اختيارات أدبيّة وفنّية
24-10-2011

عِندما يَنهضُ الرُّكام
بقلم/ د. محمد الأسطل
سماءٌ تَغسِلُ شَعرَها
تَحُكُ وجهَها بالقَمَر
كأعماقٍ أغفُو في قَطرَةِ ندى
للتوِّ خَلَعتُ جَسَدِي المُجَعلَك
عَلِقَ الأديمُ بِغُصنِ زَيتُونَة
http://www.youtube.com/watch?v=aFZ7bBaYpcw
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عطر البلاغة
مالكة حبرشيد
من وقدة العجز
يودون اطفاء الوهج
النار لا تمنح الدفء
للعاكفين في جوف الرمد
ألم تر ........
كيف البلاغة تفضي
إلى فج سحيق
ردمتْ فيه الطحالبُ
قبةَ الشمس
تقطعتْ أوصالها ؟
إنها الواقعة
فاغزلْ حروفَك
حبلًا لولبيا
يستهدف الأفق المباح
و تستبيح
تعلق ....
تسلق...
قد تنسل
من هوة نوازعك المترعة
اغتسل بزخات النفري
توضأ بوميض الجرجاني
ردد قول الاولين
واذكار الاخرين
في فضاء البصرة
وميادين الكوفة
ستنفتح مغارة الجهل
ويتسرب البيان
إلى صدر فجيعتها
سينبثق النرجس
بعد اندلاع اليباس
ويسيل ندى البوح
مدرارا....سلسبيلا
فقد آن لناعورة العصف الماكول
أن تستقيل
هي الحروف
كما عرفتها الصحاري
والبراري ...
وعشاق الليل والسهر
لا ترتضي حدودا
لا تحتمل خارطة طريق
كسر القوافي وحده
يستهويها
في حقول البيان
لك ...أنت...يا هذا
لك ...أنت ...يا ذاك
أن تعرض بضاعتك
في سوق القفار
في بيادر الاندحار
ولهم أن يشتروا
أو يزهدوا ...
فتات سيبويه
والمتنبي
والبحتري
وما تبقى من سوق عكاظ
لك أن تمد جسورا
نحو نور
لا يتأرجح
لا يساوم
لا يهادن
لا يداهن
ولا يجوز فيه الوجهان
افتح ابواب الابجدية
على مرأى الشك
والجهل المبين
ستغدو صرخة
تنشر عطر البلاغة
ليستفيق الشعر
من غيبوبته
ويسقيك النثر كؤوسه
قبل انتهاء السهر
في ميدان لغة
أبدا ...أبدا ...
لا تخون
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في دائرة العتمة
محمد مثقال الخضور
الشوارعُ المُغلَقةُ تَنفي المحطَّات
تأْخُذُ أَقدامُنا قيلولةً قُربَ السدود
عُيونُنا . . قُربَ المنافي !
نُراوِحُ كالعناكبِ بينَ الحيرةِ . . والمقاهي
نَحيكُ مَصائِدَ الوقتِ . . والأَمل
يُهمِلُنا الهواءُ في طريقِهِ إلى ثُقوبِ المدينةِ . .
وَحبالِ الغسيل
أَوْهَنُ البُيوتِ . . بُيوتُنا . . !
يَصْغُرُ الفراغُ بيننا وبين السماءِ . . حين نَكْبُرُ!
لا تُظلِّلُنا الأَشجارُ !
صارتْ هراواتٍ . . وإطاراتٍ لصورِ الآلهة !
وأشياءَ كثيرةً نَعُدُّها . . ولا نُحصيها !
كانَ مُعلِّمُ الجُغرافيا مُحِقًّا . . !
لَمْ نَحفظْ الحُدودَ عَنْ ظهرِ قناعةٍ . . أَو يأْس
قُلْنا : لِلكعبةِ ربٌّ يَحميها
وأَدَرْنا ظُهورنا للطيورِ تَسْرِقُ مِنْ فضاءاتِنا . .
الزُّرْقَةَ . . والأَوْبِئة
الوقتُ قُمامةٌ على الطريقِ . .
