لماذا نكتب؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حنين حمودة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2010
    • 402

    #31
    أكتب لأتنفس..
    ربما كان القلم متنفسي الوحيد، قرأ الناس أم لم يقرؤوا..
    فأنا لا أكتب لهم، وانما أكتب لأعيش.
    مررت باكتئاب غطى حياتي حين رفضت أصابعي النقر على لوحة مفاتيح الحاسوب.
    كنت قد وجدت في اللوحة ملاذا بعد أن رفضت أصابعي الالتفاف على القلم..
    رفضت، ورفضت.. وغرقت في الصمت.. والصمت موت!

    وردت إليّ الروح حين عادت أصابعي تدرج..
    كانت تتعثر..
    لكنها عاشت الحلم على الورق
    ورقصت
    ولفّت ودارت
    وضحكت
    وبكت

    حين اكتب
    أتنشق الحياة
    ملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــء الروح

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #32
      أكتب لأنى أحبها

      تعليق

      • عبد الرحيم محمود
        عضو الملتقى
        • 19-06-2007
        • 7086

        #33
        أحيانا يكون السؤال بلا جواب !
        لماذا نتنفس ؟
        لماذا نبصر الطريق ؟
        ونعشق الشجر والماء وزقزقة العصافير ؟
        ولماذا نحب الورد ؟
        ولماذا تسبح الأسماك ؟
        ولماذا تلد النساء ؟
        ولماذا تشرق الشمس ولماذا تغرب ؟
        نحن لا نكتب إنما تكتبنا الحروف !!
        قال شاعر :
        قلبي أنا شعري ويظلمني // من لا يرى قلبي على الورق !
        تحيتي .
        نثرت حروفي بياض الورق
        فذاب فؤادي وفيك احترق
        فأنت الحنان وأنت الأمان
        وأنت السعادة فوق الشفق​

        تعليق

        • هيفاء سعد
          أديب وكاتب
          • 03-04-2011
          • 48

          #34
          سؤال عميق منذ أن قرأته لازلت ابحث عن إجابة له في داخلي

          ووجدت أن الحرف يلح علي لأكتبه فأجده يكتبني
          ويخطو بي مراراَ خارج تعاريج الحياه
          لأستلقي تحت دوحة الراحه والدعه حيث الحرف والقلم
          وجال بخلدي ماذا لولم يكن بيدي قلم !
          وماذالولم يكن في نبضي وفكري حرف وإحساس
          يتلذذ بمتعة الخلو باالحرف والقلم والورق
          هذالمثلث الذي يخفف الكثيرمن عناء الروح ويوصل الاخرللاخر
          ويناضل ضد العدوان ويدون فكرا ويخلد ذكرا
          وأيقنت أنها نعمة تستحق الشكروالثناء لمن تفضل علي بها
          فلله الحمد والمنه
          وفي الختام وصلت الى انه لايهم لماذا اكتب
          ولكن ماذااكتب ؟
          أ/سلام
          شكرا لإثارة هذاالسؤال



          ولك عطرالتحايا




          تعليق

          • سلطان الصبحي
            أديب وكاتب
            • 17-07-2010
            • 915

            #35
            هناك في زاوية قصيّة سجنت حروفي القديمة في أعماق قلب أنثى

            سجنتها لأنها عنيدة..وثائرة

            رقصتها كالحرير تحت المطر

            كم قلت لها:


            ياحروفي الغالية لآتتلونين باللون الأحمر


            ولكنّها دائماً تخذلني ..


            تتراقص أمامي كسنبلة سامقة تتمائل طرباً مع النسيم


            نعم لآأنكر أنّني وقفت معها بحزم..



            قسيت عليها ولكنّها عنيدة





            أشواقها تحرق الغيوم التي تتعرض لأشعة الغروب



            صارحتها بحب ياعيوني حروفك الملوّنة


            تنبع من أعماقك.. تنبع من ذاتك



            تنبع من الطهر المرسوم في عيون طفلتي



            من غد مشرق يلوح في فجر قادم من أعماق الأفق





            من دم الفقراء..من عيون أم ثكلى..من صراخ من خوف ومن ألم



            لآأجد رغبة في الكتابة..بل أجد رغبة عارمة..ولكنّي الآن لآأجد



            لآأنكر أنّ في أعماق نهر الحروف المسجونة كطير في القفص



            المسجونة في ذاكرتي


            التي تركتها على أبواب الحنان الذي يصلني حيث أجد روحي الضائعة





            أعرف أنّي قسيت عليها طوال هذه السنوات



            ولكن ماذا على أن أفعل؟



            أتعبتني حينما تتساقط كالمطر



            الكل يختبي والبعض عن عيوني يختفي



            وأخيرا سأطلق حروفي بالوانها المختلفة





            سأطلقها بعمق العطش الذي يصهرها


            لتتبخروتبدو سحابة بيضاء عبر الأجيال


            هناك من يبكيها ثم ينساها



            وهناك من يتألم ويذرف دموعه لحروف تموت في أرض الغرباء..



            وقد أكون صديقاً لملايين لآأعرفهم وأنا متوسد تحت التراب



            معذرة لآأجد ما أقوله :



            إننّي أبتلع الآماً تصهر روحي حينما يتراءى لي طيفك من بعيد..



            في غمرة الألم..



            وفي سكون الليل ..



            تغشاني روح عذبة تنفذ داخل أعماقي



            فأشعر بسكينة فتهدأ روحي..ويجف بحر شوق يبتلعني



            عندها أعرف حبيتي.


