اعرض نصي رقم 2 للنقد فوزي بيترو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    اعرض نصي رقم 2 للنقد فوزي بيترو

    تُومَا
    بدأ أصحاب المحلات بإدخال بضاعتهم المعروضة فوق الرصيف إلى داخل دكاكينهم
    تهيؤاً للإغلاق . كما فعَلَ مِثلهُمْ أيضاً أصحاب البَسْطات والباعة المتجولون , فها هم
    يلملمون حاجاتهم المتناثرة هنا وهناك ويرصوها فوق بعضها البعض بلا أدنى ترتيب .
    فالغد آت , وهو كالأيام التي مضت برتابتها المعهودة.
    كان تُجّار الصاغة والصيارفة , أوائل من أغلقوا محالَّهم . تبعهم باعة المواد
    الغذائية والخضار , فهُمْ بالعادة يتريثون حتى يحين موعد انصراف الناس إلى بيوتهم
    قبيل بدء توقيت منع التجوّل الذي فرضه جيش الاحتلال على هذه المدينة فيتخلصون
    من بضاعتهم قبل أن يصيبها التلف , إمّا ببيعها بأرخص الأثمان , أو بالتصدُّق بها لمن
    لا يملك قوت يومه .
    الأطباء والصيادلة غالباً ما يَبيتُون داخل عياداتهم وصيدلياتهم وذلك تحسُّباً لأيّ طارئ
    إذ أن التنقُّلَ خلال منع التجول ولأي سبب , يُعَرِّض صاحبه لخطر القتل . وغالبا يُقدِّمونَ
    خدماتهم لمن يحتاج دون مقابل مساهمة منهم في رفع المعاناة عن أهلهم .
    ها هي الساعة تقترب من الثامنة مساءً , وهو موعد بدء مَنع التجوُّل.
    مُعظم المحلات مُغلقة والسابلة بالطرقات يتناقصون مع مرور الوقت .
    كانت مريم تجلس فوق دِكّة معدنية بالقرب من محل والدها , تنتظره إلى حين الانتهاء
    من عمله فترافقه في طريق العودة إلى المنزل.
    دنا السمكري من ابنته وقال لها بحنان :
    ــ مريم , لا تنتظريني اليوم وانصرفي إلى المنزل الآن , سوف أتأخر قليلاً حتى أنجز
    ما بيَدي .
    أجابته وهي تنظر نحوه :
    ــ لا بل سوف أنتظرك يا أبي .
    هزَّ رأسهُ بالإيجاب قائلاً :
    ــ حسناً , لكن ابقي هنا بجانبي .
    استرسلت مريم في الدلال قائلة :
    ــ أبي ,هل تسمح لي بزيارة الكنيسة ريثما تُنهي الشغل الذي بيدك ؟
    تردد بين القبول والرفض , حتى آنس منها رغبة جامحة لزيارة الكنيسة .
    فقال برجاء :
    ــ افعلي ولا تغادريها حتى آتي إليك .
    الكنيسة مقابل محل السَمْكري , وعلى بعد خطوات منه , كثيرا ما كان يتأملها وقد أستأثر
    به ظل تمثال السيّدة العذراء الواقف بأعلاها وهو يموج مع حركة يده القابضة على فرد
    الأكسجين المشتعل , وكأنها مريم العذراء حقيقةً .
    خاطب السمكري صَبِيَّهُ آمراً :
    ــ أشعِلْ فرد الأكسجين بسرعة حتى أنتهي من لَحْمْ هذين البرميلين قبل موعد منع التجول .
    عَصَّبَ السمكري عينيه بالنظارات الواقية وبدأ يلحم البرميل الأول . أنهى لحمهُ بوقت
    أقصر مِمّا توقع . جال ببَصَرِه يبحثُ عن صبيه كي يُجهِّز له البرميل الثاني . فشاهده على
    بعد أمتار وكأنه خالي الذهن عن الواجبات المنوط به فعلها فصرخ غاضباً :
    ــ ناولني البرميل الثاني يا ولد .
    وقف الصبي أمام معلمه وهو يلهث ككلب حراسة , أشار بيده نحو الكنيسة وهو يقول :
    ــ معلمي , الناس يتراكضون بالشوارع ويهرولون نحو الكنيسة .
    صفع المعلم صبيه برفق قائلاً له :
    ــ لم يأزف موعد منع التجول بعد . ماذا دهاهم ؟ هل يُلاحقهم الجنود ؟
    ــ سمعتُهم يقولون أن العذراء قد ظهَرَتْ فوق سطح الكنيسة .
    لم يُفاجأ المعلم بما تقوَّلَ به صبيه , كما أدرك حاجة هؤلاء الناس للهذيان في بعض الأحيان
    فقال لصبيه وهو يُشير نحوهم :
    ــ مساكين هؤلاء الناس , من شدّة الظلم الواقع عليهم بدأوا يخلطون الواقع بالتمنيات .
    ــ ولكن يا معلمي الكُلْ رآها تتحرك وقد حيَّتهم , الجميع قال ذلك , المسلمون قبل
    المسيحيين .






