إليك حبيبتي.. إهداء إلى الأستاذ ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمية البوغافرية
    أديب وكاتب
    • 26-12-2007
    • 652

    إليك حبيبتي.. إهداء إلى الأستاذ ربيع عقب الباب

    إليك حبيبتي..



    تنقل بعينين منطفئتين حول الرقراق.
    غد صارخ بالرقي والأبهة تحضنه ضفتاه.
    استدار حوله مرة أخرى، بل مرات،
    كمن يبحث عن منفذ ليتسلل منه إلى الداخل،
    إلى ذلك الغد المشرق.
    لكن أسوارا عالية متينة يستحيل تجاوزها نبتت لعينيه،
    واستشعر أياد قوية تمتد إلى كتفيه وتدفعه بعيدا،
    تماما، كما فعل قبل قليل الحارس الذي سلمه ملفه،
    وأبعده بعنف من جانب باب الشركة التي اشتغل فيها زهاء ستة أشهر..

    حدق في ملفه الأخضر الذي يحضنه إلى صدره كطفل عزيز،
    لم يرغب أحد غيره في احتضانه أو تبنيه..
    تصاعدت حمى جسده واربد الجو أمامه أكثر،
    حينما التقطت عيناه صورة حبيبته
    ترقص على صدر الرقراق المحتفى به وحده.
    وهو الذي طالما شبه نفسه به،
    ومضي رفقته يرسم إنجازات غده بألوان الطيف،
    ويعد دقائق النضج لينطلق مثل الرقراق ويشيدها على أرض الواقع..

    بلغ من النضج عتيا وتوسعت إنجازاته،
    وثقل بها رأسه ولم تبد له مساحة شبر لإطلاقها.

    أغمض عينيه يبتلع لوعة صباحه،
    وحرقة سنوات مضت وهو يجول بملفه من مبنى إلى مبنى
    ألقاه بعنف على الرصيف وتطاير الغبار حوله.
    ومضى يتعارك مع ربطة عنقه كمن يستجدي هواء هجر فضاءه فجأة.
    خلع بذلته، قميصه، فسرواله.
    فرشه على الرصيف بدقة.
    يبدو على الأرض كمن نام وسحب نفسه من هندامه.
    ومكان رأسه، وضع ملفه الأخضر.
    رفع رأسه عاليا ويداه تقبضان على سياج الرقراق كمن يتحسس متانته.
    حدق مليا في وجه حبيبته المطلة عليه من عال،
    ثم خاطبها بهدوء مقبل على الموت برضاه:
    حبيبتي،
    لو سألوك عني يوما،
    أجيبي إني هنا كنت والرقراق والصقيع شاهدين معك.
    أوراقي هذه عنوان كفاءتي.
    أهديها لك .
    أنت من أرضعتني حبها وشحذت عزمي لنيلها يوم همست لي:
    إنها وحدها تروي عطشك،
    وتزيح الضباب عن وجهك،
    وتضمن إشراقتك..
    وأنت من شهدت كيف أطفأوا وهجها.
    خذيها وفتتيها على رؤوسهم الحجرية.
    وهندامي هذا، دليل نضجي الذي طالما انتظرته
    خذيه.. امسحي به دموعك
    وانفضي به الغبار الذي يحجب نضارة وجهك..
    وكلما وخزتك ذكرى رحيلي
    احضنيه إلى صدرك..

    حبيبتي،
    لا تعترضي طريقي
    ولا تبكي لفراقي..
    الآن، هنا لا مكان لي..
    رماد بارد بعدما كنت شرارة نار.
    أناشدك بكل حبي إلى أبنائك أن تلتفتي..
    حتى لا يكررون ذات مصيري
    وتظلين على أكتاف الغرباء تستندين إلى الأبد.

    ألقى فارس نظرة حزينة على ملفه الأخضر النائم على الرصيف..
    أيقظه بدمعة باردة انحدرت بِصمت على وجنته اليمنى،
    وهم بإلقاء نفسه في اليم حيث ترقص راية بلاده على صدر الرقراق..