            أنّها روحك أنت..!!


            ولكنّ قسوة حروفك تحيلني الى رماد تلعب به الريح ويتطائر





            نحو قلوب طالما بكينا في زاوية قصّية



            في عوالم لآيصل اليها الاّ أرواحا تبكي بحرقة


            من قسوة الحنان المتفجر في أعماقها..



            عندي رغبة عارمة في الكتابة ولكن لمن أكتب؟




            عبدالرسول معله "رحمه الله

            أشعر أنني أمام شاعر كبير
            سيزاحم الكبار على مقاعدهم يوما ما
            ارتشفت نميرا عذبا ونهلت شهدا مصفى وأريد المزيد

            تعليق

            • عمر موسى
              أديب وكاتب
              • 24-12-2009
              • 158

              #36
              لن أقول لك إني أكتب بدافع الحرص على أن أنشر أفكاري العظيمة , وألا أحرم الناس من متعة القراءة وجليل الفائدة . فأنا في واقع الأمر أشفق على من يقرأ لي , بسبب ما يتكبده من مشقة وعناء وملل واجترار أفكار لا تقدم له جديدا , ولا تفتح له باحات الإحساس ومنافذ الشعور ..
              رغم إدراكي لذلك أجد نفسي من حيث لا أدري أنزلق إلى ذات العادة , فأسلك ذات الطريق ..
              وأكرر ذات التجربة ..

              لماذا أكتب ؟ ربما من قبيل التفريغ الإنفعالي . أو من قبيل العادة , أو من قبيل الهروب ! أو ربما من قبيل توزيع همومي على الآخرين . كي يصبح العبء أخف وطأة وأيسر حالا .. وربما كنت أكتب لسبب أجهله تماما , لن يساعدني في إدراك كنهه غير فرويد , رحمه الله .
              وعلى ذكر فرويد , فأغلب ظني أنه كان مريضا من الطراز الأول .. وأن جميع جهوده في علم النفس , دافعها الأول ذاتي . بمعنى أنه كان يحاول أن يفهم نفسه . وأن يجد مخرجا له مما ابتلاه الله .
              ربما أنت مثلي لا تحب فرويد , بل تجد فيه مثالا للجموح والجنوح والَضلال .

              أغلب ظني أنه كذلك .. خصوصا كلما قرأت له , فخانني عقلي في إدراك أفكاره , وكلما وجدت فيما يقول مرآة مشوهة تعكس دخيلة ينكرها نقائي , وتدحضها فضيلتي ومزاياي .
              أشعر أحيانا أني اكتب من باب النفاق .. فأنا أنافق القاريء , كي ينافقني هو الآخر . وربما كتب لي مشاركة تعكس تماما عكس ما ترسب في نفسه من ملل ونفور . فتطمئن نفسي ويهدأ بالي . وأنام قرير العين أنتظر حلما , أغلب ظني أنه لن يتحقق .

              قد تكون الكتابة جزءا من هوية المرء , يحاول من خلالها أن يحقق ذاته . وأن يترك أثرا لدى الآخرين .. وربما كان يحاول أن يستميل أشخاصا محددين . وأن يتواصل مع من يجد في أرواحهم تجاذبا أو تجانسا ..

              أيا يكن الأمر , فأنا لا أكتب كي أنشر رسالة , وفكرة عظيمة , أخشى عليها الضياع ..

              لكني كطفل يستهويه أن يلقي حجرا في بركة ماء .. ثم ينتظر الدوائر التي تتشكل ,, بروح المتعة والتسلية والفرح ..

              [align=center]الجنة والجحيم [/align]
              [align=center]يوما ما .. كنت هنا ..[/align]

              تعليق

              • سلام الكردي
                رئيس ملتقى نادي الأصالة
                • 30-09-2010
                • 1471

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة عائشة بلجيلالي مشاهدة المشاركة
                لماذا أكتب ؟
                سؤال يحيرني ويجول بخاطري
                سؤال يترجمه يراعي رموزا يفهمها أو لايفهمها غيري
                لماذا أكتب ؟ ولمن أكتب ؟
                ألنفسي كي ترتاح مما يخالجها من ألم، أو لأبث سري الكامن في داخلي وأترجمه حروفا على الصحائف والصفائح
                أم أكتب ليتلذذ غيري بمشاعري الفياضة ويطرب بكلامي الأنثوي الناعم
                أنا أسألكم لما اكتب ولما الأديب يكتب ولما أنتم تكتبون؟
                أنا أجيبكم :
                أكتب لأني غيورة على ماأكتب، فأنا أكتب لوطني ، ولذاتي الأواهة ولأمتع الناس بأدبي .
                أكتب مايخالجني فيسيل قلمي البلوري كلمات مذهبات ويكتب على السطور جملا أشتهيها أنا كي أنفس عن روحي الظمآ وأعلي كلمة الحق في مقالاتي وأرتقي بلغتي العربية إلى أعلى مستوياتها
                فهلا عرفتم إخوتي الآن لما أكتب ؟
                ما تلون أعلاه
                يأتي كإجابة واضحة لا تقبل اللبث.
                ربما لا تكون الإجابة دقيقة بالنسبة لك او ربما تكون كذلك
                لكنها بالفعل إجابة واضحة ومحددة,وهذا ما نسعى إليه عبر هذا المتصفح الذي ما افتتحناه إلا لنجد إجابة على سؤال كثر من فكر فيه ولم يخرج بإجابة محددة حتى الاّن,فضاق صدره وخرج علينا ليقول أنا لا أعرف لماذا أكتب
                بيد أنه يعرف
                لكن الأمر صار يبدوبالنسبة لي كأنه سر حصين وهو السر الوحيد على ما أعتقد,الذي يابى أن يستقيم لرغبة صاحبه في بوحه ويوثر إلا أن يبقى في مكان قصي لا تطاله ييد تمسك بالقلم
                كل التحية لحضرتك
                [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                تعليق

