الوجد
نظرت إلى رضوى فقلت مناجيا
أيا جبل حالي بدى منك شاكيا
أنادي على نجد ففرقت بيننا
وأبعدت بين العاشقين التلاقيا
أتحسدني عشقي وقد كنت هائما
أتحسدني جسم من الوجد باليا
وإني لتربطني بك كم مزية
وضوحك مع شموخك والثباتيا
وإني بعد عقد من الدهر وأربع
مللت البقاء وأصبحت للهجر ناويا
أيا ناقتي غذي الخطا وتجملي
بعزم قوي رغم بعد المقاميا
ولاتشتكي ياناقتي صلفي ففي
من الوجد والآلام ماكان خافيا
عرفت فيك صبرك واحتمالك
لقطع القفار البيد والصيف حاميا
فإني وتهيامي بنجد مبتلى
ومايبري الهيمان كثر التداويا
ومايبري الهيمان غير انتشاقه
صبا نجد من شام وإن جاء يمانيا
به من بنات البدو نجدية الهوى
معربة الجدين فيها تساميا
جدائلها سود على النحر كأنها
ليل شتاء خالط النوء داجيا
كأن بياض النحر مع لون شعرها
نهار تغشاه المساء بالسواديا
تجملها بالشال أيما تجمل
فقد صاغها الرحمن من دون شاليا
وعين كعين الصقر من جوف برقع
تصيب ذوي الألباب إذ لاتشافيا
لو ناظرت شيخا على منبر الهدى
لأرتعشت كفاه وإنكب باكيا
عفى الله عن مخترع البراقع للنساء
أبدن بها العشاق بيض الغوانيا
وجمر غضى حمر الشفايف لونها
تكشف عن لؤلؤ من الثغر باديا
وأنف كسيف الهند عند مسله
وخد كلون البدر عند التماميا
لها قامة بالطول ليست طويلة
ولكن لها عند الجلوس ارتفاعيا
وفي ملتقى السيفين شكل الحواجب
ويغضي بطرف يحمل الرمش ضافيا
وصدر بحبس الثوب أصبح بارز
كطفل بحبس المهد يبغي الفكاكيا
لها بطن ظبي صابه الجوع والضمأ
تقفاه مع صحصاحة البيد راميا
هذا الهوى يامن سألت عن الهوى
هنا مصارع قوم في السنين الخواليا
أصحبي كفى لومي فلست بسامع
لمن قال في هذا المقام انتقاصيا
فياجبل رضوى هل العلم واصل؟
وياناقتي هل ماعلمته كافيا؟
شعر: جبر السبيعي – ينبع 1430
تعليق