الملك الحارس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عباس على داود
    محمد عباس على داود
    • 24-01-2010
    • 154

    الملك الحارس

    المَلَكُ الحارسُ
    ..............


    قصيدة شعرية
    ..............


    نضب الشعرُ ببعدك عنى
    كيف رضيتَ بأن تقتلعَ جذورك منى
    أنت المَلَكُ الحارس دوماً
    من رؤياك
    ومن نجواك
    ومن همساتك لاتحرمنى
    خذ بيمينك نبضة قلبىّ
    سوف تحدث قلبك أنّى
    حين تغيب ُ سترحلُ نفسى
    هل يُرضيك بأن تقتلنى؟
    .....
    حين تغيب ُ
    تغيب ُ الشمس ُ
    وتشرق فى القلب الأحزان ْ
    يرمى المطر ُ سيولَ اليأسِ
    يسير ُ القلبُ بغيرِ كيانْ
    أسأل قلبكَ كيف يدعنى
    انت ملاكى الحارسُ دوما
    كيف رضيتُ بأن تقتلنى ؟
    ............
    بعدك تنتحر الأسماء ُ
    يصبح كل الكونِ سواءُ
    يبزغ نورُ الفجر ِ كسيحاً
    تظلم فى القلب ِ الأضواء ُ
    أهمس إسمك
    يبزغ فجرٌ حين أشاءُ
    أسأل قلبك هل تفتنّى
    كيف تغيبُ
    وأنت ملاكى الحارس دوماً
    هل يرضيك بأن تقتلنى؟
    ...........
    نظرةُ عينّى حين تغيبُ
    ستحملُ إسمكَ
    تحملُ رسمكَ
    صورةَ قلبِك بالأشواقْ
    سوف يصير الزمن سطوراً
    تقصص عنك
    تعيد القص
    وترسم الواناً لفراقْ
    سوف أسافر فى اللحظاتِ
    لنهر الحزنِ
    أغوص كثيراً للأعماقْ
    أسأل عنك
    أتوق اليك
    وأحملُ أسئلةً تعصرنى
    كيف وأنت ملاكى الحارس
    كيف تغيبُ
    وهل يرضيك بأن تقتلنى ؟
    ............
    عد ببهاكْ
    فأنت الصحُو
    وأنت الحلمُ لمن يهواكْ
    انت النورُ
    وانت الظلُ
    فكيف أعيش بدون ضياكُ
    عد وأسمعنى
    حين أ صوغ الليل سطوراً من نجواك ْ
    عد فمياه النهر العطشى
    بين الظمأِ وبين الشوقِ
    تريد رُباك
    عد فالعمر يتوقُ اليك
    فأنت الصمتُ
    وأنت الهمسُ
    وأنت الحرف النابضُ القاً
    فى الأفلاك
    عد لوجودٍ دون وجودك لايرحمنى
    أنت ملاكى الحارس دوماً
    من رؤياك
    ومن نجواك

    ومن همساتك لاتحرمنى
    مدونتى (قصة قصيرة)
    htt\\mabassaly.blogspt.com
    مدونتى (شعر )
    htt\\mohamedabassaly.blogspot.com
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول إننا ومنذ العنوان الذى يقوم عليه النص نجد أنفسنا أمام الفكرة الغزلية التى تقوم على فكرة الشوق والحنين للحبيب الغائب الذى هو كل الحياة لحبيبه ، وهى فكرة غزلية عامة يعرفها المتلقى وسبق له أن تلقاها عبر الكثير من النصوص الغزلية


    - أى أننا هنا أمام فكرة غزلية طيبة وجميلة لكنها فكرة عامة مكرورة ، لا تحمل الدهشة للمتلقى ولا تجلو لنا اشتغالا فنيا على زوايا الفكرة ولا انعكاسها الخاص على وجدان المتلقى

    - يمكن القول إن المعالجة التى تشتغل على الفكرة تقوم على غنائية حيث النجوى التى يناجيها بطل النص لحبيبته الغائبة ومشكلة هذى النجوى أنها تستمر على وتيرة واحدة لا تتغير فهى تخبرنا أن الحبيبة هى الشمس والقمر والحياة ثم تعيد إخبارنا بذلك مرة أخرى ، ثم مرة ثالثة ورابعة ، فمثلا نتلقى مثل هذا السياق
    حين تغيب ُ سترحلُ نفسى
    هل يُرضيك بأن تقتلنى

    وهو السياق الذى يتكرر بعد ذلك أشبه بلازمة النص الغنائى ، وهى لازمة يمكن أن تكون مستساغة بدرجة ما مع طبيعة الأغنية الغزلية العربية ، لكننا هنا من المفترض أمام الغنائية التى تحتاج أن تكون محفزة للتلقى لتجربة غزلية يفترض بها أن تضيف لما سبقها لا أن تكرره فكرة وسياقا

    - الملاحظة الثانية فيما يخص المعالجة الفنية والتى لابد من الوقوف عليها وهى " خطاب الحبيبة بلغة المذكر" أى أن بطل النص يخاطب حبيبته على أنها مذكر حيث نتلقى على سبيل المثال مثل هذا السياق