                • الهويمل أبو فهد
                  مستشار أدبي
                  • 22-07-2011
                  • 1475

                  #38
                  نكتب لأننا لسنا الحكيم "سقراط"

                  "سقراط هو الذي لا يكتب"، كما قال نيتشه

                  تعليق

                  • سلام الكردي
                    رئيس ملتقى نادي الأصالة
                    • 30-09-2010
                    • 1471

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة ياسر ميمو مشاهدة المشاركة
                    لماذا أكتب


                    لأني أشعر برغبة كبيرة بالتعبير عن أفكاري ومشاعري

                    وعدم تحقق هذه الرغبة يصيبني بالإحباط الشديد






                    شكراً جزيلاً لك أستاذي الفاضل
                    كلنا نكتب من أجل التعبير عما في دواخلنا أستاذ ياسر
                    لكن لماذا نعبر ؟
                    ولماذا ندونما نريد قوله
                    ما زال السؤال مطروحاً
                    لماذا نكتب؟
                    شكرا لمداخلتك
                    [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                    [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                    [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                    [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                    تعليق

                    • سلام الكردي
                      رئيس ملتقى نادي الأصالة
                      • 30-09-2010
                      • 1471

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة الشيخ احمد محمد مشاهدة المشاركة
                      أكتب لأني أهوى الكتابة من أجل التعبير عما يراودني من أفكار وأمور أميل إلى تدوينها من أجل تذكرها دائما
                      مسألة شخصية إذا
                      ومحاولة لتوثيق ما في الذاكرة على الورق
                      عملية أرشفة
                      شكراً لمداخلتك استاذي
                      [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                      [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                      [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                      [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                      تعليق

                      • سلام الكردي
                        رئيس ملتقى نادي الأصالة
                        • 30-09-2010
                        • 1471

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد اسحق الريفي مشاهدة المشاركة
                        أخي الكريم الأستاذ سلام الكردي،


                        عندما تسأل الكاتب "لماذا تكتب؟"، لا تسمع منه إلا إجابات جميلة، ذات مضامين إنسانية وأخلاقية سامية، تدل على دوافع إنسانية نابعة من قيم إنسانية مثلى، وعلى حرصه على الوطن والشعب والأمة، بل حتى على البشرية والعالم الذي نعيش فيه. ويخبرك أيضاً بأنه إنما يكتب لممارسة النقد الاجتماعي، بهدف الإصلاح والتغيير، والتوعية والتنوير، ونشر المعرفة، والمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية، ودراسة الظواهر الاجتماعية، والمحافظة على الثقافة، والارتقاء بالمجتمع، والدفاع عن بلادنا وقضايا أمتنا... الخ.

                        وإذا عبرت مثل هذه الإجابات عن الدوافع الحقيقية لفئة معيَّنة من الكتَّاب الشرفاء والمخلصين لأمتنا وشعوبنا وقضايانا، فإنها دون أدنى شك لا تعبر عن دوافع فئات أخرى من الكتَّاب في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، خاصة كتَّاب مقال الرأي السياسي. فمن الكتَّاب من يكتب من أجل الحصول على الأجر والمال، ولا عيب في هذا إلا إذا تجاوز الكاتب الخطوط الحمراء التي تحددها الأخلاق والاعتبارات والثوابت والقيم الوطنية والقومية والدينية والإنسانية، لأن الكاتب إذا تجاوزها، فإنه يصبح عنده الحصول على المال غاية تبررها كل الوسائل.
                        ومن الكتَّاب من يكتب من أجل تملق جهات سياسية، أو طبقة نخبوية، أو شخصيات اعتبارية، أو سلطة، أو حكومة، أو حزب سياسي، أو دولة. ومنهم من يكتب لهثاً وراء الشهرة، في إطار حاجة الإنسان إلى تحقيق الذات، أو ترويجياً للقدرات والكفاءات الذاتية والمهارات والملكات الأدبية. ومنهم من يكتب لإثبات أهليته لمنصب ما، أو لتسلق الهيكل التنظيمي للحزب الذي ينتمي إليه نحو الزعامة، أو لتبرئة ذمته من اتهامات تتعلق بانتمائه السياسي والأيديولوجي، أو للتنصل من فكر حزبي أو ديني معيَّن، أو للظهور أمام الناس بمظهر المعتدل والوطني والحكيم والورع، أو للتسلية أحياناً، أو للهروب من واقع اجتماعي بائس، أو للهروب من واقع سياسي مضطرب، أو للهروب من مشكلة شخصية، أو للانتقام من الذات. ومنهم من يكتب ليشفي غليله من جهة معادية ما لأسباب شخصية أو حزبية، عبر سلقها بلسانه الحاد، والنيل من سمعة رموزها وقادتها، وكيل الاتهامات لها، والتشكيك في أهدافها ومصداقيتها ونياتها، وضعضعة ثقة الناس بها... وهكذا.

