرنا كيف أن هذا العاشق يتلظى فى أساه ووحدته وعذاباته ربما فى ذات الزمن الذى تتنهل فيها الأميرة من رحيق المتعة والسعادة وتختال فى فراديسها حيث تلهو بالزمن والهوى

    - سنلاحظ أن هناك تخييلا للعاشق يجعله أقرب للحالة الإنسانية العامة حيث نرى استدعاء لقصص العشق الرومانية المريرة ومشهدية أبطالها ونهاياتهم الأليمة وذلك فى لمح، وتوظيف أثرة فنية تتكىء على الحقل الدلالى الذى يستدعيه المكان فى سياق ( فى أطراف روما )

    - كما أننا سنرى حين نتأمل لوحة العاشق سنرى توظيفا تراثيا لقصة النبى يوسف عليه السلام القصة فى مشهدية العاشق وحضوره داخل لوحة النص


    - يمكن القول أن توازى الحالتين المتغايرتين للزمن والمشهد حيث فردوسية الحبيبة وعذابات العاشق كلاهما يشكلان توازنا جماليا ودلاليا يجعلنا أمام اكتمال اللوحة الشعرية ، وأمام الرؤية التى تجلو لنا حقيقة هذى الحالة من الهوى التى تميل فيه كفة الأميرة ميلا مريرا ، بما ترمز إليه من دلالات وقراءات عدة

    - ثم نحن فى مشهد الختام أمام الزمن الثالث الذى نرى فيه ربما هدما لمشهد المفتتح او انطفاء لفردوسيته وألقه حيث تتبدى لنا هذى الأنثى الأسطورية فى الختام فى لوحة أخرى تتغاير مع المفتتح أو اللوحة الأولى وذلك حين نتلقى عبر الاستعارة التصريحية مشهد الأميرة أو الأنثى الأسطورية التى تتجسد لنا وقد آلت إلى دمعة أيتمها الدهر ، بما يجعلنا أمام إضاءة جديدة تعيد التوازن لكفة العاشق وتنتصف له حين ينهار مشهد الأميرة وفردوسها بما يجعلنا أمام كناية جلية عن أثر غياب العاشق عن ذلك الفردوس

    - يمكن القول أن هناك توظيفا فنيا ناجحا عبر التناص مع قصة النبى يوسف عليه السلام وذلك عبر الاتكاء على السياق الشعبى للقصة وما يكنزه من مرويات عن مشيب زليخا ولقائها بيوسف ودعوته لها أن يرد عليها شبابها ، وهو السياق التراثى الذى يمثل متكئا لسياق الختام الذى وظفه النص حيث نتلقى هذا السياق


    تنتظرُه على أعتاب سورٍ قديمٍ
    تُدندنُ أتُعيد فُؤادِي يا يوسف !!
    يُرددُ عبير الزهرُ صداها
    ... رُبَّما

    وهنا يتجلى لنا فنية السياق وجمالية توظيفه للتراث ليفاجئنا بأن الحبيبة هنا لا تطلب عودة العمر والخلاص من الشيب لكن عودة فؤادها لاخضراره ونقائه الغائبين ليحيلنا رجاؤها إلى المفتتح حيث إن عودة الفؤاد هى عودة مشهدية الفردوس الذى نتلقاه كمفتتح

    - ثم إن المشهد يتكثف أمامنا عبر سكوت بطل المشهد ليردد عبير الزهر فى إلحاح عذب رهيف الأسى صدى سؤال الأنثى الأسطورية والأميرة الحبيبة ... ربما

    وختاما يمكن القول أننا أمام نص نثرى ثرى التخييل استطاع بفنية أن يرسم لنا لوحاته الفنية فى عذوبة شفيفة تنسرب عبرها فى سلاسة الفكرة الشعرية التى يقوم عليها النص والتى تتجسد بجلاء فى مشهدية توازى الزمن بين المتعة والأسى ثم صيرورة هذى المتعة إلى رجاء حار بأن يعود الفؤاد فما أعذبه وما أصعبه من رجاء

    تعليق

    • منتظر السوادي
      تلميذ
      • 23-12-2010
      • 732

      #3
      يقف التلميذ هاهنا عاجزاً عن الشكر والثناء
      انه جهد نقدي رائع ، بورك عملك

      لك الود والمحبة ايها الحبيب

      تلميذك منتظر
      الدمع أصدق أنباء من الضحك

      تعليق

      يعمل...
      X