من مذكرات عبده كفته /1
لم يكن عبده كفته بالمطرب العادى عند البعض وحينما كنا نستمع اليه بصوته الجهورى الرخيم الذى يشبه اصوات المطربين الذى يغنى لهم باستمرار فكنا نندهش غير ان عبده كفته وبالمناسبه سماه الجميع عبده كفته لانه كان عاشقا للكفته كالغناء تماما فحينما كان يبدا فى وصله الغناء على العود لابد ان ياكل كيلوا كفته وحده دون مشاركه من احد خاصه الكفته المطبوخه من اللحم الضانى عموما عبده كفته هذا كنا نستمع اليه دوما خصوصا وهو يغنى الاغانى الحماسيه التى يحبها وحينما يتطرق الى اغانى مثلا زكريا احمد وخصوصا اغنيه يا صلاه الزين كان يمط دوما فى كلمه (حصا ارضه لولى ومرجان)فكنا نندهش وقتها هل فعلا هناك رجل حصى ارضه من اللولى والمرجان وكنا نحسده على ان هناك رجل بهذا الثراء حتى الحصى لولى ومرجان ثروه هائله وكنا بالمقابل نغبط السيده /عزيزه التى سوف تتزوج رجل بهذا الثراء ويبدوا ان الكلمات خياليه فى وقتها ولكننا اكتشفنا بعد ذلك ان هناك اناس كثر ليس فقط حصى ارضهم لولى ومرجان بل بلاط منازلهم ذهب ومرجان وفضه ولولى واكتشفنا ايضا ان هناك رجال نهبوا البلاد والعباد وامتلكوا المليارات التى بسهوله جدا تجعلهم لا يرضون بالسيده عزيزه صاحبه المقام الرفيع التى رفضت صاحب الارض على ما يبدوا وتخيلت انها كذبه وان حصى ارضه لا لولى ولا مرجان وانها خدعه كبرى من تاليف خيال الشاعر
الا ان عبده كفته اصر على مبداه واخذ يردد الكلمات فى انسجام ويلح عليه احد اصداقنا ان يتكى على حصى ارضه ويكررها مرات لانها ممتعه وانها تطربه
عموما عبده كفته لم يكن ينسجم تماما الا عندما يغنى مقامات الحريرى واغانى الموصلى وزرياب فكم هو متمكن فيهما وحينما يغنى لحن لمحب الدين الخطيب او ابن هانىء او صفى الدين الحلى ينسجم الجميع ويتساؤلون هل عبده كفته عنده اطلاع وافر على مقامات الاندلسيين وموشحاتهم
كنا نتامل عبده كفته بشاربه الطويل ونستمتع باداءه وصوته الرخيم حينما كان يغنى مثلا الارض بتتكلم عربى او بلادى او مصر التى فى خاطرى او حتى الجندول فكنا ننسجم حينما كان يردد ببلاغه واحكام (اه لو كنت معى نختال عبره)ونكتشف لاول مره ان على محمود طه كم ابدع فى كتابه تلك الكلمات وكا منا له ذكرى مع نهر النيل العظيم وحينما كان يغنيها عبده كفته كان يمط فى شفتاه فى حزن بالغ حينما يردد (اه اه لو كنت معى نختال عبره)ثم اننا اكتشفنا ان عبده كفته كان مثقفا للغايه فله اطلاع على بحور الشعر ويختار القصائد التى يغنيها بعنايه فائقه
الحقيقه ان عبده كفته مطرب غير عادى لاننا اكتشفنا فيما بعد انه مثقف وسياسى بارع وفنان وشاعر ايضا ورسام فكان له اطلاع وافر على التراث الغنائى سواء الشرقى او الغربى ثم نجده يلقى علينا قصائد لعظماء الشعراء وخاصه المتنبى ثم اكتشفنا انه فيلسوف ومفكر ورجل دين فكان ببراعه يحدثنا عن الفلسفه وعلاقه ابن رشد بابن سينا والنزعه الروحيه عند الغزالى وعلم الاخلاق لاسبينوزا ومسكويه ونجد ايضا انه له حظ وافر من الاطلاع على كتب الفقه والحديث فنجده يسرد لك البخارى كله ويقطف لنا من فقه الامام ابى حنيفه ثم احمد ثم الشافعى وحينما يختم كلامه يردد يرحمهم الله تعالى
