فساد الذوق...ماسببه ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    فساد الذوق...ماسببه ؟؟

    فساد الذوق....ماسببه ؟؟

    ........
    قد نتساءل ونحن نلقي بخطانا الفكرية صوب دائرة الحقيقة عن السبب الذي أودى بأذواق الناس إذ لم نقل كلها ،فبعضها ،إلى مستنقع ليسوا بخارجين منه إلا بما التصق بمركز الإحساس عندهم بما يشبه الوحل الفني المقيت .ترى ماسبب فساد الأذواق الذي أصبح بصمة تميز هذا العصر عن غيره من العصور الفائتة ؟ وهل كتلة الأسباب يعود انتماءها لأصل تنفى عن تشكيلته صفة الإستقامة الوجدانية في مجتمع تشوشت ذاكرته ،وطمست معالم الجمال في حدائقها نتيجة ارتجاجات متعاقبة ،ونكسات نفسية إثر السطوات الغربية ،أو قانون العولمة ،وبالتالي انعكست مفاهيمها المشوهة على آنية الجيل الجديد ،فاستصعب على ( رادار) أذواقهم التمييز بين ماهو حسن أو قبيح ،أم نستجمع حبل توقعاتنا ونوجه عقرب البوصلة باتجاه المبدع سواء كان شاعرا أوكاتبا ،فرساما، ونحط حقائب رحلتنا على عتبة صرحه الحديدي ،آملين أن نشبع طائر الفضول بداخلنا ونعود أدراجنا ونحن محملين بما سيغنينا في المستقبل عن تساؤل لطالما غاص المفكرون في بحيراته المتجمدة وما ظفروا منها بكثير ؟؟ لربما نوجه سبابة الإتهام إلى المحيط الإجتماعي ،وإلى عصر بنيت ركائز تواجده على أرضية مادية صلبة ،وغدى المظهر اللامع ،والشهرة والكسب السريع ،أهدافا منشودة وغايات وراء النتاجات الفنية من كتابات شعرية وأفلام وأغاني ومسرحيات وقصص أولى لحروفها أن تركل في قاع المزابل ،لا أن تتربع في رفوف المكتبات ،ولأشرطتها وأقراصها المضغوطة أن تحرق ببنزين .وإذا ما توغلنا في تجاويف استنباطاتنا ،وأمعنا النظر على مقعد التأمل ،فسنكتشف أيضا أن سبب صعود المتطفلين إلى مرتبة التمجيد والثناء ،هوالتفاف ثلة من السذج بهم ورفعهم فوق الرءوس والأكتاف ،إما لأنهم يضمرون لهم إعجابا فهم يخافون على جرح مشاعرهم الرهيفة ،أو لأنهم عديموا ذوق لايجيدون إلا التطبيل والتزمير في حضرة كل من يعلق لافتة كبيرة قبالة أنفه مكتوب عليها فنان، ويترنم في سره وجهره على مسطبة الكبرياء قائلا (يا أرض اتهدي ماعليك قدي)، وقد صاغ له من الوهم ثوبا زائفا مبهرجا بألوان من الكذب والتحايل على الجمهور،والذين هم في الغالب من الجنس اللطيف. أخيرا،تواري ذوي المواهب الحقيقية عن الركب الثقافي ،والإكتفاء بتقطيب الوجه وزم الشفتين، مع تأوهات لاتسمن ولاتشفي من حسرة .وعليه ، فإنني ألقي مسؤولية فساد الذوق الإبداعي خاصة ،على كاهل كل مبدع تخلى عن أداء رسالته الفنية، وركن إلى سرير الراحة بعيدا عن عالم الإبتكار.ومهما تعددت الحجج في بوتقة التعليل للوصول إلى مرحلة الرضا ،فلن يكون دليله مقنعا.
    التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 27-10-2011, 09:15.
  • بلقاسم علواش
    العـلم بالأخـلاق
    • 09-08-2010
    • 865

