[align=justify]
مسألة القراءة والنقد من الأمور الصعبة ،وأدوات الناقد ومدارس النقد وكمّ القراءة والمتابعة للأعمال الإبداعية ليست سهلة ،وإنما هى فى المقام الأول تراكم خبرات ومتابعة القراءة وتحصيل المعارف من علوم شتى ووجود الوقت الكافى لمتابعة هذه الإبداعات.


وأزعم أن العمل الإبداعى_ أياً كان نوعه_ هو رهين لحظة التفاعل بينه وبين قارئه .
وما أكثر النصوص التى تستغلق على قارئها .
وما أكثر النصوص التى لا تركن إلى اللغة العربية السليمة ،وإنما هى خليط بين أخطاء عديدة ،إملائية ونحوية وصرفية وتكوين الجمل وتدنى الأسلوب وتكرار المواضيع ،واستعلاء أصحابها ورفضهم النصيحة ،إن بدرت ممن يحاول القراءة أو النقد أو التعليق .

الإسهال فى الكتابة هو الضرر بعينه ولايتيح، للقارىء، الفرصة لهضم الموضوع والتركيز على مواطن الجمال فيه أو الضعف،فلايمكن لى ،على سبل المثال، متابعة عدة ابداعات متنوعة لكاتب واحد فى خلال أسبوع ،فلابد من وقت حتى ينصرف جهد القارىء إلى التفاعل مع النص .


وأرفض رفضاً قاطعاً(هذا رأيى)أن يرد المبدع على كل تعليق من ناقد أو قارىء أو متابع، بل يترك العمل الإبداعى مفتوحاً لكافة التأويلات ،فهذا إثراء له متاح للكافة ولايحصره فى حيز ضيق ،ربما كان فى مقصد الكاتب .


فالعمل الإبداعى قد انفصل عن مبدعه ،لحظة ولادته ونشره، وأصبح متاحاً لنقد النقاد وتعليق القراء ،ولايصح أن يقف المبدع منه موقف المدافع أوالمحلل أوالمفسر ،وإنما يأخذ من هذا النقد أو هذا التعليق ما يعينه مستقبلاً على تجاوز هذه الانتقادات أو التعليقات.


ولاحظت الكثير من تعليقات المبدع على كتابات القراء، وكأنى بعمله الإبداعى وقد ألحق به مذكرة تفسيرية ..مما يجعل القارىء ملتفتاً عنه ولايقترب منه ،فهو لن يضيف إليه جديداً أكثر مما كتبه مبدعه.


وأرفض تعليقات المجاملة التى تنال من قيمة العمل الإبداعى ولاتضيف إليه جديداً، وأيضاً تعليقات المبدعين على هذه المجاملات ،التى إن دلت تدل على هامشية الحوار حول النص وتفريغه من محتواه ومغزاه وحيويته ومقاصده.
[/align]

[frame="14 98"]
السلام عليكم .
عدد من تصفحوا الرسالة 107 حتى اللحظة . عدد الردود 25 حلل وناقش ؟ أين الخلل ؟ متى نضع الأصابيع على الجرح ؟ اليكم الكلمة أيها الأعضاء. شكرا لكم والى اللقاء القريب جدا.
[/frame]

أتفق مع تقسيم النص من قبل المتلقي إلى قسمين كبيرين الأول ما يمكنه أن يحتكم إلى قوانين عامة وواضحة في متناول الجميع كالنحو والإملاء والعروض ، وهذا القسم –على أهميته- لا أرى أن له علاقة بالنقد ، وإنما هي قوانين عامة للكتابة والخلافات حولها قليلة إن وجدت ، بافتراض- طبعا- أن الجنس الكتابي يعتمد هذه القوانين أو بعضها ،فالعارف بقوانين النحو والصرف والإملاء والعروض ليس بالضرورة أن يكون ناقدا أو مبدعا وأما المبدع والناقد فالضرورة أن يكون عارفا بها

أستاذي القدير أحييك فعلا على هذه المداخلة والتي قد يظن البعض أن الشعرية قد تخلو من النص بسبب خطأ إملائي يمكن تصحيحه في أي لحظة فالإبداع النقدي يتطلب رؤيا أوسع من هذه الرؤيا الضيقة لقراءة أي نص .

