أولهما ما قراءتك لتذكير الحبيبة فى التجربة الجميلة التى بين أيدينا حيث نتلقى " قارىء الروح " كعلاقة نداء للمذكر ، لماذا فى ذائقتك لم يكن السياق مؤنثا خاصة فى خطاب الحبيبة خاصة وأننا نتلقى سياقا لمخاطبة الأم فى النص سياقا مؤنثا دالا بجلاء على الأم فلماذا كان التذكير فى المفتتح للحبيبة
يسعدني أن القراءة لقيت قبولا لديك
وشكرا لهذه الملاحظات أو الأسئلة التي سأجيب عنها حسب ما قرأته ما بين سطور هذه القصيدة الرائعة
نجد الشاعر أورد كلمة " قارئ " في عنوان القصيدة " قارئ الروح " رغم أنه يخاطب الحبيبة
وهي مؤنث والكلمة جاءت للمذكر لعدة أسباب منها :
أولا : أن الوزن سيختل لو قال : " قارئة " القصيدة على البحرالبسيط والتفعيلات هي : مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
لو افترضنا الشاعر استعمل كلمة " قارئة " سيكون هناك خلل في الوزن
يا قارئر .(مستفعلن).. روح رت (فاعلن)... تل سورتل (مستفعلن ) ... فلقي ...(فعلن)
بينما لو استعمل كلمة " قارئة " سيكون
يا قارئتر روحِ رت تلي سو رتل فلقي (اه اه ا ا اه اه ا اه اا اه اه ا اه ا ا اه)
نأتي للسبب الأهم الذي جعل الشاعر – في رأيي المتواضع – أنه جعل الخطاب للحبيبة يكون بالمذكر
لو جعل الشاعر البيت هكذا :
يا قارئة الروح
سيكون هناك ليس خلل عروضي فقط بل خلل أيضا في المعنى والمضمون وتشويها لصورة الحبيبة
تتعارض كلمة قارئة مع الروح إذ لو استعمل كلمة " قارئة " فكأنه يقول أن الحبيبة منجمة كما " ياقارئة الفنجان "
هنا القصيدة سيتغير مضمونها من ألفها إلى يائها
المنجم لا يقرأ الروح .. يعجز عن هذا .. وأيضا سيضفي صفة الكذب للحبيبة .. فمهما قالت ومهما قرأت
سيكون ما تقرأه كذب في كذب .. إضافة إلى أن المنجمة لا ترتل سور القرآن
وأيضا كلمة " يا قارئ الروح " من حيث الموسيقى والتردد الصوتي أقوى
أما الشطر الثاني من السؤال هل يستعذب الشاعر سيفه الذي صاغه من القلق ؟
أقول – حسب قراءتي المتواضعة للقصيدة – أن الشاعر هنا يستعذب القلق ..
القلق هو الدينمو له هنا لقول الشعر .. القلق هو معدن من معادن صناعة الشعر عند الشاعر
إضافة لمعدن الحزن والشجن ووو .. به يصنع سيفه ليشهره
ولو تألملنا القصيدة نجد الشاعر هنا قد تمرّس على الحزن فهو يرافقه منذ صغره
ولهذا هو يشهر سيف القلق فلا سلاح عنده غير القلق
إضافة إلى أنه يستعذب القلق فهو يستعطف به قلب حبيبته كي ترتل سورة الفلق وترافقه في رحلة الحزن كي تحميه
هو محتاج لحبيبته وأمه وأرضه
شكرا لك أخي الفاضل على هذه المداخلة التي سعدت بها
تقديري نهر لا ينضب
تعليق