الثّوراتُ العربيّةُ(؟!): أحداثٌ مُؤلمةٌ و آفاقٌ مُظلمةٌ.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #16
    الزميل والأخ والصديق العزيز
    حسين ليشوري
    مما لاشك فيه أن الضغط الكبير الذي عاشته ( دولنا العربية .. مواطنين ) وعلى مدى قرون طويلة, والإنكسارات التي تلاحقت محدثة في النفس البشرية ترسبات باتت عبئا ثقيلا وإرثا توارثته الأجيال مما أحدث ثغرة كبيرة غطتها تلك الممارسات البشعة التي كانت تمارسها الأنظمة الحاكمة على المواطنين كافة ودون تفريق من تكميم للأفواه وتنصيب النظم القمعية كرادع لها ( أي الشعوب ).
    للشعوب صبر ربما يزيد عند أحدها أو يقل قليلا عند آخر لكنها بقيت ترزح بين ظلام استعمار سابق وظلال وقيود استعمار ( ابن الجلدة )الذي أصابها بالوهن لفترة طويلة وأقام بين الناس تلك الفجوة التي زرعها بواسطة أذرعه التي تبث سموم ( التنصت والمخابرات العجائبية ) وكأن الفرد حين يتكلم ستسجل له جدران بيته صوته وماقاله لتظهر ثقافة جديدة علينا هي ثقافة ال ( إشششششش لحد يسمعك ) وهذا كله ولابد سينتج عنه ضغط مستمر ودائم يحز في النفس ويجعلها ساخطة دوما تستشعر الخيبة وتأمل بيوم تستطيع فيه أن تشق الكفن!
    كانت فلسطين نكبة كبرى ظلت تلقي بظلالها على العرب كشعوب طبعا وجرحا نازفا طمرته الحكومات بذلها وتذللها ومد اليد نحو الكيان الصهيوني وترك القضية على حافة الجرف!
    ولن ننسى ماحدث للعراق حين احتلته أميركا وجاء رد الشعوب العربية وغضبتها وخروج الناس عشوائيا للشوارع ومطالبة الحكومات بمنع العدوان على العراق لكن الحكومات أعطت ( أذانها الطرشاء ) لهم وصدت تفاعلهم مع الحدث مما ترك أثرا أكبر من الأثر السابق والسابق ............وحدث الإحتلال
    جاء ضربة في قلب الشعب العربي جعلته يغلي غضبا والحكومات تصده ( وتمط الشفاه وتبرطم ) والناس تغلي .
    الحجة كانت الديموقراطية
    والإعلام يروج لها حتى أن بعضهم صدق تلك الديموقراطية المسلفنة التي أتت على ظهر الدبابة وجنح الطائرة الحربية
    انطفأت السيدة كهرباء زميل حسين ليشوري
    سأعود لاحقا وربما بعد دقائق لأن اليو بي أس لن يتحمل سوى دقائق.
    مودتي لك وهلا بعودتك

    الممسوس

    الممسوس! أي ريح صرصر عصفت اليوم الشمس مبتورة الخيوط، وشبح القادم ينسل خفية يغطي وجهه غروب أصهب. لم أكد أعرفه لولا وشم أنزله على كفه في ليلة دهماء غاب عنها القمر، أريق فيها الكثير من دمه وحبر صبه فوق الجرح، يدمغ يده فيه ويئن مبتلعا وجعه. لم تك ملامحه تشبه ذاك الشاب الجسور الذي ملأ حيطان الشارع برسومه، وأنا صبي ألاحقه مثل ظله/
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #17
      أهلا بالسيدة الفاضلة أختنا العزيزة عائده و سهلا و مرحبا، و عساك بخير أنت و الأسرة الكريمة كلها.
      أسعدني حضورك الكريم و تعليقك العليم و أنت العارفة بمعاناة الشعوب.
      *****
      1ـ إن حق الشعوب المقهورة و المطحونة في الثورة و الغضب لا يناقش، فـ "من استغضب فلم يغضب فهو حمار" كما نقل من كلام الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى، و قد طال الظلم و القهر و الاستبداد، بل و الاستحمار، على الشعوب العربية منذ أجيال و أجيال حتى ظُنَّ أنها قد ألفت الذل فصار فطرة فيها لا يُفكر حتى في توعيتها بضرورة التحرك لنبذ الذل و إسقاط الظلمة و دحضهم و تغييرهم بمن هم أصلح و أحق بالإمامة، هذا متفق عليه بين العقلاء، لكن ما أردت الحديث فيه منذ قرابة السنة، مباشرة بعد "ثورة" تونس و ما أعقبها من "ثورة" مصر أن الأمور لا تجري "طبيعيا" وفق سنن التغيير الاجتماعي المدروس و المخطط له و الممنهج من طرف عقلاء الأمة و مفكريها و أئمة الرأي فيها ! إن "الثورات العربية الشعبية العفوية و التلقائية" المزعومة ليست بهذه الشعبية و لا العفوية و لا التلقائية و لا العربية أصلا، و هذا ما أعتقده و أصر على قوله منذ البداية و إلى أن يشاء الله رب العالمين حتى يتبين لي أنني كنت على خطأ ، و ما أظنني مخطئا و لله الحمد و المنة فلربما عندي من الحقائق عن "الثورات العربية" ما يجعلني أثبت على رأيي هذه المدة كلها، هذا من جهة !

      2ـ و من جهة أخرى ثانية، أظن ظنا جازما آخر، أن الله تعالى لن يبارك هذه "الثورات العربية" لأنها لم تقم غضبا له، سبحانه، و لا نصرة لدينه الحنيف المُبْعد من الحياة منذ عقود بل قرون، و لا نصرةً للمقهورين المظلومين مُددا من التاريخ، و إنما "ثارت الشعوب"، أو "ثُوِّرَت" و هذا هو التعبير الدقيق، للدينا و حظوظها فقط، و إن الله لا يصلح عمل المفسدين، فالأمة في مجملها قد أفسدت، و تفسد، في الأرض فسلط الله عليها حكاما فاسدين مفسدين جزاءً وفاقا، فالجزاء من جنس العمل !

      3ـ و من جهة ثالثة، ما كان لله دام و اتصل و ما كان لغير الله انقطع و انفصل، و إن "الثورات العربية الشعبية العفوية و التلقائية" ( !) لا تصبوا إلى إعادة الإسلام إلى الحكم بقدر ما تصبوا و تطمع و تطمح و تتوق و تتشوَّق و تتشوَّف إلى العيش الرغيد الهنيء و "الحرية" المطلقة، أي الإباحية المطلقة، في مجالات الحياة كلها، فكيف ستستقيم الحياة بالحرية المطلقة و التي لا سبيل إلى تحقيقها البتة إلا على حساب حدود الشرع و حدود العقل معا !

      4ـ و من جهة رابعة، إن الشعوب العربية ذاتها ليست مستعدة لقبول حكم الإسلام، بل هي لا تقبل، و هذا هو الوصف الحقيقي، الإسلامَ الصحيحَ بنصوصه الصحيحة الصريحة و ليس إسلام الناس أو ما فهموه حسب أهوائهم و نزواتهم منه، و ما أوسع البون بين فهم الإسلام و العمل به و بين الشعوب العربية الجاهلة و المُجهَّلة و ... المستحمرة، على حد تعبير الدكتور علي شريعتي !

      5ـ و من جهة خامسة، إن من يظن جهلا أو طيبة أو سذاجة أو غباءً أن الغرب الصليبي المتصهين الحاقد سيسمح بقيام نظام إسلامي حقيقي في الوطن العربي أو في أية منطقة من مناطق العالم، و ما مثال مشروع دولة إسلامية في البوسنة و الهرسك عنا ببعيد، و قد رأى العالم ما فعله الغرب بوسائله الخبيثة في الشعب المسلم، شعب البوسنة و الهرسك، من دمار و تقتيل و إبادة جماعية و هتك الأعراض على مرأى و مسمع من الغرب كله !

      أختي الفاضلة عائده هذا ما عنَّ لي الآن من تعليق على، و أكرر لك شكري على حضورك الكريم و قد حفزيني مشاركتك القيمة على توضيح بعض ما أراه في الموضوع، و للحديث بقية، إن شاء الله تعالى !
      تحيتي و تقديري و شكري.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
        لقد سبق لي أن صرحت في العديد من المرات منذ يناير 2011 أن الثورات العربية المزعومة إنما هي انقلابات عسكرية و اليوم يتأكد أنها فعلا انقلابات عسكرية مُموّهة في زي مدني جميل أو بذلة أوروبية أنيقة
        أخي العزيز الأستاذ حسين ليشوري،

        السلام عليكم ورحمة الله،

        هل ترى أن المواطن العربي (ومن كان بحكمه من أمازيغ وكرد وقبط) قد أصبح بهيمة أو ديوثا أو كافرا حتى يرى من يعتدي على آدميته وعرضه ودينه منذ أكثر من نصف قرن حتى لا يثور؟ وهل تعتقد أن الغرب ربٌ يخلق ويقدّر حتى نزعم أنه ألف قلوب هذه الملايين من العرب على الثورة، فنجعل لرب العزة شريكا وندا؟ وهل فقد العرب فضائل الأنفة والشجاعة والأخلاق حتى ننسب حركتهم التحررية هذه إلى المؤامرة؟

        اعذرني أخي، فمثل هذه المقالة متوقعة من غيرك وليست متوقعة من حضرتك. لذلك أسألك: ما الحل في رأيك؟ هل يسكت الناس على سحق أنظمتهم لهم وانتهاكها لأعراضهم وخيانتها لأوطانهم وتبديدها لثرواتهم؟ أم ينتحرون بالجملة؟ أما يهاجرون من ديارهم بالجملة ليعيشوا في ظل حكام كفار لكنهم ذوو عدل وفضائل؟ أم يثورون؟ أم ماذ؟

        ما رأيك أخي الكريم؟

        تحياتي العطرة مع دعائي بأن يفرّج الله فرج المكروبين في كل مكان.
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • ركاد حسن خليل
          أديب وكاتب
          • 18-05-2008
          • 5145

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
          و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته،