الطريقُ مَهْرُ الهَدَف
نُغازِلُ الصبايا قَبلَ أَن نَرشُدَ ، فلا تَكتملُ الخطيئةُ
نُنَظِّفُ الأَرضَ مِنَ الجبالِ . . ومن أَنفاسِنا
لكي نُرغِمَ الضبابَ على التواضُعِ
اليومَ . . خمرٌ . .
وغدًا . . خمرُ . .
وَبَعْدَ غَدٍ . . لا شيءْ !
أَربيعٌ ؟ . . أَمْ خريف ؟
ما الفرقُ أَيُّها الليلُ ؟
الجُذورُ فَواصِلُ الطينِ ، شوارعُ الديدان
الساقُ مؤامرةُ الشمسِ على جاذبيةِ الأَرضِ
الأَغصانُ تُحَدِّدُ الظلال . . !
وَحدَها الأَوراقُ . .
تُبَدِّلُ جِلْدَها . . فتَسْقُط
لا حولَ لها . .
ولا قُوَّةَ . .
ولا . .
"برلمان" !
العربة
نجلاء الرسول
في عربة التسوق التي ظننت أني أدفعها
حملت فيها أشياء كثيرة ...
أشياء لا وزن لها ,أشياء ثقيلة , أشياء قد التصقت ببعضها ...
كتيب صغير عن الولادة وطلاء رمادي
صورة فأر يدعي أنه دمية ... وغابة كبيرة من الجبن
وحين رن هاتفي تذكرت شيئا أكبر من عربة التسوق
فتركت يدي هناك ....
وخرجت
أذكر جيدا كيف عاشت المدفأة في قلبي دون أن ترتب فيه الفصول
وأنا وجه للخطاة المنكل بهم المغمورين بالأخطاء ذاتها
كنا مانزال أبعد من يد البستاني
تدق الأرض بمطرقة اللذة مثل شهوة مفككة كخطوة أعمى
ليذهب السائرون عبرها...
وأنا أقدر الآن أن لا أكون
أن لا أستأنف نفسي
أن أعصب عيني جيدا ... وكنت أعني
أن أبدل حاستي بتلك الزرقة التي تتوحش في الليل
وشيء ما يترك ظله على الأرض
شيء ما يقتفي شحوبك البدائي
هكذا ينبغي أن تشع كصلاة في حيز لا وجود له .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هزَّة قلبية
محمد ثلجي
حبك يظهر لي أشياءً لا أفهمها
أشياءً لا تشبه في الواقع
ثمة شيء
وحبك لي يعني أنك أنثى
خارطة للأمل التائه من حولي
والمتشبِّع إصراراً
كهواءٍ طاعن
لكني وبإيعازٍ ما
أنساق أداعب خصلات الليل على شعرك
وأشفّ الفجر المنبعث وميضاً من عينيك
بيديّ وهاذين الرسغينِ المندفعينِ
ألوّح من خلف زجاج الصمتِ
وتلك الجلبة من حولك
ليست تعنيني
حبّك غيّرني
وأمَدّ نهاري بسلالٍ من شعرٍ
أحملها وأسابق ظلي المتسارع ..
نحوك
ها نحن كلانا
نشتدّ حنيناً للغيبِ
نجرّب أن نبقى
منسجمين كعنقودين
في حضرة أشجار الحب
حبّك غيّر عاداتي
صرتُ أجازف في القلق المتأخر
لأغفو على أرائك صوتكِ
أنت ..
أيتها المملوكة لوميضٍ أسمر
هذا الحنطيّ الآسر والمخضب بالحزنِ
سأفترش ذات شتاءٍ جلدكِ
وأباغتك من أعلى
أمطاراً ورديّة
بعضك لي
وما يتبقى منك
لي ..
24-10-2011

عِندما يَنهضُ الرُّكام
بقلم/ د. محمد الأسطل
سماءٌ تَغسِلُ شَعرَها
تَحُكُ وجهَها بالقَمَر
كأعماقٍ أغفُو في قَطرَةِ ندى
للتوِّ خَلَعتُ جَسَدِي المُجَعلَك
عَلِقَ الأديمُ بِغُصنِ زَيتُونَة
ماذا عَسايّ أن أرتُقَ وأرتُق ؟!
