واجهة للحلم ... و أخرى للجحيم ! / آسيا رحاحليه /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #16
    رائعة آسيا الحبيبة بقلمك ..
    مدهشة بمعالجتك ، ورؤيتك ، ولغتك ..
    لوحة رسمتها بقصاصات الماضي ، وورق الجرائد ، وبلهفة قلب محبّ يترقّب ..
    توظيف الجريدة في السرد أحببته جدّاً على هذا الشكل ..
    سلمتْ يداك عزيزتي ..
    أنتظر دائماً جديدك ..
    حيّاااااكِ ....

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • حورالعربي
      أديب وكاتب
      • 22-08-2011
      • 536

      #17

      أستاذة آسيا رحاحلية القديرة

      أعجبتني روعة القص والسرد في هذا النص الذي يبحرفي رحلة البحث عن الحب الضائع أو المستحيل.

      ولكن ما أثار انتباهي هو توظيف ما تنقله الجرائد من أخبار محزنة وحوادث مؤلمة تكاد تكون السمة الغالبة على حاضرنا المليء بالأحزان والبعيد عن نسمات الحب والدفء في علاقاتنا.

      شكرا سيدتي على هذه السردية البهية والموضوع الرائع.

      دام قلمك ساطعا
      التعديل الأخير تم بواسطة حورالعربي; الساعة 16-12-2011, 10:47.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #18
        الرائعة آسيا رحاحلية
        نص مروع عشته معك بكل لحظة
        نحن جربنا ما شعور من يكون عنده ( مختطف ) فتصبح اللحظات سنين طويلة والأنفاس كما لو أن الجدران أطبقت على الصدر فأصبحت ثقيلة.
        الترقب والخوف من رنة الهاتف واللهفة الشديدة لرنينه صفتان متلازمتان ولابد
        وذاك الإنتظار اللعين الذي يصبح كابوسا مرعبا نعيشه ونحن يقظين بكل تكة لحظة من لحظات الساعة رجفة خوف أن يأتي ما نخشاه ( استلموا الجثة من الطب العدلي )!!
        هذا ماكان يحدث دوما حين يختطفون ضحاياهم وقد لا يعرف الكثير أن هذا الخبر يعتبر مفرح بالنسبة لنا لأن الكثير ممن اختطفوا يضحون جثث ( مجهولة الهوية ) تدفن بأرقام تكتب على الشواهد!!
        نص جعلني أعيش هذا الخوف فشكرا آسيا
        نص جميل فعلا ويستحق الذهبيات كلها
        ودي ومحبتي لك

        عصيان

        عصيان جن جنوني لم أقل لكم إِني لست مجنونة.. صحيح!!؟ بالتأكيد كلا.. لأني لم أكن كذلك مطلقا صحوت اليوم ووجدت نفسي هكذا..!! حانقة متمردة ومجنونة!! وفي داخلي ثورة يَضطرم أُوَارها.. أحسست بكراهية لكل القيود التي قيدت نفسي فيها، بمحض إرادتي، وحياتي الرتيبة المملة التي تشبه ناعورة.. تدور .. وتدور.. وتدور ولا شيء غير ذلك. زواجي آآآه..
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
          رائعة آسيا الحبيبة بقلمك ..
          مدهشة بمعالجتك ، ورؤيتك ، ولغتك ..
          لوحة رسمتها بقصاصات الماضي ، وورق الجرائد ، وبلهفة قلب محبّ يترقّب ..
          توظيف الجريدة في السرد أحببته جدّاً على هذا الشكل ..
          سلمتْ يداك عزيزتي ..
          أنتظر دائماً جديدك ..
          حيّاااااكِ ....
          عزيزتي إيمان ...
          أفرح كثيرا حين تنال قصة لي رضاك .
          شكرا من أعماق قلبي ..
          محبّتي.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة حورالعربي مشاهدة المشاركة

            أستاذة آسيا رحاحلية القديرة

            أعجبتني روعة القص والسرد في هذا النص الذي يبحرفي رحلة البحث عن الحب الضائع أو المستحيل.

            ولكن ما أثار انتباهي هو توظيف ما تنقله الجرائد من أخبار محزنة وحوادث مؤلمة تكاد تكون السمة الغالبة على حاضرنا المليء بالأحزان والبعيد عن نسمات الحب والدفء في علاقاتنا.

            شكرا سيدتي على هذه السردية البهية والموضوع الرائع.

