مُصافحة... !
عبد اللطيف غسري
شَحَنْتِ إليَّ دمي الخامِلا
وأرسَلْتِهِ جامِحًا جافِلا
يَفيضُ كَنَهرٍ مِنَ الهَمْهَماتِ
يَزُفُّ إليَّ حَيًا هاطِلا
يُفارقُ مُنتَجَعاتِ الغمامِ
ويَسقطُ عِندَ الضُّحَى وابِلا
سَيُغْرقُ بَرَّ الصَّدى حَوْلَهُ
إذا لم تكوني لهُ ساحِلا
أصَافحْتِني أم تَفَتَّقْتِ في
يَدِي نَرْجِسًا مُورقًا نَائِلا؟
أخاطبْتِني أم تفجَّرْتِ في
فمي نَغَمًا مُحْيِِيًا قاتِلا؟
لكِ اللهُ ! مِن أيِّ حُلْمٍ أتيْتِ
تبُثِّينَني شَبقًا عاقِلا؟
يُجَنْدِلُني فوق صَخرِ الكلامِ
ويَترُكُني فوقَهُ ذاهِلا
أتيتِ على هَودَجٍ مِن حَياءٍ
تُضيئينَ قِنديليَ الذابِلا
وتَفْتَرُّ فيكِ شِفاهُ المسَاءِ
ربيعًا بفَيْضِ الشذا حافِلا
يُكاشِفُني بِكِ شَفَّاَفَةً
ويَفضَحُ لي سِرَّكِ العاجِلا
بأنَّكِ مَوْشُومةٌ بالحنانِ
وَشَمْتِ بهِ الخِصْرَ والكاحِلا
وأنَّكِ مُثْقَلَةٌ بالهُيامِ
غَدَوْتِ بهِ شَفقًا مائِلا
وفي وَجنتيكِ انْبِجاسُ الحَنينِ
يَلوحُ - كَقافِيَتي- هائِلا
وعيناكِ تسْتشْرفانِ المَدى
وتسْتحْضِرانِ غدِي الآجِلا
وعَرَّافةُ العِشقِ في راحَتيْـكِ
تُطالعُ حَاضِرَنا الماثِلا
وحِيدَيْنِ نرْعَى كتابَ السَّناءِ
ونُمْسِي بهِ خَبرًا واصِلا
يُحَيِّرُ ذاكِرَةَ المُرْجِفين
ويُعْيِي السُّؤالُ بهِ السَّائلا
آيت اورير - المغرب
15/10/2011
تعليق