في بلاد اللا انت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيف الدين سمين
    • 05-11-2011
    • 1

    في بلاد اللا انت

    لايعلمون كم اهواك ....
    لا يعلمون طعم السم في طبق البعد عنك ...
    كم من اّهة خرجت من فيّ ولم تسمعها الا جدران ظنت ان هذه لغتي الام التي اتحدث..
    *****
    تغربت مرتين
    احداهما غسراً
    والاخرى مختاراً
    الاولى حين هجرتني وتركتني اتلحف قلوبا ليست لي
    واحضاناً يتشارك فيها كل من لا مأوى له ..
    ليس ذنبي فكل الرجال في موسم الاحزان يبحثون عن ذلك المأوى..
    فبدونه تقهرنا عواصف الالم ومرارةالايام ..
    فاصبحت لقيطاً لكل من تهوى جمع العملات القديمة
    قطعة تسد حوجة ما..
    فقد تكتفي بمشاهدتي مع عشرات من القطع
    او استبدل بقطعة اغلى
    او امتع...
    وانا اعلم .....
    ولكن هيهات فقد مات الشاه ......
    *******
    والمرة الاخرى حين هجرتك وهجرت ذكرياتك بل كل ما من شأنه ان يوحي بك
    رحلت بعيداً ولملمت كل الامي واحزاني
    رحلت لبلد اللا انت ....
    واسميته بداية جديدة ...
    اصبح موطني
    وطناً هويته اللا اخلاص
    ولحنه اللا مسئولية...
    ثم رحت بعيدا ببنات افكاري باحثاً عن المخرج
    وخطرت ببالي تلك الفكرة
    لا اعلم اكانت وحيا ام استنتاجاً لواقع جرب كل السبل الشريفة
    واصبح الشرف هو خظيئتي الكبرى التي ارتكبت..
    عشعشت في قياهب نفسي تلك الفكرة
    اذ رأيت فيها المخرج من كل احزاني والامي
    وهي ان اتوج ملكنا في بلاد اللا انت
    فوضعت دستوري وقانوني لوحدي
    ثم اخترت الملكة .......
    *****
    ربما شغلني الحكم قليلاً
    او شيئاً هنا او هناك
    فقط كل الذي اعرفه انني توجت ملكاً في بلاد اللا انت
    كل ما أسأل اُجاب..
    ثم حدث ما لم اكن اتوقع
    فجأةً .....
    وفي احد صباحات مملكتي
    فقدت الشهوة...
    لم اشتهيك ولم اشتهيها
    ولم اشتهي اي شئ
    ولأول مرة علمت ماهية حقيقة الملوك...
    علمت كم خدعونا بتلك المجالس الواسعة
    وتلك الابنية المحصنة
    والجيوش القاهرة
    علمت لما كل هذا الكم من الجاريات
    عرفت لما في قصص التاريخ والافلام
    دوماً للملكة عشيق غير الملك ..
    وكم من علاقة غير شرعية
    تنشأ تحت ظل تلك القباب العاليات
    ورغم هيبة الملك وكل ما يميزه
    عن عموم الناس وامتلاكه لقناطير من الكنوز
    بل حتى يملكها هي
    الا انها دوما تبحث عن بديل له
    لانه لم يكن يوماً لها
    لم يكن يوماً ملكها
    بل هي دوماً صفقة
    صفقة اراد ان يشتري بها حباً لا يباع
    ورغبة لا تغرس في غير موضعها
    فكان ما كان
    وامتلاء قصره بجوارٍ كثر
    انما دليلاً على ان تلك الملكة
    ليست الملكة المنشودة
    فهو لم يجد فيها مليكته ولم تشبعه يوما
    فهذا انا .....
    وكلنا نفس الملك
    ملوكاً قهروا الدنيا بما فيها
    وقهروا انفسهم
    ثما عاشوا وحدة بين الجميع ....
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول أن العنوان " بلاد اللا انت " يشى بالكثير من السمات الفنية التى تجلت فى هذى الخاطرة الأدبية ، حيث يمكن أن نستشف من العنوان محاولة فنية للتجريب والنحت اللغوى عبر عنصر هام من عناصر المعالجة الفنية وهو عنصر اللفظ ، أى أننا أمام محاولة التجريب فى بنية اللفظ والذى سنراه فى يتكرر عبر دخول ال التعريف على الحرف " لا " كما فى سياق " ولحنه اللامسئولية "

    - وكما سنرى محاولة التجريب عبر اللفظ فى استخدام صيغة صرفية غير مستخدمة من الفعل " التحف " حيث نتلقى سياق " أتلحف قلوبا " ، والحقيقة أن هذى الرغبة فى النحت اللفظى والتجريب لها جانبان أحدهما إيجابى والآخر سلبى ، السلبى أنه تجريب مازال بحاجة إلى ان يتكىء على حصيلة لغوية كافية وراسخة حيث إن دخول ال التعريف على الحرف من حيث اللغة غير صحيح ويمكن القول أنه نوع من التمرد الفنى على بنية اللغة بغرض انتاج معالجة لفظية مغايرة لكنها تستند إلى الأساس اللغوى السليم

