المـوت علينــا حـــــــق
من حقنا أن نجادل في كل شيء وفي أي شيء إلا أنه ليس لنا أن نجادل أبدا في أن الموت علينا حق ، لذلك لا نستطيع أمام الموت إلا أن نقول سبحان من له الدوام .. كل نفس ذائقة الموت ، حتما سيموت الكبير والصغير الوزير والخفير .. سيموت الرئيس ـ رئيس كوالالامبور طبعا ـ والمرؤوس .. من أجل هذا عندما مرضت أرسل لي الشاعر الصديق عبد الرحمن يوسف رسالة قصيرة قال لي فيها فداك الرئيس وآل الرئيس ـ يقصد رئيس نيكارجوا ـ فأرسلت له قائلا : فداك التعيس ..وبوش الخسيس .. وإبن الرئيس ـ أقصد رئيس الصومال ـ .. وحاكم يسافر بولندا ونيس .. ليأتي بعفش ٍ لذاك العريس .. ونحن من الجوع متنا فطيس.. نعم نحن من الجوع متنا فطيس ، وكل شعب من شعوب العالم وله موتته وطريقته المفضلة في الانتقال إلى العالم الآخر وعلى شاكلة تختلف عن الشعوب الأخرى، فالشعب الأمريكي مثلاً يموت تحت وطأة الكوارث الطبيعية من أعاصير وزلازل، كما أنه أحياناً يموت بالإيدز وأحياناً أخرى يموت من المخدّرات وفي كل الأحيان يموت حبّا في "إسرائيل"، وخوفاً من أسامة بن لادن، ويموت صريعاً برصاص المقاومة في العراق وأفغانستان ويموت من غباء بوش وحقارة كونداليزا ، ويموت أخيراً من الضحك على السادة أصحاب الفخامة والجلالة والسمو من حكّامنا العرب، وعن موت "الإسرائيليين" فحدث ولا حرج حيث يموتون رعباً من حسن نصر الله ويموتون غيظاً وكمداً من حركة المقاومة الفلسطينية حماس ويموتون صرعى في العمليات الاستشهادية البطولية ، إلا أنهم أيضاً يموتون في حب محمود عباس ورفيقه دحلان، ويُروى أن "الإسرائيليين" مثلهم مثل الأمريكان يموتون من شدة عشقهم لحكامنا العرب.
ويموت الشعب الفلسطيني البطل شهيداً تحت القصف "الإسرائيلي" وبسبب الحصار الوحشي اللاإنساني ويموت بسبب تجاهل العالم وانحيازه الأحمق لإسرائيل، كما يموت الفلسطينيون بشموخ وكرامة وفدائية أثناء عملياتهم الاستشهادية ، إلا أنه أيضاً يموت أثناء الصراع بين حركتي فتح وحماس.
ويموت الشعب العراقي شهيداً برصاص المحتل الأمريكي الغاشم ويموت وهو يقاوم ذلك المحتل الأمريكي ولكنه آنذاك يموت وهو واقفا على قدميه في عزة وإباء .. إلا أنه يموت أيضاً بلا مبرر أثناء الصراع الغبي بين الشيعة والسنة.
ويموت الشعب الانجليزي عندما يكون تابعاً للأمريكيين في العراق، كما أنه يموت في حوادث الطرق، وأيضاً أثناء الشغب في مباريات كرة القدم.
ويموت الشعب الصومالي من العطش والجفاف والجوع والحروب الأهلية ... كما أن الشعب السوداني الشقيق ظل عبر سنوات طويلة يموت من الحروب الأهلية بين الشمال والجنوب ومن الجوع في بعض الأحوال ومن ديكتاتورية حاكمه في أحوال أخرى .
ويموت الشعب اليمني وهو جالس في مكانه أثناء مضغ القات، ويموت الشعب الكويتي كراهية في صدام حسين وحبّاً في بوش وآله وغروراً على باقي أشقائهم العرب.
ويموت الشعب السويسري منتحراً بسبب الرفاهية الشديدة ، ويموت الفرنسيون في النميمة والتعالي على باقي الجنس الأوروبي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
أما الشعب المصري ذلك الشعب الصابر الصامد عبر آلاف السنين فإنه دوناً عن شعوب العالم قد جمع كل أشكال الموت حيث جرب منذ سنوات الموت بفعل الزلازل ، ولكنه دائما يموت غرقاً في البحر الأحمر أثناء ركوبه العبّارات أو في البحر المتوسط أثناء سفره هروباً وبحثاً عن الرزق في أوروبا ، ويموت تحت أنقاض العمارات المنهارة التي تم بناءها بأسمنت مغشوش وحديد مثل الملبن أو التي لم يتم تنكيسها بسبب الرشاوى التي يتلقاها مهندس الحي ، ويموت حرقاً أثناء جلوسه في مسارح الدولة أو أثناء ركوبه القطارات المتجهة للوجه القبلي أو الوجه البحري، ويموت من أنفلونزا الطيور ومن أمراض الكبد والسرطان.. تلك الأمراض التي انتشرت بسبب المبيدات المسرطنة أو المياه الملوثة، ويموت من التعذيب في سجون وزارة الداخلية وأمن الدولة وفي أقسام الشرطة على يد ضباط المباحث المغاوير، ويموت الموظف المصري انتحاراً بسبب يأسه من مواجهة غلاء الأسعار، ويموت بسبب الزحام وهو واقف في طابور العيش، في حين يموت حكامه من التخمة عملاً ببيت الشعر الشهير .. تموت الأسد في الغابات " الطابور " جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب.
