فساد الذوق....ماسببه ؟؟
........
........
قد نتساءل ونحن نلقي بخطانا الفكرية صوب دائرة الحقيقة عن السبب الذي أودى بأذواق الناس إذ لم نقل كلها ،فبعضها ،إلى مستنقع ليسوا بخارجين منه إلا بما التصق بمركز الإحساس عندهم بما يشبه الوحل الفني المقيت .ترى ماسبب فساد الأذواق الذي أصبح بصمة تميز هذا العصر عن غيره من العصور الفائتة ؟ وهل كتلة الأسباب يعود انتماءها لأصل تنفى عن تشكيلته صفة الإستقامة الوجدانية في مجتمع تشوشت ذاكرته ،وطمست معالم الجمال في حدائقها نتيجة ارتجاجات متعاقبة ،ونكسات نفسية إثر السطوات الغربية ،أو قانون العولمة ،وبالتالي انعكست مفاهيمها المشوهة على آنية الجيل الجديد ،فاستصعب على ( رادار) أذواقهم التمييز بين ماهو حسن أو قبيح ،أم نستجمع حبل توقعاتنا ونوجه عقرب البوصلة باتجاه المبدع سواء كان شاعرا أوكاتبا ،فرساما، ونحط حقائب رحلتنا على عتبة صرحه الحديدي ،آملين أن نشبع طائر الفضول بداخلنا ونعود أدراجنا ونحن محملين بما سيغنينا في المستقبل عن تساؤل لطالما غاص المفكرون في بحيراته المتجمدة وما ظفروا منها بكثير ؟؟ لربما نوجه سبابة الإتهام إلى المحيط الإجتماعي ،وإلى عصر بنيت ركائز تواجده على أرضية مادية صلبة ،وغدى المظهر اللامع ،والشهرة والكسب السريع ،أهدافا منشودة وغايات وراء النتاجات الفنية من كتابات شعرية وأفلام وأغاني ومسرحيات وقصص أولى لحروفها أن تركل في قاع المزابل ،لا أن تتربع في رفوف المكتبات ،ولأشرطتها وأقراصها المضغوطة أن تحرق ببنزين .وإذا ما توغلنا في تجاويف استنباطاتنا ،وأمعنا النظر على مقعد التأمل ،فسنكتشف أيضا أن سبب صعود المتطفلين إلى مرتبة التمجيد والثناء ،هوالتفاف ثلة من السذج بهم ورفعهم فوق الرءوس والأكتاف ،إما لأنهم يضمرون لهم إعجابا فهم يخافون على جرح مشاعرهم الرهيفة ،أو لأنهم عديموا ذوق لايجيدون إلا التطبيل والتزمير في حضرة كل من يعلق لافتة كبيرة قبالة أنفه مكتوب عليها فنان، ويترنم في سره وجهره على مسطبة الكبرياء قائلا (يا أرض اتهدي ماعليك قدي)، وقد صاغ له من الوهم ثوبا زائفا مبهرجا بألوان من الكذب والتحايل على الجمهور،والذين هم في الغالب من الجنس اللطيف. أخيرا،تواري ذوي المواهب الحقيقية عن الركب الثقافي ،والإكتفاء بتقطيب الوجه وزم الشفتين، مع تأوهات لاتسمن ولاتشفي من حسرة .وعليه ، فإنني ألقي مسؤولية فساد الذوق الإبداعي خاصة ،على كاهل كل مبدع تخلى عن أداء رسالته الفنية، وركن إلى سرير الراحة بعيدا عن عالم الإبتكار.ومهما تعددت الحجج في بوتقة التعليل للوصول إلى مرحلة الرضا ،فلن يكون دليله مقنعا.
تعليق