اننا حينما نجلس مع عبده كفته نستفيد للغايه ونسال لماذا عبده كفته يغنى
ان عبده كفته هذا ليس مطربا بالمعنى المفهوم اى معروف وله اسطوانات او يخرج على الشاشات وانما هو مطرب صالونات ولا يتكسب من الغناء انما يقول لنا دوما انه يغنى لمزاجه ولاصدقاءه وفى رحلاته
وحينما كنت فى باريس اندهشت تماما من وجود عبد كفته هناك فكيف عرف باريس وجاء ليزورها وهو حسب ما رايت انه لا يتكسب من الغناء وقبضت عليه متلبسا فى احدى شوارع العاصمه وهو ياكل فى مطعم ويحمل العود بيده فاندهش منى فقلت له من الذى اتى بك الى هنا اجاب على الفور صديق ثرى معجب بى من رجال الاعمال وهو بانتظارى فذهبت معه الى حيث يعقد حفلته المنزليه
واندهشت تماما من وجود رجال كبار وعلماء وفنانين ومثقفين فى منزل رجل الاعمال
فتعرفت على الرجل وكانت جلسه رائعه
لم نكن نتوقع انا ورفاقى ان عبده كفته سيغنى فى صالونات باريس اغانى لسان الدين الخطيب وابن هانىء وابن زيدون او المتنبى وابى فراس الحمدانى ويستخدم مقامات الموصلى وزرياب والفارابى
انه تراث لقد غنى من جميع الاوطان العربيه والاسلاميه من عصر الفراعنه وحتى الفتح الاسلامى ومطربى الخلافه الاسللاميه فى العصرين الاموى والعباسى
لقد اتحف الجميع بقصيده ابى نواس والحصرى القيروانى حتى اننا ظننا اننا فى زمن الاندلس او الامويين
عبده كفته ولاول مره يستخدم مقامات لم نعهدها فهو مجدد فى التراث الموسيقى لقد برع فى الفن واخترع اشياء لم يصل اليها الفارابى او ابن سينا او علماء الفن الاقدمون
عبده كفته مثال نادر انه بيتهوفن العرب على حد تعبير بعض الحاضرين من عشاقه
لقد افاض واسترسل عبده كفته فى سرد قصه حياته وان والده عليه رحمه الله ترك له خمس فدادين ارض وعمارتين انه يبدوا غنيا وثريا او انه يعتقد ذلك وانه فى بدايه شبابه تزوج من السيده/ربه الصون والعفاف عطيات ام شفه وكانت راقصه محترمه على حد قوله ترقص بشوارع الهرم الماجنه المعروفه الى ان تابت وامتنعت عن الرقص واكتفت بالرقص على موسيقى عبده كفته
والغريب ان عبده كفته يعترف بانه عاش جزءا كبيرا من حياته فى هلس وقله ادب وانه رجع وتاب عن تلك الحياه الرتيبه التافهه لان ذوقه العام واخلاقه لم تسمح بفعل تلك المنكرات وفضل حياه الصالونات الشريفه عن حياه الملاهى الدنيئه الا انه تعرف على عطيات ويقول انه اعجب بها وتزوجها بشرط ان تترك الفسق والفجور وتعود لتحتمى بظله ويبدوا ان عطيات وافقت لانها كانت ترغب وعلى وجه السرعه فى اى احد ينتشلها من الوحل كما يقول فى مذكراته
ما علينا المهم اننا نستمع اليه فى هذا الصالون الثقافى الان والغريب كلما طلب منه اى مستمع اى قصيده او اغنيه قديمه او من اى وطن يغنيها على الفور انه تراث
عبده كفته الان يبلغ من العمر ستون عاما ذو شعر ابيض وجسد نحيل وعينان بارزتان
قصير القامه يرتدى بدله بالكرافت حمراء اللون وحذاءا ابيضا
لا يدخن ولا يشرب اى انواع من الخمور يعشق اليانسون والقرفه والبن
