-توقفي عن هذا الهراء ياسمين واصعدي لهنا حالاً..لم يعد لدينا وقت ..
"لمَ تقود السيارة بسرعة يا أبي ؟ "الحقائب جاهزة وكل شيء معد للسفر.
استمعت لأصوات كثيرة ،امتزجَ فيها العويل مع صوت نباح كلب جيرانهم الذي لا يمل
من تعكير صفوهم ..
"لمَ لا يتوقف انهمار المطر الكثيف ؟ الرؤية منعدمة ..وصوت صفير الريح يطغى
على قرع أجراس الوداع.." سمعت ياسمين صوت الهمهمات في أذنها الصغيرة وهيَ تصعد
درجات بيتها الضيقة ..
"ليت لي أذان كثيرة حتى أسمع ما يقولون ، كلهم يتكلمون دفعة واحدة وبلا انقطاع وكأنَ
ما يقولونه سيغير رأي والدي عن الرحيل..ووالدتي حينَ تجلس معهم تنفجر بالبكاء الشديد،
وحينَ يعانقها ويهمس لها تبتسم لهُ وتلمس وجههُ بحنان..،متى سيستشيروني ؟ أنا ياسمينتهم كما
يقول لي والدي يومياً كلما رأني أهرب للحديقة وأصعد الأرجوحة وأحركها بركل أقدامي .."
استمعت لأصوات كثيرة ،امتزجَ فيها العويل مع صوت نباح كلب جيرانهم الذي لا يمل
من تعكير صفوهم ..
"لمَ لا يتوقف انهمار المطر الكثيف ؟ الرؤية منعدمة ..وصوت صفير الريح يطغى
على قرع أجراس الوداع.." سمعت ياسمين صوت الهمهمات في أذنها الصغيرة وهيَ تصعد
درجات بيتها الضيقة ..
"ليت لي أذان كثيرة حتى أسمع ما يقولون ، كلهم يتكلمون دفعة واحدة وبلا انقطاع وكأنَ
ما يقولونه سيغير رأي والدي عن الرحيل..ووالدتي حينَ تجلس معهم تنفجر بالبكاء الشديد،
وحينَ يعانقها ويهمس لها تبتسم لهُ وتلمس وجههُ بحنان..،متى سيستشيروني ؟ أنا ياسمينتهم كما
يقول لي والدي يومياً كلما رأني أهرب للحديقة وأصعد الأرجوحة وأحركها بركل أقدامي .."
" دعيه وشأنه ، ألا يكفيه ما سمعهُ من عتب وتقريع من الجميع.."
"هل مسموح لي أن أغني، أغنية صغيرة فقط علمتني إياها المدرسة .."
لاحظت ياسمين اكفهرار وجهي والديها ،فجلست بركن السيارة تنظر للخارج، تتأمل ما ظنتهُ
حقولاً ترنو إليها عيون العشاق..، فجأة ظهرت لها من وسط الحقول جمجمة كبيرة ..
صرخت ياسمين وصرخت وصرخت ..
"هل مسموح لي أن أغني، أغنية صغيرة فقط علمتني إياها المدرسة .."
لاحظت ياسمين اكفهرار وجهي والديها ،فجلست بركن السيارة تنظر للخارج، تتأمل ما ظنتهُ
حقولاً ترنو إليها عيون العشاق..، فجأة ظهرت لها من وسط الحقول جمجمة كبيرة ..
صرخت ياسمين وصرخت وصرخت ..
حدقت بوالديها كالمسمرة ..لم لا يباليان بصراخها .. هل أضحت أفكارهم محنطة ، كما يسمونها :
"سلعة الوطن" ، ومصادرة القرارات .؟.
"سلعة الوطن" ، ومصادرة القرارات .؟.
سمعت فجأة صوت نشيج والدتها وهمس والدها الذي قالَ بعصبية : "هيا بنا نعود أدراجنا ..لنسلك
درب الحرية.. ياسمين ..ياسمينتي الصغيرة لا تصرخي فالجماجم لا تخيف بقدر تلك العقول
المتحجرة .. هل أنتما مستعدتان للعودة .؟؟
درب الحرية.. ياسمين ..ياسمينتي الصغيرة لا تصرخي فالجماجم لا تخيف بقدر تلك العقول
المتحجرة .. هل أنتما مستعدتان للعودة .؟؟
وسمعَ صوت من بعيد ،مثل صافرات الإنذار وصوت خلفته عجلات سيارة تشق طريقها بسرعة
البرق نحوَ المجد..
البرق نحوَ المجد..
وبقيت هناك ياسمينة وحيدة تشق طريق عودتها وسط الحقول الموحلة والمطر الأسود يبلل فستانها
الأبيض ،وياسمينة أخرى تسابق الرياح للعودة إلى المجهول ..وياسمينتهم الصغيرة لا زالت تتأرجح
في الحديقة وصوت يناديها "هيا يا ياسمينتي لم يعد لدينا وقت.."
الأبيض ،وياسمينة أخرى تسابق الرياح للعودة إلى المجهول ..وياسمينتهم الصغيرة لا زالت تتأرجح
في الحديقة وصوت يناديها "هيا يا ياسمينتي لم يعد لدينا وقت.."
تعليق