    *******
    أبي رقراق: نهر مغربي يفصل بين مدينة الرباط وسلا
    مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق المشار إليه في القصة يعد الأكبر من نوعه على مستوى شمال إفريقيا.
    سمية البوغافرية
    دجنبر، 2007
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 22-12-2011, 00:47.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الرائعة سمية البوغافرية
    نقتل الأكفاء في بلداننا
    نشردهم
    نطردهم
    ننكر وجودهم ونعيب عليهم نبوغهم
    ونأتي بالغرباء ليتصنعوا العبقرية برؤوسنا وكأن بلداننا خلت من العقول الفذة
    نصك أعادني لحقيقة وطني المرة اليوم وهم يذبحون العلماء والمفكرين وخيرة العقول الفذة كي نصبح أمة فقيرة من العلماء
    وإلى متى نبقى نستأجر الغرباء ونهمل شبابنا
    مصيبة سيدتي
    نص يحمل الكثير من همومنا وهموم فئات كثيرة
    أحببت ومضة الرصيف جدا فهي أوصلتنا لما وصل إليه البطل من يأس
    ودي ومحبتي لك سيدتي


    الممسوس

    الممسوس! أي ريح صرصر عصفت اليوم الشمس مبتورة الخيوط، وشبح القادم ينسل خفية يغطي وجهه غروب أصهب. لم أكد أعرفه لولا وشم أنزله على كفه في ليلة دهماء غاب عنها القمر، أريق فيها الكثير من دمه وحبر صبه فوق الجرح، يدمغ يده فيه ويئن مبتلعا وجعه. لم تك ملامحه تشبه ذاك الشاب الجسور الذي ملأ حيطان الشارع برسومه، وأنا صبي ألاحقه مثل ظله/
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      كان لا بد أن أكون هنا ، بالقرب من سياج الرقراق
      لأكون مع فارس ، قبل أن يقف معتدلا
      و بكل جسارة يسائل النهر / الحلم : لم لم تجر بالحلم إلي ربوع العطاشى ؟
      لم طال انتظارنا أكثر مما يجب ، أو مما توقعنا ؟!
      و لم حملتني ملفي و باعدت بيني و بينك .. أعيب فىّ .. أم فيك .. أم في هؤلاء
      القائمين على العمل هنا ؟
      لا أرى سببا واضحا لابعادي ، فأنا لم أتعد حدودي .. لم أذع سرا ، أو كشفت مؤامرة لاغتيالك
      و أنت الحلم .. فلم فعلوا يارقراق .. لم ؟!

      ذكرتني يافارس بالسد العالي هنا ، و هذه الثورة التي تجسدت
      في القلوب و الأرواح ، حين تم تحويل النهر ، و دوي الديناميت
      و هدير النيل الغاضب كوحش جسور .. و الرجال الذين ذهبوا
      غرقي أو تحت التراب ، أو بفعل التفجيرات .. كم فارس مضى إلي حتفه
      بعد أن خلف أولاده و زوجه و أرضه حبا للثورة ، و للوطن الغالي !

      لا تفعل يافارس .. لا تفعل إبني الغالي
      بل كن جاثما على قلوب من حالوا بينك و النهر !

      جميلة أستاذة .. و لكن هل نسيت شيئا مهما ؟
      أرجو ألا تكوني قد نسيت شيئا .. فالعلة كانت واضحة
      و الأسباب غامضة .. و لم تكن حتى بالتلميح .. ربما أذهب إلي أبعد
      مما تتصورين فأقول أبعدوه لمرضه ، و لكن لم أر مرضا في فارس !

      شكرا على هديتك الجميلة .. التي أرجو أن أستحقها من مبدعة كبيرة في حجم سمية البوغافرية !

      تقديري و احترامي
      التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 22-12-2011, 01:00.
      sigpic

      تعليق

      • صالح صلاح سلمي
        أديب وكاتب
        • 12-03-2011
        • 563

        #4
        الاستاذة سمية البوغافرية
        أرجو أن لا يكون فعلها وألقى نفسه في اليم.
        غرباء حتى في الوطن شبابنا.. لا قيمة لإنساننا.
        شكرا لك
        التعديل الأخير تم بواسطة صالح صلاح سلمي; الساعة 22-12-2011, 01:54.