                        أنا شخصيا أكتب لأخاطب من حول من الناس في بلادي، ولأخاطب العالم، وأعبر عن وجهة نظري في القضايا التي تهمني وتهم وطني وأمتي، ولأنفس عن إحباطي أحيانا أو عن انفعالاتي....

                        وبارك الله فيكم

                        الأستاذ القدير محمد اسحق
                        يسعدني أن تكون هنا
                        ذلك لأمر جلل ,أظنك تدركه جيداً.
                        وهو أن المسألة يجب أن تخرج عن إطار الكتابة لاأدبية لندون إجابة منطقية على هذا التساؤل"لماذا نكتب؟"
                        لايكفي أن نكتب نصاً أدبياً من أجل أن نجيب عن تساؤل يخص الأمر ذاته.
                        كيف نفسر الماء إذاً؟
                        أبالماء؟
                        البعض من الأخوة الأدباء,يجيبون عن تساؤل كهذا بكتابة نسألهم لماذا تكتبونها في الأصل ولم يحتلف الأمر قبل إجابتكم عما بعدها؟
                        دعني أستشهد بمداخلتك لأقول:
                        أن الكتابة تهدف إلى ما هو خارج إطار النفس وما تشتهيه من بوح أو تنفيس عن داخل مضغوط بالهموم وتوثيق ما في الذاكرة والارتياح من عناء الكبت والوجع
                        فإن الوجع لم يرحل بهذه الطريقة بل توثق ليعود حين تسنح له الفرضة مرة أخرى.
                        توجه سياسي
                        أو اجتماعي
                        أو فكري مختلف بشتى أنواعه
                        نفسي
                        اممي
                        وطني
                        قومي
                        شعوبي
                        علمي
                        كل ما يمكن تسميته فيما يخص قضايا عامة
                        يمكن أن يكون إجابة عن تساؤلنا"لماذا نكتب"
                        أما إن لم يخرج عن إطار ما تشتهيه نفس الكاتب فحسب,فأعتقد عندئذ أننا لا نكتب ولم نشرع في ذلك بعد.
                        لابد من رسالة
                        كل التحية لحضرتك.
                        التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 21-10-2011, 10:12.
                        [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                        [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                        [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                        [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                        تعليق

                        • بوبكر الأوراس
                          أديب وكاتب
                          • 03-10-2007
                          • 760

                          #42
                          أكتب لإشعر بالراحة و من هموم وأعباء الحياة الشاقة ، أكتب لإني أجد في الكتابة المواساة ، هناك من يبادلني الحديث ويبادلني الإحساس ويبادلني العذاب، أكتب حتى أشعر بالسعادة ولو كانت سعادة وهمية ، أكتب في هذا الزمان الذي غاب فيه الآمان وغاب فيه الصدق صدق اللسان ل صدق الجنان ، وغاب فيه الخلان ، أكتب لإنسى مشاكلي وأحزاني ، لإعبر عما في القلب المكلوم ، أكتب من أجل أن أتوال ولتقي بك أنت صديقي لإبادلك التحية والحب والمودة وتبادلني الصداقة والعطف والحنان في هذا الزمان الذي غاب فيه الآمان ....أكتب وأظل أكتب وما زالت أكتب لإبقى حيا بعد رحيلي لتقرأ أنت صديقي عبارات وكلماتي للتذكرني وتدعو لي من قلبك الطيب و أن دعواتك ستصلني .....أكتب لإبقى حيا في ضميرك والكلمات والعبارات لا تموت وتبقى خالدة وتقرأها الأجيال ويقرأها أحفادي وأبناء أحفادي .......أشكركم كثيرا .....أبوبكر الجزائر شرقا

                          تعليق

                          • نورة الحوتي
                            أديب وكاتب
                            • 07-05-2011
                            • 9

                            #43
                            أكتـب ..، تحدثني نفسي ..

                            لأني مفعمة بنرجسيـة خاصة .. مشبعة تتملكني . تحتدم في دواخل الذات .

                            حينها أجدني في بؤرة ألمي .. فأهرع إلى قلمي أبثه نوازع هواجسي ،

                            تطلعات جنوني الجميل .. دواخلي .

                            القصة بشكل عام ، وبالأخص القصيرة جدا ، ما يستثير حماستي ..

                            للكتابة ويلهبها .. إنها متنفسي الحاد ..

                            تعليق

                            • يحي الحسن الطاهر
                              أديب وكاتب
                              • 20-03-2011
                              • 111

                              #44
                              لماذا نكتب

                              لماذا نكتب؟


                              مبعث حيرتي من السؤال، أية سؤال ، هو ما يزيحه من صمت معرفي هائل ، مجردا صحراء هذا الصمت من غناها اللانهائي واستجنانها بالعديد من الاحتمالات المشرعة على فضاءات لا تحد ...السؤال شهية لامعقولة للتحديد ...للإفقار ..إفقار موضوعة التساؤل بحصرها في ( معرفة مسيجة بيقين ما باعتبارها ممكن نهائي ...إجابة ما عن قلق معرفي ) السؤال لدي هو تعبير عن الرغبة في الراحة الذهنية بالوصول الى حد صارم لفوضى الالتباس واللاتحديد واللاتعين ( بلغة الفلسفة) .


