* ياسمين *

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    * ياسمين *

    -توقفي عن هذا الهراء ياسمين واصعدي لهنا حالاً..لم يعد لدينا وقت ..
    الحقائب جاهزة وكل شيء معد للسفر.
    استمعت لأصوات كثيرة ،امتزجَ فيها العويل مع صوت نباح كلب جيرانهم الذي لا يمل
    من تعكير صفوهم ..
    "لمَ لا يتوقف انهمار المطر الكثيف ؟ الرؤية منعدمة ..وصوت صفير الريح يطغى
    على قرع أجراس الوداع.." سمعت ياسمين صوت الهمهمات في أذنها الصغيرة وهيَ تصعد
    درجات بيتها الضيقة ..
    "ليت لي أذان كثيرة حتى أسمع ما يقولون ، كلهم يتكلمون دفعة واحدة وبلا انقطاع وكأنَ
    ما يقولونه سيغير رأي والدي عن الرحيل..ووالدتي حينَ تجلس معهم تنفجر بالبكاء الشديد،
    وحينَ يعانقها ويهمس لها تبتسم لهُ وتلمس وجههُ بحنان..،متى سيستشيروني ؟ أنا ياسمينتهم كما
    يقول لي والدي يومياً كلما رأني أهرب للحديقة وأصعد الأرجوحة وأحركها بركل أقدامي .."


    "لمَ تقود السيارة بسرعة يا أبي ؟ "
    " دعيه وشأنه ، ألا يكفيه ما سمعهُ من عتب وتقريع من الجميع.."
    "هل مسموح لي أن أغني، أغنية صغيرة فقط علمتني إياها المدرسة .."
    لاحظت ياسمين اكفهرار وجهي والديها ،فجلست بركن السيارة تنظر للخارج، تتأمل ما ظنتهُ
    حقولاً ترنو إليها عيون العشاق..، فجأة ظهرت لها من وسط الحقول جمجمة كبيرة ..
    صرخت ياسمين وصرخت وصرخت ..


    حدقت بوالديها كالمسمرة ..لم لا يباليان بصراخها .. هل أضحت أفكارهم محنطة ، كما يسمونها :
    "سلعة الوطن" ، ومصادرة القرارات .؟.

    سمعت فجأة صوت نشيج والدتها وهمس والدها الذي قالَ بعصبية : "هيا بنا نعود أدراجنا ..لنسلك
    درب الحرية.. ياسمين ..ياسمينتي الصغيرة لا تصرخي فالجماجم لا تخيف بقدر تلك العقول
    المتحجرة .. هل أنتما مستعدتان للعودة .؟؟

    وسمعَ صوت من بعيد ،مثل صافرات الإنذار وصوت خلفته عجلات سيارة تشق طريقها بسرعة
    البرق نحوَ المجد..

    وبقيت هناك ياسمينة وحيدة تشق طريق عودتها وسط الحقول الموحلة والمطر الأسود يبلل فستانها
    الأبيض ،وياسمينة أخرى تسابق الرياح للعودة إلى المجهول ..وياسمينتهم الصغيرة لا زالت تتأرجح
    في الحديقة وصوت يناديها "هيا يا ياسمينتي لم يعد لدينا وقت.."


    التعديل الأخير تم بواسطة عبير هلال; الساعة 02-11-2011, 11:50.
    sigpic

  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    #2
    الأخت الأديبة الراقية : أميرة عبد الله

    لم لا يتوقف انهمار المطر الكثيف عندما لا نريد ذلك ؟
    لم تقود السيارة بسرعة ؟ أليس في التأني السلامة ، هل في التعجل قرار سليم ورؤية مدروسة للوصول الى الحل ؟
    هل مسموح لي أن أغني أغنية، أغنية واحدة وحيدة كانت هي ما تبقى لي من ذاكرتي وذكرياتي القريبة ؟
    تلك أسئلة تطرحها الكاتبة لتلخص لنا ليس النص وحسب ، وانما رؤية شاملة ، وتساؤلات مشروعة ، عن الغربة والشعور الخانق بها ، عن ضياع البوصلة في الطريق ، عن الذكرى حين تصبح أليمة حد البكاء ، عن القرارات التي نتخذها متسرعين ، فلا ننظر أسفل عجلات سيارتنا ، من دسناه دون أن نعلم ، فقط لنصل الى نهاية الطريق بأسرع وقت ممكن ..