    - أما فيما يخص الجانب الإيجابى فهو دلالة هذى المحاولة فى تجريب صيغ لفظية جديدة على انشغال الأديب بلغته وقلقه الفنى تجاه إنتاجها وخصوصيتها واختلافها وهو ما يجب أن نحيه ونقدره لأنه يدل على خصوبة وإبداع

    - النقطة الثانية التى يجدر الإشارة إليها هى عنصر الفكرة التى قامت عليها الخاطرة وهى فكرة الحنين إلى الحبيبة والتوق إليها والصدع النفسى الذى يحدثه الاغتراب وذلك الحنين ، والحقيقة أننا أمام فكرة تدور فى فلك الخبرة العامة التى يعرفها المتلقى حيث يبدو منذ المفتتح أننا أمام تجربة غزلية تتحدث عن الحنين والغياب حيث نتلقى هذا السياق

    أيعلمون كم اهواك
    لا يعلمون طعم السم في طبق البعد عنك

    والحقيقة أن هذا السياق من حيث الفكرة يختار ألا يقدم لنا الدهشة أى على مستوى الفكرة وجدتها ، لكن الدهشة والإبداع نتلقاه عبر المعالجة الفنية التى تبدع من خلال التخييل الذى يتمثل فى الصورة الفنية " طبق البعد " وهى علاقة التشبيه البليغ وهى كذلك الصورة التى تمنح المفتتح دهشته وإمتاعه بينما الفكرة نفسها لا نحس تجاهها بنفس هذا الشعور من الجدة والدهشة

    - والحقيقة أننا سنتلقى عبر المعالجة الفنية التى توظف التخييل سياقا آخر باهرا ويدل على شاعرية وموهبة حقيقية حيث نتلقى هذا السياق

    فاصبحت لقيطاً لكل من تهوى جمع العملات القديمة
    قطعة تسد حوجة ما..
    فقد تكتفي بمشاهدتي مع عشرات من القطع
    او استبدل بقطعة اغلى


    والسياق السابق يقوم على تفصيلة داخل البنية العامة لفكرة الحينن والغياب وهى الأثر النفسى الذى يكابده الحبيب المهجور وتجلياته فى بصيرة بطل النص

    - وهنا المعالجة الفنية عبر التخييل هى التى تجعل من الفكرة التى نعرفها وهى انتكاس الحبيب فى الهجر والغيبة تجعلها لوحة باهرة متفردة عبر التشبيه التمثيلى الذى يرسم لوحة جديدة طريفة للحبيب الذى يقع فى متاهة البحث عن الحبيبة فى الأخريات محاولا التغلب على هذا الحنين فيستحيل امام بصائرنا عملة قديمة للباحثات عن مجرد أثر ينضم إلى مجموعة الآثار المكتنزة لا أكثر ، هنا لابد أن نعى أن التخييل هو الذى يمنح الفكرة ثراءها ويحتفى بهذى التفصيلة الفنية عبر لوحة سلسة عذبة التلقى حيث نحن أمام لوحة تقوم على خبرة حسية من السهل أن تبدأ معها حالة التفاعل والتعاطف تجاه التشبيه ودلالته وهذا لا يقدر عليه كل الأدباء أعنى اللوحة السلسة الدالة بهذى البساطة والمتعة

    - ربما لى ملاحظة على المعالجة الفنية التى صاغت هذى الخاطرة هى ارتباكها الفنى بين السطر الشعرى النثرى الذى يتراوح ما بين قصر وطول ويوظف قافيته التى تنشأ من الوقوف والوصل وكذلك بنية الترقيم والجرس فى هذى المزاوجة بين امتداد السطر وانحساره كتقنية كتابة خاصة بقصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر، وبين السطر النثرى الذى يكتب بهيئة النص الشعرى فيستعير بنية لا يحتاجها ودون توظيف طاقاتها لسبب بسيط أنها ليست بنيته التى تحوى مضمونه

    - لذان نحن هنا أمام خاطرة جلية كانت بحاجة إلى السطر النثرى الكامل الذى أراه كان أقدر على حماية بنية النص من الارتباك الفنى الذى يحدث للمتلقى نتيجة محاولته تجنيس النص ، كما أن طبيعة النص هنا نثرية كخاطرة
    - ربما لى ملاحظة اخرى على المعالجة الفنية وهى التدقيق اللغوى فالمعالجة الفنية من حيث الصياغة اللغوية بحاجة لضبط الهمزات ، وضبط بنى بعض الألفاظ كمثل " غسرا " التى أحسبها قسرا ، خظيئتي ، قياهب ،
    - كل ما أسأل اُجاب.. والصواب كلما
    - لم اشتهيك والصواب لم أشتهك
    - لم أشتهى والصواب لم أشته بحذف حرف العلة
    - علمت لما كل والصواب لم َ كل
    - ثما عاشوا والصواب ثم

    تعليق

    يعمل...
    X