            دام قلمك ساطعا
            و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته ..
            الأخ الكريم حور العربي..
            شرّفتني بمرورك و أسعدني إعجابك .
            الخبر نقلته جريدة يومية عن الطبيب ج.ع.
            و الباقي من وحي الخيال و بوح القلم .
            شكرا لك.
            تقديري و احترامي.
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              الرائعة آسيا رحاحلية
              نص مروع عشته معك بكل لحظة
              نحن جربنا ما شعور من يكون عنده ( مختطف ) فتصبح اللحظات سنين طويلة والأنفاس كما لو أن الجدران أطبقت على الصدر فأصبحت ثقيلة.
              الترقب والخوف من رنة الهاتف واللهفة الشديدة لرنينه صفتان متلازمتان ولابد
              وذاك الإنتظار اللعين الذي يصبح كابوسا مرعبا نعيشه ونحن يقظين بكل تكة لحظة من لحظات الساعة رجفة خوف أن يأتي ما نخشاه ( استلموا الجثة من الطب العدلي )!!
              هذا ماكان يحدث دوما حين يختطفون ضحاياهم وقد لا يعرف الكثير أن هذا الخبر يعتبر مفرح بالنسبة لنا لأن الكثير ممن اختطفوا يضحون جثث ( مجهولة الهوية ) تدفن بأرقام تكتب على الشواهد!!
              نص جعلني أعيش هذا الخوف فشكرا آسيا
              نص جميل فعلا ويستحق الذهبيات كلها
              ودي ومحبتي لك

              عصيان

              http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?34125-عصيان-عائده-محمد-نادر
              العزيزة عائدة..
              أعرف أن مثل هذه المواضيع تؤثر فيك لأنّ وجعك كبير..
              و خوفك و قلقك..
              وجع الوطن الجريح الذي تحسّين جرحه في أعماقك .
              شكرا لك و كوني بخير أرجوك .
              محبّتي.
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • سمية البوغافرية
                أديب وكاتب
                • 26-12-2007
                • 652

                #22
                قصة جميلة
                حبكتها بإتقان محكم أحييك عليه أختي آسيا
                ولغتك جميلة كما عودتنا أبدا
                أهنئك عزيزتي على هذا الجمال
                وتقبلي محبتي أصدق تحياتي
                (وإلى الذهبية أنا طائرة)

                تعليق

                • مصطفى الصالح
                  لمسة شفق
                  • 08-12-2009
                  • 6443

                  #23
                  واجهة للحلم ... و أخرى للجحيم !
                  عنوان يخفي الكثير
                  أمي الآن ترثي لحالي . تصلّي و تدعو ربي أن يعيدها لي سالمة .
                  من هي التي تدعو أمه أن يعيدها إليه سالمة؟ لا بد أن تكون قد غادرت حتى تعود.. وأنا لم أجد هذه الإشارة حتى هذه اللحظة
                  لكن النص بدأ يفصح عن نفسه شيئا فشيئا؛ فقد رآها وسمعها من قبل فصار أسيرها ....
                  هسيس الماء.. أنى لك بهذا التعبير الفريد
                  أوّل ما شدّني فيها هو صوتها . صوت ساحر كأنّه هسيس الماء ، و فيه بحّة تخطف العقل قبل السمع ... غمر كياني بالدفء , تخلّل سمعي فأيقظ كل حواسي و فتح بوابة للحب و الفرح . نعم الصوت.. يقول الشاعر: والأذن تعشق قبل العين أحيانا
                  ولذلك قال تعالى: ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض
                  محطة قطار يأكلها غبار السأم , جميلة وربما تكون أجمل لو قلنا محطة قطار يستبيحها أو يجثم على صدرها غبار السأم
                  تفوح منها رائحة الإنتظار ، يطلّ من نوافذها وجه الأنين و يذرع الموت أرضيتها ليلتقط ما تساقط من أوراق . رائعة
                  قد لا نخرج سوى جثث هامدة.. جثثا والله أعلم
                  لا نهاية لهذه القصة المشوقة

                  أنا حزين

                  استطعت أن تأسري كل حواسي وانتباهي
                  أجمل ما قرأت لك

                  مدهشة أختي العزيزة

                  تحياتي
                  التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 17-12-2011, 14:29.
                  [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                  ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                  لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                  رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                  حديث الشمس
                  مصطفى الصالح[/align]

                  تعليق

                  • جمال عمران
                    رئيس ملتقى العامي
                    • 30-06-2010
                    • 5363

                    #24
                    الاستاذة آسيا
                    مررت من هنا ..وسرت بين جميل مفرداتك ورائع قصك..واعجبت بطريقتك السلسة وتعبيرك الراقى.
                    شكرا لك
                    *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                    تعليق

                    • عبير هلال
                      أميرة الرومانسية
                      • 23-06-2007
                      • 6758

                      #25
                      قصة نبضاتها تئن

                      غاليتي آسيا

                      وموشحة بالحزن ..