          أهلا بك أخي الفاضل أبا الحسن و عساك بخير و عافية.
          هل يجوز لي أن أهنئ نفسي على جرأتي في نشر مقالتي موضوع مداخلتك الكريمة هذه ففزتُ بهذا الفيض من كلامك الطيب ؟ أظنني من الطَّمَّاعين في الخير و الطَّمَّاحين للنجاح ببث الوعي الحقيقي بين قراء هذا المتصفح المتواضع ولذا فأنا أهنئ نفسي على ما أثرته من نقاش فجاءت هذه المداخلة العليمة الحليمة ! فألف ألف شكر لك أخي الفاضل على ما تفضلت به من بيان و توضيح لما قد يحول دون الرؤية الصحيحة لحيثيات "الثورات الشعبية العربية العفوية و التلقائية" المزعومة !
          قضيت بعض ساعات اليوم في التفكير العميق في شروط التغيير الناجح و كتبت كثيرا من الملاحظات في كراسة كانت تحت يدي طيلة اليوم، و من محاسن الصدف، أو تدابير القدر، أن جاء في مداخلتك الكريمة بعض ما كنت سجلته في الكراسة كأننا كنا على موعد في التفكير الموحد، و هذا لا يستغرب منا ما دمنا ننتسب إلى مدرسة فكرية أظنها واحدة حتما، إنها مدرسة الإسلامية الوسطية المتزنة !
          نعم، أخي الفاضل، كل ما يحدث في الوجود إنما هو من قضاء الله تعالى و قدره لكننا مطالبون بمنازعة القدر بالقدر كما ورد عن أئمة الهدى في أمتنا الإسلامية الغالية (*) و نفر من قدر الله إلى قدر الله تعالى كما ورد عن الفاروق عمر، رضي الله تعالى عنه !
          كتبت اليوم في كراستي كثيرا من الأفكار أسوق لك منها جزءا في انتظار صياغتها في مقالة أو فقرات :

          ـ إن تحديد الغايات و النهايات و المآلات التي يطمح إليها أي مشروع من البداية أمر ضروري حتى لا نقع في الارتجالية و التخبط في السير، لأن المشروع الذي لا يرى النهايات لا ينطلق بثبات من البدايات.






          ـ إن معرفة الواقع المعيش بإيجابياته و سلبياته و بما له و ما عليه و إدراك نقاط قوته و نقاط ضعفه و ما يكسب و ما يفقد ضرورة ثانية يجب على صاحب المشروع أن يدركها قبل البدء في العمل أو السير.


          ـ إن السعي الحثيث لاستكمال النقائص في أي جانب من جوانب المشروع ضرورة ثالثة لتحقيق الغايات المنشودة.


          ـ توفير آليات الإنجاز : الأشخاص الأكْفاء المقتنعين بالمشروع (الموارد البشرية) ؛ الوسائل التقنية اللازمة الضرورية لتحقيقه (الموارد المادية) ؛ الأموال الكافية لاكتساب الأشخاص الأكفاء و اقتناء الوسائل الضرورية (الموارد المالية).


          ـ التنظيم المحكم ؛ التخطيط المتقن ؛ المراقبة المستمرة ؛ التنشيط الفعال.


          ـ مراحل التغيير : 1 ما قبل التغيير (التحضير) ؛ 2 أثناء التغيير (التنفيذ) ؛ 3 ما بعد التغيير (الرِّعاية) ؛ 4 المحافظة على الإنجازات (الصِّيَّانة).



          هذه بعض العناصر التي سجلتها في الكراسة اليوم في انتظار استكمالها و إنضاجها و تحريرها في شكل مقالة إن شاء الله تعالى.













          أخي الفاضل أبا الحسن : أكرر لك شكري على حضورك المتميز، زادك الله من فضله علما و حلما و فهما فلا تحرمنا من متابعتك الكريمة.



          تحيتي و تقديري.









          ـــــــــــــ


          (*) وردت هذه الكلمة، أو العبارة، عن الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي، رحمه الله تعالى، و له كلام فخم عن القدر.
          الأخ الغالي الأستاذ الفاضل حسين ليشوري
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          أنا والله من يجب أن يشكرك ويهنّئ نفسه بمعرفة الكبار أمثالك أستاذي الفاضل.. وشرف لي أن أتداخل في مواضيعك القيّمة والمثيرة للعقل.. والمحفّزة للتفكير السليم المبني على المنطق العلمي الذي تؤكّده الوقائع وتثبته الأدلّة والبراهين التي لا يمكن أن يتغاضى عنها صاحب عقل وبصيرة.. ولا أن يتجاهلها من يتحرّق لواقع أمّته المرير..
          معك أستاذي ومع مثلك.. تنجلي الحقائق ويعم الوعي إن شاء الله.
          نحن بحاجة لمثل هذا الصدق وإن أوجع.. فلا يفيد أبدًا دفن الرؤوس بالرمال.. وبدون معرفة قدراتنا ومعرفة التربة التي نقف عليها.. ومعرفة كيف التعامل مع من يواجهنا من أصدقاء أو أعداء..
          أحييك على صدقك وحسّك وانتمائك..
          آملا أن يلتحق بهذا الحوار الهادئ كل من يهمه أمر أمّته..أو من يريد الوصول للحقيقة على مرارتها.
          بالتأكيد أخي الغالي نحن إن شاء الله من مدرسة واحدة.. مدرسة من لا يخشى في الحق لومة لائم... نعم نحن أبناء الوسطية.. فلا تطرف أو انحياز يمينًا أو يسارًا عن شرع الله.
          لك ولكل المتابعين لهذا المتصفح الطّيب صادق تحيّاتي
          تقديريومحبتي
          ركاد أبو الحسن

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #20
            من نبذ الإسلام من المسلمين أذله الله !

            المشاركة الأصلية كتبت من طرف عبد الرحمن السليمان:
            "أخي العزيز الأستاذ حسين ليشوري، السلام عليكم ورحمة الله: و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته، و أهلا بك أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن، و عساك بخير و عافية، أدام الله عليك نعمه ما ظهر منها و ما بطن، اللهم آمين يا رب العالمين !
            هل ترى أن المواطن العربي (ومن كان بحكمه من أمازيغ وكرد و قبط) قد أصبح بهيمة أو ديوثا أو كافرا حتى يرى من يعتدي على آدميته و عرضه و دينه منذ أكثر من نصف قرن حتى لا يثور؟: لا يا أخي الفاضل، لا أرى ذلك بهذا الغلو و التطرف، فالأمة فيها من الخير و الفضل و الغيرة و الشهامة و الحمية ما يكفي لاستنهاض الجماعات لتصحيح الأوضاع، لكنها، أقصد الأمة، قد حاربت الخيرين فيها و سكتت عمن حاربهم و ناصبهم العداء لكنها سكتت و رضيت و استكانت، و ما مثال مأساة حماة عام 1982 عنا بغائب لا عن الذاكرة و لا عن القلب، و ما فعلته عصابات الشر في مصر منذ 1952 في المسلمين عنا بغائب كذلك، و ما فُعل بالطوائف في العراق و غيرها بمنسي كذلك كما أننا لا ننسى ما فعلته الطغم العسكرية في البلاد العربية بعد حصولها على "استقلالاتها" (؟!!!) السياسية بعد حقب الاستدمار الغربي للأوطان، فلماذا لم تثر الأمة في حينها على المستبدين من بني جلدتها الذين أهانوها و أذلوها؟ و لماذا الآن؟ فهل رجع الشرف و هل عادت النخوة اليوم و قد غابا أمس ؟ أم أنها لا تثور إلا إذا ثُوِّرت؟ أم أنها لا تسترجل و لا تستفحل إلا إذا رُجِّلت أو أفحلت ؟

            2
            ـ و هل تعتقد أن الغرب ربٌ يخلق ويقدّر حتى نزعم أنه ألف قلوب هذه الملايين من العرب على الثورة، فنجعل لرب العزة شريكا وندا؟ وهل فقد العرب فضائل الأنفة والشجاعة والأخلاق حتى ننسب حركتهم التحررية هذه إلى المؤامرة؟: لا يا حبيبي، ما أرى الغرب ربا يخلق و يرزق و يقدِّر و يدبَّر، أو يحيي و يميت، هذا لا ينسجم مع ديني و عقيدتي و فكري و منهجي ! لكن هذا الغرب من الخبث و المكر و الدهاء و الصبر و الحيلة و المكيدة بحيث صنع بيده و على عينه أنظمة و أشخاصا و مؤسسات نابت عنه في إفساد الأمة و تضليلها و استحمارها، و هو اليوم يجني ثمار ما غرس منذ عقود من الدهر، أن الغرب لا يستطيع أن يكون ربا بالمفهوم الإسلامي الذي نتقاسمه أنا و أنت و المسلمون الذين يفقهون عن الله تعالى، لكنه تمكن من أن يتألَّه فيعبد من دون الله، و إن المستغربين من العرب قد عبدوا الغرب من دون الله و هم اليوم يكثرون لما يثورون من أجل الاستغراب !

            اعذرني أخي، فمثل هذه المقالة متوقعة من غيرك وليست متوقعة من حضرتك. لذلك أسألك: ما الحل في رأيك؟ هل يسكت الناس على سحق أنظمتهم لهم وانتهاكها لأعراضهم وخيانتها لأوطانهم وتبديدها لثرواتهم؟ أم ينتحرون بالجملة؟ أما يهاجرون من ديارهم بالجملة ليعيشوا في ظل حكام كفار لكنهم ذوو عدل وفضائل؟ أم يثورون؟ أم ماذ؟ ما رأيك أخي الكريم؟: لا تعتذر مني أخي الحبيب، فأنت أجل في نظري من أن تعتذر لمثلي ! أنا تلميذ ضئيل في مدرستك العامرة، لكنني تعلمت الصراحة و التعبير الحر منذ صغري و أنا أحد تلاميذ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أيام الاستدمار الفرنسي و قد نشأت على الصراحة و إن كانت مرة ! إن على الأمة أن تعود إلى رشدها فتتوب عن غيها و فسادها، إن الأمة الإسلامية تقترف من الذنوب و المعاصي و الفساد ما اقترفته الأمم السابقة البائدة كلها و ما تقترفه الأمم المعاصرة كذلك مجتمعة! أما الحل ؟ فهو بنهوض أبناء الأمة الشرفاء حقيقةً فيوجهوها إلى الصلاح بما يرونه مناسبا من حيث الوسائل و الزمن و الشروط الضرورية الأساسية و الثانوية المكملة، و هذا حديث آخر سأتناوله قريبا، إن شاء الله تعالى، عند مواصلة الحديث في الموضوع، كما أننا لا ننسى جميعا قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "إنا كنا قوما أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فمها ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، قد ذلت الأمة بتركها الإسلام و نبذها القرآن !

            تحياتي العطرة مع دعائي بأن يفرّج الله فرج المكروبين في كل مكان: اللهم آمين يا رب العالمين و تحياتي لك كذلك !"