    أسلوب جميل في القص ورؤية ناضجة وطريقة عرض رائعة
    تحيتي وباقات الورد والود

    أحمد
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد عيسى; الساعة 29-10-2011, 08:51.
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

    تعليق

    • صالح صلاح سلمي
      أديب وكاتب
      • 12-03-2011
      • 563

      #3
      الاستاذه..أميره عبدالله.[align=justify][/align]
      كنت هنا وقرأت لك..[align=justify][/align] بعين واعيه.. وأذن صاغيه.[align=justify][/align] شكرا لك.

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        هذا هو تغيير المسار دون تخطيط لا ينشأ منه إلاّ دمار
        وستبقى ياسمين الجميلة في الأذهان,
        قصة ممتعة جميلة,
        تتركنا مشدوهين حزينين,
        قرأتها مرّات ومرّات ولم أشبع منها بعد,
        لكن أرجو تعديل الهنات.
        يسلموا الأيادي على قصة ممتعة,
        مودتي وتقديري,
        تحياااتي.
        التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 30-10-2011, 09:06.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • ظميان غدير
          مـُستقيل !!
          • 01-12-2007
          • 5369

          #5
          اميرة عبدالله

          قصة رائعة وجميلة

          حملت معاني تحررية رائعة
          ورسمت فلسفة البقاء والمثابرة وبين نبذ الخوف وقتل الخوف والسم
          الذي يعيش بداخلنا
          سلمت
          نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
          قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
          إني أنادي أخي في إسمكم شبه
          ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

          صالح طه .....ظميان غدير

          تعليق

          • عبير هلال
            أميرة الرومانسية
            • 23-06-2007
            • 6758

            #6
            مساء الخير الاخت ريما ريماوي

            هل هي بمعرفة ما الذي قمت بتعديله

            بقصتي الخالية من الهنات؟؟

            لقد قرأت وجود تصحيح لك بقصتي
            sigpic

            تعليق

            • ريما ريماوي
              عضو الملتقى
              • 07-05-2011
              • 8501

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
              مساء الخير الاخت ريما ريماوي

              هل هي بمعرفة ما الذي قمت بتعديله

              بقصتي الخالية من الهنات؟؟

              لقد قرأت وجود تصحيح لك بقصتي
              طبعا.. آسفة نسيت أن أذكر لك أنّني
              حذفت فقط الدوّامة المزعجة التي كانت في النص,
              التي تنشأ مرّات خلال نسخ النص,
              ولم أمسّ النص نفسه مطلقا,
              ولا أعمل ذلك إلاّ في حالة موافقتكم.
              أهلا بك عزيزتي,
              مودّتي وتقديري, تحيااتي.


              أنين ناي
              يبث الحنين لأصله
              غصن مورّق صغير.

              تعليق

              • عبير هلال
                أميرة الرومانسية
                • 23-06-2007
                • 6758

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة

                طبعا.. آسفة نسيت أن أذكر لك أنّني
                حذفت فقط الدوّامة المزعجة التي كانت في النص,
                التي تنشأ مرّات خلال نسخ النص,
                ولم أمسّ النص نفسه مطلقا,
                ولا أعمل ذلك إلاّ في حالة موافقتكم.
                أهلا بك عزيزتي,
                مودّتي وتقديري, تحيااتي.