أتَنَفسُ الصُّعداءَ
أُعِيدُ تَشكِيلَ صَلصالي
الشَّفتانِ لا تَلتَقِيان
ثَمَّةُ خَلَلٍ ضَرِير
العَينانِ تائِهَتانِ في البَرزَخ
أُعِيدُ تَشكِيلَ صَلصالي
الشَّفتانِ لا تَلتَقِيان
ثَمَّةُ خَلَلٍ ضَرِير
العَينانِ تائِهَتانِ في البَرزَخ
جَنَةٌ تَلعَبُ بِنارِي
أُجزِمُ أنها تَشقى
تُحِيكُ ثوبَها بِمَسِلَّةِ لَظى
أحبسُها تَحتَ أنفاسِي
أُجزِمُ أنها تَشقى
تُحِيكُ ثوبَها بِمَسِلَّةِ لَظى
أحبسُها تَحتَ أنفاسِي
سابِحاً في تَباعُدِ المَرايا أتَلاشى كالدُّخان
على امتِدادِ الجُرفِ أرسُمُها
بِلَونِ الشَّفَقِ أرسُمُها
بِزُرقَةِ البَحرِ أرسُمُها سَحابَة
على امتِدادِ الجُرفِ أرسُمُها
بِلَونِ الشَّفَقِ أرسُمُها
بِزُرقَةِ البَحرِ أرسُمُها سَحابَة
كَوثَرانِ يَصُبانِ في ثَغرِك يا شهرزاد
فَتَحَتْ ذِراعَيها المرافىء
مِن أعالِي اللَّيلِ تَهبِطُ عَلَيكِ بابل
مَدَّد يا عشتار مَدَّد
فَتَحَتْ ذِراعَيها المرافىء
مِن أعالِي اللَّيلِ تَهبِطُ عَلَيكِ بابل
مَدَّد يا عشتار مَدَّد
تَتَرَسبُ الرُّوحُ في القاع
تَتَمزَّقُ الرِّيحُ شَرائِطَ ماء
والحَدَقَتانِ تَرتجَِفانِ على خَلجِ ناي
تَذرِفانِ العَصافِيرَ الصَّغِيرة
لو لم يكنْ لِعَينَيكِ لونُ الشِّتاءِ لأبحرتُ مُذ قَداسةٍ وصَّيف !
تَتَمزَّقُ الرِّيحُ شَرائِطَ ماء
والحَدَقَتانِ تَرتجَِفانِ على خَلجِ ناي
تَذرِفانِ العَصافِيرَ الصَّغِيرة
لو لم يكنْ لِعَينَيكِ لونُ الشِّتاءِ لأبحرتُ مُذ قَداسةٍ وصَّيف !
نُورٌ له صَّدى
قُرُنفُلٌ فِضِّيٌ يُبللهُ المَدى
ثَمةُ شُعاعٍ يَنهَضُ ..
ما بينَ الظِّلِ والجَّسَد !
قُرُنفُلٌ فِضِّيٌ يُبللهُ المَدى
ثَمةُ شُعاعٍ يَنهَضُ ..
ما بينَ الظِّلِ والجَّسَد !
في أقصى المَدِينَةِ حَفِيفٌ يَسعى
تَزحَفُ الغاباتُ نَحوَ الجَبَل
تَتَسَكَعُ الكَمَنجاتُ فُرادى
الكَهَنَةُ يَنصِبُونَ سَراوِيلَهُم
يَتَصايَدُونَ الفِئرانِ المُوحِلَة
تَراتِيلٌ أقَل
صَيدٌ وَفِير
تَزحَفُ الغاباتُ نَحوَ الجَبَل
تَتَسَكَعُ الكَمَنجاتُ فُرادى
الكَهَنَةُ يَنصِبُونَ سَراوِيلَهُم
يَتَصايَدُونَ الفِئرانِ المُوحِلَة
تَراتِيلٌ أقَل
صَيدٌ وَفِير
جُدُرٌ تَنمُو شاحِبَة
في جَيبِي ثَمَّةُ قَداسَة
بَخُّورٌ وماء !