مريض بالسكر والقلب والضغط والروماتيزم وجميع الامراض تصب فى جسده النحيل
لكنه يبدو شبابا يضحك ويغنى ويصدر النكات ويتكلم ويجيب عن اى سؤال فى اى مجال ةيمتلك ثقافه رائعه ولديه مكتبه قيمه
بدا عبده كفته يغنى من اغانى التراث العثمانى ثم التراث العربى ثم المصرى ثم العراقى وهكذا والحاضرون مندهشون
وحينما انتهى من وصله الطرب بدا الجميع يغمزونه بالاموال والهدايا والهبات
عبده كفته ليس صديقا لى وانما هو ممن تعرفت عليهم من خلال جولاتى هنا او هناك
وهو يستحق الدراسه والشرح حتى ان بعض الرجال عرضوا عليه ان يكتب مذكراته على نفقته الخاصه وقرر احد الحاضرين ان يقيم له تمثالا هنا فى باريس ورغم انه شىء يبدوا مضحكا الا انه يستحق للذى تعرف عليه عن قرب
لقد اندهشت حينما تكلم عبده كفته فى امور الشريعه والسياسه والادب فتجده مثقفا للغايه
حتى سماه بعض الحاضرين بالفنان الموسوعه
وعبده كفته لا يهتم بهذا او ذاك وانما يحتضن عوده ويبدا فى تكرار القصيده المعهوده(اه لو كنت معى نختال عبره)فتشراب له الاذان والانظار حتى يكرر صديقنا المعهود نفس الالحاح
(والنبى يا سى عبده حصى ارضه من تانى)
فيكررها عبده كفته فى انسجام بالغ وينسجم معه الحاضرين
2-
السيد/عبده كفته سيقدم لكم وصله من الطرب الاصيل على اله العود
يصفق الحاضرين تصفيقا حارا
عبده كفته يترنح يمينا وشمالا (يعبط العود عبطا) ويتقدم محى الجماهير يبدوا عليه السعاده البالغه
يناديه احد المتابعين
=ممكن والنى يا سى عبده تيمعنا كايده العزال انا من يومى
فينفشخ فم احدهم مرددا (والنى يا سى عبده سمعنا انا هويت لسيد درويش
يبدوا ان الجميع ينتظرونه بفارغ الصبر فكل واحد يرغب فى سماع ما يريده
وانا جالس فى اخر الصف ارى واندهش من هذا المطرب الاعجوبه ومعى صديقى يكرر دوما كلمه سبحان الله
يسكت الجميع فيبدا مسيو كفته فى اللعب على اوتار العود مغنيا باه يا ليل واه ياعين المعتاده واضعا ساق على اخرى ويحتسى شراب اليانسون المفضل له
يكرر احد الحاضرين بالحاح
=والنبى يا سى عبده عايزين الصب تفضحه عيونه
فيغنى سى عبده الصب تفضحه عيونه ثم يتبعها بانا هويت ثم يليها بصلاه الزين على عزيزه ومساله حصى ارضه لولى ومرجان ثم يختمها بقصيده صلاح امرك للاخلاق مرجعه فقوم النفس بالاخلاق تستقم نهج البرده
يصفق الحاضرين فينهض مسيو كفته ممسكا عوده فى انبهار وتؤخذ له صورا تذكاريه
وينظر لصوره شارل ديجول محييه بامتنان فيقف له احتراما احد المثقفين الفرنسيين قائلا
=يبدوا انك تحب ديجول
كفته=وهل يخفى القمر عن الرجل صاحب المواقف المشرفه فى مجال العلاقات الدوليه
يردد الفرنسى =انك تبدوا محنكا سياسيا وذا خبره وفيره
عبده كفته يخرج من القاعه بعد ان يتناول العشاء الفاخر فيهمس فى اذنى قائلا
مسيو كفته/بكره هروح الصالون الثقافى ابقى تعالى هغنى هناك لسيد درويش بس
سالته لماذا قال لانهم يحبونه ويحيون ذكرى وفاته كل عام فى نفس الوقت
لقد صنع له احد المثالين هنا تمثالا وكتب عليه فنان الشعب المصرى سيد درويش
لم اكن اعرف تلك المعلومه الا من مسيو كفته يا لسذاجتى
والى اللقاء مع عبده كفته فى الصالون الثقافى