    (طرقع) صوت الصفعة على خد الغلام حتى ظنَّهُ أحد المارّة صدى طلق سلاح ناري .
    لم يكتف السمكري بالصفعة فقط , بل أخذ أذن صبيه وفركها بين أصابع يده قائلاً له :
    ــ وهل للظُلم ديانة كي يُفرق بين مسيحي ومسلم وكأنه يُنَقِّي عدس؟ بالأيمان يستظل الكُلّ
    يا ولد المسيحي والمسلم وحتى اليهودي . دعْكَ منهم وأشعل فرد الأكسجين كي ألحم البرميل الثاني .
    تعصَّبَ ثانيةً بنظارته الواقية , وبدأ يلحم البرميل الثاني .
    هاج الجمع فتخالطوا مثل ذرات الغبار . هَلَّلَ بعضهم منشداً " السلامُ عليكِ يا مريم ... "
    في حين هَلَّلَ آخرون" الله أكبر ... "
    رفع المعلم النظارة الواقية عن عينيه , فرآهُم وقد اختلط المسيحي بالمسلم , والمُصدِّق بالمتشكَّك يركعون ويقبلون الأرض ويرشمون الصليب فوق صدورهِم .
    انتابته فرحة ما بعدها فرحة , فتساءل وقد ساور الشك قلبه: ربما , ولِما لا ؟
    ألقى نظره نحو تمثال العذراء وما حوله , فلم يلحظ سوى السكون وقد تسيَّدَ الموقف .
    عاد كي يُتمّ ما بدأه قبل قليل , توهّجَ المكان بالنور المنبعث من شعلة فرد الأكسجين , فهاج الناس وماجوا مرة أخرى , رأى ظل تمثال السيدة العذراء يتحرك فعلاً على برج الكنيسة المرتفع شامخاً فوقها، كلما توهّجَت نار فرده وهذا الأمر ليس غريباً عليه فهو يراه يومياً . ولكن الشك كان قد صار له طبعاً .
    ضحكَ في سرّه وأنجزَ عملهُ بين صيحات التهليل والتكبير . وإذ بجنود الاحتلال يهرولون
    نحو ساحة الكنيسة يفرقون تجمع الناس بغلظة وقسوة لا مبرر لهما .
    تذكَرَّ ابنته مريم , فارتعد قلبه وهو يتساءل: أين هي يا تُرى ؟
    أخذ يركض كالمجنون يبحث عنها بلا فائدة .
    كانت مريم بين الجموع عندما حضر جنود الاحتلال .
    ــ أين أهرب ؟ سألت نفسها .
    كان الطريق سالكاً إلى الكنيسة , عَبَرَتْ باحتها وصَعَدَتْ السلم المؤدي إلى السطح .
    وجدت نفسها قرب تمثال السيدة العذراء , فتوارَتْ خلفه إلى حين انصراف الجنود .
    أسْبَلَتْ جفنيها من التعب حتى غلبها النوم , تناهى إلى أذنيها هاتف وكأنه صوت من السماء
    قائلاً :
    ــ "هنيئاً لمن يروم الأمان ويستظل بي " .
    انتفضت الصبية وكأن كائناً سماوياً قد حلَّ في جسدها .
    مسكين السمكري, إنه في حالة يُرثى لها, ويبدو كما لو أنه بركان على وشك الانفجار.
    مهما فعل السمكري الآن , فهو على حق , تمتمَ بصوتٍ مسموع قائلاً :
    ــ لن أغادر المكان حتى أجد مريم .
    كانت نبرة صوته تلائم الموقف , فقد كانت تلعلع من بلعومه كعاصفة مدوية .
    وبينما كان يُحَدِّق في تمثال العذراء , بدت عيناه كما لو أنها تحرق الأرض فتُشِع نوراً
    ينبئ عمَّا عُرِفَ عنه من حزم .
    أشعل فردة وهو لم يزل يحدِّقُ في التمثال , إنه على يقين أن الناس سوف تعود للتجمهر أمام
    الكنيسة حين يتمَوَّج ظل التمثال من فِعْل تَوَهُّج شعاع فرد اللحم الذي بيده .
    وحتماً , مريم سوف تكون بينهم , هكذا كان يهذي , ويهمس لنفسه وهو يلوِّح بالفرد
    المشتعل وكأنه يشير لأحدهم بالخروج من مخبئه.
    تدفقت الجماهير كسيل جارف مُهلّلين مُكبِّرين, وإذا بالجنود يطلقون الرصاص بكل اتجاه ,
    وصوب أي شيء يتحرك , فوقع نظرهم على تمثال السيدة العذراء , فبدا لهم وكأنهُ يتحرك
    أطلقوا عليه وابلا من الرصاص , فنفر الدم من التمثال وسط تعجب وخشوع الجماهير,
    ووسط رعب الجنود اللذين فروا مذعورين .
    وعلى مرأى من الجماهير بدا التمثال وكأنه يسقط فوق أرض الكنيسة , فهرولوا نحوه
    مذهولين. صرخ أحدهم :
    ــ هذه مريم بنت السمكري توما .
    هرع توما يشق صفوف الجماهير فبدا كمن يصارع الموج بيديه العاريتين حتى اقترب من
    موقع سقوط ابنته . رفعها بين يديه ونظر نحو السماء , فتراءت له السيدة العذراء فوق
    سطح الكنيسة . شاهد وهو يرنو إليها بتوسل , نقطة من دم ابنته تنفلت من عين التمثال
    وكأنها دمعة تسقط . تَتَبَّعَهَا بنظره حتى استقرت فوق جسد الصبية . فَدَبَّتْ بها الحياة ثانية .
    لاحت في عيني توما نظرة امتنان وشكر. بسط راحتيه وركع بخشوع قائلاً :
    ــ " آمَنْتُ بِكَ يا ربّي "
    وتَجَسَّدَ امتنانه وإيمانه في ظل تراتيل المنشدين داخل الكنيسة وهم يترنمون :





    ــ طُوبَى للَّذينَ يؤمنون دون (أن)يَروْا .


