حبيبي طيف.. !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    حبيبي طيف.. !

    إلتقينا على كراسي الانتظار في أحد مختبرات مستشفى معروف في مدينتي.. توضّحَ لي من هيئته أنّه من دولة مجاورة، لكن راودني شعور مبهم كأنني أعرفه طيلة حياتي، لا أدري سببه أهي رقته أم بسمته؟ لطفه أم هدوءُه..

    يوحي بأن الدنيا ما زالت بألف خير.. نادوه باسمه الكامل فعلا اسم على مسمى "الطيب حسن."

    غادرت إلى البيت وصورته ما زالت منطبعة في خيالي، يرتدي ثوبه الأبيض الفاخر وشماغ (الغثرة) زاهيا. يا له من رجل وسيم لافت للأنظار..

    لم أتردد في البحث عنه من خلال (جوجل)، وجدته بسهولة هاهو ذا وتلك صورته، يعمل مراسلا رياضيا في إحدى الصحف، حتى (الإيميل) خاصته مذكور في معلوماته. فأرسلت له طلب صداقة دون تردد، ووافق عليه فورا.

    أمتعتني حواراته منذ البداية، وصرنا نمضي معظم الوقت نتحادث لساعات طويلة، ياله من مثقف مطلع، ما أوسع علمه ومعلوماته لا تخفى عليه شاردة ولا واردة.

    تدريجيا ملأ عليّ حياتي وكل فراغي.. وبدأت مشاعري تتغيّر نحوه.. صرت أغار عليه، لا أرغب في أن يحادث غيري...

    فرحت لما كاشفني بحبه، مبديا استعداده للقدوم إلى بلدي كي نتعارف رسميا بهدف الزواج، لكنني اعتذرت آسفة بسبب اعتلال صحتي، قلبي ضعيف لا يحتمل، ومنعني الأطباء من خوض هذه التجربة..

    تقبّل الأمر بهدوء.. واستمرت علاقتنا نحو العام، تحاورنا لساعات متواصلة عن النجوم، عن الحياة والموت، وكذلك الأرواح وإعادة تشكيلها وتناسخها، وأيضا في السياسة، في المرأة والرجل.. وفي جميع الأمور العامة والخاصة.

    تبادلنا الإهداءات وتشاركنا في سماع الأغاني الطربية الجميلة.. وأصبح الإصغاء للعاطفية منها قمة المتعة عندي.. لكنه بدأ في التغيّر التدريجي، والبعد حتى قطع كل صلة له بي ..

    هذا الفراق جرح أنوثتي فلم أحاول البحث عنه، رغم حزني الشديد لكني تقبلت الأمر الواقع، فأنا مريضة.. ولكل شـيء نهــاية، هــذا ما أدركـته منذ الـبداية.. !

    بعد أربعة أشهر من غيابه، تردّت حالتي الصحية، وسقطت صريعة المرض، أكافح من أجل البقاء والحمى تفتك بي. وعلى حين غرة فتحت عيني فرأيته قرب سريري يشع هالة من نور..

    ما أجمله من انسان, كلاّ.. ليس انسان بل ملاك! وعلى الفور شرع في وضع الكمّادات الباردة على جبيني ورأسي .. يمسك بيدي، يغمرها بيديه يضغط عليها بحنان، يشد أزري ويحثني على مقاومة مرضي، حتّى بدأت أتعافى ومازال يلازمني في كل لحظة لا يغمض له جفن.

    شعشعت شمسه وعم دفئها روحي ودعوته بأغلى ناسي..

    تراجعت الحمى، واستطعت أن التقط أنفاسي.. استيقظت أجول بنظري لكنه لم يكن هناك.. وجدت والدي يشغل مقعده قربي، مد يده يتحسس جبيني.. يغمرني بابتسامة مشعة يهنئني بالسلامة، واختفى حسن دون أن أراه... !