    #2
    الأستاذة الغالية الكبيرة مباركة بشير أحمد
    لقد ألقيت في وجوه الجميع (نقادا ومبدعين) موضوعا حساسا ومفصليا وغاية في الأهمية، وعلى درجة كبيرة من الخطورة، لأن الأذواق التي هذبتها الأخلاق والقيم والمبادئ انتكست في العقود الحديثة والمعاصرة، نظير عدة أسباب وجيهة، لعل أهمـــها:
    1/ التأثير الغربي في تأثيث الفعل الفني على قيم خاصة وافدة منفلتة سميت بالحداثة* و"نظرتها إلى علم الجمال بعلمنة متزايدة للتجربة الدينية وإلى قدسنة للفن ملازمة لها"**، لها مرجعيتها المادية المتحررة من القيم وضوابطها، فضلا عن استهداف محاربة القيم الأخرى، ومنها قيمنا الهوياتية(العربية والإسلامية)، فالذين تأثروا أو انظموا إلى ركب الغربيين هم من تنفذوا في بيئاتنا وفعلوا الأفاعيل في مجتمعاتنا ومنه إفساد الذوق العام.
    2/وجود تيارات فكرية هجينة مدعومة محليا ومدعومة غربيا تعمل على قدم وساق لأجل المسخ والسلخ الثقافي، في غيبة تامة من المبدعين الأصاليين الرساليين.
    3/شيوع فكرة أن الفن للفن والأدب للأدب والإبداع للإبداع ولا علاقة لذلك بالمجتمع أو بالواقع، ومن هنا عُبِّدَ الطريق أمام الإنحراف حتى كثر الجدل بين تلك الثنائيات، كـ( المقدس والمدنس) وطغيان الكتابة الجنسية وباللغة النابية وغيرها. والتي هي في عرف المبدعين الرساليين سبة ووصمة عار على الجبين.
    والموضوع طويل يحتاج وقفات كبرى مطولة، وفعلا لقد اكتشفت موضوعاتك القيمة حديثا، لذا أحييك عليها راجيا مواصلة هذا الزخم والعطاء المثري.
    ووافر التقدير والاحترام وأبلغ التحيّات
    ــــــ
    */ينظر مثلا، الأدب في خطر، لتزفيطات تودوروف، تر:عبد الكبير الشرقاوي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2007، صص:23-33.
    والعنوان الأصلي لهذا الكتاب:
    .tzevetan todorov, la littérature en péril;paris,flammarion,2007
    **/ المرجع السابق/ النسخة العربية، ص:24.
    التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 28-10-2011, 06:26.
    لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
    ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

    {صفي الدين الحلّي}

    تعليق

    • منار يوسف
      مستشار الساخر
      همس الأمواج
      • 03-12-2010
      • 4240

      #3
      أستاذة مباركة
      تحيتي لك على إثارة هذا الموضوع الشائك و الذي يتردد في أذهان الكثير منا
      لماذا فسد الذوق وانتكس و ابتعد الكثير من المبدعين عن الساحة
      لصالح فئة لا تمت للإبداع بصلة
      لقد احطت في موضوعك بكل أو معظم أسباب فساد الذوق
      في عصر تسيطر عليه السرعة في كل شىء حتى في التذوق الفني
      فأصبح رتم حياتنا مبرمجا على عدم التذوق أصلا
      و الإكتفاء بالمديح السريع أو النظرة الخاطفة
      عالم اصبحت الماديات فيه هي القوة الفاصلة و الروحانيات أمر هامشي
      مع زحف كل ما هو غربي و متفرنج إلى الذوق الشرقي الأصيل
      هى الاسباب كثيرة و تستحق ان نلقى الضوء عليها

      شكرا لك سيدتي
      راق لي طرحك القيم و قلمك المتمكن و فكرك الراقي
      كما راقت لي مشاركة استاذ بلقاس الرائعة
      تقديري و إحترامي لحضرتك

      تعليق

      • مباركة بشير أحمد
        أديبة وكاتبة
        • 17-03-2011
        • 2034

        #4
        بالتأكيد ،فعندما نلقي بسؤالنا عن فساد الذوق العام ،نكون بذلك قد ولجنا إلى مغاور تتشابك فيها خيوط الرؤى ،
        ولربما لن تكفينا الأيام والساعات ،لذا اكتفيت بتسليط الضوء على الذوق الإبداعي ،
        وألقيت بثقل المسؤولية على المبدع صاحب الموهبة الحقيقية

        .فإذا سار على درب التابعين وانخدع ببهرجة الأفكار الغربية

        وهو القائد ذو النظرة المتفردة ،كيف نسميه مبدعا ؟؟
        ........
        الكاتب القدير بلقاسم علواش ،شكرا على بصمة منك في متصفحي ،علت شأنه وزادته بهاءا .
        المرهفة النبيلة منار يوسف ،سعدت بزهرات حرفك العطر تتمايس خلف سطوري ..
        تقديري لكما وأسمى تحية.

        تعليق

        يعمل...
        X