                              لماذا نكتب؟


                              مايليني من السؤال: لماذا أكتب؟


                              أكتب ...لأني ببساطة أحاول التناص مع وجودي ...بالكتابة أحاول تأسيس عالم مواز ...عالم يتناص باللغة مع( الوجود/في الهناك) خارج ذاتي ...الكتابة هي وسيلتي لتصدية ( من ترجيع صدى) همس الكون بألغازه وإسراره لروحي ...فعبر اللغة أشكل موطن الفة لروحي في مسكن وحشتها العميقة في الوجود ...ثم الكتابة عندي ....حالة استمناء ميتافيزيقية لعالم يتشكل في رحم الحلم..عالما تتسع فضاءاته غرفا سرية تمارس فيها كائنات الوجود جميعها طقوس تعر سري ..متسكعة في فضاء أحلامها بالصيرورة المتمردة على سجن هوياتها العتيقة في محابس جسدية الوجود /خارج الكتابة ...بالكتابة تتطهر الكائنات من دنس وثنية الجسد الواحد ....تتخلص كما الثعابين من جلد نهاريتها الفجة موغلة في غسق حلمها بذاتية أخرى ...فالقمر يكف عن كونه ( قيعان وأودية جافة وصخور صلدة...كما هو قمر العلم/ في كشوفات ناسا.. يكف بالشعر عن تلك الهوية المحنطة ...كي يتحول موطن لقاء أثيري للمحبين ...كما قال عاشقهم:


                              أقلب طرفي في السماء لعله


                              يوافق طرفي ...طرفكم حين ينظر...


                              الكتابة...هي لعبتنا السحرية التي بها نشيد عالما من مرمر أحلامنا...ونستدفيء بها من هجير وحدتنا ...


                              لماذا أكتب؟


                              لأني ...لا أعرف شيئا غير ذلك!


                              ولأني سأموت ان لم أفعل ذلك!


                              الكتابة...خبزي ومائي وهوائي الذي أتنفس....هي صنارتي الذهبية لاصطياد قلب حبيبتي...


                              أكتب لأني وجدت نفسي هكذا!


                              أحيانا كثيرة ...


                              أشعر باللغة جنيا سريا يهذي أسفل عقلي......


                              تكتبني اللغة ولا أكتبها إلا حين أخشى من كل هذا الضجيج الذي تمارسه الحروف في أقبية الوعي ...أشعر بتنهيدة ارتياح عميقة تعرفها من فاجأها المخاض الى جذع حزن من طول وحشتها ...الحروف لعبتي ومسكني الأليف


                              أهديكم ...جميعا بمحبة ...هذا النص ...ولعله يكون بياني عن ( لماذا أكتب)

                              سوناتا الحروف- كتابة


                              (1)


                              جدل الفراغ والملاء


                              يحي الحسن الطاهر



                              جلست الحروف - ذاتصفاء- تتسامر حول مواقعها في الكتابة ، كانت البهجة تغمر الجميع، من هذا التآلف البديع الحميم، الذي يلفها جميعا بعباءته الدفيئة ، كانت الصغار منها ،مثل الدال والباء تتضاحك جزلى، وتكركر ضحكاتها فقاقيع ملونة ، تتحول غماما متراقصا، يحجب عن الحروف شمس العدم، وفراغ الملاء السحيق ، كان الجميع في بهجة ومسرة عميمة ، لا يكدر صفوها الا من ازيز بدا خفيضا وصار يتعالى شيئا فشيئا ، احتار الجميع من مصدر ذلك الصوت الغريب ، الذي يشبه انينا مكتوما يضمر غيظا دفينا ، علم الجميع بعد مدة طويلة، تساقطت فيها برهات الزمان، قطرة اثر قطرة، في الوادي السحيق للأبدية ، علموا ان مصدر هذا الصوت، هو من بعض ذوات الاسنان والاضراس من الحروف: الظاء والطاء والضاد ، التي انبرت خطيبا:


                              فليعلم الجميع هنا ان العدالة هي ما ننشد ، ولا تغرنكم هذه الهناءة العابرة ، انظروا الي ما حسبتموه تجانسا ، اين هذا التجانس؟ الا تتبادلون المواقع بكيفية خارجة عن ارادتكم ؟ الا يمتن بنو الفانين عليكم بالوجود نفسه ، الا يزيحون بفوضى وجودكم شعورهم بالعدم ، ثم أين هذه الكيميائية العذبة لانسجامكم المزعوم ؟ الا تتناحرون حينا، حتى يخفي بعضكم بعضا فيما تزعمونه بلاغة وتجويدا ؟ ثم انظروا الي أنا : على الرغم من انكم تتسمون باسمى، لغة الضاد ، فما ذاك بميزة لي : فأنا أقلكم ورودا ، وغالبا ما تستقبحون صوتي، فلا تدعوني افتتح الكتابة ، تحاولون زجي بينكم ، في وسطكم ، كي تضبطون ايقاعكم المشروخ، برنينى العميق، فيالها من غفلة وحيف! علا حينها صياح الحروف واشتد ضجيجها ، كانت بعضها تشتكي من البرد، لكونها تأتي في مفاتح الجمل ، وأخرى تتذمر من الضيق والاختناق والانحباس، لتوسطها بين أحرف حارة، تتلظى بمشاعر الغيظ والمرارة ، اما التي غالبا ما تأتي في أواخر الكلام، فخوفها من حافة العدم التي تطل عليها أصاب الجميع برعدة بالغة ( لعلمهم بأن ذلك مصير محتمل للجميع) علا الصياح وضج السامر بالشجار ، وتشابكت الحروف بالأيدي والأرجل فهنا ترى حرف( الألف) ينتصب عصى غليظة تنهال ضربا ،على ظهر الحروف المنبسطة مثل (الغين، والعين والجيم والحاء والخاء) حتى تدميها وتتقاطر دمائها مشكلة نقاطا للثاء والتاء والنون ، فما تلبث هذه الأخرى، أن تنالها عضات الأحرف المسننة مثل الشين والسين ، فتتلوى الما حتى تصير مرة (كافا ومرة دالا وزالا - ) حتى اذا بلغ بها الألم منتهاه وأشتد بها الوجع ،