        تعليق

        • دينا نبيل
          أديبة وناقدة
          • 03-07-2011
          • 732

          #5
          أ / سمية البوغافرية ..

          منذ صافحت عيناي العنوان وقد جاءتني فكرة مسبقة أنه نص رومانسي أو هي رسالة عاشق " إلى حبيبته " .. ولكن ما أن ولجت النص وأخذت أتوغل بحثا عن هذه الحبيبة لأعرف من هي وما الذي قدمّه العاشق إليها ، إلا ووجدتني أمام الحبيبة الكبرى .. الوطن الغالي !

          وما أجمل من الوطن وأعذب منه كي نفديه بأرواحنا !!

          .. ولكن ..


          يا لها من صدمة حينما نمنع من ذلك غصبا فكأنما يقتلعون حب هذا العزيز من أفئدتنا ، فيستحيل هذا الحب البرئ الفطري إلى حنقٍ وسخطٍ صامت جاثم على الصدور ، فلا عجب حين يركبون القوارب هربا من الوطن ليغرقوا في عرض بحره أو يلقوا بأنفسهم من على حافة نهره .. لا عجب!!

          النص رقيق جدا أستاذتي .. توقعت ذلك قبل قراءتي إياه لعلمي المسبق بقلم صاحبته السيّال ..

          اللغة جميلة بها الكثير من الشاعرية التي تتناغم مع حب الوطن .. وكان هذا المقطع ، هو أكثر ما أعجبني في النص:

          " حبيبتي،
          لا تعترضي طريقي

          ولا تبكي لفراقي..
          الآن، هنا لا مكان لي..
          رماد بارد بعدما كنت شرارة نار.
          أناشدك بكل حبي إلى أبنائك أن تلتفتي..
          حتى لا يكررون ذات مصيري
          وتظلين على أكتاف الغرباء تستندين إلى الأبد."

          كان استخدام أسلوب السرد بضمير المتكلم في النصف الثاني من النص في غاية التوفيق إذ هو ينقل بمصداقية عالية الحالة الشعورية التي وصل إليها البطل ..

          صدقيني سيدتي .. لقد أجهشت بالبكاء على هذا الفارس النبيل .. فهو يرضى بالموت والانتحار على أن يعيش متسولا من الغرباء وهو في .. وطنه ! .. إنه فارس بحقّ!!

          سلمت يمينك سيدتي

          تحياتي



          تعليق

          • سمية البوغافرية
            أديب وكاتب
            • 26-12-2007
            • 652

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            الرائعة سمية البوغافرية
            نقتل الأكفاء في بلداننا
            نشردهم
            نطردهم
            ننكر وجودهم ونعيب عليهم نبوغهم
            ونأتي بالغرباء ليتصنعوا العبقرية برؤوسنا وكأن بلداننا خلت من العقول الفذة
            نصك أعادني لحقيقة وطني المرة اليوم وهم يذبحون العلماء والمفكرين وخيرة العقول الفذة كي نصبح أمة فقيرة من العلماء
            وإلى متى نبقى نستأجر الغرباء ونهمل شبابنا
            مصيبة سيدتي
            نص يحمل الكثير من همومنا وهموم فئات كثيرة
            أحببت ومضة الرصيف جدا فهي أوصلتنا لما وصل إليه البطل من يأس
            ودي ومحبتي لك سيدتي


            الممسوس

            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...مد-نادر
            نحن العرب هكذا آخر ما نلتفت إليه هو الإنسان.. هو المواطن
            وأخيرا نأتي ونتساءل لم نحن متأخرون؟؟
            سنظل متأخرين وفي آخر القافلة ما ظل اهتمامنا منصبا على غير الإنسان
            ما ظللنا نذبح كفاءاتنا بتهميشها وتجاهلها
            وهذا ما أريد إلفات الانتباه إليه
            ويسرني أن أذكر لك أن قافلة التمنية انطلقت في بلدي بشكل مملموس وعلى مختلف المستويات
            لكن أمثال فارس لا زال على الهامش يكتوي بطموحاته وآماله المؤجلة دائما كأن قطار العمر سيلتفت إليه وسنتظره
            شكرا على التفاعل الجميل غاليتي عائدة
            ويسعدني جدا أن يطالعني اسمك في أول قائمة المعقبين
            محبتي أيتها الرائعة

