المُراقـَـب..(الوجوه الخاوية) -5-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د .أشرف محمد كمال
    قاص و شاعر
    • 03-01-2010
    • 1452

    المُراقـَـب..(الوجوه الخاوية) -5-

    (5)



    المُراقـَب



    عاد في وقتٍ متأخرٍ , متعباً إلى منزله . أدار المفتاح بفوهة الباب . هُيئ له أنه سمع حركة خافتة داخل الشقة ؛ ما كان ليميزها لولا قوة ملاحظته . تنبهت كافة حواسه دفعة واحدة , و استُنفرت كل قواه , أغلق الباب خلفه في هدوء , مشى على أطراف أصابعه , و ظهره ملتصق بالحائط , أخذ يفتش عن أداةٍ يدافع بها عن نفسه , أمسك بأحد التماثيل الرخامية في يده , تسلل إلى غرفة نومه , فتح الباب بحذر , امتدت يده تبحث عن مفتاح الإنارة . أضاء الغرفة فجأةً نورٌ ساطع غشى عينيه , فأغمضهما للحظة , ثم فتحهما دفعةً واحدة , وجد كل شئ في مكانه كما تركه..!!
    - إلى هذه الدرجة هم ماهرون و دقيقون جداً.. إنهم لم يتركوا أي أثر يدل عليهم.. يبدو أنهم متمرسون في هذا العمل..!!
    تكرر الأمر في كل غرف الشقة ؛ إلا أنه لم يجد أحداً البتة , لكنه متأكدٌ أن هناك من يراقبه..!!
    - أين يمكن أن يكونوا اختبئوا..؟!
    .. تمدد على سريره , القلق يعصف برأسه , و شيءٌ من الخوف يعتمل في قلبه . كيف يستطيع النوم , و هو يحس بأن هناك من يرصد كل حركاته , و يحصي عليه خلجاته..؟! حتى صوت أنفاسه يسمعه عالياً , وكأن شخصاً آخراً بجانبه , يشاركه فراشه. انتابه فجأة هاجسٌ , بات يقيناً..!!
    - لابد أنهم وضعوا كاميرات مراقبة .. كي يتجسسوا عليّ..!!
    هب مذعوراً ؛ يفتش الثريا المعلقة , كل أركان الحجرة , و زوايا السقف ؛ لكنه لم يجد شيئاً ؛ فازداد توتره . كيف يستطيع أن يبدل ملابسه , و هو يعلم أن هناك من يراقبه..؟!
    - حتى الحمام .. بالتأكيد لم يسلم من عبثهم .. و وضعوا فيه كاميرات أيضاً..!!

    ..إنه لا يتصور أن يراه أحدٌ عارياً , كما ولدته أمه..!!

    - أين أختبئ منهم ..؟!
    .. فكر أن يتصل بالشرطة ؛ ترى ماذا سيقول لهم ..؟! إنه لا يملك دليلاً واحداً عليهم . سيتهمونه بإزعاج السلطات , ثم سيتركونه وحده معهم , و لن يستمعوا ثانية إليه ..!! قرر أن يتصل بأحد أصدقائه , يطلب منه أن يبيت معه , إلا أنه خشى أن يسخر منه , و من خوفه ؛ في مثل هذا العمر ..!! لربما يتجسسون أيضاً على تليفونه , و يستمعون إلى مكالماته ؛ و هو الذي يتحدث الساعات الطوال , و يفشي أسرار عمله , و مغامرات زملائه..!!
    أسقط في يده , و لم يدر ماذا يفعل..؟! لم يطرق النوم أجفانه , فظل مستيقظاً طوال الليل ؛ حتى سمع آذان الفجر ؛ كأنه يسمعه لأول مرة ..!! جاء الصوت عالياً مدوياً في هدأة الليل , فأفاق من شروده , أحس بأن الرهبة ماعادت تساوره , زال ذلك الخوف الذي تَكتّم أنفاسه , أحس بنورٍ يشرح قلبه . ذهب ليتوضأ دون خوف ؛ أن يأتيه أحدٌ من خلفه , و لا من أمامه , عن يمينه أو شماله , من فوقه أو من تحته . شرع يصلي بكامل خشوعه , و مطلق خضوعه .
    .. فلم يرهم بعد ذلك اليوم , لكنهم كانوا يرونه..!!
    التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 05-12-2011, 17:53.
    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
    فتفضل(ي) هنا


    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    د/ أشرف محمد كمال
    هيئ لي أن البطل يعيش حالة من الوسواس القهري نتيجة التسلط ( السلطوي )
    وهذا لا يأتي من فراغ مطلقا بل نتيجة التعسف الذي يمارس عليه من قبل ( الجهات العليا أي جهة كانت )
    وجدت مساحة للسرد لو أنك أتحتها للنص لبدا بصورة أعمق وأكثر شدا للمتلقي
    ومعذرة أني تأخرت كثيرا ومازلت أقول ضع الروابط لباقي الأجزاء يكون أفضل زميلي
    كان الخوف من المجهول المعلوم سيد الموقف وقد أجدت وصفه
    ودي ومحبتي لك

    اليوم السابع

    اليوم السابع! تذكرني أمي دائما أني ابنة السابع من كل شيء! متعجلة، حتى في لحظة ولادتي! وأني أخرجت رأسي للحياة معاندة كل القوانين الفيسيولوجية، أتحداها في شهري السابع من جوف رحم أمي. في اليوم السابع من الأسبوع الساعة السابعة.. صباحا في الشهر السابع، من السنة! عقدة لا زمتني أخذت مني الكثير من بهجة حياتي، خاصة أن هناك سبع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • د .أشرف محمد كمال
      قاص و شاعر
      • 03-01-2010
      • 1452

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الزميل القدير
      د/ أشرف محمد كمال
      هيئ لي أن البطل يعيش حالة من الوسواس القهري نتيجة التسلط ( السلطوي )
      وهذا لا يأتي من فراغ مطلقا بل نتيجة التعسف الذي يمارس عليه من قبل ( الجهات العليا أي جهة كانت )
      وجدت مساحة للسرد لو أنك أتحتها للنص لبدا بصورة أعمق وأكثر شدا للمتلقي
      ومعذرة أني تأخرت كثيرا ومازلت أقول ضع الروابط لباقي الأجزاء يكون أفضل زميلي
      كان الخوف من المجهول المعلوم سيد الموقف وقد أجدت وصفه
      ودي ومحبتي لك

      اليوم السابع

      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...
      إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
      فتفضل(ي) هنا


      ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

      تعليق

      يعمل...
      X