الخيال....../هيثم الريماوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة هيثم الريماوي مشاهدة المشاركة
    الخيال




    يتعلّمُ الخيالُ منَ السنابلِ شكلَ الامتلاء
    يهذي كثيرا :
    الأرضُ أصغرُ منْ أسطورةِ البداية
    الأرضُ أضعفُ منْ هجومِ العدم
    حبةُ القمحٍ أكبرُ منَ الوطن
    وأنا الوحيدُ ، أعلّقُ السرابَ ، على مسمار الزمن.

    تقتلُ الأممُ من أجل طينها ، لو غابَ
    تُملّح القرابينَ للإلهِ ، لو حضر
    يهادنُ التوهجَ ، والدمعَ المُقَدّد
    يعصرُ البحارَ المخمليةَ في كأسهِ
    يشربُ ، في صحّةِ لا أحد
    ويهمسُ منْ بينِ الطلاسمِ:
    يا سيدي (يوسف)
    ما أوضحَ الأحلامَ ، لو صحونا قليلا
    لو نفضنا غبارَ الإسمنتِ عن المرايا أو وصايا المسيح
    عن قلوبنا ، شوكنا ، وزهورنا
    عن أزقةٍ منسية ، لا تعصرُ الخمرَ ولا تطعمُ العصافير
    عن طير الأبابيل
    وجرارِ الماءِ العذبِ على خصر التاريخ المبلّل
    عرّجْ يا سيدي على بئركَ الحجريِّ ، ولا تحزن
    ليس فينا جمالك ، ولنا إخوةٌ وآبارٌ كثيرة

    الخيالُ تغريهِ التقنيات ، فيغفو قليلا
    لا يتقنُ لعبةَ الأرقامِ ، ولا الخضرةَ المحوسبة
    يمشي متثاقلا ، برفقةِ الضجرِ المشاع
    يطلّ خائفا ، خائفا
    على الناسِ في الشوارعِ والمقاهي
    على الضبابِ ، على الغناء
    حين يجفّ من الكلامِ ، من الضحكاتِ والبكاء
    يموتُ الخيالُ ، لو يعلمُ المذنبون
    من رُهابِ الحضارةِ ، والبقايا الموحلة
    والطبيعةُ أنفاسُهُ ، لو تكلمنا قليلا :
    الياسمين طيّبٌ جداً ، يُهدي عطره للهواء
    الجبالُ أعلى من تخمةِ الغرورِ، والنسرُ الوحيدُ يهبط كلًّ يومٍ إلى موائد الأرض
    يطعِمُ فراخهُ ، يأكلُ ، ويندبًُ حظّهُ وحظَّ إخوتهِ الكثر:
    - كانت ستكفي ليمونةٌ للبقاء ، لو كان حظّ الهنود الحُمر أجمل
    - هو الأجمل وحده ، لو كان الشرقُ يتقن البقاء ، قربَ خِرافهِ ، وأحلامهِ الكبيرة
    - لو كانَ لي أن أحلّقَ أعلى في السماء ، لكانتِ القبورٌ الكثيرةُ أصغر

    يتفيأ الخيالُ في ظلال الروحٍ ، وما قُدّّ من ياقوت
    ينسج -كما القصائدَ- ثوبها المزركش
    (( إنَّ اللهَ جَمِيلٌ ، يُحِبُّ الجَمَال))
    والحقيقةُ في خدرها البكرِ تعزف لحنَ عرائسَ البحر
    وهمَ الرياضيينَ والمناطقةِ ، وحرفةُ السؤال
    ملامحُ الوجودِ أكبرُ من تجاعيدِ مرورنا بين نقطتين
    وأصغرُ من خرمِ إبرةٍ ، تنسجُ القصيدة
    يرقصُ الخيالُ ، على وقعٍ الهدوءِ بينَ الضجيج :
    علّق المرايا ، ترى وجهك
    حطّم المرايا ، ترى قلبك
    كن المرايا ، تكن قلبك
    كن القلبَ فيك وارقص ، على وقع الهدوء بين الضجيج.
    نتنفّس الروح بنكهاتنا الخاصّة
    أي هواءٍ بطعمِ الروح ،كي نصرخَ : نحنُ ، نحنُ
    ونكسرَ ضجّة الهدوء؟

    في حضرةِ الخيالِ أنزع خفّيَ وهواجسي
    وأصحو على السّكرِِ الشديد
    موطئُ القدمين أرضي المقدسة
    والفضاءُ البعيدُ ، عباءةُ الروحٍ ،أدورُ حيثما يدور
    متثاقلا على وقعِ الصمتِ أرقصُ
    أنا / الكونُ ، و الكونُ / أنا
    لو تجادلنا ، سأكتب القصيدة .




    هيثم الريماوي

    قرأت متأنياً هذا النص ,بعيداً عن المدرسة التفسيرية للنصوص ,فهي تقع في شرك تحويل الشعر إلى دوغما لغوية ونادراً ما تصل إلى غايات الشعر الحقيقية.
    وأقر رغم بضرورة توضيح الأركان الجمالية للنصوص من حيث اللغة والتركيب والإنسياب .
    إن قصيدة النثر كما أراها أقرب إلى الفلسفة-الشعر.
    ولهذا ليس من السهل طرق أبوابها لمن يعانون من قلة الوعي الكافي بهذا العلم أو المعرفة بدلالات التثاقف على المستوى الإنساني .
    فهي شعر يقدم لعاقة الإنسان بالكون -على اتساعه-
    ونعود إلى النص المثابر الذي بث من خلاله المبدع الكبير هيثم الريماوي ذلك الكم الهائل من الدلالات الفلسفية التي تخص جوهرنا الإنساني
    بطريقة تسحب كل مؤشرات التعريف الساذجة إلى الوراء
    الأرضُ أصغرُ منْ أسطورةِ البداية

    حبةُ القمحٍ أكبرُ منَ الوطن

    فلسفة جميلة تكبر الصورة الى الحد الأقصى -كما في الرسم الكاريكاتوري - تستحق التأمل الشارد دون حدود.

    ثوابت الارض,الإنسان,الخارج, الداخل. التاريخ....الخيال
    لماذا الخيال؟
    هل من علاقة بين مفهوم الخيال وظلال الواقع - عبر مدخلات التاريخ البشري -؟

    يتعلّمُ الخيالُ منَ السنابلِ شكلَ الامتلاء
    هكذا تبدأ كرة الثلج,من هنا
    في حضرةِ الخيالِ أنزع خفّيَ وهواجسي
    هنا للخيال حضرة ملموسة أم هي تسخير للمفهوم الفلسفي للحلم البشري؟
    وأصحو على السّكرِِ الشديد
    موطئُ القدمين أرضي المقدسة

    أين الثابت وأين المتحرك ؟
    أين الحقيقي وأين الوهم؟
    نص زاخر يستحق مني وقفة أخرى
    لكنك تعلم رأيي يا صديقي
    شكراً بحجم الخيال لك
    هناك شعر لم نقله بعد

    تعليق

    يعمل...
    X