            أهلا بك أخي الحبيب و سهلا مرة أخرى و في كل مرة تشرف فيها مواضيعي المتواضعة.
            لما قرأت اسمك فيمن يقرأ الموضوع توقعت تعقيبك، بل توقعت مضمونه تقريبا فما استغربت كلامك حين قرأته، فلك الشكر أولا على القراءة و لك الشكر ثانيا على التعليق و لك الشكر ثالثا على حسن ظنك بالعبد الضعيف !
            *****
            ما أنشره هنا أو في غير "هنا" إنما هو وجهات نظر شخصية تعبر عن قناعاتي المؤسسة على كثير من الأدلة و معرفة نسبية بواقع الأمة الإسلامية عبر التاريخ و الآن كذلك، فما وافق فيها الحق فأنا أثبته و أقره و أقول به جهارا نهارا، و بالليل كذلك، و ما خالف الحق فكان من الهوى أو من نزغات النفس و وساوس الشيطان فأنا أبرأ منه لما يتبين لي، و لست ملزما بإرغام الناس على موافقتي في ما أظن، و لا أطمح في أن يوافق ما أقوله ظنونَ الناس أو قناعاتِهم، ثم إنني لا أترك يقيني لظنون الناس و أهوائهم مهما كانوا صادقين فيها !
            لم أستوف في ردي أعلاه ما يدور في ذهني من أفكار، لكن ما لا يدرك جلّه لا يترك كلّه كما يقال، كما أنني أحضر لتعاليق أخرى تزيد الموضوع بيانا و وضوحا، إن شاء الله تعالى.
            تحيتي و مودتي و تقديري الكبير لك كما تعلم أخي الحبيب.

            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • بلقاسم علواش
              العـلم بالأخـلاق
              • 09-08-2010
              • 865

              #21
              الأستاذان الفاضلان: حسين وأبوالحسن
              بداهة أسجل: أنني من الصنف الذي يرى التدافع بين الناس يجري وفق السنن الربانية، وفي هذا الأفعال البشرية كسب الشعوب وخلق الباري جلّ في علاه، ولله فيها شأن وحكمة وله بها علم سابق، كما لا أعتبر أي عمل مهما كان بعيد عن شماعة المؤامرة عبر امتداد الزمان والمكان.
              ولا يمنع هذا التحرك التوكل على الله واتخاذ الأسباب، والتي منها السلمية والطيف الواحد واستعمال المطالب الإنسانية، ومن هنا وبنَفَسٍِ وهوس مؤامراتي ألا يعتبر خروج جماعة إسلامية بمطالب ربانية نوع من الإنتحار والغباء والتجارب السابقة واضحة، ومن هنا قد تسعفنا المؤامرة من جديد أستاذي حسين.
              والمؤامرة في رؤيتي لا تأتي من الغربي المتصهين الحاقد فقط، بل تأتي من القريب كما تأتي من البعيد، تأتي من الزوجة ومن الأبناء ومن الحكام ومن المسلم ضد أخيه المسلم أحيانا - جهلا أو عمدا- وإن كان أي حراك نستقبله بالمؤامرة، فستصير المتوالية مؤامرة وراء مؤامرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهكذا نكون نبحث عن المستحيل ونجنح بالخيال البعيد، وقد نحيل بهذه الرؤية كل حركة شعبية إلى ردة(مع أن الردة تكون عن الحق لا عن الباطل، وكل ماكان من أنظمة الخراب الساقطة والمتساقطة وماقبلها كان باطلا وقتلا وسلبا ونهبا وبهتانا وتوريثا.....وكل الشرور)،فهل نمنع أية هبة وصحوة على علاتها بفرامل المؤامرة، وكأن المؤامرةلم تلد إلا مع الربيع العربي، ومن سنن الطبيعة أن أي شيىء بلا حركة يموت، والحركة أساس الحياة، ومن هنا قد نكبل الأمة ونقيدها عن الحراك، ولعلنا قد نجتر-بعلم أو بجهل - تجربة القدرية الطرقية التي أحالت التحرر حتى من نير الغاصب الغازي إلى الأقدار التي أتت به، فمارست التخذيل الفكري على الشعوب المقهورة الأمر الذي ساندت به الغاصبين في البقاء أكثر مما عززت تواجدهم أسلحتهم المدججة الموغلة في دماء الشعوب ونهب خيراتها. فكانت والحال هذه والمستدمر الغاصب سيان، كل منهما عمل على قهر الشعوب، وإنني أستقي من هنا الخشية من أن يتشابه اليومان، أو يشابه اليوم البارحة التي انبرى لها شاعر الزيتونة والحرية الشابي قائلا:
              إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر
              فهل الشعب أراد ورب الأرض والسماء وقّع ؟ أم أن المتآمر أراد والشعوب المستحمرة أطاعت!! ومَنْ هذا الإله الذي حلََّ محل الواحد الأحد في تأليف القلوب -كما تساءل الأستاذ عبد الرحمان السليمان- وكيف يُعْصَى الله جلّ في علاه ويُطَاع هذا المتآمر الجديد، مع أن الشعوب مخلوقة للأول وهي طوع إرادته وتعيش حتى في ضعفها على هداه بفطرتها وسجيتها، والحديث الشريف يقول:"من قال هلك الناس فهو أهلكهم"، فهل استقال الله كما قالت تلك الروائية يوماً؟؟؟!!!!
              فكم يخايل إليّ عندما أتمعن في شماعة المؤامرة أن يكون الحال كالحال، أي كأن الزمن يعيد تراتبه وتراتيبه وترسباته، فمشايخ الطرقية بالأمس تحججوا بالقدر وثبطوا به العزائم، والطغاة خوفوا من بعبع الأصولية، ونحن نتحجج بالمؤامرة لتخذيل الشعوب، بل إنني أرى من زاوية أخرى أن بقاء الأنظمة السابقة المترهلة المتحللة دهرا طويلا وقد عاثت في الأرض ظلما وفسادا هوعين المؤامرة، فماذا كان سيكون الحال لو استمرت تلك الأنظمة البالية دهورا أخرى؟ هل كانت ستسعنا علة المؤامرة في تبرير بقائها وإرساء دعائم جبروتها على الشعوب بالتعاون مع الأعداء الذين يسمون بها الشعوب سوء العذاب؟.
              ماتزال هذه الشماعة هلامية عندي ولم أجد لها محلا من واقع حركة الشعوب التي أزاحت الباطل وحطمت أصنام البشر المؤلهة في وضح النهار، والتي هي ونتاجها المر عين المؤامرة، فكيف تكون المؤامرة ضد المؤامرة؟ لا يصح هذا إلا إن قاله القذافي ومبارك وبن علي وبطانتهم وأشياعهم كتبرير للهزيمة المنكرة التي تلقوها من شعوبهم التي استحمروها.
              من جهة أخرى أساتذتي حسين وأبا الحسن، قد يكون قولكما مفهوما ومعقولا، إن أقصينا الواقع العربي اليوم، بكل مافيه من خيبات وأطياف عرقية وسياسية وأيديولوجيةوفكرية وثقافية، ونظرنا للثورة والتغيير وفق الرؤية الإسلامية، وهنا نحن نحلّق في واقع غير موجود، ولو تحقق هذا الواقع وسار بذات السير الذي ساره الربيع العربي لقصمه الطغاة بأساليبهم المخابراتية القذرة، ولعادوا أشد بأسا وأشد قوة ولاستمروا دهورا أخرى يخوِّفون من شماعة هذا التغير، ولو حصل هذا وحصل حصاده المر لقال الكثير من الغيورين أنها المؤامرة على الإسلام، ولن تنتهي المتوالية.
              لابد حين ننّظر نستحظر الواقع كما هو؟ أما أن نطلب من واقع ما مطالب واقع آخر غير متوفر، مفترض فقط، فلا يبعد أن يكون هذا نوعا من المؤامرة، لأنه خلط وإنزال الأحكام النظرية على شروط غير شورطها، وبهذا نعتسف التنظير والتطبيق معاً،وهذا هو الفرق بين من يرى بعين الحاضر الواقع الحاضر،الواقع الماثل لاغير، وبين من يرى بعين أخرى بعيدة واقعا ماثلا، فإنه لا شك يراه على غير حقيقته، ومن هنا قد تستسيغ نفسه وتسعفه المؤامرة التي هي فعل بشري قائم ومستمر ولن يوقف الدنيا مهما بلغ، وكل دفع أو حراك هو عند الآخر تآمر في عرف العقلاء، بل من المؤامرة أن نتوقف أمام المؤامرة بلاحراك، وإلا كنا ممن يجعل من المؤامرة شماعة للتخذيل والسلبية والفكر الانهزامي، لأن الدنيا كلها مبنية على الفعل ورد الفعل، وقد يكون أحد الفعلين من مسمى المؤامرة ولاشك؟
              ثم وهو الأهم في كل هذا الحوار:
              ماهو حجم المؤامرة؟
              ومن هم أطرافها؟
              وكيف السبيل إلى الإقناع بحجمها وأطرافها؟

              وهل خلا منها زمان أو مكان لنخوّف منها اليوم، أم هي فعل مستمر مااستمرت الحياة جارٍ في كل نفس وفي كل بيت وفي كل أرض وفي كل زمان وفي كل مكان وفي كل أمة وفي كل أحداث ؟
              وتحياتي الممتدة للجميع في هذا المتصفح الرزين
              والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته

              التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 25-12-2011, 15:18.
              لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
              ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