لم يكن عبده كفته بالمطرب العادى عند البعض وحينما كنا نستمع اليه بصوته الجهورى الرخيم الذى يشبه اصوات المطربين الذى يغنى لهم باستمرار فكنا نندهش غير ان عبده كفته وبالمناسبه سماه الجميع عبده كفته لانه كان عاشقا للكفته كالغناء تماما فحينما كان يبدا فى وصله الغناء على العود لابد ان ياكل كيلوا كفته وحده دون مشاركه من احد خاصه الكفته المطبوخه من اللحم الضانى عموما عبده كفته هذا كنا نستمع اليه دوما خصوصا وهو يغنى الاغانى الحماسيه التى يحبها وحينما يتطرق الى اغانى مثلا زكريا احمد وخصوصا اغنيه يا صلاه الزين كان يمط دوما فى كلمه (حصا ارضه لولى ومرجان)فكنا نندهش وقتها هل فعلا هناك رجل حصى ارضه من اللولى والمرجان وكنا نحسده على ان هناك رجل بهذا الثراء حتى الحصى لولى ومرجان ثروه هائله وكنا بالمقابل نغبط السيده /عزيزه التى سوف تتزوج رجل بهذا الثراء ويبدوا ان الكلمات خياليه فى وقتها ولكننا اكتشفنا بعد ذلك ان هناك اناس كثر ليس فقط حصى ارضهم لولى ومرجان بل بلاط منازلهم ذهب ومرجان وفضه ولولى واكتشفنا ايضا ان هناك رجال نهبوا البلاد والعباد وامتلكوا المليارات التى بسهوله جدا تجعلهم لا يرضون بالسيده عزيزه صاحبه المقام الرفيع التى رفضت صاحب الارض على ما يبدوا وتخيلت انها كذبه وان حصى ارضه لا لولى ولا مرجان وانها خدعه كبرى من تاليف خيال الشاعر
الا ان عبده كفته اصر على مبداه واخذ يردد الكلمات فى انسجام ويلح عليه احد اصداقنا ان يتكى على حصى ارضه ويكررها مرات لانها ممتعه وانها تطربه
عموما عبده كفته لم يكن ينسجم تماما الا عندما يغنى مقامات الحريرى واغانى الموصلى وزرياب فكم هو متمكن فيهما وحينما يغنى لحن لمحب الدين الخطيب او ابن هانىء او صفى الدين الحلى ينسجم الجميع ويتساؤلون هل عبده كفته عنده اطلاع وافر على مقامات الاندلسيين وموشحاتهم
كنا نتامل عبده كفته بشاربه الطويل ونستمتع باداءه وصوته الرخيم حينما كان يغنى مثلا الارض بتتكلم عربى او بلادى او مصر التى فى خاطرى او حتى الجندول فكنا ننسجم حينما كان يردد ببلاغه واحكام (اه لو كنت معى نختال عبره)ونكتشف لاول مره ان على محمود طه كم ابدع فى كتابه تلك الكلمات وكا منا له ذكرى مع نهر النيل العظيم وحينما كان يغنيها عبده كفته كان يمط فى شفتاه فى حزن بالغ حينما يردد (اه اه لو كنت معى نختال عبره)ثم اننا اكتشفنا ان عبده كفته كان مثقفا للغايه فله اطلاع على بحور الشعر ويختار القصائد التى يغنيها بعنايه فائقه
الحقيقه ان عبده كفته مطرب غير عادى لاننا اكتشفنا فيما بعد انه مثقف وسياسى بارع وفنان وشاعر ايضا ورسام فكان له اطلاع وافر على التراث الغنائى سواء الشرقى او الغربى ثم نجده يلقى علينا قصائد لعظماء الشعراء وخاصه المتنبى ثم اكتشفنا انه فيلسوف ومفكر ورجل دين فكان ببراعه يحدثنا عن الفلسفه وعلاقه ابن رشد بابن سينا والنزعه الروحيه عند الغزالى وعلم الاخلاق لاسبينوزا ومسكويه ونجد ايضا انه له حظ وافر من الاطلاع على كتب الفقه والحديث فنجده يسرد لك البخارى كله ويقطف لنا من فقه الامام ابى حنيفه ثم احمد ثم الشافعى وحينما يختم كلامه يردد يرحمهم الله تعالى