                شكراً لك غاليتي

                ريما

                دوماً تواجدك الرائع

                يبهجني وأترقبه على الدوام

                محبتي لك
                sigpic

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #9
                  لا عليك حبيبتي,
                  قرأت نصك أكثر من عشر مرّات,
                  وكلّ مرّة أستمتع به كما المرّة الأولى..
                  يسلموا الأيادي.. تحياتي.
                  التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 30-10-2011, 18:54.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  • عبير هلال
                    أميرة الرومانسية
                    • 23-06-2007
                    • 6758

                    #10
                    عزيزتي ريما

                    شكرا لك للتوضيح

                    همسة لك :لقد قمت بكتابة القصة بقسمي

                    بالملتقيات النسائية وصححت كل ما اشرت

                    اليه ولكني أتفاجأ كيف انه لم يتغير

                    بعد تدقيقي له وتغيري الحركات

                    الظاهر ان هناك مشكلة بالملتقى

                    فكل ما اشرت اليه تم تصحيحه من قبلي

                    محبتي وورودي

                    وبهجة لي تواجدك الدائم بنصوصي

                    حتى أني أذكر أن الأديبة القديرة

                    عايدة علقت عليها هناك وانا أصحح

                    بها
                    sigpic

                    تعليق

                    • إيمان الدرع
                      نائب ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3576

                      #11
                      الأخت الغالية أميرة :
                      عبرت بزورق الدهشة ضفاف حضورك الرائع ..
                      واكتنزت في سلتي
                      سطوراً شفيفة
                      عميقة الغوص في الفكر ، والوجدان.
                      سلمت يداك أديبتنا الراقية
                      ومع أطيب أمنياتي ، أهديك تحيّاتي

                      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        كانت الفكرة فى حاجة إلي العمق و الصدق الفني
                        لتكون بالفعل ياسمينة
                        أعجبتني طريقة التدوير
                        من نفس النقطة بدأت و إلى نفس نفس النقطة انتهيت !


                        و على كل حال حال هي محاولة على طريق نتمنا لك فيه الازدهار و التحقق !!

                        تقديري و احترامي
                        sigpic

                        تعليق

                        • أمين خيرالدين
                          عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                          • 04-04-2008
                          • 554

                          #13
                          أميره عبدالله
                          الأميرة المبدعة
                          منذ أيام وانا أتردد على قراءة قصتك "ياسمين"
                          لما بها من متعة وتشويق للوصول إلى القفلة الجميلة التي زادتها روعة
                          في كل مرة كنت أهمُّ لأكتب ردا
                          كان يعترضني عائق أو عمل ضروري
                          فأؤجل الكتابة
                          هذه المرة قررت أن أتمردعلى كل شيء
                          "حتى على أوامر الحكومة"
                          قصة ممتعة، رمزيّة مُكثّفة، ولغة عذبة، وحبكة متقنة، واسلوب مشوّق
                          وقفلة موفّقة
                          تحياتي
                          وودي
                          [frame="11 98"]
                          لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

                          لكني لم أستطع أن أحب ظالما
                          [/frame]

                          تعليق

                          • عبير هلال
                            أميرة الرومانسية
                            • 23-06-2007
                            • 6758

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                            الأخت الأديبة الراقية : أميرة عبد الله

                            لم لا يتوقف انهمار المطر الكثيف عندما لا نريد ذلك ؟
                            لم تقود السيارة بسرعة ؟ أليس في التأني السلامة ، هل في التعجل قرار سليم ورؤية مدروسة للوصول الى الحل ؟
                            هل مسموح لي أن أغني أغنية، أغنية واحدة وحيدة كانت هي ما تبقى لي من ذاكرتي وذكرياتي القريبة ؟
                            تلك أسئلة تطرحها الكاتبة لتلخص لنا ليس النص وحسب ، وانما رؤية شاملة ، وتساؤلات مشروعة ، عن الغربة والشعور الخانق بها ، عن ضياع البوصلة في الطريق ، عن الذكرى حين تصبح أليمة حد البكاء ، عن القرارات التي نتخذها متسرعين ، فلا ننظر أسفل عجلات سيارتنا ، من دسناه دون أن نعلم ، فقط لنصل الى نهاية الطريق بأسرع وقت ممكن ..