في جَيبِي ثَمَّةُ قَداسَة
بَخُّورٌ وماء !
يَئِنُ حَجَرٌ رَضِيع
يَتَفَتَّقُ خَيطٌ في الكَمان
وحدَها النَّوافِيرُ تَمُوء
حَتماً سَيُراوِغُنِي المَطَر
يَتَفَتَّقُ خَيطٌ في الكَمان
وحدَها النَّوافِيرُ تَمُوء
حَتماً سَيُراوِغُنِي المَطَر
يَنقَلِبُ السِّحرُ على الغَسَق
مَن يا تُرى يَهُزُ الشَّمس ؟!
مَن يَعبَثُ بالعُشبِ النَضِير ؟!
كانتْ التَّلالُ تَلمَعُ مِن بعِيد
مَن يا تُرى يَهُزُ الشَّمس ؟!
مَن يَعبَثُ بالعُشبِ النَضِير ؟!
كانتْ التَّلالُ تَلمَعُ مِن بعِيد
تَصايَحَتْ النُّسُورُ بِمُحاذاتِ القَصِّيدة
تُرُوسٌ وخُوَذٌ مَهجُورَة
خَرِيفٌ يُزَقزِق
حَمحَمَةُ خَيل
نهرٌ يَخفِقُ بِبُطء
وقتٌ بتارٌ يُفَصفِصُنا شَمشَقات
وسماءٌ صافِيةُ الأَدِيمِ ..
تَسقُطُ حَزِينَة !
تُرُوسٌ وخُوَذٌ مَهجُورَة
خَرِيفٌ يُزَقزِق
حَمحَمَةُ خَيل
نهرٌ يَخفِقُ بِبُطء
وقتٌ بتارٌ يُفَصفِصُنا شَمشَقات
وسماءٌ صافِيةُ الأَدِيمِ ..
تَسقُطُ حَزِينَة !
كَونٌ يَختَلِي بِسَرحَةِ نُجُوم
في الصُّندوقِ ثَمَّةُ عنادلٍ حَمراءٍ ومَرَدَةٍ يَحمِلُونَ ضَحِكاتَهُم
قَفِيرٌ يَلهُو بالرِّضاب
السَّحَرةُ يَتَوافَدُن
تَرمُقُنِي أفعى تَجُوع
كِدتُ مائلاً آوِي إلى جِذعِ نَخلَة
تحتَ الثَّلجِ أُنثى تَنُوس
كِدتُ على وَشْكِ التَمَدُدِ بالحَرارَة !
في الصُّندوقِ ثَمَّةُ عنادلٍ حَمراءٍ ومَرَدَةٍ يَحمِلُونَ ضَحِكاتَهُم
قَفِيرٌ يَلهُو بالرِّضاب
السَّحَرةُ يَتَوافَدُن
تَرمُقُنِي أفعى تَجُوع
كِدتُ مائلاً آوِي إلى جِذعِ نَخلَة
تحتَ الثَّلجِ أُنثى تَنُوس
كِدتُ على وَشْكِ التَمَدُدِ بالحَرارَة !
تَمَضمَضَ الفَجرُ بِي
التنوبُ خاتَلَ نَبرَتِي
نَتَفتُ الأجراسَ من عَبرَتِي
هَروَلتُ
رَكَضتُ
رَفرَفتُ
حَلَّقتُ
هَلوَستُ
جُنِنتُ
.
.
.
وسَقَطتُ واقفاً كالحَدأ !
التنوبُ خاتَلَ نَبرَتِي
نَتَفتُ الأجراسَ من عَبرَتِي
هَروَلتُ
رَكَضتُ
رَفرَفتُ
حَلَّقتُ
هَلوَستُ
جُنِنتُ
.
.
.
وسَقَطتُ واقفاً كالحَدأ !