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #7
              غاليتي سميّة:
              على وجه وطننا الأخضر
              تنهمر الكثير من العبرات
              ولقد التقطتِ بإحساسك الكبير
              وسعة أفقك ..
              عبرةً من عيني شابّ ...
              رأيت في وميض محيّاه الكثير من أبناء أمتي
              ممن يحلمون كثيراً بتعبيد دروب أوطانهم
              فتلفظهم أبوابها بلا رحمة.
              ويأتي الغريب ليبني بيدٍ لا يهمّها إلا قبض الثمن..
              حيّاااااااكِ أديبتنا الرائعة.
              الفكرة العظيمة وصلتْ
              في أحلى صورةٍ لها.

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • سمية البوغافرية
                أديب وكاتب
                • 26-12-2007
                • 652

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                كان لا بد أن أكون هنا ، بالقرب من سياج الرقراق
                لأكون مع فارس ، قبل أن يقف معتدلا
                و بكل جسارة يسائل النهر / الحلم : لم لم تجر بالحلم إلي ربوع العطاشى ؟
                لم طال انتظارنا أكثر مما يجب ، أو مما توقعنا ؟!
                و لم حملتني ملفي و باعدت بيني و بينك .. أعيب فىّ .. أم فيك .. أم في هؤلاء
                القائمين على العمل هنا ؟
                لا أرى سببا واضحا لابعادي ، فأنا لم أتعد حدودي .. لم أذع سرا ، أو كشفت مؤامرة لاغتيالك
                و أنت الحلم .. فلم فعلوا يارقراق .. لم ؟!

                ذكرتني يافارس بالسد العالي هنا ، و هذه الثورة التي تجسدت
                في القلوب و الأرواح ، حين تم تحويل النهر ، و دوي الديناميت
                و هدير النيل الغاضب كوحش جسور .. و الرجال الذين ذهبوا
                غرقي أو تحت التراب ، أو بفعل التفجيرات .. كم فارس مضى إلي حتفه
                بعد أن خلف أولاده و زوجه و أرضه حبا للثورة ، و للوطن الغالي !

                لا تفعل يافارس .. لا تفعل إبني الغالي
                بل كن جاثما على قلوب من حالوا بينك و النهر !

                جميلة أستاذة .. و لكن هل نسيت شيئا مهما ؟
                أرجو ألا تكوني قد نسيت شيئا .. فالعلة كانت واضحة
                و الأسباب غامضة .. و لم تكن حتى بالتلميح .. ربما أذهب إلي أبعد
                مما تتصورين فأقول أبعدوه لمرضه ، و لكن لم أر مرضا في فارس !

                شكرا على هديتك الجميلة .. التي أرجو أن أستحقها من مبدعة كبيرة في حجم سمية البوغافرية !

                تقديري و احترامي
                تحية محبة وامتنان وتقدير أستاذ ربيع
                أعجبني تفاعلك مع النص وحوارك مع النهر وفارس
                ونصائحك له
                وقفة جميلة بحق وإضافة قيمة منك
                أشكر عليها جزيل الشكر
                عن سؤالك إن كنت نسيت شيئا، أظن لا
                فقد أشرت إلى أنه طرد من الشركة بعد ستة أشهر من العمل فيها
                وهذه الفقرة مقتبسة من النص
                وأياد قوية تمتد إلى كتفيه وتدفعه بعيدا،
                تماما، كما فعل قبل قليل الحارس الذي سلمه ملفه،

                وأبعده بعنف من جانب باب الشركة التي اشتغل فيها زهاء ستة أشهر..
                أظن أن هذه الفقرة كافية للدلالة على أنه طرد تعسفي
                وهذا الأمر ما أكثر ما تنهجه الشركات ( القطاع الخاص) مع الشبان العاطلين في بلدي
                لتستفيد من بعض التحفيزات التي وضعتها الدولة لتشغيل العاطلين....
                أتمنى أن تكون القصة راقتك شكلا ومضمونا
                هي بالفعل جديدة في شكلها
                وأظن هي القصة الوحيدة التي كتبتها بهذا الشكل
                وقد لقيت من النقد الإيجابي والسلبي ما لقيته
                سأنقل بعض القراءات فيها بين المؤيد والمعارض ومبرراتهم
                وإلى حين ذلك تقبل تشكراتي العميقة وأسمى عبارات تقديري أيها الكبير إنسانا وأدبا
                ودمت لنا القلب النابض لهذا الملتقى ( ملتقى القصة القصيرة) أيها النبيل