                            أسلوب جميل في القص ورؤية ناضجة وطريقة عرض رائعة
                            تحيتي وباقات الورد والود

                            أحمد



                            تواجد أكثر من رائع

                            عطر كلماتي بأريج لا يزول

                            كم أسعدني هذا التواجد الراقي

                            لك مني أرق تحياتي

                            وعميق شكري
                            sigpic

                            تعليق

                            • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                              أديب وكاتب
                              • 09-04-2011
                              • 768

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
                              -توقفي عن هذا الهراء ياسمين واصعدي لهنا حالاً..لم يعد لدينا وقت ..
                              الحقائب جاهزة وكل شيء معد للسفر.
                              استمعت لأصوات كثيرة ،امتزجَ فيها العويل مع صوت نباح كلب جيرانهم الذي لا يمل
                              من تعكير صفوهم ..
                              "لمَ لا يتوقف انهمار المطر الكثيف ؟ الرؤية منعدمة ..وصوت صفير الريح يطغى
                              على قرع أجراس الوداع.." سمعت ياسمين صوت الهمهمات في أذنها الصغيرة وهيَ تصعد
                              درجات بيتها الضيقة ..
                              "ليت لي أذان كثيرة حتى أسمع ما يقولون ، كلهم يتكلمون دفعة واحدة وبلا انقطاع وكأنَ
                              ما يقولونه سيغير رأي والدي عن الرحيل..ووالدتي حينَ تجلس معهم تنفجر بالبكاء الشديد،
                              وحينَ يعانقها ويهمس لها تبتسم لهُ وتلمس وجههُ بحنان..،متى سيستشيروني ؟ أنا ياسمينتهم كما
                              يقول لي والدي يومياً كلما رأني أهرب للحديقة وأصعد الأرجوحة وأحركها بركل أقدامي .."


                              "لمَ تقود السيارة بسرعة يا أبي ؟ "
                              " دعيه وشأنه ، ألا يكفيه ما سمعهُ من عتب وتقريع من الجميع.."
                              "هل مسموح لي أن أغني، أغنية صغيرة فقط علمتني إياها المدرسة .."
                              لاحظت ياسمين اكفهرار وجهي والديها ،فجلست بركن السيارة تنظر للخارج، تتأمل ما ظنتهُ
                              حقولاً ترنو إليها عيون العشاق..، فجأة ظهرت لها من وسط الحقول جمجمة كبيرة ..
                              صرخت ياسمين وصرخت وصرخت ..


                              حدقت بوالديها كالمسمرة ..لم لا يباليان بصراخها .. هل أضحت أفكارهم محنطة ، كما يسمونها :
                              "سلعة الوطن" ، ومصادرة القرارات .؟.

                              سمعت فجأة صوت نشيج والدتها وهمس والدها الذي قالَ بعصبية : "هيا بنا نعود أدراجنا ..لنسلك
                              درب الحرية.. ياسمين ..ياسمينتي الصغيرة لا تصرخي فالجماجم لا تخيف بقدر تلك العقول
                              المتحجرة .. هل أنتما مستعدتان للعودة .؟؟

                              وسمعَ صوت من بعيد ،مثل صافرات الإنذار وصوت خلفته عجلات سيارة تشق طريقها بسرعة
                              البرق نحوَ المجد..

                              وبقيت هناك ياسمينة وحيدة تشق طريق عودتها وسط الحقول الموحلة والمطر الأسود يبلل فستانها
                              الأبيض ،وياسمينة أخرى تسابق الرياح للعودة إلى المجهول ..وياسمينتهم الصغيرة لا زالت تتأرجح
                              في الحديقة وصوت يناديها "هيا يا ياسمينتي لم يعد لدينا وقت.."


                              وااااااااااااااااااو أستاذة أميرة عارفه فاتني جميل الكلام والعذوبة والنهر الذي يتدفق حوريات بأجمل صور الكمال

                              هل ياسمين هي أميرة ام العكس؟؟؟
                              تقبلي مروري أيتها الأميرة الياسمينة
                              الحمد لله كما ينبغي








                              تعليق

                              يعمل...
                              X