يا هَدأتي: هاكِ صَهوَتِي
علينا أن نَنكَمِش
في أمانِ الله تكسُونا المَجَرة
ومِنَ الأرضِ تَحرُسُنا الخُيُول
علينا أن نَنكَمِش
في أمانِ الله تكسُونا المَجَرة
ومِنَ الأرضِ تَحرُسُنا الخُيُول
ينقَشِعُ صَمتُ البُخُور
يَتَهادى النُّورُ على الكائِنات
ينفَرِطُ مِن يَدِي عِقدُ مـاء
حينَ حَدقتُ في حُزنِكِ ؛ غابتْ عَيناك أبعَد !
يَتَهادى النُّورُ على الكائِنات
ينفَرِطُ مِن يَدِي عِقدُ مـاء
حينَ حَدقتُ في حُزنِكِ ؛ غابتْ عَيناك أبعَد !
أهتِفُ بانفِعال :
أنا لستُ اتِساعاً لغاباتِ نيرون
فاصهِلي يا مرُوجَ واشهَدي بالحَقِّ يا أقاحِي
أنا لستُ اتِساعاً لغاباتِ نيرون
فاصهِلي يا مرُوجَ واشهَدي بالحَقِّ يا أقاحِي
ليتَني أُقَرقِعُ المَدى ..
لأهدأ
لأهدأ
نَزِقٌ أنا دُونَ صَلصالي
يُرهِقُنِي الأدِيمُ عالِقاً بِأرطابِ الذِّكرَيات
كم مِنَ الوَقتِ نَملُكُ لِيخضَرَ الزَّيتُون ؟!
كم من برزَخٍ يَلزَمُنا لنُوغِلَ أكثرَ في الخُّلُود ؟!
رُبَما يَتبَعُنا الصَّدى .... رُبَما !
& & &
24 أكتوبر
يُرهِقُنِي الأدِيمُ عالِقاً بِأرطابِ الذِّكرَيات
كم مِنَ الوَقتِ نَملُكُ لِيخضَرَ الزَّيتُون ؟!
كم من برزَخٍ يَلزَمُنا لنُوغِلَ أكثرَ في الخُّلُود ؟!
رُبَما يَتبَعُنا الصَّدى .... رُبَما !
& & &
24 أكتوبر
http://www.youtube.com/watch?v=aFZ7bBaYpcw
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عطر البلاغة
مالكة حبرشيد
من وقدة العجز
يودون اطفاء الوهج
النار لا تمنح الدفء
للعاكفين في جوف الرمد
ألم تر ........
كيف البلاغة تفضي
إلى فج سحيق
ردمتْ فيه الطحالبُ
قبةَ الشمس
تقطعتْ أوصالها ؟
إنها الواقعة
فاغزلْ حروفَك
حبلًا لولبيا
يستهدف الأفق المباح
و تستبيح
تعلق ....
تسلق...
قد تنسل
من هوة نوازعك المترعة
اغتسل بزخات النفري
توضأ بوميض الجرجاني
ردد قول الاولين
واذكار الاخرين
في فضاء البصرة
وميادين الكوفة
ستنفتح مغارة الجهل
ويتسرب البيان
إلى صدر فجيعتها
سينبثق النرجس
بعد اندلاع اليباس
ويسيل ندى البوح
مدرارا....سلسبيلا
فقد آن لناعورة العصف الماكول
أن تستقيل
هي الحروف
كما عرفتها الصحاري
والبراري ...
وعشاق الليل والسهر
لا ترتضي حدودا
لا تحتمل خارطة طريق
كسر القوافي وحده
يستهويها
في حقول البيان
لك ...أنت...يا هذا
لك ...أنت ...يا ذاك
أن تعرض بضاعتك
في سوق القفار
في بيادر الاندحار
ولهم أن يشتروا
أو يزهدوا ...
فتات سيبويه
والمتنبي
والبحتري
وما تبقى من سوق عكاظ
لك أن تمد جسورا
نحو نور
لا يتأرجح
لا يساوم
لا يهادن
لا يداهن
ولا يجوز فيه الوجهان
افتح ابواب الابجدية
على مرأى الشك
والجهل المبين
ستغدو صرخة
تنشر عطر البلاغة
ليستفيق الشعر
من غيبوبته
ويسقيك النثر كؤوسه
قبل انتهاء السهر
في ميدان لغة
أبدا ...أبدا ...