                              فرت هاربة واختفت، في تضاعيف مجوفة مثل، التشديد أو التسكين أو حتى الاضمار والاقلاب ، ومن طريف ما يروى من أمرها ، أنه يحكى ان بعضها ينقلب محض أحرف ناعمة لينة، لا تستفز نعومتها شرا ، بل يسعى بعض الاحرف اليها رغبة في شميم فائح انوثتها الانيقة، وتتأبى هي في دلال وغنج ، ولعل هذه النعومة وذاك الدلال، هو ما زين لها ان تنبري لفض هذا الاشتجار ، اقترحت الياء خطيبا :


                              قالت الياء ، بعد ان تنهنهت طويلا حتى كادت تنقلب باءا ، ولكنها انحنت بسرعة تلملم نقطتها، التي تطايرت من تنورتها الضيقة ، ثم قالت في نعومة مخاطبة الضاد:


                              انظروا الي : انا آخر كم ورودا في الابجدية ، وليس في ذلك عيب ، اذا وجد الطموح والحيوية ، فهاأنتم تروني آتى في اشد لحظات وجودكم وثوقا ، اليس بي تصاغ كل راهن حركة الكائنات ؟ يجري ، يبكي، اليس في بركة موضعي، انبثاق الفعل من جوف السكون؟ ما افعالكم غيري سوى ماض غائب؟ جرى، بكى ، نام ، فيا أيتها الضاد لا يحزنك موضعك ، فما يقعد بك هو قصور همتك لا بعد موضعك ، ثم هيا أخبريني:


                              أين هذا الرنين العميق الذي به تفاخرين ؟ أين هو من عذوبة رنين السين وهمس الشين ، ورقة الحاء ودفئها ، التي أوحت الى بنو الفانين بأن يفتتحوا بها كل مفردة دفيئة، مثل، حلم وحب وحرية وحنان وحسن ؟ أين انت من ذاك بل دعينا من هذه المراقي التي لا تطيقين واخبرينا : أين أنت من جلال وجمال الميم ؟ وسكونها العميق ، اليست هي اشارة وعبارة علي الطمأنينة اذ بها كل ما يأوي اليه بنو الفانين، فهي مهد ، منزل ، مسكن ، موطن ، حسنا ..لنترك كل ذلك ..فهيا أخبرينا ..أين أنت من طلاوة وحلاوة العين؟ عسلها ، عنبرها ، عبقها ، عشقها ؟


                              جلست الياء في زهو وخيلاء وقد رأت ما يتخايل من اعجاب من مقالتها، في الاخاديد العميقة، للسين والشين ، ولشد ما أعجبها تقوس النون فرحا، حتى كادت أن تنكفئ على وجهها باءا ممسوخة ، أو يذهب بها التمايل فرحا، الى حد أن تصير الفا ممدودة ، ولأمر ما تشابهت الألف الممدودة نطقا وشكلا بالدودة ، فزعت الياء من هذه الخواطر واستعاذت بالألف والام مرتين وبالهاء، من الخيلاء والغرور، وما سيجره عليها من ويل وثبور ، الم يرسم لها كل هذه المسوخ المحتملة؟


                              فجأة شق ضجيج الحروف وتشاكسها صياح عظيم:


                              جفلت الحروف ووجفت ، ثم سكنت تتصنت ما كنه هذا الصوت المريب ، تبينت انه آت من جب عميق ، انه داعي النوم ، تواثقت على أن لا يؤذين بعضكم بعضا حتى الغد ، دعونا ننام ولنا ملتقى غدا لا نخلفه.



                              سوناتا الحروف- كتابة – جريدة المدينة- ملحق الأربعاء الثقافي

                              يحي الحسن الطاهر


                              (2)


                              قلق التكوين


                              حسنا :


                              كانت الاحلام التي داعبت مخيلتهم تلك الليلة، غريبة حقا ، حلمت الباء بأنها تتنزه وحيدة، قرب شاطئ منسي بعيد ، لم تكن هنالك أية اشارة لحياة عاقلة ، قالت تخاطب ذاتها:


                              حسنا لم لا أدعو بعض أخواتي فنتحد( وربما ..وربما) ثم تضج الحياة بهذا الشاطئ ، كانت فرحة بهذا الخاطرة المباغتة فأنستها فرحتها، وما بداخلها من نداءات الخصوبة ، انها تفترش لحافا وتضجع قريبة من النون، التي كانت ترقب حركتها،لكونها لم تنم في تلك الليلة، كانت النون ترى في وجه الباء تعابير متعددة ، فتارة تراها مرة ترتعد خوفا ..وفجاءة تضحك بسعادة ، ثم تارة أخرى ، ترى تلك النظرة التي تعرفها كل الحروف، الرغبة وشهوة الخصوبة ونداء اللذة،،والمعروف لدى الحروف جميعها، ان النون هي أكثرهم حنوا وعطفا على الجميع، أكثرهم حيوية وحماسا في تلبية نداءاتهم جميعها، كانت النون تحاول ان تفكك شفرة هذا الحلم، الذي يدور في الأزقة القصية لروح الباء وعقلها، كانت ترغب في مفاجأتها بتحقيقه،صارت تقترب أكثر وأكثر، حتى تستطيع سماع هلوستها الخفيضة ، الألف كان يرقب من مكمنه البعيد كل هذا ، وعرف بحدس الحروف القوي، ما كان يدور بين الباء والنون من جدل صامت ، فصار ينادي على التاء ان تقترب..وحين صارت قريبة جدا، نهض الألف بخفة من مكانه ، وتمطى حتى يذهب غائلة نومه العميق ، وحتى يستطيع حمل النون، بقوسها ونقطتها عاليا، كي ترى من علو ما يدور بخلج الباء،فهمت التاء بأن الألف يريدها، أن تقترب حتى لا يسقط ، وهو يشب على أطراف قدميه، كي يتمكن من رفع النون الى أعلى أفق ممكن، لعلمه المسبق بأن الحروف جميعا، حين تحلم ،تغوص في أحلامها عميقا حتى تأمن من التلصص، فهمت التاء كل ذلك ، وتولى الألف اعداد كل شيء ، أمر النون بأن تلتصق بالباء بخلس حتى لا تزعج نومها، ورفع النون عاليا، وهي ملتصقة بالباء..فهمت التاء مكر الألف، فأتت تسعى وهي تحتك بالألف، في وضعه المضحك ذاك: يرفع النون الملتصقة بالباء النائمة ، أحدثت كل تلك الضجة أصواتا مزعجة جدا ، جعلت الباء تستيقظ فزعة ، وحين حاولت الصراخ ، نبهتها النون من عليائها تلك :انظري ألينا، الم نشكل جميعا ما ينقص هذا الشاطئ المهجور، دعونا فقط نتناسل أكثر فأكثر، دعونا نرتدي بعض الألوان المختلفة ، ولكن دعوتا نقصقص قليلا من أطراف أثواب النوم الطويلة هذه ، دعونا نرتدي أثوابا اكثر قصرا، حتى نسمح للنسيم العليل للشاطئ بان يرعش اجسادنا، وسترون كيف يضج الشاطئ بالمرح ، وكيف تنشر الريح خرافة ما تثرثره الماء من اشجان عشقها الى اليابسة،ضحكت الباء في سعادة ، سعادة لم تكن تحلم بها ، فما فعله الاندغام الجميل للألف والنون والتاء كان أكثر مما تتوقع ..صارت تضحك بشكل هستيري مجنون ، حتى بدأ الجميع يرتجون في مواضعهم ، لم يستطع الألف بكل قوته وصلابته المعهودة ،أن يوقف النون التي كانت تتقافز خائفة ، تحاول أن تتملص من هذه الكينونة ، أخيرا أستقر ضحك الباء وسكن، ولكن بعد أن ذهبت النون بعيدا في الحافة من هذا النسيج ، صارت قبل الباء ذاتها حتى تأمن في مستقرها ذاك من احتمال انهيار الكيان جميعه ، ضحك الألف حين نظر عبر الفرجة الضيقة لتنورة النون الى ما صاروا عليه بعد تبدل المواقع ، وقال انظروا ما لدينا من تنوع ، ثم في برهتعشق صاح بالباء:


                              بوركت ، فقد منحتينا الظل وهذا الألق.


                              بدأت الأحرف الأخرى تستيقظ تباعا، بعضها بتثاقل ، مثل الظاء والطاء والضاد ، لعلمها بأن لا حاجة للجميع اليها، في هذا الصباح الباكر ، وان شاركتهم جميعا الاندهاش العظيم ، اذ رأوا كيف استحال المكان ، فبالأمس بعد كل ذلك الشجار ، نام الجميع في خلاء قصي وهاهم الآن يستيقظون قرب شاطئ ضاج بالحياة، تمرح فيه حسان بهيجات ويزدان بالاشجار الجميلة، وكل صنوف النبات ، أحس الجميع بالجوع وتنادوا :


                              هيا ، تعالوا نشكل بتراصنا ما ترغبون فيه من طعام وفاكهة وشراب،ثم فجأة صاحت الكاف:


                              مالي لا أرى الشين والألف والياء ،ألم تلحظوا ان الألف أيقظ الجميع ، أين ذهب؟ بدأ القلق ينتاب الجميع ، صاروا يتلفتون يمنة ويسرة ، بل بلغ بهم القلق لئن ينتدبوا بعض الحروف المائية ( فهم قبائل شتى ، كما هو معروف) بأن تذهب الى النهر وتغوص بحثا عل الشين والألف والنون تكون قد استهوتها غواية الماء ومن يسبحن فيه،كانت الألف وصويحباتها يضحكون بهناءة غامرة في خبائهم البعيد وهم يصنعون للجميع مشروب الصباح الذي يشتهون . جاءوا يسعون بالوان متعددة بين الأخضر والأسود والأحمر وقد أدغموا في نسيجهم الحميم سينا خجلي، كافا عجلى، وراءا مرتعدا، من كون ان هذا المزيج سوف ترشفه الحروف وتمحق وجوده في برهات قلائل وربما تطالب بالمزيد .


                              ارتج سكون الشاطئ وضج بكل هذه الأصوات ، فهاهي الريح في البعيد، تزمر تراتيل الموج وتهامس الاشجار في عشقها الذي لاينتهي أبدا للبوح والغناء، ثم هاهو الموج ، طفل الماء الشقي الذي لا يعرف سوى اللعب والتقافز ، يرتل الآن صلواته السرية لجنياته ، وبعد كل هذا يأتي صوت ارتشاف الحروف لعصير وجودها.