                      ما أصعب الانتظار والقلق

                      والخوف من عدم رؤية

                      من نحب مرة أخرى

                      أيتها المبدعة

                      لك مني أرق تحياتي
                      sigpic

                      تعليق

                      • آسيا رحاحليه
                        أديب وكاتب
                        • 08-09-2009
                        • 7182

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة سمية البوغافرية مشاهدة المشاركة
                        قصة جميلة
                        حبكتها بإتقان محكم أحييك عليه أختي آسيا
                        ولغتك جميلة كما عودتنا أبدا
                        أهنئك عزيزتي على هذا الجمال
                        وتقبلي محبتي أصدق تحياتي
                        (وإلى الذهبية أنا طائرة)
                        و أنا أهنيء نفسي بك أختا و زميلة و رفيقة درب القصة الرائع.
                        شكرا لك سمية على الفرحة التي تدخلينها لقلبي بكلماتك.
                        محبّتي دائما .
                        يظن الناس بي خيرا و إنّي
                        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                        تعليق

                        • آسيا رحاحليه
                          أديب وكاتب
                          • 08-09-2009
                          • 7182

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                          واجهة للحلم ... و أخرى للجحيم !
                          عنوان يخفي الكثير
                          أمي الآن ترثي لحالي . تصلّي و تدعو ربي أن يعيدها لي سالمة .
                          من هي التي تدعو أمه أن يعيدها إليه سالمة؟ لا بد أن تكون قد غادرت حتى تعود.. وأنا لم أجد هذه الإشارة حتى هذه اللحظة
                          لكن النص بدأ يفصح عن نفسه شيئا فشيئا؛ فقد رآها وسمعها من قبل فصار أسيرها ....
                          هسيس الماء.. أنى لك بهذا التعبير الفريد
                          أوّل ما شدّني فيها هو صوتها . صوت ساحر كأنّه هسيس الماء ، و فيه بحّة تخطف العقل قبل السمع ... غمر كياني بالدفء , تخلّل سمعي فأيقظ كل حواسي و فتح بوابة للحب و الفرح . نعم الصوت.. يقول الشاعر: والأذن تعشق قبل العين أحيانا
                          ولذلك قال تعالى: ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض
                          محطة قطار يأكلها غبار السأم , جميلة وربما تكون أجمل لو قلنا محطة قطار يستبيحها أو يجثم على صدرها غبار السأم
                          تفوح منها رائحة الإنتظار ، يطلّ من نوافذها وجه الأنين و يذرع الموت أرضيتها ليلتقط ما تساقط من أوراق . رائعة
                          قد لا نخرج سوى جثث هامدة.. جثثا والله أعلم
                          لا نهاية لهذه القصة المشوقة

                          أنا حزين

                          استطعت أن تأسري كل حواسي وانتباهي
                          أجمل ما قرأت لك

                          مدهشة أختي العزيزة

                          تحياتي
                          سعيدة لأنّ النص أعجبك ...
                          و حزينة لحزنك ..
                          لا أراك الله حزنا و لا همًا أخي العزيز مصطفى .
                          أعتقد جثثٍ أصحّ و على كل حال سوف أتأكّد من ذلك .
                          ما يأتي بعد ( سوى ، وغير ) دائما مضاف إليه مجرور ( قاعدة ) / كل الشكر للأستاذ الفاضل محمد فهمي يوسف /
                          شكرا لك .
                          مودّتي و تقديري.
                          يظن الناس بي خيرا و إنّي
                          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                          تعليق

                          • آسيا رحاحليه
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 7182

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                            الاستاذة آسيا
                            مررت من هنا ..وسرت بين جميل مفرداتك ورائع قصك..واعجبت بطريقتك السلسة وتعبيرك الراقى.
                            شكرا لك
                            سرّني إعجابك ..
                            و شرّفني مرورك.
                            أخي العزيز عمران ...شكرا لك .
                            يظن الناس بي خيرا و إنّي
                            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                            تعليق

                            • آسيا رحاحليه
                              أديب وكاتب
                              • 08-09-2009
                              • 7182

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
                              قصة نبضاتها تئن

                              غاليتي آسيا

                              وموشحة بالحزن ..