والقسم الآخر هو القيمة الجمالية والقيمة الإنسانية للنص وأعتقد أن هذا القسم بالذات هو المنطقة المحددة للإشتغال النقدي ، لأن النقد الأدبي بمعناه العام هو كاتبة إبداعية على النص الإبداعي تيبن مكامن الجمال والقيم الإنسانية في النص ونقاط ضعفه وقوته ، بحسب رؤية الناقد ، وحتى يتمكن أي شخص من ممارسة الإشتغال النقدي عليه أن يكون واسع الإطلاع على تاريخ الأدب والمدارس النقدية والدراسات المقارنة إضافة إلى قدرته على التذوق والتحليل والاستنتاج ، والواقع أن النقد هو عملية إبداعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ،

وأنا هنا أضم صوتي لصوتك وصوت كل من يعي هذه العلاقة بين الشعر والنقد والتي تبنى على إضاءات أخرى وجديدة تتمخر عن هذه القراءة الأبداعية.

بهذا أرى أننا أمام قضايا إشكالية كبيرة ومهمة جدا

1 إن الحركة النقدية في الوطن العربي عموما متراجعة بشكل كبير جدا ، وتلك قضية معروفة لجميع المهتمين ، وما يقدمه الوعي النقدي العربي أو ما يحققه من تقدم ، هو متواضع جدا كما هو معروف ، فمن الطبيعي إذن أن نجد أن الردود في الغالبية العظمى لها وعلى مستوى الفضاء الرقمي عموما لا تشكل أي حالة نقدية تذكر ، أعتقد بضرورة التركيز على التثقيف النقدي ، فذلك أهم بكثير من التركيز على التفاعلات النصيّة

2 إن المساحة الهائلة التي توفرها الشبكة العنكبوتية للكتابة وسهولة تحقيقها ، جعلت الرغبة في الإنجاز الإبداعي كبيرة جدا عند الجميع ، وتراجعت جدا ثقافة الكتاب والقراءة والتثقف عموما ، معظمنا يمتلك مادة ضخمة للنشر ، ولا يمنعه من النشر اليومي سوى قوانين المنتديات ، ويشارك بشكل يومي في عدة مواقع بردود مجاملة ، وإذا اضفنا إلى ذلك ما نستهلكة من وقت في أعمالنا الخاصة ، لن نجد بعدها أي وقت للقراءة والتثقف ،أعتقد بضرورة التركيز على المطالعة والتثقف عموما ، باقتراح كتب مهمة للمطالعة والمناقشة ، فذلك أهم بكثيرمن الحوارات والجدالات المفرطة حول النصوص

التعليم والتثقيف يتطلب تدرجا وخبرة طويلة وقراءات كثيرة لإستيعاب المفاهيم الخاصة بالنقد ورؤية الناقد, لذا كانت دعوتي أن نكون عونا لبعضا البعض فما يكتبه الناقد الفحيص وإن كانت معلومة بسيطة قد تشكل فارقا كبيرا جدا في استيعاب هذا العلم ومحاولة تطبيقه .

3 إن معظم الردود هي ردود انطباعية ليس أكثر ، تحكمها الطبيعة السيكولوجية للمنتدايات وذلك أكبر من المجاملة أو الهجوم استنادا للإعتبارات الشخصية وإن كان الاعتبار الشخصي هو جزء منها ، فالدرسات السيكولوجية تشير أن مدى تقبل الفرد للجمال والإبداع مرتبط كثيرا بشخص المنتج لهذا الإبداع ، ومدى اتساع الهالة حوله ومدى إشعاعها، ولايمكن فلترة هذه الإنطباعية والفصل بين النص والناص سوى بالنقد الجاد، ولن يكون النقد جادّا بالضرورة سوى بامتلاك أدوات النقد عبر الثقافة النقدية الواسعة، لذا فإن إجمالي الردود لا يشكل حالة نقدية على الإطلاق ، وإنما يشكل حالة إنطباعية تحكمها خصوصية رؤية القاريء دون التخصصية في معظم الأحيان ، لذلك أعتقد أنه من الظلم الكبير للقاريء والكاتب ، أن نطالب الجميع بالتفاعل النقدي ، بهذا تكون ثقافة الردود ، هي حوارات وجدالات إنطباعية تحقق نشوة الحوار ليس أكثر ، ولا يمكن لها أن تحقق أي حالة للتقدم الثقافي /الإبداعي في نهاية المطاف، لأن ذلك يحتاج إلى تفاعلات متخصصة جدا ، ليست مطلوبة لا من المبدع ولا من القاريء وعلى الأغلب هم لا يمتلكون أدواتها، أعتقد بضرورة التركيز على هكذا تفاعلات أهم بكثير من ضرورة التركيز على مجرد تفعيل الردود