    بعدما انتعشت تماما عدت إلى حاسوبي.. أبحث عنه للتواصل معه من جديد، تصفحت موقع عمله، وكأن أحدا صفعني بشدة لدى رؤية صورته متشحة بالسواد، مصاحبة لخبر نعيه..

    الطيّب حسن - ملاكي، مؤنس وحدتي، وجليسي.. حبيب عمري، وأقرب الناس لروحي، قد فارق الحياة منذ أربعة شهور إثر صراعه مع داء السرطان الخبيث....... !


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.
  • د .أشرف محمد كمال
    قاص و شاعر
    • 03-01-2010
    • 1452

    #2
    أخيراً تخليت عن النهايات السعيدة أخت ريما..!!
    قصة تراجيدية جميلة وفكرتها رائعة وقفلتها محكمة
    لكنني أرى أنك استعجلت عليها قليلاً في النشر
    فهي تحتاج إلي مراجعة كتابيه و تعديل طفيف بالصياغة
    فكلمة طيف تكررت عدة مرات
    وكأنك تحاولين تذكيرنا بالعنوان
    برغم أننا يمكننا استنتاجه من الصياغة..!!
    أراك تتقدمين سريعا في كتاباتك أخت ريما
    فإلى الأمام دائما دمت بهذا الألق ودام يراعك
    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
    فتفضل(ي) هنا


    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      لم يكن طيفا
      كان وجودا بكامل حضوره
      و رجلا يستحق الحياة .. لم يدع المرض ، و لم يقل مرة أنه مهدد بالموت أو .....
      و لكن ذهب حين حانت ساعته
      ليظل في روحها أبدا
      و هي تعيش الاعتصار ، بعد أن أشفقت على نفسها و عليه
      من مرضها هي .. فالحياة و الموت بأمر علام الغيوب !

      جميلة أستاذة ريما
      بوركت
      التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 06-01-2012, 18:18.
      sigpic

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        قصّة إنسانيّة بامتياز..
        صيغت بقلمٍ يجيد التعبير عن مواطن الألم في الروح..
        ساعة انكسارٍ على يد القدر..
        والفضاء على رحابته
        قارب بين الأرواح المتآلفة..
        لتصوغ لحناً، يوشم في الذاكرة
        من الصعب نسيانه
        سلمتْ يداك ريما المبدعة
        حيّاااااااااااكِ.

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • أحمد عيسى
          أديب وكاتب
          • 30-05-2008
          • 1359

          #5
          الرائعة ريما
          كان هو طيفاً ، حين زارها وآنسها في مرضها وهو متوفي اثر مرضه الخبيث
          وكانت هي تصارع مرضها ، فتقترب منه شيئاً فشيئا
          قصة انسانية مؤلمة ، رغم ما تحمله من أمل وألم في ذات الوقت
          قلمك يستطيع الأفضل كل مرة

          تحياتي كلها
          ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
          [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

          تعليق

          • ريما ريماوي
            عضو الملتقى
            • 07-05-2011
            • 8501

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة د .أشرف محمد كمال مشاهدة المشاركة
            أخيراً تخليت عن النهايات السعيدة أخت ريما..!!
            المشاركة الأصلية بواسطة د .أشرف محمد كمال مشاهدة المشاركة
            قصة تراجيدية جميلة وفكرتها رائعة وقفلتها محكمة
            لكنني أرى أنك استعجلت عليها قليلاً في النشر
            فهي تحتاج إلي مراجعة كتابيه و تعديل طفيف بالصياغة
            فكلمة طيف تكررت عدة مرات
            وكأنك تحاولين تذكيرنا بالعنوان
            برغم أننا يمكننا استنتاجه من الصياغة..!!
            أراك تتقدمين سريعا في كتاباتك أخت ريما
            فإلى الأمام دائما دمت بهذا الألق ودام يراعك
            نعم الأستاذ المبدع الرائع د. أشرف كمال..