    انتهى




    إذ كان التلاميذ مجتمعين ثانية داخل البيت وتوما معهم


    حَضَرَ يسوع والأبواب مغلقة , ووقف في الوسط وقال :


    " سلامٌ لكمْ "


    ثم قال لتوما :


    هات إصبعك إلى هنا , وانظر يدي , وهات يدك وضعها في جنبي .


    ولا تكن غير مؤمن بل كن مؤمنا


    فهتف توما


    " ربي وإلَهي "


    فقال له يسوع :


    ألأنك رأيتني آمنت ؟ طوبى للذين يؤمنون دون أن يروا



    إنجيل متى
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول أننا فى هذا النص أمام الأيمان كفكرة ، وكيف يمكن أن يكون سندا حقيقيا ووحيدا حين تنهار قيم الحياة من عدل وحرية وكرامة بل وحتى الوجود الإنسانى يصبح مجرد منحة من الأقوياء إن شاؤوا سلبوه وإن شاؤوا منحوه

    - نحن هنا أمام فكرة بالغة الأهمية والخطورة ، فكرة يحتاجها العالم الإنسانى ، بحاجة ماسة إلى أن يقبض على هدب الأيمان ، أن يثق أكثر وأن يتشبث أكثر بالعدالة السماوية وفيضها الذى يمطر الأفئدة المكلومة سكينة ورحمة ،

    - كما أننا أمام الوجدان فى هيئة شفيفة نقية حيث يتجلى في حناياه ضوء الأيمان بعدما بدا لنا من مخاصمة ربما هى فى جوهرها مشاعر حنق على الواقع يظهرها بطل النص " توما " لكنه فى الحقيقة يضمر إيمانا فى وجدانه بفكرة العدل الإلهى والرحمة الإلهية يتجلى فى التخييل الذى نتلقاه فى لحظة تنوير باهرة فى الختام حيث نتلقى

    " رفعها بين يديه ونظر نحو السماء , فتراءت له السيدة العذراء فوق سطح الكنيسة . شاهد وهو يرنو إليها بتوسل , نقطة من دم ابنته تنفلت من عين التمثال وكأنها دمعة تسقط . تَتَبَّعَهَا بنظره حتى استقرت فوق جسد الصبية "

    بل إن الوجدان وتأثيره ينداح أكثر نحو تخييل أعمق يكشف لنا عن نقاء توما وطهره وتشبثه بإيمانه حيث يرى فى الجثة التى أردتها الرصاصة هامدة بين يديه يراها وقد دبت فيها الحياة حيث نتلقى سياق
    فَدَبَّتْ بها الحياة ثانية .


    لاحت في عيني توما نظرة امتنان وشكر. بسط راحتيه وركع بخشوع قائلاً :
    ــ " آمَنْتُ بِكَ يا ربّي



    - ربما يمكن القول أن المعالجة الفنية هنا تقوم على استدعاء النص الدينى وتوظيف قصة توما وحواره فى فنية إسقاط على مشهدية السرد وهو ما يمنح السرد عمقا وتحفيزا لدى المتلقى لمحاولة اكتشاف دلالة الإسقاط ورمزيته

    - ربما أيضا من حيث المعالجة الفنية نحن أمام السرد الذى لا ينحاز إلى أن ما يسرده حقيقة أو تخييل ، بل نحن أمام واقعية عبر السرد لكنها واقعية سحرية إن جاز القول فنحن أمام الحقيقة على مستويين حقيقة ما يجرى فعلا فى المشهد وحقيقة ما يجرى فى وجدان توما


    - أى أن المعالجة فى رأيى لا تشتغل فنيا على إظهار المستويين ، وعلى إظهار تمايزهما بحيث نرى لوحتين متضافرتين لواقع خلقته اللحظة فى وجدان توما حيث يرى مريم وقد تجلت لها السيدة العذراء وأعادتها للحياة فتحقق يقينه وإيمانه أو تم له اليقين

    - وبين حقيقة ما حدث حيث أردت الرصاصة مريم وهى الآن أمام بصائرنا جثة هامة


    - أى أن المعالجة الفنية فى رأيى كان عليها أن تجعلنا أمام مريمين وليس مريم واحدة ، لأننا حين نتلقى المعالجة الفنية بهذى الصيغة فنحن فى الحقيقة نتلقى حكاية وعظية كنسية كثيرا ما يتلقاها الجمهور الكنسى ويتبادلها عبر وتراثه وفى أدبياته الخاصة ، حيث تتجلى العذراء وتقوم بمعجزاتها التى تجلو الإيمان فى نفوس كنفس توما الذى تستغرقه الحياة بتفاصيلها ومواجعها فربما تشكك فى العدال الإلهية وفى يدها الحانية البصيرة