                              ما أصعب الانتظار والقلق

                              والخوف من عدم رؤية

                              من نحب مرة أخرى

                              أيتها المبدعة

                              لك مني أرق تحياتي

                              و لك مني تحيّة صادقة رقيقة عزيزتي أميرة..
                              أتابع ما تكتبين و ما يأتي به قلمك سيكون أجمل و أروع.
                              شكرا لك.
                              محبّتي.
                              يظن الناس بي خيرا و إنّي
                              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                              تعليق

                              • وسام دبليز
                                همس الياسمين
                                • 03-07-2010
                                • 687

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                                واجهة للحلم ... و أخرى للجحيم !

                                الهاتف اللعين لا يرنّ .
                                الأخبار التي تأتي كل لحظة بأيّ هراء تبخل بخبرٍ عنها يطفئ لهيب قلبي .
                                الجرائد لا تقول شيئا...طبعا تقول الكثير.. لكن لا شيء عنها ...أبدا .
                                زمن جميل و أحلام فتيّة ،صافية ، مباحة ... نوافذ مفتوحة على الدنيا ، و لا سحبَ في السماء و نحن ، ضاحكين مستبشرين نتوسّد ساعد البحر و نثرثر ، و الموج متواطيء معنا ،يشاغبنا ، يسافر بأحلامنا إلى الشاطيء الآخر البعيد ثم يعيدها لنا أجمل ممّا ابتدعناها .
                                - حسنا ... أما أنا فسألتقي امرأة مختلفة , رقيقة و مرحة , أجنّ بها و يملأ وجودها الكون من حولي ، سأسكنها زاوية نائية من هذا القلب بحيث لا تراها عينٌ سوى عيني . حبيبتي سوف تؤثث نهاري بالدهشة , و ليلا تنام على صدري فأرتّب خصلات شعرها ، و أعدّد رموش عينيها ، و أشرّع أنفاسي ستائرَ دفء تحميها من نسمات الهواء الشاردة .
                                - جميل ..! لا تنس أن تعرّفنا بها حين تعثر عليها !
                                - مختلفة ؟ يا صاحبي كل النساء سواء !
                                - من حقّك أن تحلم أيها الصحفيّ المجنون !
                                كما يحلم بحّار مغامر بحورية البحر...أو فارس مغوار بأميرة تصطفيه من بين ألف ألف فارس ... حلمٌ متفرّد فيه من السّحر و الخرافة و الأسطورة ، و يقع على خط رفيع بين الممكن و المحال .
                                - لابد أنها موجودة , في مكان ما , من أجلي أنا فقط . أليس كذلك ؟
                                - لا أدري . لعلّها فقط في نقطة ما من رأسك المشحون بالأحداث و الكوارث !
                                - الأمر قضية وقت ، و أنا لست مستعجلا .
                                - نعم . سيسعدنا أن تكون العازب الوحيد في الشِلّة و نحن نحتفل بولادة أحفادنا !
                                لن يكون ذلك ...لقد كبرت و أنا أرى أحلامي تتحقّق ، كلها ، بمنتهى اليسر . خلقت الأحلام لي، من أجلي ، لكي تكون رهن رغباتي . محظوظ هذا الفتى ! تقول أعين الناس من حولي ، و تقول أمي أمام الجميع ، بمناسبة و دون مناسبة.." لقد تنبّأت بمولده ...هذا الولد أعطاه لي ربي في المنام ! ".
                                أمي الآن ترثي لحالي . تصلّي و تدعو ربي أن يعيدها لي سالمة .
                                الهاتف اللعين لا يرنّ .
                                الأخبار تأتي كل لحظة بأيّ هراء إلاّ بخبر عنها.
                                الجرائد لا تقول شيئا...
