المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
مشاهدة المشاركة
والجواب المختصر هو بنعم أو لا ، وليس معنى ذلك أن أرفض التفصيل ، لكن ما أحتاجه لإقامة الحوار هو أولا الجواب ثم التفصيل ، لكن للأسف أخي الكريم غالبا ما تكون الإجابة غير محددة أو مصحوبة بأسئلة أخرى ، أو ردا في غير السؤال
وسأسير معك ومع الأخوة الذين يطرحون السؤال "لماذا لا تسمح السلطات للقنوات بالتغطية" ، جوابي هو أن هذه القنوات لا يمكن الوثوق بها وأنها إذا تم السماح لها بالتغطية فلا شيء سيجبرها على نقل ما تصوره كاميراتها ، وحدث ذلك كثيرا ، والدليل البسيط هو في سؤالي السابق الذي يوضح الهدف من نشر مقاطع غير واضحة أبدا
هل فعلا يصعب كثيرا على هذه المحطات شراء كاميرا أو هاتف محمول من نوعية أفضل قليلا وقليلا فقط لا أكثر
ولذلك سأعيد التذكير بالسؤال البسيط الآخر ، لماذا لا نجد ما تبثه قنوات الغرب منقولا على محطات أخرى غير غربية ومن مختلف الإتجاهات السياسية والدينية وسأفصله جيدا
لماذا قناة الأقصى التابعة لحماس لا تنقل مثل هذه الأخبار
لماذا قناة فلسطين اليوم التابعة للجهاد الإسلامي لا تنقل هذه الأخبار
لماذا قناة الحدث التابعة لجماعة علماء العراق لا تنقل هذه الأخبار
لماذا قناة المنار التابعة لحزب الله لا تنقل هذه الأخبار
لماذا قناة روسيا اليوم التابعة لروسيا لا تنقل هذه الأخبار
لماذا قناة العالم التابعة لإيران لا تنقل هذه الأخبار
لماذا قناة الأقصى التابعة لكتائب الأقصى لا تبث هذه الأخبار
لماذا قناة الصين لا تبث هذه الأخبار
لماذا كل القنوات المعادية للغرب لا تبث هذه الأخبار ، وخاصة قنوات المقاومة الإسلامية وعلى تنوع مذاهبها تراها تدافع عن مواقف سورية ، وكي لا أقصر الأمر على القنوات فقط ، لماذا حتى قادة التيارات الدينية وبما فيهم قادة الإخوان المسلمين ( الذين يحاول البعض تصويرهم وكأنهم في حالة عداء مع القيادة السورية ) يقفون مع القيادة السورية ومع حقوق الشعب السوري في الإصلاح السياسي ويدعون إلى الحوار بين الأخوة
هل غادر خالد مشعل وإسماعيل هنية حركة الإخوان المسلمين في فلسطين
هل غادر ليث شبيلات وحمزة منصور حركة الإخوان المسلمين في الأردن
هل غادر عقبة عماش وعبد اللطيف الهميم حركة الإخوان المسلمين في العراق
هل غادر ماهر حمود وغسان جبري وهاشم منقارة حركة الإخوان المسلمين في لبنان
هل غادر كمال الهلباوي وكثيرون مثله (رغم إبتعاد أبو الفتوح الرسمي ) حركة الإخوان المسلمين في مصر
هل غادر عمر البشير وعبد المجيد الزنداني وعبد الله الراشد حركة الإخوان المسلمين
لذلك أخي عبد الرحمن ، نعم إذا أقتصر الإعلام على قنوات الغرب فإنها لن تنقل الحق ولو قام كلت قنوات العالم بنقله وما على المؤمن بالله إلا أن يتبع هدي الله وأن يبحث بنفسه عن الحقيقة ، فأذا كان الله جل جلاله لم يقبل أن يحتج المرء برأي أبيه إن هو خالف أمر الله ، فلا يمكن أن يقبل من منه أن يحتج بقنوات الغرب ، لا أستطيع فعلا أن أتخيل نفسي وأنا أحاسب بين يدي الله وهو يسألني من أين لك بما تقول علم ؟ أن أقول له "ليس لي ذنب لأنني كنت أثق في الجزيرة والعربية ونقلا لي ما جعلني أقول" فالحكمة ضالة المؤمن" يبحث عنها بكل ما يسعه من طاقة
وليس السفر إلى سورية ، على كلفته المادية ، ومشاهدة ما يحدث فيها بأم العين والشهادة على ما ترى العين ، ليس هذا السفر تكليفا بما لا يطاق ، وأهون عند يوم العرض على الله أن أحتج بما شهدت عيناي على أن أقول "هذا ما وجدت عليه قنواتنا" وعلى الأقل وكي لا تتبع الأنفس هواها يمكن مشاهدة غير هذه القنوات الغربية ومقارنة ما تبثه بما نشاهده في القنوات الأخرى فهو مستطاع للجميع
أما أخي قولك أنه لا معنى لمقارنتي بين تغطية ثورة مصر وتونس وبين تغطية ما يجري في سورية ، فلعلك لم تفهم قصدي في المقارنة ، المعنى موجود في طبيعة المشاهد ، التغطية في تونس ومصر كانت تتم بكاميرات ذات دقة عالية وصورة واضحة بينما لا نجد ذلك في صور أحداث سورية ، بل على العكس تجد الصورة وكأنها مصورة بكاميرا من القرن الماضي ، صورة لا يمكن حتى معرفة أي شيء فيها ، ولم أفهم لماذا هذه المقارنة بلا معنى
أرى تشابها كبيرا بين ما يجري الآن وبين ما جرى منذ 100 سنة تقريبا عندما صدق العرب أن الأتراك هم يهود الدونمة وتسللوا إلى الإسلام لتخريبه ، وأن الحركة التورانية هي الحركة التوراتية ( قلبت النون تاء ) وأن الأتراك مجرمون وقتلة بكاملهم ويشربون الدماء بدل الماء ، وأن الغرب أبيض ونظيف وزاه وصادق وغني ، وأن العالم العربي بسبب الأتراك مظلم وبائس وفقير ومتخلف ، ماذا كانت النتيجة ؟
تروي الأحداث التاريخية أن قائد الجيش البريطاني "ألينبي" وبعد أن أعيته غزة بحاميتها القوية وبعد ثلاث محاولات فاشلة لإسقاطها ، لجأ إلى ثوار الشام وقطعوا خطوط إمداد الحامية عبر تفجير خط السكة الحديدية بشكل يومي ، هذه غزة التي أستشهد فيها مائة ألف مسلم تركي جوعا وعطشا ، ودخل السلطان المظفر "ألينبي" على جثثهم دون أن يكون له شرف قتلهم
أصبحنا أخي الكريم لا نرى الحق إلا عند عدونا ولا نرى الدقة والموضوعية إلا عنده ، وصار منتظر الزيدي وحمدي قنديل وعريب الرنتاوي وجورج قرداحي وغسان بن جدو وناصر قنديل وكوثر البشراوي وعشرات غيرهم نكرات ولم نستطع سوى أن نذكر أحمد سعيد وسعيد الصحاف وأصبح هما الإعلام العربي
أنتظر منك جوابا ومن الأخوة أخي عبد الرحمن وتحية طيبة لك وللجميع
تعليق