              {صفي الدين الحلّي}

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #22
                المشاركة الأصلية كتبت من طرف ركاد حسن خليل:
                الأخ الغالي الأستاذ الفاضل حسين ليشوري، السلام عليكم ورحمة الله و بركاته: و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته، أخي الحبيب أبا الحسن، و إنني أحمد الله إليك ليتم نعمه ظاهرها و باطنها عليك و أن يرزقك الصحة و العافية.
                أنا و الله من يجب أن يشكرك و يهنّئ نفسه بمعرفة الكبار أمثالك أستاذي الفاضل.. وشرف لي أن أتداخل في مواضيعك القيّمة والمثيرة للعقل.. والمحفّزة للتفكير السليم المبني على المنطق العلمي الذي تؤكّده الوقائع وتثبته الأدلّة والبراهين التي لا يمكن أن يتغاضى عنها صاحب عقل وبصيرة.. ولا أن يتجاهلها من يتحرّق لواقع أمّته المرير.. معك أستاذي ومع مثلك.. تنجلي الحقائق ويعم الوعي إن شاء الله: العفو، أخي الحبيب، إنما نحن إخوة تآلفت قلوبنا على الإسلام رغم تنائي الديار و غربة الأقطار، لكننا نلتقي على وحدة الفكر و وحدة الهم و وحدة الأمانة التي تنوء بها الجبال الشامخات، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، و أعوذ بالله أن أعد نفسي من المسلمين و أنا لا أهتم بقضاياهم و همومهم و مصائبهم، لكن الاهتمام بأمر المسلمين لا يمنحنا حجة غشهم أو السكوت عن أخطائهم أو مخادعتهم بقولنا إنهم بخير و نحن نرى أنهم غارقون في الشر ليس إلى الأذقان فحسب بل أعلى من ذلك بكثير، علينا أن نقول الحقيقة المرة و المؤلمة حتى و إن أغضبت إخواننا و أحبتنا، إن مثل من يرفض الحقيقة لأنها مرة أو قاسية أو مؤلمة كمثل مريض موشك على الهلاك يرفض قول طبيبه الناصح و يرفض العلاج الذي يصفه له بحجة أن الدواء مر و أن الطبيب قاس لا رحمة في قلبه !
                نحن بحاجة لمثل هذا الصدق وإن أوجع.. فلا يفيد أبدًا دفن الرؤوس بالرمال.. وبدون معرفة قدراتنا ومعرفة التربة التي نقف عليها.. ومعرفة كيف التعامل مع من يواجهنا من أصدقاء أو أعداء.. ،أحييك على صدقك وحسّك وانتمائك..آملا أن يلتحق بهذا الحوار الهادئ كل من يهمه أمر أمّته..أو من يريد الوصول للحقيقة على مرارتها.
                بالتأكيد أخي الغالي نحن إن شاء الله من مدرسة واحدة.. مدرسة من لا يخشى في الحق لومة لائم... نعم نحن أبناء الوسطية.. فلا تطرف أو انحياز يمينًا أو يسارًا عن شرع الله: لقد اعتاد المسلمون، مسلمو هذا الزمن النكد، الغش في كل شيء حتى صاروا يرونه في كل شخص ! فلو كتم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم، حقيقة ما جاء به من ربه عز و جل لما أصابه العنت الذي أصابه من قومه و عشيرته رغم أنهم حاولوا إغراءه بالمال و الجاه و المنصب و الملك، لكنه، صلى الله عليه و سلم، صدع بالحق و صدق في دعوته إلى الحق فاتبعه الناس عن بينة و خالفه آخرون عن بينة كذلك ! إن المسلم الذي عرف الحق و رضيه لنفسه مكلف بنصح أمته أولا قبل غيرهم حتى و إن بدا قاسيا في نصيحته كالطبيب المداوي يبدو قاسيا في صراحته لكنه الشفيق الرفيق في علاجه !
                لك و لكل المتابعين لهذا المتصفح الطّيب صادق تحيّاتي، تقديري و محبتي: و لك، أخي الحبيب أصدق تمنياتي و أخلص تحياتي و دعائي" اهـ.

                أشكر لك أخي الغالي أبا الحسن مداخلتك الكريمة كما أتمنى، مثلك، أن يلحق بالحوار كل من يهمه أمر هذه الأمة لأننا سنتناول، بإذن الله تعالى، أمورا خطيرة ربما لم يعتد سماعها إخواننا ها هنا !
                تحيتي و مودتي و شكري المتكرر أبدا.
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #23
                  أهلا بك أخي الحبيب بلقاسم و تحية طيبة مباركة، إن شاء الله تعالى، لك من البُليدة: السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، و أسعد الله أوقاتك بكل خير و زادك من فضله و خيره، و من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ! و أنت، و لله الحمد و المنة، فقيه فيه، زادك الله علما و حلما و فهما و حكمة، اللهم آمين يا رب العالمين !
                  و أنا أسجل هنا كذلك سعادتي و غبطتي بحضورك المتميز و الممتاز، فما أكرمك من أخ يحاورنا بعلمه و فقهه و حلمه و فهمه !
                  تأكد، أخي الحبيب، أننا، و إن اختلفت أساليب تعبيرنا، متفقون تماما في الرأي لأنني نستقي من مشارب متماثلة متقاربة و ننتمي إلى بيئة ثقافية و اجتماعية واحدة و إن اختلفت في بعض التفاصيل أو الجزئيات، هذه حقيقة ماثلة أمامي أراها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار !
                  *****
                  ثم أما بعد : "المؤامرة على الإسلام و الأمة الإسلامية حقيقة تاريخية و قضية عقدية"، هكذا عنونت إحدى مقالاتي المنشورة هنا في ملتقانا العامر بأمثالك، كنت نشرتها، سبحان الله، أثناء انطلاق "الثورات الشعبية العربية العفوية و التلقائية" (!) في الوطن العربي المكلوم، و هي في الرابط التالي:
                  المؤامرة على الإسلام وعلى الأمة الإسلاميّة: قضيّة عَقَدية و حقيقة تاريخيّة (إنكار المؤامرة من المؤامرة) لم تعد مسألة المؤامرة على الإسلام و الأمة الإسلامية عند كثير من المسلمين محل شك أو تردد في إثبات حقيقتها التاريخية، و أكثر من هذا هي عندهم قضية عَقَدِيَّة راسخة يؤمنون بها إيمانَهم بإبليس و عداوته لبني آدم

                  و يكفي للتدليل على صدق هذا الزعم، أن المؤامرة على الإسلام و المسلمين حقيقة تاريخية و قضية عقدية، تاريخ الدعوة الإسلامية منذ أول يوم إلى سقوط الخلافة العثمانية في بداية القرن العشرين الصليبي ! و لننظر إلى ما كان يجري في دار الندوة بمكة و الدسائس من قريش على النبي، صلى الله عليه و سلم، و على المسلمين، ثم مكائد اليهود في المدينة المنورة، ثم المؤامرات على الخلفاء الراشدين الخمسة : أبي بكر و عمر و عثمان و علي و عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهم جميعا، و يكفي أن نشير أن أربعة منهم ماتوا غدرا و غيلة، أربعة من خمسة، أي بنسبة 80 بالمئة ! و بعض المعلومات عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، تقول إنه مات مسموما هو كذلك، و لا ننسنى أن النبي، صلى الله عليه و سلم، لما توفي كان يشعر بألم السم الذي وضع له في كتف الشاة المهداة له من المرأة اليهودية !
                  إذن، من ينكر حقيقة المؤامرة على الإسلام و المسلمين ينكر حقيقة تاريخية ثابته و هو يجهل، أو يتجاهل، الآيات القرآنية الكثيرة التي تثبت حقيقة المؤامرة عبر العصور و الدهور منذ آدم، عليه السلام، إلى اليوم !
                  لكن، هل يجوز لنا شرعا و عقلا أن نعلق مصائبنا كلها على علاقة "المؤامرة" وحدها ؟ الجواب : لا ! فأين مسئوليتنا نحن إن نحن فعلنا ذلك ؟ ألسنا مسئولين عن أفكارنا و خياراتنا و تصرفاتنا و مصائرنا ؟ بلى ! نحن مسئولون مسئولية كاملة و سنحاسب، أو سنسأل، يوما ما لا محالة !
                  إن مثل من يلقي تبعات معاصيه و انحرافاته حتى لا يسأل عنها كمثل من يعصي و ينحرف و يأتي بالموبقات كلها ثم يلقي تبعات ذلك على الشيطان، و هذا غير معقول و لا مقبول لا شرعا و لا قانونا !
                  و مع هذا كله، يجب علينا ألا نغفل مطلقا عن مكر الأعداء و كيد الخصوم و تآمر المبغضين لنا علينا، فإنكار المؤامرة من المؤامرة ذاتها و يجب علينا التفقه في سياسات التآمر و دسائه لأن من دسائه التخفي و التستر و التكتم و التواري إلى أن يظهر فيكون الوقت قد فاتنا فنندم و لات ساعة مندم !
                  و إن من دسائس الأعداء صناعة الرجال الذي يشبهون الرجال ! أقصد يصنعون "إسلاميين" ليسوا إسلاميين و لا حتى مسلمين أصلا، هذه حقيقة تاريخية أخرى ثابتة يجب علينا ذكرها و التنبيه عليها و التحذير منها، و إلا فما قصة "عبد الله بن سبأ" ؟! أليست من هذا القبيل ؟ ثم إن من دسائس الأعداء صنع الجماعات "الإسلامية" المتشددة و الأنظمة "الإسلامية" المستبدة، و هكذا... إذن : أليس من الحكمة ألا نولى أمرنا إلا من نعرف أصله و انتماءه و مقاصده الحقيقية و ليس المعلنة فقط ؟ أليس من الحكمة ألا نصدق كل من يدعي الإسلام و هو ذيل من أذيال الأعداء ؟
                  هذه أسئلة أحببت سردها هنا للتدليل أن حجم المؤامرة أكبر من أن يستطيع أحدنا قياسه حتى و إن دخل دوائر المتآمرين و قرأ مخططاتهم بعينه !
                  لست أدري ما مدى توفيقي في محاولة الرد على أسئلتك، أخي الحبيب بلقاسم، لكنني أدري تماما أنها قليل من كثير مما هو كائن في الواقع !
                  أكرر لك شكري و تقديري على مشاركتك الكريمة و حضورك الطيب المفيد دائما.
                  تحيتي و مودتي.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • مازن أبوفاشا
                    مستشار سياسي
                    • 16-09-2011
                    • 167

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة

                    .
                    .
                    .
                    يعتقد كثير من الناس ممن لم تتح لهم فرص التعبير الحر لعقود مديدة بسبب القهر العسكري و الاستبداد السياسي اللذين مارستهما الأنظمة العربية الخبيثة منذ أكثر من ستين سنة على أقل تقدير، أو كثر من هذه المدة إن نحن رجعنا إلى التاريخ الحديث ولاسيما بعد 1798 من التقويم الصّليبي، أو ما يسمى "الحملة الفرنسية على مصر" و ما تبعها من تسلط الأنظمة المستبدة الأعجمية "الإسلامية" (محمد علي باشا في مصر مثلا) على البلاد العربية ثم ما توارثته عنها الأنظمة "العربية" المستعجمة مرورا بفترات الاستدمار الغربي للبلاد و العباد معًا أن الشعوب العربية قد بلغت من النضج السياسي و الوعي الفكري و الحرية الاجتماعية ما يُمكِّنها من الثورة على أنظمتها المستبدة هكذا عفويا أو تلقائيا كما يبدو، هذا وهم كبير لا يقدره إلا من خبر الشعوب العربية و فهم عقلياتها المتخلفة المتبلدة و المتحجرة منذ ... قرون !