    - لذا أرى أن المعالجة كان عليها أن تظهر لنا التمايز بين الحقيقة التى حدثت والحقيقة كما يراها توما والتى تتجلى له هو فى وجدانه هو ، بما يجعلنا أمام معالجة فنية أكثر عمقا تجاه فكرة الإيمان حيث إن ما حدث جليا لا يترك فرصة حقيقية لتوما لكى لا يؤمن فماذا يريد أكثر من تظهر له العذراء حقيقة وتحيى له ابنته مريم بدمعة تذرفها فنراها جميعا ، لكن كون هذا يحدث فى وجدانه هو وفى لوحته الخاصة رغم قسوة المشهد وموت مريم يجعلنا أمام حالة إيمان أخرى، حالة إيمان تتعالى على الواقع وقساوته فلا تنزم أمام وطأته ، بل ترى ببصيرة القلب وليس بمجرد البصر ، حالة إيمان أكبر من ألم اللحظة وعذاباتها حين ترى فى موت مريم حياة ، حتى وهى تبدو لنا نحن وهى بين يدي توما جثة هامة

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      كل الشكر لك أستاذنا محمد الصاوي
      على التحليل والنقد لنص " توما " .
      جائت ملاحظاتكم بشأن النص وأسلوب سرده
      درسا تنويريا .
      محبتي وسلامي
      فوزي بيترو

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        ربما السطور الأولي التي أفتتح بها النص كنت كافية بتوقيفي
        و منعي من الاستمرار
        فقد غلب على السطرين التكرار المشهدي
        ثم سرعان ما انفلت منهما لأجد رقعة الحديث فضفاضة
        منسابة اللغة و الأحداث تتم بشكل أقل ما يقال عنه صادقا فنيا
        و الحديث حول هذا العمل الجميل ، قد يطول ، و يذهب بنا إلي
        الشكل و المضمون و التناص مع النص المقدس ..............
        و لكني أكتفي بما استمتعت به و أذهب من هنا و معي
        هذا المعلم و ابنته التي فجرت الدم من عين التمثال !

        محبتي فوزي الجميل
        sigpic

        تعليق

        • خالد العياري
          أديب وكاتب
          • 16-03-2011
          • 15

          #5
          أولا يجب أن أشكر الأستاذ فوزي سليم على هذا النص الجميل و الذي من خلاله عاد بنا الى مفاهيم ايمانية ووجدانية ربما غابت بعض الشيء عن الواقع الذي نعيشه اليوم وما يتميز به من انشغال بشكل الحياة ونسينا جوهر الايمان والاعتقاد باالله الذي هو أساس لا يمكن الاستغناء عنه والذي يفسر لنا أصل الوجود و بعث الانسان فوق الارض.

          البداية كانت عادية جدا لا يوجد فيها ما يشد القارئ
          ولكن تدرج بنا كاتب النص بمهارة كبيرة حتى يحول كل الفكر ووسع الخيال الى أحداث غير عادية تتعدى حدود الملموس وتتعدى حدود الادراك وتحلق بنا في عالم تهمس فيه الروح للروح وتستنشق عطر المعاني وتلمس بصفاء الذاكرة وطهر النفوس ونقاء القلوب ملامح الايمان و يؤكد لنا الكاتب في هذا النص أن الادراك بما هو غيبي هو أمر راسخ في القلوب لا يتطلب ظهورا مرئيا حتى نؤمن به

          وهذه فلسفة ايمانية تعتمد على نظرية الاعتقاد واعتبار أن الوجود في مفهومه الفلسفي هو وجود يعلي من شأن الذات ويرجع الاشياء الى أصلها باعتبار أن مرجعية الكون هي بالأساس ايمانية وفي أحيان عديدة عند بعض الفلاسفة يرجعون المعرفة الى معرفة كشفية أي أن هناك نور يقذفه الله في قلب الانسان حتى يدرك معنى الأشياء وحتى يفهم كل ما يحيط به و يمكنه أن يفسر بعض الغموض الذي يحيط به و يمكنه كذلك أن يعتمد على القوى الغيبية حتى يغير العالم و ينقذه من الظلم

          الكاتب هنا تحدث عن أمور متناقضة في مضمونها : الشك و اليقين
          الممكن و اللا ممكن
          الموت واعادة الحياة
          ولكن في البعد النظري: المبدع ان كان شاعرا أو أديبا ... دائما يبين و يترجم طبيعة الواقع و ينقل لنا ما نعيشه من أحداث يومية الى عمل فني يكشف لنا ما يغيب عنا ولا ننتبه له ولا ندركه فيتملكنا الوعي وننزع عنا رداء الانسياق في الحياة العادية ونحاول أن ننفذ الى عالم نتصفح فيه المجهول الذي يسكننا ونخنق السراب الذي يفترشنا ونعيد اضاءة مساحات بعيدة ربما و منسية تحت ضباب الايام دون أن نخرج من حدود الواقع و المنطقي
          في هذا العمل صورة جميلة فيها أبعاد فنية عميقة بأسلوب جيد ودراية كبيرة بمضمون الرسالات السماوية
          ولكن و نحن نعيش اليوم عصر التطور التفني و العلمي
          هل يمكن أن نواجه قوى العالم المهيمنة والمستبدة على الثروات وعلى كل شيء والمحتلة للأوطان بمجرد الايمان أم علينا أن نكتسب أدوات ومهارات التقدم العلمي و الفكري
          حتى نواجه الظلم؟

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            ربما السطور الأولي التي أفتتح بها النص كنت كافية بتوقيفي
            و منعي من الاستمرار
            فقد غلب على السطرين التكرار المشهدي
            ثم سرعان ما انفلت منهما لأجد رقعة الحديث فضفاضة
            منسابة اللغة و الأحداث تتم بشكل أقل ما يقال عنه صادقا فنيا
            و الحديث حول هذا العمل الجميل ، قد يطول ، و يذهب بنا إلي
            الشكل و المضمون و التناص مع النص المقدس ..............
            و لكني أكتفي بما استمتعت به و أذهب من هنا و معي
            هذا المعلم و ابنته التي فجرت الدم من عين التمثال !

