الكتابة مع الحب و الالم...الجزء الثاني...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سميرة بورزيق
    أديب وكاتب
    • 22-09-2011
    • 79

    الكتابة مع الحب و الالم...الجزء الثاني...


    و في غمرة وحدتي و خلو حياتي من كل الرجال ، إلا من رجل يسكنني ، سقطت سقطتي الثانية ... ها أنا ذي أهم بالنهوض مسرعة كي لا يضحك مني المتفرجون ، أخاف جدا من ضحكاتهم الساخرة، و كي لا ألعب دور المهرج ، رفعت رأسي كي أقوم من سقطتي ، اصطدمت بجسم يمد يده كي ينتشلني من ضبابية وجودي ، و من ظلمته:
    اسمحي لي أن أساعدك.
    شكرا لك.
    قمت هذه المرة من السقطة ، لكن ليس لوحدي بل بيد رجل لم يحملني على كثفيه، و لكنه حملني بين أضلعه، و لأني لم أعد صغيرة كما كنت ، و لأن حبي كان كبيرا و كنت صغيرة ، و لأن من أحببته كان كبيرا و حبه لي صغير جدا. فقد قررت أن يكون حبي هذا صغيرا ، كحب طفلة تحمل على الأكتاف و تحمل بالونا ورديا تتباهى به فوق و تنظر إلى من تحت بسخرية الأطفال و فرحهم ..
    كان هذا قراري و إقراري منذ مدَ يده لينتشلني من سقطتي تلك، سقطة أدخلتني بين أضلعه و رمتني هناك، فكنت كلما حاولت أن أخرج، أغرق و أغوص في الأعماق ، اغرق بإرادتي و ليس كمن عذبني في زنزانته، كنت اكره الصعود من شاطئه الرملي ، شاطئ يتسع لي ، أنا وحدي ، و أركض فيه ، وألعب ، و أنثر إحساساتي دون أن أخشى من يفترسها مني....
    فجأة هبت ريح على الشاطئ، وهاج بحر قلبه، و استيقظت جنيته التي تكرهني، لا تسألوا لماذا تكرهني. لأني لا أعرف، و لأني كنت خائفة ألست طفلته؟؟
    قررت أن أهرب لكن شيئا كان يشدني إلى الوراء كحلم أو ككابوس مزعج . اهرب بملء قوتي ،و رجلاي لا تتحركان ،لا تنفصلان من شاطئهما الرملي، تزداد في الانغماس و في الغرق و ازداد خوفا، السياج أمامي صوته عال جدا، لا أستطيع القفز علي، كانت كل الأبواب موصدة،...... وعادت ظلماتي ، و عدت إلى السرداب ، وحدي أتنفس فيه رائحة الرطوبة، رطوبة القلب، رطوبة الهواجس ، رطوبة الوحدة من جديد ، رطوبة الرغبة في الانعتاق من جديد...
    صرخت ملء صوتي ، لم يسمعني أحد ، لم يسعفني أحد ،و بكيت انتكاستي لأني كنت ابحث عنك ياأبي فيه. فلم أجدك ، لم أجدك من جديد، ما وجدته ياأبي كان مجرد رمال متحركة على شط تلفح شمسه، ابتلعني الرمال و غرقت في أعماقها، كنت ياأبي أعتقده روضة العب فيها حتى اشبع ، لكن لم ادر كان البحر سيثور في وجهي ، و أن الرياح ستهب عاصفة بكل شيء إلى بعيد : بحب رجل اكتشفت أني أحب فيه فقط أبي الذي تركني ذات يوم...
    و تتهاوى بي الأرض من جديد، و أعاود ارتمائي في أحضان حبيبتي / وحدتي، أحضانها الساكنة، الفارغة، المخيفة...أنام كثيرا ....



    يتبع.....
  • عبد الحميد عبد البصير أحمد
    أديب وكاتب
    • 09-04-2011
    • 768

    #2
    جاذبية في الأداء،تستميل الأبصار لمتابعتها حتى النهاية.. أرفع القبعة لتلك الجماليات. تقبلي مروري
    الحمد لله كما ينبغي








    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      زميلتي الغالية سميرة بو رزيق :
      لك أسلوب يستحضر الدهشة ، والمتابعة .
      رومانسيّة شفّافة ..تمشي بمحازاة الدخول إلى أغوار الروح ..وكوامنها في لحظة اضطراب ..
      وتبقى الأنثى تبحث عن احتواءٍ يقيها من عواصف الزمن . ..
      وما أوجعها من لحظةٍ ، إذا خاب ظنّها ، فيمن وضعت به كلّ أحلامها ؟؟؟!!!
      سررتُ بالقراءة لك أديبتنا المميّزة سميرة ..
      لك قلمٌ واثق .
      حيّااااااااااااااااك.

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • سميرة بورزيق
        أديب وكاتب
        • 22-09-2011
        • 79

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
        جاذبية في الأداء،تستميل الأبصار لمتابعتها حتى النهاية.. أرفع القبعة لتلك الجماليات. تقبلي مروري

        شكرا لك اخي احمد

        يشرفني حضورك هنا

        تقديري و تحيتي

        تعليق

        • سميرة بورزيق
          أديب وكاتب
          • 22-09-2011
          • 79

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
          زميلتي الغالية سميرة بو رزيق :
          لك أسلوب يستحضر الدهشة ، والمتابعة .
          رومانسيّة شفّافة ..تمشي بمحازاة الدخول إلى أغوار الروح ..وكوامنها في لحظة اضطراب ..
          وتبقى الأنثى تبحث عن احتواءٍ يقيها من عواصف الزمن . ..
          وما أوجعها من لحظةٍ ، إذا خاب ظنّها ، فيمن وضعت به كلّ أحلامها ؟؟؟!!!
          سررتُ بالقراءة لك أديبتنا المميّزة سميرة ..
          لك قلمٌ واثق .
          حيّااااااااااااااااك.

          اختي ايمان و الله اخجلتني كلمتك الراقية امام مشاركتي المتواضعة

          لك الف وردة و الف سلام

          محبتي

          تعليق

          يعمل...
          X