قصيدة بعنوان .. الهــــرم المقلوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائشة المغربي
    أديب وكاتب
    • 27-09-2011
    • 4

    قصيدة بعنوان .. الهــــرم المقلوب

    قصيدة .. الهرم المقلوب

    " كم تتوتر أحلامنا ، وتنكفئ خيبة ومرارة حين يصدمها الواقع .. نحزن نحبط ونعاني الأمرين .. لكنَّ عزاءها الوحيد أن الحقيقة تعاني من الواقع ضعف ما نعاني نحن "..
    النخوةُ مفخرة العرب ..
    قد تنفجر لبعض الوقت ..
    قد تثب النخوة بصرامة ..
    أو قد تلتزم حدود الصمت ..
    الغضب العربي الثائر ..
    يخضع للعرض وللطلب ..
    في لحظة نبل عربي ..
    انقض العرب على العرب ..
    ما أصعب أن ألقاك أخي تسعى لتراني أشلاء ..
    تحرص في كل مناسبة أن تهديني شلال دماء ..
    تتوالى أحقاد عدوي وأخي مفتقداً أي ولاء ..
    يصرعني أو يحرق بيتي ..
    أو يطفئ في روحي الأضواء ..

    الوطن العربي عظيم ..
    هو حاصل جهد وتعب ..
    في واقعه يبدو لي ... هرماً من ضوء ولهب ..
    أمتنا هرمٌ منتصب ٌ .. وسيهوي في عنف وصخب..
    أحقاداً تملأ أنفسنا ضاربةً فينا.. في الأحشاء ..
    اسودت أفئدةُ العرب والأصل بأن كانت بيضاء ..
    يحتقر العربي أخاه ..
    وهما للعزة أبناء ..
    ويراني أغرق بدمائي .. أتمزق قطعاً أجزاء ..
    لا يحزن من أجلي أبداً ..
    لا يجهش من أجلي ببكاء ..
    إذ يقعد عند شفا جرحي ..
    يشطف قدميه .. بغير حياء ..
    بل يسعى كي يحصل مني لو كتفا من بين الأشلاء يكرهني .. يتضايق مني ..
    يتمنى لو كنت هباء ..
    ينتظر لكي يصعد فوقي ..
    فلرب سيصل إلى العلياء ..
    لا أعرف كيف نسيت أخي !!
    أن الهرم .. وكأي بنــــــــــاء ..
    لو سقطت منه ولو قطعة .. لهوى وتحول لهباء ..
    ولئن غامرتَ لتصعده لن تجد سوى ألم وعناء..
    فالرأس مساحته صغرى ..
    لا تكفي حتى قطرة ماء ..
    وإذا ما في الحلم غرقت ، وازددت جنوناً وغباء ..
    وتناهت لخيالك فكره في " قلب الهرم "..
    وذاك بلاء ..
    فلتعلم لن تدرك شيئاً ..
    لن تقلب جنتنا صحراء ..
    إن وقف الهرم على رأسه ..
    والقاع يرفرف في الأجواء ..
    وجعلت القاعدة مكانك ..
    والعالم يسعى للإرضاء ..
    لا تفرح لن تمهل وقتاً وستلقى فعلتك العمياء ..
    الهرم سيتساوى بالأرض ..
    وستبكي جهداً وشقاء ..
    وستقلب جنتنا صحراء تكويك بلهب الأنواء ..

    العربي بلهفٍ يسعى ..
    كي يضرب عربي آخر ..
    ويسب الغاصب ببرود ..
    وبصوت في الذلة غائر ..
    وهموم الوطن العربي تتكأ على الحظ العاثر ..
    في واقع إيقاع الموت ..
    من داخل حلقات النار ..
    تتهشم كل روابطنا ونواجه بالاستعمار ..
    يحتفل العرب بمصرعهم ..
    بمزيد من لحظات الضيق ..
    لا بد بأن نصنع شيئاً ..

    كي ندرك ماض كان عريق ..
    ونعيد روابط تجمعنا ..
    فالأخ أقرب من أي صديق ..
    إن شرقنا أو غربنا ..
    لن نجد عن الوطن بديل ..
    دمنا العربي يغذينا ..
    والنخوة فينا خير دليل ..

    18 /4 /1996م
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    يمكن القول أننا فى هذى المحاولة الطيبة أمام فكرة نبيلة تمس وجدان كل عربى ، أمام فكرة شعرية هى فكرة الحال العربى المقلوب الشبيه فى غرابته بالهرم الذى يقف على رأسه ،وهى الصورة الاستعارية التى توازى واقع العربى وانفصام حاضره عن ماضيه ، فكرة شعرية تستصرخ النخوة وتدعو إلى أن ينظر العربى إلى تاريخه ويتأمل حاضره كيف صار من خزى وتمزق وتحارب واستبداد

    - والحقيقة أن هذى الفكرة الشعرية على نبلها وحماستها تظل فكرة شعرية تدور فى فلك الخبرة العامة التى سبق التعبير عنها وتلقيها قبل ذلك وهذا ما يجعل الفكرة تفقد الكثير من قدرتها على تفجير الدهشة وبالتالى لا تكون قادرة على القطيعة الفنية اللازمة لإبداع الجديد

    - ويراد بالقطيعة هنا أى استيعاب ما سبق ثم تجاوزه عبر معالجة فنية تسقط على زوايا فنية وتفاصيل أخرى للفكرة ، نحن إذن أمام فكرة نبيلة لكنها كانت تحتاج معالجة فنية أخرى حتى تضفى عليها الجدة والتفرد

    - من حيث البنية الموسيقية نحن أمام موسيقى تميل إلى المتدارك فى الأغلب لكن البنية تحتاج إلى نظرة طويلة لمعالجة مواضع عدة فى بنية المتدارك ، والحقيقة أن هناك أسطرا شعرية جاءت سليمة على موسيقى المتدارك ، وهناك أسطر أخرى ظلمها تقطيع السطر أى يمكن من خلال إعادة معالجة بنية السطر وتشكيل السطر الشعرى ضبط البنية الموسيقية مثل سياق

    وتناهت لخيالك فكره في " قلب الهرم "..

    فهذا السياق يمكن معالجة بنيته هكذا

    وتناهت لخيالك فكره
    في " قلب الهرم "..

    لأصبحنا أمام بنية سليمة من حيث موسيقى المتدارك وهناك أمثلة أخرى فى السياق العام للنص يمكن معالجتها بهذى الطريقة أى من خلال مراجعة بنية السطر


    - يمكن القول أن التخييل جاء فى مجمله تابعا للخبرة السابقة لذات الفكرة وهى فكرة هوان العربى وغرابة حاضره عن ماضيه ، أى أن عدم جدة الفكرة أثر فى رأيى بالسلب على لوحة التخييل ، لكن هذا لا يمنع من وجود لوحات جزيئة باهرة منها هذى الصورة الشعرية

    إذ يقعد عند شفا جرحي ..
    يشطف قدميه .. بغير حياء ..

    وهى صورة شعرية ثرية تعبر بسلاسة وبلغة تكسر حاجز الفصحى المعجمية إلى فصحى أكثر انفتاحا على المتلقى ولغته اليومية وهو ما يحسب بالطبع للوحة ولذكاء هذى الصورة الباهرة

    تعليق

    يعمل...
    X