            محبتي فوزي الجميل
            الحمد لله أنني لم أطل في السطور الأولى
            لكنت خسرت قراءة أخي ربيع للنص .
            هذا المعلم الذي يحتفظ في قلبه بالإيمان , ولم يصرّح به
            إلا حين جائت القسوة والقهر بصورة فوق طاقة البشر
            فانفجر معلنا غضبه وإيمانه بذات الوقت .

            كل الشكر لك أخي ربيع
            وتحياتي
            فوزي بيترو

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة خالد العياري مشاهدة المشاركة
              أولا يجب أن أشكر الأستاذ فوزي سليم على هذا النص الجميل و الذي من خلاله عاد بنا الى مفاهيم ايمانية ووجدانية ربما غابت بعض الشيء عن الواقع الذي نعيشه اليوم وما يتميز به من انشغال بشكل الحياة ونسينا جوهر الايمان والاعتقاد باالله الذي هو أساس لا يمكن الاستغناء عنه والذي يفسر لنا أصل الوجود و بعث الانسان فوق الارض.

              البداية كانت عادية جدا لا يوجد فيها ما يشد القارئ
              ولكن تدرج بنا كاتب النص بمهارة كبيرة حتى يحول كل الفكر ووسع الخيال الى أحداث غير عادية تتعدى حدود الملموس وتتعدى حدود الادراك وتحلق بنا في عالم تهمس فيه الروح للروح وتستنشق عطر المعاني وتلمس بصفاء الذاكرة وطهر النفوس ونقاء القلوب ملامح الايمان و يؤكد لنا الكاتب في هذا النص أن الادراك بما هو غيبي هو أمر راسخ في القلوب لا يتطلب ظهورا مرئيا حتى نؤمن به

              وهذه فلسفة ايمانية تعتمد على نظرية الاعتقاد واعتبار أن الوجود في مفهومه الفلسفي هو وجود يعلي من شأن الذات ويرجع الاشياء الى أصلها باعتبار أن مرجعية الكون هي بالأساس ايمانية وفي أحيان عديدة عند بعض الفلاسفة يرجعون المعرفة الى معرفة كشفية أي أن هناك نور يقذفه الله في قلب الانسان حتى يدرك معنى الأشياء وحتى يفهم كل ما يحيط به و يمكنه أن يفسر بعض الغموض الذي يحيط به و يمكنه كذلك أن يعتمد على القوى الغيبية حتى يغير العالم و ينقذه من الظلم

              الكاتب هنا تحدث عن أمور متناقضة في مضمونها : الشك و اليقين
              الممكن و اللا ممكن
              الموت واعادة الحياة
              ولكن في البعد النظري: المبدع ان كان شاعرا أو أديبا ... دائما يبين و يترجم طبيعة الواقع و ينقل لنا ما نعيشه من أحداث يومية الى عمل فني يكشف لنا ما يغيب عنا ولا ننتبه له ولا ندركه فيتملكنا الوعي وننزع عنا رداء الانسياق في الحياة العادية ونحاول أن ننفذ الى عالم نتصفح فيه المجهول الذي يسكننا ونخنق السراب الذي يفترشنا ونعيد اضاءة مساحات بعيدة ربما و منسية تحت ضباب الايام دون أن نخرج من حدود الواقع و المنطقي
              في هذا العمل صورة جميلة فيها أبعاد فنية عميقة بأسلوب جيد ودراية كبيرة بمضمون الرسالات السماوية
              ولكن و نحن نعيش اليوم عصر التطور التفني و العلمي
              هل يمكن أن نواجه قوى العالم المهيمنة والمستبدة على الثروات وعلى كل شيء والمحتلة للأوطان بمجرد الايمان أم علينا أن نكتسب أدوات ومهارات التقدم العلمي و الفكري
              حتى نواجه الظلم؟
              قراءة متمكنة وراقية من أخي خالد العياري أشكره عليها
              وأود أن أوضح نقطة أشار إليها بشأن مواجهة العدوان بمجرد الإيمان .
              وما الذي يمنع أن نكتسب مهارات التقدم العلمي حتى نواجه الظلم .
              تأكد أخي أن الإيمان مقترنا مع العلم ، سلاح لا يقاوم .
              والجندي في ميدان المعركة إذا لم يكن مؤمنا بعقيدته وبالقضية التي يحارب
              من أجلها ، حتما سينهزم .
              القوة وحدها لا تكفي إذا لم تُغذى بالإيمان .