                              فجأة أطبق ظلام كثيف ، صارت الشين والألف والياء لا ترى شيئا، علمت انها الآن في القاع العميق تنام محض ذكرى لذة الصباح المعتاد للحروف ، ولكنها في غور وجودها ذاك كانت تدرك انها سرعان ما تتجشأها الحروف ، فتخرج منسلة كغمام ناعس جميل عبر شقوق استلذاذ الجميع .


                              يحى الحسن الطاهر

                              keizenk@gmail.com

                              sigpic

                              سارة..توتا..نونا ...حوتة ..والله وبس!!!
                              yahia.change@gmail.com
                              http://truthsekkers.blogspot.com/201...g-post.html#!/
                              https://groups.google.com/forum/#!forum/yahiahassan

                              تعليق

                              • مدحت سلام
                                أديب وكاتب
                                • 04-03-2011
                                • 4

                                #45
                                من اين .... ؟ والى من .... ؟
                                الافكار تأتي من اين ؟ ... واكتبها لمن ؟ ... هل هو فن ؟ ... هل اكتب حقيقة ام مجرد ظن ؟... خيالات ام واقع تراه العين ؟ ... تذكير بماضي ام اليه احن ؟ ... قسوة ام لين دفاع ام هجوم يشن ؟ عاقل انا ام جنوني قد جن ؟
                                ولماذا اكتب ؟ ... هل بالكتابة ارغب ام بها اهرب ؟ ... هل اواجه واقع ام منه ارهب ؟ هل هي تنفيث حين افرح او اغضب ؟ ... هل هي مجرد ثمار سياتي وقتها وتنضب ؟ ... هل اشجب ام اعتب ؟ ... وهل لافكاري ارتب ؟
                                تساؤلات تحتاج مني لاجابات ... بعد كل ما مر من كتابات ... فجلست في هدوء وثبات ... وقررت ان ابحر في اعماق ذاتي واكتب هذه الكلمات
                                من انا ؟ انا انسان ... موحد بالرحمن ... مهما كانت افعالي فبداخلي يقين وايمان
                                لا اعتبر نفسي فنان ... لكن لدى الكثير من الخبرات على مر الزمان ... منذ طفولتي والى الان ... ولي عقل وقلب ووجدان ... احيانا تتحول المشاعر بداخلي لبركان ... او ترصد عيني ما يحدث في كل مكان ... وانعم عليا الله الرحمن ... بنعمة وزن الحروف من الالف للياء بميزان
                                واخرجها في عبارات من يقرأها يجد صداها رنان
                                تأتيني سيول من المشاعر والافكار ... وتختلف المشاعر حسب الظروف والاقدار ... فأجد نفسي تارة شاعر بالقوة وتارة بالانكسار ... فلا اجد لهذه الافكار حاجز او جدار ... فلا استطيع الانتظار وتنهمر الكلمات مني كالامطار
                                كلمات اجد فيها تعبير ... عن ماضي جميل او مرير ... حاضر مظلم او منير ... احساس بمستقبل ومصير
                                اكتب باللغة العربيه والعاميه ... جديه وهزليه ... كراهية وجفاء وحنيه ... ضعيفة وقويه
                                اكتب لنفسي ولكل البشر ... كلمات قد تشتهر او لا تنتشر ... كلماتي على مجموعة بعينها لا تقتصر
                                ستبقى كلماتي حتى بعد ان احتضر
                                اكتب عن حقائق وتخيلات ... ندم وامنيات ... اكتب بالعربية ما اجده في كل اللغات ... اهتمامي بأمتي بالذات
                                اكتب في ذكر الله تعالى سبحانه ... اكتب عن الحب والخيانه ... الصدق والامانه ... عن الانسان في ضلاله وايمانه
                                اكتب في الحياه ... الراحة والمعاناه ... نعيم اومآساه ... الظلم والعدل بمعناه ... والموت وما سنلقاه من حساب الله
                                مجرد كلمات في سطور ... عن كل الامور ... معناها بوجداني محفور ... حر فيها ولست مجبور ... لا تحكمني فيها حدود او سور ... حين اكتب احلق كالطيور ... اخرج ما في ظلمات نفسي الى النور
                                وكلماتي احيانا اجدها قوية في تعبيراتها ... فتكون في نظري في سماء الكلمة عاليه
                                واحيانا ركيكة في مضمونها ... فتكون في نظري ضعيفة باليه
                                وقد ارى انا فقط جمالها ... فهي الى قلبي غاليه
                                حقيقة لا يمكن اغفالها ... كتبت تجربتي في سطور واكتفيت بها ... لكنها قالت لي كلماتك سامية
                                لها رنينها وجمالها ... استمر بهذه المشاعر العاتيه وسيأتي يوم ويعلو شأنها ... واقولها بنفس راضيه
                                الفضل كل الفضل لله ثم لها
                                احيانا تعبر الكلمات عن طبيعتي ... واحيانا تختلف تماما عن شخصيتي ... قد تكون من روايات الناس وقد تكون من دنيتي ... لكنها في النهاية احساس يعبر عن حقيقتي
                                تخفي الكلمات حقيقة حياتي ... من عناء ماضي وتطلعات مستقبل اتي ... حالات استقرارى وشتاتي
                                الكلمات هي ذاتي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X