            وأخيرا تخليت عن النهايات السعيدة , وليس هنا فقط
            بل في طاحونة الحياة أيضا التي طرحتها سابقا.


            بخصوص انتقادك معك حق, والسبب فرط الحماس,
            عدت فعدلت, شكرا لك على التنويه.

            ولكم أسعدني حضورك الفعّال الجميل ...

            كن بخير أستاذي.. الله يسعدك ويوفقك...

            مودّتي وتقديري.

            تحياااتي.



            أنين ناي
            يبث الحنين لأصله
            غصن مورّق صغير.

            تعليق

            • ليندة كامل
              مشرفة ملتقى صيد الخاطر
              • 31-12-2011
              • 1638

              #7
              السلام عليكم
              قصة مؤلمة وموجعة الحب بين أحضان المرض حين تعافت من مرضها بحبه باغتها بموته ربما من حبها
              كل تلك الفترة التي عشقا بعضهما بعضا لم يخبرها بحقيقة مرضه في حين كانت سباقة الى كشف مرضها
              تتراجيديا العشاق بأسلوب مختلف وفكرة مختلفة أيضا
              تحية لقلمك ريما تقبلي خربشاتي يا صديقتي حبي الكبير ليندة
              http://lindakamel.maktoobblog.com
              من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

              تعليق

              • صالح صلاح سلمي
                أديب وكاتب
                • 12-03-2011
                • 563

                #8
                الاخت الكريمة ريما الريماوي
                نعم قصة انسانية مؤلمة
                برغم اني لم يرق لي أن تبحث عن صداقته على النت
                ربما كانت متأكدة بعد اول لقاء انه لن يأت منه الا الطيب
                استمتعت بالقراءة
                شكرا لكِ

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #9
                  جميلة القصة أختي ريما .
                  أعجبتني حقا.
                  مودّتي و أنتظر منك نصوصا أخرى .
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • د.نجلاء نصير
                    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                    • 16-07-2010
                    • 4931

                    #10
                    الرائعة :ريما
                    كان ملاكا حارسا لروح رقيقة
                    غملرها بمحبته وأسّر في نفسه اعتلال صحته
                    وهبها الأمل لتحيا من جديد
                    ما أروع العطاء
                    أعجبني ما قرأت هنا ريما غاليتي
                    وانتظار جديدك دائما
                    sigpic

                    تعليق

                    • ريما ريماوي
                      عضو الملتقى
                      • 07-05-2011
                      • 8501

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                      لم يكن طيفا
                      كان وجودا بكامل حضوره
                      و رجلا يستحق الحياة .. لم يدع المرض ، و لم يقل مرة أنه مهدد بالموت أو .....
                      و لكن ذهب حين حانت ساعته
                      ليظل في روحها أبدا
                      و هي تعيش الاعتصار ، بعد أن أشفقت على نفسها و عليه
                      من مرضها هي .. فالحياة و الموت بأمر علام الغيوب !

                      جميلة أستاذة ريما
                      بوركت
                      نعم أستاذ ربيع هي أحبت الإنسان فيه,

                      ولكن مع الأسف العلاقة بدأت وانتهت من خلال الشبكة,

                      وهي اضطرت أن تحكي وضعها الصحي له لآنّه اعرب عن رغبته بالزواج

                      ويبدو في ذلك الوقت كان متوقعا أنه سيقهر المرض الذي تمكن من صرعه في النهاية,

                      لكم أسعدني مرورك الكريم, دم بخير أستاذي,

                      مودتي وتقديري.

                      تحياااتي.


                      أنين ناي
                      يبث الحنين لأصله
                      غصن مورّق صغير.