اننا حينما نجلس مع عبده كفته نستفيد للغايه ونسال لماذا عبده كفته يغنى
ان عبده كفته هذا ليس مطربا بالمعنى المفهوم اى معروف وله اسطوانات او يخرج على الشاشات وانما هو مطرب صالونات ولا يتكسب من الغناء انما يقول لنا دوما انه يغنى لمزاجه ولاصدقاءه وفى رحلاته
وحينما كنت فى باريس اندهشت تماما من وجود عبد كفته هناك فكيف عرف باريس وجاء ليزورها وهو حسب ما رايت انه لا يتكسب من الغناء وقبضت عليه متلبسا فى احدى شوارع العاصمه وهو ياكل فى مطعم ويحمل العود بيده فاندهش منى فقلت له من الذى اتى بك الى هنا اجاب على الفور صديق ثرى معجب بى من رجال الاعمال وهو بانتظارى فذهبت معه الى حيث يعقد حفلته المنزليه
واندهشت تماما من وجود رجال كبار وعلماء وفنانين ومثقفين فى منزل رجل الاعمال
فتعرفت على الرجل وكانت جلسه رائعه
لم نكن نتوقع انا ورفاقى ان عبده كفته سيغنى فى صالونات باريس اغانى لسان الدين الخطيب وابن هانىء وابن زيدون او المتنبى وابى فراس الحمدانى ويستخدم مقامات الموصلى وزرياب والفارابى
انه تراث لقد غنى من جميع الاوطان العربيه والاسلاميه من عصر الفراعنه وحتى الفتح الاسلامى ومطربى الخلافه الاسللاميه فى العصرين الاموى والعباسى
لقد اتحف الجميع بقصيده ابى نواس والحصرى القيروانى حتى اننا ظننا اننا فى زمن الاندلس او الامويين
عبده كفته ولاول مره يستخدم مقامات لم نعهدها فهو مجدد فى التراث الموسيقى لقد برع فى الفن واخترع اشياء لم يصل اليها الفارابى او ابن سينا او علماء الفن الاقدمون
عبده كفته مثال نادر انه بيتهوفن العرب على حد تعبير بعض الحاضرين من عشاقه
لقد افاض واسترسل عبده كفته فى سرد قصه حياته وان والده عليه رحمه الله ترك له خمس فدادين ارض وعمارتين انه يبدوا غنيا وثريا او انه يعتقد ذلك وانه فى بدايه شبابه تزوج من السيده/ربه الصون والعفاف عطيات ام شفه وكانت راقصه محترمه على حد قوله ترقص بشوارع الهرم الماجنه المعروفه الى ان تابت وامتنعت عن الرقص واكتفت بالرقص على موسيقى عبده كفته
والغريب ان عبده كفته يعترف بانه عاش جزءا كبيرا من حياته فى هلس وقله ادب وانه رجع وتاب عن تلك الحياه الرتيبه التافهه لان ذوقه العام واخلاقه لم تسمح بفعل تلك المنكرات وفضل حياه الصالونات الشريفه عن حياه الملاهى الدنيئه الا انه تعرف على عطيات ويقول انه اعجب بها وتزوجها بشرط ان تترك الفسق والفجور وتعود لتحتمى بظله ويبدوا ان عطيات وافقت لانها كانت ترغب وعلى وجه السرعه فى اى احد ينتشلها من الوحل كما يقول فى مذكراته
ما علينا المهم اننا نستمع اليه فى هذا الصالون الثقافى الان والغريب كلما طلب منه اى مستمع اى قصيده او اغنيه قديمه او من اى وطن يغنيها على الفور انه تراث
عبده كفته الان يبلغ من العمر ستون عاما ذو شعر ابيض وجسد نحيل وعينان بارزتان
قصير القامه يرتدى بدله بالكرافت حمراء اللون وحذاءا ابيضا
لا يدخن ولا يشرب اى انواع من الخمور يعشق اليانسون والقرفه والبن
مريض بالسكر والقلب والضغط والروماتيزم وجميع الامراض تصب فى جسده النحيل