              لقد أسعدني وأدخل البهجة في نفسي وجودكم وقت مناقشة نص توما في الغرفة
              الصوتية للملتقى .
              محبتي
              فوزي بيترو

              تعليق

              • زهور بن السيد
                رئيس ملتقى النقد الأدبي
                • 15-09-2010
                • 578

                #8
                قراءة في قصة " توما" للدكتور فوزي سليم بيترو
                استوقفني نص "توما" للكاتب المبدع فوزي سليم بيترو, بفكرته وقضيته وشخصياته وفضائه المكاني والزماني و وتداخل الواقعي والمتخيل والدنيوي والديني فيه...
                القصة تعرض أحداثا وقعت في فلسطين أبطالها توماالسمكري (اللحام) وابنته الصغيرة مريم والقديسة مريم العذراء وأهل فلسطين.. وتتخذ فضاء شعبيا لأحداثها حيث تدور في سوق يتضمن مختلف المتاجر والحرف, وتصور اليومي المرير, وتعكس هواجس الذات المبدعة وأحلام الناس المقهورين في الخلاص من الظلم وتسلط المستعمر.
                تبدأ القصة بوصف مشهد مألوف تعيشه الأهالي باستمرار وهو حظر التجول, حيث تجري عملية إغلاق المحلات التجارية وانصراف الباعة المتجولين وأصحاب الخضر قبل الثامنة, موعد الحظر. بعد ذلك يقدم لنا السارد شخصياته: السمكري توما وابنته مريم والعذراء والصبي الذي يشتغل عنده, والمتجمهرين حول تمثال العذراء..
                يطلب السمكري من ابنته الجالسة معه أن تغادر الدكان إلى البيت لأنه سيتأخر, لكنها تفضل البقاء معه, عندما وافق طلبت منه أن تذهب إلى الكنيسة المقابلة لدكان والدها, وافق بعد تردد وطلب منها أن تبقى بها إلى أن ينهي عمله ويذهبان معا. بعد ذلك يتوقف الصبي عن الاشتغال, وقد شد انتباهه تجمع كبير من الناس حول تمثال العذراء وهم يهللون ويكبرون (المسيحيون والمسلمون على حد سواء) لما انتشر بينهم أن التمثال يتحرك, جاء الجنود الإسرائليون لتفريق الجموع, وفي غمرة ذلك, تذكر السمكري ابنته مريم, وأصر ألا يتحرك حتى يجدها.. عاد الناس من جديد ليتجمهروا حول التمثال الذي يتماوج بفعل الضوء المنبعث من فرد اللحام, تعود عناصر الجيش الصهيوني وتطلق النار عشوائيا على كل شيء يتحرك, حتى التمثال ناله وابل من الرصاص لما اتضح لهم أنه يتحرك.. ووقع ما لم يكن في الحسبان, يتطاير الدم منه وتسقط مريم التي اختبأت وراء التمثال أثناء التدافع والهجوم. التف الناس حول جثة مريم الهامدة, جاء والدها يستنجد بالعذراء ووقعت المفاجأة حين سقطت نقطة دم من عين العذراء على جسد مريم فدبت الروح فيه.. فينهي الكاتب قصته بهذا الإيمان والاطمئنان الروحاني العميق.... طُوبَى للَّذينَ يؤمنون دون (أن)يَروْا."

                لقد استوحى الكاتب مادته القصصية من الحياة اليومية في فلسطين, والمعاناة التي يعيشها الإنسان الفلسطيني تحت سلطة الاحتلال الصهيوني, و يحضر المتخيل والجانب الروحي الذي يتجسد عبر المرجع الديني, والأحلام التي يعيشون عليها كبديل مؤقت عن القهر المسلط عليهم..
                ويحرص الكاتب (السارد) على أن يكشف للمتلقي الهموم التي تؤرقه, ويكشف مشاعر الاحتقان والأسى والمرارة وانحسار الأحلام جراء الحصار والاستعمار والقمع والقتل العشوائي والوحشي, وقتل الأطفال والأبرياء...
                وتعكس القصة أيضا الصمود الأسطوري والتحدي, ويتمثل في التشبث بالحق في الحياة وممارسة الشعائر الدينية.. والصراع مع العدو.. وتعكس القصة مظاهر أخرى عديدة للأوضاع في فلسطين, الرتابة والتضايق وسلب الحرية والمس بالكرامة الإنسانية...
                وتسجل القصة كذلك هذا التعايش والحوار بين الديانات، يقول الكاتب:
                "ضحكَ في سرّه وأنجزَ عملهُ بين صيحات التهليل والتكبير"
                "تدفقت الجماهير كسيل جارف مُهلّلين مُكبِّرين"
                اختار الكاتب وقائع محددة, سردها بطريقة تعكس صدقه الفني, واختار لسرد هذه الوقائع والأحداث بناء فنيا صب فيه مادته القصصية, يقوم على سرد الأحداث في علاقتها بالواقع كما هو, وبالمتخيل وانفعالاته الذاتية, واستعان في بناء النص بأحداث لاواقعية من صميم المخيلة والمرجعية الدينية, تبرز من جهة فظاعة ما يجري على أرض الواقع الفلسطيني, ومن جهة أخرى, تبرز قوة الإيمان وتجاوز الواقع والسمو بالنفس إلى عالم الصفاء والعدل والرحمة..
                فتمتزج الحقيقة بالمتخيل كما يمتزج الضوء المنبعث من وابور اللحام المنعكس على التمثال والنور الإلهي المشع من تمثال العذراء في معتقد الناس.
                الكاتب في جمعه بين الواقعي والمتخيل, يظهر هواجس الذات وأحلامها الدفينة في الخلاص من الواقع المرير, فسرد الواقع وما يدور حوله من ممارسات شنيعة مرفوضة, (حظر التجول, ومطاردة الجنود للأهالي العزل, وإطلاق الرصاص عشوائيا على الكل, الكبير والصغير بل على كل شيء يتحرك....) تقابله ردة فعل المتخيل والروحاني, تجاوز المحنة بالإيمان في عدالة العالم الآخر وفي عدالة المصادر الدينية:
                "هرع توما يشق صفوف الجماهير فبدا كمن يصارع الموج بيديه العاريتين حتى اقترب من موقع سقوط ابنته . رفعها بين يديه ونظر نحو السماء , فتراءت له السيدة العذراء فوق سطح الكنيسة . شاهد وهو يرنو إليها بتوسل , نقطة من دم ابنته تنفلت من عين التمثال وكأنها دمعة تسقط . تَتَبَّعَهَا بنظره حتى استقرت فوق جسد الصبية. فَدَبَّتْ بها الحياة ثانية.
                لاحت في عيني توما نظرة امتنان وشكر. بسط راحتيه وركع بخشوع قائلاً :
                ــ " آمَنْتُ بِكَ يا ربّي "
                وتَجَسَّدَ امتنانه وإيمانه في ظل تراتيل المنشدين داخل الكنيسة وهم يترنمون :
                ــ طُوبَى للَّذينَ يؤمنون دون (أن)يَروْا."