لا تخون
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في دائرة العتمة
محمد مثقال الخضور
تأْخُذُ أَقدامُنا قيلولةً قُربَ السدود
عُيونُنا . . قُربَ المنافي !
نُراوِحُ كالعناكبِ بينَ الحيرةِ . . والمقاهي
نَحيكُ مَصائِدَ الوقتِ . . والأَمل
يُهمِلُنا الهواءُ في طريقِهِ إلى ثُقوبِ المدينةِ . .
وَحبالِ الغسيل
أَوْهَنُ البُيوتِ . . بُيوتُنا . . !
يَصْغُرُ الفراغُ بيننا وبين السماءِ . . حين نَكْبُرُ!
لا تُظلِّلُنا الأَشجارُ !
صارتْ هراواتٍ . . وإطاراتٍ لصورِ الآلهة !
وأشياءَ كثيرةً نَعُدُّها . . ولا نُحصيها !
كانَ مُعلِّمُ الجُغرافيا مُحِقًّا . . !
لَمْ نَحفظْ الحُدودَ عَنْ ظهرِ قناعةٍ . . أَو يأْس
قُلْنا : لِلكعبةِ ربٌّ يَحميها
وأَدَرْنا ظُهورنا للطيورِ تَسْرِقُ مِنْ فضاءاتِنا . .
الزُّرْقَةَ . . والأَوْبِئة
الوقتُ قُمامةٌ على الطريقِ . .
الطريقُ مَهْرُ الهَدَف
نُغازِلُ الصبايا قَبلَ أَن نَرشُدَ ، فلا تَكتملُ الخطيئةُ
نُنَظِّفُ الأَرضَ مِنَ الجبالِ . . ومن أَنفاسِنا
لكي نُرغِمَ الضبابَ على التواضُعِ
اليومَ . . خمرٌ . .
وغدًا . . خمرُ . .
وَبَعْدَ غَدٍ . . لا شيءْ !
أَربيعٌ ؟ . . أَمْ خريف ؟
ما الفرقُ أَيُّها الليلُ ؟
الجُذورُ فَواصِلُ الطينِ ، شوارعُ الديدان
الساقُ مؤامرةُ الشمسِ على جاذبيةِ الأَرضِ
الأَغصانُ تُحَدِّدُ الظلال . . !
وَحدَها الأَوراقُ . .
تُبَدِّلُ جِلْدَها . . فتَسْقُط
لا حولَ لها . .
ولا قُوَّةَ . .
ولا . .
"برلمان" !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نجلاء الرسول
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هزَّة قلبية
محمد ثلجي
حبك يظهر لي أشياءً لا أفهمها
أشياءً لا تشبه في الواقع
ثمة شيء
وحبك لي يعني أنك أنثى
خارطة للأمل التائه من حولي
والمتشبِّع إصراراً
كهواءٍ طاعن
لكني وبإيعازٍ ما
أنساق أداعب خصلات الليل على شعرك
وأشفّ الفجر المنبعث وميضاً من عينيك
بيديّ وهاذين الرسغينِ المندفعينِ
ألوّح من خلف زجاج الصمتِ
وتلك الجلبة من حولك
ليست تعنيني
حبّك غيّرني
وأمَدّ نهاري بسلالٍ من شعرٍ
أحملها وأسابق ظلي المتسارع ..
نحوك
ها نحن كلانا
نشتدّ حنيناً للغيبِ
نجرّب أن نبقى
منسجمين كعنقودين
في حضرة أشجار الحب
حبّك غيّر عاداتي
صرتُ أجازف في القلق المتأخر
لأغفو على أرائك صوتكِ
أنت ..
أيتها المملوكة لوميضٍ أسمر
هذا الحنطيّ الآسر والمخضب بالحزنِ
سأفترش ذات شتاءٍ جلدكِ
وأباغتك من أعلى
أمطاراً ورديّة
بعضك لي
وما يتبقى منك
لي ..
وللمسافة بيننا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تعليق