                    إن الاستبداد السياسي و القهر العسكري في الأنظمة العربية من التمكن و الانغراز حتى صار فطرة فيها و سجية حتى و إن حاولت الانفكاك منهما لما استطاعت و لما طاوعتها فطرتها أو غريزتها "الطبيعية" المكتسبة منذ عقود و دهور و أزمنة مديدة و قد ألفت الشعوب العربية الرق فلا يمكنها أن تحرر منه إلا عندما تحرر من ربقة الجهل المركب، الجهل ذي الأبعاد الثلاثية، الجهل بـ3d، الذي تعاني منه منذ أجيال متعاقبة !

                    و كقراءة أولية بعد مرور ما يقارب السنة من "الثورة الشعبية العربية العفوية و التلقائية" (؟!!!) في الوطن العربي مرورا بـ "ثورة الياسمين" في تونس و "ثورة التحرير" في مصر و ما استتبع ذلك من سقوط بعض المستبدين من الحكام، زين العابدين بن علي و حسني مبارك و معمر القذّافي و من سيلحق بهم قريبا من الطواغيت إن شاء الله تعالى، و "وصول" الإسلاميين إلى صناديق الاقتراع "ديموقراطيا" (؟!!!) و الرعب الدفين أو المكبوت و المعلن بصراحة أحيانا، من "الغول الإسلامي" إن هو وصل فعلا إلى الحكم في تونس و مصر و ليبيا و المغرب، و ربما في سوريا و اليمن قريبا، مع أن الإسلاميين لا يصلحون لقيادة شعوبهم لا اليوم و لا غدا لما هم عليه من "تخلف" في جميع الميادين و ضعف في وسائل الحكم و شروطه، فهل يسمح لنا أن نشك أو نتردد في قول: "إن الثورات الشعبية العربية العفوية و التلقائية" (؟!!!) ليست بتلك العفوية و التلقائية و لا الشعبية و لا حتى العربية المزعومة ؟

                    لقد سبق لي أن صرحت في العديد من المرات منذ يناير 2011 أن الثورات العربية المزعومة إنما هي انقلابات عسكرية و اليوم يتأكد أنها فعلا انقلابات عسكرية مُموّهة في زي مدني جميل أو بذلة أوروبية أنيقة و أن أطرافا ائتلفت و تحالفت و تناصرت لتحقيق مآرب كبيرة و خطيرة و مرعبة في الوطن العربي، و ظهر أن "صمت" العسكر خلال "ثورة" تونس أو خلال "ثورة" ميدان التحرير في القاهرة في يناير إنما كان لقصد و لم يكن حبا في الشعوب الثائرة أو في الجماهير الغاضبة أو تعاطفا معها و قد أظهرت الأحداث الأخيرة في ميدان التحرير بمصر في ديسمبر الجاري و ما اقترفه العسكر في حق المدنيين أن الأمور مبيتة منذ البداية و كما قال أبو الطيب المتنبي:
                    "إذا رأيت نيوب اللَّيث بارزة = فلا تظننَّ اللَّيثَ يبتسم" !!!
                    و قد ظنت الجماهير الطيبة في مصر أن "الليث" ابتسم لها في يناير لكنه في ديسمبر عضها و مزقها و كشف عورات نسائها المخففة و المغلظة معا و قد أتى العسكر في مصر بما لم يكن يخطر على بال الطيبين السذج من الشر و المنكر، و الله المستعان !

                    قرأت الكثير مما كتبه كثير من المراهقين سياسيا و إن بلغوا من العمر عتيا و الذين ساروا وراء السراب و خدعتهم نداءات عرائس البحر المغرية كما قرأت كثيرا مما كتبه المرتزقة، أو المسترزقة، من أصحاب الأقلام المأجورة و الذين يدافعون بخبث عن الأنظمة الفاسدة و يبررون الفساد و البطش و القهر و القتل و التنكيل بالجماهير الغاضبة، الجماهير العزلاء، المحرَّكة و المَسُوقة إلى الثورة بعمى مثير للشفقة و الدهشة معا و أعود فأكرر ما قلته منذ البداية أن وراء الأحداث في الوطن العربي تخطيطا و حسابات و مقاصد و غايات ستظهر تباعا في المستقبل و إن إذا لناظره قريب {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} غافر/44، و للحديث بقية إن شاء الله تعالى إن كان في النفس شهية للحديث !


                    البُليْدة، ليلة الجمعة، 26 من شهر الله المحرم 1433، الموافق 22/12/2011.
                    لا أخفيك مدى سعادتي أستاذ حسين عندما قرأت مقالك الجميل هذا ووجدت أخيرا من يكتب عن "البنية" و"الحدث"في آن معا ، فقد وجدت أخيرا من يربط أحداث اليوم بما حدث قبل قرنين من الزمان وفي ذات الوقت يحلل شكل ومضمون البنية في الحظة الراهنة

                    عادة ما أجد مناقشي الأحداث الراهنة مقسومين بين من يميلون إلى التفسير "الحدثي" للتاريخ ويجعل ما كان غيبا في الماضي ( أي الحاضر الآن ) حكما مبرما ، وبين من يميلون إلى التفسير "البنيوي" للتاريخ ويجعل ذات الحاضر عبثا ، أقول ذلك لأنني أستاذي الكريم قد كتبت موضوعا منذ سنة تقريبا وهو مقال تحذيري من اللحظة الراهنة التي أراها تتحقق يوما بعد يوم وقد كنت بدأته بمراجعة تاريخية منذ العام المفصلي 1516 عام معركة "غالديران" وحتى يومنا هذا ، وفي ذات الوقت وضحت علاقة البنية بالحدث والحدث بالبنية طوال هذا الموضوع

                    وبالرغم من أني حرصت على اختصار الموضوع ما أمكن إلا أن الأخوة الذين تبادلت معهم الموضوع وقتها قد ألح معظمهم على ضرورة الإختصار أكثر فأكثر واستسلمت نوعا ما تحت وطأة ذلك ، وقمت بالتراجع في العمق التاريخي إلى العام 1798 عام حملة "نابليون" وبعده "فريزر" على المشرق العربي ، ثم تراجعت إلى العام 1822 عام الثورة اليونانية على السلطنة العثمانية ، ثم إلى العام 1840 عام الصراع بين "محمد علي باشا" والسلطنة العثمانية ، وأخيرا تراجعت مرة واحدة إلى ما بعد العام 1948 عام نكبة العرب والمسلمين بفلسطين وتجاوزت حتى عام الثورة العربية المشابهة لما يحدث الآن في العام 1916 ، ورغم ذلك ما زلت أجد نأي المشاركين عما أسميه "التفاضل والتكامل في التفسير التاريخي"

                    وبالرغم من أنني حملت الموضوع المختصر ذاته إلى هذا الملتقى ( حيث كنت قد قصرت تبادله مع أصدقاء شخصيين عبر البريد فقط ) آملا أن أجد من يعينني على تنقيحه وتشذيبه أكثر ، إلا أن ذلك لم يحدث للأسف الشديد ، ولذلك ما أن رأيت موضوعك يتطرق إلى ذات الأسلوب الذي يمزج بين "التكامل" التاريخي وبين "التفاضل" البنيوي حتى أصابتني السعادة الممزوجة بالدهشة نوعا ما ، ولي الشرف أن أدعوك إلى قراءة ما اختصرته من هذا الموضوع الذي نشرته في هذا الملتقى على هذا الرابط إن أحببت ذلك ، وقد غيرت عنوانه القديم إلى عنوان مختصر هو "العرب والإسلام - متى ينتهي الصراع ؟" وعلى الرغم من دعوتي الدائمة إلى تجنب المصطلح التفريقي الذي يقسم أمتنا إلى تيارين أحدهما ينعت بالعروبي والآخر بالإسلامي بسبب أن أتباع التيارين هم عرب ومسلمون في آن معا ، إلا أنني تحت وطأة وثقل المصطلح السائد قد اضطررت إلى الخطأ الشائع عوضا عن الصواب الضائع



                    وقد كان عنوانه القديم "واقع الأمة بين الضعف الداخلي والتآمر الخارجي" وبعد عدة تغييرات للعنوان حسب مراحل الإختصار المتعاقبة ( والتي أراها قد سببت بعض مشاكل سوء الفهم أحيانا ) فقد غيرته إلى ما قد يعكس السبب الأساسي في قدرة المؤامرة على التأثير في جسد الأمة وهو ما قد أسميه "المفتاح" الذي تعلمه الغرب عبر تطوره التاريخي ك"فيروس" حتى نجح خلال القرنين الماضيين في هتك سر الحمض النووي للأمة والتسلل إلى خلاياها واستخدامها لإنتاج نفسه في ظل عدم قدرة الأمة على تطوير جهازها المناعي ( حتى الآن على الأقل ) تجاه هذا ال"فيروس"

                    أتفق معك أستاذي الكريم في توصيف ما حدث على أنه قريب من الإنقلابات الداخلية عنه إلى مفهوم الثورة ، وهذا لا ينفي وجود ظروف الثورة كبنية وحدث كانت نذره تلوح منذ ثلاث سنوات على الأقل ، ولكن ولادة الثورة قبل أوانها يمكن أن يكون خطرا عليها ، وربما هذا ما يسعى إليه الغرب بواسطة مؤامرته الواضحة

                    وما قد أختلف معك فيه هو حكم "القيمة" على حال الأمة وأرى أن وضع حال الأمة في السياق الطبيعي للتطور التاريخي للمجتمعات والدول والأمم ، بوصفها كائنات تنمو وتراهق وتشب وتنضج وتتوالد وتربي أبنائها ثم تشيب وتهرم وتشيخ وأخيرا تموت ويستلم الأبناء الراية لإكمال السيرة ذاتها ، هو أقرب إلى التناسق مع سنن الله التي تتفق مع علوم كثيرة مثل الإجتماع السياسي وطبيعة الحياة الدنيا ، وربما بطء هذه الكائنات في المنطقة العربية مقارنة بكائنات مشابه في مناطق أخرى من العالم يعود إلى طبيعة الكائنات المعمرة والممتدة عبر عمق التاريخ حيث تتناسب سرعة التفاعلات في الكائن الحي عكسا مع متوسط طول عمره ، ولعل هذه النقطة هي السبب الأساس في تبني الكثيرين ( جراء المقارنة ) لوصف الحال داخل البيت بالسوداء ووصف الحال خارجه بالبيضاء ، وكما يصعب رسم "فردوس" أمثل على الأرض وتقديم حال على حال دون زمن أو تزمن ، وكما يعجز "التفاضل" كما "التكامل" كلٌ لوحده عن وصف المعادلة ذاتها ، فإن النظر إلى "أبيض" ماض أو "أسود" حاضر دون النظر إلى "أبيض" قادم و"أسود" بعده وهكذا ، أقرب إلى فرض استحالة التدرج من حال إلى حال عبر الطيف اللوني للأحوال ومن جهة أخرى يبتعد هذا عن حقيقة ابن آدم كمزيج محترم من الملائكة والشياطين شائه الله هكذا ، وأستسمحك عذرا في أن أعود إلى هذه الفقرة في النقاش لاحقا ولكن من زاوية "إبن خلدون" وليس من زاوية "البنية" و"الحدث"

                    تحيتي لك أستاذي الكريم وعذرا على الإطالة إن وجدتها
                    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #25
                      إن الاختلاف لا يفسد في الود قضية.