                المتخيل هنا يساعدنا كثيرا على فهم الواقع وفهم عمق الذات والجراح, فكان الهروب إلى المتخيل والحلم والغيبيات وسيلة الكاتب القوية لتجاوز الواقع والتعبير عن رغبة الذات في التخلص من أثقال الحياة ومرارتها.
                الكاتب يتفاعل مع ما يدور في وطنه, إذ الواقع بكل ما يحمل من قضايا وشخوص وأحداث هو الدافع للكتابة, ونجح كثيرا في رصد الواقع بالتعبير عن صورة ذهنية يمتزج فيها الواقعي بالمتخيل.
                هذا على مستوى أبعاد ودلالات الأحداث, أما على المستوى الفني, فإن الكاتب اعتمد أسلوبا واضحا, ولغة بسيطة قريبة من المتلقي, تنسجم إلى حد كبير مع طبيعة الموضوع والقضية التي تعالجها, ومع الرغبة في كشف أعماق الشخصيات وإبراز انجذابها بين القهر والكرامة, الضعف والقوة, الواقع والحلم...
                النص يتمثل شكل القصة التقليدية, (بداية ووسط ونهاية) وقد استوعب هذا البناء أفكار الكاتب ومواقفه من الأوضاع التي يعيشها الإنسان الفلسطيني بشكل عميق.
                يتعزز بناء القصة بحضور مكون الوصف والحوار والتصوير الفوتوغرافي (عملية إغلاق المحلات التجارية وعمل السمكري والتجمهر والمطاردة والقتل....) والتي أعطت النص أبعاده الواقعية.. كما تميزت القصة أيضا, بهذا التداخل النصي, السرد والمصادر الدينية والروحيانية..
                ساهمت هذه الخصائص الفنية في بناء نص قصصي قصير, يتميز بالصراع والتشويق الذي يدفع المتلقي إلى التفاعل مع الوقائع والشخصيات, الشيء الذي جعل النص ذو طابع خاص وتجربة مميزة ضمن كتابات المبدع فوزي سليم بيترو.
                القصة أكثر الأنواع الأدبية احتضانا للقضايا الاجتماعية والهواجس الذاتية, وقصة توما نجحت في هذا الجانب بشكل كبير يعني على مستوى القضية والطرح, فالنص قوي بفكرته وباختيار شخوصه وأحداثه, قوي أيضا بأسلوب المزج بين الواقعي والمتخيل والديني الروحاني.
                على هامش القراء سجلت بعض المآخد التي لا تنال بالتأكيد من إبداعية النص:
                ــ التفصيل والشرح والتوضيح: أحيانا يسهب الكاتب في ذكر التفاصيل, فتصبح الفكرة مكشوفة تفقد التشويق والتأثير.
                ــ حدث البداية, اجذ حيزا مهما من النص بحيث امتد من بداية النص إلى: ".. في طريق العودة إلى المنزل"
                وكل ما تم سرده من وقائع في الاستهلالية, يمكن أن يتم توزيعه على مراحل النص في شكل استرجاعات..
                وأختم بالقول إن قصة "توما" تعكس الصدق الفني الذي يتميز به الكاتب فوزي سليم بيترو, ويتجلى هذا الصدق من خلال سرد الأحداث كما هي في الواقع ممزوجة بانفعالات الذات المبدعة, وبإعمال دور التخييل في بناء النص.
                وأهنئ الكاتب القدير فوزي سليم بيترو على هذا النص وعلى أسلوبه في الكتابة وعلى التزامه بالقضايا الإنسانية وبالتحديد القضية الفلسطينية.

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  كل الشكر لك أختنا الفاضلة دكتورة زهور بن السيد
                  لقد قمتِ بنفض الغبار عن نصي المتواضع " توما "
                  وأشكر جميع من شارك وتفاعل مع النص في الغرفة
                  الصوتية . الأستاذة سليمى السرايري . والأستاذ أسامة الحسن . والأستاذ خالد العياري . والأستاذ محمد سليم . وحضرتك أستاذة زهور بن السيد .
                  لقد كان نقدا علميا للنص في ايجابياته وسلبياته
                  وسوف آخذ بالملاحظات التي أشار إليها الزملاء
                  ولا أنسى اهتمام الأستاذ الصاوي والأستاذ ربيع عقب الباب بما تفضلا أيضا من ملاحظات .