ثروت الخرباوي
من حقنا أن نجادل في كل شيء وفي أي شيء إلا أنه ليس لنا أن نجادل أبدا في أن الموت علينا حق ، لذلك لا نستطيع أمام الموت إلا أن نقول سبحان من له الدوام .. كل نفس ذائقة الموت ، حتما سيموت الكبير والصغير الوزير والخفير .. سيموت الرئيس ـ رئيس كوالالامبور طبعا ـ والمرؤوس .. من أجل هذا عندما مرضت أرسل لي الشاعر الصديق عبد الرحمن يوسف رسالة قصيرة قال لي فيها فداك الرئيس وآل الرئيس ـ يقصد رئيس نيكارجوا ـ فأرسلت له قائلا : فداك التعيس ..وبوش الخسيس .. وإبن الرئيس ـ أقصد رئيس الصومال ـ .. وحاكم يسافر بولندا ونيس .. ليأتي بعفش ٍ لذاك العريس .. ونحن من الجوع متنا فطيس.. نعم نحن من الجوع متنا فطيس ، وكل شعب من شعوب العالم وله موتته وطريقته المفضلة في الانتقال إلى العالم الآخر وعلى شاكلة تختلف عن الشعوب الأخرى، فالشعب الأمريكي مثلاً يموت تحت وطأة الكوارث الطبيعية من أعاصير وزلازل، كما أنه أحياناً يموت بالإيدز وأحياناً أخرى يموت من المخدّرات وفي كل الأحيان يموت حبّا في "إسرائيل"، وخوفاً من أسامة بن لادن، ويموت صريعاً برصاص المقاومة في العراق وأفغانستان ويموت من غباء بوش وحقارة كونداليزا ، ويموت أخيراً من الضحك على السادة أصحاب الفخامة والجلالة والسمو من حكّامنا العرب، وعن موت "الإسرائيليين" فحدث ولا حرج حيث يموتون رعباً من حسن نصر الله ويموتون غيظاً وكمداً من حركة المقاومة الفلسطينية حماس ويموتون صرعى في العمليات الاستشهادية البطولية ، إلا أنهم أيضاً يموتون في حب محمود عباس ورفيقه دحلان، ويُروى أن "الإسرائيليين" مثلهم مثل الأمريكان يموتون من شدة عشقهم لحكامنا العرب.
ويموت الشعب الفلسطيني البطل شهيداً تحت القصف "الإسرائيلي" وبسبب الحصار الوحشي اللاإنساني ويموت بسبب تجاهل العالم وانحيازه الأحمق لإسرائيل، كما يموت الفلسطينيون بشموخ وكرامة وفدائية أثناء عملياتهم الاستشهادية ، إلا أنه أيضاً يموت أثناء الصراع بين حركتي فتح وحماس.
ويموت الشعب العراقي شهيداً برصاص المحتل الأمريكي الغاشم ويموت وهو يقاوم ذلك المحتل الأمريكي ولكنه آنذاك يموت وهو واقفا على قدميه في عزة وإباء .. إلا أنه يموت أيضاً بلا مبرر أثناء الصراع الغبي بين الشيعة والسنة.
ويموت الشعب الانجليزي عندما يكون تابعاً للأمريكيين في العراق، كما أنه يموت في حوادث الطرق، وأيضاً أثناء الشغب في مباريات كرة القدم.
ويموت الشعب الصومالي من العطش والجفاف والجوع والحروب الأهلية ... كما أن الشعب السوداني الشقيق ظل عبر سنوات طويلة يموت من الحروب الأهلية بين الشمال والجنوب ومن الجوع في بعض الأحوال ومن ديكتاتورية حاكمه في أحوال أخرى .
ويموت الشعب اليمني وهو جالس في مكانه أثناء مضغ القات، ويموت الشعب الكويتي كراهية في صدام حسين وحبّاً في بوش وآله وغروراً على باقي أشقائهم العرب.
ويموت الشعب السويسري منتحراً بسبب الرفاهية الشديدة ، ويموت الفرنسيون في النميمة والتعالي على باقي الجنس الأوروبي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
أما الشعب المصري ذلك الشعب الصابر الصامد عبر آلاف السنين فإنه دوناً عن شعوب العالم قد جمع كل أشكال الموت حيث جرب منذ سنوات الموت بفعل الزلازل ، ولكنه دائما يموت غرقاً في البحر الأحمر أثناء ركوبه العبّارات أو في البحر المتوسط أثناء سفره هروباً وبحثاً عن الرزق في أوروبا ، ويموت تحت أنقاض العمارات المنهارة التي تم بناءها بأسمنت مغشوش وحديد مثل الملبن أو التي لم يتم تنكيسها بسبب الرشاوى التي يتلقاها مهندس الحي ، ويموت حرقاً أثناء جلوسه في مسارح الدولة أو أثناء ركوبه القطارات المتجهة للوجه القبلي أو الوجه البحري، ويموت من أنفلونزا الطيور ومن أمراض الكبد والسرطان.. تلك الأمراض التي انتشرت بسبب المبيدات المسرطنة أو المياه الملوثة، ويموت من التعذيب في سجون وزارة الداخلية وأمن الدولة وفي أقسام الشرطة على يد ضباط المباحث المغاوير، ويموت الموظف المصري انتحاراً بسبب يأسه من مواجهة غلاء الأسعار، ويموت بسبب الزحام وهو واقف في طابور العيش، في حين يموت حكامه من التخمة عملاً ببيت الشعر الشهير .. تموت الأسد في الغابات " الطابور " جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب.
ثروت الخرباوي
تعليق