                                طبعا تقول الكثير...و فيها الكثير ، ظلم ، و دم ، و سخف ، و كذب و لكنّها لا تقول شيئا يعيدها لي و يعيدني للحياة .
                                - قل لي ... ماذا عليك أن تفهم حين تعبس الدنيا في وجه قلبك ؟ حين يتعسّر حلمك؟ بأنّ حلمك هو الأروع ؟ بأنك لا تستحقّه ؟ أم بأنّه عليك توقّع الخسارة مهما كان الكسب دائما حليفك ؟
                                - هوّن عليك يا صديقي . تفاءل خيرا ... هل تذكر الطبيب ج.ع. الذي اختطفوه من شهر ؟ لقد أعادوه إلى أهله بعد عشرين يوما . أرادوه أن يجري عملية على قلب " أميرهم "...و بعد أن فعل أطلقوا سراحه .
                                أميرهم ؟ و أميرتي أنا ... ماذا عنها ؟ و من ذا يجري عملية لقلبي، فينتزع منه فتيل ولعي بها و قلقي عليها ؟ يا إلهي ! أكاد أجن ، بخار الغضب يرتفع في صدري و غابات الخوف تنمو في ضلوعي كلّما تصوّرت ملاكي الأبيض محجوزا في قعر الجحيم ، بين مخالب الوحوش .
                                صحيح ... لم أؤمن أبدا بوجود الملائكة على سطح الأرض , على أي شكل كان ، و لكّنك آمنتَ يا قلبي بكل ما كفرتَ به لحظة وقعت عيناك عليها . لو كان للرقّة و الحنان أن يتجسّدا في أنثى لكانت هي .. و الغريب أن أوّل ما شدّني فيها هو صوتها . صوت ساحر كأنّه هسيس الماء ، و فيه بحّة تخطف العقل قبل السمع ... غمر كياني بالدفء , تخلّل سمعي فأيقظ كل حواسي و فتح بوابة للحب و الفرح . نعم الصوت ... آخر ما كان يهزّني في الأنثى ! لم يكن يثير انتباهي و يحفّز شيطاني على القفز في فضاء المغامرة سوى القوام في رشاقته و تعرّج تضاريسه ، و النهد المتعجرف في شموخه و عنفوانه .
                                كنت أعرف أنّ بعض الحب يولد على حين شهقة، كما الصاعقة ، لكن أن يصرعني و أنا نصف ميّت , ممدّدٌ فوق سرير المرض في مشفى كبير...فذاك آخر ما كنت أتوقّعه . غبيّ ! فاتكَ أنّ الحب لا يعنيه مكان أو زمان و لا يعترف بجغرافيا أو تاريخ .. لا يقرع الأبواب على استحياء أو ينتظر الإذن بالدخول ، إنّما يندفع كالإعصار محطّما الأبواب و النوافذ .
                                كيف سألتقي حبيبتي ؟ كنت أتساءل . كيف ستكون البداية ؟
                                لحلم مميّز لابد من بداية مميّزة .
                                لم أتصوّر أن يكون اللقاء في حديقة عمومية تضجّ بالأنفاس ، أو حفل زفاف صاخب لصديق عزيز، أو محطة قطار يأكلها غبار السأم ...لا .. كنت أحلم بلقاء شاعري على شاطيء البحر عند المساء ، و النوارس البيض تشاغب الموج ، تراود الأسماك ، و تلهو بطيش فوق سطح الماء ، أو في الصباح قرب محل بائع الورد ...ستمر صدفةً ، و سأسألها أن تختار لي باقة أهديها لوالدتي في عيد ميلادها ، و سيكون ذلك ذريعة لبدء الحديث و ... الحب !
                                لكن الحب واعدني هناك .. تلك البناية المقابلة لهذا المقهى حيث أجلس الآن.. غرفة في نهاية الرواق ... في الطابق الثالث ، جدرانها بيضاء بلون الفراغ ، تفوح منها رائحة الإنتظار ، يطلّ من نوافذها وجه الأنين و يذرع الموت أرضيتها ليلتقط ما تساقط من أوراق .
                                لمَ المشفى ؟ لا أدري ... ربما لأن الحب وباءٌ يصعب الشفاء منه ، أو لأنه مثل المشفى ،ندخله مطأطئين مرغمين و نخرج منه مرقّعين موسومين أو ... قد لا نخرج سوى جثث هامدة خاصمها النبض !
                                بادرتها قائلا و قد شعرت بنظرتها تستفّ كل الألم ، في كل جسدي :
                                - صوتك جميل . حرام أنّه لا يصل أسماع الدنيا . كان ينبغي أن تمتهني الغناء لتشفى جروح الروح .
                                - لكني اخترت أن أشفي جروح الجسد . أيهما أولى بالمداواة في رأيك ؟
                                - لا أدري . أنا الآن جسدٌ مشروخ و روحٌ مهلهلة و كلاهما بحاجة إلى سحر أناملك .
