الاستاذ الفاضل غسان إخلاصي، اتفق مع حضرتك فيما ذهبت إليه. فعدالة المنتصر هي العدالة التي فرضت على المهزومين، وبالتالي يستحيل أن ترقى لصورة العدل على الأرض.
ولكن لو لاحظت معي نقطة في غاية الأهمية أن معيار العدل من وجهة نظر الأمريكان لا يعتمد على مباديء عادلة ثابتة لا يغيرها الزمان أو المكان. فمعيارهم العدلي متغير ومتزحزح والثابت لديهم هي المصلحة والفائدة المادية. وهو كذلك معيار يعتمد على سوء أو بشاعة الآخر ليظهر ذلك المعيار حسب المتغيرات بشكل أرقى ممن يطبقون عليهم عدالتهم العوراء. فخذ مثلا انهزامهم في فييتنام حيث انكشف معيارهم المنافق أمام الحق الفييتنامي وظهرت سوءة شرورهم أمام شعبهم فثار وانتفض لإنهاء تلك الحرب. بينما ظهر معيارهم أنه يرتكز على شيء من الحقيقة عندما وقعت حرب عام 1991 بالخليج، لأن سوء تصرف حاكم عربي وعدم إدراكه للواقع الاستراتيجي لنا كأمة، جعل المعيار الأمريكي يتزحزح للأعلى، رغم أن الأمريكان لم يشنوا حربهم سوادا لعيوننا بالكويت ولا يعرف معظمهم أصلا أين تقع الكويت بالخارطة. لكن ما يحسب لجورج بوش الصغير أنه كشف المستور وأخرج مكنونات الحقد الدفين على كل ما هو مسلم وعربي. فهذا يحسب له ولا شك بحيث أنه أظهر المعيار العدلي الذي يؤمن به البعض في أمريكا.
لكن لا بد أن نتحلى بالإنصاف، فهناك تقارير عديدة تشير إلى أن الشعب الأمريكي، رغم التكبيل الإعلامي الذي يعمل على تضليله ليل نهار، يميل إلى معرفة الحقيقة ويستطيع متى أراد أن يعيد ترجيح كفة الميزان لصالح احترام حرية الإنسان ونيل الشعوب لاستقلاليتها وإراداتها الحرة، وبذلك يكون معيار العدالة لديهم متزنا ومنصفا. ولكن المعضلة تتمثل بصعوبة هذه المهمة إن لم نقل استحالتها، فالقرار الشعبي الأمريكي مختطف لصالح لوبيات تعمل بنظام ودأب لا يكل ولا يمل، والإعلام الأمريكي الموجه قادر على تزيين الموبقات والأباطيل وخداع الرأي العام مثلما رأينا بالحرب على أفغانستان والعراق، والعرب غير قادرين على إيصال وجهة نظرهم المحقة بشكل صحيح فهم حتى هناك متفرقون ومشتتون.
لكن رغبة الله جل وعلا فوق أمريكا والظالمين جميعا وعدله هو الأسمى والأرقى وحكمته هي التي ستسود على الأرض إن طال الزمان أو قصر.
تقبل أطيب تحية
ولكن لو لاحظت معي نقطة في غاية الأهمية أن معيار العدل من وجهة نظر الأمريكان لا يعتمد على مباديء عادلة ثابتة لا يغيرها الزمان أو المكان. فمعيارهم العدلي متغير ومتزحزح والثابت لديهم هي المصلحة والفائدة المادية. وهو كذلك معيار يعتمد على سوء أو بشاعة الآخر ليظهر ذلك المعيار حسب المتغيرات بشكل أرقى ممن يطبقون عليهم عدالتهم العوراء. فخذ مثلا انهزامهم في فييتنام حيث انكشف معيارهم المنافق أمام الحق الفييتنامي وظهرت سوءة شرورهم أمام شعبهم فثار وانتفض لإنهاء تلك الحرب. بينما ظهر معيارهم أنه يرتكز على شيء من الحقيقة عندما وقعت حرب عام 1991 بالخليج، لأن سوء تصرف حاكم عربي وعدم إدراكه للواقع الاستراتيجي لنا كأمة، جعل المعيار الأمريكي يتزحزح للأعلى، رغم أن الأمريكان لم يشنوا حربهم سوادا لعيوننا بالكويت ولا يعرف معظمهم أصلا أين تقع الكويت بالخارطة. لكن ما يحسب لجورج بوش الصغير أنه كشف المستور وأخرج مكنونات الحقد الدفين على كل ما هو مسلم وعربي. فهذا يحسب له ولا شك بحيث أنه أظهر المعيار العدلي الذي يؤمن به البعض في أمريكا.
لكن لا بد أن نتحلى بالإنصاف، فهناك تقارير عديدة تشير إلى أن الشعب الأمريكي، رغم التكبيل الإعلامي الذي يعمل على تضليله ليل نهار، يميل إلى معرفة الحقيقة ويستطيع متى أراد أن يعيد ترجيح كفة الميزان لصالح احترام حرية الإنسان ونيل الشعوب لاستقلاليتها وإراداتها الحرة، وبذلك يكون معيار العدالة لديهم متزنا ومنصفا. ولكن المعضلة تتمثل بصعوبة هذه المهمة إن لم نقل استحالتها، فالقرار الشعبي الأمريكي مختطف لصالح لوبيات تعمل بنظام ودأب لا يكل ولا يمل، والإعلام الأمريكي الموجه قادر على تزيين الموبقات والأباطيل وخداع الرأي العام مثلما رأينا بالحرب على أفغانستان والعراق، والعرب غير قادرين على إيصال وجهة نظرهم المحقة بشكل صحيح فهم حتى هناك متفرقون ومشتتون.
لكن رغبة الله جل وعلا فوق أمريكا والظالمين جميعا وعدله هو الأسمى والأرقى وحكمته هي التي ستسود على الأرض إن طال الزمان أو قصر.
تقبل أطيب تحية
تعليق