                      تعليق

                      • ريما ريماوي
                        عضو الملتقى
                        • 07-05-2011
                        • 8501

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                        قصّة إنسانيّة بامتياز..
                        صيغت بقلمٍ يجيد التعبير عن مواطن الألم في الروح..
                        ساعة انكسارٍ على يد القدر..
                        والفضاء على رحابته
                        قارب بين الأرواح المتآلفة..
                        لتصوغ لحناً، يوشم في الذاكرة
                        من الصعب نسيانه
                        سلمتْ يداك ريما المبدعة
                        حيّاااااااااااكِ.
                        أهلا وسهلا أستاذتي المبدعة إيمان,

                        دائما يسعدني مرورك, وكلامك المعبّر الجميل.

                        كوني بخير أستاذتي الرائعة.

                        الله يسعدك ويوفقك ويحفظك.

                        محبتي, احترامي, وتقديري.


                        أنين ناي
                        يبث الحنين لأصله
                        غصن مورّق صغير.

                        تعليق

                        • ريما ريماوي
                          عضو الملتقى
                          • 07-05-2011
                          • 8501

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                          الرائعة ريما
                          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                          كان هو طيفاً ، حين زارها وآنسها في مرضها وهو متوفي اثر مرضه الخبيث
                          وكانت هي تصارع مرضها ، فتقترب منه شيئاً فشيئا
                          قصة انسانية مؤلمة ، رغم ما تحمله من أمل وألم في ذات الوقت
                          قلمك يستطيع الأفضل كل مرة

                          تحياتي كلها
                          أهلا وسهلا الأستاذ المبدع أحمد عيسى,
                          نعم هو كان كذلك, وشكرا جزيلا لك على المرور الكريم,

                          وبدعمكم بإذن الله أتحسن.
                          الله يسعدك ويوفقك ويحفظك,

                          مودتي وتقديري.

                          تحياااتي.


                          أنين ناي
                          يبث الحنين لأصله
                          غصن مورّق صغير.

                          تعليق

                          • ريما ريماوي
                            عضو الملتقى
                            • 07-05-2011
                            • 8501

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ليندة كامل مشاهدة المشاركة
                            السلام عليكم
                            قصة مؤلمة وموجعة الحب بين أحضان المرض حين تعافت من مرضها بحبه باغتها بموته ربما من حبها
                            كل تلك الفترة التي عشقا بعضهما بعضا لم يخبرها بحقيقة مرضه في حين كانت سباقة الى كشف مرضها
                            تتراجيديا العشاق بأسلوب مختلف وفكرة مختلفة أيضا
                            تحية لقلمك ريما تقبلي خربشاتي يا صديقتي حبي الكبير ليندة
                            أهلا غاليتي ليندة ...

                            لكم سررت بمرورك الجميل, وتعاونك الكريم.

                            وأهلا وسهلا بك خامة أدبية راقية بيننا.

                            الله يسعدك ويوفقك ويحفظك,

                            مودتي وتقديري.

                            تحياااتي.


                            أنين ناي
                            يبث الحنين لأصله
                            غصن مورّق صغير.

                            تعليق

                            • ريما ريماوي
                              عضو الملتقى
                              • 07-05-2011
                              • 8501

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
                              الاخت الكريمة ريما الريماوي
                              نعم قصة انسانية مؤلمة
                              برغم اني لم يرق لي أن تبحث عن صداقته على النت
                              ربما كانت متأكدة بعد اول لقاء انه لن يأت منه الا الطيب
                              استمتعت بالقراءة
                              شكرا لكِ
                              أهلا وسهلا بك الأستاذ صلاح ...

                              لكم سعدت بمرورك الكريم..

                              لمَ لم يرق لك البحث عنه من خلال النت

                              من منطلق الرجل الشرقي المتعصب,

                              أم الحبكة لم تعجبك بهذه الطريقة؟

                              نعم هي أحبت لطفه وهدوءه

                              ولما تعرفت عليه أكثر أحبت

                              ثقافته وسعة علمه.

                              شكرا لك, الله يسعدك ويوفقك ويحفظك.

                              مودتي وتقديري.

                              تحياااتي.


                              أنين ناي
                              يبث الحنين لأصله
                              غصن مورّق صغير.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X