                                و أحاطني سحرها ، كبّلتني أنوثتها و جمالها الهاديء و شخصيتها الرزينة و ثقافتها ، و عشقها للفن و الأدب . أحببتها و أحببت المشفى، و تمنّيت أن لا أخرج منه أبدا ..و كنت كلما تقدمت في الشفاء قليلا تقدّمتُ في عشقها أكثر ، كأنما حبّها يزاحم علّتي فيطردها ليحتلّ مساحات دمي و زوايا روحي .
                                - أخبريني .. ماذا وضعتِ في الحقنة ؟
                                - لمَ تسأل ؟
                                تقول في حيرة .
                                - لأني أحسّ كأنّي في الجنة أطير مع الملائكة !
                                تبتسم :
                                - ألا تكفّ عن الهذيان ؟
                                - لا .
                                و أضيف و يدي المحمومة تتحسّس يدها الناعمة كالقطن ...
                                - ليس قبل أن توافقي على الزواج بي .
                                لم أفكّر حين نطقت العبارة . في سكرة الحب يتخدّر الفكر . لم أرد أن أعطي نفسي فرصةً للتفكير. ليس التفكير ضروريا دائما , بالعكس كثيرا ما يفسد جمال اللحظة....ماذا ستقول أمي ؟ و عائلتي ؟ و الناس ؟ بعد كل هذا الإنتظار يتزوّج امرأة مطلّقة و لها ابن ؟ كل ذلك لا يهمّ ، سوف أحارب الدنيا من أجلها و ستوافق أمي ، و تخطبها لي ، ابنها سيكون ابني، و سوف أحميها ، من العالم و البشر، و سنحب بعض في المرض و الصحّة و الفقر و الغنى ، و في الحياة و الموت و ... حتى بعد الموت .
                                الهاتف اللّعين لا يرنّ .
                                الأخبار تأتي كل لحظة ، بأيّ هراء إلا بخبرٍ عنها .
                                الجرائد تقول الكثير و لا تقول شيئا ...
                                لا خبر ، لا رسالة بطلب فدية و لا حتى إشاعة تسقي في أعماقي بوار الأمل ... و أنا أجلس هنا ، كل يوم ، مثل بوهيمي غريب الديار على وشك أن يفقد عقله ، يفتّتني الإنتظار ، أجتر الذكرى و أغالب الشوق ، فيغلبني .
                                الشوق أشد وطأة من المرض و أقسى من الموت .
                                أخرج من جيب سترتي ورقة مطوية لجريدة عمرها بالتحديد شهر و ثلاثة أيام و بضع ساعات ، أفتحها و أقرأها للمرّة الألف .
                                " في حاجز مزيف بنواحي /........./ اختطفت مجموعة إرهابية ممرضة و طبيب مختص في أمراض القلب ، كانا على متن سيارة إسعاف متّجهين نحو مدينة /....../، وقد أغلقت العناصر الإرهابية الطريق بواسطة المتاريس الخشبية والأحجار وأجبرت السائق على التوقف و النزول ، وتحت التهديد بالقتل صعد الإرهابيون على متن سيارة الإسعاف، و واصلوا طريقهم قبل أن يهجروها على بعد مئات الأمتار ، ويقتادوا الضحيّتين معهم نحو وجهة مجهولة."
                                أطوي الورقة ، أعيدها إلى جيبي ، أتحسّس هاتفي ، تندّ عن صدري تنهيدة حرّى ، أرسل نحو بوابة المشفى نظرة فارغة متّشحة بالحداد ، و أترك المقهى الى حيث لا أدري ، و ليس في حقائب عمري سوى أمنية وحيدة .
                                الهاتف اللعين لا يرنّ .
                                الأخبار تأتي كل لحظة بأيّ هراء إلا بخبرٍ عنها .
                                الجرائد تقول كل شيء ...
                                الجرائد لا تقول شيئا .
                                كالعادة حين رأيت أسمك يشرق من خلف قصة جديدة سارعت إليها لألتهم حروفها
                                أسيا دوما حروفك آسرة ودوما أفكارك جميلة
                                عشت تفاصيل الانتظار والحلم حين يهرول دون جدوى حتى عن رنين أو خبر في جريدة كي يروي ذلك الظمأ

                                تعليق

                                يعمل...
                                X