لكنه يبدو شبابا يضحك ويغنى ويصدر النكات ويتكلم ويجيب عن اى سؤال فى اى مجال ةيمتلك ثقافه رائعه ولديه مكتبه قيمه
بدا عبده كفته يغنى من اغانى التراث العثمانى ثم التراث العربى ثم المصرى ثم العراقى وهكذا والحاضرون مندهشون
وحينما انتهى من وصله الطرب بدا الجميع يغمزونه بالاموال والهدايا والهبات
عبده كفته ليس صديقا لى وانما هو ممن تعرفت عليهم من خلال جولاتى هنا او هناك
وهو يستحق الدراسه والشرح حتى ان بعض الرجال عرضوا عليه ان يكتب مذكراته على نفقته الخاصه وقرر احد الحاضرين ان يقيم له تمثالا هنا فى باريس ورغم انه شىء يبدوا مضحكا الا انه يستحق للذى تعرف عليه عن قرب
لقد اندهشت حينما تكلم عبده كفته فى امور الشريعه والسياسه والادب فتجده مثقفا للغايه
حتى سماه بعض الحاضرين بالفنان الموسوعه
وعبده كفته لا يهتم بهذا او ذاك وانما يحتضن عوده ويبدا فى تكرار القصيده المعهوده(اه لو كنت معى نختال عبره)فتشراب له الاذان والانظار حتى يكرر صديقنا المعهود نفس الالحاح
(والنبى يا سى عبده حصى ارضه من تانى)
فيكررها عبده كفته فى انسجام بالغ وينسجم معه الحاضرين
2-
السيد/عبده كفته سيقدم لكم وصله من الطرب الاصيل على اله العود
يصفق الحاضرين تصفيقا حارا
عبده كفته يترنح يمينا وشمالا (يعبط العود عبطا) ويتقدم محى الجماهير يبدوا عليه السعاده البالغه
يناديه احد المتابعين
=ممكن والنى يا سى عبده تيمعنا كايده العزال انا من يومى
فينفشخ فم احدهم مرددا (والنى يا سى عبده سمعنا انا هويت لسيد درويش
يبدوا ان الجميع ينتظرونه بفارغ الصبر فكل واحد يرغب فى سماع ما يريده
وانا جالس فى اخر الصف ارى واندهش من هذا المطرب الاعجوبه ومعى صديقى يكرر دوما كلمه سبحان الله
يسكت الجميع فيبدا مسيو كفته فى اللعب على اوتار العود مغنيا باه يا ليل واه ياعين المعتاده واضعا ساق على اخرى ويحتسى شراب اليانسون المفضل له
يكرر احد الحاضرين بالحاح
=والنبى يا سى عبده عايزين الصب تفضحه عيونه
فيغنى سى عبده الصب تفضحه عيونه ثم يتبعها بانا هويت ثم يليها بصلاه الزين على عزيزه ومساله حصى ارضه لولى ومرجان ثم يختمها بقصيده صلاح امرك للاخلاق مرجعه فقوم النفس بالاخلاق تستقم نهج البرده
يصفق الحاضرين فينهض مسيو كفته ممسكا عوده فى انبهار وتؤخذ له صورا تذكاريه
وينظر لصوره شارل ديجول محييه بامتنان فيقف له احتراما احد المثقفين الفرنسيين قائلا
=يبدوا انك تحب ديجول
كفته=وهل يخفى القمر عن الرجل صاحب المواقف المشرفه فى مجال العلاقات الدوليه
يردد الفرنسى =انك تبدوا محنكا سياسيا وذا خبره وفيره
عبده كفته يخرج من القاعه بعد ان يتناول العشاء الفاخر فيهمس فى اذنى قائلا
مسيو كفته/بكره هروح الصالون الثقافى ابقى تعالى هغنى هناك لسيد درويش بس
سالته لماذا قال لانهم يحبونه ويحيون ذكرى وفاته كل عام فى نفس الوقت
لقد صنع له احد المثالين هنا تمثالا وكتب عليه فنان الشعب المصرى سيد درويش
لم اكن اعرف تلك المعلومه الا من مسيو كفته يا لسذاجتى
والى اللقاء مع عبده كفته فى الصالون الثقافى
تعليق