                      أهلا بك أخي الكريم الأستاذ مازن و لك مني تحية طيبة : فالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، و مرحبا بك في هذا المتصفح المتواضع.
                      أما بعد: أسعدك الله بكل خير كما أسعدتني بحضورك الكريم و تعليقك العليم، و زادك الله من فضله و أنفعه بعد الإيمان و الصحة : الوعيُ بسنن الله في الكون و الحياة و سير الأمم و المجتمعات، و أراك قد منحت ما تقر به العين و يطمئن له الفؤاد !
                      و إن خير ما ينمي الوعي بسنن الله في الإنسان السير في الأرض و النظر في ما حدث للناس قديما و حديثا، و هذه دعوة الله تكررت ثلاث عشرة مرة في القرآن الكريم:
                      1
                      ـ {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ} آل عمران/137؛
                      2ـ {قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} الأنعام/11؛
                      3
                      ـ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} يوسف/109؛
                      4
                      ـ {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل/36؛
                      5
                      ـ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج/46؛
                      6ـ {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} النمل/69؛
                      7
                      ـ {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} العنكبوت/20؛
                      8
                      ـ {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} الروم/9؛
                      9
                      ـ {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ} الروم/42؛
                      10
                      ـ {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً} فاطر/44؛
                      11
                      ـ {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} غافر/21؛
                      12
                      ـ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} غافر/82؛
                      13
                      ـ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} محمد/10.
                      ثم إن في قراءة السيرة النبوية لمحمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم، و سيرة الخلفاء الراشدين المهديين و غيرهم من النبلاء و الأعلام ما ينمي الوعي بالسنن الربانية في سير الأمم و الأقوام و المجتمعات !
                      و قد كنت سجلت في بعض كراريسي ما كانت تبثه قناة الـبي بي سي منذ أكثر من ثلاثين سنة في مقدمة بعض برامجها التاريخية:" الحاضر غرس الماضي، و المستقبل جني الحاضر، و التاريخ سجل الزمن للشعوب و الأشخاص و الأمم؛
                      ـ التاريخ هو الحضارة و تطورها ؛
                      ـ التاريخ هو الإنسانية و تقدمها ؛
                      ـ التاريخ هو العلاقات البشرية و مسيرتها" اهـ. فيا له من قول و يا له من درس ! و أنا اليوم مغتبط لأنك ذكرتني بهذا القول و يسرني أن أهديه لك فأنت أحق به مني !
                      إن من لا يقرأ التاريخ فهو من "الشماريخ" ! و سيبقى كذلك إلا أن يفطن إلى جهله المركب ذي الأبعاد الثلاثية، 3D، فهو لا يدري و لا يدري أنه لا يدري و يدعي أنه يدري !!! فهذا و الله هو الجهل المركب بأبعاده الثلاثية ... الثابتة !
                      و على ذكر التاريخ المعاصر في حديثك الممتع أقول إن من يظن أن قضية احتلال فلسطين بدأت عام 1948 بإعلان قيام دولة بني صهيون، فهو واهم، لأن احتلال فلسطين من قبل بني صهيون بدأت قبل ذلك بقرن، فقد كان بدء الاحتلال منذ عام 1850 ! و ليس بوعد بلفور ! إن الإعلان عن قيام دولة الكيان الخبيث عام 1948 كان التتويج للمخطط الخبيث الذي بدأ عام 1850 قبل مؤتمر بازل الصهيوني عام 1897 في سويسرا، هذا مثال واحد على ضرورة قراءة التاريخ بوعي و فهم و فقه !!! لكن الناس يقرؤونه، إن قرؤوا، للتسلية أو للاختبار و ليس للوعي و الاعتبار !
                      هذا، و إن ما يحدث اليوم في الوطن العربي ليس وليد البارحة أو أمس القريب و إنما هو تراكم المكر و الكيد لفترات طويلة من التاريخ، تاريخ المؤامرة على الإسلام و الأمة الإسلامية الطويل !
                      أما قضية قيمة الأمة في قولك:"و ما قد أختلف معك فيه هو حكم "القيمة" على حال الأمة" فإنني لم آت بشيء من عندي إنما هو حكم رسول الله، صلى الله عليه و سلم، لما حدثنا عن "الغثائية" التي تصيب الأمة بسبب إصابتها بالوهن : حب الدنيا و كراهية الموت، فعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا "، قَالَ: قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ: " أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَ لَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَ يَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ "، قَالَ: قُلْنَا: وَ مَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ: " حُبُّ الْحَيَاةِ ، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ"، فما قولك، أخي الفاضل ؟ انظر حال الأمة منذ قرون و احكم بنفسك ! كما ورد حكم آخر على لسان فاروق الأمة، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لما قال: "إنا كنا قوما أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره، أذلنا الله".
                      أما قضية كون الأمة كأنها كائن حي يولد و ينمو و يشب ثم يكبر ثم يشيخ و يهرم و يموت ...إلخ، فهذا صحيح و لذا جاء في الأثر أن الله يبعث للأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها، و قد جاء المجددون عبر القرون و لن ينتهوا لكنهم "المجددون" و ليس المرتزقة "البزناسيين" الذي "يبزنسون" بالدين فانحطت الأمة إلى أسفل سافلين كما هو شأنها اليوم !!!
                      أما بعد: سعدت بالحوار معك، فبالحوار تتلاقح الأفكار، و لا يهم أن نتفق كلية بل المهم أن نتحاور و نتناقش في الود لأن الاختلاف لا يفسد في الود قضية، و هذا ما يهمني و أصبو إليه منذ فترة، و قد سرني أن وجدت فيك محاورا لبيبا و كاتبا أريبا، بارك الله فيك و زادك من فضله، اللهم آمين، سأقرأ مقالتك و أوافيك برأيي فيها، إن شاء الله تعالى، و يبدو أننا نتقاسم كثيرا من الأفكار و حتى أسلوب العرض، و يسرني أن تزور موضوعي "جراحة الأفكار بين المدارسة و الممارسة: مقدمة في التغيير السلمي"، و هو هنا في الملتقى، في الرابط التالي:
                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?30267
                      تقبل أخي الكريم، الأستاذ مازن، أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي.
                      و على المودة و الفكرة نلتقي !

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • عائده محمد نادر
                        عضو الملتقى
                        • 18-10-2008
                        • 12843

                        #26
                        أخي وزميلي المحترم
                        حسين ليشوري
                        أعتذر منك لغيبتي التي كانت ( على أساس دقائق ) وإذا بها منذ الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أول أمس ولحد اليوم
                        انقطعت السيدة كهرباء ولم تأت سوى أمس الواحدة إلا عشر دقائق لتختفي الواحدة تماما ولم نرها لحد الثانية بعد الظهر اليوم.
                        لك أن تتخيل عمق المأساة
                        الماء بارد مثلج
                        ظلام دامس لأن المولدة أيضا تعطلت
                        نفذ الشمع
                        حتى الولاعات التي فيها مصابيح صغيرة ماتت هي الأخرى!!
                        فهنيئا لنا هذه الحرية والتقدم والإزدهار الذي لم نشهد له مثيلا وعلى مر العصور
                        شكرا لحكومة الزريبة الخضراء وأصحابها على هذا العمل الدؤوب كي يبقى المواطن العراقي ينعم بالخير كل الخير تحت راية الحرية والديموقراطية العمياء الجوفاء التي لا معنى لها ولاطعم ولا أريد أن أقول ولا رائحة لأن رائحتها أزكت أنوفنا فبتنا مصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن!

                        المهم

                        لن يفوتنا أبدا أن الخيبات المتتالية التي عاشها الناس والنكسات الكبيرة التي أحدثت شرخا عميقا بين المواطن وبين أنظمته جعلته يصاب بأزمة نفسية شديدة دون أن يعي أو ريما يعي تترجم بأفعال يقوم بها الفرد على صعيد الفرد والمجتمع على الصعيد الأكبر فنجد أن العنف المنزلي قد ازداد وحالات الطلاق والإنتحار والشجارات التي تصل ومن أتفه الأسباب لحد القتل.
                        وقد يقول قائل وما علاقة هذه التصرفات بما يجري فأقول أنها المتنفس الذي أصبح رئة أخرى للمواطنين
                        ثم الجلوس طويلا على الشابكة العنكبوتية ومحاولة قتل الوقت لأن البطالة متفشية وبشكل مرعب بين فئة الشباب والخريجين أصبحوا يعملون كأجراء فقط لسد الرمق وتعليق الشهادات على جدران المنازل, وانكفاء الأنظمة على نفسها في محاولة لدرء محاولات البعض إجراء بعض التغييرات التي لم تعجبها طبعا لأنها بالنتيجة ستغري المواطن كي يطلب أكثر, دون النظر جديا بإيجاد حلول جذرية لتلك الجدران التي بدأت تعلو بين المواطن ونظامه بصورة عامة وعلى كافة الأصعدة.
                        هذا الضغط الكبير نضيف له فقدان الحل للقضية الفلسطينية ثم احتلال العراق أوجد أرضا خصبة كي تنفلت الأمور فتصبح جنونية لشدة التراكم والكبت القهري القسري وبالطبع لن ننسى أن هناك وفي الخفاء أيد تلعب على كل هذي الأوتار لإذكاء النار.
                        لم تكن الثورات كلها ثورة أناس أبرياء لا يريدون سوى الحرية والإنعتاق من العبودية والظلم الذي وقع عليهم
                        ولم يكن الجميع أبرياء
                        فهناك أناس درسوا وبحنكة ودراية ودراسة كيفية التعامل مع هذا الأمر ومواصلة الطرق على الحديد وهو ساخن كي تتطور الأوضاع حد الإنفلات غير المسبوق وجعل البلدان تعيش حالة من الفوضى القصوى والضبابية الشديدة وخلط الأوراق ببعضها كي لا يدرك ولا يتدارك من يملكون العقول ويحاولون التوقف وتهدئة المواقف, بل تعمدت ( اليد الثالثة ) استخدام القوة والقتل والبطش كي تخرج الأمور عن السيطرة فعلا وينتج هذا الإقتتال الكبير بين النظم الحاكمة ومواطنيها وتأجيج نار الفتنة ( الطائفية والدينية ) أساس قوي لتفتيت اللحمة الوطنية وإدارة الدفة مرة أخرى لتكون المعركة الجديدة بين المواطن والمواطن .. والمواطن والنظام .. والنظام ضد بعض أجهزة النظام التي ترفض تنفيذ بعض الأوامر.. وهكذا دواليك
                        دائرة محكمة تدور في فلك مستمر قد لا تبدو بوادر انفراج له لحد اللحظة.
                        وانقطعت الكهرباء مرة أخرى
                        سأعود أخرى
                        معذرة نشرت بدون مراجعة