    نضب الشعرُ ببعدك عنى
    كيف رضيتَ بأن تقتلعَ جذورك منى


    - وهو خطاب ظهر فى الشعر العربى لظروف حضارية خاصة فى أواخر العصر العباسى وما تلاه عندما بدأ يظهر الغزل بالمذكر ، ثم ورثت هذا الخطاب الأغنية العربية الكلاسيكية والحديثة كنموذج لتقليدها لسمات تراثية من الموشح الأندلسى والعباسى ، لكن هذا لا علاقة له بقصيدة التفعيلة وتطورها ومنجزها الفنى وجمالية خطابها الإنسانى الذى يعبر عن وجدان الشاعر ، فنحن هنا لسنا أمام أنشودة عباسية أو مملوكية ، ولسنا كذلك أمام أغنية ولا موشح كلاسيكى

    - نحن أمام قصيدة تفعيلة لابد لها أن تكون على وعى بخطابها الفنى ، على وعى بكيف تصوغه ليحمل رسالته التى يريد التعبير عنها ، وهى رسالة لا يمكن أن نتلقاها عبر هذا الارتباك فى الخطاب الذى يستعير خطاب المذكر ليعبر عن تجربته الوجدانية الخاصة التى لا علاقة لها بهذا الخطاب ولا تاريخه الأدبى الخاص ، كان على القصيدة التى بين إيدينا إذن أن تعى ذلك ولا تقع فى مثل هذا الخلط الذى يشوش رسالتها التى تكنزها للمتلقى


    - فيما يخص باقى أدوات المعالجة الفنية من حيث البنية الموسيقية فنحن أمام المتدارك الذى أجده كمتلق مناسبا لطبيعة التجربة ولحالة اللهفة وإيقاع القلق والحيرة التى تكتنف الجو النفسى لحبيب يفتقد حبيبته ويحن لحضورها الذى يمثل له عودة الروح ، ربما فحسب أقف أمام هذا السياق
    أسأل قلبكَ كيف يدعنى

    حيث إن الفعل " يدعنى " هنا يحتاج أن يتم تسكين العين حتى تستقيم بنية المتدارك بينما الفعل من حيث العلاقة النحوية مرفوع ولا علة نحويا لسكون العين

    - كما أقف أمام هذا السياق


    عد وأسمعنى

    - حيث إن الفعل همزته الوصل وهى التى معها يستقيم الوزن المتدارك لكن الفعل هنا كتبت همزته قطعا على غير الصواب

    - هناك أيضا نقطة هامة فيما يخص البنية الموسيقية هى الالتجاء إلى الضرورة الشعرية حيث نجد إظهار همزة كلمة " اسم " وذلك لضبط البنية الموسيقية

    - وختاما فيما يخص البنية الموسيقية هناك إهمال لأدوات الترقيم حيث إن علامات الاستفهام غائبة تماما ، كما أنه لا يوجد اهتمام بإظهار تشكيل نهاية السطر وهى نقطة هامة فى توضيح علاقة السطر بما بعده

    - المعالجة الفنية من حيث التخييل : نجد أننا بشكل عام أمام محفوظات التجربة الغزلية وتكرارها حيث نتلقى مثلا


    ( ملاكى الحارس كتشبيه بليغ ، تقتلع جذورك منى كاستعارة وكناية ، حين تغيب سترحل نفسى كاستعارة وكناية ، حين تغيب تغيب الشمس كاستعارة وكناية ، تشرق فى القلب الأحزان كاستعارة وكناية ، إسأل قلبك كاستعارة وكناية ، أهمس اسمك يبزغ فجر كاستعارة وكناية ، نظرة عينى تحمل اسمك كاستعارة وكناية )



    - والحقيقة هذى أمثلة للغة الغزل المكرورة التى لا تحمل فى رأيى دهشة ولا اشتغالا فنيا فاعلا على الصورة والتخييل بل إننا نصل فى سياق " أسأل قلب ، نظرة عينى تحمل اسمك " إلى اقتباسات من أغنيات باللهجة العامية خاصة فى سياق " أسأل " الذى صوابه من حيث اللغة " سل "

    - لكن التخييل أيضا يحمل بعضا من الصور الجميلة التى تدل على موهبة حقيقية واعدة خصبة مثل ( يرمى المطر سيول اليأس كاستعارة وكناية ، يسير القلب بغير كيان كاستعارة باهرة ذكية ، بعدك تنتحر الاسماء كاستعارة جميلة ذكية ، يبزغ نور الفجر كسيحا وهنا علاقة الحال كسيحا تقدم لنا استعارة رائعة وكناية جلية ، مياة النهر العطشى تريد رباك كاستعارة وكناية )

    - لذا من حيث التخييل نحن أمام ملمحين للتخييل ملمح يكرر ما سبقه دون اشتغال عليه وملمح لصورة شعرية يجتهد عليها الشاعر ويحاول أن يجعلها فعلا صورة شعرية من صياغة الروح وإبداعها ، وتجاور كلا الشكلين من التخييل يجعلنى كمتلق أستشعر أننا أمام شاعر واع مبدع موهوب ، ومثل هذى الموهبة لابد لها من أن تنفى عنها مع الممارسة الملمح الأول من التكرار والاقتباس من المحفوظات لكى تخلص إلى حالة الإبداع الحقيقى النقى الذى رأينا منه صورا عدة فى هذا النص الجميل

    تعليق

    • محمد عباس على داود
      محمد عباس على داود
      • 24-01-2010
      • 154

      #3
      تشرفت بحرفك الراقى ايها الأستاذ الفاضل ..ارجوك تقبل تقديرى ومودتى
      مدونتى (قصة قصيرة)
      htt\\mabassaly.blogspt.com
      مدونتى (شعر )
      htt\\mohamedabassaly.blogspot.com

      تعليق

      يعمل...
      X