أستاذي هيثم أن نرد على علم وهدى لهو الشيء الرائع فعلا ولا يعني هذا أن نتجاهل الردود على نصوص غيرنا كون لسنا أصحاب تخصص نقدي فالرد الانطباعي يشكل نوعا من الاحترام المتبادل بين الأدباء في التشارك التفاعلي وهو ليس بالضروة أن يحمل عنصر المبالغة الزائدة عن الحد في الأطراء . هناك حلول وسط تعطي تلك المساحة والفجوة بين الكاتب والقارئ بعضا من التحفيز لتقرب أكثر وهذا لا يتطلب عصا موسى بل هي موازنة هادئة تحجم المبالغة والأجمل أن تكون هادفة .

كل الشكر للقديرة نجلاء على هذه الدعوة ،،،ولكني أعتقد أننا على المستوى الكلي بحاجة إلى نقلة واعية تأخذ بأيدينا نحو الاتجاه الصحيح للتقدم ، بخطوة أكبر من التشارك التفاعلي،،ربما يحققها ويدعوا لها أصحاب المحافل الأدبية الكرام

تقديري الكبير

هيثم الريماوي

====
الاعتذار سيدتي ليس المقصود هنا حتما
انما هي الملاحظة لأكثر من ذي منتدى
بالمطلق انتم تنبهتم لهذا لا بل ويجب الشكر ولجهودك الخاصة مع التقدير

أستاذتي الفاضلة
نجلاء الرسول

أشكرك سيدتي على الدعوة الكريمة
وعلى الجهد الواضح المبارك الذي تبذلين وفريق الإشراف الرائع
من أجل إعطاء هذا القسم الجميل ما يستحق من تفرد وامتياز

فالفريق بالفعل مميز بالخبرة والعطاء والنبل
وهذا ما يفسر الحراك والموضوعية الواضحين

من جانبي - كعاشق لهذا القسم - أعد بالمزيد من الحركة
وأقدم شكري وتقديري الكبير لأعضاء الفريق الجميل
ممثلا بشخصك الكريم

مساء الخير عزيزتي نجلاء
اعتذر كثيرا عن التاخر في المرور والرد على الموضوع
فذلك راجع لظروف الشغل التي لا تسمح بذلك
اعرف ان هناك تقصير من ناحيتي لكنه ليس عن قصد او تجاهل او لامبالاة
اعدك سيدتي بالمزيد من التفاعل واشكرك على جهودك المتتالية
اتمنى فعلا لقسم قصيدة النثر بل وكل الاقسام المزيد من الدينامية
ليعود ملتقى الادباء والمبدعين الى ما كان عليه من الق

الأستاذة الفاضلة نجلاء الرسول تحية عطرة :
أشكرك بداية لأنك قد نبهت إلى ضرورة إرساء أولى دعائم التواصل أو القراءة التفاعلية بواسطة الردود المتبادلة بين من يكتب ومن يقرأ . فالكتابة التي لا تستقبل أصوات الآخرين ؛ولا تصغي إليها تظل مجرد صيحة في واد . كما أن الكاتب اللبيب يجني ثمار إنتاجه الأدبي من الأقلام التي أحاطت بهذا الإنتاج ، تشجيعا ؛وتقويما ؛ واستدراكا للثغرات . وأحيانا حتى الزوابع التي تقام حول النص تقود الكاتب إلى الإمعان من جديد فيما تخطه اليد على الأوراق قبل أن تلتقطه الأسماع وتتلفظ به الأفواه.
أثمن رأيك دمت كاتبة ومرشدة .