                        الممسوس

                        الممسوس! أي ريح صرصر عصفت اليوم الشمس مبتورة الخيوط، وشبح القادم ينسل خفية يغطي وجهه غروب أصهب. لم أكد أعرفه لولا وشم أنزله على كفه في ليلة دهماء غاب عنها القمر، أريق فيها الكثير من دمه وحبر صبه فوق الجرح، يدمغ يده فيه ويئن مبتلعا وجعه. لم تك ملامحه تشبه ذاك الشاب الجسور الذي ملأ حيطان الشارع برسومه، وأنا صبي ألاحقه مثل ظله/
                        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #27
                          أهلا بك أختي العزيزة عائده، و عجل الله الفرج على الأمة عموما و على العراق خصوصا.
                          إنا لله و إنا إليه راجعون !
                          إنها مأساة حقيقية يعيشها العراق يوميا، و قد كتبت إلى أخت عراقية تصف ما يعانيه الناس فتألمت كثيرا، كان الله في عونكم و يسر لكم الخلاص، اللهم آمين يا رب العالمين.
                          ثم أما بعد: إن حال الأمة أنكد و أسود، في مجموعها، من حال العراق كشعب أو كدولة في خصوصيته، لأن المعاناة بفقدان الكرامة و العزة و الشرف أسوأ بكثير من فقدان الماء أو الكهرباء أو حتى الغذاء، فقد كان أجدادنا يعيشون الحرمان المادي لكنهم عاشوا شرفاء كرماء أعزاء، يكتفون بالقليل و يشكرون الله عليه، لكننا نحن نريد الكثير و إن على حساب الكرامة، ثم يأتي جيل من الناس لا يكتفي بالكثير بل يريد الأكثر و هو بالله تعالى يكفر!
                          جيل يأكل الغلة و يسب الملة و العياذ بالله.
                          لكن تأكدي أختي العزيزة أن دوام الحال من المحال و سينتقم الله من كل ظالم أيا كان و في كل مكان و عسى أن يكون ذلك قريبا !
                          لا تعتذري، أختي، فأنا أقدر ظروفك و أتألم لك و للشعب العراقي خصوصا و الأمة عموما.
                          دومي بخير و في رعاية الله و حفظه.
                          تحيتي و تقديري.
                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 5434

                            #28
                            [align=justify]أخي الحبيب الأستاذ حسين ليشوري حفظه الله.

                            السلام عليكم ورحمة الله.

                            شكرا جزيلا على ردك الجميل الذي يفضي بي إلى طرح هذا السؤال التالي:

                            ضد من المؤامرة؟! ضد الأنظمة العربية؟ ضد الأوطان؟ ضد الانسان؟ ضد الأديان؟ ضد الهواء؟ ضد الماء؟ ضد من بالضبط؟

                            فالأنظمة ـ حتى تلك التي تتاجر بالقومجية العربية وتقدم نفسها على أنها ممانعة ومقاومة ـ جزء من منظومة تأتمر بأمر الغرب. فلم يتآمر الغرب عليها؟!

                            ضد الإسلام؟ ومعظم الأنظمة العربية يشن حربا على الإسلام نتائجها أشد من نتائج أي عدو للإسلام في هذا الكون، بما في ذلك إسرائيل!

                            يعني: من يتآمر على من، ولم؟! والسؤال موجه لحضرتك فقط.

                            وتحياتي الطيبة مع دعائي لحضرتك وشكري على حسن ظنك بأخيك أحسن الله إليك.[/align]
                            عبدالرحمن السليمان
                            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            www.atinternational.org

                            تعليق

                            • بلقاسم علواش
                              العـلم بالأخـلاق
                              • 09-08-2010
                              • 865

                              #29
                              يا أستاذ حسين، وللحَسَنِ والحُسْنِ والحُسَيْنِ والمُحْسِنِ عندي معزة تاريخية راسخة.
                              السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته
                              أشكرك جزيلا على تجشم عناء الرد السابق،
                              لأقول
                              :

                              إن المؤامرة التي ذكرتَ في الماضي أستاذي وأخي الحبيب بعضاً من تجلياتها، لا يختلف فيها اثنان ولا يتناطح فيها كبشان كما يقال، لا لأن المؤامرة جلية غير منطلية، فالتآمر فعل مكر، يدبر بليل، وينفذ بوسائل خفية، بل لأن الأمة وقتها كانت بنيتها الفكرية واحدة، أدواتها آيات بيّنات من كتاب الله، وهدى واضح جلي من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ولو كان يومها الفكر العَلماني واللائكي واليساري والليبرالي، لقال أحدهم الدين خرافة، ولقال الآخر الدين أفيون الشعوب، ولزاد البعض الدين لله والوطن للجميع، وغيرها من مقولات الانفلات، ولعلهم قالوها وفي القرآن الكريم بعضا منها، لكن تغيرت التعابير وتقولبت الأسلبة وبُدِّلَت تراكيب اللغة اليوم فقط، وما تزال الروح هي الروح واللسان هو اللسان.
                              إذاً، لابد أستاذي القدير أن نحرر فكرنا من العموميات، ونحرر المسائل من عوالق السياقات الماضوية، فلا القوم هم القوم ولا السياق هو السياق، ولا الأحداث هي الأحداث، ولا العقل هو العقل ولا طريقة التفكير هي الطريقة، ولا آلياتها هي الآليات، فتلك مرحلة النبوة والخلافة الراشدة، والله من قرر أن الأعداء(يمكرون) لكنه أردف بالقول(ويمكر الله) ولم يبقنا حبيسي الخوف والهوس التآمري بل طمأننا وقال(والله خير الماكرين)، والدفع باستمرار المؤامرة من الماضي إلى الحاضر، رغم الفارق الزمني، بل من الماضي البعيد الغائب إلى حاضر الناس اليوم، وفي نفس الاتجاه، هو محاولة للقفز على خط الزمن الممتد من الماضي إلى الحاضر، وهو في النهاية قفز على الحقيقة، لأنه يجعل من تلك المرحلة البعيدة كأنها زمـن الناس هذا، وبينها وبين اليوم كما هو بين الطوفان في عهد نوع عليه السلام وبين مرحلة النبوة، بل إن بين يوم الناس هذا وبين تلك الأيام حقب ودهور، تغيّر فيها الكثير الكثير، والآية صالحة لكل زمان ومكان، لكن أولئك القوم ليسوا كالقذافي وزندقته وشعوبيته اليوم ومبارك وتوريثه وقمعه وبَرَكِهِ، ولا هم كالأمي طالح في بلد الحكمة، ولا هم كجزار الشام ولا كمثل الطاغي بن علي، ولا كمثل غيرهم من الطغاة.
                              فهؤلاء جاؤوا نتيجة المؤامرة، نتيجة المكر والكيد، والله كان لهم خير الماكرين، فألف قلوب الشعوب –التي هي طوع إرادته- عليهم، فتحركت، فانتقم الله منهم شر انتقام، والقول بالمؤامرة عليهم بعد سقوطهم، هو تبييض لصفحاتهم السوداء، هؤلاء طغاة العرب أصحاب السوابق، الذين كانوا في كيدهم ومكرهم كمثل أولئك المتآمرين التاريخيين، بل كانوا أكثر منهم، فالأولون واجههم وعي الأمة بينما هؤلاء لبّسوا عليها في كل اتجاه، فزالوا وسقطوا وتساقطوا بعدما ثبت أن(الله خير الماكرين)، كما ثبت ويثبت أن(الله متم نوره ولو كره الكافرون).
                              إن القول بالمؤامرة واستراتيجيتها واستمراريتها هوكالقول بالمساواة بين الزنديق الشعوبي القذافي وبين إمام الهدى ومدينة العلم أمير المؤمنين وختن النبي صلى الله عليه وسلم على كريمته الزهراء رضوان الله عليهما، وكالقول بالمساواة بين حسني مبارك البارك وبين فاروق الأمة وملهمها ومفراق حقها وباطلها-رضي الله عنه وأرضاه- وكمثل المقايسة بين حال الصحابة –رضوان الله عليهم- وحال الانقلابيين لصوص الحكم في أوطان العرب من الطغاة هذه الأيام، وكالمقايسة بين حال الأمة على المحجة البيضاء وبين حالها في الدرك الأسفل من الانحطاط، إنها مفارقة رهيبة نلجها، ومقايسة لا تستقيم طالما هي بين المتناقضات التناقض التام.
                              إن (الحكم بالمؤامرة) على حركة الشعوب من نخبها هو عين المؤامرة، لأنها حركة استخفاف واحتقار وتماهي مع الطواغيت في إطلاق الوصف على انتفاضة الشعوب، تنحاز إليهم وتسوّغ لهم أعذار البقاء وتبكي حالهم في الرحيل، سواء أتم هذا بوعي أم بغيره.
                              إنه لا شيء اليوم يسلي أولئك الطغاة وأزلامهم وبطانتهم وأذرعهم الأمنية الباطشة بالشعوب بعد الاندحار كالقول أنهم خسروا الكراسي بالمؤامرة، ولا قولَ يطيّب خاطرهم ويثلج صدورهم التي أبلغتها شعوبهم إلى حناجرهم، كالقول أن حركة الشعوب لم تكن عفوية، بل هي مخدوعة مَقُودَة، بل هي تحبكم وتجلكم والمؤامرة انطلت عليها!! وكم تكون هذه العبارات جميلة وذات برودة تطفئ الظمأ إن جاءت مرصعة بالآيات الربانية والأحاديث الشريفة، وتصاغ لها المبررات من التاريخ القديم!! والأبهى لهم أن يقارن الربيع العربي بالأحداث الأليمة التي اعترضت الصحابة الكرام!! وما أبهجهم إن قالها لهم المتدينون الذين اختارت بعضهم الشعوب اليوم ليمثلونها ويكونون بديلا لأولئك الطغاة،... ومن هنا قد تبدأ فتنة ومؤامرة أخرى والزمن بها كفيل، نسأل الله السلامة.
                              لقد رأينا كل طاغية قبل سقوطه اتهم شعبه بالمؤامرة، فما أغنت عنهم الادعاءات، لأنها كانت للتخويف، وهي عادة شرقية شهيرة سنها الطغاة وزينها ونفخ فيها (من يأكلون بآيات الله ثمنا قليلا) والشعوب أول ما فعلت أنها انتصرت على خوفها، فما بالنا نحن اليوم نخوفها من نفسها ونشككها في عقلها، ونرى اجتماعها مؤامرة والأمة- حتى على ضعفها- لا تجتمع على باطل أبداً، فماذا قدمنا لها حتى نلومها على خياراتها؟؟ ماهي الحلول التي منحناها لها ولم تراعها حتى نصطف في الجهة الأخرى ونبخسها حقها المشروع في الفعل واختيار مصيرها.