                تعليق

                • سمية البوغافرية
                  أديب وكاتب
                  • 26-12-2007
                  • 652

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
                  الاستاذة سمية البوغافرية
                  أرجو أن لا يكون فعلها وألقى نفسه في اليم.
                  غرباء حتى في الوطن شبابنا.. لا قيمة لإنساننا.
                  شكرا لك
                  أصبت أستاذ صالح في كلمتك أعلاه
                  أتمنى مثلك ألا يفعلها
                  وأن تفتح لهم أفاق يستثمرون فيها قدراتهم المخنوقة
                  وتعيد لهم ثقتهم في أنفسهم
                  أشكرك على هذا التفاعل مع بسيط سطوري
                  أصدق تحياتي وامتناني

                  تعليق

                  • سمية البوغافرية
                    أديب وكاتب
                    • 26-12-2007
                    • 652

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
                    أ / سمية البوغافرية ..


                    منذ صافحت عيناي العنوان وقد جاءتني فكرة مسبقة أنه نص رومانسي أو هي رسالة عاشق " إلى حبيبته " .. ولكن ما أن ولجت النص وأخذت أتوغل بحثا عن هذه الحبيبة لأعرف من هي وما الذي قدمّه العاشق إليها ، إلا ووجدتني أمام الحبيبة الكبرى .. الوطن الغالي !

                    وما أجمل من الوطن وأعذب منه كي نفديه بأرواحنا !!

                    .. ولكن ..

                    يا لها من صدمة حينما نمنع من ذلك غصبا فكأنما يقتلعون حب هذا العزيز من أفئدتنا ، فيستحيل هذا الحب البرئ الفطري إلى حنقٍ وسخطٍ صامت جاثم على الصدور ، فلا عجب حين يركبون القوارب هربا من الوطن ليغرقوا في عرض بحره أو يلقوا بأنفسهم من على حافة نهره .. لا عجب!!

                    النص رقيق جدا أستاذتي .. توقعت ذلك قبل قراءتي إياه لعلمي المسبق بقلم صاحبته السيّال ..

                    اللغة جميلة بها الكثير من الشاعرية التي تتناغم مع حب الوطن .. وكان هذا المقطع ، هو أكثر ما أعجبني في النص:


                    " حبيبتي،




                    لا تعترضي طريقي

                    ولا تبكي لفراقي..
                    الآن، هنا لا مكان لي..
                    رماد بارد بعدما كنت شرارة نار.
                    أناشدك بكل حبي إلى أبنائك أن تلتفتي..
                    حتى لا يكررون ذات مصيري
                    وتظلين على أكتاف الغرباء تستندين إلى الأبد."

                    كان استخدام أسلوب السرد بضمير المتكلم في النصف الثاني من النص في غاية التوفيق إذ هو ينقل بمصداقية عالية الحالة الشعورية التي وصل إليها البطل ..

                    صدقيني سيدتي .. لقد أجهشت بالبكاء على هذا الفارس النبيل .. فهو يرضى بالموت والانتحار على أن يعيش متسولا من الغرباء وهو في .. وطنه ! .. إنه فارس بحقّ!!

                    سلمت يمينك سيدتي

                    تحياتي
                    عزيزتي دينا
                    عزيزتي دينا نبيل
                    كل الشكر لك على قراءتك المتأنية
                    وعلى هذا التفاعل الجميل مع قصتي.
                    وكثيرا من الإدهاش والجمال أنتظره من قلمك
                    وكل بوادر التألق الجميل لقلمك قد بدت تفرض نفسها وبقوة
                    فواصلي
                    تحياتي ومحبتي

                    تعليق

                    يعمل...
                    X