                  مودتي
                  فوزي بيترو

                  تعليق

                  • مليكه محمد
                    ملكة القلوب
                    • 20-07-2012
                    • 297

                    #10
                    الإيمان محضن السلام

                    لست من جهابذة الأدباء والنقاد وأصحاب الفكر أمثالكم ، مازلت تلميذة ضعيفة القلم قليلة الفكر !
                    استوقفتني القصة وقرأتها أكثر من مرة ، وأشكر الدكتور فوزي عليها كثيرا .
                    قصة مؤثرة جداً ، جسدت واقعا مريراً ، ومعاناة شعب على اختلاف معتقداتهم ، بيد أن الإيمان الراسخ بقضيتهم هو مايجمعهم .
                    النص جعلني أقف أمام حقيقة الإيمان بالعدالة الإلهية وحق الآخر أن يعيش بأمن وسلام .
                    وكيف أن انتهاك حرمة المقدسات يبعث الإيمان في قلوب أصحابها لتمسك أكثر بقضيتهم التي هي محور حياتهم .
                    شدني مقطع " رؤية الناس للقديسة العذراء - عليها السلام - وهي تتحرك وتلقي عليهم التحية " وكأن الكاتب يجسد شعور هؤلاء ومعاناتهم بحيث ينتظرون معجزة من الله تعالى أن تخلصهم من هذا الظلم الجاثم على صدورهم .
                    أعجبتني هذه العبارة كثيراً " بالإيمان يستظل الكل " ، وأضيف : بالإيمان وحده واليقين بحق العدالة تتطهر الأرض من الظلم ، وتعود الحياة من جديد ؛ مليئة بالســـــــــلام .

                    عذرا على خربشاتي الهزيلة وقراءتي البسيطة في قدسية قصتك المميزة دكتور
                    قد كان لي أمل تبعثر في الليالي.. و اندثر
                    قد كان لي عمر ككل الناس..ثم مضى العمر
                    فاروق جويدة
                    همسة : ما زلت " طالبة " فضلا لا أحب أن يناديني أحد ما " أستاذة " ، ودمتم بود

                    تعليق

                    • منيره الفهري
                      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                      • 21-12-2010
                      • 9870

                      #11
                      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                      أولا اعتذر من أهل الاختصاص هنا

                      فلست ناقدة و لا محللة

                      دكتورنا الرائع القدير

                      فوزي سليم بيترو

                      استمتعت بقراءة هذه القصة بسرد ها الجميل و روحها الشفافة

                      فحرفك مميز يشد القارئ و يشجيه

                      أسجل إعجابي أخي و أستاذي الفاضل

                      التعديل الأخير تم بواسطة منيره الفهري; الساعة 18-09-2012, 12:42.

                      تعليق

                      • فوزي سليم بيترو
                        مستشار أدبي
                        • 03-06-2009
                        • 10949

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مليكه محمد مشاهدة المشاركة
                        لست من جهابذة الأدباء والنقاد وأصحاب الفكر أمثالكم ، مازلت تلميذة ضعيفة القلم قليلة الفكر !
                        استوقفتني القصة وقرأتها أكثر من مرة ، وأشكر الدكتور فوزي عليها كثيرا .
                        قصة مؤثرة جداً ، جسدت واقعا مريراً ، ومعاناة شعب على اختلاف معتقداتهم ، بيد أن الإيمان الراسخ بقضيتهم هو مايجمعهم .
                        النص جعلني أقف أمام حقيقة الإيمان بالعدالة الإلهية وحق الآخر أن يعيش بأمن وسلام .
                        وكيف أن انتهاك حرمة المقدسات يبعث الإيمان في قلوب أصحابها لتمسك أكثر بقضيتهم التي هي محور حياتهم .
                        شدني مقطع " رؤية الناس للقديسة العذراء - عليها السلام - وهي تتحرك وتلقي عليهم التحية " وكأن الكاتب يجسد شعور هؤلاء ومعاناتهم بحيث ينتظرون معجزة من الله تعالى أن تخلصهم من هذا الظلم الجاثم على صدورهم .
                        أعجبتني هذه العبارة كثيراً " بالإيمان يستظل الكل " ، وأضيف : بالإيمان وحده واليقين بحق العدالة تتطهر الأرض من الظلم ، وتعود الحياة من جديد ؛ مليئة بالســـــــــلام .

                        عذرا على خربشاتي الهزيلة وقراءتي البسيطة في قدسية قصتك المميزة دكتور
                        قراءة متمكنة كشفت عن رؤيا واعية لأختنا مليكة محمد
                        لقد قمتِ أخت مليكة بتسليط الضوء على جوهر فكرة النص .


                        لي رجاء :
                        من فضلك قومي بحذف أول سطر وآخر سطر من التعليق
                        أقدر وأحترم تواضعك . واعلمي أنك زميلة تمتلك الموهبة والحرف
                        وكل العذر لتأخري بالرد
                        مودتي
                        فوزي بيترو

                        تعليق

                        • فوزي سليم بيترو
                          مستشار أدبي
                          • 03-06-2009
                          • 10949

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                          أولا اعتذر من أهل الاختصاص هنا

                          فلست ناقدة و لا محللة

                          دكتورنا الرائع القدير

                          فوزي سليم بيترو

                          استمتعت بقراءة هذه القصة بسرد ها الجميل و روحها الشفافة

                          فحرفك مميز يشد القارئ و يشجيه

                          أسجل إعجابي أخي و أستاذي الفاضل

                          كل الشكر لك أختنا منيرة الفهري
                          مرورك على النص وتفاعلك ، هذا شرف لي
                          مودتي وسلامي
                          فوزي بيترو

                          تعليق

                          يعمل...
                          X