                              لو قلتَ أنَّها "فتنة" لكان الوصف أقربُ إلى تورع المسلم أستاذ حسين، حينما تنطلي عليه الأمور، وتتشابه عليه الوقائع، ووقتها قد يَسِعُكَ "اعتزالها" كما وسع الكثير من الصحابة الكرام، وأنت لاشك معتزلها وبعيد عنها، رغم أن الصحابة في اعتزالهم لها لم يحملوا فِعْلَ من خاض فيها على التآمر، كما نفعل نحن اليوم!! ونبخس الشعوب العربية حقها في أن تقول للطاغي الباغي الظالم مرة واحدة في حياتها قبل أن تحز رقابها كالخراف عن بكرة أبيها وهي تساق إلى الهوان والضياع والذبح والنحر في كل مكان "لا"!! وإن كانت عزت علينا مباركة الشعوب في هبتها ولو لأجل " كسرها حاجز الخوف"، فما هي الحلول السرية والسحرية التي كانت متأتية حسب الإمكانات المتاحة وفي السياق القائم وفي الظروف الحالية للفعل ولم تفعل، أخشى أن نكون منفصلين عن الواقع الحقيقي وبتنا نعيش في واقع بعيد، واقع مفترض يسكن الخيال، يتلقفه الطغاة من انقلابيين ركبوا ظهور الدبابات، ويسوقون ما نقوله باسم الله وهم يريدون به قيصرا، فنكون معه وبه على الشعوب، وإنك لا تجد أحدا يوافقه هنا ويؤازرك ويشكرك ويمدحك ويحشد لك المبررات سوى إسلامي تقليدي تخذيلي يرى وجوب السمع والطاعة للظالم في كل اللحظات، أو قومجي باكٍ على سقوط أصنام البشر من الطغاة، أو يساري متسلطٍ أتت به الدبابات وجرّى على الأمة الخيبات، أو ليبيرالي متلوِّن يتصيَّد المؤامرة منك بعدما وجد مستقبله قد صدّهُ عنه صندوق الانتخابات، أو لائـكي عَلمـاني هاله وأرعبه أن ينتخب الشعب أبناءه من أصحاب اللحى والعباءات والخِمَارَات، ويتضور ويخوّفُ من فقدان المايوهات والخَمَّارَات.
                              وهؤلاء كلهم يتهمون الربيع العربي بأنه من صنع مؤامرة، وقد يرفعون ذلك إلى الفعل الماسوني وقد يأتيك بعض القومجيين المؤدلجين بصور الصهيوني هنري برنار ليفي ظهرت في ثورة ليبيا ومصر، كدليل على أنه المحرّض، وأن الفعل الربيعي ماسوني صهيوني علّهم يواسون أنفسهم في مصابهم في أولئك الطواغيت، لكنك تعرف قبل غيرك أستاذي حسين أن النكرة ليفي ظهر في مظاهرات سعيد سعدي في الجزائر قبل مصر وليبيا، فَلِمَ لم تنجح ثورته في الأرض التي ولد بها* وعاش بها شطرا من حياته وله صداقة متينة مع اللائكي الآنف الذكر، ونجحت في ليبيا عمر المختار ومصر الكنانة.
                              وأكثر هؤلاء تجدهم على غير خط واضح، فمنهم من أيدها في مصر ورفضها في سوريا، أو أيدها في سوريا ورفضها في ليبيا، وهكذا من التخبط، كما قد يتساقط من مركب هذا الربيع مع الزمن الكثير ممن كانت تحركهم نزواتهم الخاصة دون مصالح الأمة العامة، لأنهم يمارسون الأستاذية على الشعوب، وهم منفصلون عنها.
                              أعتقد أن هذا كفيل وحده بتهافت الفكر التضليلي التخذيلي السلبي الذي رأس أمره نظرية المؤامرة.رغم أني لا أستبعد التآمر المصاحب والتآمر المتلقف في النهاية، لكن أن تكون الشعوب في مواجهة المؤامرة، والمؤامرة من أمامها، أفضل لها ألف مرة من أن تكون في قلب المؤامرة تحتويها من كل الجهات تتلبسها كالمرض الخبيث المستشري، فالشعوب الآن تخلصت من مؤامرة الداخل، وستواجه بعون الواحد الأحد مؤامرة الخارج، والله إن أراد بها خيرا سيعينها، ولن تهون أمة أحمد عليه الصلاة والسلام على باريها، فهو من اختارها لتكون شاهدة على الأمم الأخرى، وهـي الأحق والأجدر بذلك لأنها خير أمة أخرجت للناس، فلا نخوفها ونشككها في ذاتها وفي قدراتها وفي أبنائها، بل نحاول القرب منها لنتحسس نبضاتها. لأنها حتما ستعود، ولعله بداية المخاض، فلنرفق بالحامل حتى تضع مولودها، وعلينا أن لا نعيق الجنين قبل خروجه فهو يحتاج منا رعاية في مرحلة الرضاعة وفي مرحلة التنشئة، ومن رضع لبن الحرائر وبنهم الحرية فلا خوف عليه، وبعدها لكل حادث حديث، ولا نستبق الأحداث فبعضها علمه لنا وبعضها الآخر لا يعلمه سوى من خلق هؤلاء الربيعيين وخلق معهم ربيعهم.
                              وفي الأخير:أعتقد أن كل حـرّ وعاقل لو خيّر بين الميل إلى الطغاة أو الشعوب لاختار الشعوب كما اختار الله الجنة دارا للمساكين، ولوضع يده مع جماعة المسلمين، دون أن يشذ عنهم، فلا مؤامرة تطهر الأوطان من الأوثان، بل المؤامرة في بقاء أولئك الملوحين بشماعة التآمر وهم المؤامرة عينها، ولا مؤامرة على مؤامرة، وإنما المؤامرة على الحق، وإلا كانت الحياة محض عبث، كما أن المؤامرة على الباطل عين الحق، وهذا ما أنجزته الشعوب، ولها مني التحية الخالصة بكل التقدير والعرفان، فقد كنت أظنني لا أرى في حياتي هذا، لكن شاء ربي في علاه أن تكتحل عيني بمشاهد سقوط الدمى المعربدة على الشعوب، ومازال في عمري بقية.
                              هذه رؤيتي لعل فيها - ولاشك فيها - النقص البشري، لكنها حتما هي رؤية الكثيرين.

                              وتحياتي الممتدة أخي حسين.

                              أحسن الله إليك وأثابك خيرا
                              وأعلم أننا نتفق في الكثير وفرقتنا المراصد المستعملة والرؤى الراصدة للأحداث لا غير

                              ولما تختلف المراصد وتختلف زوايا الرصد تختلف معهما حتماً المرصودات ومن هنا تتعدد الرؤى، وهي مثرية ودليل صحة على كل حال.

                              -------------
                              * عين تيموشنت، الجزائر

                              التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 27-12-2011, 13:44.
                              لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
                              ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

                              {صفي الدين الحلّي}

                              تعليق

                              • مباركة بشير أحمد
                                أديبة وكاتبة
                                • 17-03-2011
                                • 2034

                                #30
                                هب أن الثورات العربية ماهي إلا مؤامرات أمريكية صهيونية
                                فماذا عن الثورات في :اسبانيا ،إيطاليا ...والمظاهرات المليونية في أمريكا على شكل مظاهرات مصرية " الشعب يريد إسقاط النظام " ؟؟؟" وهذا يعني أن العرب مؤثرين ....لا متأثرين "
                                هؤلاء العباقرة الذين خططوا للثورات العربية ،أوما مرَت عليهم لحظات تساءلوا فيها عن العواقب الوخيمة التي ستنجرَ تباعا إلى أراضيهم ،والواقع يشهد على ذلك أم أنها تاهت عنهم ،وما عرفوا لها هذه الحقيقة رسما إلا بعدما نهضت شعوبهم مطالبة هي الأخرى بإسقاط الأنظمة وتغيير الحكومات الجائرة ؟
                                فإن غابت عن ساحة تفكيرهم هذه الإستنتاجات الأكيدة ،فهذا يعني أنه وجب علينا تسميتهم ب: أسوء المخططين ..أوالأغبياء .لأن الذكي الذي يمتلك قدرة ذهنية فائقة على غيره من المتخلفين ،وجب أن تمتد بصيرته إلى أبعد من أنفه ،وأن لايسقط في الحفرة التي حفرها لعدوه .على العموم هناك يوتيوبات كثيرة تدلل على الثورات الأوروبية والأمريكية ،ولك أن تسأل الشيخ قوقل عنها ."وإذا قال قوقل فصدقوه ،فنعم القول ماقال قوقل.اسأله عن "مظاهرات مليونية في أمريكا على الطريقة المصرية ....وعن إيطاليا ومطالبة رئيس وزرائها بالتنحي عن الرئاسة بسبب انغماسه في الرذيلة مع "مالكة القلوب " ...وعن المظاهرات الإسبانية ...ولن أزيد.

                                أما عن الإسلاميين ،فكفاكم لهم قذفا ،فهم لم يأخذوا فرصتهم في الحكم بعد ،فما رأينا منهم إلا فصاحة اللسان والمظهر والجوهر الطيب . ولاتصدقوا وشوشة الودع ومزاعم القرووود . وهذه المرة لا تسل عنهم قوقل بل اسأل الشعب الجزائري ،فهو يعرف تماما كيف أنهم شردَوا في ترابهم ومورست على أجسادهم صنوف العذابات لا لشيئ إلا لأن الشعب اختارهم وفضلهم على العابثين .وبالتأكيد ماداموا للاعداء مخالفين ،فلن يرضوا عنهم أبدا .
                                تحيتي والتقدير

                                تعليق

                                يعمل...
                                X